Sunday, November 27, 2016

خواطر عامة 18

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 6 )


                   سبحانك رب العالمين الأحزان في الوطن العربي مستمرة مثل النار المستعرة إشتعالا تحرق هشيم القش والتبن اليابس نظير الأخطاء العديدة و رغبة الشعوب الغافلة  في التغيير نظير إنعدام الحريات والعدل ...  لا يعرفون من التمرد والثورات غير خراب البيوت....   ويؤسفني القول من أعماق النفس الحزينة لأننا جربنا الويل وحكم العسكر، أنها لن تتوقف بسرعة طالما الحكم بيد حاكم واحد كما يشاء بدون شورى ( ديمقراطية ) تحتاج هذه النيران إلى وقت طويل ، إلى ماشاء الله تعالى من وقت ،  عسى أن تهدأ وتتوقف عن الإشتعال...  لأنها تهمد في مكان وتتوقف لفترة وجيزة وتشتعل بقوة في أماكن أخرى مما جعلت الأمة العربية الاسلامية تعاني من الويلات والأزمات والمحن طوال الوقت بدون سلام و لا إستقرار حتى تتحضر وتسمو عن السفاسف وتحترم وتقدر ملوكها ورؤسائها وتهتم بحالها وشؤونها وتبدع في العمل والإنتاج حتى ترتاح وتسعد شعوبها بالسلام والأمن والأمان ضمن الدستور والقانون العادل الذي   يطبق على الجميع الحاكم والمحكوم .

                       ومن الأسباب الرئيسية في السقوط والكبوة الطويلة التي أخذت منا قرونا عديدة حتى نفيق من السبات والنوم الذي فرضناه على أنفسنا بأنفسنا لأننا حدنا وتركنا الطريق السوي عن الحق بالجهل والإتكالية على الغير واللوم الغير مبرر ولا صادق على الآخرين في بعض الأمور المعقدة التي قام بها أولاة أمورنا السابقين أصحاب القرار بقصد وعلم أم بجهالة بدون قصد...  يخدعون  أنفسهم بترديد المبررات الكثيرة التي من وجهة نظرهم يعتقدون أنها صحيحة لتغطية الأخطاء والآثام مما رسخت في الأذهان ، من كثرة الترديد وأصبح الباطل حقيقة وصواب ونتجت عنه العواقب الضارة ... والبعض من الشعوب العربية  لازالت  تدفع و تقدم  ثمنها الغالي من رمي الغسيل القذر و الأخطاء القاتلة على الغير من الخصوم بدون مصداقية وتمريرها حتى لا يضيع ماء الوجه وتهتز الصورة في مصداقياتهم أمام الشعوب المتعطشة للتقدم للقمة للإستهلاك المحلي والظهور بالبطولات الزائفة التي بدون أساس....

                    للأسف أصحاب القرار وذوي الفكر والفهم والمعرفة من الأتباع مناصريهم في الحكم مهما كانت مناصبهم عالية ومطلعين على الكثير من الأمور الخاطئة القاتلة ليست لديهم الشجاعة الأدبية و لا قوة الشخصية لمواجهة الحاكم بأنه مخطئ عسى أن يستقيم ويعتدل ويعدل ولا يتمادى  في ظلمه لرعاياه الأبرياء ،  والإعتراف بالجهل والعجز لأبناء الشعب عن تمييز الكثير منها بمنطلق العصر الآن في وقتنا الحاضر حتى نستطيع مواكبة الشعوب المتقدمة حيث كل شئ تغير عن ما كنا نعرفه وتعودنا عليه بالماضي منذ الصغر...

                     الآن تغيرت صور وأشكال الحياة بسرعة عن الماضي حيث نعيش في عصر العولمة سرعة الإتصالات والمواصلات والكثير من الأشياء والمعلومات العامة التي تحدث يوميا معروفة يسمعها الداني والقاصي بسرعة سواءا عن طريق الإتصالات الهاتفية أو من وسائل الإعلام المبرمجة للنشر ، إلا من البعض المهمة المصيرية تبقى في قمة السرية  وبالأخص التي تتعلق بأمن الدولة  و محظور نشرها ضمن الإعلام إذا تمت معرفتها من البعض الغير مخولين بالإطلاع، إلا بعد مرور المدة القانونية ثلاثون عام أو أكثر حتى تتقادم مع الزمن ومعظم أبطالها ذوي الأدوار الشريرة والخسيسة يكونون موتى في القبور أشلاء...

                    والباقي الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع الجهات المسؤولة تغض النظر عنها لخدمة سياسات وأغراض معينة وتحقيق مصالحها بتوجيه نظر الجماهير إلى الزوايا والأهداف الأخرى المطلوب دسها حتى تظهر للعلن،  مما تصبح سبقا صحفيا إعلاميا يتنافس عليه الصحفيون  يظهر  يوما ما بطريقة أو بأخرى في وسائل الإعلام العديدة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث ننام على مشاهدة القنوات العديدة المرئية ونقرأ الأخبار ومايحدث في الفيس بوك و التويتر والصحف وغيرها من الوسائل الحديثة العديدة و نستيقظ وننهض من النوم ونفس العملية تتكرر يوميا وتستمر تلقائيا بدقة كالحاسوب ... مما تبلد الفكر والذهن عن أشياءا كثيرة عن عدم الإطلاع عليها ومعرفتها وفهمها بسرعة وأصبح الإعتماد قويا على الآلات ووسائل التقنية الحديثة للعيش الآن ...

                   الدلائل كثيرة لذكرها وكم من مئات الأخطاء القاتلة ارتكبت من بعض أصحاب القرار ليست بسوء نية وعن قصد مبيت مسبقا ولكن الجهل والغرور والإندفاع في إتخاذ القرار بسرعة بدون مشاورات متأنية مع أهل الرأي والشورى الوطنين للنظر في المحاسن والأخطاء والدراسة من جميع الخلفيات بتأني قبل البت في الأمور المصيرية التي تهم الجميع ... والجهل العام عن معرفة مجريات الأمور في الخفاء ومايحاك من دسائس من الخصوم المحليين والقوى الخفية الخارجية للأمة هو المصيبة الكبرى في  سقوط الذين زينوا الأمور في قوالب حسنة جيدة ضمن مخططات شريرة عديدة  لها أبعاد ضارة كثيرة مما أصبحت أفخاخ وشراك قاتلة ووقع فيها أولاة أمورنا بسهولة مثل العميان بدون دليل يقود إلى الطرق السليمة ، مما ضعنا وراءهم ودفعنا الثمن الغالي الذي يصعب تعويضه بسرعة مهما كانت الإمكانيات متوفرة...

                     سقوط آلاف الشهداء  و المعاناة للآلاف من الجرحى والمعاقين وضياع الوقت الثمين والأموال الرهيبة لسنوات كثيرة من أعمارنا حتى عرفنا الأخطاء وحاولنا الإصلاح ولكن للأسف الفأس ضرب الرأس ويحتاج إلى وقت طويل في العلاج ومحاولة الإصلاح بطرق علمية بجميع الوسائل تتماشى مع عصرنا الحاضر عسى أن يتم الشفاء والنماء ، وننهض من جديد ونتقدم...

                  إنني أحد المواطنين من هذه الأمة العظيمة العربية الإسلامية التي حباها الله تعالى وذكرها بأنها أمة وسط جمعت الأمور الروحية الدينية في هداية الجميع من الإنس والجان والملائكة، معظم الأنبياء والرسل أتو ا منها ويمتون لها، رسولها ونبيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، آخرهم وخاتمهم ، ووهبنا وأعطانا الثروات الخيالية من جميع الأشياء الدنيوية من الموقع الحسن والطقس المعتدل ضمن أربعة فصول السنة في كثير من الاوطان العربية وغيرها من الحسنات والثروات والمعادن الطبيعية التي إكتشفت وأصبحت في متناول اليد وأخريات لم تخطر على البال وتكتشف في عصرنا الحاضر مازالت غائبة بمقاييس علمنا الآن حتى يأتي يوما أوانها ودورها حسب مرور الزمن، حيث لكل موضوع أوان ووقت حتى يكتشف و يتحقق ...

                          المفروض أن نكون في القمة والمقدمة لو كانت القلوب طاهرة والنفوس بريئة من غير تسلط رجس الشيطان الرجيم على النفوس من الحقد والحسد والطمع وإلإتكالية على الغير ، والتناحر على السلطة وكل طرف يدعي أنه الأصلح نظير الجهل ...  مما أصبحنا بالمؤخرة وسبقتنا الكثير من الأمم والشعوب الأخرى ، و بقينا نتباكى على أمجاد الماضي التي حققها الأجداد ايام العصر الذهبي لظهور دين الإسلام منذ حوالي أربعة عشرة قرنا مضت من الزمن عبر التاريخ ...  وأصبحنا ندور في المتاهات الكثيرة التي ليست لها أبواب للخروج والنجاة من غير تحصيل العلم و تحكيم العقل والقضاء على الجهل والعمل الصالح الصادق بضمير للسلام والأمن والأمان مع الجميع ضمن الدراسات المستفيضة للصالح العام عسى أن ننال المغفرة والرحمة ونوفق من الله تعالى وننهض من السبات العميق ...

                          لا أريد كتابة الكثير من الأدلة والبراهين على مآسينا في ليبيا الجريحة من الإتكالية والغرور والتناحر وذكر الأسماء بصراحة حتى لا أجرح شعور الكثيرين من أولاة الامر وأصحاب القرار الأحياء على الأخطاء القاتلة وعن البعض من التصرفات القذرة عن جهالة وبيع الوطن بأبخس الأسعار للغير والتي ندفع  ثمنها كل يوم من سعادتنا وهنائنا وجعلتنا غرقى في مستنقعات الرمال المتحركة إلى الذقون نظير إنعدام  الرؤيا الواضحة و سوء فهم الأبعاد وما يترتب عليها من مشاكل وأحقاد التي الشعب البرئ الآن عند ذكرهم لن يرحمهم والتاريخ غدا سوف يذكرهم باللعنات والمساوئ  حيث لم يقدموا أي عمل جاد بالضمير للصالح العام ... همهم الجشع وتحقيق المصالح الخاصة والجهوية وتسمين الحسابات بالخارج من أموال المجتمع ... والموتى في ذمة الله تعالى الذي يحاسب عن كل ذرة خير بالجزاء الحسن ويعاقب عن الشر بالعدل ولا نستطيع عمل أي شئ لهم غير طلب الرحمة، وأن نتعلم من الدروس حتى نفيق من النوم ولا نخطأ مرات أخرى ...

                    الإتكالية أحد أمراض العصر الحاضر التي يصعب الشفاء منها طالما النفوس غير طاهرة،  تحتاج إلى عمل الكثير والرجوع إلى تعاليم السماء القرآن الكريم العظيم للحكم و ليست دساتير البشر المخلوقين مهما كان لديهم الذكاء والمعرفة لهم حدود يتوقفوا عندها ولا يستطيعوا الإستمرار، التعاليم الإلاهية صالحة لكل زمان ومكان... تحتاج إلى التأويل والتفسير والشرح الوافي حسب متطلبات العصر الآن بدون تعصب ولا تزمت وجهل مثل ما يحدث الآن من الخوارج المرتدين وتحصيل العلم النافع وإقامة العدل والحكم بالديمقراطية و ووضع الرجل المناسب في الموقع الصحيح المناسب عن طريق الإقتراع الحر صناديق الإنتخابات حتى مع مرور الوقت وظهور الأجيال الجديدة المثقفة من النشأ تصبح لنا قيمة معنوية وكوادر جديدة يعتمد عليها في تسيير أمور الدولة بالحق والصدق بدون جهل وإتكالية، كما يحدث الآن للأسف الكبير على السطح والواقع المرير بالوطن ليبيا هو حكم عصابات وقطاع طرق بالأساليب الحديثة عن تهور وغرور وفرض وإكراه الأمور خاصتهم من القتل والخطف ونهب للمال العام الحرام بجميع الوسائل الغير مشروعة ولا قانونية... ناسين ومتناسين يوما آتيا عن قريب أم بعيد العقاب الشديد من رب العالمين بالدنيا و الآخرة تصديقا لقوله تعالى في سورة البقرة "لهم في الدنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم"... والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

Friday, November 25, 2016

خواطر عامة 17

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 5 )


             سبحانك رب العالمين،  يؤلمني حال الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، في الوقت الحاضر، من السقوط الغير طبيعي في حفر الوحل وحلقات المتاهات التي بدون أبواب للخروج والنجاة والصراع الشرس بين الخير والشر في نفوس المواطنين...  الشعوب العديدة متعطشة للنهوض من الأزمات وإرجاع الأمجاد ونحن لدينا جميع الإمكانيات الروحية والمادية على مقاومة صعاب الحياة والعيش في القمة في سرور سعداء، ونستطيع بالعمل الجاد وراحة الضمير الإبداع والإنتاج لو توفر لدينا السلام والأمن والأمان وبالأخص في مسقط الرأس ، ليبيا الحبيبة ، التي كانت جنة من الجنان بالماضي القريب ، بدون خبث ولا قتال و لا جرائم شنيعة ولا سرقات و لا نهب للمال العام مثل حال اليوم ...  كانت بها الوداعة والطيبة إلى حد السذاجة ، و كان الأمن والأمان  متوفران  والقلوب عامرة بالرحمة  والعطف على الفقير المحتاج والغريب لا يجوع فيها مهما بلغ به الحال من البؤس والإحتياج  ، حيث كان هناك الإحترام والتقدير للإنسان كبشر  وكرامته لا تهان مثل مايحدث في بعض الدول العربية  الأخرى الغنية الذين أصابهم الصلف والغرور بقوة نظير وفرة المال بدون جهد ولا عرق، ولم يجربوا المذلة والإحتياج...

                      يؤسفني التجريح فليس من طبعي ولا سلوكي الخبث والدس ولكن آليت على النفس قول ونشر الحقيقة المرة عن المعاملات السيئة للوافدين الذين جار بهم الزمن محتاجين للعمل بأي وسيلة حتى يسدوا أفواه عائلاتهم و أولادهم الجياع بلقمة الحلال ويعملون بالجهد والعرق في أصعب الأحوال الجوية ، في الطقس الحار الذي لا يطاق وبالأخص العمل في الهواء الطلق تحت الشمس  في التشييد والعمران والبناء بدون تبريد للهواء الساخن الذي و كأنه  أحد أبواب جهنم قد فتح على مصراعيه!  وهذا هو الواقع المرير المؤلم ولا أستطيع المجاملة والنفاق خوفا أم طمعا في جاه أو مال وأنا عالما وعارفا سوء الحال والمعاناة كما سمعت وشاهدت بأم العين المعاملة السيئة لليد العاملة من الدول الفقيرة الذين جار عليهم الزمن و هم محتاجون....

                            الحياة مستمرة إلى ماشاء الله تعالى من وقت ولا يدوم الحال مدة طويلة على نفس المنوال، وهذه الأمور التي تحدث والقسوة العارمة بالقلوب على الضعفاء عبارة عن  دروس وإمتحانات من الله تعالى للفرز بين الصالح والطالح، عسى يوما الأشرار يتراجعون عن فعل الشر ويتوقفون عن الإهانات وبذاءة اللسان ويحكمون الضمير ويحافظون على النعم الجزيلة التي حباهم بها الخالق الجواد الوهاب من خلال معاملات الآخرين الضعاف حتى لا يصابون بلعنة إلاهية وتزول يوما من الأيام ...   إذا لم تصان ويحافظ عليها بالحمد والشكر للرب عز وجل كما تم الذكر بالقرآن الوعد الإلاهي (وإن شكرتم لأزيدنكم ) والعمل الجاد الطيب والمعاملة الحسنة للجميع من المخلوقات عن قناعة ورضاء من أعماق النفوس بصدق بدون غرور و لا تكبر حتى يزداد رضاؤه على الحمد والشكر والعمل الطيب والخير يعم إلى ماشاء من وقت في علم الغيب لوح القدر...
                         وليس مثل ماحدث ويحدث الآن في وطني ليبيا الحال المؤسف الشديد والعيش في الهرج والمرج والأعناق تحت سيف الإرهاب المسلط من الخوارج المرتدين و الدم والقتل في وضح النهار لسيء الحظ بدون عدل ولا قانون، حيث نحن شعب عنيف  شرس عندما ينطلق من القيود لا يتوقف ولا يخاف إلا من قوة القانون والعقاب الصارم في العلن بسرعة ولا يعرف العمل بأنصاف الحلول ويدعوا للسلام، دائماً يظهر على السطح الجديد من الأمور الغريبة ضمن مقاييس الحياة المتجددة الغير معقول فهمها وإستيعابها بسهولة ، ويقوم نظير العواطف الجياشة بدون المراجعة والتأني ويصدر الأحكام بقسوة وتزمت وتعنت وعنف سواءا في الخير أم الشر والذي لا يصدق في الكثير من الأحيان والحالات لدى البعض المتابعين الباحثين كثرة التجاوزات الضارة حسب المقولة التاريخية الخالدة التي قالها الفيلسوف اليوناني ( هيرودوت ) منذ ثلاثة آلاف عام مضت عبر التاريخ عندما زار مدينة قوريني بالشرق ( شحات ) واعجب بها وقتها من التقدم والإزدهار وذكر قائلا بإعجاب ودهشة "من ليبيا يأتي الجديد" حيث وطن غني بالموقع الجيد والطقس المتوسطي المعتدل في الفصول الأربعة وثري ثراءا فاحشا من كثرة العطايا والهبات الإلاهية من جميع الخيرات التي تفوق الحد في الإحصاء والعد لو إستغلت الإستغلال الجيد لأصبحنا بالقمة مميزين مع الآخرين العمالقة....

                        الآن بسبب سوء الإدارة والتدبير والجهل المسيطر على النفوس والتناحر على السلطة للوصول والبقاء بالقوة على القمة للبعض بدون إنتخابات حرة، المواطنين  يعانون من مصائب ومصاعب حياتية عديدة والأحزان توالت وكثرت على جميع المستويات من عشرات الأشياء المؤلمة والمريرة والتي لا أريد الكتابة عنها وترديدها من كثرتها ومعروفة للجميع وبالاخص لأبناء الشعب والوافدين للعمل ، الذين يعيشون في مسرح الأحداث ويشاهدون يوميا ويلات ومآسي و يعانون  من المشاكل والمحن والنقص في الكثير من المواد الأساسية الحياتية للعيش بسبب الغلاء وندرتها في الأسواق وبالأخص الدواء وغياب تيار الكهرباء بالساعات وعدم توفر السيولة والصرف للعملات الورقية مهما كان لدى المواطن من حسابات وأرصدة تغطي الطلب والسحب في جميع المصارف بالدولة لغياب ونقص السيولة... يشاهدون وغرقى في المحن والمعاناة اليومية رأي العين وصابرين على توالي  المآسي، غير قادرين على التمرد والثورة من جديد على الأوضاع السيئة حيث لا دم حارا مثل السابق يجري في العروق والشرايين! جف من كثرة المصائب والمآسي والمحن مما أصبحوا موتى بلا قبور وشواهد وهم أحياءا يرزقون يعيشون في صبر عظيم ويقنعون أنفسهم  آملين أن يحل الفرج يوما قريبا من الله تعالى...

                        وبالخارج الألم مستمرا والجروح تنزف دماء الأسى لدى المواطنين الوطنين الغرباء في أوطان الآخرين الذين جار بهم الزمان وإضطروا للعيش في المنفى بإختياراتهم نظير الحفاظ على الحياة وأسرهم وأولادهم من الضياع في وطن غاب عنه الضمير والأخلاق الحميدة يعاني وصابرا على المحن والمعاناة...   يتابعون الاحداث يوميا وما يحدث من متاهات ومهاترات فيه بوسائل التقنية العديدة ، يعيشون بالأجساد في الغربة بلا طعم ولا لذة ولا فرحة   والأرواح سئمت و تدعوا وتطلب النجاة للجميع والعودة للوطن في أسرع مدة كانت!!!   والعقول هائمة حيارى بالوطن ، حيث معظم الجميع بالداخل يعانون شظف العيش بدون راحة ويعيشون في حالات الرعب والخوف من القتل  والإغتيالات والخطف مما كثرت الأمراض من الحالات النفسية والتوتر وتناول الطعام الفاسد بدون شعور ولا معرفة و لا فهم حيث إنتهت صلاحياته للإستعمال البشري ويباع في الأسواق من غير رقابة قوية... يضاف إلى ذلك شرب المياه الملوثة بالإشعاعات التي خلفتها كثرة القنابل التي ألقيت من غارات الحلفاء والكثير منها محظورة دوليا...  ولكن في وطننا ليبيا لا يوجد من يهتم بصحة المجتمع ...الإهتمام الكبير من المسؤولين والقطط السمان منصب على تمرير المصالح الشخصية والجهوية والحصول على العملات من كل شئ يتم توريده أو تصديره من الخارج وقبض المرتبات والمكافئات العالية بدون جهد ولا تحققت مصلحة لخدمة الشعب، وكل يوم يطالبون بالمزيد...

                      معظم المواطنين  بالغربة بالكاد قادرين على العمل  وتحصيل الرزق الشريف لسد أفواه عائلاتهم وأطفالهم الجياع للعيش بكرامة حيث القليل من المدخرات المال الذي أتوا به من ليبيا إنتهى ونفذ مع الوقت والغربة لا ترحم... يعيشون على المساعدات الإنسانية من الضمان الإجتماعي العام من الدول المضيفة الأوروبية وأمريكا وكندا، ومن بيع املاكهم ومقتنياتهم بالوطن بأبخس الأثمان نظير الإحتياج...  وزاد الطين بلة نقص الدولار في المصارف و الإنحدار الحاد لقيمة الدينار في السوق السوداء مما أصبح الكثيرون في معاناة بين نارين في فم الكماشة الرهيب أحلى الحلول مر علقم ، حيث كل خطوة ولها ثمن ودفع بدون دخل يغطي كثرة المصاريف والإستنزاف مضطرين إلى إراقة ماء الوجه ومد الأيادي لكل من هب ودب رغما عنهم بلا إرادة وقبول وليس لديهم ما يكفي  وزيادة عن الحاجة حتى يستطيعون مد العون والمساعدة لإخوتهم بالوطن براحة، مما يستغرب ذوي الإحتياج بالداخل من الأهل والأقارب والأصدقاء ولا يصدقون الفعل والصد وعدم الإستجابة والدفع حيث في نظرهم الجميع في الخارج يعيشون في بحبوحة وراحة ذوي غنى وأثرياء، والواقع المرير للأسف يختلف لأنهم لا يعرفون الحقيقة ...

                           أليست بمأساة ان يصل هذا الحال المؤسف المؤلم بالشعب الليبي ويعيش محروما في وطنه من الأوضاع السيئة والتي الإنسان من ذوي الجنسيات الأخرى الغير مطلع على الأحداث الشنيعة المريرة ولا عارف عن يقين ماذا يدور من أحداث مؤلمة ويعتقد أن ليبيا وطن الفرص كما كانت بالسابق في فترات الراحة والإستقرار الذهبي ، يصعب عليه فهم الواقع المؤلم الذي يحدث فيها من مصائب ومصاعب...  ولا يصدق الإحتياج ولا المآسي لأنه للأسف الشديد يحكم بالظاهر على حس الماضي كما كانت من قبل ناسين الحقائق المريرة والشنيعة وما يحدث يوميا بالداخل من فضائع مشينة ...

                      إنها مأساة وأحزان بلا نهاية، والخلاص من هذه الحالات السيئة والمحن بالوحدة والاتحاد معا بضمير، والتركيز على محاربة الشر في جميع صوره وأشكاله بقوة حيث لا ختان بدون جرح و دم يسيل! نحتاج الحكم بيد من حديد وهدر المزيد من دم شياطين الإنس أدعياء الثورية والزعامات الذين لا يريدون الصلاح والإصلاح ومحاكماتهم بالحق والعدل والصواب بدون أي شفقة ولا رحمة حتى يخاف الكثيرون عن إتيان الشر ويستتب الأمن والأمان وتتوقف الكثير من الأحزان بإرادة الله تعالى ضمن الدستور والقانون العادل الذي يحفظ حقوق الجميع من رئيس ومرؤوس و نفوز وننجح في المسيرة ، ونصبح القدوة للبعض أننا صبرنا وقاومنا وإنتصرنا على الشر بالإرادة وقوة الإيمان ... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 20, 2016

خواطر عامة 16

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان

 (4)

                      عندما يتطلع المواطن إلى خريطة الامة العربية وكم معظم دولها تعاني من احداث مريرة شريرة في السر والعلن من شعوبها ومن تدخلات الآخرين إخوة وأجانب يحتار ويكاد لا يصدق المآسي التي حدثت وتحدث كل يوم يمر من القتل والإرهاب وقطع الرقاب والنهب للمال العام بدون عمل الإصلاحات والإهتمام بصحة وتعليم المجتمع حتى يسمو ويتحضر بالعلم....  و خطف الكبار و الصغار لطلب الفديات الضخمة لتمويل مشاريع الشر .... الحسد والحقد على الأمة الاسلامية والمحاولات العديدة للتشكيك في دينها الحنيف وعشرات المواضيع الشريرة التي يخجل الإنسان من عدها وذكرها من الخوارج المرتدين الدواعش! ناسين هؤلاء المرتدين الأضرار الشنيعة التي يقومون بها ضد الإنسانية، ومتناسين أنه لهم يوما بالدنيا أم بالآخرة سوف يحاسبون الحساب العسير ويدفعون الثمن الغالي ، لأن عين الله تعالى ساهرة طوال الوقت في كل لحظة لا تنام ....

                       والسؤال المهم من ضمن التساؤلات العديدة التي يصعب فهمها وإستيعابها بسهولة سرعة الإنتشار الرهيبة في أوساط الشباب التائهين الحيارى في الانضمام كأعضاء في التنظيم الدموي الذي عناوينه كبيرة براقة للإصلاح والحكم بالشريعة والقضاء على البدع وشطب الكثير من شئون الحياة المتعارف عليها منذ مئات السنين، وبالداخل والباطن الإساءة وتشويه الدين الإسلامي الذي كل يوم يتقدم خطوات سريعة ناشرا الهداية للأرواح الضالة بالحوار والمنطق ضمن العلم والأدلة والبراهين الإلاهية القوية للجميع من شعوب البشر بالعالم بتحقيق المساواة والعدالة والحكم بالحق بدل الرعب والخوف من إنتشار الوباء القاتل و هو  التزمت والتطرف الشديد بدون أساسات راسخة... الذي يدعوا إلى الهلاك في الباطن والسر، وفي العلن مآسيه العديدة تحتاج إلى بحث طويل وتحقيق متأني لماذا هذا الوضع الدموي مستمرا بدون توقف ؟؟ أليس فيهم ولديهم عقلاء ذوي حكمة يعرفون التمييز بين الصواب والخطأ ؟

                      نحتاج بسرعة إلى ضم الجهود مع جميع أبناء العالم الحر ضمن صيغ التقدير والاحترام بيننا بدون أي نوع من الشروط والهيمنة بنفوس طاهرة والتعاون والتصدي معا لهذا الوحش الطليق القاتل حتى ينتهي ويتم الخلاص منه... مهما كلّف الأمر ...  حيث الوباء القاتل الإرهاب و القتل وسفك الدماء عم على الجميع وخلق الأزمات المفتعلة من بني الوطن والغير من  الأجانب الذين تم دسهم في أوساطنا،  ناشرين الخوف والرعب ضمن التخطيط والدراسات المنظمة بالعمد حتى لا يستيقظ المارد العربي الإسلامي الجبار من النوم و يقوم بتجديد الأمجاد الماضية التي ضاعت مع مرور الوقت والدس بخبث في الأوساط الغافلة على التمرد والثورات ضد دولنا العديدة من ممالك وجمهوريات حتى نعيش في وسط الهرج والمرج ولا نتقدم ....

                      يكاد الباحث عن الحقيقة المرة لا يصدق، لماذا التخلف في أوطاننا ونحن الآن نعيش في عصر العولمة عصر العلوم والتقدم ، عصر سرعة الإتصالات والمواصلات ووصلت إلى نتيجة مؤلمة أنه الجهل والغرور والطمع وكثرة المآسي والمحن المتوالية على الرؤوس، التي جعلتنا نتقهقر للوراء خطوات عديدة وسنين....  نحتاج بقوة إلى مراجعة النفوس بضمير بدون الغرور والعمل الجاد بصدق من غير النفاق والحفاظ على ثروات المجتمع وصرفها بموازين عادلة لصالح الجميع بدلا من الضياع والهدر في غير أوجه الله تعالى والعدل في الحكم وإعطاء الفرص للمتهم عن الدفاع عن النفس عسى أن يكون بريئا والإتهام كيديا وظلما وبهتان قبل تنفيذ العقوبات والقصاص حسب شرائع السماء وقوانين الارض حتى يبارك الله تعالى فينا ويطرح البركة في جميع خطواتنا و ننهض.....

            الوطني ذو الولاء لله تعالى وأرضه وكيانه من أعماق الروح والضمير الذي تدفعه الغيرة الوطنية الصادقة وليس النفاق والرياء كما يحدث الآن على الواقع لقاء مصالح خاصة شخصية وجهوية، عليه أمورا للبحث فيها وواجبات عديدة بمراجعة النفس بضمير عن الأخطاء والعوائق التي تعترض  طريقه والبحث عن الأسباب الجوهرية والمشاكل التي تسببت فيها والأزمات و التي يمر بها الجميع محاولا المعرفة والفهم لأسرار التخلف والعجز و يتسائل لماذا ؟؟ حتى يصل مع الوقت والمتابعة إلى موقع الألم والفساد والإفساد ويعمل بكل قوة وجهد على الإستئصال للجهل بإذن الله تعالى، ولا يتحقق القضاء على الجهل بدون العلم الحديث والفهم والمعرفة للتقنية حسب وقتنا الحاضر والعمل الجاد والإصرار على النجاح ضمن الممارسات الديمقراطية في الحكم والحياة حتى نرتاح من الأزمات وننهض ...

                     نحن كشعوب عربية تركنا الأساس ودستور السماء ولم نطبقه حسب العصر الحاضر بمفاهيم متطورة حتى نسموا ونتحضر ونخرج من حلقات ومتاهات الجهل التي وصلت بنا لهذا الحال المؤسف ....   نتناحر بدون أصول ولا قوانين و لا معايير ....  والحلول موجودة ولكن مؤجلة إلى متى لا نعرف ...  وعلى الرفوف غطاها غبار السنين ، نتشدق بها ولا نطبقها وهذه من قمة المصائب حيث الجميع يهوج ويموج في الوقت الحاضر ، بدون العمل وتطبيق قانون الشورى الأمر الإلاهي الذي هو أحد أعمدة وأساسات ديننا الحنيف، التي تم  تأويلها وتفسيرها الحقيقي في وقتنا وزمننا الآن تحت مسمى ( الديمقراطية ) لتطبيقها للحكم السليم ضمن دستور جيد أساسه وتعاليمه نابعة من القرآن الكريم ، صادرا ومصاغا من نخبة الوطن العقلاء الحكماء مثل لجنة الستين السابقة أيام الإستقلال في القرن الماضي العشرين وقانون قوي نابعا منه للحكم بالمساواة يحافظ على حقوق الجميع ويطبق الحق والعدل على أي مواطن أو مقيم يحاول ان يشذ عن المسار السليم ....

                    الأزمات تمر على جميع الدول ومهما طالت في بعض الأحيان بالصبر والحوار والرأي وإحترام الرأي الآخر بدون تشنج وغضب وعداء والسعي بقوة للسلام بدل الخصومات والحروب للفرض والهيمنة، هي الحلول السليمة للفوز والتقدم مهما كانت العوائق شائكة بالطريق تحتاج إلى ملوك ورؤساء وحكام حكماء رواد أوائل لديهم الشجاعة الأدبية في تغيير بعض المناهج والأمور السابقة العتيقة التي تآكلت مع مرور الزمن وتحتاج إلى التجديد حسب العصر والإهتمام بالعقول والعلماء النابغين والتكريم ضمن السلام والأمن والأمان وتشجيع الجميع بتوفير الإحتياجات الضرورية حتى يستتب الحال وتهدأ الأحوال العامة ويرتاح الجميع بدون ثورات تأكل الأخضر واليابس كما حدث في ثورات الربيع العربى التي أصبحت ثورات خريف وشتاء قاسي خلفت الحروب الأهلية والقتل والدم والمآسي .... ومازالت أضرارها ومآسيها مستمرة تحتاج إلى وقت طويل حتى تتوقف...

                   العديد من المشاكل والأزمات المفتعلة ، لها وقت ونهاية بالعمل الدؤوب والصبر وتحكيم العقل حتى تنتهي وتزول حيث مابعد الضيق إلا الفرج... ولو عدد الباحث عن الأحداث التي حدثت للأمة العربية خلال قرن من الزمن، يتعب وهو يعاني من عدها و إحصاءها ...  والسبب الرئيسي هو الجهل والطمع في الوصول لقمة السلطة والنهب للمال العام والغرور الكاذب لدى أصحاب القرار بأنهم قادرين على تحدي الدول القوية الأخرى بالخطابات الحماسية الرنانة والواقع نحن غير قادرين على التحدي غير تهيج الشعور للغافلين العامة نحتاج إلى وقت طويل  حتى نصل بالعلم الحضارة والسمو إلي المقدمة ونفرض الوجود بالحق والسلام...

                    علينا أن نتعلم من الأخطاء القاتلة السابقة والحاضرة في الصراعات الخبيثة بدون جدوى حتى لا تتكرر وتتوقف الأحزان ونواكب الزمن مع الآخرين فى المقدمة ، حيث لدينا جميع المعطيات والأدوات الروحية والمعنوية والمادية للفوز والنجاح دنيا وآخرة ... أهمها جميع الأديان السماوية هبطت في المنطقة العربية والأنبياء والرسل الدعاة للهداية وإتباع الحق والصواب في جميع الأمور، نابعين منها وجذورهم تمت لها من شعوب المنطقة والتي من المفروض أن تجعلنا القدوة الحسنة والرواد الأوائل عبر الزمن ومرور التاريخ منذ آلاف السنين في بناء النفوس روحيا وعمليا ونصبح في القمة لدى جميع البشر، لو حققنا المساواة والعدل...

                    أعطانا الله عز وجل ووهبنا و من علينا  بالموقع الجيد ذو المساحات الكبيرة لعيش الملايين لأننا أمة وسط والثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن ثمينة والتي الكثير منها إلى الآن لم تكتشف بعد حتى يأتي يوما أوانها ووقتها حسب تقدم الزمن من جميع الانواع التي يعجز الإنسان عن العد والإحصاء مهما حاول "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" تحتاج إلى الإستثمار ومشاركة جميع الأمم من الإخوة والأصدقاء الحلفاء وحتى الخصوم بالعقل والمنطق والعدل ضمن القوانين حتى يعيش  الجميع في وئام وسلام وأمن وأمان بدون وضع العراقيل في الطريق...

                       نحتاج إلى العقول النيرة الرائدة أن تصبح في المقدمة وتقود المرحلة الدقيقة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية الإسلامية حيث هي عالقة في عنق الزجاجة غير قادرة على المرور بسلام  ... كل واحد ضمن التخصص والمعرفة والتي معظم العقول المفكرة و الطاقات الخلاقة  هاجرت من أوطانها وإستقرت في أوطان الآخرين وأبدعت في مواضيع عديدة من إختراعات وإبتكارات عالمية خدمت البشرية في أمور كثيرة...  نحتاجها بقوة حتى ننهض ونستطيع أن نواكب العصر ونتقدم بالديمقراطية في الحكم بشفافية بدون تعصب وتزمت ومنع تدخلات الغير في أمورنا وشئوننا وأوضاعنا العامة والخاصة ... لأننا بجهلنا وغبائنا أتحنا لهم الفرص للتغلغل في أوساطنا مما وجدوا أرضا خصبة للتحكم فينا وإستعمارنا بطرق عديدة في السر والعلن والهيمنة علينا برضانا ضمن عناوين براقة لا تسمن ولا تغني من الجوع بحجج الصداقة والتعاون وهي في الأساس تريد وترغب أن نكون دائماً ضمن حلقات سياساتها وهيمنتها إلى ماشاء الله تعالى....

                        القوى الخفية العالمية نست و تناست أننا شعوب إرادتها قوية تعودت على المحن وتعلمت من خلال الأحداث عبر التاريخ على الصبر الطويل ومهما حدثت لها من المصائب ولمت بها المصاعب والأحداث المؤلمة والمحن العديدة من الأزمات والعراقيل المفتعلة التي توضع في طريق التقدم والسير حتى تتوقف ، الأساس للهداية والأداة للفوز والنجاح دنيا وآخرة نابعة من أراضينا...  ومهما خرجنا وحدنا عن مسار الطريق السليم وتكالبت علينا الدول بالكثير من الأساليب والمغريات الدنيوية والأمور الخاطئة في التأويل والتفسير والتي لا تتناسب مع خط سيرنا روحيا ولا تطبيق عمليا، مازلنا أمة وسط أحياءا نرزق إلى ماشاء الله تعالى من وقت ويوما تدور عجلة الزمن تتقدم للأمام ولا تتراجع مهما كان الأمر مثل عقارب الساعة لصالحنا وننهض...

                   الصراع القوي والتناحر الآن في وقتنا الحاضر بين الأطراف العديدة على البقاء في الحكم والهيمنة بدون وجه حق عبارة عن إرهاصات وبلاء حل على أكتاف جميع الأمم بالسابق والحاضر... وبعض الأمم تقدمت بالعلم والديمقراطية وإحترام الانسان كإنسان له الحق بالعيش الكريم بدون ارهاب و لا ضغوط ونحن كأمة عربية إسلامية مع الوقت بإذن الله تعالى سوف يحل ويأتي دورنا في الريادة ونصبح في المقدمة كما كان أجدادنا الرواد الأوائل في نشر النور الروحاني بالهداية ، وعبادة الله عز وجل الخالق الواحد الأحد، ونُشر العلم النافع في جميع الأمور الحياتية...  والله الموفق ...

                                                                                 رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 13, 2016

خواطر عامة 15

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 (3)


                    من كثرة الأحزان والمآسي التي حدثت في ليبيا ولا تزال تحدث و من شدة ما تمر به الآن من الكثير من الفضائع والأحداث المشينة التي لا تصدق...  ومهما عدد الإنسان لا يصل إلى نهاياتها فقد تعود الشعب عليها وآصبحت كيانا وجزءا من الحياة اليومية المستمرة .... مما الوطني الذي يعيش بالغربة عندما يرجع لأرض الوطن  لزيارة الأهل  والأقارب والأصدقاء، وحتى القادمين للعمل  أو لاي مهمة كانت  من الأجانب ، يحتارون ويستغربون في الوضع الحالي المأساوي للشعب... الشعب الليبي  صابر و مكافح بدون هدف ولا مخطط واضح يمضي ويسير عليه للخلاص والخروج من حلقات المآسي والأحزان التي كثرت وزادت عن الحد في وطن قليل العدد وكأنه عائلة واحدة ، الجميع يعرفون بعضهم البعض ، حيث الأمر معجزة لا تصدق نظير الحال العام الصعب الموجود على الطبيعة والواقع...

                                   في الظروف السهلة السابقة العادية أيام الجماهيرية حكم الجماهير الغوغائي كان كل شئ حزين وأمر محزن يمر عاديا سهلا ليست به أحداث قوية ولا حوادث شريرة وجرائم شنيعة بشعة ظاهرة على السطح  مثل اليوم إلا القليل، فجميع الأمور المشينة تحدث في أقصى السرية مثل ماحدث في مجزرة سجن أبو سليم و التي جريمة من جرائم التاريخ التي سوف تذكر إلى ماشاء الله تعالى في الإبادة للبشر العزل عن قصد وسبق الإصرار وقتل حوالي 1400  سجين بالرصاص في بضع ساعات وهم محجوزين ضمن الأسوار غير قادرين على الدفاع عن النفس، في ساعة جنون من الذي أصدر الأمر بالمذبحة وتم الخداع وكتم الأمر وإخفائه عن الشعب الغافل عنها لعدة سنوات ، الا من بعض الأمور التي يتم تسريبها عن قصد مبيت على السطح لنشر الرعب في الأوساط وتخويف الشعب ، لكي يطأطأ الرأس ولا يطالب بأي جديد كان حيث جميع الأمور في يد الطاغية الذي كان يصدر التعليمات الجنونية بيد من حديد و ينفذها بعض الأعوان الثقات...

                          بعد فوز ونجاح ثورة 17 فبراير كثرت وزادت عن الحد المصائب والمتاعب وسفك الدماء وزهق الأرواح البريئة والخطف نظير طلب الفديات الكبيرة والخلافات السياسية والأخذ بالثأر والتناحر والصراع المميت على السلطة والوصول للقمة في الحكم من الزعماء الجدد أدعياء الوطنية والثورية ... الغير معروفين بالسابق وليست لهم أي رصيد وطني  أو نضالي معروف  للكثيرين من أبناء الشعب حتى يكونوا من المشاهير شعبيا و زعماء مسموعي الكلمة ويصبح لهم الحق في تبوئ المراكز السياسية العالية، ضمن الإنتخابات العامة و  الحصول على أغلبية الأصوات الحرة من أبناء الشعب ضمن صناديق الإقتراع مثل مايحدث في الكثير من الدول الحرة بالعالم ذات الحكم بالديمقراطية...

                      إنني لا اريد كتابة وتسطير العشرات والمئات من الأحداث العديدة المؤسفة التي حدثت وتحدث كل يوم على الطبيعة في وقتنا الحاضر في السر والعلن ... فهي أمور معروفة يسمعها الداني والقاصي بالوطن والخارج في لحظات ودقائق ضمن الإتصالات الهاتفية والإعلام الذي طغى وإنتشر في الصورة العامة وأصبح جزءا من الحياة اليومية ونشر الآخبار الغثة والسمينة في جميع الوسائل الإعلامية من قنوات مرئية والفيس البوك والتويتر وغيرها... مما أصبح كل شئ شبه واضحا ومعروفا بدون سرية من الكثيرين من أبناء الشعب والأجانب المتابعين للأحداث الليبية وعلى معرفة بما يحدث من فساد وإفساد وتراهات ومهاترات ، دمار وخراب وأحزان عديدة لأهالي الضحايا...

                      والمؤسف له أن ليبيا الحبيبة الآن إستبيحت من بعض الدول الأجنبية الغربية أدعياء الصداقة والتعاون وفرضت هيمنتها ، وداستها أقدام جنودها بحجج عديدة على رأسها وأولوياتها المساندة في القضاء على الإرهاب ومحاربة الخوارج المرتدين الدواعش بعلم بعض المسؤولين في السلطة...   والكثير من الامور تدور في الخفاء بسرية بدون العلم  و وراء الستار على الشعب مما مع الوقت سندفع الثمن الغالي لسنين عديدة بالمستقبل نتيجة الأخطاء من البعض عديمي الضمير والتجربة وتزداد الأمور صعوبة وتكثر الأزمات المفتعلة والتناحر لا يتوقف و سوف  يأخذ وقتا طويلا حتى يهدأ وترجع المياه الطبيعية إلى مجاريها السليمة....

                    شعبنا الآن يمر بمصائب عديدة عالقا في عنق الزجاجة غير قادر على الخروج من الأزمات السياسية  المفتعلة لإستنزاف بقية الأرصدة المالية الهائلة التي كانت بالسابق مجنبة في المصارف الخارجية وموضوعة تحت تصرف بعض الأسماء من المحاسيب والأعوان الثقات وليست بإسم الدولة كما يجب خوفا من الحجز الدولي بسبب أي قضية دولية كانت  مثل ماحدث الأمر في قضية سقوط الطائرة الأمريكية ( بنام ) المنكوبة على مدينة  لوكربي (في إسكتلندا ) و مقتل جميع الركاب الأبرياء ضحايا الصراعات والإرهاب المتعمد عن سبق الإصرار لخدمة أغراض معينة من قوى الشر والظلام ....    والنتيجة كانت الحصار الإقتصادي الذي فرض بالقوة على ليبيا عدة سنوات نظير الإتهام بالإرهاب والشك أن نظامها الشرير كان وراء الجريمة الإرهابية الفضيعة  ...

                   الأموال بالملايين يوميا من دخل تصدير النفط والغاز تذوب و تتلاشى  بسرعة ضمن الصرف العشوائي والحصول على العمولات الكبيرة للبعض بدون حساب نظير الجهل وحب النفس للإ ثراء السريع والنهب بطرق شيطانية يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها بدون العمل الجاد والمجهود وعرق الجبين حسب المعروف من أجل الحصول على المال و تحقيق  الغنى والثراء....

                    مشكلتنا الحالية الصعبة التي نعاني منها و وطننا يدور في حلقاتها المغلقة بدون أبواب خروج ونجاة ، هي  الجهل والفوضى والهدر ولا رعاة وحراس أمناء ذوي ضمير وولاء لله تعالى والوطن للحفاظ على المال العام ...  وزاد الهم والغم كثرة القطط السمان لدينا وفي أوساطنا تأكل في السر والعلن فى صمت ولا تترك أي شئ غير الفتات وراءها للشعب البائس المحروم من خيراته ...  ومهما أكلت ونهبت الملايين والمليارات من الدينار والعملات الأخرى، بطونها واسعة لم تشبع بعد ولن تشبع حيث الحرام والزاقوم إستشرى في الشرايين والعروق وسرى في مجرى الدم...  ولا تستطيع العيش من غيره حيث الحرام له نكهة ولذة خاصة الكثيرون لا يستطيعون مقاومته...  

                    سر البلاء والتأخر والفوضى العارمة عدم وجود الضمير والولاء ضمن دستور عام نزيه متفق عليه بالتشاور ديمقراطيا من عقلاء وحكماء الشعب يحفظ حقوق الجميع الرئيس والمرؤوس ضمن العدل وقانونا قويا نابعا منه يضرب بيد من حديد كل من يعبث بمقدرات الوطن والإستيلاء عليها بدون أي وجه حق،  ويفرض الإستقرار والأمن والأمان حيث نحن شعب تعودنا على الإتكالية والفوضى نتيجة حكم القهر من النظام السابق على مدى اربعة عقود ونيف بدون دستور غير تعاليم الكتاب الأخضر الهزيل الذي ضيع جميع المعايير والموازين الشريفة المتعارف عليها ووضع الجميع في المتاهات والمهاترات... نحن  بحاجة إلى وقت طويل لإعادة الحسابات وتعليم الأجيال الجديدة من النشئ على الأمور الصالحة النزيهة و نبذ الفساد ....

                في  وقتنا الحاضر بعد الفوز ونجاح ثورة 17 فبراير نحن كشعب غير مؤهلين للحكم بالديمقراطية حيث جديدة علينا في مسارات الحياة السياسية وليست لنا كوادر سابقة ثابتة نستند عليها ونطورها...  فالنظام السابق غير جميع المقدرات والمفاهيم إلى غوغائية وجهل، والدليل بعد الثورة والخلاص من الطاغية فتح الباب على مصراعيه لقيام الأحزاب السياسية بدون ضوابط وخلال فترة بسيطة من الزمن ، في شهور قليلة ، تم إنشاء  أكثر من مائة حزب سياسي وبدل السمو والحضارة والقيادة السليمة للشعب المتعطش للنهوض والتقدم ولديه جميع المقدرات التي تؤهله للنجاح، وللأسف الزعماء والمسؤولين الجدد نتيجة عدم الخبرة والتجربة السياسية ، زاد بينهم الصراع والتطاحن والتناحر على السلطة والحكم بدون ركائز سليمة  ولا ديمقراطية حقة صالحة للنهوض والتقدم غير التشدق بها بدون الفعل الصادق السليم لتمرير الامور والمصالح الخاصة، علي الغافلين مما وصلنا لهذا الحال المؤسف المزري الذي كل يوم يمر نتأخر بدل ان نتقدم...

                    تدخلت أصابع قوى أجنبية خفية كثيرة للهيمنة على الوطن تحت مسميات براقة زائفة عديدة ، وجعلته يعيش ضمن حلقات الجهل والوهم بأنه الأفضل حتى لا يبدع ... وتسرب بعض الصعاليك أدعياء الوطنية والثورية العوام وأصبحوا أصحاب القرار بدون فهم ولا تجربة في الحكم، وأتى الكثيرون من المرتزقة من الخارج بالمئات والآلاف للإقامة حيث الأرض خصبة لنشر الأفكار الهدامة التي تستهوي الشباب بحجج الجهاد الزائف الكاذب لإصلاح الدين وإلغاء البدع وإقامة الشريعة كمنهاج للحكم، بالقوة ، مما إستشرى البلاء والدمار في الوطن والأزمات العديدة حلت على الرؤوس بدون عدد، وأصبحنا نعاني من المتاعب والمصائب يوميا من جميع الجهات...

                       والحل بسيط نحتاج في وقتنا الحاضر إلى دستور نزيه ورجل لا يخاف من المواجهة ولا لومة لائم في السير على الطريق الصحيح مهما كانت العقبات ،  حاكما قوي الشخصية ينشر العدل والقانون ذو معرفة بالأبعاد الكثيرة والأطماع من القوى الخفية والمحلية التي تحاك وتدور وراء الستار في سرية مثل الوالي ( الحججاج بن يوسف ) الذي قال الكلمة والمقولة المأثورة محذرا طبقة المشككين فاعلي المتاعب وخلق الشر، للخلاص منهم دفعة واحدة الظالم مع المظلوم من أول يوم للحكم كوالي في العراق قائلا في الخطبة بالمسجد متوعدا ومحذرا ( ياأهل العراق يا أهل الشقاق و النفاق ، إني أرى رؤوسا  أينعت وحان قطافها وإنني بإذن الله لقاطفها) وصدق في كلمته وقطع رقاب الكثيرين من الصف الأول حيث النخبة موجودة حسب العادة وقتها في المقدمة حتى يسمعوا الخطيب ( حيث لا توجد وقتها مكبرات الصوت ) مما خاف وإستكان الجميع رعبا من القتل العشوائي وعم السلام والأمن والأمان أيام ولايته ...

                            ونحن للأسف في وقتنا الحاضر في وطننا ليبيا نحتاج لمثله مع أنني ضد الحكم بالعنف والشدة، أؤمن بالديمقراطية  وتداول السلطة كل عدة سنوات التي لها أفضال كثيرة وتمنع الإستبداد وعبادة الآشخاص... ولكن للأسف لم يأتي وقتها بعد في وطن جاهل سياسيا بمصلحته حيث تعود على الفوضى والقهر من حكم النظام السابق الجماهيري ، حتى يأتي اليوم بإذن الله تعالى مع الوقت ومرور الزمن ويعم العدل والقانون في الوطن و يستتب الأمن والأمان للجميع وتنتهي وتزول الأحزان إلى غير رجعة بإذن الله تعالى، بممارسة الديمقراطية في الحكم بعقول واعية ويد من حديد لكل من يشذ عن مسار الطريق السليم ...   والله الموفق ... 

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع... 

Saturday, November 5, 2016

خواطر عامة 14

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان

 (2)


                   على الشرفاء الوطنيين الأحرار في ليبيا ذوي الولاء لله تعالى وللوطن التغاضي عن سفاسف الأمور والعنجهية القبلية والصراعات الجهوية... عليهم الإتحاد و التكاتف مع بعضهم البعض  حتى يصبحوا يدا واحدة قوية، لمقاومة الشر والإرهاب والعمل بكل الجهد على إستئصال الأورام الخبيثة التي إستشرت من التزمت والارهاب نتيجة عوامل كثيرة أهمها الخوف والرعب من القتل وقطع الرقاب من الدواعش في الغفلة ومن الغارات الجوية وسقوط القنابل على رؤوس الأبرياء المدنيين  العزل ، بدون ذنب ، نتيجة أخطاء ومتابعة البعض المتمردين يقدم ويدفع الثمن الغالي الجميع...

                       غياب الأطباء المهرة والقصور عن العمل وعدم العلاج الجيد نتيجة نقص الدواء والمعدات الطبية الحديثة وإنقطاع وغياب تيار الكهرباء بالساعات يوميا وبالأخص وقت إجراء العمليات الجراحية وتعطيل المحركات الإحتياطية لتوليد الكهرباء بعدم الصيانة ونقص الوقود في دولة تنتج وتصدر للخارج  كميات كبيرة من النفط يوميا...  يضاف إلى ذلك غلاء أسعار  المواد الأساسية للحياة والعيش الكريم وقلة السيولة في السوق للشراء، وتلوث البيئة بالكثير من المواد المشعة والتي ضررها كبيرا من كثرة السموم والغازات التي إنتشرت على سطح وباطن الارض من شرب المياه من الآبار والنقل إلى البيوت في أنابيب بدون صيانة ولا تجديد ، عفى عليها الزمن   أو في صهاريج حديدية صدئة ، غير صالحة للنقل و ملوثة بالإشعاعات الضارة وأكل الخضروات والحبوب واللحوم والكثير من الأطعمة التى تشبعت بالغازات من القنابل التي تم إلقائها، والتي بعضها محرمة ومحضور إستخدامها دوليا،  ولكن في وطننا ليبيا للأسف تتم التجارب ولا من مهتم على صحة المجتمع ...  الراعي هو الله عز وجل ...

               نعيش الآن في المآسي والأحزان بلا عدد على فقد الأعزاء و الأحبة و خراب ودمار الوطن مما أصبح أطلالا خرائب في بعض المواقع نتيجة عوامل كثيرة أهمها الصراع الديني المتزمت من الدواعش والوصول للسلطة...  نعلم بعضها والكثير منها لا نعلمه حيث لدينا قصورا في العلوم والمعرفة نظير الجهل وعدم الوطنية والولاء...  نعيش في غوغائية، زعماؤنا الجدد الأدعياء بقوة نظير العمالة للغير من الدول الأجنبية ومساندة المليشيات المسلحة والذين بدون أساس غاب عنهم الحياء والرجولة ومصلحة الوطن يتناحرون على مراكز وسلطات فانية مهما طال الوقت في الجلوس وتبوئ كراسي الحكم، ونهب الاموال العامة بطرق شيطانية وحيل ماكرة ضمن تخطيط وذكاء شرير غير عادي لا يخطر على بال أي أحد من المتابعين...

                        الإجرام و العصابات الشريرة كثرت في الاوساط العامة...  والقتل والقضاء وإزهاق الأرواح ببساطة وكأنهم يذبحون خراف العيد بفرحة وسعادة أم تشفي وإحتقار للضحايا الغير موالين لهم والخطف للصغار والكبار بدون واعز ضمير ولا ذرة رحمة ولا كرامة وأصالة وطلب الفديات الضخمة التي يعجز الأهل عن دفعها حيث لا سيولة جاهزة في اليد تحت الطلب لدى معظم الكثيرين من أبناء الشعب مهما كان  البعض مشهورين بالغنى والثراء...   وعشرات الأشياء المخزية التي حدثت و لا تشرف ولا يستطيع الإنسان  الوطني أن يفخر ويتباهى مثل السابق فقد تغيرت الصورة الجميلة فى وطننا ليبيا الحبيبة وأصبحت للأسف قاتمة حالكة السواد...   أليست بمأساة ؟؟

          كنا بالسابق نعيش الأوهام والغرور نكاد لا نصدق بسهولة عندما نسمع عن الفضائع والجرائم البشعة التي حدثت في بعض الدول العربية...  وبالأخص في لبنان أيام الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي الغاشم لها وعن ماحدث فى الجزائر من أمور بشعة ودم ومجازر مؤلمة وعن الحرب والصراع في اليمن، والغارات الجوية الإسرائيلية على رؤوس المدنيين العزل في غزة، والمآسي التي تحدث في سوريا الآن من الغارات الجوية وتهديم المواقع والمدن والقتال الشرس بين الإخوة وكل طرف يدعي بأنه على حق ... والقتل العشوائي لدى الحواجز المفتعلة على الطرق ، على الهوية  (البطاقة الشخصية)  لأي سبب وكأن المواطن البرئ الضحية حشرة ضارة من الضروري  قتلها والقضاء عليها والخلاص منها بدون أي ذنب أو وجه حق ولا عدل ولا أي شرع من السماء أو الأرض يسمح  بإزهاق الأرواح عشوائيا من غير حكم عادل وإعطاء المتهم الفرصة للدفاع عن نفسه ...

                         نستغرب من التناحر الذي حدث ويحدث مهتمين بالمتابعة والسماع ونتأسف على الحال الصعب ونتحسر على الفقد، وننساها في خضم الحياة ، والآن الدائرة دارت دورتها بثورات الربيع العربي الذي بدل النهضة والتقدم والخلاص من الطغاة، دخلنا في فصلي الخريف والشتاء القاسي بسرعة ، قتل وإغتيالات وإرهاب بدون ذنب، ووقعت الأحداث المؤلمة على رؤوسنا كليبيين وعشناها على الطبيعة والواقع المرير وشاهدنا المآسي المرة كيف حدثت وتحدث نتيجة الصراع الدموي الذي خلف المآسي والأحزان، وتشريد ثلث الشعب الليبي بالهجرة إلى اوطان الآخرين، والبؤس والغربة... فقد كنا من قبل متجاهلين لمجازر الآخرين من إخوتنا حتى مررنا بالتجربة المريرة والعنف...

                       وتساؤلاتي للنفس الآن  ، كيف الأمة العربية تدهورت إلى هذا الحضيض وسقطت في حفر الشر والإرهاب إلى الأذقان والتي الرسول  محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء أصله منها ويمت لها وجذوره منها والتي هي خير أمة أخرجت للناس كما ذكر المولى الله عز وجل في القرآن الكريم العظيم، ونصاب بهذا البلاء والشر يعم والأحزان يوميا تتوالى بدون توقف، ولم نستطيع الخروج من الأزمات مهما حاولنا حيث الضمير غاب و غرق في نوم عميق ...

                          هل هي إمتحانات إلاهية صعبة قوية تطرق على الرؤوس حتى نفيق من الخداع والكذب على النفس ونستيقظ ونعيش الواقع ... وتحقيق الحق، والقضاء على التطرف والتزمت والإرهاب الذي عم وإستشرى في كل دولة ومكان بحجج تعديل مسارات كثيرة بالدين الإسلامي من البدع والحكم بالشريعة كما ذكرت، ناسين تقدم الزمن وأننا نعيش ونحيى الآن في عصر العولمة حيث سهولة المواصلات والإتصالات وقوة الإعلام والنشر للأخبار بسرعة البرق في العديد من القنوات الفضائية والأنباء في صور كثيرة  بالحاسوب ... مما لاشئ يستمر في الخفاء والسر ويبقى طي الكتمان كما كان الأمر من قبل بالسابق نعيش في التعتيم... 

                    أين الولاء لله تعالى وللأوطان؟ أين التضحيات بالروح والدم فداءا لسعادة المجتمعات العربية الإسلامية وتحقيق الأمن والأمان مع الجميع ونشر الدين بالإقناع والشرح؟ حيث لا إكراه في الدين، والعمل بالأخلاق الحميدة  بالمنطق والعقل ضمن السلام والتعاون كما فعل أجدادنا الأوائل الطاهرين بالسابق...   ولماذا غابت الأمور الجيدة وتوارت في الظلال والنور هرب وحل وعم محلها الظلام والظلم والقهر والتسلط من أدعياء الزعامات الجدد العملاء؟؟ الذين يدعون البراءة مظلومين وهم مجرمين و في قمة الإجرام للحفاظ على مصالحهم الخاصة مهما كلفت من مآسي وتضحيات بأرواح ودم الآخرين الضحايا البشر الذين معظمهم غافلين عن مجريات الأمور السيئة ويعيشون في الأوهام مثل الخراف يساقون إلى المسلخ للذبح وهم راضين غير عارفين بمصيرهم الأسود... أليست بمأساة؟؟؟

                   الحرام إستشرى في عروقنا وشرايينا وسرى مع الدم، والفساد والإفساد تحكم بالنفوس وعشرات الموبقات، وحب الشهوات والإمتلاك وكل طائفة تتناحر مع الآخرين للوصول للسلطة والحكم بالقوة بدون العدل ولا أي وجه حق من غير إنتخابات حرة يشارك فيها الشعب، وتدعي بفخر أنها الأصلح والتي يعجز المواطن البرئ عن قبولها و يلوذ بالصمت و طأطأت الرأس، خوفا من العقاب و القتل في العلن أو الإغتيال في الخفاء بدون محاكمات وعدل من الخوارج المرتدين الدواعش أعداء الإنسانية....

                    اللهم إننى قد بلغت حسب الإستطاعة والجهد الذي هو أضعف الإيمان الذكر والتذكير للغافلين النائمين في الأحلام، الموتى بلا قبور ولا شواهد ظاهرة وهم أحياء يرزقون ، عسى ضميرهم يوما أن يقوم من سباته ونومه ويندى وتسري فيه دماء النخوة والأصالة ويتحد بضمير مع الآخرين الشرفاء يدا واحدة بجد وطهارة ضمن التخطيط والدراسات الجيدة في الاصلاح حسب معطيات العصر الحاضر حتى ننال النجاح  مع الوقت ، حيث الحضارة لها ثمن وسعر غالي ضروري من الدفع والإيفاء لمن أراد الوصول لها...  والسمو له طرق عديدة للنجاح، السير بالعقل والمنطق والأخذ والعطاء في الحوارات الهادفة في إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر مهما كان !!!  بدون غضب وإنفعال ضمن الديمقراطية والعدل في الحكم والسلام الصادق النابع من الضمير مع الجميع إخوة وأصدقاءا وخصوم ...

             ولا تحدث هذه الأمور والأماني والأحلام بسهولة في وقت قصير والمبادئ السامية تتحقق بدون أصحاب عقول حكماء مغامرين يتصدون الجهل في في مقدمة الصفوف، فاهمين مجريات الامور وعارفين اللعبة السياسية الخبيثة كيف تدار من القوى الخفية العالمية والمحليات أدعياء الزعامات والثورية سواءا عن معرفة وقصد وخداع مبيت للوصول للقمة،  أم عن جهل، تحتاج إلى التضحيات الجسيمة ووقت طويل حتى ترسخ في العقول الغافلة عن الفهم والنفوس الحائرة تهدأ عن التناحر والصراع الذي أودى بالجميع إلى الهاوية فالكاسب المنتصر ذو الجبروت المغرور بالسلطة، مهما طال الوقت خاسرا المباريات العامة والسياسية في إتيان الشر والدم والمخالفة للشرائع السماوية والقوانين الأرضية كما يقولون فى الأمثال الشعبية التي لم تأت من فراغ بل نتيجة تجارب ومحن مريرة ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...