Friday, February 26, 2016

قصصنا الرمزية 31

بسم الله الرحمن الرحيم

 الدموع

 مهما تحدثت وكتبت عن مايحدث في غابة المختار من معاناة وشقاء لا أستطيع الإيفاء من كثرة الأحداث اليومية من بلاء ومحن ومعاناة على الساحة .... حيواناتها الناطقة المسؤولة أولاة الأمر معظمهم يدعون الوطنية وأنهم أصحاب عقول وفهم ومعرفة وقادرين على العمل الكثير للصالح العام والنهوض بالغابة في وقت قليل والواقع المرير يختلف كل الإختلاف عن حقيقة الزعم والإدعاء الكاذب المخزي ، حيث مرت الآن خمسة سنوات على  ثورة 17 فبراير وتم النصر في شهر اكتوبر وهلاك الطاغية ومازلنا ندور في  نفس المتاهات والحلقات الفارغة بلا نهاية بدون الخروج لبر النجاة والتي جعلت الجميع سكارى وماهم بسكارى ، يعيشون في هرج ومرج و بدون إستقرار وشياطين الإنس من الخوارج المرتدين أدعياء الدين وتطبيق الشرع حسب أهوائهم وقطع رقاب العالمين بدون عدل ولا أي وجه حق كان...

               لها الدور الكبير عن مايحدث من مآسي ومخازي والتناحر على السلطة والنهب للأموال العامة والقتل والخطف وطلب الفديات الباهظة بالقوة ونقص الخبز والوقود للسيارات وقطع تيار الكهرباء بالساعات يوميا بحجج النقص في الوقود في غابة تنتج وتصدر النفط بكميات كبيرة غير محتاجة للدعم من الآخرين وضياع الوقت الكثير بدون نتيجة في البحث عن رغيف الخبز للشراء ،  والوقوف في الطوابير الطويلة أمام المخابز في الإنتظار و التي ذكرتنى بأيام الطاغية السابقة العجاف ...

                  زادت الأسعار في جميع المواد والأشياء الضرورية للعيش والحياة ، تغيرت الأرقام بقدرة  قادر و تضاعفت أضعافا كثيرة نظير الجشع والربح الحرام ، لا تصدق مهما تحدثت وكتبت عنها ... لا أستطيع الجمع من كثرتها وعملتنا المالية ، الدينار هبطت قيمته المادية الرسمية أمام العملات الأخرى الأجنبية واصبح في الحضيض والسوق السوداء في أوج العمل من بيع وشراء والتحويل للعملات الغربية والتي شبه معدومة وبأغلى الأسعار ... والمضطرين المحتاجين للسفر بسرعة وبالأخص المرضى على حسابهم الخاص وليس لهم الوقت والتعطيل في إنتظار الموافقات من الدولة للقيام  بالتحويل بالسعر الرسمي أو الضم على الحساب العام ، حساب المجتمع غير قادرين على الدفع الباهظ والشراء للعملات الأجنبية من دولار ويورو نظير الغلاء المفتعل من أغنياء المحن وأثرياء الإحتكار ، مما استفحل مرض  الكثيرين  وتمادى وصعب علاجهم  وتأخر شفائهم والبعض فارق الحياة وأصبح في ذمة الله تعالى وهو ينتظر...  

                     نظير الفوضى وعدم الإدارة السليمة التي في خلال خمسة سنوات تعاقبت على الحكم عدة حكومات رمزية فاشلة لا تهش ولا تنش غير النهب للخير العميم في الفرص التي سنحت لهم ، ومازال الامر يزداد سوءا وغرقا كل يوم، والحل الرئيسي لجميع هذه الأمور الشائنة والمعيبة ، وجود قيادة حكيمة شرسة عادلة تفرض الوجود بالقوة على الساحة حيث شعب غابة المختار تعود على الإرهاب والقهر ولا يستطيع في الوقت الحاضر حكم نفسه بنفسه بدون المصالحة الوطنية والوفاق والإستعانة بالحلفاء لتطهير الغابة من أفاعي الشر المجرمين بالبتر كما فعلت دولة الكويت لتحافظ على إستقلالها من أن يهان وتنتهي من الوجود وتصبح محافظة من محافظات دولة العراق...   ويتم البتر والقطع بالعدل والقانون لكثير من رؤوس الشر اليانعة بسرعة بدون تعطيل  ، ومد اليد بالسلام بصدق وعدل وفرض الأمن والأمان حتى يخاف الأشرار ويرهب الأعداء ان غابة المختار ليست مطية لكل من هب ودب بحجج الجهاد المزعوم ، بل بها رجالا ونساءا وطنيين صادقين مهما تأخر الوقت يوما سوف ينتصرون !!!

                 السبب الكبير والمهم لهذه المآسي نتيجة عوامل كثيرة تراكمت خلال العقود السابقة من حكم القهر والجهل من الفرد الواحد ودخل عائدات النفط بأرقام خيالية والذي  أصبحت نقمة وبلاء حل على الأكتاف وليس نعمة، نظير الجهل والغرور وعدم التخطيط السليم والولاء لغابة المختار...  مما أصبحت أمنا الغابة الغالية مستهدفة من كل من هب ودب من المغامرين  الذين يحاولون نهب الخير الكثير في غياب  حراس أمناء للحفاظ عليه حيث رزقا عاما للجميع ، ناسين ومتناسين الحمد والشكر لله تعالى على النعم العديدة والحفاظ عليها بقوة بما أمر الله تعالى بالحق حتى يزداد الخير ويسعد الشعب ويفيض ويسعد الجيران الآخرين الذين يعانون من  نقص الكثير من الأشياء الضرورية للعيش كرماء بدلا من مد اليد وضياع ماء الوجه والكرامة لكل من هب ودب

                    التقنين والإقتصاد والمنع الكامل في الصرف العشوائي على الارهاب العالمي وشراء النفوس للآخرين من الدول العديدة بدون حساب والحروب مع الجيران كما عمل النظام السابق عاث الفساد ونحن ليس لدينا فيها أي مصلحة،  لا ناقة ولا جمل حتى نعتدي على الغير ...  والهدر الكبير في إستعمال المواد الغذائية للطهي حسب الحاجة ، وغيرها من كثير الأشياء والتي شعبنا قليل العدد بضعة ملايين موزعين على مساحة كبيرة من الارض تستوعب مئات الملايين من البشر ، وللأسف تلال القمامة أكداسا بلا حساب وكأنها قمامة الملايين ، أليس الأمر بمأساة؟؟؟

                   رجع بي الفكر والخيال إلى اربعة عقود ونصف مضت للوراء وكنت الأول في بث ونشر الفكرة في بدايات السبعينات في غابة المختار نتيجة الإطلاع والسفر الكثير وزيارة المعارض الدولية العديدة سنويا والبحث عن الجديد أيام السلام والأعمال الخاصة مفتوحة الأبواب لمن يسعى ويعمل بجد للنجاح والتي توارت وغابت نظير الزحف والتأميم ... وطرأت الفكرة لبناء مصانع معالجة القمامة للإستفادة من الكميات الكبيرة وتصنيعها وتحويلها إلى سماد للزراعة والبقايا طاقة لتوليد الكهرباء ، بدلا من الحرق وتلويث البيئة بكميات الدخان الكثيرة الصاعدة في الجو ، والقذارة والأوساخ في كل مكان و التي تزال دوريا يوميا من اركان الشوارع والأزقة الضيقة وبالأخص في المدينة القديمة التي لا تدخلها سيارات القمامة حتى يسهل جمعها ....  تستعمل حتى الآن  الطرق القديمة والتي تحتاج إلى وقت طويل وعمالة كثيرة في الجمع لأكوام القمامة الملقاة في الأركان وبالأخص في فترات الصيف ذات الطقس الحار من أمام البيوت و التي أصبحت وكرا لعشرات الآلاف من الحشرات من الذباب والبعوض الناقل للأمراض ...

                بعد جهد جهيد نظير العلاقات والمعارف لخدمة مدينة الشلال والصحابة ، والعروض التي قدمتها وخسرت الكثير من الاموال في تحقيقها لإقامة المشروع كتجربة في مدينتنا والتي لو نجح المصنع سوف يعم في المدن الأخرى نظير التنافس والفائدة تعم على الجميع بنظافة وحماية البيئة من التلوث على أحدث الوسائل المتقدمة و الأنظمة الحديثة ...  وتكون أول خطوة في التقدم والنجاح في المنطقة ... وتحصلت من البلدية بعد جهد جهيد على الموافقة لإدراج الموضوع ضمن الميزانية العامة للسنة الموالية   حيث المشروع مرفق عام .... 

            وحضر مندوب شركة (ماريني) التي أمثلها من (غابة السباقيتي والبيتزا) في زيارة ميدانية للدراسة على الطبيعة والبقاء في المدينة عدة أيام في ضيافتي لإختيار المكان المناسب ودراسة كميات القمامة ونوعيتها لتحقيق الفكرة المتقدمة والحديثة وقتها، و بناء مصنع في مدينة صغيرة التي تعداد سكانها وقتها كان حوالي ستين الف نسمة من المواطنين المحليين ، ومثلهم من الغرباء القادمين والمقيمين للعمل  ، والتي تعد قرية أو ضاحية أمام المدن الكبيرة الأخرى....

            بعد عدة أيام من زيارة المندوب جميع المواقع المطلوبة من أماكن تجميع القمامة و المسلخ الكبيرة الوحيد الذي يتم فيها ذبح أعداد كبيرة من المواشي يوميا ، رجع إلى وطنه لتقديم الدراسة المبدئية عن الكميات والنوعيات إلى ادارة الشركة حتى يتم تجهيز العرض وتقديمه إلى البلدية، و كان مذهولا من كمية الفضلات والزوائد الملقاة على قارعة الطريق  بدون أي إهتمام كبير للكثير من عدم الإستعمال والإستهلاك...  مثل الرؤوس والجلود والعظام والأرجل التي وقتها معظم الجميع يتعففون من طهيها كحساء مفيد وتناولها نظير الخير العميم واللحوم متوفرة بلا حدود وبالأخص المستورد (المازقرو) من عبر البحار بأبخس وأرخص الأسعار، وفضلات كميات الطعام الجاهز يوميا الغير المتناول والزائد عن الحاجة من فضلات موائد الجميع والتي تشكل الملقاة منها كمية اكبر بكثير من المستهلكة ، عشرات المرات ...

                 و من خلال الحديث والدراسة المبدئية من الشركة تبين ان المشروع سوف يكون  ناجحا جداً والفضلات المرمية تعادل فضلات مدينة كبيرة في الحجم مثل مدينتنا عشرات الأضعاف ، نتيجة الخير العميم وعدم التقنين ومعرفة الإستعمال في طهي الطعام حسب الحاجة المطلوبة بدلا من الكثرة و  التبذير والشبع ، وعدم الحمد و شكر الله تعالى على العطايا والهبات ، بينما الغير من الفقراء في الغابة الكبيرة محتاجون للغذاء، (عبدة البقر وغابة الأمازون) وغيرهم يعتبرون قمامتنا جيدة في البحث حيث بها الكثير من الطعام الزائد لسد جوع البطون الجائعة ....  وقامت الشركة المصنعة بدعوة وفد من البلدية لزيارة مصنع  الإنتاج في غابة السباقيتي وزيارة لمعاينة المصانع و كيف تعمل في سويسرا ولندن .... وسافر الوفد المتكون من عميد البلدية وقتها ومعه مستشاره ومهندسين وكنت ضمنهم في الرحلة التي إستغرقت ثلاثة اسابيع في الزيارة والترحال والإطلاع في الدول الثلاث قبل البدأ والموافقة على توقيع العقد الذي في ذاك الوقت يعتبر من العقود الكبيرة بالبلدية ....

                      قامت الشركة بجميع الدراسات واللمسات الأخيرة المطلوبة من المواصفات الفنية وشروط الدفع في فترة وجيزة وقدمته للبلدية وبعد الدراسة المستفيضة من قبل عدة لجان محلية تمت الموافقة على إنجاز  المشروع ووقع العقد وكانت فرحة كبيرة بعد جهد وتعب استغرق حوالي سنة كاملة في الأخذ والعطاء والسفر ...  وسعيت بكل الجهد حتى تم فتح الإعتماد عن طريق المصرف مما إنتهت المرحلة الأولى...  وشاء سوء الحظ - قبل وصول المصنع والمعدات إلى ميناء  المدينة للتركيب في مدينة الشلال والصحابة - أن  تم الزحف علي وتم تأميم كل ما أملك وإضطررت للهرب للخارج نظير النصح  وواسطات بعض المعارف ذوي الثقة من المسؤولين في الدولة حتى أنجو من القبض والتعذيب الذي مر به معظم رجال الأعمال الكبار وكان إسمى مدرجا ضمنهم !!!

              رجعت بعد غيبة طالت إثني عشرة عاما من الإغتراب عن غابة المختار نظير الزحف والتأميم في الغربة الأولى، ووجدت الفكرة والمشروع لمصنع القمامة تحققت وأقيم على الطبيعة وكم فرحت ودموع الحمد والشكر سقطت في إستحياء حيث الإهتمام ليس تحقيق المال والطمع في الربح مع أنني صرفت الكثير من الوقت والمال الخاص على تحقيق المشروع العام والذي لم أحقق اي ربح نظير الغربة المفاجئة والتي جعلت الشركة تتعاقد مع الآخرين حتى لا تتوقف عن الإنجاز ....

                كنت داخل النفس أشعر بالزهو والفخر والحمد لله تعالى على النجاح وقمت بزيارة المصنع لأشاهد على الواقع ثمرة الجهد والتعب ، وكم فوجئت من المرارة والصدمة ، وجدته أطلالا تهب وتعصف في جوانبه الرياح نظير سوء الادارة والسرقة لكثير من الآلات والقطع الصغيرة نظير عدم وجود العمالة الفنية مما توقف عن العمل وتم الإغلاق للأسف نظير غياب الضمير .... وبدون أن أدري  انهمرت دموع الحزن رغما  عني بدل دموع الفرح السابقة، أليس الأمر بمأساة ؟؟؟  من عشرات بل مئات الجرائم و التجاوزات التي حدثت في غابة المختار من الأوباش العوام، وسببت التأخر و الهلاك  و تبديد الأموال بدل ان يستفيد منها الجميع!

                 الوضع السائد بغابة المختار الآن جعل الدموع الحارة الغزيرة تتساقط من دون الإرادة حزنا وأسى على المصاب والمآل ...  مقارنة بالسابق كم كنا في القمة سعداء نرفل في الأمن والآمان تحت حكم طاغية جبار الذي لا يعرف لغة العدل والقانون ، ولا لغة الحوار غير الارهاب والرعب للجميع ، والآن في الهاوية والحضيض من حكم الادعياء المنافقين مما الأمور تغيرت وإختلط السمين مع الغث والحابل مع النابل والجميع يعيش الآن في حالات صعبة ومعاناة وشقاء للبحث عن لقمة العيش الغير موجودة او شحيحة بالأسواق مثل الخبز، ومهما كانت الأسعار غالية اضعافا مضاعفة نظير سوء الإدارة والإحتكار من بعض المغالين أثرياء الوضع والمحن ، لدى الكثيرين بطريقة أو أخرى المال للشراء ،  حيث في الظاهر العام ، جميع المصارف تعاني من نقص السيولة الغير متوفرة للعملاء ، مثل العملة المادية لها جانبين وتساوي نفس القيمة من أي جانب  والسيولة تظهر في الأسواق وقت الحاجة الملحة ...  حيث متوفرة لدى البعض نظير المخزون في البيوت الآمنة لليوم الأسود كما يقولون...

               الآن في الوقت الحاضر لا ثقة في المصارف والإيداع في الحساب مهما كانت المبالغ صغيرة حتى لا تتسرب أسماء الأرصدة الكبيرة للمجرمين نظير الأعوان والعيون في الداخل من الموظفين وتتم عمليات الخطف بالقوة مع الترصد وسابق الإصرار وطلب الفديات الكبيرة لقاء اطلاق السراح لهم او لأعزائهم وأحبائهم من بقية العائلة....

              مهما وصل الحال الصعب والشدة والضيق والبؤس ، مقارنة ببعض الشعوب الأخرى الفقيرة المكافحة من أجل العيش والبقاء بالغابة الكبيرة مازلنا في الخير والحمد لله تعالى  ، ومهما غرقنا في المياه العميقة لم نصل بعد إلى القاع ونجوع بالمعنى الحقيقي للجوع ونظل نبحث في القمامة ! 

                وهذه الصعاب الشديدة والنقمة التي حلت على الأكتاف وكاهل غابة المختار لحكم إلاهية حتى نتعلم الدرس القوي من النقص لكثير من الأشياء الضرورية للحياة، والتي كنا بالسابق غير مهتمين وعدم المبالاة نظير الكثرة ...  وهذا الجوع المفتعل عن قصد ودراسات وتخطيط بعيد الأجل والأمد من القوى الخفية حتى نجوع ونأكل من القمامة رغما عنا ونحن أثرياء جيوب وفقراء عقول ، إذا أردنا العيش والحياة، أحسن بكثير من الفقراء المحتاجين الذين عيشهم من البحث في القمامة عن لقمة عيش تائهة وسط الأكوام ونحن على الطريق سائرون إلى نفس المصير إذا إستمر الحال لا قدر الله تعالى على هذا الوضع المزري بدون حلول جذرية ...

                 عندما قرأت الموضوع على الزوجة الوفية لأخذ الرأي و المشورة ، قالت لي أحمد الله تعالى على النعمة التي أنت فيها في آخر العمر والتقاعد ، أنت  الآن مرتاح  في الوطن الثاني غابة النسر ورعاة البقر ،  تعيش معززا مكرما و كل شئ متوفر لك و تحصل عليه بسهولة ولست بالداخل تعاني مثلهم في البؤس والشقاء والخوف والرعب والوقوف بالساعات في الطوابير من آجل رغيف الخبز ، عائلتك وأولادك وأحفادك يعيشون بالقرب منك، والمستشفى الذي به أرقى الخدمات وأمهر الأطباء للعلاج لوضعك الصحي بالجوار...  وكان الرد حزينا له معاني كثيرة لمن يفهم مابين السطور، الله تعالى لا يرحم ولا يسامح من كان السبب في البلاء والمعاناة والإضطرار للهرب للكثيرين من وطننا في الغربة الأولى والثانية ، حيث نعيش بالجسد بالخارج والعقل والروح في كل لحظة بالداخل تتابع  الأحداث والدموع تتساقط بغزارة في صمت على المآل والمعاناة  اليومية والنكبة لأهالينا وإخوتنا  ، ونحن غير قادرين على مد يد العون والمساعدة حيث العين بصيرة واليد قصيرة نعاني مثلهم شظف الحياة والعيش بالغربة بعيدين عنهم رغما عنا وليس بملء الإرادة...

               طالبين من الله تعالى العفو والرحمة حتى ننهض من الغفلة والجهل ونخرج من حلقات الغم والهم من الجهلة الأدعياء وتصبح لنا دولة وكيان قوي نفخر به، مثل عهد الأسد العجوز الزاهد في الملك والسلطان العارف لطريق الله عز و جل ...  الزاهر والباسم بدموع الفرح والسعادة للجميع التي ذهبت مع أدراج الرياح والجنون إلى غير رجعة ، وليس بدموع الضيق والشقاء ، البؤس والمعاناة الذي نحن الرعية والورثة لم نعرف كيف نحافظ على النعم ونحمد الخالق العاطي حتى يزيد ويزداد الخير أضعافا مضاعفة ناسين ومتناسين الآية الخالدة في القرآن الكريم التي تحث على الشكر للخالق (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) عسى أن نتعلم من الأيام الصعبة والشدة والضيق عدم الهدر للمال  العام ، لكل من هب ودب والرمي للطعام والنعمة الزائدة في القمامة مثل العادة ، ونحافظ عليها  بكل  قوة ونجتاز الأزمات الصعبة التي تحاك لنا في السر والخفاء من وراء الستار من المنافقين أدعياء الصداقة والأخذ باليد سواءا من شرائح وفئات أو دول حتى نظل متأخرين  بآخر الطابور في المسيرة الطويلة ولا نتقدم ، والله الموفق .. 

رجب المبروك زعطوط

Tuesday, February 23, 2016

قصصنا الرمزية 30

بسم الله الرحمن الرحيم

 الضيق


 من كان يصدق بالسابق ان نصل إلى هذا الوضع المؤسف الحزين في غابة المختار؟؟ حتى في الآحلام لا تخطر على البال أننا بعد مرور خمسة سنوات على قيام ثورة 17 فبراير والخلاص من حكم الطاغية سوف نصل إلى هذا الحال المتردي المخزي و المشين والذي  يزداد كل يوم سوءا و مرارة ومعاناة ، غرقا إلى القاع العميق ولم نصل له بعد، حتى نطفح من جديد على السطح ؟

                 إنتصرنا بإرادة الله تعالى الذي نصرنا نصرا كبيرا بقطع وقص أجنحة الطاغية بالشرق من غابة ابو الهول والأهرامات وسقوط حليفه العجوز المتصابي الرئيس حسني مبارك في الشر والشرور وقهر الشعوب.... و قبل ذلك في الغرب شهدت غابة الزيتون نهاية النظام فيها وهروب حليفه الثاني الرئيس بن علي الطاغية إلى السعودية للحفاظ على حياته من الإنتقام الشعبي ساعة النصر والفرحة الشعبية من الاحرار الوطنيين التوانسة ... ولم يتعظ من الأحداث مما أصبح بدون أجنحة يعتمد عليها في الطيران من البحيرة والبركة الراكدة التي بجهله وغروره وغباء مستشاريه وضع نفسه في المصيدة ،  مستهدفا و محاصرا ، ليس له أي فرص الهرب بسهولة مهما فعل .

            الأجواء مراقبة في غابة المختار، لا تستطيع أي طائرة ان تقلع منها أو تهبط فيها ، ولا الهرب عن طريق البحر الذي بحرية التحالف وضعت حصارا تمنع أي سفينة أو زورق يمر ويبحر في المياه الإقليمية إلا بإذن خاص يصدر منها ولها المعرفة بالمسار...  ومن الشرق والغرب قوات الثوار تزحف ببطء على الطريق العام تجتاز العقبات والجيوب العديدة للدفاع عن الطاغية ، محاولة الوصول إلى مدينة سرت و حصارها... مما جميع الأبواب سدت وأغلقت في وجه الطاغية المجنون بالعظمة غير الهرب والنفاذ بالجلد إذا حالفه الحظ إلى الجنوب عبر الصحراء ، مما دل على الغباء والإستهتار أن يبقى في الوطن  يعاند ويتحدى رغم ان جميع الأمور كانت ضده !!!!

                  زاد الجهل لدى المغرور نتيجة الضغوط والهرب من مكان إلى آخر كل عدة أيام يبحث عن ملجأ أمين حتى يتوارى عن العيون التي تبحث عنه طوال الوقت بشراسة، كل عدة أيام يتنقل وينام في مخبأ خوفا من سقوط القنابل على رأسه والذي هو السبب في كل البلاء والمعاناة ، وقاوم بكل العناد والتصميم على البقاء عدة شهور والتي لم يعمل للوضع المظلم أي حسابات بالسابق أن يصبح  مطاردا بعد أن كان مغرورا يتبجج ينفخ مزهوا كالطاووس...

                   وزاد جنونا مع جنونه وضعه الصعب عندما وصل سرت مدينته المفضلة والذي قرر البقاء والصمود فيها والتي بقدر ما أفادها بصرف عشرات المليارات من الدينارات على إنشائها من العدم حتى وقفت على أقدامها وأصبح لها الكيان والشأن في الغابة الكبيرة من لا شئ ، لا أساس فيها لحضارة وسمو بالسابق عبر الإمبروطوريات التي سادت يوما ثم بادت...  ولا كثرة العدد ولا علم ولا زراعة حتى تجذب الإهتمام ...  أهميتها أنها في منتصف شمال غابة المختار على الساحل قريبة من العديد من مواني شحن وتكرير النفط  والتي من  الممكن أن تصبح عاصمة النفط بالمستقبل و بوابة الطريق للجنوب ...

              تمت معرفتها عالميا نظير كثرة الإجتماعات واللقاءات والندوات الدولية وحضور الكثير من الرؤساء  والزعماء من مختلف دول العالم لزيارتها ...  وسبب لها الأضرار والخراب بلجوءه لها مما جميع أنظار الثوار إتجهت لها وتركزت عليها في الحصار وقامت فيها وعلى أطرافها الكثير من المعارك وسفك الدماء والدمار والقتل العشوائي وهتك الأعراض والنهب والسرقات نظير الأحقاد ، ومازالت تعاني حتى اليوم من  المآسي والقتل للأبرياء من أهاليها المسالمين، من طرف الخوارج المرتدين نظير الجهل وعدم التخطيط السليم ...

                  تم القبض عليه حيا يرزق من قبل الثوار ، بعد أن سقط مغشيا عليه من قنابل أحد طائرات التحالف التي من قوة العصف  رمته من السيارة أثناء الإنفجار وهو يتخبط نتيجة الإغماء ...  و كالوا له  عشرات الصفعات والبصاق وآلاف اللعنات وهو يطلب  الرحمة من آسريه الشباب في عمر أبنائه مواليد عهده الأسود محاولا إستدرار العطف بأنه كبيرا في السن وفي عمر أبائهم ... ناسيا متناسيا الشرور والجرائم التي قام بها طوال أربعة عقود ونيف من الزمن في الحكم المطلق بدون دستور ولا قانون غير تعاليم كتابه الأخضر الهزيل ....

                    وقتل شر قتلة إثناء الهرج والمرج والفرحة بالقبض عليه إنتقاما لجميع المآسى وأرواح الضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب بدون تهم واضحة غير الشك وعلى رأسهم مجزرة سجن أبوسليم للمساجين ، حوالي ألف و اربعمائة شهيد في ساعات قليلة ... تم اطلاق النار عليهم وهم محاصرين بالأسوار العالية وأبواب الحديد وكأنهم حشرات ضارة وليسوا بشرا وطنيين من حقهم الحياة .

                  عمت الفرحة بالنصر الجميع على أمل أن نبدأ بأول خطوة في البناء الجديد للدولة ونأخذ الدروس من الماضي والمآسي التي حدثت، ولكن للأسف الشديد القيادة من أول يوم لم تكون مؤهلة و في مستوى المسؤولية الكبيرة نظير عدم الخبرة والتجربة في الحكم ... ظهر على السطح أدعياء الثوار وهم لا يمتون للثورة ولم يقوموا بأي تضحيات نضالية ظاهرة سنين المعارضة سواءا من الداخل او الخارج ووقت الصدام والمواجهات غير إستغلال وقت الفوضى في النصر والفرحة   وقفزوا على مقدمة الصفوف .... وزاد الطين بلل أول خطوات الإنحراف للمسيرة الوطنية من حكومة المجلس الإنتقالي لشراء النفوس ، بدلا من أن تعمل على نهضة الدولة من جديد على أساسات وقواعد سليمة والإهتمام الأول بالدستور والقانون العادل حتى يستتب الأمن والأمان ...

                   الخطأ الكبير الأول كان دفع مرتبات كبيرة للثوار بدون وضع قوائم صحيحة في أعداد الشهداء والجرحى والمعاقين والذين شاركوا فعلا في ميادين القتال ، مما نظير الفوضى تضاعف وزاد العدد عشرة مرات نظير الطمع والتزوير في البيانات والقبض للمبالغ الكبيرة بحجج واهية  بإسم الثوار....

              الخطأ الثاني كان فتح المجال لكل مواطن للعلاج بالخارج للجرحى والمعاقين على حساب الدولة بدون فرز، مما جعلت الجميع مرضى من أتفه الأمراض نظير الرغبة فى السفر بحجج العلاج وقبض رواتب وبدل السكن والمواصلات ، مما صرفت خزينة المجتمع المليارات من الدولارات ولا من يحاسب ويدقق في المهاترات والتراهات وفروق المبالغ في الفواتير الخيالية للعلاج التي تم صرفها... حتى خرجت على السطح طبقة من الأثرياء على حساب الآلام والدم للمرضى الحقيقين الذين فعلا كانوا محتاجين للعلاج ، لم تتاح لبعض الشرفاء الفرص للذهاب إلى الخارج نظير غياب الواسطات ...

               الخطأ الثالث كان  فتح الأبواب السياسية دفعة واحدة والسماح بقيام الأحزاب بدون اي دراسات وضبط وربط وقوانين مما في فترة بسيطة ظهرت على سطح الساحة أكثر من مائة حزب، الكثير منها هشا طامعين في الربح والمساندة من الدولة ، مما إستغل البعض من الرموز المنافقين عملاء النظام السابق الاذكياء الثورة أسوء الإستغلال في الحكم وسببوا الخراب والدمار ء الذي نعاني منه  حتى الآن ....

            خلال الفوضى الهرج والمرج والفرحة بالنصر قفز البعض إلى الصفوف الأولى كزعماء قياديين ومن حملان وديعة في فترة بسيطة من الوقت أصبحوا أسودا ووحوشا كواسر تنهش وتلتهم الأخضر واليابس وكل زعيم تسانده مليشيات مسلحة جهوية تدافع عنه وتحميه نظير إستمرارية قبض الأموال والدفع الجزيل الذي لا يتوقف وكأنهم للأسف مرتزقة مأجورين مثل الآخرين الأجانب ، حيث الدافع للأسف لم يكن نبيلا وطنيا نابعا من الضمير كما كنا نتوقع!!!!

             لدينا جميع المؤهلات من رجال صادقين و وطنيين لو أتيحت لهم الفرص للحكم والإدارة، تحت قيادة حكيمة قوية و صارمة لا ترحم كل من يتعدى من أول يوم على الآخرين بتطبيق العقاب القاسي ضمن القانون والعدل ، حيث شعب غابة المختار ليس بسهل قيادته ، عملاق ضخم عندما تتاح له الفرص، وبالأخص عندما تحرر وخرج طليقا هادرا من القمقم الذي سجن فيه  اربعة عقود ونيف ضمن  الخوف والرعب ،   يدمر كل من يصادفه في الطريق ...  مثل التيار القوي الهادر الذي يجرى في الوادي بسرعة و لا يستطيع أي أحد أو أي سد ان يوقفه مهما كانت له القدرات على الصمود... 

               الواقع المرير جميع الأمور أثبتت أن معظم قياديينا جهلة همهم المناصب والإثراء ، إلا من القلائل الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة شرفاء لا يهمهم المناصب ولا المركز ولا الجاه ، هؤلاء في البدايات كانوا أصحاب القرار ضاعوا في خضم النفاق والتبجيل والهتاف حتى فلت من أيديهم الزمام ، وتحكم الآخرون من فئات وشرائح عديدة لها طموحات سياسية للحكم متخذين من الدين ستارا، سعيهم للمناصب والظهور في القمة من أجل أنفسهم وليس حبا أو ولاءا للوطن ، غابة المختار، حتى تتاح لهم الفرصة بالإثراء السريع على حساب الغافلين من الحيوانات الناطقة التي تهتف وتصفق لكل من هب ودب....

                   لم نعرف كيف نحكم أنفسنا بأنفسنا نظير الجهل والشجع والوصول للقمة للنهب لأرزاق الشعب المباحة بدون حراس شرفاء يحروسونها بضمير مما ضاع معظمها في تسمين الحسابات بالخارج بدون وجه حق من الأدعياء أشباه الرجال ، الذين عندما أتيحت لهم الفرصة الذهبية بتغير غابة المختار إلى دولة عصرية حديثة في أقرب وقت على قواعد وأسس سليمة ضمن العدل والسلام ونبذ العنف والإرهاب بكل القوة، أضاعوها بكل أنانية و غباء و للأسف لن  تتعوض هذه الفرصة السانحة بسرعة... فقد ضاعت معظم أرصدتنا الخارجية المجنبة في جيوب الأفاقين أدعياء الوطنية...

             لو لم أكن مواطنا وطنيا جذوري من مئات السنين نابعة من الوطن غابة المختار التي الآن تعاني من المصائب والمآسى والقتل والخطف وإهدار الأرواح ببساطة بإسم الدين حتى وصلت لهذا الحال المزري ، لا أصدق الحدث والوضع المؤسف حيث خلقت وعشت أيام الصبا والشباب حتى إضطررت للهجرة والغربة مرتين رغما عني ، للحفاظ على النفس والكرامة من أن تهان من أشباه الرجال وصعاليك الزمن ولا أستطيع الرد والتحدي  والمقاومة مع أن دماء النضال تجري في شراييني وعروقي حارة نظير عوامل عديدة أهمها عامل السن والمرض ، والصدمة في الكثيرين من المنافقين ذوي الجنسيات العديدة (دبل شفرة) الذين كانوا على رأس الهرم في السلطة ، ضيعوا نبل وشرف المعارضة الصادقة وتضحيات رجالها بأخطائهم في النهب والفساد والإفساد مما لاكتها الألسن بالداخل والخارج بالقدح والسباب...

                إنني شاهد عصر على الكثير مما حدث في الوطن من أفراح وأتراح منذ الإستقلال ، ومؤمنا بصلابة الشعب على تحمل المآسي والصعاب التي حدثت وتحدث له يوميا ، والوضع الحزين زاد عن الحد وفاض الزبى إناء الصبر ، وشياطين الإنس وجدوا الفرص سانحة والساحة مفتوحة نظير الغفلة لبث سموم الشر في المجتمع الطاهر الذي كان بالسابق يضرب به المثل في الأخلاق الحميدة والكرم ،  مؤمنا أنه من خلال المعاناة والمحن الصعبة تظهر الكفاءات ويولد من رحم الضيق الرجال الصادقين ذوي الضمير الحي الشرفاء الأمناء على التركة الغنية بالموارد ، والذين في صراع قوي وحرب دائرة ضروس مع القوى الخفية بالخلف وراء الستار... هاته القوى لا تعطيهم الفرص والدعم بإثبات الوجود خوفا من ضياع الكنوز العديدة السائبة والمحتاجة لمن يحافظ عليها حيث رزق الجميع ....

              أي زعيم مهما كان صاحب حكمة وقوة  إرادة و شراسة ، لا يستطيع إثبات الوجود إن لم يكن لديه الأعوان الأشداء وقوة السلاح والمال حتى يرهب المتسلقين الأدعياء  الأزلام الجواسيس الذين ينخرون العظم مثل السوس ، ويستطيع فرض القانون وإستباب الأمن الذي بحاجة قوية إلى بتر كثير من الرؤوس الشيطانية العديدة الأزلام الذين يقوموا بالشر وينفخوا بين الوقت والآخر الجمر حتى لا تطفأ النار وتستمر في الإشتعال في خفوت وصمت تحت الرماد بدون دخان يلفت النظر حتى يشب اللهب فجأة ويأكل ويلتهم الباقي اليابس، فالأخضر ضاع وإنتهى بالسابق إلى غير رجعة... يحاولون بجميع الجهد ضمن مخطط مرسوم أن لا يهدأ الوطن والمواطن ولا يتم الإستقرار والأمن والآمان، دائماً المشاكل تحدث في أي لحظة ، مما تكثر المعاناة ولا تتوقف .

                      أليست بمأساة كبيرة أن نكون في هذا الحال المتردي نجري في المتاهات غير قادرين على تجاوز الصعاب بالحق والعقل ؟؟ حيث الآن الوضع حرج لا يبشر بالخير والجميع طامعون في السلطة والنهب حيث هي الوسيلة الوحيدة والمفتاح الوحيد لفتح ابواب كنوز الحسابات المجنبة التي لا يعلم ولا يعرفها إلا القلائل من الأزلام المنافقين من ذوي العائلة والمحاسيب ... والشعب بالكاد واقفا على الأقدام جائعا للكثير وغلاء الأسعار زاد عن الحد وأصبح المواطن الفقير غير قادرا على الحصول بسهولة على رغيف الخبز لملء أفواه أولاده الصغار الجائعة للطعام...

        إنها مصيبة من المصائب التي حلت على الأكتاف و نعاني منها بقوة وشدة ولا يسمح المجال بذكرها حيث تحتاج إلى مجلدات كثيرة للكتابة عنها بصدق وضمير، وفي نفس الوقت "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم " من الممكن أن تكون رحمة حيث من خلال المحن والعسر والضيق الشديد والخوف والرعب ، يخرج الرجال الوطنيين الأحرار من الضغط ، المرارة والمعاناة الذين نحن بحاجة شديدة لهم الآن حتى ننهض من المأساة والأزمة ويجري الدم من جديد في العروق والشرايين ونستطيع رفع البلاء بالمصالحة الوطنية والوفاق بين الإخوة ، حتى يستتب الأمن والأمان ، كما كنا بالسابق...

               وتساؤلاتي للنفس والكثيرين الذين يتابعون  الأحداث عن مايحدث من أمور شائنة مرة في غابة المختار يوميا ولا من يعارض ويتحدى الشر بالقوة  ، هل كتب علينا  هذا البلاء والشقاء وأصبحنا في هذا الوضع والبؤس نعاني ، أم رحمة كبيرة من الله عز وجل  و ضروري من  المرور عبرها حتى نتعلم الدرس القاسي الشديد أن للحرية والنهوض والتقدم ثمنا فادحا يحتاج إلى وضع رمز وهدف للوصول له مهما أخذ من الوقت والضحايا والمال ، ضمن مخطط عام ودراسات وشورى ونبدأ حسب المقولة المتداولة عالميا الذي رددها الرئيس الصيني (ماوتسى تونغ) أثناء الكفاح لتحرير الصين (طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة الأولى بدون توقف) نهايتها الوصول للهدف ونحن إذا وضعنا رمزا وهدفا سليما وواضحا ، ووضعنا جميع الجهد والطاقات لتحقيقه ، بإذن الله تعالى يوما سوف نصل ...  والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

Sunday, February 21, 2016

قصصنا الرمزية 29

بسم الله الرحمن الرحيم

 حارة اليهود 


سبحانك رب العالمين مغير الحال إلى أحوال آخرى، عندما كنت صغيرا في السن وأذهب إلى بيت خالي الكائن في المدينة القديمة للقاء واللعب مع رفيق الطفولة والشباب إبنه (محمد)، وخلال العام الدراسي شبه يوميا مع الوالد (رحمه الله تعالى) بعد تأدية صلاة العصر إلى دكانه بسوق الظلام الرئيسي وسط المدينة القديمة لمراجعة الدرس و تجهيز الواجب المدرسي لليوم الثاني... و كان بخلف دكان الوالد  ميدان كبير يسمى   (البياصة الحمراء) و سوق الخضار و زقاق الحرفيين الخياطيين للثياب المحلية و الخرازين ، مصنعي الأحذية من الجلود المحلية من المدبغة والأرضية من مطاط إطارات السيارات القديمة يدويا او صيانة وترقيع البالية ...

                  كنا نمر إختصارا للطريق بزقاق اليهود مشيا على الأقدام و الوصول حيث الحارة حوله من عدة أزقة متشابكة مثل المتاهة ضيقة ، أذكر منها زقاق اليهود الرئيسي وزنقة صوان ووكالة الحصادي ، وعدة أزقة والتفرعات منها والتي أعرفها ولا أتذكر الأسماء من طول الزمن .... لا يزيد عرض الزقاق عن ثلاثة أمتار بحد أقصى وذلك لمرور عربات اليد أو التي تجرها البغال والحمير وقتها المحملة بالبضائع للسوق او للبيوت العديدة من سلع للتجارة والبيع ومواد التموين الثقيلة الحمل ، والحطب والفحم الذي يستعمل وقودا في البيوت لطهي الطعام وللتدفئة أيام الشتاء البارد القارسة  وكان معظم سكانها من اليهود....

               كنا نعيش فى أمن وأمان وسلام ووئام في مدينتنا الصغيرة الجميلة التي إلى نهاية الستينات في القرن العشرين الماضي كانت درة وجوهرة لا مثيل لها في الجمال والبساطة يضرب بها المثل في الذكاء الحاد الغير عادي وقتها وكان تعداد اليهود المقيمين فيها حوالي المائة عائلة معظمهم يعمل في التجارة والصياغة للذهب والفضة.... ومن النادر وجود أي يهودي يعمل عملا شاقا بالزراعة والفلاحة أو الرعي بالمواشي أو الصناعة والبناء ، كانوا يقومون بالتمويل المالي والمشاركة مع البادية المحيطين حول المدينة الفقراء الذي تم إطلاق سراحهم قبل الحرب العالمية الثانية بقليل من المعتقلات البريقة والعقيلة بالشرق المشهورة في التاريخ الوطني والتي لن تمتحى من الذاكرة مهما طال الوقت حيث جريمة إنسانية الإضطهاد والقتل والشنق الجماعي من أتفه الأسباب محاولين القضاء على العنصر الوطني المحلي حتى يخلو الوطن ويصبحوا المسلمون قلة في تعداد السكان .

                     معظم العائلات النازحة كانت تعيش  في فقر شديد نظير البطالة وعدم الدخل ... وقام الدراونة من عرب ويهود بتمويلهم لشراء الماشية الأغنام والمعيز والبقر ، والبعض تتم تربيتها في البيوت التي لها فناء وبستان داخل المدينة للإستفادة من ألبانها يوميا ولحومها وقت المناسبات والأعياد ، والكثير منها في الأحراش وغابات الجبل الأخضر وأراضي البر الواسعة كشركاء بالنصف في الارباح بعد ترجيع الرأسمال .... ووقتها لا وجود لأي مضايقات وغش وكذب وتحايل أو كراهية وعداوة نظير الطيبة وطهارة النفوس من الغل والأحقاد والتفرقة ، وكل الأمور والمعاملات المالية تمر بسهولة و ببساطة عادية بدون أية مشاكل مما الشركاء راضين ....

                    الجامع العتيق المشهور الذي بني أيام عهد الوالي (إمحمد بي) له عدة ابواب فناؤه الرئيسي يفتح غربا على السوق ، وجنوبا على زقاق من الحارة (تم هدم معظم البيوت وتوسيعه إلى فناء كبير للجامع حتى أصبح يطل على الميدان مقابل فندق الجبل الأخضر العتيق وبالخلف شمالا ضمن زقاق طويل إسمه (زنقة اليهود) نهايته يوصل فرع به عدة محلات إلى السوق وخلفه في منتصف الزقاق كان معبد اليهود ( السناقور ) ونهاية الزقاق مواجهة كانت الكنيسة الكبيرة الكاثوليكية التي تمت توسعتها وتجديدها من قبل الإيطاليين عندما تم الإحتلال للوطن اكتوبر 1911 م، حيث الأديان الثلاثة بيوتها تفتح أبوابها على زقاق واحد مما تدل دلالة واضحة على التسامح بين الآديان،لا يوجد اي فرق أو كراهية بين اي مواطن او غريب مقيم بالمدينة ، كل طائفة وشريحة تعبد دينها بدون أية مضايقات حسب ما تشاء وترغب ، والمدينة للجميع مواطنين....

أحداث الحرب العالمية الثانية جعلت عائلات اليهود القليلة في مدينة طبرق ، تنزح إلى درنة خوفا ورعبا من قدوم جيوش الألمان اليها وينتقموا منهم حيث كراهية شديدة مطلقة أيام النازيين لجنس اليهود ، وزادت حرب فلسطين عام 1948 م العداء والكراهية بين العرب واليهود، وقام اليهود بالمغادرة تدريجيا بناءا على تعليمات سرية من زعمائهم للحفاظ على انفسهم من أي مشاكل قد تحدث من نيران الغضب لدى المحليين والإعتداء عليهم كردود أفعال نظير خسارة الحرب وضياع فلسطين وقيام دولة اسرائيل ... صدرت تعلميات  تطلب منهم نزوح جميع الأسر اليهودية و أن تتجمع بالغرب في طرابلس العاصمة والإقامة بها مما كبرت الجالية من النازحين ... والجزء الثاني في ولاية برقة من مدينة درنة ومناطق عديدة أخرى من البلدات والقرى بالتجمع في مدينة بنغازي مما زاد العدد ، وتم الأمر فى هدوء وخسرت مدينتنا الزاهرة الكثير من المواطنين والأعمال نظير النزوح السريع مما خلق خلخلة في التجارة والتعامل وأصبحت تتأخر إلى الخلف تدريجيا نظير السياسات القذرة وخلق الكراهية والفتن بين الطرفين التي أضرت بالجميع إلى الآن ...

                         عندما قام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 م من الحلفاء بريطانيا وفرنسا لإحتلال قناة السويس  نظير تأميمها، كانت اسرائيل شريكة معهم في الإجتياح مما زاد الغضب على الجاليات اليهودية المسالمة في كل مكان بالوطن العربي نظير التطبيل والتدجيل من الإعلام المصري وبالأخص من من راديو صوت العرب ومذيعه  (أحمد سعيد) ذو الصوت الجهوري المؤثر وخطب الرئيس جمال عبدالناصر النارية بالساعات والتي جعلت الفتنة تزداد وتستعر النار وخدمت دولة إسرائيل أكثر من الضرر لها  فى الإستجداء والتصميم على الدفاع والتحدي على البقاء والوجود مما قامت بمساعدتها جميع الدول الأخرى التي لا تعلم بالمشاكل العالقة بين العرب واليهود والنزاع على أرض فلسطين الغالية ، والضربة القاضية للوجود اليهودي في غابة المختار كأنت نكسة حرب عام 1967 م والتي خسرت فيها الجيوش العربية سيناء والضفة الغربية والجولان ....

                وقتها منعا للغضب وشعلة الحقد والكراهية المفتعلة من الإستمرار ، خطط زعماؤهم في غابة المختار للرحيل والإقامة في ارض فلسطين (إسرائيل) لتقويتها وزيادة العدد للمقيمين بقدوم عشرات الآلاف من البشر اللاجئين من كل مكان لها من الوطن ذو النجمة والهلال حتى يصبح لها ثقل في المنطقة ، التي أصبحت دولة اسرائيل في أرض فلسطين رغما عن إرادة العرب لأنهم يعرفون ويتوقعون أنهم في  المستقبل لن يكونوا آمنين مع الوقت حسب الأحداث والأهواء وزرع الكراهية السوداء ... تم الطلب من حكومة عهد الأسد العجوز الإدريس الإذن بالرحيل والتسهيل لجميع اليهود بالذهاب إلى إيطاليا كتغطية ومنعا للتناحر والعداء الذي بدأ يستحكم كل يوم بينهما نظير العواطف والأخطاء والغباء....

                     منطقة التجميع كانت في منطقة ( كابوا ) في الطريق بين روما ونابولي ، ومنها كان يتم التوزيع على المدن الإيطالية والأخرى الأوروبية والكثيرون فضلوا الذهاب إلى إسرائيل ... ووقتها كانوا مواطنين يحملون هويات وجوازات السفر لغابة المختار أصليين منذ الآف السنيين أجدادهم وأباؤهم مواطنيين من عهد حكم الرومان ، غير مجنسين بدون أية تفرقة ودرجات كانت مع الآخرين المحليين الوطنيين ...

                   الحكومة للعهد الملكي وافقت بسرعة على رحيل مواطنيها منعا من التناحر بسب الدسائس والفتن من الإعلام المصري الحاد اللاذع بالتشهير الخاطئ والكاذب وإيقاف المشاكل المستقبلية وقامت بجميع التسهيلات والتحويل  لأموالهم لمن أراد عن طريق البنوك رسميا ، والتغاضي يوم المغادرة والسفر عن التفتيش ومصادرة الأموال النقدية والذهب والحلي والجواهر بدون اي إعتراض من السلطات الجمركية المعنية  ، وتم بيع ممتلكاتهم وعقاراتهم للمحليين ، مما انتهى وجودهم وقتها نهائيا من غابة المختار بناءا على رغبتهم طواعية، والبعض باع حقوقه في المشاركات العديدة وأملاكة بعد الجلاء والرحيل بالرغبة وليس إبعادا وطردا كما يقولوا ويدعوا البعض مرددين الشائعات المغرضة لتثبيت الأخطاء حتى تصبح حقا وصدقا للغافلين من الأجيال الحاضرة والقادمة ، طمعا يوما بالمستقبل في إثارة الموضوع من جديد طمعا في التعويض السخي....

                  كنت وقتها صغيرا في السن بالكاد أتذكر وجودهم في مدينة الشلال والصحابة وكان أحدهم له دكانا صغيرا ورشة على الركن قريبا بالخلف من باب ساحة الجامع العتيق، الذي كان مميزا ومشهورا بالحدادة الخفيفة لدى الجميع في المنطقة ، علق بالذهن منذ ذاك الوقت إسم صاحبه (شنيني) الوحيد الذي يعمل حرفيا في اللحام وصناعة الأواني للطبخ والأكواب للشرب من الصفيح ، في المدينة الصغيرة التي تعداد سكانها في أواخر الأربعينات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حوالي العشرين الف نسمة ....

            أتذكر بالكاد سنة 1948 م قوافل سيارات النقل الكبيرة ، خردة الحرب العالمية الثانية،  وهي تمر في طوابير و مجموعات خلال  شارع البحر الذي يشق وسط المدينة إلى الطريق المؤدية إلى مدينة طبرق ومنها إلى الحدود الشرقية أمساعد ( كابوتزوا ) والعبور الى مصر ، ومعسكر التجميع في منطقة مرسى مطروح ، وبعدها التوزيع الى ميادين المعارك... سيارات النقل تحمل المئات من المتطوعين الشباب من جميع البلدان ذات النجمة والهلال لشمال افريقيا المضللين المستغلين حماسهم للدفاع عن أرض فلسطين ومعظم قياداتهم جاهلة تحارب بالعواطف والحماسة الوطنية  لا يعلمون ولا يعرفون المؤامرة الدولية على أرض فلسطين لزرع الإسفين في قلب العرب ، ويرتاحون من وجودهم في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وسبب البلاء والمؤامرة من جزيرة الأسد العجوز الذين يضحكون في الوجه ويطعنون في الخلف حتى لا ينهض العرب و لا يتقدموا...

                   القيادات العربية في حرب فلسطين كانت بدون تخطيط سليم و لا سلاح فعال، فاشلون و عملاء ... الشباب المجاهدين المتطوعين ذاهبين إلى ميدان الوغي والحرب تدفعهم الحمية وحب الجهاد والتضحية بالأرواح وهم يهتفون عاشت فلسطين حرة أبية بأصوات قوية ترج وتهز المكان وأبناء الشعب يحيونهم برمي الزهور وياسمين مدينة الصحابة والشلال المميز المشهور بعبق الرائحة القوية ، إحتفالا وتكريما للمجاهدين المارين ضيوف المدينة....

                  أتذكر كيف الظلال بالمخيلة تجميع المساعدات والتبرعات المالية من الشعب الفقير والذي كانت تدفعهم العواطف والحماسة بإعطاء كل ماهو عزيزا عليهم ... شاهدت أمي وأختي الكبيرة وزوجة أخي ( رحمهن الله تعالى ) وهن يخلعن عقود وحلى الأذان الأقراط والخواتم الذهب ويضعنهن في (الليان) (آنية كبيرة من الصفيح تستعمل لغسيل الثياب والإستحمام للجميع ) التي كانت لجنة التبرعات تطوف بها على البيوت للتجميع بكل الرغبة طواعية وبحماس هدايا ودعم للمجاهدين لشراء السلاح والأغذية والتي معظمها ضاعت في جيوب الكبار السياسيين من باشوات مصر العملاء ولم يصل منها كمساعدات للمجاهدين غير القليل الذي لا يسمن و لا يغني من جوع....

                  خلال مرور السنيين والعمل والذهاب والإياب لأي مكان بالسيارة حول المدينة القديمة مما مرت الأعوام تباعا ولم أسير على الأقدام فيها مثل السابق كزيارة أو عبرها الا من النادر حيث لا سيارة مهما كانت صغيرة صعب الدخول والتجوال بها في الأزقة الضيقة ، ونظير مشاغل الحياة وعدم وجود وقت الفراغ والإهتمام بالزيارة حيث رفيقي إبن الخال محمد ،  وقتها في أواخر الخمسينات ذهب إلى لندن بريطانيا عدة سنوات للدراسة وبعدما تخرج من الجامعة أقام في طرابلس العاصمة ، وتزوج وإستقر بها...

                 قمت شخصيا بالهجرة الأولى وغبت عن الوطن إثنى عشرة عاما مطاردا من نظام القهر والفوضى حتى تم العفو في يوم الخطاب المشهور من الطاغية (أصبح الصبح ) عام 1988م الذي تم السماح والعفو لأي مواطن مطلوبا هاربا بالخارج ، وكنت من بين الذين شملهم  العفو العام ، وعن طريق المفاوضات والواسطات والضمانات من عدد الواصلين الكبار بالدولة من المعارف بالآمان ...  رجعت بعد سنتين من الخطاب حتى تأكدت أن الموضوع ليس إستدراجا و فخا لنا وبالأخص المعارضين المطلوبين من عدالة الجماهيرية الغوغاء الذين ادرجوا أسماؤنا على لائحة الإعدام ....

                      في  أحد الأيام منذ عدة سنوات قمت بزيارة المدينة القديمة على الأقدام حبا للإطلاع ، مسترجعا الذكريات السابقة ، وكم فوجئت وأصابتني الدهشة من الخراب والدمار والإهمال والكثير من الطابع الجميل الأول تغير إلى أشكال قبيحة ببناء البعض للبيوت والمحلات التي ضيعت بعض معالم المدينة القديمة والنسبة الكبيرة أغلقت الأبواب عليها بالمتاريس حتى لا يدخل اي أحد بسهولة وأصبحت مجمعات للثعابين والحشرات واالفئران  ، وذوي البطالة والفساد .

               إستغربت من الأمر وقلت سبحانك رب العالمين مغير الأحوال ، لو هذه الجدران تنطق وتتكلم عن ماشاهدت من خير وشر ، من فرح وسعادة، من حزن وشقاء كم كانت تعج بالحركة والسير والمشي عبرها إلى السوق ، كانت ترفع منها القمامة يوميا عن طريق البلدية خوفا من إنتشار الأمراض وبالأخص في فصل الصيف أيام الطقس الحار قاذورات واكوام القمامة التى اليوم متواجدة بكثرة وبدون عناية ووكرا لكل مجرم خارجا على القانون ....

                مرت بالخيال بسرعة المعاناة والهرب من مكان لمكان لهم من عدم الإستقرار النكبة وراء الأخريات كما حدث لنا من الطاغية العقيد كم تعبنا وأرهقنا من المطاردات والألم ، وقلت للنفس متسائلا لأننا جربنا الغربة والإضطهاد ، هل ذنب هذه الشريحة على مستوى الغابة الكبيرة أنهم يهود؟  مهما بدر منهم من اعمال بشعة ومهما العالم كرههم نظير عدم الإنفتاح والإنغلاق على أنفسهم وحب المال والشح في الصرف والعيش في مجمعات خاصة بهم للحماية ، مازالوا بشرا مواطنيين لهم الحق بالعيش والحياة كل فئة ترجع إلى وطنها الأصلي ، لا فرق بين أحد وآخر تحت أي ظرف ومنطق يشجع على الكراهية  ، كما يأمرنا ديننا الحنيف بالتسامح والعفو ، والذي معظم سور القرآن لا تخلو من ذكر النبي سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، نبي ورسول اليهود وما هذه الامور الشائنة والكراهية في نظري ، إلا وقتية مهما طال الزمن يوما قضية فلسطين سوف يصلوا فيها إلى حل ومصالحة ويزال السور الفاصل كما حدث في عصرنا الحاضر هدم سور برلين ويرجع معظم الجميع من كبار السن اليهود إلى أوطانهم الأصلية ، حيث ولدوا وعاشوا بها والروح والدم يحن لمسقط الرأس مهما طال الوقت وجار الزمن ...

                 أردت الكتابة عن هذا الموضوع بتجرد وصدق لأن الكثيرين من الكتاب، للأسف لا يريدون الخوض في هذا الموضوع لأنه حساس في أذهان جميع العرب ، والخوف والحديث عنه والشرح للأجيال الحاضرة والقادمة للحقيقة الساطعة سواءا لصالحنا أو علينا حتى مع المستقبل ننجح بالتسامح والتوافق والسلام والعمل معا ،، حيث نحتاج بعضنا البعض .... العالم اليوم فى عصر العولمة بسهولة الإتصالات والمواصلات أصبح الجميع جيران !!!!

                   للأسف هذه الأقلام لا تكتب عما حدث عبر التاريخ والزمن في وطننا بتجرد، خوفا من الضرر أنهم ضد القضية الوطنية ، تطالهم الألسن الحاقدة والجاهلة نظير عوامل وأسباب عديدة من كثرة الحديث والشائعات الشائنة عنهم من الإعلام المضلل ، ناسين كم قدموا للبشرية من العلوم ، الطب والإختراعات الحديثة الذين معظمها المخترعين يهود، في مجالات عديدة وعلى رأسهم في عصرنا الحاضر العلامة (أينشتاين) ، ناسين ومتناسين أن الجميع نظير الجهل والغباء والكراهية والعواطف يظهرون الصور القبيحة ، حيث كل شعب وشريحة لهم محاسن وسيئات تاركين عن عمد وبقصد الجيدة والممتازة من الذكر ، مما تأخرنا للخلف والوراء نظير العواطف الجياشة والغباء....

                الأهم قضية فلسطين التى مازالت حية منذ نهاية الأربعينات من القرن الماضىى والتي لا تموت وتتوقف بسهولة من عدم السلام ، مئات الآلاف ضحايا من الطرفين معظمهم من العرب والقليل من اليهود عبر العقود التي مرت من الصراع والتي ذكرتني بجمرة جذوة  نار هامدة خامدة تحت الرماد غير مرئية بدون دخان يظهر حتى لا يلفت الإنتباه وفي نفس الوقت حارة خطيرة مابين الحين والأخر تشتعل في الحطب الجاف الفلسطينيين من بني الوطن الأصليين بقوة ، ويسقط الكثيرين الضحايا في المجازر الدموية العديدة من الغارات الجوية على الآمنين في منطقة غزة الرافضة للوجود الصهيوني والإحتلال لفلسطين ....

                معظم الأحداث ، بدون سبب كبير واضح غير التعدي الفردي وبعض المناوشات الشخصية نظير الكثير من الظروف القاهرة التي يمر بها أصحاب الأرض الأصليين والجوع للبطن وللحرية ، وحب الإنتقام للكرامة التي أهينت، وعدم وجود فرص العمل والعيش الصعبة نظير إحكام الطوق الصهيوني والحصار، التي لا تريد ولا ترغب في الإفراج عنهم نظير مخططات معينة على المدى الطويل لتذويب الهوية الوطنية للأرض، مما زادت الكراهيات عن الحد ، ونحن في القرن الواحد والعشرين...

                أليست بمأساة مستمرة ، أين العدل، من كان السبب في هذا الحال المؤسف للطرفين ؟؟ طالبا من الله تعالى ان يتم السلام ويعيش الجميع في وئام ، اليهود مع العرب مثلما كانوا بالسابق في جميع الأقطار ذات النجمة والهلال قبل هذه الفتن التي حلت وزادت عن الحد والنار بين الفينة والأخرى تستعر نتيجة الجهل والغباء والتعصب ، ناسين ومتناسين آل صهيون أن صاحب الحق دائماً مهما طال الوقت ، له الفوز والنجاح ولا يضيع حق عادل ووراءه من يطالب ولو  شخصا واحدا وليس شعبا كاملا يطالب!

             وتساؤلاتي إلى متى يستمر هذا الوضع الشائك الكراهية والصراع الغير متكافئ لأصحاب الأرض الأصليين وعدم الإستقرار والأمن والأمان والسلام للجميع ؟؟ ضروري يوما من نهاية والتوافق والسلام بين الجميع ... حيث أي موضوع مهما كان صعبا وشائكا عبر التاريخ والزمن له نهاية ، لا خلود  إلا للخالق الحي الذي لا يموت ، والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Thursday, February 18, 2016

قصصنا الرمزية 28

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحكومة السرية

                  سبحانك رب العالمين، صدق الفيلسوف اليوناني (هيرودوت  عندما زار قورينا (شحات) في شرق غابة المختار منذ آلاف السنين الماضية أيام الامبراطورية الإغريقية ، والتي كانت في ذاك الوقت متقدمة ذات حضارة وسمو، و أقام فيها فترة وشاهد بالعين جمال الطبيعة والتقدم فوجئ بها تعادل علوا وشأنا، سموا وحضارة في العلوم مع الأم ذات الأطلال (الأوكروبولس) وقال القول المأثور "من ليبيا يأتي الجديد"... والآن بدأ الهمس خلف الستار و وراء الكواليس ينتشر في الساحة عن تكوين حكومة سرية بالغربة من الأزلام لحكم الوطن وقائدتها بنت الطاغية الذي حكم اربعة عقود ونيف حكما مطلقا بدون  شورى ولا دستور مختار و منتخب من الشعب غير تطبيق تعاليم الكتاب الأخضر الهزيلة التي أضرت بالكثيرين الشرفاء ورفعت الكثيرين من العوام عديمي الأصل والفصل الغوغاء إلى مراكز عالية غير مؤهلين لها مهما كانت لديهم شهادات المدرج الأخضر في الشرح لعلوم الكتاب الأخضر التافهة الصادرة من عقل مجنون...  وتمكين أولاد العم والمحاسيب من العائلة والمنافقين في المراكز والمناصب المهمة للحفاظ على الحكم ، والمسيرة الغوغائية من أن لاتتوقف وتضيع للأبد... جعلهم ينفذون أي أمر مهم  كان خاطئا مشينا سواءا راضين أم غير مقتنعين بلا سؤال وتساؤلات....

              تمرد الشعب عليه نظير الظلم والفساد والإفساد وقام بالثورة وقاوم عدة شهور بالمستحيل والعناد نظير الجهل والغرور وعدم الإعتراف بالتنحي والعيش بالخارج كأي طريد غير مرغوب فيه من الشعب، مصرا على البقاء على رأس الهرم ولم يرضخ لمشورة الناصحين الأوفياء من بعض الرؤساء الأفارقة والغير، بالتخلي والنجاة بحياته حيث الأمور العامة ضده لا تبشر بالخير و ليست في صالحه و كان مصير النظام السقوط والهلاك المحتمين ...   وفشل فشلا ذريعا في المقاومة بجميع الطرق وهزم في المعركة محاولا الهرب من الميدان، و تم القبض عليه وقتله شر قتلة وسط الخضم والفوضى والفرحة بالنصر وهو محاولا الإفلات للصحراء من مصيدة الثوار بحثا عن النجاة وإنقاذ جلده من الشامتين الذين كانوا يتحينون الفرص للقبض عليه والتعذيب والقتل... ناسيا ومتناسيا كم من آلاف الارواح في غابة المختار وغيرها   أزهقت وقتلت خلال عهده الأسود الذي جعل الجميع من الحيوانات الناطقة تسكت وتصمت وتركع خوفا ورعبا من العقاب والقصاص لمجرد أي إشتباه أو شك من حوارييه الكثيرين من رجال الأمن الفاسدين ضد مسيرة الجنون والغوغاء....

             لقد نست  بنت  الطاغية و تناست، المآسي والأحزان والجرائم وخراب البيوت والفساد والقهر وضياع الأموال الرهيبة في أمور وتفاهات الجنون بجميع المقاييس الذي خلفه عهد والدها المجنون السابق، والذي إلى الآن نعاني من المآسي السابقة،  نجري وندور في متاهات وحلقات فارغة بدون أبواب للخروج والنجاة والعيش في الفرح والسعادة التي ذهبت، محاولين ترجيعها من جديد بأي ثمن كان... والتي من وجهة نظر العديد من الوطنيين تحتاج إلى وقت طويل وأجيال حتى تتم معالجة العقول الجاهلة والتي مازالت تحلم برجوع الطاغية ممثلا فيها بالزعامة والحكم ...

                     السيدة الآن تحاول الخروج جاهدة على العلن والزعامة وحمل الراية الخضراء لإحياء المجد السابق للعائلة وليس للوطن غابة المختار كما تدعي وتقول عنها الأقلام والأصوات المأجورة ... تدفع المال السخي الذي ورثته من الأموال المجنبة لوقت الطوارئ الصعبة ، أموال عامة ملك الشعب، والذي إلى الآن جميع المعاناة من تحت رأسها مشاركة مع الثعلب قريبها في غابة أبو الهول والأهرام في إحياء المحن والحرب الأهلية والتمويل للخوارج المرتدين ودس وبث الفتن وزرع العيون والجواسيس السابقين النائمين في الخفاء لليوم الموعود ، غير ظاهرين الآن على السطح ينخرون مثل السوس في العظم ببطء الذين لم يطولهم القبض والحساب العسير والعقاب بعد، حيث منافقين، يلعبون على الحبال مثل الكثيرين من الشعراء يهيمون في كل وادي مع الأقوى ومن يعطي المكافئات والمال بدون حساب يصبح  هو الزعيم...

                 تحاول إستدراج أنظار الغافلين والمغفلين لمساندتها وتأ يدها بالوصول لقمة الهرم و الذين نظير المعاناة الشديدة والخوف والرعب من القتل والإغتيال وعدم الإستقرار في غياب الدولة والقانون، والنقص الكثير للمواد الضرورية للحياة والعيش ، والعمل على غسيل الأدمغة وبث الفتن والدسائس ...  هي تربي وتزيد من الأحقاد في الجنوب بين القبائل المتناحرة التبو والطوارق والأمازيغ مع العرب،  وبالشمال شرائح تاورغاء مع مصراته على الإنتقام للكرامة ، ، وبالشرق البدو مع الحضر وغيرهما على أتفه الأسباب وهم شعب واحد قليل العدد ... إخوة في الدين والجوار والمصير، ذوي صلات رحم ودم ومصاهرة...

                لم يسأل أي أحد سؤالا بسيطا مع النفس والآخرين، من هو العدو الأساسي الذي يخطط وراء الستار كل هذه المآسي حتى لا يستقر الوضع ، و وصلنا إلى هذا الحال المتردي لخدمة أغراض خبيثة لا يعرفها الكثيرون الآن، حتى نسقط في خضمها من الغفلة وعدم الإهتمام... نعتقد أنها إمرأة ضعيفة لا تستطيع القيام بالثورة المضادة ووقتها لا قدر الله تعالى الأمر في حال وصلت، الجميع من الوطنيين يعرفون الحقيقة  المرة وحجم المأساة ... حيث دائماً عبر العصور المرأة كان لها دورا كبيرا في الخير أو الشر إبتداءاً من أمنا حواء و إغوائها لسيدنا آدم بأكل  التفاحة من الشجرة المحرمة بناءا على وسوسة الشيطان الرجيم ، مما نحن كبشر ندفع  الثمن إلى يومنا هذا  نظير الخطيئة وعدم إتباع أوامر الله تعالى الحق !!!!

                 ذكرني الموضوع القائم حاليا وما يدور في الساحة من معاناة وبلاء وضيق مفتعل ، جذوة فحم مازالت مشتعلة تحت الرماد لم تطفا بعد ...   مازالت تحترق ببطء ويوما عن قريب سوف تشعل الحطب الجاهز الجاف الذي يعاني من  المصائب اليومية للعيش ونقص الخبز ، وعندها سوف تهب نار أخرى فجأة في غابة المختار ولا تتوقف  مع أن شعبنا الآن يعاني في الكثير من النيران، وهذه النار جزء من نار جهنم شديدة الحرارة لا تبقى ولا تذر والمتابعة والعقاب لأي أحد شارك في ثورة 17 فبراير ضد العائلة مما يزداد سفك الدماء والقهر والمعاناة أكثر بكثير أضعافا مضاعفة عن الوضع المتردي الأن ، حيث الأمر ليس سهلا كما يتوقع الكثيرون ... الأمر وراءه الأحقاد والإنتقام الرهيب ...

                      مواقف بنت الطاغية  ذكرتني بالمقولة،( هذا الشبل من ذاك الأسد) المجنون والذي أكيدا شربت من نفس حوض الشر حيث كانت قريبة منه أكثر من إخوتها بكثير، تحمل نفس الأفكار والجنون... و لو وصلت لقمة السلطة لا  تتوقعوا منها الرحمة والشفقة، حيث هي  مليئة بالأحقاد والأحزان على قتل معظم عائلتها،  الأب الطاغية والإخوة ، وكما يقولون ويرددون في الإعلام الزوج والأبناء ضحايا الإبعاد وحنان جدهم المقبور إستدرارا للعطف، والبقاء في الغربة طريدة بدون أهل ووطن بعد أن كانت في العز يشار لها بالبنان... تريد وتسعى جاهدة للأخذ بالثأر بأي وضع وطريقة كانت... وكأن غابة المختار إرثا وملكا لهم، ولسنا أبناؤها ولنا الحق جميعنا نحن وهم بالحق والسلام والمحبة بالعيش فيها أحرارا رافعين الرأس مثل جميع الأمم بدلا من الأحقاد والدس وحب الإنتقام ، أليست بمأساة ؟

                      والدليل على المؤامرة والحكومة الخفية التي تحاك بسرية كاملة في الخارج من الأزلام الهاربين، في الوقت الحاضر كبدايات كثرة الإعلام الموجه في جميع وسائل الإعلام وبالأخص في الشبكات العنكبوتية التي لا تخلوا يوما عن الذكر والتمجيد للطاغية وكأنه البطل المغدور، محاولين إظهاره بالبطولة وعمل المعجزات وأن الشعب كان جاهلا لم يعرف قيمته ويطيع أوامره وينفذ تعليماته الصادرة وكلام كثير على خصاله الشخصية ... مما يصدقها الغافلين المغفلين نظير الصدمة والمرارة ناسين ومتناسين ذكر المصائب والأخطاء التي بالآلاف لم تذكر وتعلن الحقيقة على الجميع ، والتي أحتاج إلى مجلدات لكتابتها... تم نسيانها بقصد مبيت مع سبق الإصرار عن طريق الدراسات والتخطيط من دهاة الشر ، حتى لا تشوه الصورة القاتمة لعهده السابق والكثير من الحقائق والأمور الخافية و التي بقوة النفوذ والمال بالسابق ، ظلت مصانة في الحفظ و الأمان بالأدراج حتى علاها الغبار من طول الوقت ، لم تظهر بعد إلا القليل منها، وإحداها من المئات عرض بنصف مليار دولار للحكومة المصرية بنقل رفاة الراحل الرئيس عبد الناصر أستاذه ، إلى ليبيا ودفنه في نصب كبير في بنغازي حتى يصبح مزارا للمغفلين الأغبياء ، وما خفي كان أعظم... والعديد من الغافلين الجهلة يصدقون الأمر ، ناسين الجنون والمجون الذي أودى بغابة المختار الهلاك والدمار إلى الآن ....

                    من الضروري تغير الأفكار والإعتراف بالحقيقة المرة والسعي القوي إلى  وقف الإرهاب بالدفاع عن غابتنا الغالية ، إذا أردنا الفوز والنجاح وتنهض من الخراب والدمار الذي حل بها ، فقد جربنا الإستعمار عدة قرون من غابة الأناضول بإسم العقيدة والدين ، وغابة (السباقيتي والبيتزا) والحلفاء أربعة عقود ونيف حتى تم الإستقلال، وقامت لدينا الكثير من الحكومات ومضت في ذمة الله تعالى سواءا بالخير أم بالشر، والآن بعد التمرد الثورة والنصر تعاقبت عدة حكومات في وقت  قليل خلال خمس سنوات في غياب الضمير،  المرض اللعين ، والرجال الوطنيين الصادقين ذوي الولاء والحب للوطن ، أليست بمأساة ؟؟

                  وتساؤلاتي الكبيرة هل آن أوان  حكم النساء بزعامة  بنت الطاغية في غابتنا المختار؟؟ لا أعرف عن يقين ولم نمر بالتجربة من قبل حتى أعطي الرأي السليم ، ولكن مؤمنا أن كل شئ قد يحدث من غرائب وعجائب نظير المقولة السابقة التي ذكرتها في البداية "من  ليبيا يأتي الجديد" ... فنحن مهما نكون خطائين، ممكن في بعض الأمور المصيرية مخطئين حيث نتعامل بالعواطف و بدون دراسات و لا تخطيط ولا نحكم العقل السليم في الشورى والقرار...

               كتابتي القليلة عن الموضوع والحكومة السرية التي يوما، لا قدر الله تعالى سوف تظهر للعيان إذا دمنا على هذا الحال والتناحر المؤسف ، وتدخل الكثيرين في أمورنا وشؤوننا الخاصة نظير الثراء والموقع الجيد والذي عائدات النفط الكبيرة بدلا من النعمة أصبحت نقمة... البعض يعتقدون أنني أمجد  الأخت المعنية معطيا لها حجما كبيرا، وهي عادية مثل البقية، ولست شامتا ولا متشائما فقد تضررت من الكثير في عهد والدها الأسود ، نظير المعارضة و كان محكوما علي بالإعدام على مدى اكثر من إثني عشرة عام ونجاني الله تعالى من سبع محاولات إغتيال بالخارج وجميعها موثقة بالمستندات لدى الأجهزة الأمنية الكثيرة في الغابة الكبيرة ....

               بعد الخلاص والتحرير تقاعدت عن العمل السياسي بالمرة ، ليس خوفا من إكمال المسيرة ولكن وجدت النفس غير قادرة على العطاء، بعد أن قضيت حوالي نصف العمر في المعارضة لنظام القهر وصرفت كل ما أملك في سبيل القضية التي كنت مؤمنا بها و تجرى في الدم والشرايين...   ولكن نتيجة عوامل عديدة ، أهمها عامل السن والمرض والصدمة من سوء تصرف الكثيرين الذين كنا مؤمنين أنهم رجالا وطنيين وأثبت الواقع أنهم أشباه رجال منافقين ، وطنيتهم الأساسية الوصول للسلطة والنهب مما ضيعوا نبل المعارضة وأصبحت تلوكها الألسن بالقدح والسباب...
 
                 ومن واقع التجارب والمحن التي مررت بها أحاول النصح و فتح عيون الكثيرين المتابعين لما يجري من أمور مشينة في الخفاء ، حتى لا تصبح هي البديل يوما ... حيث الكثيرين عندما يقرؤون هذه المدونة ، تجتاح أفكارهم الوسوسة وحب الإطلاع و يريدون أن يعرفوا الكثير عن  دعية الزعامة الجديدة القادمة  ، والذي الكثير من المنافقين يريدون ركوب القطار حتى لا تفوتهم الرحلة القادمة الجديدة ، مما يزيدون من الشرخ والضرر في الأوساط ، و يصبح الموضوع سلاحا ذو حدين ، لمن لا يفهم الحقيقة المرة .

                والقصد سليم حتى يعرف الغافلين ان جميع ماحدث بالسابق والحاضر وسبب البلاء والمعاناة الرأس الكبير الطاغية المقبور والذي تم جزه و قطعه بدون رحمة من الثوار ، ومازالت بعض العروق تنبض من حرارة سكين الذبح الحاد، ناسين ان الموت نهائي بأمر الله تعالى إلى ماشاء ...  لا يرجع إلى الحياة مهما قدموا من عمل ودس وخبث بترجيع المجد الغوغائي وتعاليم الجهل من الكتاب الأخضر ورفع الراية الخضراء من جديد بدلا عن علم الإستقلال المنتخب من لجنة الستين عضوا بالشورى في القرار وليس خرقة خضراء لا تمثل أي رمزا للدولة نظير الفرض من مجنون ....

              الصراع بيننا، لا ينتهي بسهولة ويعم الأمن والأمان والسلام  طالما في النفس حياة ، وخصام ، ومهما كان لديهم   الآن من الأعوان المنافقين والمال بالمليارات، والذي يوما سوف ينضب ويصبحون في العراء فقراء عقول !!!!! لا يستطيعون مهما  آثاروا من الفتن و المؤامرات ، حكم الوطن من جديد ، سواءا منهم رأسا أو عن طريق أزلامهم وصنائعهم ... فقد تعلمنا الدرس الماضي القهر والعذاب ولسنا أغبياءا حتى نجرب الأمر اللعين من جديد....

                  غابة المختار ترابها حار وحصاها وحجارتها جمر ، كل من أراد لها الشر يحترق مهما طال الوقت، لم تعقم بعد ... مازالت فتية  ولادة و تنجب الجنسين الرجال والنساء الوطنيين الأحرار ، ولن تتوقف عن الإنجاب مهما حاول الخصوم الأعداء فعل الكثير من الشرور ... سنة وشريعة الحياة مثل أي كوكب يدور في الفلك لا يتوقف إلى ماشاء الرب الخالق ...حتى يظهر ويخرج يوما الوطنيين الأحرار الصادقين مع الخالق والنفس الأوفياء على السطح والساحة من خلال رحم النضال والمعاناة ، و الذين بقدرة وتوفيق الله تعالى يصبحون بالمقدمة ويسوسون الدولة بالعدل الذي هو  أساس الملك والحكم السليم، وننهض من الظلام إلى النور بإذن الله عز وجل عن قريب ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Wednesday, February 17, 2016

قصصنا الرمزية 27

 بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة والثعلب ( 3 )

 أهم النقاط لإخراس الألسن التي بصدد إفشاء الشائعات المغرضة ضد مسيرة الاحرار في غابة المختار وقطع الطريق للدس والفتن من كثيرين ممن يحلمون بالرجوع للعهد الماضي وحكم الجماهير ... كما يعمل  الآن جاهد الثعلب من غابة أبو الهول والأهرامات و بنت الطاغية من سلطنة عمان ، والتي تواجه الآن  بعض المتاعب نظير عدم إحترام قواعد الضيافة بالإمتناع عن العمل السياسي ، و التي تريد وترغب في الإنتقام من كل من ساهم في التمرد والثورة 17 فبراير على عائلتها  وإنتصارهم  و قتل أبيها الطاغية وأخيها، بعد المحاولات اليائسة عدة شهور للبقاء على رأس السلطة، في شهر اكتوبر عام 2011 م ....

                        نجاح غابة المختار يعتمد على كثير من المعطيات أهمها الخطوة الأولى وجود حاكم قوي وطني عادل لا يرهب ولا يخاف من الحق و بتر رؤوس الشياطين اليانعة بسرعة حتى يخاف الجميع و تستقر الأمور و يعم الأمن والأمان المجتمع ... كما قام بذلك الحجاج في العراق عندما خطب عليهم في الجامع في أول يوم من تعيينه واليا عليهم أيام الدولة الأموية، وقال العبارات المأثورة والتي إستمرت من ذاك الوقت إلى الآن ولم تمت مثل الكثير من الأخريات عبر التاريخ والزمن: "ياأهل العراق، ياأهل الشقاق والنفاق ، إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإنني بإذن الله لقاطفها" وبعد الخطبة والإمامة والصلاة ، جمع حوالي المائة من الصفوف الأولى الظالم مع المظلوم أمام الجامع في الساحة، وأمر بالمجزرة الدموية و قطع رؤوسهم بالسيف ، دفعة واحدة ، بدون ذنب ولا اي محاكمات وعدل...

                     كانت العادة في ذاك الوقت أن يقف في الصفوف الأولى الشيوخ وأصحاب الأمر والنهي المعروفين، والتضحية بهم دفعة واحدة بدون رحمة ولا شفقة جعلت الرعب والخوف يغمر قلوب الجميع بأن الوالي الجديد سفاح لا يخاف ، ولا تهمه التضحية بأي مواطن مهما كان عاليا في الشأن والمقام .... ولما سئل لماذا هذا القتل الجماعي بدون وجه حق وعدل ، كان الرد مائعا، أضحى الآن بمائة روح ضحايا،   الظالم مع المظلوم ، لكي ينتشر الرعب والخوف لدى الجميع بأنني قاسي و شرس ، حتى يستتب الأمن وأضمن السلامة مستقبلا للجميع حيث العراقيين لا يرتاحون ، دائما في خصام  و ثورات وتمرد وبدلا من المشاكل والتمرد اليومي ، والإضطرار لقتل الألوف من ضحايا .

                   إنه أمر صعب وحرام وجنون التضحية بالأرواح بدون قانون وعدل ، ولكن في وضعنا الحاضر نضطر إلى التضحية رغما عنا وبدلا من القتل والذبح وقطع الأعناق كالخوارج المرتدين ، الإبعاد والنفي خارج المجتمع ، والسجن والحجز في بيوت حديثة كبيوت العجزة في العالم الحر مرفهين بها جميع الخدمات الصحية الفائقة والطعام الجيد والتسلية ، وقطع الاتصالات والزيارات عنهم في دورات تأهيلية فكرية بالعلم والمنطق قبل الخروج وإطلاق السراح ... والمرضى الجهلة الغير فاهمين الأمر والمصرين على المعارضة وإفساد الامور المتفق عليها بين الجميع ،، يظلون في الحجز بعيدين عن الساحة فترة طويلة في المحطة حتى يفوتهم القطار وتنتهي شعبيتهم مع الوقت، لأنهم بذرة شر في التشكيك والمعارضة لأي موضوع مهما كان صالحا بالمجتمع ، إن لم يكن لهم صوت مسموع  وراضين عنه .

                   الخطوة الثانية الأمن والأمان والحكم بالعدل حيث العدل أساس الملك ضمن دستور جيد وقانون لا يرحم المجرمين والقصاص السريع بما أمر به الله تعالى من أهم الأسباب في الإستقرار والسمو والإبداع لغابة المختار حتى يتخلص الكثيرون من الأوهام  والطمع في الحكم والإستغلال والنهب بدون وجه حق .... ومع الوقت والسير بالحكمة والعقل ، يوما سوف تصل غابة المختار إلى الهدف المرغوب و المطلوب.

              إطلاق سراح جميع السجناء جملة واحدة وإعطائهم الفرص بالحياة كرام في المجتمع، منعا لعوامل عديدة حتى لا تتشرد العائلات بغياب الأباء والأزواج عنها فترة طويلة ويعاني الأطفال وصغار السن من نقص وغياب العطف والحب والحنان .... والصرف للأموال الباهظة في الحراسات والطعام والقضاء والأخذ والعطاء والمحاكمات وتضييع الوقت الطويل في الجلسات ... والقتلة  المتهمون بالقتل العمد وعن سابق الإصرار يتم القصاص بدون تأجيل ولا تعطيل ، ويسقط الحق العام نظير دفع مبلغ معين باهظ حسب الظروف لكل حالة وإطلاق السراح مشروط بالعفو والسماح من ولي الأمر المغدور....

                  بناء المدن التي تهدمت من آثار الحرب والتناحر والنزاع ، طبقا لأحدث المواصفات العلمية حسب عاداتنا وتقاليدنا ، حتى نحافظ على أصالتنا من أن لا تضيع وتتلاشى ، والقديمة يتم صيانتها بشكل كامل و تصبح مزارا للسائحين !!!!

                    صرف مرتبات رمزية للجميع من الطفل الرضيع إلى كبار السن سواءا فقيرا أم غنيا لمن يمت لغابة المختار بالمواطنة الرسمية الشرعية حتى يستفيد الجميع من خيراتها ويصبح لهم الحب والولاء نابعا من القلوب وليس نفاقا من عائدات الدخل الشهرية ، ووقف صرف جميع المرتبات الإرتجالية لكل من هب ودب و التي سببت الخراب وساعدت على البطالة والكسل وعدم العمل والجهد بعرق الجبين كما كنا في عهد الإستقلال قبل إكتشاف النفط ، والإعتماد على النفس... وتقليص الموظفين إلى العشر الفعليين بإستعمال الحاسوب والوسائل الحديثة ، وتشجيع العمل الحر و منح قروض بشروط مريحة  و بدون فوائد للمشاريع المدروسة غير دفع نسبة ضئيلة رمزية في البداية كرسوم مرة واحدة تغطي المصاريف العامة للجهة المسؤولة من الإستمرار بكفاءة... والعقاب الشديد لكل من يتلاعب ويستغل الظرف والمبلغ  لصالحه !!!!

               ضمان التعليم الجيد من الروضة إلى الجامعة والتحضير للشهادات العالية بالمجان حيث لا شعب يسمو ويتحضر من غير علم ومعرفة وفهم واسع حتى يتم الإبداع، والتشجيع للطلبة الأوائل الناجحين بالتكريم وإعطائهم مكافئات مادية كبيرة ومعنوية على الجهد والتحصيل والسهر، مما تتقلص الكثير من المصاريف الزائدة من على كاهل غابة المختار نظير التنافس....

                الضمان الإجتماعي والتكافل والتأمين الصحي للجميع بالمجان حيث العقل السليم في الجسم السليم، والعقاب الشديد والضرب بيد من حديد، والتهمة خيانة وطنية للمجتمع ، ضد كل من يستورد طعاما موبوءا لقاء الربح والكسب السريع ، حتى لا تنتشر الامراض ويصعب علاجها بالداخل ... والتى تكلف الكثير من الاموال من خزينة المجتمع بالخارج...

                فتح أبواب التجارة الحرة مع الجميع ضمن ضوابط وقوانين وتسهيل الإستيراد والتصدير للتجار من الخارج وتخفيض عائدات رسوم الجمارك إلى مبالغ رمزية حتى يتم القضاء على التلاعب في الغش للمستندات الأصلية... ودفع الضرائب لمبالغ رمزية سنوية على المواطنين حتى لا يعم التلاعب كما كان يحدث في العهد السابق من الإحتكارات والمصائب والمصاعب للمستوردين ...  والقضاء على السوق السوداء للعملات الخارجية حتى يتوقف الإتجار بها والتلاعب مع موظفي المصارف وتحقيق الأرباح الكثيرة والكبيرة نظير الإحتكار....

              فتح باب المواطنة والإقامة لأي أحد يريد القدوم والعيش والمواطنة في غابة المختار ضمن شروط معينة مهما إختلفت الألوان والديانات من أقوام وشعوب مميزة متعلمة وتعطى لهم جميع الصلاحيات من أول يوم حسب القانون الذي يحفظ حقوق الجميع بالعدل ، والمساواة التي هي الأساس للنمو والتقدم .

                تحسين الطرق الحالية وإنشاء الجديدة على أعلى المستويات والربط بين الشمال والجنوب إلى أفريقيا وبالأخص الدول المغلقة التي ليس لها مواني على البحر  ، بشبكة مواصلات بالسكة الحديدية ، وفتح باب التجارة الحرة والإستثمارات الضخمة من بناء وتعمير وعمل مناطق حرة كبيرة وتسهيل العبور بدون دفع أي رسوم جمركية غير مبالغ رمزية من غير اي تعطيل ولا تأخير في الشحن والمرور بسهولة بدون أية عقد ، حتى نضمن الإستمرارية والنجاح حيث الثقة هي أحد أعمدة النجاح لمن يريد العمل الحر والتوفيق...

                 مد خطوط أنابيب النفط مساهمة وشراكة وإستثمار مع غابة تشاد عبر الصحراء مباشرة إلى أقرب المواني على البحر الأبيض المتوسط لتسهيل المعاملات الرسمية وتقصير المسافات بدلا من التأخير من المرور عبر السودان إلى أي مرفأ بالانابيب ثم الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس حتى الوصول للمكان المطلوب في اوروبا....

                بناء مصحات ومستشفيات حديثة على أعلى المستويات واستقدام وجلب أرقى الأطباء والممرضين المحليين أو الآجانب والعناية الفائقة بالخدمات الصحية ، وتقليل العلاج بالخارج إلا للحالات الصعبة النادرة ... وتدريب الشباب المحليين من الجنسين على الرقي في العمل ومساعدة المرضى على أرقى النظم العالمية... وإحترام الوقت في العمل بدقة الذي هو أهم أساسات النجاح....

                   الإهتمام بالرياضة من جميع الألعاب وبناء نوادي جديدة على أعلى المستويات وخلق باب التنافس الشريف مع الآخرين حتى تستوعب طاقات الشباب الحائر من الإنغماس في الشر ، ولا يجد دعاة الإرهاب صدى منهم حيث جميع الضمانات من صحة وتعليم وعمل وترفيه متوفرة ، مما الشباب ليس لديهم الوقت الكافي للإنحراف والمضي في دائرة الإرهاب والشر مشغولين طوال الوقت مرفهين...

                 تقليص الميزانيات الكبيرة على الدفاع  ، وبناء جيش صغير في العدد على أحدث النظم العسكرية للحفاظ على الوطن من عبث الفاسدين، وعلى مستوى وزارة الخارجية يتم   قفل معظم السفارات والقنصليات والمكاتب الوهمية والصحية للأخذ بيد المرضى المحتاجين والتي أثبتت الايام أن وجودها عبارة عن خراب وفساد وإفساد للذمم ، عبارة عن سمسرة ورفع قيمة الفواتير عدة أضعاف كبيرة لا تصدق مما أرهقت خزانة الدولة ... وتوفير الكثير من المبالغ التي  تصرف فى غير طاعة الله تعالى والسرقات وصرف المبالغ الموفرة على التعمير والبناء في الوطن إبتداءا من المواطن حتى يسمو ويتحضر ومد الأيادي بالسلام مع الجميع والتركيز على عدم التدخل في شؤون الآخرين بأية صورة من الصور...

                 بناء مطارات حديثة كبيرة فيها جميع الخدمات والإغراءات بتخفيض أسعار الوقود للشركات المالكة والتزويد السريع لكي تستقبل الطائرات الضخمة من الغرب إلى أقصى الشرق ونفس القصة من الشرق إلى الغرب يكون مركزا في نصف الطريق  ، و يتم توزيع الرحلات القصيرة إلى دول اوروبا مما تستفيد الدولة من حركة مئات الآلاف من المسافرين عبر المرور والترانزيت وتفتح المجالات لكثير من الأعمال .

                الكثير من الأفكار والأحلام ممكن تحقيقها والتي تحتاج إلى وقت طويل بتجميعها وترتيبها في أولويات وهذه النقاط عبارة عن رؤوس أقلام للمواضيع العديدة اذا أردنا الخروج من الأزمات المفتعلة ، وفتح مجالات العمل الكبيرة ، حتى لا تتاح البطالة و ضياع الوقت بدون جهد و لا عمل ... وبالعزيمة والحب والولاء للغابة والسلام مع الجميع بدون أي إستثناء  وبالأخص لأقوام النجمة الزرقاء (اليهود )، نجمة سيدنا الرسول (داوود) حيث مواطنين منذ مئات السنين شاءت الظروف الصعبة وتمت الكراهيات المفتعلة بين الأطراف نظير الجهل للبعض من الجهتين كل واحدا منهم مصرا أنه على الحق ، وبالحوار والأخذ والعطاء ممكن الوصول إلى حلول في منتصف الطريق ، ترضي الأطراف المتناحرة ، وتزال الأسوار والكراهيات المفتعلة وتندمج الشعوب مع بعضها ، حيث الدين لله تعالى والأرض تسع الجميع...

             مع الوقت والسعى وفتح القلوب والأيادي بالمحبة مع الجميع من غير أي كراهية كانت بالنفوس، سوف تتحسن الأمور ووقتها تزول معظم المؤامرات وتتقلص وتنتهي وتتحطم وتزال عن الكاهل حيث يصبح الجميع  شركاء في المصير والإستفادة ...  والثعلب الحائر والزعيمة الجديدة بنت الطاغية، مهما كانت لديهم من أموال وشعبية عند البعض من الغافلين المغفلين و الأعوان المنافقين الذين يزينون لهم الأمر ، لا يجدوا مكانا ولا ساحة يستطيعون مساسها واللعب فيها بحرية ولا من يساندهم سواءا من الداخل أو الخارج إلا المجانين ، حيث جميع أبواب الشر مقفلة بطرق علمية وبالمنطق والحجج القوية...

              كلمة أخيرة، إذا كان للثعلب الرغبة في القدوم والعيش كمواطن عادي وممارسة السياسة الشريفة تحت ظل  القانون ، نقول له من القلب ولغيره من المهاجرين الخائفين من الرجوع للوطن ، أهلا وسهلا بهم حيث غابة المختار للجميع وليست لفئة معينة دون الأخرين وتجعل أبناؤها مهما لديهم من هويات ودبل شفرة يعيشوا في  الهم والمعاناة في غابات الآخرين مهاجرين ، لديهم الحنين القوي للرجوع والعيش فيها كراما...   ووقتها اذا توفرت الكثير من هذه الأمور حقيقة وصدق وعلى الواقع وليست أماني وأحلام على الورق بدون السعي بقوة والتنفيذ والتحقيق ، وقتها فقط يعم السلام والأمن والأمان و معظم الفتن والدسائس تتوقف وتنتهي ولا حجج للغرب ولا الشرق بالإحتلال ولا دس الفتن والمؤامرات حيث غابتنا تصبح نظيفة من أي وكر للإرهاب ،  يعمها السلام والأمن والأمان ...  والله الموفق . 

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, February 14, 2016

قصصنا الرمزية 26

بسم الله الرحمن الرحيم

 الثعلب والمؤامرة ( 2 )

 المؤامرة كبيرة على غابة المختار من جميع الجهات محليا وخارجيا والتي لن تنتهي بسهولة ويسر كما يتوقع الكثيرون، الصراع والحرب الخفية بين الأديان ، مستمرة منذ قرون من الزمن ،  منذ أيام قرطبة والأندلس مع الغرب وزاد الصراع إشتعالا سنين الكر والفر في الحرب الصليبية على الارض المقدسة بيت المقدس حتى تم غزوه وإمتلاكه من أل صهيون حلفاء الغرب في المصير... لا تتوقف المؤمرات بل تتجدد حسب العصر الذي فيه ، وجميع الشعوب العربية سقطت في أحضان الغرب نتيجة عوامل عديدة ، أهمها الجهل والطمع في السلطة والجاه والحكم من أدعياء ، وتم الإستعمار لنا كعرب عن طريق عملائهم اولاة الأمر منا ، أشباه الرجال بدون ولاء ، ونحن راضين ونتشدق أننا مستقلين وأصحاب القرار والواقع المرير مسيرين بطرق ومخططات يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها....

                      الإستعمار والهيمنة مستمرة طوال الوقت تتجدد بدماء جديدة شابة بين فترة وأخرى ، يحلون محل الكهول  العملاء الذين إستنفذوا طاقاتهم في حكم شعوبهم وعليهم بالتقاعد والخروج من دائرة الضوء ، بالرضى والتي أي حاكم عربي لا يتقاعد إلا مطرودا، بالتمرد والثورات المفتعلة كل فترة عقود من الزمن حتى لا ننهض ونتقدم، أو بالموت والإغتيال .... وفي وقتنا الحاضر ظهرت المؤامرة بوجه جديد للسيطرة والحكم من أدعياء الوطنية كما كنا بالسابق وأكثر بطرق شيطانية مستغلين عواطف الشعوب الجياشة والتمرد ضد القهر من الطغاة صنائعم والرفض وشهر السلاح ، وبذل الارواح والدم بغزارة من أجل الخلاص ، وتم تسميتها في عصرنا الحاضر تحت عنوان كبير زائف مغلف بالورق الذهبي الذي يلمع ويخطف الأبصار للمتعطشين للحرية (ثورات الربيع العربي) والتي لا تمت للربيع بأي جهة وصلة كانت، حيث العادة المتبعة ، فصول الربيع إنتهاء فصل الشتاء البارد ونماء الخضرة وأعياد الزواج العديدة والفرح والسرور للعائلات في الإجتماعات والحفلات والرحلات الخلوية وشم الهواء العطر....

                     الدمار والخراب والدماء سالت وعشرات الآلاف من الضحايا سقطت بكثرة من أجل هدف وطني سامي الخلاص من الحكام الطغاة  ، وبعدما تحقق الأمر بفترة تم الإكتشاف والصدمة... ظهرت الحقيقة العارية المرة بعد التضحيات والنصر أن الموضوع كبيرا أكبر من طاقاتنا وحجمنا وفهمنا للأمور السياسية المتشابكة .... له أبعادا خطيرة كبيرة مؤلمة لنا ليس بالخلاص من الطغاة والحرية ، بل تجديد الإستعمار بطرق علمية حديثة ليست مثل السابق بالبندقية والمدفع وأقدام الجنود الغرباء تدوس أوطاننا، عن طريق القناعة طواعية وبالرضاء نستقدمهم كحلفاء وأصدقاءا للمساعدة ، ضد طغاتنا !! ندعي الذكاء السياسي ونحن وقعنا في مستنقع الرمال المتحركة ، كلما حاولنا الخروج من المخاضة نزداد غرقا بدون الخلاص والنجاة .....

                  قصص محبوكة الأطراف من جميع الجوانب ليس بها خلل منذ البدايات للهدم وعدم التقدم والعلم لغابات الهلال والنجمة حتى تتأخر وترجع للوراء عقودا عديدة وحيواناتها الناطقة من العوام الغوغاء للأسف ترقص فرحة تتشدق بالنصر الزائف حتى ظهرت الحقيقة المرة ، أنهم من البداية مطايا مخدوعين لتنفيذ مخطط كبير رهيب للغرب، مستغلين العواطف الجياشة من الغافلين في التنفيذ للمخططات الجاهزة من أساطين وأساتذة عباقرة الشر والشرور نظير الطمع والنهب، والوصول للقمة والسلطة التي هي المفتاح الأساسي لفتح الأبواب الموصدة للكنوز المخبئة والحسابات المجنبة التي لا يعلم بها إلا القلة من الواصلين...

                   إنني لا ألوم الثعلب عندما تخلص من أمر القبض عليه من (الأنتربول) كما أشيع في الأوساط العامة وهل حقيقة وصدق أم دس وإشاعات ، عندما إدعي كحماية بتغيير الهوية من غابة المختار إلى أبوالهول والأهرامات ، مما أنقذ نفسه من المتابعة والحساب والعقاب ، والتي الملاحقة ليست بالمعنى القوي بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة نظير الإستيلاء على الأموال العامة وتدخلاته السياسية في بث الدسائس والفتن في غابة المختار حتى لا يرتاح شعبها ويتم الإستقرار....

                  محاكمات غابة المختار بلا عدد وحساب وأحكام قوية معلنة على القنوات المرئية والشبكات العنكبوتية للملأ لذر الرماد في العيون للجاهلين ، وللأسف لم ينفذ منها واحدا فقط في العلن  ، بل حبرا على الورق ، غير العفو على الكثيرين من أشباه الرجال نظير الواسطات والجهويات الذين كانوا بالسابق في مناصب عاليه بلا شخصيات قوية ضعافا تابعين موظفين حتى يأخذ الطاغية السابق الحذر وكثير من الإمور الشائنة تتوقف ولا تستمر... كانوا أتباعا خدم عبارة عن صور للتغطية ، ليسوا أصحاب القرار حسب المثل الشعبي الذي يقول "لا يهش  ولا ينش" وبعض المجرمين الكبار نظير الأمل أن تفشل الثورة والتمرد ، شاء حسن حظ الثوار الوطنيين وتم القبض عليهم بالداخل وقت النصر وهلاك الطاغية وأودعوا في السجون ينتظرون  تنفيذ القصاص إلى ماشاء الله تعالى حيث لا وجود لصاحب قرار قوي الشخصية يفرض الوجود وينفذ العقاب الصادر من المحاكم بسرعة حتى يصبحوا عبرة للآخرين ..... الكل خائف ينتظر الأوامر بالتنفيذ من السادة الكبار!  والمجرمين الحقيقين الذين إستغلوا ودمروا الوطن ، أذكياءا و عباقرة ، إستقرؤا الأحداث عندما عرفوا أن السفينة على وشك الغرق ، لاذوا بالفرار للخارج في الوقت المناسب أثناء الهرج والمرج وحساباتهم سمينة بعشرات الملايين من جميع العملات الأجنبية ، والبعض على المستويات العالية بالمليارات أمثال الثعلب حتى لا تطالهم أيدي الثوار، والقبض والحساب والعقاب...

              أليس الأمر بمحير وشائك صعب التكهن والتحليل؟؟ المسؤولين يدورون في متاهات وحلقات ليست لها أبواب للخروج بسرعة حتى ينالهم التعب والإرهاق وهم يجرون بدون هدف واضح لتحقيقه ، غير الضجيج والجعجعة والتطبيل والتزمير والعيش في الأحلام وأمجاد الجدود والآباء الأوائل السابقة بالعواطف والكلام كالعادة ...

                   أليس الأمر بمأساة تعاني منها حيوانات غابة المختار؟؟ لا إستقرار والوقت يجري بسرعة ينهش ويلتهمهم وهم في نقاش مستمر وأخذ وعطاء في نقاشات وحوارات بيزنطية لا تسمن ولا تغني من الجوع على من يشغل المنصب وهو غير مؤهل للإدارة والحكم وليس له اي دور بالسابق في النضال ... لا تغر الشهادات العالية لدى البعض مثل الحمار الذي يحمل أسفارا، كتبا نادرة قيمة مهمة ثقيلة يعاني في حملها طوال المسافة ...لا يفقه شيئا منها غير النهيق في بعض الحالات معتقدا أنه وصل لآخر المشوار ... والحيوانات الناطقة الأخرى معجبة تصفق وتهتف للضلال ، مما تأخرت غابة المختار عن الوصول للهدف السامي ولديها جميع المؤهلات بحاجة إلى صقل ونظافة من الغبار حتى تلمع من جديد...  والمؤسف في الأمر  هو الجنون  وغياب الضمير وعدم الولاء التي هي مصيبة من المصائب تحتاج إلى العلاج الفوري، البتر والقضاء على هذه الأمراض المعدية بسرعة قبل أن تستفحل في بقية الأطراف بالجسد حتى يرتاح المجتمع ولا يزداد الضيق والمعاناة...

                رجوعا إلى الثعلب الذى وجد الفرصة سانحة وأصبح بقوة المال لاعبا كبيرا في الساحة الوطنية لغابة المختار من ضمن العديد من اللاعبين المرشحين والغرب يختار ببطء  من يكون الحمار سعيد الحظ الذي يلبسونه (البردعة) وينفذ المخطط المطلوب ببراعة وهم ورائه ممسكين بخيوط اللعبة مثل لعبة (القراقوز) الشعبية التي كانت شائعة في الأوساط بالماضي منذ عشرات السنين لتسلية الصغار أيام الظلام والجهل في المدن والأرياف، قبل أن يظهر الراديو والشاشة المرئية بمدة طويلة على الوجود ، مما تخلفت للوراء ولم تتطور للأحسن وماتت ودفنت في القبر بدون عزاء حار مثل العادة... وظهرت العاب اخرى اليكترونية من الغرب سرقت وخطفت أنظار الصغار والكبار في غابة المختار ، وأصبحت الأولى متأخرة قديمة بالية عفى عليها الزمن ، وظهرت أخريات متطورة بلا عدد وحساب ، والحياة مستمرة إلى ماشاء الله تعالى ، وكل يوم يمر في هذا الوقت والعصر والتقدم يظهر الجديد في الأسواق ....

                     تغيير الهوية والجنسية (دبل شفرة) سلاح ذو حدين ليس بعيب ولا عار عندما يضطر الهارب من الملاحقة والمطاردة القوية ويصل لبر الأمان وينقذ نفسه من الهلاك كما قام بذلك العشرات والمئات أثناء حكم الطاغية ، عندما ضاقت بهم السبل و اضطروا للحصول عليها حتى يرتاحوا من الضغوط والمعاناة ويستطيعوا الإقامة الشرعية في أوطان مضيفيهم ضمن القانون ويحصلوا على جوازات سفر جديدة ويسافروا براحة من غير خوف حتى يتم الفرج...   ولولا الهويات الثانية لكثير من الوطنيين الذين ضحوا بأنفسهم وجهدهم وركبوا الخطر في السفر والترحال من مكان لآخر أيام الثورة والصراع الدموي ، طالبين من الآخرين من شعوب الغابات الأخرى الوطنية الدعم على جميع المستويات من سلاح وادوية وطعام، والأهم الدعم المعنوي بالساحات العديدة على مستوى الغابة الكبيرة في جميع منابر الإعلام مما كشفت عن الكثير من المآسي والأسرار وجعلت النظام عاريا دب فيه الفساد والرعب والخوف من الهزيمة والهلاك ، وأصبح يتخبط غير قادر على صد البركان الكبير المدمر...   وقام البعض من الوطنيين الجنود المجهولين بأدوار كبيرة وكثيرة في الصمت والسر بدون الظهور على العلن في الأضواء خدمة لغابة المختار بضمير ، من أجل الحرية والخلاص من الطاغية...

                  غابة المختار الآن ، مفتوحة الأبواب من جميع الجهات لكل من هب ودب من المغامرين الطامعين للسيطرة على الحكم والنهب ، والغرب لن يتخلى عنها بسهولة ، ويتركنا في حالنا حيث فرصة كبيرة لا تعوض كما يتشدق أولاة الأمر منا اننا أصحاب القرار... دائماً تحت السيطرة في الصمت والسر ضمن مخططات حتى لا ننهض إسوة بالآخرين ... يدعون  العلم والمعرفة والفهم لما يجري على الساحة ،  وللأسف هم لا يعرفون كيف يلعبون الورق  بمهارة  ويقودوا السفينة لبر الأمان والنجاة حيث العوائق كثيرة والصخور الحادة مثل السكاكين الحادة  بمدخل الميناء ، عوائق قاتلة تحتاج إلى طاغية جديد ينفذ اللعبة على أحسن الوجه بمهارة ويتخلص من الرؤوس اليانعة بذرة الشر بالبتر بسرعة بحزم وقوة بدون تضييع الوقت حتى تهدأ الامور ويستقر الوضع ، الأمن والآمان في غابة المختار الذي هو أمل الجميع في الوقت الحاضر !!! والله الموفق ...
                                                                                 رجب المبروك زعطوط