Friday, February 26, 2016

قصصنا الرمزية 31

بسم الله الرحمن الرحيم

 الدموع

 مهما تحدثت وكتبت عن مايحدث في غابة المختار من معاناة وشقاء لا أستطيع الإيفاء من كثرة الأحداث اليومية من بلاء ومحن ومعاناة على الساحة .... حيواناتها الناطقة المسؤولة أولاة الأمر معظمهم يدعون الوطنية وأنهم أصحاب عقول وفهم ومعرفة وقادرين على العمل الكثير للصالح العام والنهوض بالغابة في وقت قليل والواقع المرير يختلف كل الإختلاف عن حقيقة الزعم والإدعاء الكاذب المخزي ، حيث مرت الآن خمسة سنوات على  ثورة 17 فبراير وتم النصر في شهر اكتوبر وهلاك الطاغية ومازلنا ندور في  نفس المتاهات والحلقات الفارغة بلا نهاية بدون الخروج لبر النجاة والتي جعلت الجميع سكارى وماهم بسكارى ، يعيشون في هرج ومرج و بدون إستقرار وشياطين الإنس من الخوارج المرتدين أدعياء الدين وتطبيق الشرع حسب أهوائهم وقطع رقاب العالمين بدون عدل ولا أي وجه حق كان...

               لها الدور الكبير عن مايحدث من مآسي ومخازي والتناحر على السلطة والنهب للأموال العامة والقتل والخطف وطلب الفديات الباهظة بالقوة ونقص الخبز والوقود للسيارات وقطع تيار الكهرباء بالساعات يوميا بحجج النقص في الوقود في غابة تنتج وتصدر النفط بكميات كبيرة غير محتاجة للدعم من الآخرين وضياع الوقت الكثير بدون نتيجة في البحث عن رغيف الخبز للشراء ،  والوقوف في الطوابير الطويلة أمام المخابز في الإنتظار و التي ذكرتنى بأيام الطاغية السابقة العجاف ...

                  زادت الأسعار في جميع المواد والأشياء الضرورية للعيش والحياة ، تغيرت الأرقام بقدرة  قادر و تضاعفت أضعافا كثيرة نظير الجشع والربح الحرام ، لا تصدق مهما تحدثت وكتبت عنها ... لا أستطيع الجمع من كثرتها وعملتنا المالية ، الدينار هبطت قيمته المادية الرسمية أمام العملات الأخرى الأجنبية واصبح في الحضيض والسوق السوداء في أوج العمل من بيع وشراء والتحويل للعملات الغربية والتي شبه معدومة وبأغلى الأسعار ... والمضطرين المحتاجين للسفر بسرعة وبالأخص المرضى على حسابهم الخاص وليس لهم الوقت والتعطيل في إنتظار الموافقات من الدولة للقيام  بالتحويل بالسعر الرسمي أو الضم على الحساب العام ، حساب المجتمع غير قادرين على الدفع الباهظ والشراء للعملات الأجنبية من دولار ويورو نظير الغلاء المفتعل من أغنياء المحن وأثرياء الإحتكار ، مما استفحل مرض  الكثيرين  وتمادى وصعب علاجهم  وتأخر شفائهم والبعض فارق الحياة وأصبح في ذمة الله تعالى وهو ينتظر...  

                     نظير الفوضى وعدم الإدارة السليمة التي في خلال خمسة سنوات تعاقبت على الحكم عدة حكومات رمزية فاشلة لا تهش ولا تنش غير النهب للخير العميم في الفرص التي سنحت لهم ، ومازال الامر يزداد سوءا وغرقا كل يوم، والحل الرئيسي لجميع هذه الأمور الشائنة والمعيبة ، وجود قيادة حكيمة شرسة عادلة تفرض الوجود بالقوة على الساحة حيث شعب غابة المختار تعود على الإرهاب والقهر ولا يستطيع في الوقت الحاضر حكم نفسه بنفسه بدون المصالحة الوطنية والوفاق والإستعانة بالحلفاء لتطهير الغابة من أفاعي الشر المجرمين بالبتر كما فعلت دولة الكويت لتحافظ على إستقلالها من أن يهان وتنتهي من الوجود وتصبح محافظة من محافظات دولة العراق...   ويتم البتر والقطع بالعدل والقانون لكثير من رؤوس الشر اليانعة بسرعة بدون تعطيل  ، ومد اليد بالسلام بصدق وعدل وفرض الأمن والأمان حتى يخاف الأشرار ويرهب الأعداء ان غابة المختار ليست مطية لكل من هب ودب بحجج الجهاد المزعوم ، بل بها رجالا ونساءا وطنيين صادقين مهما تأخر الوقت يوما سوف ينتصرون !!!

                 السبب الكبير والمهم لهذه المآسي نتيجة عوامل كثيرة تراكمت خلال العقود السابقة من حكم القهر والجهل من الفرد الواحد ودخل عائدات النفط بأرقام خيالية والذي  أصبحت نقمة وبلاء حل على الأكتاف وليس نعمة، نظير الجهل والغرور وعدم التخطيط السليم والولاء لغابة المختار...  مما أصبحت أمنا الغابة الغالية مستهدفة من كل من هب ودب من المغامرين  الذين يحاولون نهب الخير الكثير في غياب  حراس أمناء للحفاظ عليه حيث رزقا عاما للجميع ، ناسين ومتناسين الحمد والشكر لله تعالى على النعم العديدة والحفاظ عليها بقوة بما أمر الله تعالى بالحق حتى يزداد الخير ويسعد الشعب ويفيض ويسعد الجيران الآخرين الذين يعانون من  نقص الكثير من الأشياء الضرورية للعيش كرماء بدلا من مد اليد وضياع ماء الوجه والكرامة لكل من هب ودب

                    التقنين والإقتصاد والمنع الكامل في الصرف العشوائي على الارهاب العالمي وشراء النفوس للآخرين من الدول العديدة بدون حساب والحروب مع الجيران كما عمل النظام السابق عاث الفساد ونحن ليس لدينا فيها أي مصلحة،  لا ناقة ولا جمل حتى نعتدي على الغير ...  والهدر الكبير في إستعمال المواد الغذائية للطهي حسب الحاجة ، وغيرها من كثير الأشياء والتي شعبنا قليل العدد بضعة ملايين موزعين على مساحة كبيرة من الارض تستوعب مئات الملايين من البشر ، وللأسف تلال القمامة أكداسا بلا حساب وكأنها قمامة الملايين ، أليس الأمر بمأساة؟؟؟

                   رجع بي الفكر والخيال إلى اربعة عقود ونصف مضت للوراء وكنت الأول في بث ونشر الفكرة في بدايات السبعينات في غابة المختار نتيجة الإطلاع والسفر الكثير وزيارة المعارض الدولية العديدة سنويا والبحث عن الجديد أيام السلام والأعمال الخاصة مفتوحة الأبواب لمن يسعى ويعمل بجد للنجاح والتي توارت وغابت نظير الزحف والتأميم ... وطرأت الفكرة لبناء مصانع معالجة القمامة للإستفادة من الكميات الكبيرة وتصنيعها وتحويلها إلى سماد للزراعة والبقايا طاقة لتوليد الكهرباء ، بدلا من الحرق وتلويث البيئة بكميات الدخان الكثيرة الصاعدة في الجو ، والقذارة والأوساخ في كل مكان و التي تزال دوريا يوميا من اركان الشوارع والأزقة الضيقة وبالأخص في المدينة القديمة التي لا تدخلها سيارات القمامة حتى يسهل جمعها ....  تستعمل حتى الآن  الطرق القديمة والتي تحتاج إلى وقت طويل وعمالة كثيرة في الجمع لأكوام القمامة الملقاة في الأركان وبالأخص في فترات الصيف ذات الطقس الحار من أمام البيوت و التي أصبحت وكرا لعشرات الآلاف من الحشرات من الذباب والبعوض الناقل للأمراض ...

                بعد جهد جهيد نظير العلاقات والمعارف لخدمة مدينة الشلال والصحابة ، والعروض التي قدمتها وخسرت الكثير من الاموال في تحقيقها لإقامة المشروع كتجربة في مدينتنا والتي لو نجح المصنع سوف يعم في المدن الأخرى نظير التنافس والفائدة تعم على الجميع بنظافة وحماية البيئة من التلوث على أحدث الوسائل المتقدمة و الأنظمة الحديثة ...  وتكون أول خطوة في التقدم والنجاح في المنطقة ... وتحصلت من البلدية بعد جهد جهيد على الموافقة لإدراج الموضوع ضمن الميزانية العامة للسنة الموالية   حيث المشروع مرفق عام .... 

            وحضر مندوب شركة (ماريني) التي أمثلها من (غابة السباقيتي والبيتزا) في زيارة ميدانية للدراسة على الطبيعة والبقاء في المدينة عدة أيام في ضيافتي لإختيار المكان المناسب ودراسة كميات القمامة ونوعيتها لتحقيق الفكرة المتقدمة والحديثة وقتها، و بناء مصنع في مدينة صغيرة التي تعداد سكانها وقتها كان حوالي ستين الف نسمة من المواطنين المحليين ، ومثلهم من الغرباء القادمين والمقيمين للعمل  ، والتي تعد قرية أو ضاحية أمام المدن الكبيرة الأخرى....

            بعد عدة أيام من زيارة المندوب جميع المواقع المطلوبة من أماكن تجميع القمامة و المسلخ الكبيرة الوحيد الذي يتم فيها ذبح أعداد كبيرة من المواشي يوميا ، رجع إلى وطنه لتقديم الدراسة المبدئية عن الكميات والنوعيات إلى ادارة الشركة حتى يتم تجهيز العرض وتقديمه إلى البلدية، و كان مذهولا من كمية الفضلات والزوائد الملقاة على قارعة الطريق  بدون أي إهتمام كبير للكثير من عدم الإستعمال والإستهلاك...  مثل الرؤوس والجلود والعظام والأرجل التي وقتها معظم الجميع يتعففون من طهيها كحساء مفيد وتناولها نظير الخير العميم واللحوم متوفرة بلا حدود وبالأخص المستورد (المازقرو) من عبر البحار بأبخس وأرخص الأسعار، وفضلات كميات الطعام الجاهز يوميا الغير المتناول والزائد عن الحاجة من فضلات موائد الجميع والتي تشكل الملقاة منها كمية اكبر بكثير من المستهلكة ، عشرات المرات ...

                 و من خلال الحديث والدراسة المبدئية من الشركة تبين ان المشروع سوف يكون  ناجحا جداً والفضلات المرمية تعادل فضلات مدينة كبيرة في الحجم مثل مدينتنا عشرات الأضعاف ، نتيجة الخير العميم وعدم التقنين ومعرفة الإستعمال في طهي الطعام حسب الحاجة المطلوبة بدلا من الكثرة و  التبذير والشبع ، وعدم الحمد و شكر الله تعالى على العطايا والهبات ، بينما الغير من الفقراء في الغابة الكبيرة محتاجون للغذاء، (عبدة البقر وغابة الأمازون) وغيرهم يعتبرون قمامتنا جيدة في البحث حيث بها الكثير من الطعام الزائد لسد جوع البطون الجائعة ....  وقامت الشركة المصنعة بدعوة وفد من البلدية لزيارة مصنع  الإنتاج في غابة السباقيتي وزيارة لمعاينة المصانع و كيف تعمل في سويسرا ولندن .... وسافر الوفد المتكون من عميد البلدية وقتها ومعه مستشاره ومهندسين وكنت ضمنهم في الرحلة التي إستغرقت ثلاثة اسابيع في الزيارة والترحال والإطلاع في الدول الثلاث قبل البدأ والموافقة على توقيع العقد الذي في ذاك الوقت يعتبر من العقود الكبيرة بالبلدية ....

                      قامت الشركة بجميع الدراسات واللمسات الأخيرة المطلوبة من المواصفات الفنية وشروط الدفع في فترة وجيزة وقدمته للبلدية وبعد الدراسة المستفيضة من قبل عدة لجان محلية تمت الموافقة على إنجاز  المشروع ووقع العقد وكانت فرحة كبيرة بعد جهد وتعب استغرق حوالي سنة كاملة في الأخذ والعطاء والسفر ...  وسعيت بكل الجهد حتى تم فتح الإعتماد عن طريق المصرف مما إنتهت المرحلة الأولى...  وشاء سوء الحظ - قبل وصول المصنع والمعدات إلى ميناء  المدينة للتركيب في مدينة الشلال والصحابة - أن  تم الزحف علي وتم تأميم كل ما أملك وإضطررت للهرب للخارج نظير النصح  وواسطات بعض المعارف ذوي الثقة من المسؤولين في الدولة حتى أنجو من القبض والتعذيب الذي مر به معظم رجال الأعمال الكبار وكان إسمى مدرجا ضمنهم !!!

              رجعت بعد غيبة طالت إثني عشرة عاما من الإغتراب عن غابة المختار نظير الزحف والتأميم في الغربة الأولى، ووجدت الفكرة والمشروع لمصنع القمامة تحققت وأقيم على الطبيعة وكم فرحت ودموع الحمد والشكر سقطت في إستحياء حيث الإهتمام ليس تحقيق المال والطمع في الربح مع أنني صرفت الكثير من الوقت والمال الخاص على تحقيق المشروع العام والذي لم أحقق اي ربح نظير الغربة المفاجئة والتي جعلت الشركة تتعاقد مع الآخرين حتى لا تتوقف عن الإنجاز ....

                كنت داخل النفس أشعر بالزهو والفخر والحمد لله تعالى على النجاح وقمت بزيارة المصنع لأشاهد على الواقع ثمرة الجهد والتعب ، وكم فوجئت من المرارة والصدمة ، وجدته أطلالا تهب وتعصف في جوانبه الرياح نظير سوء الادارة والسرقة لكثير من الآلات والقطع الصغيرة نظير عدم وجود العمالة الفنية مما توقف عن العمل وتم الإغلاق للأسف نظير غياب الضمير .... وبدون أن أدري  انهمرت دموع الحزن رغما  عني بدل دموع الفرح السابقة، أليس الأمر بمأساة ؟؟؟  من عشرات بل مئات الجرائم و التجاوزات التي حدثت في غابة المختار من الأوباش العوام، وسببت التأخر و الهلاك  و تبديد الأموال بدل ان يستفيد منها الجميع!

                 الوضع السائد بغابة المختار الآن جعل الدموع الحارة الغزيرة تتساقط من دون الإرادة حزنا وأسى على المصاب والمآل ...  مقارنة بالسابق كم كنا في القمة سعداء نرفل في الأمن والآمان تحت حكم طاغية جبار الذي لا يعرف لغة العدل والقانون ، ولا لغة الحوار غير الارهاب والرعب للجميع ، والآن في الهاوية والحضيض من حكم الادعياء المنافقين مما الأمور تغيرت وإختلط السمين مع الغث والحابل مع النابل والجميع يعيش الآن في حالات صعبة ومعاناة وشقاء للبحث عن لقمة العيش الغير موجودة او شحيحة بالأسواق مثل الخبز، ومهما كانت الأسعار غالية اضعافا مضاعفة نظير سوء الإدارة والإحتكار من بعض المغالين أثرياء الوضع والمحن ، لدى الكثيرين بطريقة أو أخرى المال للشراء ،  حيث في الظاهر العام ، جميع المصارف تعاني من نقص السيولة الغير متوفرة للعملاء ، مثل العملة المادية لها جانبين وتساوي نفس القيمة من أي جانب  والسيولة تظهر في الأسواق وقت الحاجة الملحة ...  حيث متوفرة لدى البعض نظير المخزون في البيوت الآمنة لليوم الأسود كما يقولون...

               الآن في الوقت الحاضر لا ثقة في المصارف والإيداع في الحساب مهما كانت المبالغ صغيرة حتى لا تتسرب أسماء الأرصدة الكبيرة للمجرمين نظير الأعوان والعيون في الداخل من الموظفين وتتم عمليات الخطف بالقوة مع الترصد وسابق الإصرار وطلب الفديات الكبيرة لقاء اطلاق السراح لهم او لأعزائهم وأحبائهم من بقية العائلة....

              مهما وصل الحال الصعب والشدة والضيق والبؤس ، مقارنة ببعض الشعوب الأخرى الفقيرة المكافحة من أجل العيش والبقاء بالغابة الكبيرة مازلنا في الخير والحمد لله تعالى  ، ومهما غرقنا في المياه العميقة لم نصل بعد إلى القاع ونجوع بالمعنى الحقيقي للجوع ونظل نبحث في القمامة ! 

                وهذه الصعاب الشديدة والنقمة التي حلت على الأكتاف وكاهل غابة المختار لحكم إلاهية حتى نتعلم الدرس القوي من النقص لكثير من الأشياء الضرورية للحياة، والتي كنا بالسابق غير مهتمين وعدم المبالاة نظير الكثرة ...  وهذا الجوع المفتعل عن قصد ودراسات وتخطيط بعيد الأجل والأمد من القوى الخفية حتى نجوع ونأكل من القمامة رغما عنا ونحن أثرياء جيوب وفقراء عقول ، إذا أردنا العيش والحياة، أحسن بكثير من الفقراء المحتاجين الذين عيشهم من البحث في القمامة عن لقمة عيش تائهة وسط الأكوام ونحن على الطريق سائرون إلى نفس المصير إذا إستمر الحال لا قدر الله تعالى على هذا الوضع المزري بدون حلول جذرية ...

                 عندما قرأت الموضوع على الزوجة الوفية لأخذ الرأي و المشورة ، قالت لي أحمد الله تعالى على النعمة التي أنت فيها في آخر العمر والتقاعد ، أنت  الآن مرتاح  في الوطن الثاني غابة النسر ورعاة البقر ،  تعيش معززا مكرما و كل شئ متوفر لك و تحصل عليه بسهولة ولست بالداخل تعاني مثلهم في البؤس والشقاء والخوف والرعب والوقوف بالساعات في الطوابير من آجل رغيف الخبز ، عائلتك وأولادك وأحفادك يعيشون بالقرب منك، والمستشفى الذي به أرقى الخدمات وأمهر الأطباء للعلاج لوضعك الصحي بالجوار...  وكان الرد حزينا له معاني كثيرة لمن يفهم مابين السطور، الله تعالى لا يرحم ولا يسامح من كان السبب في البلاء والمعاناة والإضطرار للهرب للكثيرين من وطننا في الغربة الأولى والثانية ، حيث نعيش بالجسد بالخارج والعقل والروح في كل لحظة بالداخل تتابع  الأحداث والدموع تتساقط بغزارة في صمت على المآل والمعاناة  اليومية والنكبة لأهالينا وإخوتنا  ، ونحن غير قادرين على مد يد العون والمساعدة حيث العين بصيرة واليد قصيرة نعاني مثلهم شظف الحياة والعيش بالغربة بعيدين عنهم رغما عنا وليس بملء الإرادة...

               طالبين من الله تعالى العفو والرحمة حتى ننهض من الغفلة والجهل ونخرج من حلقات الغم والهم من الجهلة الأدعياء وتصبح لنا دولة وكيان قوي نفخر به، مثل عهد الأسد العجوز الزاهد في الملك والسلطان العارف لطريق الله عز و جل ...  الزاهر والباسم بدموع الفرح والسعادة للجميع التي ذهبت مع أدراج الرياح والجنون إلى غير رجعة ، وليس بدموع الضيق والشقاء ، البؤس والمعاناة الذي نحن الرعية والورثة لم نعرف كيف نحافظ على النعم ونحمد الخالق العاطي حتى يزيد ويزداد الخير أضعافا مضاعفة ناسين ومتناسين الآية الخالدة في القرآن الكريم التي تحث على الشكر للخالق (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) عسى أن نتعلم من الأيام الصعبة والشدة والضيق عدم الهدر للمال  العام ، لكل من هب ودب والرمي للطعام والنعمة الزائدة في القمامة مثل العادة ، ونحافظ عليها  بكل  قوة ونجتاز الأزمات الصعبة التي تحاك لنا في السر والخفاء من وراء الستار من المنافقين أدعياء الصداقة والأخذ باليد سواءا من شرائح وفئات أو دول حتى نظل متأخرين  بآخر الطابور في المسيرة الطويلة ولا نتقدم ، والله الموفق .. 

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment