Monday, December 26, 2016

خواطر 22

بسم الله الرحمن الرحيم

 دورة الحياة
 ( 2 )

               سبحانك رب العالمين،  عجلة الحياة تدور بدون توقف ...  الوليد الجديد الذي خلق من نطفة في بطن أمه ودبت به روح الحياة وظهر للعالم وشاهد  النور في الدنيا ووهبه الخالق الله تعالى طول العمر...  ومع مرور الوقت يتقدم في العمر ويمر بمراحل الطفولة و المراهقة والشباب والكهولة و الشيخوخة  ثم العجز...   وآخر المطاف الممات والوفاة حيث لاشئ يستمر في الوجود من جميع المخلوقات غير الله تعالى الحي الموجود على مدى الدهور خالق كل شيئ....

                 و دارس تاريخ الأمة العربية  يستغرب كيف كانت بالسابق من الأوائل لها حضارة وسمو ومركز في القمة وجار عليها الزمان حسب دورة وسنن الحياة وإضمحلت وتراجعت وأصبحت بالمؤخرة مع غيرها من دول العالم الثالث منذ عصور الإنحلال والتفسخ بعد الخلفاء الراشدين والصراع على الحكم والسلطة... وطمع الإستعماريين الذي بدأ بالحروب الصليبية من الدول الغربية في الغزو والإحتلال للأوطان العربية ونشر الكثير من الأمور والعادات الغريبة الأجنبية في الأوساط ، التي لا تتماشى مع تعاليم ديننا وتقاليدنا الإسلامية... والبعض من المنافقين ضاع في المتاهات وأصبح بين البينين لا هو عربي مسلم قح مثل إخوته الآخرين ولا يهوديا ولا نصرانيا كاملا فى العقيدة من أهل الكتاب، ملحدا لا يعبد الرب تعالى متجاهلا وجوده ، ضالا روحيا مثل عابدي الأصنام والبقر عن قناعة وإيمان بدون مراجعة النفس ونحن نعيش في عصر العولمة والتقدم وأصبح الضال الملحد لا من هؤلاء ولا من هؤلاء،  تائه الروح والعقيدة كافرا وضاع دنيا وآخرة...

                          عصر الثورات في الأمة العربية، بدأت من بلاد الشام (سوريا)، ثم حدثت اللعنة  التي بدأت من بني أمية بتمردهم على آخر الخلفاء الراشدين سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و شرخت الخلافة الإسلامية نتيجة الطمع في الحكم والسلطة.... ومازلنا نقدم المآسي والضحايا منذ تلك الأيام إلى الآن من التمرد والثورات المبرمجة وكأنها مسرحيات لشغل الرأي العام ولفت الأنظار مثل ثورة ومسرحية  الرئيس حسني الزعيم، الذي لم يستمر طويلا في الحكم وكان من أحد الرواد في الثورات العربية الحديثة مع غيره من الكثيرين من الزعماء والقيادات الجنود المجهولين الذين طوتهم الارض في بطنها والتاريخ في سجلاته وضاعت الشعوب في خضم الثورات العديدة نتيجة الحماس والإندفاع....

                 الإستعمار الأوروبي خرج من الباب نتيجة ثورات الشعوب العربية الرافضة لوجوده على أراضيها ودخل متسللا من النافذة بمخططات جديدة إقتصادية للهيمنة وخنق الأنفاس .... وأصبحنا بدون إرادة أتباعا إلى الآن بعلمنا ونحن ندعي الإستقلال وآخرها ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية و التي خلفت المآسي والدمار ونعاني الويلات والمحن في بعضها إلى الآن ، في غياب الوطنيين الأحرار الذين أصبحوا في المؤخرة و الظلال ولم تتاح لهم الفرص في الحكم السليم...    وصلوا لأعلى المناصب فجأة نتيجة الحظ ولم يستطيعوا التمسك بالسلطة والقيام بالمرحلة المطلوبة على وجه سليم لأنهم ضعفاء الشخصيات غير دمويين ليست لهم الخبرة والتجربة في الحكم وقيادة الشعوب بحكمة والمواجهة وبالأخص مع ثوار  مسلحين ذوي فكر متشدد ....

                 وإستغل الامر ذوي الطمع أشباه الرجال بحجج كثيرة وقفزوا على سفينة الحكم في الغفلة وأصبحوا الربابنة وقادوها بالخبث وقوة السلاح (المليشيات) بدون الديمقراطية ولا دستور و لا قوانين عادلة تحفظ حق الجميع...   ومهما طال الوقت لن يكون هناك إستمرار ولن تصل إلى ميناء الأمان طالما هؤلاء يمسكون بدفة القيادة !!! 

                   ذكرني هذا بأحد الأمثال الصينية الذي قاله أحد الحكماء وردده ناصحا الرفاق الوطنيين وقتها بأن يأخذوا الحذر ويكونوا فاهمين اللعبة السياسية وكيف تدار بمهارة وقذارة، قائلا مرددا (يخطط للثورات الحكماء وتقوم وتفوز وتنجح بفضل تضحيات الرجال الأحرار الشرفاء ذوي العزم والجرأة والفداء الشهداء ويستولي عليها الجبناء المنافقين أشباه الرجال الذين في آخر الطوابير قابعين في الظلال يتربصون مثل الوحوش للإنقضاض على الفرائس في الغفلة) ...  وهذا المثل حدث لنا ومازال يحدث في الأمة العربية ودول العالم الثالث في غياب الحكم بالديمقراطية والدساتير وسلطة القانون ، إلى الآن!

                   البعض من الزعماء والملوك والحكام لديهم الضمير الحي وحب الوطن ولكن تاهوا عن الطريق  السوي نتيجة القهر والظلم للشعوب وعدم الحكم بالعدل ووجود الأعوان السيئين في التنفيذ الذين إستغلوا السلطات والصلاحيات الممنوحة لهم لخدمة أغراضهم الخاصة بالقمع لمن يرفع رأسه طالبا العدل و المساواة،  قصد إرضاء الحاكم وإشعاره أنهم عيون ساهرة على بقاء نظامه ، مما رجعت الدائرة على رؤوس الجميع الحاكم والمحكوم بالمحن والثورات....

                      وللأسف الشعوب العربية دائما مندفعة بدون روية وتحكيم العقل، تصدر أحكامها دائماً في عجلة وتتمرد على أولاة أمرها نتيجة القشور بدون التعمق في الواقع ، وعمل الصحيح الطاهر حتى تنهض وتتقدم...  لأن الملك والرئيس والحاكم كثيرا من الامور لا يعرفها ولا يعلم بها حتى يبت الأمر فيها ويعدل ، مغيبة عنه من أعوان السوء كما ذكرت مما يتحمل مسئولياتها وتبعاتها لأنه في المقدمة في أول الصف والعنوان....

                    سوريا من احد الدول العربية التي تتكون من خليط من الأجناس والعبادات ذات الوطنية السباقة في الوحدة في العصر الحديث (الجمهورية العربية المتحدة) التي لم تدم فترة طويلة نتيجة الأهواء وتدخل الأيادي السوداء وتم الإنفصال بقيادة أول رئيس وزراء السيد مأمون الكزبري رحمه الله تعالى ...

                 والان رجعت دورة الحياة، دورتها عليها بالمحن والمعاناة من خلال تمرد وثورة على حكم الرئيس بشار الآسد ، التي أكلت وإلتهمت اليابس والأخضر منذ حوالي ستة سنوات ولم يتوقف الصراع إلى الآن بين طوائف السنة والشيعة العديدة التي ظهرت للوجود ويغذيها الشرق والغرب نظير اللعنة الإلاهية و المصالح المتضاربة منذ البدايات و التي تحتاج إلى تهدئة النفوس والمصالحة الوطنية لأطراف النزاع والجلوس على مائدة المفاوضات للحوار للوصول إلى السلم والأمن والأمان بدلا من لغة السلاح والقتل والدمار وضياع الوطن...

                  والحلول في عصرنا الحاضر ليس النجاح والفوز في الحرب ولا الإرهاب هو الفيصل النهائي سواءا نصرا أم هزيمة وإنما قهر النفس اللوامة الأمارة بالسوء والتضحيات للوصول إلى تفاهم بقلوب طاهرة والتعاون معا ضمن قوانين تضمن السلام والأمن والأمان لجميع الأطراف كما يحدث الآن في أمريكا وطن اللبن والعسل والفرص ، شعبها خليط من جميع الأجناس والعقائد والمذاهب والديانات التي ذابت و انصهرت مع بعضها بمرور الزمن وأنتجت دولة كبرى لها الريادة والقيادة بالعالم نتيجة الدستور الجيد من الآباء الرواد الأوائل الذين حكموا العقل للمصلحة العامة بدون غرور ، ومد اليد اليمين بالسلام لمن أراد السلام وفي حالة العجز ، الضرب بقوة باليد الأخرى من حديد ، مما حافظت على التوازنات الدولية وأصبحت سيدة العالم ، تأمر وتنهى كما ترغب وتريد !!!

                الإرهاب العالمي عصر جديد آخر تم خلقه من قوى الظلام الخفية لتنفيذ أغراض خاصة والوصول إلى أهداف معينة و آفة كبرى خلقت من الخصوم والأعداء للأمم لجعل الأمة العربية الإسلامية تعيش وتعاني المرارة والمحن ولا تنتبه للإصلاح طالما النفوس خبيثة غير طاهرة لم تفتح قلوبها بعد للسلام مع الخصوم والأعداء ، والأمة العربية لن تستطيع النهوض والتقدم طالما أحد قضاياها القومية المهمة مازالت عالقة ولم تسوى بحلول ترضي جميع الأطراف المتخاصمة وعلى رأسها قضية فلسطين بين العرب واليهود التي لا تزال قائمة حية وفي صراع دموي لا ينتهي بسهولة ، و يحتاج إلى عقول و تضحيات و تنازلات و وقت طويل ...  وهم أبناء عم من جد واحد سيدنا إبراهيم خليل الله تعالى، ورسولهم سيدنا موسى كليم الله عليه السلام ...  يحتاج  الطرفان إلى وقف الحرب والدسائس والإرهاب نهائيا حتى ترتاح وتهدأ النفوس...   و الحوار الهادف لمصلحة الجميع والسلام والعيش في دولة واحدة بدون أسوار فمن حق الجميع العرب واليهود العيش في امن وأمان بدون خوف ورعب من الإرهاب المجهول القادم  الخوارج المرتدين ....  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Saturday, December 24, 2016

خواطر عامة 21

 بسم الله الرحمن الرحيم

 دورة الحياة
 ( 1 )


                 الحمد لله تعالى أن جعل دورة الحياة مستمرة إلى أن يشاء من وقت وكل شئ يرجع إلى أصله من البداية كما خلق ، مهما طال الوقت ، حيث الصراع بين الخير والشر منذ بداية الأزل و إلى إنتهاء الأجل ونحن بشر مخلوقات مسيرة بالقدرة الإلاهية نعيش ونحي فترة زمنية ضمن منظومة الحياة ونموت ويأتي بعدنا آخرون وآخرون الخ .... لعبادة الخالق تعالى وإعمار الارض  إلى يوم القيامة والحساب والجزاء على أعمالنا الخيرة أم الشريرة أثناء الحياة الدنيوية حيث الدنيا فانية ولن يبقى في الوجود إلا الخالق الله تعالى الواحد الأحد حيا لا يموت.

                       عندما يراجع الباحث بعمق ودقة حال الأمة العربية اليوم وكيف تعيش في الدرك الأسفل متأخرة من ضمن دول العالم الثالث وهي تصارع من أجل البقاء، يتأسف على الحال والوضع المشين الذي وصلت له وهي التي ذكرها المولى تعالى أنها أمة وسط ومن أحسن الأمم التي خلقت ورسولها ونبيها سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام آخر وخاتم الأنبياء والرسل على الأرض، يستغرب ويتعجب على الحال الحزين المؤسف والمأساة ويحزن من أعماق القلب والضمير أن تصل إلى هذا الحال المزري والسقوط للحضيض و هي التي كانت من الأوائل والرائدة في العديد من العلوم التي فتحت آفاق النور للكثيرين من الأمم ... ناسين أن دورة الحياة لا تدوم على حال واحد طوال الوقت ، تدور إلى مالا نهاية حتى يأذن الرب تعالى يوما بحلول يوم القيامة ، فسبحان الله عز وجل مغير الأحوال من حال لآخر كما يشاء ويرغب ...

                 إنها مأساة كبيرة تعيشها الأجيال الحاضرة والقادمة إذا إستمر الحال  على هذا الوضع والمنوال في البؤس والشقاء تعاني من  القهر و المحن المفتعلة الواحدة وراء الأخرى ، رغم أنه لديها جميع المؤهلات الروحية والإمكانيات المادية للنجاح والتقدم بالدنيا والآخرة من جميع الموارد والأشياء الغير متوفرة ومتاحة للبعض الآخرين من الشعوب  ... وبعضنا من المنشقين الخوارج المرتدين من وجهة نظرنا يعيشون  في الضلال بعقليات متأخرة عفى عليها الوقت ولا تصلح لهذا الزمن الذي زاد فيه التطاحن والتناحر والصراعات الدموية بين الشرائح والفئات على السلطة ونهب المال العام والعمالة للغير من حكومات الدول العربية والأجنبية مما تأخرنا عن المسيرة ولم نواكب بقية الأمم المتقدمة في الحضارة والسمو والديمقراطية (الشورى) التي هي أحد أعمدة وركائز ديننا الإسلامي الحنيف ونكون دائماً السباقين والرواد في المقدمة والقمة للآخرين، كما كان أجدادنا الأوائل الذين نشروا العلم والنور في مجاهل عديدة في العالم وبالأخص في أوروبا عندما كانت ترزح في الظلام أثناء القرون الوسطى نتيجة طغيان  الكنيسة وإستبداد الأثرياء النبلاء الإقطاعيين على عوام الشعب بدون رحمة ولا شفقة وكإنهم عبيد لخدمتهم ، في صراع دموي شرس بين القديم والتحديث ونجحت وتقدمت إلى القمة بسرعة عندما فصلت سلطات الدين الكنيسة القديمة، التي لم تتطور ، عن الحكم في الدولة ....

                  كل فترة زمنية تدور عجلة الحياة ضمن مصطلحات وأمور خفية خيرة وشريرة ومحن عديدة حدثت وتحدث إلى هذا اليوم، ولا أستطيع تجميعها أو عدم نسيان إحداها وهي مهمة لأخذ العبر من كثرة العدد... إبتداءا من الصراع الديني ونشر دين الإسلام وقت ظهوره والحروب الصليبية والإستعمار والغزو لمعظم الوطن العربي في العصر الحديث من طرف بعض الدول الأوروبية وتم إستنزاف الخيرات بقوة السلاح والإحتكارات ودس الفتن والفساد والإفساد بين الاخوة في الدين والمصير، الجيران ، مما عاشوا طوال الوقت في خصام وعراك وتناحر ، جهل وتنافس وصراع دموي على الحكم والمناصب ... وإرتاح المحتلون فترة زمن من  القلاقل والمشاكل من الشعوب المحتلة و إستمر الإحتلال  سنين أخرى عديدة نتيجة الجهل ، وضعنا دنيا وآخرة ....

                          إننا كشعوب عربية جاهلة و مغرورة ، لم نعرف ان مصلحتنا الأساسية وعزنا وسعادتنا الرجوع للطريق السوي بما أمر الله تعالى والإتحاد والوحدة بالمنطق والحوار على مائدة المفاوضات ضمن العقل والحكمة والعمل مع بعض ضمن الأصول بدون هيمنة البعض على البعض ونتجاوز عن الخلافات ونعرف من عدونا الحقيقي للجهاد ضده بجميع الوسائل والإمكانيات ... الجهل والطمع التزمت والتعصب الفارغ بأمور دينية تحتاج إلى تأويل وتفاسير حسب الوضع والعصر الذي نعيشه بدلا من إتخاذه عناوين وغطاء للفرض والإكراه وسفك الدماء كما يحدث الآن من الجهلة في التفاسير والفتاوى الخاطئة ناسين الأمر الإلاهي الذي يقول في القران المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (لا إكراه في الدين) صدق الله العظيم ...

                     متناسين أن الأساس في النهوض والتقدم   هو السلام والعدل، الأمن والأمان والحوار بالمنطق الهادف وتحصيل العلم النافع إسوة بالآخرين في هذا العالم المضطرب الذي يهوج ويموج وأن ديننا الحنيف يأمر بالعدل والإحسان والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف والتسامح مع الجميع مهما إختلفت العقائد والمذاهب الدينية حيث الدين لله تعالى والأرض للجميع....

                       كان لدي أخ وصديق رحمه الله تعالى أيام المعارضة والكفاح في أواخر الثمانينات من القرن العشرين الماضي لديه حكم عديدة وأقوال مأثورة و دائماً كان يردد ويقول في الجلسات عفويا ينصح ويذكر "أحسن مافي الزمن طوله والكفيل بإلتئام الجراح مهما كانت غائرة مؤلمة وتنزف بالدماء"، والبشر خطاؤون ينسون الأحداث الصعبة الأليمة وتصبح في زوايا النسيان مع مرور الوقت بدون ذكر وإحياء حتى تتجدد ذكراها وترسخ في الأذهان ، يغطيها الغبار حسب سنن  وقوانين الحياة والقلائل ذوي المعرفة والفهم الذين يأخذون منها الدروس والعبر التي مرت وحدثت موعظة ولا تتكرر الأخطاء مثيلاتها مع المستقبل ...

                    للأسف كنا لاهين عن المعرفة ولا نأخذها بجدية وأصبحنا في آخر الطابور نسير و نحن مسيرون ، نعاني من المتاهات والتراهات ، الكبير والصغير والعالم والفاهم والجاهل منا، بلعبة الشطرنج الدولية للهيمنة والإستغلال، من قوى خفية أجنبية ومحلية... حيث جميعنا بشر خطائون ولا أي واحدا من أولاة الأمر ،أصحاب القرار لدينا كأمة عربية ، لديه الشجاعة الأدبية وقوة العزم والجرأة لكي يعترف بالواقع المرير الذي حدث ويحدث من الأخطاء في النظام والحكم ويغير للأحسن والأصلح للمواضيع السيئة الخاطئة حتى ينهض الشعب ويتقدم بالصراحة والتفاهم بين الحاكم والمحكوم ...  يدعون الذكاء والمعرفة، أساتذه فطاحل بدون شهادات ولا خبرات ولا تجارب الحياة والزمن وهذا هو سبب البلاء الكبير الذي نعاني منه طوال الوقت، الجهل و الغرور والحماس في إتخاذ القرارات المصيرية بدون دراسات عميقة و لا تأني و لا مشاورة  مع اصحاب الرأي الصادقين الوطنيين، مما تأخرنا عن الركب ومسيرة التقدم ....

                الأمة العربية طوال الزمن الماضي مرت بعهود زاهرة سعيدة في مجالات عديدة بقوة الإيمان والعقيدة المحمدية ونشرت العلوم للبشر وحاربت الجهل في جميع صوره وأشكاله إبتداءا من أول سورة من قرآننا العظيم نزلت، بالأمر الإلاهي الذي يحث على العلم والدراسة (بسم الله الرحمن الرحيم: "إقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم") حتى نتحضر ونسموا ونتقدم بالعلم والنور الإلاهي، ونضمن الحياة الهانئة السعيدة وراحة النفس والبال من الشكوك و وسوسة شياطين الإنس والجان بالدنيا، والفوز في الآخرة .....

                    عهود جهل ودمار على جميع المستويات نتيجة عجلة الزمان التي تدور ولا تتوقف إلى ان يشاء الله تعالى من وقت وكثرة التحديات والصراعات ودس الفتن في الأوساط من الخصوم وقوى الظلام التي دائماً تخطط للأمة الشر حتى لا تنهض لأنهم يعرفون عن يقين أنها ماردا جبارا لديها جميع المعطيات والمؤهلات لو إستيقظت من النوم والتخدير المبرمج لإبقائها متأخرة ... نستطيع عمل الكثير كما كان الأجداد الأوائل بدايات الدعوة للإسلام ذوي النوايا الصافية والقلوب الطاهرة و الذين هم لم يصابوا بعد بالخبث والطمع وإغراءات الحياة العديدة والسقوط في الرذائل نتيجة الدس في الأوساط الدسائس الضارة الهدامة في قوالب حلوى لذيذة شهية المذاق مثل العسل الحلو يشتهي كل إنسان تناوله بدون بحث ولا سؤال و لا تدقيق عن مصدره ونوعيته، والسم الزعاف القاتل بسرعة ممزوج به عن قصد وسابق الإصرار من الخصوم والأعداء مما أصابتنا الأمراض العديدة المعدية نتيجة تطور الحياة والفساد والإفساد وأصبحنا نعاني من المشاكل والمحن المفتعلة لدمارنا وخراب أوطاننا ، ندور في فراغات وحلقات لا تؤدى إلى أبواب النجاة والإنقاذ....

                     والحل الأساسي لهذه الآفات المؤلمة الكثيرة وفساد النفوس بالجهل والطمع نتيجة مرور الزمن، بتر الأمراض والشر حتى تنتهي وتتلاشى مع الوقت وننهض من دياجير الظلام بالرجوع إلى الهداية والطريق السوي، الحق والعلم والسلام والعدل و حب الآخرين بصدق كما نحب أنفسنا، و نتعاون في تبادل المصالح والأعمال مما مع  إستمرار الوقت تزال الأحقاد من النفوس ويحدث التآلف والصداقات والإحترام لأننا جميعنا بشرا إخوة من نسل أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقة القادمة...

Saturday, December 17, 2016

خواطر عامة 20

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 9 )

                      سبحانك رب العالمين من كان يعلم ويصدق ويخطر على البال أنه يوما سوف تحدث هذه الامور المشينة المؤلمة والحرب الأهلية والتناحر والقتال بشراسة بين الإخوة على سلطات ومراكز تافهة، مهما طال وقتها ،لا تدوم و نهايتها الزوال والفناء ... التي لا يرضى عليها الله تعالى ولا شرائعه السماوية  و لا قوانين الأرض في وطننا الحبيب ليبيا، التي كان يضرب بشعبها المثل في الطهارة والأخلاق الحميدة والأمن والأمان والشرف في المعاملات بالكلمة والمصافحة باليد كالعقد المكتوب لدى محرر العقود والمحامي والتسامح ، لا جرائم و لا قتل عشوائي ولا مد اليد وسرقة المال العام مهما كان المواطن محتاجا للعيش والصرف...

                     قطعا ليس كما يحدث الآن في وقتنا الحاضر القتل للإنسان بسهولة والأرواح اصبحت رخيصة نظير التناحر والصراع الدموي والنهب لحقوق الناس والمال العام...  ولا من يتابع القضايا العديدة التي تحدث يوميا على مدار الساعة في وطن مات فيه الضمير وغاب عنه العدل ...  يسير بدون دستور ولا قوانين صارمة عادلة في القبض على الأشرار المجرمين ذوي الأيدي الملطخة بالدم والسرقات و تقديمهم  إلى المحاكم للعدل تحقيقا للحق... وبالأخص من أدعياء الوطنية والثورية المتطرفين الذين إستغلوا الفرص لإشباع البطون بالحرام بجميع الوسائل بالنهب وسفك الدماء و وصلوا للقمة بدون ركائز وإنتخابات حرة مستغلين أوقات الفوضى والهرج والمرج وأصبحوا زعماءا وقياديين بقوة سلاح المليشيات والمال الذي تم نهبه من المال العام للمجتمع ...

                  إنني آسف وحزين تكاد الدموع تتساقط على وجنتي رغما عني بدون الرغبة في البكاء والعويل من كثرة المآسي العديدة المتلاحقة الواحدة وراء الأخرى على الرؤوس .... والمواطن الشريف البريء ضاع وسط الخضم والصراع وأصبح مثل القشة تطفح في بحر الحياة المتلاطم الأمواج، تتراقص مع التيارات و المد والجزر على غير هدى وطريق مرسوم حتى تصل إلى مرفأ الأمان وتستقر... تتقاذفها إلى أي وجهة غير معروفة ترميها على الصخور أو شواطئ الرمال ، يسير على غير هدى بدون توقف عاجزا جفت دماء النخوة من الشرايين والعروق نظير العوز والإحتياج حتى ينهض من الكبوة والأزمات المفتعلة وغير قادرا على الهجرة والغربة حتى يبتعد عن الضرر والدم والمعاناة اليومية لضيق ذات اليد مما الكثير من الأشياء والمواد الضرورية الحياتية للعيش الكريم وسلامة النفس غض النظر عنها رغما  عنه مؤقتا وإستكان للأمر مطأطأ الرأس للصعاليك قهرا بدون الرغبة حتى تمر الأزمات الصعبة على الخير والسلام ويستطيع تعويضها يوما ما إذا كتبت له الحياة وعاش ...

                   إنني مهما سطرت على الورق لا أستطيع الإلمام ولا العد من كثرة الأحزان المتلاحقة على أكتاف الوطن الحبيب من القرارات المصيرية والتصرفات الهوجاء من المستغلين للسلطة بالقوة ولا يريدون إتاحة الفرص والتنحي للغير بشرف...  باعوا الوطن بأبخس الأثمان للحكومات من إخوتنا العرب والأجانب نظير نهب الكنز الكبير الخيالي إرث النظام الجماهيري السابق الذي كانت أرصدة أرقامه بالتريليونات من الدينار والدولار مجنبة في العديد من الحسابات والذهب موجودا مخزونا في عدة أماكن للحفظ...

                          ضاع الكنز و شاع الفساد والإفساد وغاب الضمير وذاب معظمه في شهور وسنوات بعد تمرد ونجاح ثورة 17 فبراير التي كانت جميع الآمال والتطلعات معلقة عليها للتغيير والإصلاح للأفضل وإسعاد الشعب وأثبتت الايام الآن بعد مرور خمسة أعوام عليها من الصراع الدموي من بعض الأطراف على الوصول إلى قمة السلطة، أنها حادت عن الطريق السوي نظير أخطاء أولاة الأمر قليلي التجربة والخبرة في الحكم، في غياب حراس أمناء وطنيين حافظوا على الثروة من الهدر والضياع كما كان ديوان المحاسبة والرقابة يعمل بالسابق بكل دقة أيام العهد الملكي الباسم الزاهر الذي مضى إلى غير رجعة بدون أحزان وبيوت عزاء ومؤاساة....

                       كان الصرف وقتها يتم بعناية وحرص وكل دينار يصرف من البند الصحيح للصرف والمراجعات بدقة في المصروفات العامة وكانت الدولة وقتها فقيرة تعيش على الكفاف ومن فتات العطايا والتبرعات الزهيدة من الأمم المتحدة والدول الغنية المانحة كمساعدات إنسانية والدخل البسيط من تأجير القواعد العسكرية الجوية في مدن طرابلس العاصمة  (هويليس) وطبرق بالشرق (العدم) للحلفاء والقليل من عائدات التصدير لبعض الحبوب والمواشي الحية إلى اليونان وجزيرة مالطة والحلفاء والتبغ إلى بريطانيا وإيطاليا لصناعة الورق والسجائر...

                  وليس مثل حال اليوم الدخل الرهيب  من تصدير النفط والغاز والمشتقات النفطية والمعادن المهمة التي الكثير منها مازالت في باطن الأرض لم تكتشف وتعرف بعد من الليبيين أصحاب الوطن وعرفها المستكشفون الأجانب أثناء البحث وتركوها في السر والخفاء ، وجعل  اللعاب يسيل لدى الطامعين القوى الخفية التي عرفت الأسرار والخفايا والأنظار إتجهت للهيمنة على ثرواتنا القومية المنسية في الظلال بأي ثمن كان بدس الفتن والدسائس مستغلة الجهل والحماس الشعبي للوحدة العربية وقامت مسرحية الإنقلاب الأسود ثورة الفاتح حتى تستنزف الطاقات والمال في أوجه الحرام وتأييد الارهاب العالمي والفساد والإفساد للذمم ، ولا تتقدم ليبيا إلى الأمام...
         
                     نحن للأسف الشديد مشغولون بالصراع المشين، جهلة، لا نعرف ماذا لدينا من ثروات رهيبة تجعل المواطن يرفل في قمة الخير سعيدا لو إستغلت الإستغلال الجيد في بناء الإنسان بالتعليم الجيد والثقافة وينهض الفكر ويخرج من دوائر التخلف ويصل لمرحلة الحضارة والسمو ويبدع في التطلعات وتحقيق الأماني، وإعمار الوطن بالتشييد والبناء الحديث ضمن الدراسات والأصول... ونواكب العصر مع الأمم المتقدمة وليس البقاء ضمن دول العالم الثالث نعيش في الفوضى ونتحدى الكبار ، ونحن صغارا وضعفاءا بدون قوة ولا جهد على الصراع ....

                          الثروة الخيالية خلقت طبقة القطط السمان النهمة للمزيد والمزيد من الإلتهام لمال الحرام والزاقوم ، نهبت وسرقت وتناولت الكثير ولم تشبع بعد من المال العام للشعب، لا يهمهم عدد الضحايا القتلى ولا الجرحى والمعاقين أو الفارين المهاجرين الذين آثروا الهجرة والغربة للحفاظ على كرامتهم وعائلاتهم من الهوان القتل والخطف وطلب الفديات الكبيرة لإطلاق السراح .....

                    الأمة العربية الإسلامية في الوقت الحاضر تئن من الإرهاب في أشكاله وصوره العديدة في أوطان مات فيها الضمير وغاب عنها الحكم السليم بالديمقراطية والمسؤول يصل للقمة بدون إنتخابات حرة من عامة الشعب للفوز بالمنصب .... والحكم بالتطرف والتزمت والجهل والإكراه رغما عنا ، ناسين أننا في عصر العولمة ثورة الإتصالات والمواصلات لا شئ يخفى كما كان من قبل بالتعتيم، ودعوة ودولة المتطرفين الخوارج الدواعش أساسها الأول صناعة قوى الظلام الغربية خلقتها وظهرت على الوجود ودعمتها وأيدت السوس لينخر ويشوه دين الإسلام ، والتاريخ يوما سوف يثبت الأمر وأن الحركة لدمار الأمم بخلق المشاكل وإشعال الحروب حتى لا ترتاح ولا تستقر لخدمة مصالح البعض من الأطراف الخفية العالمية في الهيمنة على الشعوب الضعيفة الغنية بالموارد والثروات مثل وطننا ليبيا...

                 لقد نسى الجهلة صناع القرارات الشريرة  أنه لا شئ مستمرا ويدوم إلى مالا نهاية وفناء حيث عجلة الحياة تدور بدون توقف وكل ظالم له يوما مهما طال سواءا بالحياة الدنيا ام بالآخرة له حساب عسير حيث عين الله تعالى الساهرة لاتغفوا ولا تنام لحظة طوال الوقت على مر الدهور منذ الأزل وإلى إنتهاء الأجل وحلول يوم القيامة...   لا تخفى عليها أية ذرة خير أم شر مهما كانت ضيئلة، و لا تغفل على ما قدمت أيادي المجرمين من الآثام وبالأخص في حق الآخرين الأبرياء تصديقا لقوله تعالى " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار " صدق الله العظيم 

                     الثروات الكبيرة والكثيرة التي حبانا ووهبها لنا الله تعالى رزق ونعم وعطايا جزيلة كبيرة لم نعرف كيف نحافظ عليها ونستغل عائداتها للخير والسلام، كما قال الكلمة المأثورة الملك إدريس الراحل رحمه الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة وقت الضغط على زر محرك أنابيب التعبئة لتحميل أول ناقلة للنفط للتصدير للخارج في أوائل الستينات من القرن العشرين الماضي ( اللهم إجعله لنا نعمة وليس نقمة ) وحسدنا عليه الكثيرون إبتداءا من الجيران والآخرين ولم نحافظ عليه كما يجب نظير الجهل وقصر النظر والتناحر على السلطة مما أصبح نقمة ولعنة إلاهية،  ودفع وقدم الثمن الغالي الأبرياء المسالمين من عامة الشعب نظير الجهل والتطرف الذي أدى بالدمار والخراب لنا ، والهجرة القهرية لحوالي ثلث أبناء الشعب إلى الخارج وترك بيوتهم رغما عنهم محاولين النجاة من القصف العشوائي والقتل في الطرقات من قناصين لإشاعة الرعب، والغلاء الفاحش وإنقطاع تيار الكهرباء يوميا بالساعات العديدة ونقص الخبز في الأسواق والسيولة بالمصارف والوقود في المحطات في دولة تصدر حوالي مليون برميل يوميا وتعداد مواطنيها لا يتجاوز الستة ملايين ، نظير سوء الإدارة والخوف ...

                  نحتاج بقوة إلى رواد أوائل ذوي إيمان وعزم ووطنية يقومون بتحكيم العقل وجلوس جميع الأطراف المتناحرة على مائدة الحوار والمفاوضات بدون تدخلات الغير من الأطراف سواءا دولية أم محلية ويصلوا إلى حل جذري لتحقيق السلام  حتى يعم الأمن والأمان ونأخذ عبرا ودروسا من الأحداث ونفسر نبؤة الولي الصالح سيدي عبدالسلام الأسمر من مدينة إزليتن منذ عشرات السنين الماضية بالتفسير الصحيح الذي قال في أحد جلسات الأذكار والتواشيح الدينية في الحلقة بالزاوية مع الرفاق المريدين والتابعين للطريقة الأسمرية الروحية وهم يمدحون الحمد لله تعالى والرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، ويدق على الدف (البندير) ويردد هائما في عوالم حب الله تعالى طالبا الرأفة والعفو من البلاء والسخط القادم للشعب نتيجة عدم الحمد والبطر بالنعم ومن كثرة الترديد قال ( ياطرابلس يا حفرة الدم جاءك الخلاء يازوارة ومن جنزور تظهر الإشارة الخ الخ ... ) حيث سابقا أيام عهده كانت ليبيا تابعة للحكم العثماني التركي الأول والثاني ومرحلة قرن ونيف من الحكم القرمانلي تعرف بإسم إيالة طرابلس، إلى حين الغزو الإيطالي في أكتوبر 1911م... 

                   إن دورة وعجلة الحياة تدور بدون توقف وسيأتي الوقت بإذن الله تعالى مهما طال وغاب وتستقر الأحوال ويعم الأمن والأمان والسلام بجهود الرجال الوطنيين الصادقين وتصبح الأحداث المريرة والمحن السابقة قصصا وحكايات للأجيال القادمة عسى أن يأخذوا منها العبر ولا تحدث مرات ثانية لأن الخالق الله تعالى رب العالمين كريم رؤوف بالعباد... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, December 4, 2016

خواطر عامة 19

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 (7)



                                حاولت قدر الإمكان أن أغير عنوان المدونة من "الأحزان" إلى عبارة أخرى  وقت الكتابة ولم أجد كلمة  تعبر  عن المآسي العديدة التي تعيش أمتنا العربية الإسلامية في خضمها و تصارع من أجل الحياة والبقاء... ولم تطاوعني النفس على تغييره مع أن لغة الضاد مليئة بعشرات الكلمات والعناوين التي تعبر عن الكثير من المضامين حيث في الوقت الحاضر نعيش إلى الذقون في الأحزان وللأسف الشديد بدون بيوت عزاء ومؤاساة من الإخوة المعارف والأصدقاء والآخرين على المصائب والكوارث التي حلت على الأكتاف ويخف الألم والحزن ونتذكر الأخطاء القاتلة من أولاة أمورنا التي حدثت نظير الإندفاع والغرور في إتخاذ القرارات المصيرية بدون شورى حقيقية مع ممثلي الشعب الوطنيين حتى يتلاحم الجميع ،الحاكم والمحكوم ، ويصبحون يدا واحدة متحملين جميع المسؤوليات مع بعض في السراء والضراء ... ولا يجد الخصوم من عامة الشعب ادعياء الزعامات الزائفة وحب القفز على الكراسي للحكم أبوابا للشكوى والتحديات وإثارة الجماهير على الأخطاء التي حدثت متخذين منها الحجج ويتوقف السوس عن النخر في جسم الدولة كما حدث مع الكثيرين من الدول الضحايا التي لم تتعلم من الدروس والتجارب مما سقطت في خضم الثورات فى غياب صوت الضمير والعدل ...

             كل مملكة أو جمهورية عاصرت النار وهي تشتعل في الآخرين من إخوتهم في الجوار والمصير لم يهتموا بالمساعدة والإنقاذ كما يجب بسرعة، تشفيا وحقدا بالنفوس المريضة من جراء أحقاد سابقة حدثت وتراهات مرت ولم تنسى مع مرور الوقت...  فقد زاد السب والشتم عن الحد وقت حدوثها في بعض الأوقات الماضية بين بعض أصحاب القرار أولاة الأمر الإخوة الجيران على أمور ومهاترات سابقة لا تغني ولا تسمن من جوع ...   هؤلاء الحكام مؤمنون عن قناعة نظير قصر النظر والجهل والتحدي أنهم طالما بعيدين عن لهيبها فلن تمسهم بالضرر أو بالسوء  و أن أوطانهم في سلام، ناسين ومتناسين أنها يوم ما  قريبا أم بعيدا دورة الحياة مستمرة بلا توقف سوف تمر عليهم وتحرق الأخضر واليابس معا بدون تفرقة ولا تمييز بين الصالح من الطالح ...

                  لن يجدوا من يهب و يلبي النداء والمساندة والمناصرة بجميع الوسائل في حدود الإمكانيات المتاحة ويقدم التضحيات من أجل الغوث والإنقاذ بل للأسف الكبير العكس صحيح بدل إطفاء الحريق بسرعة حتى لا تنتشر الدائرة في مناطق أخرى تأكل اليابس والأخضر ويصبح من الصعب إطفائها  بسرعة ...  أن تقوم بالإصلاح بين المتخاصمين بالجلوس معا على مائدة الحوار بالحق والصواب حتى تهدأ النفوس الضالة وترجع إلى الصواب وتحكم العقل والضمير وتتوقف النيران وتخمد ولا تزيد بأي وسيلة كانت ويعم السلام والأمن والأمان .... ولكن للأسف تجد البعض متشفيا نظير الأحقاد والحسد يساندون على إستمرار النيران  في الخفاء والسر والعلن بوضع وسكب الوقود عليها حتى لا تتوقف ولا تخمد وتزيد إشتعالا وتستعر!!!

                               إننا الآن كأمة عربية إسلامية في عصرنا الحاضر بدايات القرن الواحد والعشرين نعاني من الويلات الرهيبة والمشاكل العديدة من المجازر البشعة و القتل الجماعي والإغتيالات والخطف حتى اصبح المواطن خائفا في الدول التي تمر بها حاليا العواصف ... يعيش في الرعب والخوف ، وكأنه مخطط رهيب لدمارنا وهلاكنا حتى نخسر الدنيا والآخرة ...  والتساؤلات للنفس هل هذه الأحداث الجسيمة إلاهية حتى يصح الصحيح ونتخلص من الشوائب والدم الفاسد من العملاء المنافقين من خلال الصراع الشديد المؤلم وننهض ونتقدم خطوات للأمام، أم مخططات من البشر الخصوم ، القوى الخفية والمحلية ، حتى نصبح دائماً ضمن دائرة الشر و رجس شياطين الإنس والنفس تدور في المتاهات بدون أبواب النجاة و الخروج، لتمرير المصالح الشخصية والجهوية ولا يهمهم هؤلاء الجهلة القطط السمان ذوي التزمت والتعصب الزائف بإسم الدين المستقبل وماذا سوف يحصل ويحدث للأجيال القادمة من مصائب وصعاب عديدة بدون وضع الأساسات والركائز القوية الدستور والقانون للحكم بالعدل حسب شرائع السماء وقوانين الأرض ... همهم الوصول والبقاء فى قمة السلطة بالقوة وإشاعة الارهاب الخوف والرعب في الأوساط وقطع الأعناق والقتل في قمة البربرية الوحشية وقت الشك في أي مواطن أنه متهما مهما كان بريئا وغير مواليا للمسيرة والبيعة لأميرهم بدون العدل والحق ، همهم العمالة للغير قوى الظلام وتسمين الحسابات بالخارج من مال الشعب العام ، بلا أي واعز للضمير...

                   والحل ، حيث لكل شئ صعب حلول مهما تعقدت الامور وزادت المصائب والمصاعب عن الحدود، هو تحكيم صوت العقل والضمير بأمانة والتخلص من الجهل الذي هو الآفة الرهيبة للدمار حيث بالعلم والمعرفة والسعي الحثيث بكل القوة والجهد ومد الأيادي بالسلام مع الجميع وفتح القلوب بضمير بدون خبث ومصالح خفية لطرف على الآخر وتبادل التجارة الحرة والتنقل بين الأوطان والإقامة ضمن شروط سهلة حسب المقولة التاريخية التي ذكرها الزعيم سعد زغلول في مصر آيام التمرد على المغتصب الإنجليزي الذين حاولوا بقدر الإمكان تفريق الصفوف بين المسلمين والأقباط بإشعال الفتن الطائفية في أوساط الشعب (الدين لله و الوطن للجميع) مهما كانت الخصومات والإعتقادات الدينية والمذاهب فجميعنا نؤمن بوجود الله تعالى وبشر من نسل أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ...

                       إن السلام له ثمن غالي لا يستطيع كل إنسان من الجهلة العوام الفهم الكبير للأبعاد العديدة له بصور واضحة للفوز والنجاح ... يتعاملون بالعواطف والعنجهيات والغرور في جميع الأمور المهمة المصيرية مما كانت النتائج وخيمة على رؤوس الجميع وسببت البلاء والمعاناة والجميع يعيشون في الخوف والرعب المفتعل الذي أكل الأخضر واليابس بدون فرز ولا تمييز وأضر بالجميع حيث أي دولة مهما وصلت للقمة عبر التاريخ لها وقت وأجل محتوم ونهاية حيث لا شئ يدوم ويبقى حيا في الوجود غير الله الواحد الأحد الخالق جل جلاله....

                      والدليل والبرهان أين الآن جميع الحضارات السابقة التي أصبحت مع مرور الوقت أطلالا شواهد عبر الزمن وعناوين في بطون كتب التاريخ تبرهن وتذكر للجهلة الغافلين (حضارات سادت ثم بادت) ... ناسين ومتناسين أن الحياة و عمر الإنسان قصير لتخليد المفاهيم السليمة وذكرى طيبة تبقى دائماً متجددة بدون توقف للشعوب الى ماشاء الله تعالى من وقت حتى تتذكر الأجيال القادمة أن الفوز والنجاح والتقدم للقمة والحضارة والسمو بتحصيل العلم والفهم والسلام بقلوب صافية مع الجميع ...

                       لدينا زعماءا وحكاما رحمهم الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة، خلدوا أنفسهم بالعمل الخير وتحقيق السلام للعيش كرام حيث الوقت كفيل بالنصر يوما بالتسامح وليس بالإنتقام بدل التحديات الفاشلة ودمار الشعوب نظير التشاحن والصراع الأعمى الذي بدون نتائج ظاهرة غير زيادة الدمار و الخراب وتضيع الوقت على الأحياء من الأطراف المتخاصمة وكل طرف يسعى بجميع القوى البقاء والنصر ... لقد تمت مجابهتهم من شعبهم والشعوب العربية الجاهلة بالصد والإستهزاء أمثال الرئيس التونسي ، الحبيب بورقيبة ،  الذي تم رمي الطماطم عليه إستهجانا وإستهزاءا عندما ذكر في أحد الخطب المهمة ناصحا العرب بإنتهاج الواقعية السياسية و أخذ التوازنات الدولية بعين الإعتبار و قبول تقسيم أرض فلسطين و بعدها المطالبة بالحقوق بدون توقف حيث لا يضيع حق ووراءه مطالب واحد وليس شعبا من الملايين المغيبين عن مائدة الحوار والتفاوض ...   الذي جار عليهم الزمان بالهرب وأصبحوا لاجئين حتى يتوقف النزوح والمزيد من الإحتلال للأرض، نظير التعنت والجهل ... ومع الوقت والسلام والأمن والأمان يصبحوا دولة واحدة بالحوار الهادف والصالح للجميع بدل الفتن والحروب...

                    وكذلك يذكر التاريخ الرئيس محمد أنور السادات الذي تحدى جميع الخصوم و فرض السلام بالحكمة والدهاء وأرجع أرضه شبه جزيرة سيناء إلى مصر بدون طلقة رصاص واحدة نظير الدهاء والذكاء والجلوس على طاولة المفاوضات مع الخصوم حتى حقق السلام ، والذي للأسف لم نعرف قدره وحنكته ودهائه حتى فقدناه بالإغتيال من جهلة متطرفين متزمتين يدعون الإسلام وهم بعيدين عنه كل البعد حيث دين الإسلام يدعوا للخير والإحسان وتنفيذ أوامر أصحاب القرار أولياء الأمر على الطاعة طالما على طرق الحق والصواب سائرين ... ولكن نظير الجهل وقصر النظر والتزمت والتعصب الأعمى والمؤمرات والدس أصبحت الامة العربية في فراغ بعدهم لم يأت البديل من الزعماء الجيدين ذوي العزم والشجاعة والضمير القوي بالوطنية الذي يحل مكانهم ويصبح في القمة له الحكمة وقوة الشخصية للخروج من الأزمات المفتعلة من جهلة وقيادة الأمة العربية بالسلام والحوار الصادق وتبادل المصالح حتى تصل إلى بر الأمان وتواكب الدول المتقدمة...
                       إنني مهما كتبت وسطرت لا أستطيع التعبير القوي عن الأحزان السابقة الكثيرة الأليمة التي تضررنا منها ولا اللاحقة القادمة بالمستقبل التي سوف تأتي ويستمر الخراب والدمار أردنا بالرغبة أم لا نريد طالما نحن ندور في متاهات الجهل والتزمت والتعصب الأجوف ... نموت ببطء بدون حقن الترياق القوي حتى يتم الشفاء والدليل حال الوطن العربي الآن في بعض الدول ، الحروب الأهلية والقتل والدم والخطف والإغتيالات ورمي البراميل الناسفة من الجو على الأماكن الآهلة بالسكان الأبرياء ولا من مهتم ....  والأمر والحل الشافي هو تحكيم العقل والسلام ، السلام ، السلام حتى تتغير وتتحول ، مع الإرادة القوية وتوفيق الله تعالى ، بيوت الأحزان إلى بيوت أفراح مع الوقت حيث الزمن كفيل بعلاج الجراح والشفاء ...  والله الموفق ....

رجب المبروك زعطوط