Tuesday, January 31, 2012

رحلة التحديات ٢


          بسم الله الرحمن الرحيم
                                        
      رحلة التحديات  (٢)

             في مدينتي درنة أشعر بشعور غريب ،، بها حياة روحانية لا يعرفها ولا يعلمها إلا القلة من البشر المواطنين ،، مدينة ضمت بين ترابها أجساد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ،، مهما قيل عنها من أقاويل وإشاعات وإنها مدينة المتقاعدين ،، مدينة قيادة الأحوال ،، مدينة المتطرفين ،، مدينة المتشددين دعاة الإمارة ،، ونعوت كثيرة وصفات غير حقيقية ،، ونسوا أن أبطالها شبابها ونساؤها ورجالها سباقون للتضحية والفداء وقاموا بأعمال بطولية عبر التاريخ القديم والحديث ،،، أعجز عن وصفها في المعارك العديدة الأخيرة في الثورة المجيدة في معظم المناطق في ليبيا ،، وجميع الشرفاء الصادقون يقولون ويشيدون بذلك ،، أقولها بفخر وإعتزاز وأنا رافع الرأس ،،، ولائي وحبي وعشقي لها بدون حدود ،، محاولاً قدر الإمكان معرفة السبب أو الأسباب ولكن لم أصل لحلول ،،، تساءلت مع الضميروالذات  ولم أجد جواباً شافي ،،، حاولت طوال السنيين الماضية عندما كنت بالغربة طريد من نظام جائر ،،  نسيانها ،، ولكن لم أستطيع ،، فأنا أبنها البار ،، ولن أنساها طالماً بي نفس حياة ينبض ،، فحبي لمدينتي نابع من حب الله عز وجل والوطن.
 أقمت بعض الوقت مهاجرا في غربة بأمريكا ،، معارضاً للنظام بكل عنف وشرف إلى يوم مسرحية أصبح الصبح والعفو العام عام  ١٩٨٨م ،، وخاطرت بالحياة ورجعت أيام الصنم  يوم ١٩٩١/٣/٣١م  مطأطاً الرأس ،،، طالباً السلام والأمن والأمان في الظاهر كتغطية حتى لا تنهشني كلاب الدم ،، من أمن ومخابرات ولجان ثورية بلا عدد ،،، والواقع يختلف كل الإختلاف ،، فقد خدعتهم عن تخطيط وتدابير مدروسة دراسة جيدة ،، تطلبت شجاعة أدبية فائقة ،، وقوة شخصية وإيمان قوي بالمبدأ والتطلعات والهدف ،،، لأننى وصلت إلى قناعة أنه لا يمكن محاربة الطاغية الصنم إلا من الداخل ،، بجانبه وتحت ناظريه ،، حتى نعرف الحر الصادق من الطحلب ،، ونستعد ليوم الثورة  ،، وهو النظام الذي كان يدعي أنه يعرف كل شىء جميع مايدور في الوطن ،، والواقع المؤلم ،، لا شىء ،، فقد زرع فينا عقدة الخوف حتى أصبحنا نخاف من ظلنا ،، زرع عقدة عدم الثقة في أقرب أحباؤنا وأصدقاؤنا ،، جعلنا نرتاب في أي تصرف خاطىء من الغير بأنهم يلاحقوننا ،، والواقع لا شىء وأنما مخاوف من عند أنفسنا ،، فقد عملنا من الحبة قبة ،، مما داس علينا بالعنف والإرهاب ،، وأحكم قبضته طوال 4 عقود ونيف ونحن نحسب له ألف حساب ،، والصنم يضحك من غبائنا وتصديقنا للمقولات والتراهات حتى صدق  نفسه ،، من كثرة الترديد والكذب  وأعتقد أنه على الحق ،، وطغى وتجبر...
 فكراهيتى للصنم وعهده تجري في العروق والشرايين مسرى الدم ،، فقد إضطررت للهرب مع العائلة والأولاد بعد الزحف والتأميم ،، نظير سياسات الغلط وسرقة الأرزاق والمال حتى نجوع ونركع  ،، شردنا بين الأوطان ،، وبعث فرق الموت من اللجان الثورية لقتلنا وإغتيالنا ،، لأننا رفضنا الإنصياع وعبادة الصنم ،، ونجوت ٧ مرات من محاولات الإغتيال بقدرة الله عز وجل في عديد من عواصم ومدن العالم ،، مما زاد التحدي وزرعت بذور الثورة مع غيري من الأحرار الشرفاء ،، وناضلت بالغربة سنيين طويلة بعيداً عن الوطن مما زادتني صلابة وقوة إرادة وعلم ومعرفة ،، ورفضت جميع العروض والمغريات المادية وكنت في مسيس الحاجة لأعيش ،، وصبرت وتحملت هموم الديون حتى آن الأوان ورجعت للوطن بعد غياب ١٢ سنة في الغربة مناضلاً من أجل الرجوع بكرامة وشرف ،، والحمد لله عز وجل أنجاني من معظم الشرور نظير الرعاية الربانية ورضاء الوالدين وعمل الخير ومحبة البشر ،، ولم أترك في حالي بل طوال الوقت في ضغوط مستمرة وتحقيقات من عدة جهات أمنية مختلفة ،، أكثر من  ٢٨ مرة خلال ٢٠ عاماً من يوم الرجوع للوطن  بتهم عديدة عن جرائم حدثت في الثمانينات في الخارج ،، قاموا بها وأنا بعيد عنها بعد السماء عن الآرض ،، وتم السجن والتوقيف ٤ مرات ،، وعدة مرات الترجيع من مطار طرابلس والمنع من السفر وأنا مريض بداء القلب بالكاد أقف بحاجة للعلاج ،، والتهم قلب نظام الحكم للصنم ،، فقد كانت وقتها تؤدي بالمتهم إلى حبل المشنقة بدون قضاة ولا حكم ،، فمن كان وقتها يستطيع أن يتحدى الطاغية الصنم في عقر داره إلا القلائل من المناضلين ذوي العزم والحزم.
والآن أنا فخور وسعيد أكاد أطير من الفرحة والسعادة ،،، أن جميع التهم عن أعمال وطنية تشرف المناضل وترفع الرأس لأعلى ،، وليست مادية وفساد وإفساد للذمم وسرقات وإختلاسات من مال المجتمع كما عمل الكثيرون من الأدعياء للوطنية ،، الذين سرقوا الملايين بحجج ،، المعروفين للبعض والذي يوماً وقت الحاجة سوف تفتح الملفات ،، ويظهر الحق ،، يحاولون التسلق للمقدمة على حساب دم الشهداء وهم عبارة عن طحالب ،، البعض سقط ،، ولم يستطيع الصمود والتحدي وتكملة المشوار الذي يحتاج إلى رجال أكفاء أبرياء ،، أياديهم نظيفة ذوي قلوب نقية قوية وصبر ،، يؤمنون بأهداف نبيلة وخلاص وتحرير الوطن ،، لم يلوثوا بالسابق وتعاونوا مع النظام تحت أي ظرف ،، فمثل هؤلاء لا نريدهم بالسلطة وصنع القرار مهما تطلب الأمر ،، فليبيا الوطن مليئة بالكفاءات القادرة على عمل المستحيل من العدم ،،، وآخرون من الزعامات الهشة آن لهم التقاعد والغياب عن الساحة حتى لا يتم فضحهم بالمستندات عن سرقات سابقة وأدلة دامغة صادقة عن التلاعب ،، وعن الضرر الذي تسببوا فيه وموت الرجال المجاهدين ،،نظير حب الزعامة والوصول للقمة  ‘‘‘ ينتظرون في المحطة للرحيل وسوف يسقطون مع الوقت ،، فتراب ليبيا حامي  حارق ثاقب ولها عشم ،، وكل من أراد لها السوء بقصد وعن ترصد سقط وتحطم مهما طال الوقت والزمن...
إنني أحذر هؤلاء الطحالب أدعياء الوطنية والزعامات الهشة ،، أن يبقوا في الظلال ،، ويتركوا الوطن في حاله لشبابه ورجاله الشرفاء ،، ونسائه الحرات الشريفات ،، أمهات أجيال المستقبل ،، حتى يعيشون في فرح وسعادة  ويتقدمون للأمام ،، بدل من الخداع والعيش في سراب وأحلام اليقظة ،، كما خدعنا من قبل في الصنم الطاغية ،، فالآن العصر القديم تغير إلى عصر العولمة ،، والشعب ذكي وليس بجاهل مثل السابق في القرن العشرين يصدق كل من يتكلم ويتشدق بالوطنية ،، بل يحلل في الأمور بدقة والبقاء للأصلح الطاهر النقي من أي عيوب...
بعد أسبوعين من العمل المضني والإرهاق ومتابعة الأمور بدقة عن مايجري في الوطن من أحداث وحوادث جيدة ومغالطات كثيرة ،، تحتاج إلى حزم وعزم من المسئولين ذوي القرار حتى لا تستفحل مع الأيام وتصبح صعب القضاء عليها بسهولة ،، أهمها بعض الأصوات الغبية الجاهلة التي تطالب بالفيدرالية بدون فهم لمعانيها السامية وتجزئة الوطن ،، والدعوة لإرجاع حكم الملكية البائدة ،،، التي عفى عليها الزمن ،، نظير مصالح شخصية والبروز على السطح ،، ونسوا مصلحة الوطن ،، وأن قوتنا في وحدتنا ،، وإلتحامنا مع بعض ،، فشعبنا قليل العدد ،، وخيراتنا وثرواتنا زيادة عن الحد والعدد ،، لو إستعملت بصدق وحق من أولاة أمر شرفاء يخافون الله عز وجل ،، وتم الصرف على الداخل فقط بدون دعم لأي إرهاب ،، أو مساندة تحت أي مسمى ،، سوف تجعل جميع المواطنيين فرحى سعداء ،، وتناسوا أن معظم أهالي الشرق جذورهم من الغرب ،، لن يرضوا تحت أي ظرف تجزئة أوصال الوطن إلى أي مسميات ،، مهما دسوا من سموم في العسل .
وأقول لهم صادقا ومن القلب والضمير ،، لا ترتموا في أحضان الغير من القوى الخفية والمصالح الدولية نظير الوصول للقمة وحكم الوطن بالخداع وسرقة الخيرات بمسميات وطنية ،، كونوا صادقين مع أنفسكم ،، فمهما طال الوقت والعمر ،، نحن إلى موت وفناء راحلون ،، أما الوطن فباق إلى ماشاء الله عز وجل ،، أتركوا ذكرى خالدة تتجدد مع الزمن ،، ولا تكونوا مثل الصنم الذي ساد فترة ٤ عقود ونيف كالطاووس ،، ثم قامت الثورة المجيدة وقتل شر قتلة ،، وباد وتحطم ودخل مزبلة التاريخ من أبوابها الواسعة ،، وملايين اللعنات تطارده دنيا وآخرة ،، والله الموفق .

البقية في المدونة القادمة ،،          
                                                        رجب المبروك زعطوط
                                                        دالاس تكساس ٢٠١٢/١/٣١م

Monday, January 30, 2012

رحلة التحديات



                                              بسم الله الرحمن الرحيم



                                                 رحلة التحديات



                  أخيرا بعد إلحاح شديد من الزوجة بأن أترك جميع الأمور مهما كانت لها من أهميات وأهتم بحالتي الصحية التي بدأت تتدهور في المدة الأخيرة نتيجة التعب وكثرة السفر والتنقل والترحال ،،، والضغوطات الكبيرة العملية حيث نعيش في فترة عرس كبير وفرحة وسعادة غامرة بعد أن أزلنا الطاغية الصنم عن كاهل الوطن وتنفسنا هواء الحرية العليل بعد غيبة سنين عديدة 42 عاما مظلمة تعيسة جميعها إرهاب وجنون وفساد وإفساد على جميع المستويات ،،، والتي قاربت قبل نهايته وقتله شر قتلة على جفاف دماء الحياة من شراييننا وعروقنا ونحن أحياء نرزق ،، ولكن موتى بدون قبور ولا شواهد ،،، أليست بمأساة كبيرة قاسية مرت وأخذت من أعمارنا سنوات الشباب والحيوية وتركتنا شيوخاً عواجيز متقدمون بالسن فتنا الستينات وعلى أبواب السبعينات عمراً ،،، بالكاد قادرين على الإستمتاع بالحياة ،، نتجرع في الذكريات القاسية السابقة التي مرت وكأنها حلم مزعج حزين ،،، أفقنا منه بعد الصبر الطويل ونحن مطأطؤو الرؤوس ،، متسائلاً ... كيف صبرنا على هذا المجنون الدجال الصنم الخاوي طوال هذه السنين  وتركناه يحكمنا ؟؟؟
 لكن الرب الخالق موجود ،، عندما زاد الطغيان عن الحد ،، وبدأ في إتخاذ صفة الألوهية وقبل بنعته ملك الملوك لأفريقيا ،، وهو صعلوك من الصعاليك عديم الأصل والفصل غير معروف ،، ولكن الجاه والسلطة غطت جميع العيوب ،، ولم يتساءل الشعب ويستفسر خوفاً من الإرهاب ... وكل من طرح أي سؤال عن مولده وأصله ،، إنتهى بالسجن الطويل أو قابع أشلاء بالقبر ميت ،، عندها  حان الوقت للقصاص الإلاهي ،،، وأنار لنا الله عز وجل ،، الطريق وأيدنا بالصبر والقوة على الصمود والتحدي ،، وقمنا بالثورة الشعبية ونحن عزل بدون سلاح ،، ولا تدريب جيد وجابهنا كتائبه المدججة بأحسن السلاح والعتاد والمدربة على فنون القتال ،، والمدعمة بالمرتزقة من جميع أنحاء العالم لقتالنا وقتلنا لأننا رفضنا الإنصياع لتفاهاته وتراهاته ،، وقررنا الخلاص منه للأبد .
قضيت بطرابلس 10 أيام ،، ولدي شعور غريب غير عادي وأنا أشاهد الفرحة والسعادة في معظم عيون الجميع ،، أشاهد السعادة ،، أشاهد السلام وكل يوم للأحسن والأفضل ،، ويعم الأمن والأمان في معظم الوقت ،، مع وجود كتائب الثوار العديدة والتي جميعها تمتشق السلاح ،، والجميل فيها الأمن مستتب ولا وجود للشرطة ولا حراس أمن ولا رجال مخابرات ولا لجان شعبية ولا ثورية ،،، والحياة تسير طبيعية بشكل عادي ملفت للنظر ،،، وقلت للنفس سبحانك الرب الكريم المغير للأحوال من حال إلى حال ،، منذ شهور قليلة كنا نعاني الإرهاب  المصطنع ،، والآن أحرار نستنشق هواء الحرية العليل .
من  ليبيا يأتي الجديد ،، مقولة قيلت منذ آلاف السنيين ومازالت تتجدد إلى الآن ،، لا تريد أن تنتهي مع الزمن مثل مقولات كثيرة قيلت وبعد فترة أصبحت في زوايا النسيان ،، ولكن هذه خالدة مع الوقت والزمن ،، فليبيا بكبر مساحتها الشاسعة وقلة تعداد شعبها والحضارات التي قامت بها ،، مثل الحضارة الجرمانتية في الصحراء ولم تكتشف بعد كاملة بحيث تظهر للملأ مثل الأخريات بل مازالت مهمشة وفي طوايا النسيان ،، وسوف يأتي الوقت القريب بعد النصر والثورة المجيدة ،، وتعطى لها الأهمية القصوى ،، وتتم الإكتشافات بإذن الله عز وجل ،، فليبيا جوهرة وألماسة عظيمة تحتاج إلى مسح شديد وتنظيف وتلميع حتى تشع من جديد ،، وتعم بخيرها وأفضالها على الجميع ،، ولكن بعض القوى الخفية والمصالح الدولية لا تريد لنا الإستقرار والراحة ،، لإنها تعلم وعن قناعة أننا شعب متجانس ذكي ،، طيب وكريم المعدن وقادر على عمل المعجزات والتي في كثير من الأحيان لا تخطر على بال الكثيرين ،، وبالتالي الفيلسوف اليوناني ( هيرودوت ) أطلق الكلمة الخالدة عندما زار العاصمة قورينا ( شحات ) وقت الحكم الأغريقي :"من ليبيا يأتي الجديد" .
رجعت من طرابلس وقضيت بضعة أيام في بنغازي وكم سررت وأنا أشاهد قمة الحرية في أوج معانيها ،، والمواطنون سعداء وفي قمة الأدب ،، والمرور مزدحم بكثرة وشدة ،، وبالأخص عندما نزح الآلاف من تاورغاء ومنطقة سرت  ومنطقة أجدابيا لطلب الأمن والأمان والعيش في راحة بدل الخوف من الإنتقام نظير مؤازرتهم للصنم أيام الثورة والحرب سجال  والقتل والدم بلا حساب ،، لكن الحرب توقفت والنصر تم وعم ،،، والأحرار الشرفاء من جميع الشرائح ،الغالب والمغلوب ،، معظمهم فرحى بالنصر والبعض مازال يعيش في الحلم غير مصدق أن الطاغية الصنم قد قتل شر قتلة ،، وسقط وتحطم إلى الأبد .
في جميع الحالات لا يخلوا أي نصر وفرحة من وجود مشاكل بسيطة طفيفة ،، لأن الكثيرين ينقصهم الصبر ،، فقد صبروا على الطاغية الصنم سنين عديدة تحت نير الظلم والهوان ،،، والآن لم يمر على نهايته  بضعة أشهر بسيطة ،،، يريدون جميع الأمور والمشاكل العديدة أن تحل بسرعة ،، ونسوا أو تناسوا أن رواسب السنين العديدة الماضية من حكم المجنون ،،، خلفت دماراً وخراباً على جميع المستويات  بدون عدد ،،، وأهمها الجهل بلا حدود وخلقت أجيال مصطنعة بلا تعليم جيد ولا فهم للتاريخ ،، ونحتاج إلى وقت طويل حتى نستطيع أن نرقى بمستوى هؤلاء المظلومين حتى يستطيعوا مواكبة الحياة مع غيرهم من البشر ضمن العلم والفهم ،، متحلين بالأسس السليمة من دين وأخلاق حميدة .
سافرت شرقا إلى مدينتي درنة ،، وكم كان الجو زاهياً وبارداً والخضرة طوال الطريق تكاد تعمى العيون من زهوها ولمعانها تحت أشعة الشمس ،، فقد هطلت أمطار غزيرة طهرت الجو والأرض من رجس الشياطين من أنس وجان ،، كميات الأمطار غير عادية ،، فأيام الصنم كنا نشتهي المطر ،، والآن بعد النصر من الله عز وجل علينا بالخير العميم ،،،  نجاح الثورة والمطر الكثير ،، أليست بفرحة وسعادة مابعدها فرحة ونصر ؟
وصلت إلى مدينة درنة وأنا منهك من طول الطريق كجسد ولكن كروح وقلب سعيد مسرور ،، وأنا أشاهد في بعض البوابات على الطريق ،، كيف شبابنا ورجالنا الثوار البواسل يحفظون الأمن من تدخل أي طابور خامس حتى لا تسرق الثورة من صعاليك ...يعاملون كل المسافرين بكل تقدير وإحترام ،، وقلت للنفس ،، سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ،، بالماضي نظرات الإرهاب من الحراس والرعب في أعين المسافرين ،، والآن نظرات الثقة والأمن والأمان مما جعلني أفخر بأنني أنتمي لهذا الشعب الأبي  ،،، وجذوري نابعة من هذا الوطن   ،، منذ آلاف السنين .
وصلت لمدينة درنة ،، ورأسا إلى المزرعة والبيت الذي لا ترتاح النفس وتهدأ حتى أصل له بعد غياب طويل وسفر كثير وأنا أرتحل من مكان لآخر ،، مناصراً ومؤيداً للثورة بجميع الجهد والدعم ،، عاملاً كل الجهد حتى تنجح ،، والآن في نظري تحقق الأمل في أول خطوة وإنتصرنا ،، ومازالت الطريق طويلة حتى نقيم دولة العدل والقانون ،، دولة المساواة ،، دولة إحترام الرأي الآخر ،، دولة العيش في سلام وأمن وأمان مع جميع البشر  ،، ضمن الدستور الجيد والقانون ،، ونضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس به ،، وترجيعنا للخلف لعهد الجبروت والتسلط ،، فالآن العصر تغير ،، عصر العولمة . والله الموفق .

البقية في المدونة القادمة ،،


                                     رجب المبروك زعطوط
                                     دالاس – تكساس  ٢٠١٢/١/٣٠م


Tuesday, January 24, 2012

منطقة بني وليد (ورفلة)



                                           بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                          منطقة بنى وليد ( ورفلة )
 
 
 
                     أخبار كثيرة مزعجة ومحزنة فوجىء بها الليبيون بالداخل والخارج عن فئة مارقة تريد العودة لعصر الظلم والإرهاب ،، تدفعها رياح الغضب على فقدهم الصنم الذي سقط  وتحطم منذ 3 أشهر وعدة أيام ،، قاموا بأعمال بشعة وقتلوا بعض الثوار ورفعوا الخرقة الخضراء كعلم الصنم فى مدينة بنى وليد بالغرب  ( ورفلة ) ،، يريدون أخذ الثأر من أخوانهم الثوار ،،، ونسوا وتناسوا إن ليبيا بها رجال قاوموا الظلم بالسابق وقطعوا رأس القذافي وقتلوه شر قتلة ،، جاهزون للحرب والتضحية والفداء من أجل حرية الوطن ،، بالإمكان بسهولة دهس وتفريق شمل  هؤلاء المارقون الذين سببوا الضرر للوطن ،، سببوا العار لمنطقتهم ،، سببوا الخزي لقبائلهم وشرائحهم ،، سببوا الخراب والدمار لأهاليهم ،، دخلوا للتاريخ من أوسخ الأبواب إلى المزبلة التي ضمت جميع المجرمين ،، لا يمكن نجاحهم ضد إرادة الجميع من أبناء الشعب الذين تنشقوا هواء الحرية العليل منذ شهور بسيطة ،،، ودبت دماء الحياة في شرايينهم وعروقهم بعد أن قاربت على الجفاف من حكم ظالم متسلط ،، ويأتي هؤلاء المارقين الخونة يريدون ويرغبون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ،، يريدون التأخر والتخلف ،، يريدون صد التقدم ،،، يريدون إرجاعنا  إلى العهد الفاسد ،، عهد الظلم والإرهاب أليسوا بمجانين ؟؟ .
إنني أطالب أولاة الأمر من المجلس والحكومة أن لا تأخذهم أية رأفة أو رحمة بهؤلاء الخونة تحت أي ظرف ،، بل يحاكمون بالعدل ضمن الشفافية والنزاهة ،، وتطبق عليهم أقصى العقوبات في العلن وعلى شاشات المرئيات حتى يشاهدهم الجميع ،، ويفرح الشرفاء ،، ويحزن الخونة المندسون ويعرفون أن نهاية كل مارق خائن هي الموت الزؤام حتى يصبحوا عبرة لكل من يفكر في العبث بالوطن مستقبلاً ،، فالآن الإمتحان الصعب للحكومة... هل تكشر عن أنيابها وتقتص من الخونة بالحق ،، أم تتراخى ولا تطبق أقصى العقوبات ،، وعندها المصائب سوف تحل وتتوالى إلى ما لا نهاية ؟؟؟
كان الله عز وجل في عون منطقة بني وليد وأهاليها ورفلة الشرفاء الأحرار محبي الوطن والثورة الوطنية الذين وقعوا بين النيران ،، كانت قبل شهور عديدة ،،، قلعة حصينة للصنم ،، وقاومت إلى النهاية مع الكتائب ضد رغبة الشعب وعملت المستحيل وساندت الظالم والظلم ضد الحق والعدل وفاوضت  الثوار قبل الإستسلام لتصل إلى حلول وسلام ،، لتحفظ ماء الوجه ولا تراق الكرامة ،، خوفاً من الإنتقام والتهميش مستقبلاً ،،، وكنا نحن الثوار شرفاء ،، حافظنا على كلمتنا  وعهدنا ولم نتعدى وننتقم كما كان يجب من الأشرار ،، وهذه النتيجة والمحصلة مازالت بعض الجيوب المندسة تعمل في الظلام مستأسدة ،، جيشنا الوطني كتائب الشباب الثوار هبوا من كل مكان بالوطن لسحق المارقين مرة أخرى للأبد ،، ولكن قبل أن يستفحل الشر والدم  ،، نريد أن نستخدم العقل ،، ولا نتعامل بالعواطف والغيظ والغضب من الخيانة ،، ونتأبى وننتقم ،،، ويوماً سوف نندم لأن ورفلة أخوتنا في الدين والوطن وجيران ،، تربطنا بهم صلات نسب رحمة ودم ،، لا يمكن تحت أي ظرف أن نشهر السلاح وننتقم من منطقة كاملة  أو قبيلة لقاء ذنب بعض أشخاص خونة ،، ولا نحاسب الجميع من الأهالي والسكان بجريرة البعض القلة المارقين الخونة الذين مازالوا يعيشون الحلم ،، والرجوع لعهد الصنم .
أخيراً أقول لأهالى وسكان بني وليد الشرفاء الأحرار ،، قولاً صادقاً ونصيحة نابعة من القلب والضمير ،، وليس رجاء ولا إستجداء ،،ولا خوف ،،  لأنني أعرف أن هذه العملية فتنة ودس من بعض الطحالب ،، أو قوى خفية خارجية تريد الفتنة أن تستمر ،،، أعملوا جهدكم لحقن الدم ،، ولا تتركوا المارقين يعبثوا بكم ،، حتى لا تتمادى الشرور والشر ،، حاولوا قدر الإمكان توقيف المارقين بأي وسيلة ،، ساندوا الحق ،، ساندوا الحكومة الوطنية بأي وسيلة  على الصلاح والإصلاح ،،  حتى لا تكتب عليكم أنكم محرضين للتمرد والثورة المضادة ،،، وإعلموا إننا أخوتكم في المصير وسوف نساندكم بالروح والدم إلى آخر نقطة ضد المارقين ،،، طالما كنتم على الحق ،، تحبون الوطن ،، والله الموفق .
 
                                                                       رجب المبروك زعطوط
                 

Monday, January 23, 2012

المصير


                                            بسم الله الرحمن الرحيم

                                                    المصير

                  الحراك السياسي يعم  ويدور في جميع الأوساط المهتمة بقوة في هذه الأيام العصيبة من عمر الوطن ،، فالوقت مهم  والجدال مستمر بين كثير من الزعامات الوطنية  والتي تدعى الزعامة والرجال الصادقين  الأحرار الشرفاء وأشباه الرجال  والجميع يدورون في حلقات مفرغة للآن لم يصلوا لنتيجة تذكر  ،، وتحاك الدسائس والمؤمرات بمساندة القوى الخفية والمصالح الدولية مع البعض من الطابور الخامس الرابض يتحينون في الفرص للإنقضاض على الوطن وحكمه من جديد ،، والكثيرون من الطحالب يحاولون شحذ الهمم والوصول للقمة والسلطة بأي ثمن ،، والمظاهرات العديدة تنطلق في عديد من المدن ،، جميعها تطالب بمقولات  وطنية الغث والسمين ،، البعض منها وراؤها شرفاء يحبون الوطن ،، والباقي عبارة عن تجمعات وشرائح تريد أن تظهر على الساحة والحصول على الشهرة بأي ثمن ،،، والبعض من المسؤولين يتساقطون مثل ورق أشجار الخريف عندما تهب عليها الرياح العاصفة ،، رياح الغضب ،، عاجزين غير قادرين على التحدي والصمود في المسيرة حتى آخر رمق ،، بل نفوسهم ضعيفة وخلفياتهم طحالب يسعون للشهرة والظهور ولو على حساب دماء الشهداء ،، وبالتالي يستقيلون حفاظاً على ماء الوجه من الهوان ،،، لا يريدهم الشعب تحت أي ظرف ،،،  والمحصلة النهائية الجميع يطالبون بنهوض الوطن والتقدم والإزدهار ،، ولكن كل فئة ومجموعة أو شريحة حسب هواهم .
و جميع الخيارات مطروحة في السوق ،، نطلب من الله عز وجل ،، تهدئة النفوس والوصول للأصلح جماعة ،، ويتم  رسم الخريطة السياسية بطرق علمية ديمقراطية لوطننا ليبيا على الحق لأجيال المستقبل ،، حتى لا تتعب... مثل ماحدث لنا  من مد وجزر طوال عهدين الملكي  الزاهر والإنقلاب الأسود ،،، الذي ضيع المبادىء والأخلاق  طوال حكم إرهاب إستمر 42 عاماً جميعها قهر وظلم .  
 والمجلس الإنتقالي يعوم في بركة أوحال وترسبات سنين عديدة من الزمن ،، تركة العهد السابق العفنة التي تحتاج إلى وقت طويل لبناء الإنسان المتحضر وتوعيته سياسياً ،،  حتى يستطيع أن يتنفس الحرية في أبدع معانيها ويتخلص من عقدة الخوف ،، وتبتر للأبد  وتلغى من قاموس الحكم إدارات المخابرات والأمن الداخلي والخارجي من خريطة الوطن ،، ووضع الأسس السليمة والطرق الحديثة لبناء دولة قانون وعدل ومساواة ،،، دولة ديمقراطية أساسها إحترام الرأي والرأي الآخر ،،، وتبادل السلطة عن طريق الترشيح والإقتراع ،، في سلام وأمن وأمان بدل من الإحتكام للدبابات والسلاح ،، والقفز على السلطة بالقوة ،، والتحكم في الرقاب من مجانين كما حدث بالسابق أيام عهد الصنم ،، الذي سقط وتحطم إلى غير رجعة .
المجلسين الآن بهما البعض من أشباه الرجال الذين ليست لهم خبرات في الحكم والقيادة وفي غفلة من الزمن شاء القدر ووصلوا للمراكز وهم لا يمثلون الشعب الحقيقي  بل  أنفسهم  والعامة والغوغاء نظير الدفع بهم للمقدمة  في ساعات الغفلة والحرجة ،، أو نظير صداقات ومعارف شخصية ،، لا يصلحون للعمل القيادي ،،، بهم كثير من النقص ،، أهمها قوة الشخصية والخبرات التي هي الأساس لأي نجاح ،، والسبب المهم الآخر  تقاسع الشرفاء عن التقدم والظهور للعلن نظير حسابات خاطئة ،، مما تركوا الساحة خالية للأدعياء يعملون كما يشاؤون ،، وزادت نفوسهم كبر عندما وجدوا أنفسهم في المقدمة ،، ووصلوا للشهرة بأسم الوطن ،،، والطحالب  تؤيدهم وتناصرهم على الخطأ نظير الحصول على بعض الخيرات والميزات التافهة التي لن تستمر طوال الوقت بل تضع الدولة والشعب على حافة التخلف والتقهقر نظير التصرفات العشوائية والخطأ المتكرر  ،، وممكن للفوضى أن تعم ،، وعندها لن نصبر ؟؟  ونحن أحياء نرزق ،، نشاهد ثمرة النصر تسرق من أدعياء وطحالب ،،، وسوف نقوم بالتغيير مهما كلف الأمر من تضحيات ،، حتى يستتب الأمن وتأخذ الأمور مسارها الطبيعي ،،، ويسعد الشعب أن بالوطن رجال  شرفاء يريدون المصلحة العامة ،،عيون ساهرة ،، تراقب الأحداث من أن لا تضييع وسط سماسرة القضية التي من أجلها ضحينا بالروح والدم .
الحكومة الإنتقالية تحاول جاهدة الحفاظ على زمام الأمور حتى لا تفلت عن الحد ،، ولكن بدون تقدم ملموس باليد ،، والخطر مازال قائم ،، طالماً لم تصل لحلول سريعة ترضى الشعب وتقطع ألسنة المغرضين والطحالب والطابور الخامس من الدس والخبث ،، ونصيحتى اليوم قبل الغد ،، تعويم السوق بالمال حتى الغرق ،، وعرض مشاريع الصيانة والبناء في جميع المدن ،،، حتى تدور العجلة للأمام ويعمل الجميع ولا يجدون وقت للفراغ وتسقط الأخبار ،، وتقديم الخونة رموز النظام السايق المسجونين حالياً إلى العدالة ،، وتتم محاكماتهم في العلن وعلى الشاشات المرئية بالحق وبشفافية حتى يمتص الغضب لدى الجماهير  وتهدأ النفوس ويهتمون بأنفسهم  ،،، ولا يجد المغرضون والطابور الخامس وأدعياء الثوار وأشباه الرجال أرضاً خصبة لدسهم وبث الفتن ،، وتبعد الأنظار إلى إتجاهات أخرى ،، ويتركون ملاحقة المسئولين والقيل والقال ،، والإستماع للشائعات التي تبث بسموم الفرقة بين الشرائح المختلفة من أبناء الشعب .
على الشعب أن يساند المجلس الإنتقالي ،، بقوة إذا أراد للمسيرة أن تستمر للأحسن ،، وبالأخص مساندة وتأييد المستشار مصطفى عبد الجليل صديقي الذي أكن له كل التقدير والإحترام ،،، وأقول كان الله عزوجل في عونه طوال الوقت فقد تقدم وضحى بنفسه من أول لحظة في الثورة من أجل مباديء خيرة نيرة ،، وأهداف نبيلة ،، وبتوفيق المولى تعالى تم التحرير والنصر ،، بجهود الجميع من أبناء الشعب الشرفاء الأحرار الذين لديهم غيرة على الوطن ،، ويكرهون نظام الصنم من أعماق الروح والقلب ،، وأطلب من الجميع مساندته بالحق طالما هو على طريق الحق ،، وأن تتجاوزوا عن بعض الأخطاء التي حدثت بدون قصد ،، فلا يمكن أي عمل أن يتقدم بدون أخطاء ،، وأن تعذروا المجلس الإنتقالي والحكومة عن أي تقصير حدث ،، فالتركة عفنة بجميع المقاييس ،، وهذه المرحلة صعبة ولها عدة محاذير تحتاج إلى رجال دهاة ،، وصبر وكثير من الوقت حتى نستطيع أن نضع أرجلنا على الطريق الصحيح ،، ولا نستعجل ،، ولا نضغط كثيراً ،، فبراءة وطهارة هذا الرجل سوف تعشم فينا لو زدنا على الحد ،، وقدم إستقالته وتخلى عن مسئولياته ،، عندها المصائب سوف تتوالى بلا عدد ولن يصفى الوطن ،، فهذا الرجل المؤمن الطيب رمز الوطن ،، عليه أجمع الجميع بالحب والولاء والطاعة من أول يوم بالثورة ،،، فدعوه يعمل وساندوه حتى آخر لحظة ،، حتى ينجح ،، وتنجح الثورة وتنتصر ،، فنجاح زعامتنا القوى تدل على قوتنا وإننا أحسنا الإختيار ،، فمثل هذا الرجل في سوق الوطن السياسي ضنين ،، لأنه مؤمن وطيب ولا يختلف عليه أي مواطن ،، إلا المجرم الذي يشاكس ويتآمر مع الطابور الخامس بقصد أو بدون قصد  ،،، يريد ويرغب الدمار والخراب للوطن .
لأن كل زعيم أو مدعي الزعامة ،،، يريد أن يكون بالمقدمة ويحوز على الشهرة ،، ويبدأ القيل والقال ،، وتبدأ المهاترات والمناوشات ،، ويفلت الأمن ،، وتتوقف المصالح لدى الشعب ،، وتجد القوى الخفية والمصالح الدولية آذاناً صاغية للبعض من التافهين ،،، تساندهم على الخطأ لمآرب وسياسات أخرى لمصالحها ،، وبالتالي تدور الدوائر السوداء ونحن أبناء الشعب الأحرار الأبرياء سوف ندفع ونقدم الثمن الغالي نظير التصحيح للمسار ،، والذي علمه عند الله عز وجل الذي يعرف النهاية ؟؟ والشعب الليبي لا يعجبه العجب بين مادح وقادح  يحتاج إلى وقت طويل حتى يرسى على البر الأمين ،، وعندها يبدأ يفكر ،، ويتأسف على المخالطات وأنه أخطأ ،، ولكن بعد أن يضرب الفأس الرأس .
حسب ماسمعت حديثاً ولست متأكداً هل هو صادر من الصنم أو من غيره مسنود له عبارة عن إشاعات من البعض لتتداول في السوق المتعطش للأخبار ،،، إنني لا أعلم ولكن بودي ذكره فهى كلمات وإعتراف خطير يصدر من ظالم حقير ،، يقول فيه القذافي عندما إشتد عليه الحصار من قوات الثوار في سرت وأصبح قاب قوسين من الهلاك ،، ل ( لقد أغنيت القرود ،، وجوعت الأسود ) ،، وإن دل هذا الحديث فإنما يدل على تفاهة رأس النظام السابق الذي حكمنا بالحديد والنار والإرهاب  طوال سنين وهو ضعيف خاوي أجوف ،،، ونسى هذا المعتوه أن الأرزاق بيد الخالق ملك الملوك يهبها لمن يشاء من عباده ،،، وليس هو الذي إدعى الألوهية ،، وقبل نعته بصفة ملك الملوك لأفريقيا وهو صعلوك حقير ،،، ونحن كشعب ،،، ماذا نتوقع من إنسان جاهل ،،، غير التراهات والأكاذيب والوعود المعسولة ،، التي لا تؤدي إلى نتائج فعالة ملموسة ،، بل في النهاية أدت إلى سقوطه وتحطيمه ،، ودخل مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها ،، وسوف يلعنه الجميع  الآن الأجيال الحاضرة والقادمة ،،، إلى ماشاء الله ،، دنيا وآخرة .
أخيراً أود القول لأبناء الشعب أن يهتموا بالوطن ولا يتناحروا من أجل سلطة وجاه زائل ،، ويضعون نصب أعينهم ،، أننا شعب ضحى بالغالي والنفيس ،، بالأرواح والدم ،، من أجل أهداف خيرة ومبادىء جيدة ،، وعليهم المحافظة بقوة على مكاسب الثورة ،، فهي مسئولية تاريخية أدبية على أعتاقهم لخدمة وحماية الوطن ،، وسوف تخلد ذكراهم الأجيال القادمة ،، إذا وضعوا الأسس السليمة لبناء الوطن ،، أو تلعنهم على أية مصائب تلحق نظير الصراع القائم للحصول على مكاسب شخصية وقتية وينسوا الأهم ،، وعليهم الخيار حتى ينجحوا ويفوزوا دنيا وآخرة .. اللهم أني بلغت ،، اللهم أني بلغت ، والله الموفق.
                                                                رجب المبروك زعطوط
                                                                درنة ليبيا  ٢٠١٢/١/٢١م

Sunday, January 22, 2012

الحسم



                                                 بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                          الحسم
 
 
                      أمور كثيرة تحدث الآن في وطننا على جميع المستويات من تسيب وسرقات وأوضاع سياسية متدهورة تحتاج إلى عزم وحسم من المسئولين أولاة الأمر ،، حتى لا تزداد الهوة إتساعاً ،،، وتتكاثر المنازعات ،، بين عديد من الأفراد والفئات وتؤدي إلى فتن داخلية توصلنا إلى حرب أهلية لا سمح الله عز وجل ،، نتيجة التراخي من المجلس الإنتقالي ،، والتخبط في القرارات وعدم التركيز والحسم بقوة ،، والحكومة كان الله عز وجل في عونها ،،  تسير ببطء مثل السلحفاة ،، تتعثر فالطريق به كثير من الصعوبات والمتناقضات ،،، تحاول إستنشاق الأنفاس والمضي للأمام والتقدم  بصعوبة فالأرض سهلة خصبة عذراء جائعة مشتاقة للتجديد والإصلاح  ولكن فيها عثرات كثيرة تحتاج إلى عقول نيرة ،،  قوية الشكيمة والشخصية ذات خبرات تعرف كيف تسير بالسفينة في البحر الهائج بالتيارات والأمواج ،،، المليء بالصخور حتى تصل لبر الأمان بنجاح .
 والدعوات للتسيس للإنضمام للجمعيات والأحزاب السياسية الناشئة ،، جديدة العهد ،، والتي معظم الشعب من شباب صغير السن لا يفهمون الفرق بين الشورى والديمقراطية ،، التي هي وجه لعملة واحدة ،،، والدستور والقانون ،، والتقسيم والفيدرالية ،،، نظير التعتيم لسنين عديدة من العهد السابق  ،، مما جعلهم جهلة في الأمور السياسية ،، متشوقون لمعرفة المزيد والمزيد ،،، والفرص متاحة للجميع من خيريين للإصلاح والنهوض بالوطن ،، ومن سياسيين قدامى بالمعارضة يحاولون بيع أسهمهم  في سوق الوطن السياسي للوصول للقمة ،، وطحالب تؤيد وتناصر في الدستور القديم والملكية البائدة ،، التي مضت بخيرها العميم وبعض شرورها من الصراع على السلطة والحظوة وحكم الوطن داخلها ،، ضمن العائلات  آل الشريف ضد آل الشلحي ولم تفرز رجالأ أقوياء زعامات من العائلة السنوسية ،،، قيادات شبابية ذات عزم وحسم سباقة للتضحية والفداء من أجل الوطن من الأحفاد الأحياء مثل الجدود السابقين ،، سواءا أيام المعارضة والكفاح التي إستمرت سنين طويلة مجاهرة في العلن من الرواد الأوائل للمعارضة ضد الصنم بالخارج ،، بل سكتت وصمتت تنتظر ،، إلى أن فاتها القطار ،، وزاد الطين بلل أيام وشهور التمرد  والثورة والحرب الضروس الدموية  ،، وبذل الأرواح والدم ،، وسقوط عشرات الآلاف شهداء ضحايا على مذبح حرية الوطن ،،، واللأسف لم يظهر على الساحة والشاشة أية أحد ،، يجددون العهد للطريقة السنوسية الشريفة الأصل والمحتد حتى تستمر ولا تتوقف ،، والتي نحن جميعا وبالأخص المنطقة الشرقية ،، نكن لها كل التقدير والإحترام ،، فقد كان عمي ووالدي من مريديها ومحبيها حتى توفاهم الله عز وجل 

الثوار الشرفاء الذين قاتلوا في ساحات المعارك يموجون ويهوجون ولهم الحق في أمور كثيرة  ،، فهم أبطال ليبيا الذين قدموا الشهداء والدم ،، وجاهدوا ساعة الحسم ،، ولكن ليست لهم قيادات حكيمة تفهم الأمور السياسية وتحافظ على مكتسباتها من أن لا تسرق في وضح النهار ،،، وقد سرقت الثورة من أيديهم وتزعمها البعض بدوافع يعلمها الله عز وجل ،، فهو العالم بالغيب وبما يحاك وينسج من أثواب للوطن .
وطحالب الثوار،، أشباه الرجال الذين كانوا بالصفوف الخلفية يراقبون الصف الناجح حتى يناصرون ويؤيدون  الملتصقون بهم عندما نجحت الثورة ،،، يدعون ببطولات زائفة ،، وهم مثل الشعراء مع الناجح والمنتصر في كل واد يهيمون يعتبرون أنفسهم المخلصين والمحررين للوطن ،، قفزوا للمقدمة وتركوا الثوار الحقيقين الشرفاء في الظل والمؤخرة ،، يجرون  لاهثين لمصالحهم الشخصية للحصول  على ميزات ومكافآت وجوائز كما يعتقدون ويريدون ،،، وهم أدعياء فرضوا وجودهم على الساحة للبسطاء بالتزوير والكذب .
والتجارة ماضية تسير وتنهض والأسعار ترتفع لأعلى مع الوقت ،، والأسواق رائجة عامرة بالمشترين الذين يدفعون نقدا آلاف الدنانيير مما يتساءل المواطن أو الزائر المقيم أين كانت هذه الكميات من النقد ؟ والمصارف تشتكي من قلة السيولة ،، والطوابير طويلة للحصول على أموالها ومرتباتها ،،، ومعظم  أبناء الشعب يتطلعون في إنتظار المعجزات لا يدرون ،، سكارى بالفرحة والنشوة من الإنتصار وهلاك الصنم ،، وماهم بسكارى ،، في الإنتظار الذي طال ،،، وبالأخص عندما يسمعون في المرئيات ويقرؤن في الحواسيب  ،، تدفق المليارات على خزينة الحكومة ،، ولم يظهر للعيان أي شىء يذكر ،، يتسائلون أين ذهبت ؟؟؟
حدود الوطن مفتوحة لكل من هب ودب خلسة من الجيران ،،، والأفاقين الطماعين تجار الموت والدم  نظير جمع مال حرام بأي ثمن ،، وجدوها فرصة كبيرة لتمرير سلع فاسدة ،، تأتي معظمها عبر الحدود الشرقية  من مصر ،، إبتداءاً من المخدرات ،، والأدوية والمواد الغذائية الفاسدة التي إنتهت صلاحياتها منذ فترات طويلة وبالأخص المعلبات ،، تزور وتغطى بالملصقات بتواريخ حديثة لذر الرماد في العيون ولا يتساءل الجمهور نظير الحاجة ونقص السلع بالأسواق سابقا ،، أيام الحرب والنضال ،،، بل يشترون وهم لا يعرفون  الأمر ،، لا يعلمون أنهم يشترون الآفات والمرض والموت  ،، ويدفعون الأموال الضخمة نظير الجهل والحاجة وبالأخص الدواء ،، الذي يتناوله الجميع نظير الأمراض والأدران الخبيثة التي يشكي منها معظم الناس ،، وبالأخص في الشرق .
والدولة الفتية تتخبط وتصدر الأوامر والتعليمات بالمنع ولكن عبارة عن حبر على الورق ،، لا يقبض ويصادر من البضائع الفاسدة ،، غير البسيط  البسيط  ممن ساء حظ صاحبها  ووقع في كمين ،، فالعصابات المنظمة ،، دائما الأقوى والأذكى وتدفع  المال  رشاوي بدون حساب للمرتشين من رجال الجمارك والأمن حراس الحدود حتى يغمضون العيون ،، وتمر البضائع بسلاسة من غير تفتيش وتدقيق وبالأخص لتواريخ الصلاحيات المزورة للإستعمال البشري ،،، وهي على المدى القريب  أو البعيد ألغام موقوته لهدم صحة البشر المواطن البريء.
إن الأوضاع متشابكة ومعقدة ومحيرة وضاع السمين وسط الغث ،،، ولكن في نظري شيء طبيعي ،، هذا الطبخ ،، نحتاج فيه إلى بعض الوقت حتى الحراك السياسي يصل يوماً قريبا بإذن الله عز وجل إلى النضج .
في هذه الأيام تم إكتشاف بعض العمليات الفردية البسيطة وهي سرقة الأطفال والمتاجرة بالأعضاء من بعض المصريين الذين وجدوها فرصة في الشعب الليبي البسيط العدد الطيب والنقي السريرة ،، الذي معظمه جاهل وساذج ،، يصدق معظم الأمور بدون كثرة تساؤلات ولا أسئلة حتى يعرف الخفايا ويحتاط ،،،ولا يضع الثقة في أي صعلوك طحلب بدون معرفة جيدة حتى ينجو من المصائب نظير الثقة العمياء مثل ماتعودنا في مجتمعنا البريء ،، فهؤلاء المجرمون الذين يرضون بمثل هذه الأمور الشائنة ،،، لا حس ولا ضمير ولا رحمة بالقلوب حين يفرقون بين الطفل والأم بهذه القسوة ،، يخربون البيوت العامرة ،،، هؤلاء مجرمون حتى النخاع ،، الذين  يخطفون الأطفال  الأبرياء نظير التسيب من الأمهات والأباء ساعة الغفلة نظير قروش زهيدة ،، ونسوا وتناسوا عقاب الله عز وجل ،،، .
إننى أومن بالعدل وإتاحة الفرص للمتهمين للدفاع عن أنفسهم عبر محامين حتى يتم الحكم بنزاهة وشفافية وعدل ،، ولكن في بعض الحالات ،، لا نستطيع الإرجاء والإنتظار ،، وبالأخص لهؤلاء الخاطفين القتلة ،، وتجار السموم الذين ينشرون الأمراض ويدمرون شعباً كاملاً ،، لقاء أرباح ،،، المعروفون الذين يقبض عليهم ويقضون بعض المدة بالسجون ويخرجون ويعودون الأمر من جديد ،، فهم نكرات بالمجتمع وآفات مريضة وطمع ،، وعلينا القضاء عليهم بأسرع وقت ،،، مهما كلف الأمر من تضحيات وإراقة دماء ،، لأن هؤلاء لا يعرفون إلا لغة واحدة لغة القوة والشدة والحزم ،، وعدم ترك الأمور للوقت ،، ففي بعض الأحيان من الضروري  التكشير عن  الأنياب حتى يخاف الآخرون ولا يستفحل الأمر كما يحدث الآن ،، ويعرفون أن الوطن له حماة ،، وعيون ساهرة  تراقب ،، جاهزة فى أي لحظة للإنقضاض .
اليوم الجمعة ٢٠١٢/١/٢٠م  إنتظمت مظاهرة كبيرة صاخبة في مدينة درنة الوحدوية التي تضم بين جوانبها  جميع شرائح الشعب تهتف وتندد وتطالب بعدم تجزئة ليبيا إلى مقاطعات أو ولايات ،، أو دويلات ،، وتطالب بالحكم بالشريعة الإسلامية ،، وهذه المطالبات لم تأت من فراغ بل وراؤها قيادات تشجع ،، تؤيد وتناصر للوصول إلى غايات معينة ،، وكم فرحت وسعدت من الحراك السياسي وحرية التعبير ،،، وأن المظاهرة مرت على خير وسلام  ولم تؤد إلى أي إشتباك أوعراك ،،مع أن السلاح متوفر لدى الجميع ،،، عند الغضب جاهز للإطلاق وضرب النار ،،  فالشعب الدرناوي بجميع فئاته وطوائفه وإتجاهاته وذكائه الفطري الزائد عن الحد ،، وكثرة نقده لأي أمر ،، زمردة وألماسة  تحتاج إلى تنظيف وحك ودعك غبار سنيين العهد السابق ،، حتى تلمع وتشع ،،، بدأ يتسيس ،، يتعلم ويفهم إحترام حرية الرأي والرأي الآخر ،، ويؤمن بالديمقراطية الحقة ،، التي هي رغبة الجميع في الحكم للوطن .
وهذه المظاهرة عبارة عن رغبة الجماهير ونحن نكن لهم التقدير والإحترام ،، فمن يكره  ويرفض قيام الشريعة على أسس سليمة ضمن شورى وعدل وديمقراطية  ومساواة كما يأمر ديننا الحنيف ،، من غير تطرف وإستبداد في الأمر  ،، غير المجانين ،، فنحن شعب عربي مسلم ،، قليل العدد لا نتجاوز 7 مليون نسمة ولدينا مليون حافظ  وقارىء للقرآن الكريم العظيم ،، وثورتنا ثورة إلاهية ،، ساندها وأيدها المولى الله عز وجل من أول يوم ،، حتى نجحت وإنتصرت ،،، أليست برحمة وعظمة وهبها لنا المولى الله عز وجل نفخر بها أمام الدول والشعوب طوال الوقت ،،، وعلينا بقوة أن نحافظ على النصر ،، ونساند حكومتنا على الحق والى آخر نفس حتى تنهض وتستمر للأحسن .
إن وطننا ليبيا يمر بفترة عصيبة بعد زوال الصنم وهلاك الطاغية للأبد ،، فاليوم مرت على قتله 3 أشهر ،، عشناها كشعب ليبي في فرحة وشهر عسل طويل ،،، وحراك سياسي ضخم كبير لدى معظم أفراد الشعب في جميع أنحاء ليبيا يدور في الأوساط ليلاً و نهاراً ،، فالجميع الآن حر ،، يتنفس هواء الحرية  العليل بدون أي منع  من أي جهة مهما كانت ،، وهذا الأمر واقع عظيم  ،، فقد كنا بالسابق مرضى الخوف والإرهاب من عيون وجبروت الأمن ،،، والمرض العضال الذي طال سنين عديدة أيام العهد السابق مازال بعض بقاياه موجود قائم وضروري من بعض الألم  والوقت قبل الشفاء ،، فقد إستيقظ العملاق المخدر طوال سنيين الغفلة والإرهاب ،، جماهير الشعب ،، وخرج من القمقم طليقاً  ،، ولن يستطيع أي كائن كان من البشر أن يرجع بعقارب الساعة للوراء ،، ويجعل العملاق يرجع  في قمقم آخر تحت أي ظرف ،، فأنا ليبي أصيل وأعرف شعور الشعب النبيل ،، لن يرضى مستقبلاً بالظلم من أي إنسان يحاول قيده من جديد بأغلال الخوف والإرهاب ،، بعد أن رأيت بأم العين كيف الشباب يهاجمون كتائب الصنم ودباباته بأسلحة بسيطة وعزم ،، لا يهابون ولا يخافون الموت .
أخيرا أود القول نحن نمر في عنق زجاجة ضيقة ،، نسعى للخلاص والمرور بسلامة ،، وحسب نظرتي النيات صافية لدى معظم الجميع ،، فالشعب بسيط وطيب لا يحمل أي نوع من الخبث ،، قوي وقاسي عند الغضب ،، عندما يشعر بالإهانة وأنه يستغفل ويستغل من قبل أشباه رجال طحالب للوصول إلى مآرب هدامة نظير عمالة ومصالح ،، فلا يصح إلا الصحيح الذي له أساسات وأعمدة قوية راسخة ،،، ومهما حاول المندسون من الطحالب والطابور الخامس إحياء جذوات الفتن والدس بخبث حتى يتمزق الوطن في مهاترات وتراهات ،،، لن ينجحوا ،، لأن عيونا ساهرة تراقب  تصرفاتهم طوال الوقت على مدار الساعة ،، متربصين لهم بالخفاء وفي صمت وسرية ،،،، ينتظرون ظهورهم على الواقع والساحة متلبسون بالتهم ،، سوف يقبض عليهم  في لحظات ويقدمون للعدالة ،،، ويحاكمون بالعدل ضمن القضاء بشفافية وحق بدون تعنت ،، والظالم  يعاقب العقاب الرادع ،،، ويدفع الجزاء الصارم .
 ونصيحتى لأولاة الأمر والساسة ،، العدل والمساواة بالحق ،، والحسم والعزم وإظهار القوة وشدة البأس والضرب بيد من حديد ،، كل من يخون الوطن ،، يحاول سرقة الثورة والنصر ،، والله الموفق .
 
                                                          رجب المبروك زعطوط
 
                                                       درنة 2012/1/20م

 
 

Friday, January 20, 2012

حتى لا ننسى ٢

 
                                               بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                  حتى لا ننسى (٢)
 
 
          إن بالذهن أشياء كثيرة مرت مرور الكرام ولم يهتم بها أولاة الأمر صناع القرار  ودراستها دراسات جيدة وأخذ عبر منها حتى لا تتكرر الأخطاء مرة أخرى ،،، وتكثر وتتزامن مع الوقت وتصبح رواسب وحق مكتسب للبعض من الجهلة الذين يعتقدون أنهم ذوي فهم  ومعرفة يسيرون على الطريق الصحيح في السياسة وإدارة الوطن ،، وهو قمة الخطأ ،،، فالسكوت وعدم الرفض والبتر،، لأمور عديدة  من البداية والأول ،،، خطأ صعب إزالته ووقفه ببساطة مع طول الوقت والزمن ،، فنحن كشعب نعاني الآن في مشاكل عديدة ،،، أهمها الفساد وضياع الأخلاق والسقوط في الرذائل إلى الذقون من كثيرون ،، كانوا يوماً طحالب متسلقون في سدة الحكم السابق ،،، ونحن بشر خطاؤون ،،، ولكن في نظري كل شىء له علاج ،، وممكن الشفاء أذا توفرت النية السليمة للرجوع إلى طريق الحق ،، والإعتراف بالخطأ ،، وطلب الغفران من الله عز وجل ،، والإستقامة للمذنب في الخطوات والتوجهات حتى يفوز وينجح في المجتمع والحياة التي تتصعب كل يوم جديد يظهر وتشرق الشمس فيه ،،، فالنفس البشرية لها طموحات وأطماع وغرائز ،، تحب الأمتلاك والوصول والفخر والتباهي ،، تحب الذات وتعبد الأصنام ،، المال والذهب والسلطة ،، وتختلف الطموحات والأطماع من شخص إلى آخر ولكن سعيد الحظ  من يكبح الشيطان بالداخل بقوة ولا يعطيه الفرص بأن يوسوس حتى يخطأ ويحيد عن الطريق المستقيم ويضيع مع الوقت دنيا وآخرة .
 ففي نظري السقوط في الحرام والرشوة ،،، والغرق للقاع له درجات عديدة ،، وتختلف درجة عن أخرى في المساوىء  ،، وكثيرون خانوا العهد والوعد وسقطوا في الوحل نظير التسرع وعدم المبالاة وبدون قصد ولا فهم ومعرفة بالعواقب  المستقبلية التي سوف تترتب على النزوة ،،، والبعض يتراجعون بسرعة وتغتفر لهم الزلة ،، وتنتسى مع الوقت في المجتمع ،، والبعض نظير الحاجة للمادة  يبدؤون في التسول ويريقون ماء الوجه ببساطة ،،، وينزلقون في الهوة وينسون الكرامة ومع الوقت تصبح عادة ودخل مادي سريع بدون أن يعملون ،،، بل يعيشون على عرق الآخرين وهم  قادرون على العمل والإنتاج ،،، والمصيبة الكبرى في نظري ،،،  لدى البعض من الجهلة يعتبرون أرزاق الآخرين حلال لهم ،، وحق مكتسب ويمدون أيديهم ببساطة للحصول على أي شىء بدون أي ذرة ندم ،، بل يحللون الأمر وكأنه رزق خاص بهم ،، وبالأخص الأموال العامة للدولة ،، تسرق فى وضح النهار بطرق شيطانية وحيل يعجز أبليس عن أيتانها ،، ولا مراقبة ،، ولا ضبط ،، ولا محاسبة وعقاب ،، بحجج وهمية وفتاوى هزيلة من أعماق  أنفسهم بدون دراية ولا معرفة ،، طالما هذه الأموال ضائعة للغير في الأرهاب والفساد والأفساد ،، فلماذا لا تكون من حقهم ؟  أليست بمأساة ؟
المسئولون يعرفون الخطوط العريضة والكثير عن الفساد المستشرى في الدولة من العهد السابق ،، وقامت الثورة المجيدة من أجل الأصلاح والتصحيح  وتحطيم الصنم ،،، ولكن للأسف مازالت بعض الطحالب الفاسدة في الخفاء ووراء الستار ،، لم تعزل وتنحى من الثورة ،، مازالت قائمة مسئولة تعمل ضمن أجهزة الدولة في مراكز مهمة مالية تعب في الصفقات ،، وتسرق في الأموال المجنبة ،، وأرصدة الحسابات المخفية للعمليات السرية وشراء الذمم لمسئولين عديدين وجمعيات أرهاب بالعالم من أشباه رجال العهد السابق ،، وتستولى على العمولات الخيالية بأرقام فلكية بطرق غير منظورة ،، لأرزاق المجتمع ولا من يسأل أو يتساءل ... ويتهم ويحاكم ويعاقب عقاب صارم  وفي العلن ،، أمام الجماهير ،، حتى يكون عبرة للآخرين!
إننا مازلنا نعيش في فترة النشوة بالنصر ،، فرحى بأننا حطمنا الصنم ،، وأزلنا الرجس من على كاهل الوطن ،، وتخلصنا وتحررنا ،، ولكن نسينا ،، أو تقاسعنا عن متابعة المشوار الطويل الصعب ،، وننهض ونستعد للمواجهة والتحدي والصمود للمرحلة الصعبة ،، مابعد سقوط النظام للصنم ؟؟ حتى لا نضيع في دوائر وحلقات الوهم ونحن نعتقد إننا نسيطر على الأمور ،، ولدينا مخططات وخطط  مبنية على دراسات وعلم  ،، والواقع في نظري نحن مازلنا نتخبط ،، ندور في حلقات التسيب ،،، لدينا أحلام وحلول جميلة وأماني كبيرة وكثيرة ولكنها حبر على ورق لن تتحقق ؟؟ طالما أمورا كثيرة لم يبت في أمرها بنزاهة وشفافية ،، وحسم وقوة ،، فالشعب الليبي ينتظر ويتمنى ويحلم ،، ولكن إلى متى ،، سوف يصبر  ؟؟ .
الآن الدولة تسير ببطء وليس لها القبضة القوية الحديدية حتى تلجم البعض من ذوى الطموحات والأطماع عن الخروج عن المسارات المحددة للإصلاح ،، المهمة صعبة جداً تحتاج إلى حسم بالعدل والمساواة وليس بالكلام والخطابات ،، ليس بالوعود المعسولة  المطاطة  المرنة التي تطلق في بعض الأحيان جزافا بدون دراسة من المسئول دراسة وافية من المستشارين ،،، ولا تنفذ ،، مما أذهلت الكثيرين من المتابعين لمسيرة الوطن السياسية  وجعلت البعض يتمادون لآنهم شعروا بالضعف لدى الحكومة  ،، وهذه الأمور مع الوقت تترسب إلى القاع وتخلق أوحالا ومياها راكدة صعب إجتيازها ،،، إن لم يخلق لها مخارج بحيث تنساب أولاً بأول حتى تنظف وتستقيم ،، وهذه النظرية منذ قديم الأزل وسوف تظل إلى الأبد ،، فعندما يزيد الضغط عن الحد يولد الأنفجار القوي المدمر ،، وعندها لا نلوم إلا أنفسنا لأننا بتراخينا وعدم الحسم بقوة من حكومتنا ،،، سوف نصبح يوماً على قارعة الطريق لاجئين مطاردين ،،، أو بساحات المعارك نحارب من أجل البقاء .
أن الأمر إلى الآن بأيدينا ،، وأطلب بقوة من حكومتنا أن تحسم كثيراً من الأمور وتضع الأمور في نصابها بشفافية وعدل ومساواة ،، وأبعاد المحاسيب والطحالب عن شئون الدولة ،، والضرب بيد من حديد على  كل من يحاول ،، أو ثبتت عليه الخيانة للأمانة وتعدى على مال المجتمع وسرق تحت أية حيلة وبند ،، ونصيحتى ،، أن تسرع في الدفع للجماهير الجائعة لمستحقاتها المتأخرة حتى تهدأ النفوس بدل التعطيل ،، أن تحاسب المسئولين السابقين القابعون في السجون في محاكم علنية وعلى المرئيات ،، بدل التعتيم المستمر ،، والفضح لجميع الأمور حتى وأن كان البعض منها مؤلم ،، فلا نريد التحجج بالسرية ،، والأخذ بخواطر الدول الأصدقاء لحماية العملاء وعمل الصفقات فى الخفاء ،، ومع الوقت ينتسى الأمر ،، فلدينا الآن عدة مواضيع كبيرة تسع مجلدات ساخنة تحتاج الى دراسة وحسم وعزم وبت بسرعة حتى لا يستفحل الأمر وتزداد الهوة أتساع وعندها صعب الأتفاق ،،، والمصالحة الوطنية سوف تتعثر ولا تؤدى الى الغرض المطلوب ،، نظير رفض البعض من المكابرين بحجج لمصالح خاصة ،، بدلاً من النظر والإهتمام بالمصلحة العامة للجميع .
الذى أود قوله ، ضروري من الحسم وإشعار الجميع أن الدولة الفتية بعد النجاح والنصر قوية مرهوبة الجانب يحسب لها الحساب حتى يفرح المواطن والصديق ويخاف العدو والطابور الخامس من الملاحقة والقصاص ،، أولاة أمرها أقوياء بشرف ونزاهة وعدل ومساواة ،، وليسوا ضعفاء كما يتراءى للكثيرون الآن ،، ومطالبنا بسيطة عادلة  ،،، نريد العيش في ديمقراطية وحرية الرأي وإحترام الرأي الآخر بدون تشنج وغضب ،،،  ضمن تعاليم ديننا الأسلامي الحنيف ،، ضمن الشريعة المحمدية ،، ضمن الأصول والأخلاق الحميدة التي هي الأساس لأي مجتمع متحضر ،، لا نريد تطرف ولا عنف مستورد تحت أي ظرف ،، ولا نريد العيش في التخلف ،، ونرجع للخلف قرون عديدة ونحن لدينا عقول ولسنا جهلاء ،، ونحترم رأي  أي إنسان أو مجموعة ،، وعليهم طرح أفكارهم وأجنداتهم على الملأ  ،، أبناء الشعب بدون ترهيب وفرض ،، ونحن مستعدين للحوار بشفافية ،، فنحن مسلمون أخوة ،، مواطنون لهذه الأرض ،، جذورونا منها ،، ولنا  ولهم كامل الحق بأن نعيش معاً في وئام وسلام ،، ولا نعرض وطننا لمشاكل وحروب داخلية  نظير فرض أراء معينة ،، أم هيمنة دول من الخارج ،، فالآن العصر تغير وتقدم ،،، عصر العولمة ،، أصبح العالم صغير يعتمد على العقل والذكاء والإبداع والعيش في سلام مع الجميع بدون تطرف ،، حتى لا نوصف ونصنف بالإرهاب ونحارب من العالم ،، أو نهمش ونصبح بآخر الطابور ندفع ونقدم في الثمن الغالي ضمن حصار مفروض وقيود نحن السبب .
أن مواضيعا كثيرة ساخنة ،،، تحتاج إلى عناية ودراية وحسم وحزم حتى لا يتطور الأمر ،، لا يتحمل التأجيل كما يحدث الآن ،، ولا نطالب بمعجزات ،، وأنما نطالب بالحق وبضمير وشفافية ،،، لأننا نعرف المسيرة منذ بداياتها من اليوم الأول للثورة ،، فقد كان يجمعنا هدف واحد ،، الإزاحة بالظالم الصنم ،، والآن تحقق الحلم ،، ومطلوب بسرعة تقييم الوضع والعمل على الأهم قبل المهم وإلى آخر القائمة الطويلة التي لا تنتهي بسهولة نتيجة رواسب قديمة متراكمة خلال عهد أسود ،، ظلم وقهر وإرهاب وصرف المال في الفساد والإفساد ،، ولن تستطيع الحكومة  مهما كانت أن تعمل بمفردها من غير مساندة الشعب ،، وإستشارة النخب من حكماء وشيوخ عرف ،،،  أهل الحل والعقد ،،، فليست الشهادات العالية بدون تجارب على الواقع قادرة على الحكم السليم ،، لأن الخريج المتعلم أستاذ في موضوع محدد وليس ملم بالجميع ،، وكان الله عز وجل في عون المسئولين فهم بالمقدمة والصدارة يعانون ،، ولكن لكل شىء ثمن ،، فلا ختان من غير دم ،، ونحن نطلب منهم التحلي بالصبر ،،، والعمل الصادق  والعدل والمساواة والحسم والحزم هو الأساس ،، حتى لا نفشل ،، وتسرق الثورة المجيدة من الطحالب والطابور الخامس وبعض الزعامات الحديثة الوليدة البالية المهمشين  ،،، يعيشون الحلم نظير أمجاد الجدود المجاهدين السابقين الذين ليس لهم أي دور بالسابق والآن ،،، سواءا بالمعارضة أو الثورة ينتظرون فى الفرص للوثوب وتولى مركز القرار بدعم من طحالب محلية وقوى خفية ودول أجنبية ،، بفتاوي عديدة يصدقها السذج من عامة الشعب الغير عالمين بما يحاك من مؤمرات وراء الكواليس .
ونسوا وتناسوا أننا تعلمنا ،،، تعلمنا ،، تعلمنا أن لا نخدع من جديد ،، بخطابات رنانة ،، ووعود معسولة ،، من أشباه رجال ،،، عاشوا طوال الوقت في الظل وليس على الساحة الوطنية يصارعون الظلم والظالم ،،، ليس لهم العزم والحسم والمغامرة والقيادة غير إطلاق كلمات البركة  ،، يستغلون من قبل دهاة ،، أساطين في السياسة يحكمون الوطن عبرهم ،، كما كان بالسابق ،، فهل ياترى التاريخ يرجع للوراء ؟؟ وتتحقق المعجزة الآن في عصر العولمة ،، ونرجع للخلف ونتخلف ،،، إننى لا أدري ؟؟  وفي نظري والمعروف والمتعارف عليه ،،، فاقد الشىء غير قادر على العطاء ،، وقضيتنا قضية وطن ومصير أجيال ،،، ولن يتجزأ إلى دويلات أو ولايات كما يرغب البعض من الجهلة  لقاء حظوة وجاه مؤقت ،،، ومزايا  ومال حرام ،،، طالما نحن أحياء نرزق ،، وسوف نعمل بالروح والدم ونجاهد ونضحي لبقاء الوحدة وعدم التمزق ،، مهما كلف الأمر من تضحيات ،،، فليبيا دولة واحدة عاصمتها طرابلس الغرب ،، وسوف تكون مع الوقت  دولة عدل ومساواة  ،، ذات دستور وقانون ،، تلجم وتردع الظالم بالحق وتحمي الضعيف من الظلم ،،، سباقة للسلم والسلام ،، تطبق في الديمقراطية والإحترام لجميع البشر ضمن الأخلاق الحميدة ودين الإسلام ،،، أرادت الطحالب والقوى الخفية والمصالح الدولية ،، أم لا ....  والله الموفق .
 
                                                                     رجب المبروك زعطوط
 
                                                             درنة الصحابة - ليبيا  ٢٠١٢/١/١٨م

 

حتى لا ننسى


                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                           حتى لا ننسى 



              منذ كنت صغيراً كنت مولعا بالقراءة  والإطلاع  الكثير ،، حيث في فترة الصغر كانت لا توجد الإذاعات المرئية ولا الحاسوب ولا أي نوع من أنواع البرامج الإلكترونية التي موجودة الآن بكثرة والتي تجعل الشباب مشغولين طوال الوقت ،، كانت أيامنا في فترة المراهقة  أواخر الخمسينات وبدايات الستينات الجميلة التى ذكراها عاطرة لن تننتسى طالما جيلنا حى يرزق ،، فقد كانت البراءة والطهارة والطيبة مع الذكاء الفطري الحاد والسذاجة مجتمعة معا  متجانسة ،،، خليط مع بعض ،، مهما الإنسان  حاول أن يعدد ويتعمق لا يستطيع الفصل ولا الفهم ،، فقد كنا أجيال نقية وقتها ،،، لم يدخل الخبث والرغبة العارمة في الثراء والوصول لأعلى المراتب بدون وجه حق والحقد والحسد في أنفسنا بعد ،، كان تركيزنا في ذاك الوقت  كشباب على الإطلاع والقراءة بنهم ،، للمعرفة والعلم ،، راضون بالقليل للعيش بشرف وضمن قيم وكرامة ،، نتحلى بالأخلاق والتمسك بالدين الأسلامى الحنيف الذي هو أساس الحياة من أعماق الروح والقلب ،، نحلم بالوحدة العربية بأن تتحقق في أسرع وقت ،،، نصدق في التراهات والأكاذيب والتدجيل من سماع الخطابات العديدة الشبه أسبوعية والتي تستمر بالساعات بدون ملل من الزعيم الرئيس عبد الناصر من أذاعة صوت العرب  القاهرة  ومذيعها ( أحمد سعيد ) ذو الصوت الجهوري المؤثر في النفوس العطشى للرقى والسمو والوحدة العربية ،،،،والذي أثبتت الأيام أنه دجال مهرج  ،، ضيع الملايين من العرب بنشر الأكاذيب المغرضة وجعل من الحبة قباب بالتطبيل والتمجيد والدس والفتن على حكام العرب ،، حتى تنافر البعض مع البعض بدلاً من الوحدة والإتحاد .
وعندما دقت الساعة الحرجة وطبول الحرب دوت ،،، وأبتدأت المعركة  خسرنا الحرب سنة 1967م من أول ساعة ،، لأن قادتنا  لم يكونوا ذوى مسئولية وكفاءات قيادية ،، مخدوعين من الطحالب المتسلقين الحواريين من كبار القيادات والضباط ،، يعيشون الوهم والحلم بالعظمة ،،، مهرجين يسيرون فى تيار القوى الخفية بأردية وأقنعة وطنية ،، مازلنا حتى الآن كعرب من المحيط الى الخليج  ندفع فى الثمن ،، أليست بمأساة ؟؟.
وكان الكتاب أو القصة التي تصل إلى المكتبة ،، تتداولها الأيادى من شخص إلى آخر في مدينتنا الصغيرة  درنة ،، بحيث تقرأ من أول صفحة إلى آخرها من العديد من القراء ،، لأنه لم تكن تتوفر أماكن لشراء الكتب والقصص ،، الا من مكتبة واحدة وقتها صاحبها المرحوم الحاج فرج القهواجى الذى كان وطنيا يشجع فينا كطلبة على القراءة والإطلاع ،، ويعتبر فينا كأبنائه ويحفظ لنا  بعض الكتب من أن تباع حتى نأتى ونشتريها بعد النفاذ ،،  وكان المال عزيز جدا ،، ومعظم الطلبة القراء  فقراء لا يستطيعون الشراء ،، إلا من البعض الذين آباؤهم أثرياء يستطيعون إعطاء أبنائهم قروشا زهيدة للشراء ...
كانت تلك الأيام بدايات الإستقلال للوطن ،، وركزت الحكومة الليبية تركيزاً كبيراً على التعليم وقامت بمواردها البسيطة والميزانيات الهزيلة السنوية على أعظم خطوة تعتبر مأثرة وحسنة  للعهد الملكي السابق قدمتها للشعب وهي فتح المدارس في جميع الأماكن الآهلة من مدن وقرى ،، والجامعات  في بنغازي والعاصمة طرابلس ،، وتعاقدت مع دولة مصر ،، وأحضرت أساطين الأساتذة والمدرسين الذين كان لهم الفضل الكبير في تعليمنا ،، وبالأخص في ولاية برقة وقتها بالمنطقة الشرقية فقد كانت من قبل الكتاتيب منتشرة في جميع أنحاء الوطن وضمن ( النجوع ) للبادية تعلم الصغار قراءة وكتابة القرآن العظيم الكريم  ،، فقد  كان خريجوا الجامعات ممن يحملون الشهادات العلمية قليلين العدد وبالأخص أيام الإستقلال  24/12/1951م  لا يتعدون عدة أفراد على مستوى الدولة الليبية الناشئة من العدم ،،، وليس مثل الآن بالآلاف الخريجين ذوي الشهادات الجامعية ،، فقد حاول الأستعمار الأيطالى أبادة الشعب الليبى ومسحه من على خريطة شمال أفريقيا ،، بجميع الطرق الغير أنسانية ،،، الغير أخلاقية،، الغير شرعية ،، من تهجير ووضع مئات الآلاف فى المعسكرات  المطوقة بالأسلاك الشائكة  والحراسات القوية ليل نهار ،،، ( معتقلات العقيلة + مرادة ) شواهد فى الصحراء بدون  طعام ولا دواء ،، الا من القليل الذى يوزع عليهم كالبهائم  ،، والشنق المستمر لكل من يخالف ،، والقتل لكل من يقاوم من الثوار ،، والأعدام  للأسرى الجرحى فى مواقع المعارك  بدون  أية رحمة ،، وعشرات الضغوط القاسية والمآسى وسرقة وأحتلال الأراضى الخصبة ،،،  وأحلال المستعمرون القادمون بكثرة بهجرات منظمة من جزيرة صقلية مكانهم ،، حتى تضيع الهوية العربية الليبية وتذوب مع الوقت .
 هؤلاء المستعمرون لا يريدون ليبيا دولة عربية مسلمة ،،  كان مخططهم الأسود ضم ليبيا لأيطاليا بحيث تصبح الشاطىء الرابع حسب أطماعهم وطموحاتهم الأستعمارية ،،، وقاومهم الأجداد والآباء طوال سنوات الأغتصاب بالمتاح من الأسلحة المتوفرة وأقلقوهم وأثبتوا أن أرض ليبيا الوطن ،،، أرض ذات نار حامية يدافع عنها أبناؤها بالروح والدم ،، ضمن الكلمة المأثورة من شيخ المجاهدين عمر المختار،، أثناء الجهاد ،، عندما قال ( نحن شعب لا نستسلم ،، ننتصر أو نموت )  وهذه الكلمة لم تقال من فراغ وعدم ،، فالشعب الليبى صبور مستكين ولكن عندما يثور ،، لا يتوقف حتى ينتصر مهما كلف الأمر من تضحيات وثمن .
وكان حظنا كبيرا عندما أتحدت إيطاليا مع ألمانيا  ( المحور ) ،، ودخلت الحرب العالمية الثانية ضد الحلفاء وخسرت الحرب  ،، وتحررت ليبيا من جورهم ومخططاتهم ،، والدليل يوم الإستقلال كان الشعب الليبي على أمتداد ليبيا بطولها وعرضها ومساحتها الشاسعة لا يتعدى 750 ألف نسمة ،، وتجد الآن أفرادا  ليبيون طحالب  يدعون الزعامات وهم  عملاء بقصد أو بدون قصد لا يدرون ولا يعلمون  التوجيه المنظم المدبر من القوى الخفية  والمصالح الدولية يطبلون  لإيطاليا  تحت مسميات كثيرة نظير مصالح تافهة وتعويضات زهيدة ،، فتات ،،  ونسوا دماء الشهداء والجرحى والمعاقين والمهجرين ودمار وخراب الوطن من الحروب والمعارك السابقة ،، أليست بمأساة ؟
أنني أود القول ،، ضرورى من قيادتنا وأولاة أمرنا ،، وأبناء شعبنا أن يعرفوا ويتعلمون ويفهمون التاريخ  الليبي الصحيح الذي لوث ودنس وزور من قبل الكثيرين من أزلام الصنم بدون توثيق  صحيح ،، بل أعتمادا على ماقاله المستعمرون  والمحاباة لقبيلة وعائلة الطاغية ،، ففى نظرى المهمة صعبة ولكن الوصول ممكن بالبحث المتأنى بمصداقية لجمع مايمكن من تراث وأحداث حقيقية صادقة مهما طال الوقت ،، ووضع البرامج  السلسة  تدريجيا للطلبة أبتداءا من الصغار ،، ونهاية بالكبار ،، بالمدارس والمعاهد والجامعات  ضمن المناهج الدراسية  بدراسات علمية من أساطين الأساتذة الصادقون الذين يحبون الوطن  فى جميع مراحل التعليم ،، فنحن لنا حضارة وتاريخ يشرف ،، ولكن تم تهميشه فى عهد الصنم ،، بحيث يتخرج الطالب مستقبلا وهو ملم ألماما كاملا بماضى وطنه وماذا حدث بالسابق من محاسن ومآسى بتجرد وعدم محاباة وعنصرية جهوية ،، حتى يتعلم ويفهم ويفخر ،، كيف يستطيع أن يجابه بالحق وبالمنطق الآخرين ،، ويصارع الغير بشرف من أجل البقاء رافعا الرأس ،، لأن لديه حضارة وماضى مشرف وليس لقيط دخيل مثل الصنم الذى شاء القدر وحكمنا طيلة 42 عاما جميعها قهر وأرهاب ،، نظير أستسلامنا ونومنا فى سبات .
أننا الآن نمر فى عنق الزجاجة فمجلسنا الإنتقالى  وحكومتنا الموقرة ،، تجابه في صعاب شديدة ،، تتخبط نظير التساهل الشديد وعدم الحسم فى أمور كثيرة ،، تريد وترغب فى السلام والمصالحة الوطنية ونست أننا خارجون من حرب ضروس أستشهد وجرح فيها عشرات الألآف ،،، وخرجت على السطح عشرات الكتائب المسلحة من الثوار يحملون السلاح ،، جوعى للحرية ،، جوعى للمال ،، جوعى للنهوض والتقدم على أسس سليمة ،، جوعى للعمل وقبض الأجر بالعرق والكد ،،، وبعض قادتهم لديهم طموحات للوصول للسلطة وفرض أجندتهم بدعم من قوى خارجية وأياد خفية وراء الستار لمصالح شخصية ،،، مما جعلت الكثيرون يحاولون  التسلق والتحدى والمجابهة  فى سبيل الحصول على مكان فى المقدمة ،، ونسوا وتناسوا قوة جماهير الشعب المتنامية المخدرة الآن بفرحة زوال الصنم الطاغية ،، التى مازالت تعيش فى النشوة ،،  لو أفاقت بالمخططات القذرة التى تخطط وترسم من أيادى الشر ،، سوف تثور وتقلب السحر على السحرة وتصحح المسار .
 فنحن نساند المجلس الإنتقالى والحكومة  المؤقته ،،، بغض النظر عن بعض الأعضاء الطحالب أشباه الرجال ،،، الذين سوف يسقطون مع الزمن ،، نحن فى صف الشرفاء الأحرار من ذوى القرار ،،،  بكل القوة طالما هم على طريق الحق والصواب سائرون ،،  ونتجاوز عن بعض الأخطاء ،، لأنه لا يوجد كمال في أي عمل ،، وبالأخص فى تركة وطن به رواسب قذرة على مدى عقود ،،، ونطلب من الأحرار الشرفاء من جماهير الشعب ،،، الصبر وأعطاؤهم الفرص حتى يستجمعون الأنفاس ويعملون الكثير للمصلحة العامة التى سوف تعم بالخير والسعادة على الجميع مع الوقت .
 وتساؤلاتي للنفس ،، لماذا الشكوى ولم يمر على هلاك الطاغية الصنم 3 أشهر بعد ؟ وقد صبرنا عليه 42 عاماً طويلة ،، ولم نتذمر من نظامه كما يفعل الشعب الآن ؟
أن قولي هذا ليس عن إستجداء ولا ضعف ،، بل رجاء نابع من القلب والضمير ،، وبأمكاننا عمل الكثير ،، ولا أهدد ،، ولا أزايد ،، ولا أخاف من قول الحق  مواجهة ،، وعارف عن يقين أننى سوف ألاحق  من قوى كبيرة ،، محلية وأجنبية ،،،وسوف تضع العراقيل أمامى على قولى الصدق والحق ،، ونست أننى لا أخشى لومة لائم ،،، فأنا  مسلم عربى ليبى وطنى حر ،،  ولست بطامع لأى منصب وسلطة الا بالحق وعن طريق الترشيح وصناديق الأقتراع ،، حتى أجامل ،،، فالسياسة قذرة بجميع المعايير ،،، تحتاج الى دهاء وصبر للوصول للسلطة ،، ولكن لها محاذير فى حالة الأخطاء والكبرياء والظلم تؤدى الى السقوط ،،، ولكن همنا مصلحة الوطن وحمايته بالروح والدم من أن لا ينغمس فى أي نوع من أنواع  الفتن الشديدة التى تؤدي مع الوقت ونظير الجهل الى ما يحمد عقباه ،، ويتجزأ وطننا الحبيب الى دويلات ومقاطعات ،، فدول كثيرة جاهزة للقفز والوثوب علينا ،، بحجج واهيه ،، نظير حماية مصالحها ،، ونحن نريد ونرغب أصلاح وطننا بأنفسنا  ومن ذاتنا وبقدراتنا ،، فعندنا الكفاءات العالية ،،، نريد  إحترام الآخرين وأن نتعايش مع الجميع من فئات الشعب ،، ضمن وحدة وطنية ،، نحترم فيها الأنسان كأنسان ،، نحترم البشر ،، نحترم الأديان  السماوية والشعائر الدينية الروحية والهويات ضمن دستور شامل كامل  جيد ،،، يكفل جميع الحريات ضمن عدل ومساواة بين الجميع ،، والله الموفق .
                                                            رجب المبروك زعطوط
                                                                                      
                                                       بنغازى الشرارة ٢٠١٢/١/١٥م