بسم الله الرحمن الرحيم
المصير
الحراك السياسي يعم ويدور في جميع الأوساط المهتمة بقوة في هذه الأيام العصيبة من عمر الوطن ،، فالوقت مهم والجدال مستمر بين كثير من الزعامات الوطنية والتي تدعى الزعامة والرجال الصادقين الأحرار الشرفاء وأشباه الرجال والجميع يدورون في حلقات مفرغة للآن لم يصلوا لنتيجة تذكر ،، وتحاك الدسائس والمؤمرات بمساندة القوى الخفية والمصالح الدولية مع البعض من الطابور الخامس الرابض يتحينون في الفرص للإنقضاض على الوطن وحكمه من جديد ،، والكثيرون من الطحالب يحاولون شحذ الهمم والوصول للقمة والسلطة بأي ثمن ،، والمظاهرات العديدة تنطلق في عديد من المدن ،، جميعها تطالب بمقولات وطنية الغث والسمين ،، البعض منها وراؤها شرفاء يحبون الوطن ،، والباقي عبارة عن تجمعات وشرائح تريد أن تظهر على الساحة والحصول على الشهرة بأي ثمن ،،، والبعض من المسؤولين يتساقطون مثل ورق أشجار الخريف عندما تهب عليها الرياح العاصفة ،، رياح الغضب ،، عاجزين غير قادرين على التحدي والصمود في المسيرة حتى آخر رمق ،، بل نفوسهم ضعيفة وخلفياتهم طحالب يسعون للشهرة والظهور ولو على حساب دماء الشهداء ،، وبالتالي يستقيلون حفاظاً على ماء الوجه من الهوان ،،، لا يريدهم الشعب تحت أي ظرف ،،، والمحصلة النهائية الجميع يطالبون بنهوض الوطن والتقدم والإزدهار ،، ولكن كل فئة ومجموعة أو شريحة حسب هواهم .
و جميع الخيارات مطروحة في السوق ،، نطلب من الله عز وجل ،، تهدئة النفوس والوصول للأصلح جماعة ،، ويتم رسم الخريطة السياسية بطرق علمية ديمقراطية لوطننا ليبيا على الحق لأجيال المستقبل ،، حتى لا تتعب... مثل ماحدث لنا من مد وجزر طوال عهدين الملكي الزاهر والإنقلاب الأسود ،،، الذي ضيع المبادىء والأخلاق طوال حكم إرهاب إستمر 42 عاماً جميعها قهر وظلم .
والمجلس الإنتقالي يعوم في بركة أوحال وترسبات سنين عديدة من الزمن ،، تركة العهد السابق العفنة التي تحتاج إلى وقت طويل لبناء الإنسان المتحضر وتوعيته سياسياً ،، حتى يستطيع أن يتنفس الحرية في أبدع معانيها ويتخلص من عقدة الخوف ،، وتبتر للأبد وتلغى من قاموس الحكم إدارات المخابرات والأمن الداخلي والخارجي من خريطة الوطن ،، ووضع الأسس السليمة والطرق الحديثة لبناء دولة قانون وعدل ومساواة ،،، دولة ديمقراطية أساسها إحترام الرأي والرأي الآخر ،،، وتبادل السلطة عن طريق الترشيح والإقتراع ،، في سلام وأمن وأمان بدل من الإحتكام للدبابات والسلاح ،، والقفز على السلطة بالقوة ،، والتحكم في الرقاب من مجانين كما حدث بالسابق أيام عهد الصنم ،، الذي سقط وتحطم إلى غير رجعة .
المجلسين الآن بهما البعض من أشباه الرجال الذين ليست لهم خبرات في الحكم والقيادة وفي غفلة من الزمن شاء القدر ووصلوا للمراكز وهم لا يمثلون الشعب الحقيقي بل أنفسهم والعامة والغوغاء نظير الدفع بهم للمقدمة في ساعات الغفلة والحرجة ،، أو نظير صداقات ومعارف شخصية ،، لا يصلحون للعمل القيادي ،،، بهم كثير من النقص ،، أهمها قوة الشخصية والخبرات التي هي الأساس لأي نجاح ،، والسبب المهم الآخر تقاسع الشرفاء عن التقدم والظهور للعلن نظير حسابات خاطئة ،، مما تركوا الساحة خالية للأدعياء يعملون كما يشاؤون ،، وزادت نفوسهم كبر عندما وجدوا أنفسهم في المقدمة ،، ووصلوا للشهرة بأسم الوطن ،،، والطحالب تؤيدهم وتناصرهم على الخطأ نظير الحصول على بعض الخيرات والميزات التافهة التي لن تستمر طوال الوقت بل تضع الدولة والشعب على حافة التخلف والتقهقر نظير التصرفات العشوائية والخطأ المتكرر ،، وممكن للفوضى أن تعم ،، وعندها لن نصبر ؟؟ ونحن أحياء نرزق ،، نشاهد ثمرة النصر تسرق من أدعياء وطحالب ،،، وسوف نقوم بالتغيير مهما كلف الأمر من تضحيات ،، حتى يستتب الأمن وتأخذ الأمور مسارها الطبيعي ،،، ويسعد الشعب أن بالوطن رجال شرفاء يريدون المصلحة العامة ،،عيون ساهرة ،، تراقب الأحداث من أن لا تضييع وسط سماسرة القضية التي من أجلها ضحينا بالروح والدم .
الحكومة الإنتقالية تحاول جاهدة الحفاظ على زمام الأمور حتى لا تفلت عن الحد ،، ولكن بدون تقدم ملموس باليد ،، والخطر مازال قائم ،، طالماً لم تصل لحلول سريعة ترضى الشعب وتقطع ألسنة المغرضين والطحالب والطابور الخامس من الدس والخبث ،، ونصيحتى اليوم قبل الغد ،، تعويم السوق بالمال حتى الغرق ،، وعرض مشاريع الصيانة والبناء في جميع المدن ،،، حتى تدور العجلة للأمام ويعمل الجميع ولا يجدون وقت للفراغ وتسقط الأخبار ،، وتقديم الخونة رموز النظام السايق المسجونين حالياً إلى العدالة ،، وتتم محاكماتهم في العلن وعلى الشاشات المرئية بالحق وبشفافية حتى يمتص الغضب لدى الجماهير وتهدأ النفوس ويهتمون بأنفسهم ،،، ولا يجد المغرضون والطابور الخامس وأدعياء الثوار وأشباه الرجال أرضاً خصبة لدسهم وبث الفتن ،، وتبعد الأنظار إلى إتجاهات أخرى ،، ويتركون ملاحقة المسئولين والقيل والقال ،، والإستماع للشائعات التي تبث بسموم الفرقة بين الشرائح المختلفة من أبناء الشعب .
على الشعب أن يساند المجلس الإنتقالي ،، بقوة إذا أراد للمسيرة أن تستمر للأحسن ،، وبالأخص مساندة وتأييد المستشار مصطفى عبد الجليل صديقي الذي أكن له كل التقدير والإحترام ،،، وأقول كان الله عزوجل في عونه طوال الوقت فقد تقدم وضحى بنفسه من أول لحظة في الثورة من أجل مباديء خيرة نيرة ،، وأهداف نبيلة ،، وبتوفيق المولى تعالى تم التحرير والنصر ،، بجهود الجميع من أبناء الشعب الشرفاء الأحرار الذين لديهم غيرة على الوطن ،، ويكرهون نظام الصنم من أعماق الروح والقلب ،، وأطلب من الجميع مساندته بالحق طالما هو على طريق الحق ،، وأن تتجاوزوا عن بعض الأخطاء التي حدثت بدون قصد ،، فلا يمكن أي عمل أن يتقدم بدون أخطاء ،، وأن تعذروا المجلس الإنتقالي والحكومة عن أي تقصير حدث ،، فالتركة عفنة بجميع المقاييس ،، وهذه المرحلة صعبة ولها عدة محاذير تحتاج إلى رجال دهاة ،، وصبر وكثير من الوقت حتى نستطيع أن نضع أرجلنا على الطريق الصحيح ،، ولا نستعجل ،، ولا نضغط كثيراً ،، فبراءة وطهارة هذا الرجل سوف تعشم فينا لو زدنا على الحد ،، وقدم إستقالته وتخلى عن مسئولياته ،، عندها المصائب سوف تتوالى بلا عدد ولن يصفى الوطن ،، فهذا الرجل المؤمن الطيب رمز الوطن ،، عليه أجمع الجميع بالحب والولاء والطاعة من أول يوم بالثورة ،،، فدعوه يعمل وساندوه حتى آخر لحظة ،، حتى ينجح ،، وتنجح الثورة وتنتصر ،، فنجاح زعامتنا القوى تدل على قوتنا وإننا أحسنا الإختيار ،، فمثل هذا الرجل في سوق الوطن السياسي ضنين ،، لأنه مؤمن وطيب ولا يختلف عليه أي مواطن ،، إلا المجرم الذي يشاكس ويتآمر مع الطابور الخامس بقصد أو بدون قصد ،،، يريد ويرغب الدمار والخراب للوطن .
لأن كل زعيم أو مدعي الزعامة ،،، يريد أن يكون بالمقدمة ويحوز على الشهرة ،، ويبدأ القيل والقال ،، وتبدأ المهاترات والمناوشات ،، ويفلت الأمن ،، وتتوقف المصالح لدى الشعب ،، وتجد القوى الخفية والمصالح الدولية آذاناً صاغية للبعض من التافهين ،،، تساندهم على الخطأ لمآرب وسياسات أخرى لمصالحها ،، وبالتالي تدور الدوائر السوداء ونحن أبناء الشعب الأحرار الأبرياء سوف ندفع ونقدم الثمن الغالي نظير التصحيح للمسار ،، والذي علمه عند الله عز وجل الذي يعرف النهاية ؟؟ والشعب الليبي لا يعجبه العجب بين مادح وقادح يحتاج إلى وقت طويل حتى يرسى على البر الأمين ،، وعندها يبدأ يفكر ،، ويتأسف على المخالطات وأنه أخطأ ،، ولكن بعد أن يضرب الفأس الرأس .
حسب ماسمعت حديثاً ولست متأكداً هل هو صادر من الصنم أو من غيره مسنود له عبارة عن إشاعات من البعض لتتداول في السوق المتعطش للأخبار ،،، إنني لا أعلم ولكن بودي ذكره فهى كلمات وإعتراف خطير يصدر من ظالم حقير ،، يقول فيه القذافي عندما إشتد عليه الحصار من قوات الثوار في سرت وأصبح قاب قوسين من الهلاك ،، ل ( لقد أغنيت القرود ،، وجوعت الأسود ) ،، وإن دل هذا الحديث فإنما يدل على تفاهة رأس النظام السابق الذي حكمنا بالحديد والنار والإرهاب طوال سنين وهو ضعيف خاوي أجوف ،،، ونسى هذا المعتوه أن الأرزاق بيد الخالق ملك الملوك يهبها لمن يشاء من عباده ،،، وليس هو الذي إدعى الألوهية ،، وقبل نعته بصفة ملك الملوك لأفريقيا وهو صعلوك حقير ،،، ونحن كشعب ،،، ماذا نتوقع من إنسان جاهل ،،، غير التراهات والأكاذيب والوعود المعسولة ،، التي لا تؤدي إلى نتائج فعالة ملموسة ،، بل في النهاية أدت إلى سقوطه وتحطيمه ،، ودخل مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها ،، وسوف يلعنه الجميع الآن الأجيال الحاضرة والقادمة ،،، إلى ماشاء الله ،، دنيا وآخرة .
أخيراً أود القول لأبناء الشعب أن يهتموا بالوطن ولا يتناحروا من أجل سلطة وجاه زائل ،، ويضعون نصب أعينهم ،، أننا شعب ضحى بالغالي والنفيس ،، بالأرواح والدم ،، من أجل أهداف خيرة ومبادىء جيدة ،، وعليهم المحافظة بقوة على مكاسب الثورة ،، فهي مسئولية تاريخية أدبية على أعتاقهم لخدمة وحماية الوطن ،، وسوف تخلد ذكراهم الأجيال القادمة ،، إذا وضعوا الأسس السليمة لبناء الوطن ،، أو تلعنهم على أية مصائب تلحق نظير الصراع القائم للحصول على مكاسب شخصية وقتية وينسوا الأهم ،، وعليهم الخيار حتى ينجحوا ويفوزوا دنيا وآخرة .. اللهم أني بلغت ،، اللهم أني بلغت ، والله الموفق.
رجب المبروك زعطوط
درنة ليبيا ٢٠١٢/١/٢١م
No comments:
Post a Comment