Tuesday, February 14, 2012

الحراك السياسي

                                              بسم الله الرحمن الرحيم


                                                 الحراك السياسي


                     الأمور السياسية في الوطن ليبيا تمر بمرحلة حراك قوية ،، ومعظم الجميع من الطبقة المثقفة ،، والغير مثقفة تحاول قدر إمكانها إثبات وجودها في السوق الوطني المكتظ بالجميع طلاب السلطة والشهرة ،،، الثوارالأحرار ،،، الشرفاء والطحالب ،،وأشباه الرجال من كل نوع وشكل حتى لا تمر المسيرة من أمامهم ويصبحون  مهمشين بالخلف ،، يريدون الحصول على غنيمة مهما كانت كبيرة أم صغيرة ،، يبحثون عن أدوار في الصدارة ،،، والحديث السياسي يتداول بكثرة من معظم الشرائح الوطنية في الإجتماعات واللقاءات العامة والخاصة وفي البيوت طوال الوقت ،، ضمن الإعلام من صحف ومناشير وقنوات مرئية وإذاعات صوتية وفيس بوك وإنترنت بالحاسوب ،،،  والذي معظمه سمين وغث مختلط ،،، به الكثير من الحسنات الخيرة فى توعية الجماهير الليبية ،، والبعض منها مدسوس وبخبث مسيس ضمن أطر معينة تدعو إلى برامج وتلميع شخصيات عفى عليها الزمن ،، لا تريد الإعتراف وإحترام السن والتقاعد ،، وترك السلطة والحكم لرجال وشباب الوطن ،، فقد هرمنا ،، هرمنا ،، ولكن تعلمنا ،، تعلمنا ،، فنحن الآن نحتاج إلى الجديد حتى نتحضر ونسمو ونتقدم ،، وليس الماضي الذي عفى عليه الزمن ،، الترديد المستمر لأحداث مضت بخيرها وشرها ،،، وماذا عملنا من قبل ،،، ؟؟
فالشعب الليبي مازال بكراً لم يتعلم بعد الديمقراطية الحقيقية في التعامل بدون الغضب والتشنج ،، وإحترام الرأي الآخر ،، بل شعب  مسالم طيب وطاهر نقي من الشوائب  لم يلوث بعد ...  مع إن النظام السابق حاول عن جهل طوال 42 سنة إرجاعه للخلف والتخلف ضمن مقولات كثيرة ظهرت على السطح  ،،  لها بريق لامع مما السذج والجهلة من أبناء الشعب صدقوها وأيدوها وتبعوها ،، والنتيجة هي لعنة من اللعنات على المدى البعيد كمن يدس السم الزعاف في العسل ،، مما تأخر الوطن عن مواكبة الحياة والتقدم  وإضطر الكثيرون للهرب وآثروا الغربة وقسوتها وصعابها على البقاء تحت الظلم والإرهاب ،،،
والدليل الحاسم بعد إنتصار الثورة ،،  لا توجد مؤسسات سياسية وطنية شعبية يعتمد عليها في إدارة الحكم المنظم ضمن أجندات معروفة سابقة  ،،، وصعب ترك المجتمع القبلي الذي رسخه النظام السابق طيلة عقود وسنيين عديدة ،،، وتغييره في فترة بسيطة  بين يوم وليلة إلى مجتمع حضاري ديمقراطي يؤمن بالحوار وإحترام الرأي الآخر ،، فكل قسم وشريحة  الآن تحاول الإنخراط في الحراك السياسي بجميع جهدها بدون أية دراسات ولا تخطيط ،، بل حب الظهور والشهرة هو الأساس الذى يرغبه البعض ،،، وبالأخص الزعامات السابقة الهشة ،، تريد الحفاظ على مكانتها في الصدارة ،،، ولا ترضى أن تتخلف عن الركب وتهمش وتصبح بالوراء ،، نظير التخلف والجهل .
وهذا العمل الحراك السياسي ،،، عبارة عن خطوات بسيطة في المسيرة النضالية السياسية من أجل الوصول للكمال والتي نحن نحتاج إلى وقت طويل حتى نصل لبعض النتائج ،، ولكن في جميع الأحوال هذا الطبخ المستمر بدون توقف ،، يوماً ما مع الوقت سوف نصل إلى مزيج معين يرضى عنه الشعب ،،،  وبالتالي نستطيع الركون له وإعتماده من النخب حتى يصبح  عقدا وإتفاقاً  ،، دستوراً وطريقاً عليه نمشي ونستمر .
كنا بالسابق في ليبيا بعد الإستقلال  ،،  أيام الشباب ونحن صغار بالسن والتجربة ،،، جوعى للحرية في أي معنى من معانيها ،، وصدقنا التراهات والمهاترات من الإعلام الوحيد المصري الذي كان وقتها طاغ على الساحة ،،، كان يذاع من قناة صوت العرب من القاهرة الناصرية ،،، بصوت مذيعها المشهور بالدجل والنفاق ( أحمد سعيد ) وهو يطبل ويدجل ويزمر بأمجاد العرب ،، طالباً شحذ الهمم للعرب  ،، متحديا الغرب ،، نظير سياسات قادة مصر فى ذاك الوقت ،،، وصدقنا الأكاذيب وإرتمينا في أحضان الشرق بجهالة ،، وأثبتت الأيام ،، عندما ضاع الأمل والحلم ،، وخسرنا الحرب في نكبة 1967م إننا كنا على خطأ مخدرين ،، سائرون للهلاك ضمن لعبة شطرنج دولية من القوى الخفية  الغرب والشرق حتى لا ننهض من السبات والنوم ،،
والآن التاريخ يعيد نفسه ولكن في صور أخرى ،،، ورأيي الخاص نحتاج فيها إلى وقفة سريعة  ،، تريث وإنتظار في المحطة ونترك القطار يمضي بسرعة ،، لا نريد ركوبه والصعود عليه كركاب تابعون موجهون إلى جهة معينة حسب الإتجاه الذي رسمه الآخرون ،،، بل نتمهل ونطلب العلم ونجتهد مهما إستغرقنا من وقت حتى نصل  ،،  ونصبح من صناع القرار ،، لنا شأن ومكان  ،،، لاعبون مهرة ،، وليس أحجار شطرنج لعبة بين أصابع وأيادي الآخرين ،، عندها نصعد القطار بإباء رافعين الرؤوس شامخين ونثبت الوجود بأننا قادرون على الحياة ومواكبة الأمم والعصر بإنفتاح وعقل وعلم  ،، بحيث لا يستطيع أي إنسان ،، أو قوة غير الخالق الذي خلق  ،،، أن تهمشنا وتلغي وجودنا وتحتل أفكارنا وأراضينا ونستعمر بأي صورة من الصور الحديثة حسب العصر الآن وهو المال والإقتصاد الذي هو عصب الحياة ،، وتملي شروطا ،، وتضع عقوبات أممية دولية كما يرغبون ،، ونحن بشر لنا كيان ودين موحد ،، يوحد بالواحد الأحد ،، الله عز وجل ،،
الحياة الآن في هذا العصر والقرن 21  تغيرت تغيرا شاملاً للأفضل ،، نحن الآن في عصر العولمة الذي غير أمورا كثيرة للأحسن من سهولة المواصلات والإتصالات والعلوم الحديثة التي غيرت البشر في كثير من الأمور من ظلام وجهل إلى علم ونور ،، والشعب الليبي جزء من هذا العالم الذي تغير وتقدم في العلم والفهم  وليس مثل أواخر القرن الماضي  ،، وفي نظري لن يستطيع أي جاهل أن يكون بالمقدمة ويستولي على السلطة بسهولة مثل السابق كما حدث من الصنم عام 1969م بإنقلاب أسود وإستولى على الوطن بضربة حظ وغفلة من الشعب المتعطش للتغيير ،، حتى نسى ولم يسأل ويتساءل من هو القادم الجديد ؟؟؟ .
إنني الذي أود قوله هو أن الحياة ليست سهلة وحكم الوطن مثل ليبيا مترامية الأطراف بالسلم والسلام صعبة بالحوار والنقاش ،، من غير إظهار القوة والتكشير عن الأنياب في بعض الأحيان بالحكمة والعدل والمساواة ،،، فلا يرضى العباد إلا الجواد العالم بالأمور ،،، والحراك والمخاض والعصر والضغط ،السياسي والإحتقان ، نحن كشعب حر ثائر بحاجة ماسة له ،، نتطلب وقتاً نهوج ونموج  ،، حتى نصل إلى بعض الكمال ونستطيع أن نضع أرجلنا على الطريق الصحيح ،،، لنستمر في المسيرة ونتغلب على  عشرات العوائق بل المئات من المشاكل من تحديات ومواجهات وخلفيات عنصرية وجهوية وقبلية ودولية وأعداء متربصون بالداخل طابور خامس في الظل نائم ،،، وأعداء بالخارج ليبيون  ،، خونة هاربون ولصوص سرقوا الملايين من خزينة الشعب  ،،، وغيرهم يحسدوننا على خيراتنا ووطننا  ،،، يحاولون قدر الإمكان النيل منا ،، وإرجاعنا للخلف ،، ولكن نسوا وتناسوا أهم شيء ،، أن إرادتنا قوية ،، وقلوبنا صلبة ،، مستعدون للعطاء والفداء بالأرواح والدم ،، مؤمنون بتعاليم الله عز وجل ،، متمسكون بالعروة الوثقى بحبل الله تعالى الذي لا ينقطع ،، نريد العيش في سلام وأمن وأمان ،، نحترم جميع الأديان السماوية ،، نحترم الشعوب والبشر ،،، وبالتالي لن نخسر لا دنيا ولا آخرة ،، طالما نحن نجاهد وعلى الحق ،، والله الموفق .

                                             رجب المبروك زعطوط

                                                   2012/2/14م

   



No comments:

Post a Comment