Saturday, November 5, 2016

خواطر عامة 14

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان

 (2)


                   على الشرفاء الوطنيين الأحرار في ليبيا ذوي الولاء لله تعالى وللوطن التغاضي عن سفاسف الأمور والعنجهية القبلية والصراعات الجهوية... عليهم الإتحاد و التكاتف مع بعضهم البعض  حتى يصبحوا يدا واحدة قوية، لمقاومة الشر والإرهاب والعمل بكل الجهد على إستئصال الأورام الخبيثة التي إستشرت من التزمت والارهاب نتيجة عوامل كثيرة أهمها الخوف والرعب من القتل وقطع الرقاب من الدواعش في الغفلة ومن الغارات الجوية وسقوط القنابل على رؤوس الأبرياء المدنيين  العزل ، بدون ذنب ، نتيجة أخطاء ومتابعة البعض المتمردين يقدم ويدفع الثمن الغالي الجميع...

                       غياب الأطباء المهرة والقصور عن العمل وعدم العلاج الجيد نتيجة نقص الدواء والمعدات الطبية الحديثة وإنقطاع وغياب تيار الكهرباء بالساعات يوميا وبالأخص وقت إجراء العمليات الجراحية وتعطيل المحركات الإحتياطية لتوليد الكهرباء بعدم الصيانة ونقص الوقود في دولة تنتج وتصدر للخارج  كميات كبيرة من النفط يوميا...  يضاف إلى ذلك غلاء أسعار  المواد الأساسية للحياة والعيش الكريم وقلة السيولة في السوق للشراء، وتلوث البيئة بالكثير من المواد المشعة والتي ضررها كبيرا من كثرة السموم والغازات التي إنتشرت على سطح وباطن الارض من شرب المياه من الآبار والنقل إلى البيوت في أنابيب بدون صيانة ولا تجديد ، عفى عليها الزمن   أو في صهاريج حديدية صدئة ، غير صالحة للنقل و ملوثة بالإشعاعات الضارة وأكل الخضروات والحبوب واللحوم والكثير من الأطعمة التى تشبعت بالغازات من القنابل التي تم إلقائها، والتي بعضها محرمة ومحضور إستخدامها دوليا،  ولكن في وطننا ليبيا للأسف تتم التجارب ولا من مهتم على صحة المجتمع ...  الراعي هو الله عز وجل ...

               نعيش الآن في المآسي والأحزان بلا عدد على فقد الأعزاء و الأحبة و خراب ودمار الوطن مما أصبح أطلالا خرائب في بعض المواقع نتيجة عوامل كثيرة أهمها الصراع الديني المتزمت من الدواعش والوصول للسلطة...  نعلم بعضها والكثير منها لا نعلمه حيث لدينا قصورا في العلوم والمعرفة نظير الجهل وعدم الوطنية والولاء...  نعيش في غوغائية، زعماؤنا الجدد الأدعياء بقوة نظير العمالة للغير من الدول الأجنبية ومساندة المليشيات المسلحة والذين بدون أساس غاب عنهم الحياء والرجولة ومصلحة الوطن يتناحرون على مراكز وسلطات فانية مهما طال الوقت في الجلوس وتبوئ كراسي الحكم، ونهب الاموال العامة بطرق شيطانية وحيل ماكرة ضمن تخطيط وذكاء شرير غير عادي لا يخطر على بال أي أحد من المتابعين...

                        الإجرام و العصابات الشريرة كثرت في الاوساط العامة...  والقتل والقضاء وإزهاق الأرواح ببساطة وكأنهم يذبحون خراف العيد بفرحة وسعادة أم تشفي وإحتقار للضحايا الغير موالين لهم والخطف للصغار والكبار بدون واعز ضمير ولا ذرة رحمة ولا كرامة وأصالة وطلب الفديات الضخمة التي يعجز الأهل عن دفعها حيث لا سيولة جاهزة في اليد تحت الطلب لدى معظم الكثيرين من أبناء الشعب مهما كان  البعض مشهورين بالغنى والثراء...   وعشرات الأشياء المخزية التي حدثت و لا تشرف ولا يستطيع الإنسان  الوطني أن يفخر ويتباهى مثل السابق فقد تغيرت الصورة الجميلة فى وطننا ليبيا الحبيبة وأصبحت للأسف قاتمة حالكة السواد...   أليست بمأساة ؟؟

          كنا بالسابق نعيش الأوهام والغرور نكاد لا نصدق بسهولة عندما نسمع عن الفضائع والجرائم البشعة التي حدثت في بعض الدول العربية...  وبالأخص في لبنان أيام الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي الغاشم لها وعن ماحدث فى الجزائر من أمور بشعة ودم ومجازر مؤلمة وعن الحرب والصراع في اليمن، والغارات الجوية الإسرائيلية على رؤوس المدنيين العزل في غزة، والمآسي التي تحدث في سوريا الآن من الغارات الجوية وتهديم المواقع والمدن والقتال الشرس بين الإخوة وكل طرف يدعي بأنه على حق ... والقتل العشوائي لدى الحواجز المفتعلة على الطرق ، على الهوية  (البطاقة الشخصية)  لأي سبب وكأن المواطن البرئ الضحية حشرة ضارة من الضروري  قتلها والقضاء عليها والخلاص منها بدون أي ذنب أو وجه حق ولا عدل ولا أي شرع من السماء أو الأرض يسمح  بإزهاق الأرواح عشوائيا من غير حكم عادل وإعطاء المتهم الفرصة للدفاع عن نفسه ...

                         نستغرب من التناحر الذي حدث ويحدث مهتمين بالمتابعة والسماع ونتأسف على الحال الصعب ونتحسر على الفقد، وننساها في خضم الحياة ، والآن الدائرة دارت دورتها بثورات الربيع العربي الذي بدل النهضة والتقدم والخلاص من الطغاة، دخلنا في فصلي الخريف والشتاء القاسي بسرعة ، قتل وإغتيالات وإرهاب بدون ذنب، ووقعت الأحداث المؤلمة على رؤوسنا كليبيين وعشناها على الطبيعة والواقع المرير وشاهدنا المآسي المرة كيف حدثت وتحدث نتيجة الصراع الدموي الذي خلف المآسي والأحزان، وتشريد ثلث الشعب الليبي بالهجرة إلى اوطان الآخرين، والبؤس والغربة... فقد كنا من قبل متجاهلين لمجازر الآخرين من إخوتنا حتى مررنا بالتجربة المريرة والعنف...

                       وتساؤلاتي للنفس الآن  ، كيف الأمة العربية تدهورت إلى هذا الحضيض وسقطت في حفر الشر والإرهاب إلى الأذقان والتي الرسول  محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء أصله منها ويمت لها وجذوره منها والتي هي خير أمة أخرجت للناس كما ذكر المولى الله عز وجل في القرآن الكريم العظيم، ونصاب بهذا البلاء والشر يعم والأحزان يوميا تتوالى بدون توقف، ولم نستطيع الخروج من الأزمات مهما حاولنا حيث الضمير غاب و غرق في نوم عميق ...

                          هل هي إمتحانات إلاهية صعبة قوية تطرق على الرؤوس حتى نفيق من الخداع والكذب على النفس ونستيقظ ونعيش الواقع ... وتحقيق الحق، والقضاء على التطرف والتزمت والإرهاب الذي عم وإستشرى في كل دولة ومكان بحجج تعديل مسارات كثيرة بالدين الإسلامي من البدع والحكم بالشريعة كما ذكرت، ناسين تقدم الزمن وأننا نعيش ونحيى الآن في عصر العولمة حيث سهولة المواصلات والإتصالات وقوة الإعلام والنشر للأخبار بسرعة البرق في العديد من القنوات الفضائية والأنباء في صور كثيرة  بالحاسوب ... مما لاشئ يستمر في الخفاء والسر ويبقى طي الكتمان كما كان الأمر من قبل بالسابق نعيش في التعتيم... 

                    أين الولاء لله تعالى وللأوطان؟ أين التضحيات بالروح والدم فداءا لسعادة المجتمعات العربية الإسلامية وتحقيق الأمن والأمان مع الجميع ونشر الدين بالإقناع والشرح؟ حيث لا إكراه في الدين، والعمل بالأخلاق الحميدة  بالمنطق والعقل ضمن السلام والتعاون كما فعل أجدادنا الأوائل الطاهرين بالسابق...   ولماذا غابت الأمور الجيدة وتوارت في الظلال والنور هرب وحل وعم محلها الظلام والظلم والقهر والتسلط من أدعياء الزعامات الجدد العملاء؟؟ الذين يدعون البراءة مظلومين وهم مجرمين و في قمة الإجرام للحفاظ على مصالحهم الخاصة مهما كلفت من مآسي وتضحيات بأرواح ودم الآخرين الضحايا البشر الذين معظمهم غافلين عن مجريات الأمور السيئة ويعيشون في الأوهام مثل الخراف يساقون إلى المسلخ للذبح وهم راضين غير عارفين بمصيرهم الأسود... أليست بمأساة؟؟؟

                   الحرام إستشرى في عروقنا وشرايينا وسرى مع الدم، والفساد والإفساد تحكم بالنفوس وعشرات الموبقات، وحب الشهوات والإمتلاك وكل طائفة تتناحر مع الآخرين للوصول للسلطة والحكم بالقوة بدون العدل ولا أي وجه حق من غير إنتخابات حرة يشارك فيها الشعب، وتدعي بفخر أنها الأصلح والتي يعجز المواطن البرئ عن قبولها و يلوذ بالصمت و طأطأت الرأس، خوفا من العقاب و القتل في العلن أو الإغتيال في الخفاء بدون محاكمات وعدل من الخوارج المرتدين الدواعش أعداء الإنسانية....

                    اللهم إننى قد بلغت حسب الإستطاعة والجهد الذي هو أضعف الإيمان الذكر والتذكير للغافلين النائمين في الأحلام، الموتى بلا قبور ولا شواهد ظاهرة وهم أحياء يرزقون ، عسى ضميرهم يوما أن يقوم من سباته ونومه ويندى وتسري فيه دماء النخوة والأصالة ويتحد بضمير مع الآخرين الشرفاء يدا واحدة بجد وطهارة ضمن التخطيط والدراسات الجيدة في الاصلاح حسب معطيات العصر الحاضر حتى ننال النجاح  مع الوقت ، حيث الحضارة لها ثمن وسعر غالي ضروري من الدفع والإيفاء لمن أراد الوصول لها...  والسمو له طرق عديدة للنجاح، السير بالعقل والمنطق والأخذ والعطاء في الحوارات الهادفة في إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر مهما كان !!!  بدون غضب وإنفعال ضمن الديمقراطية والعدل في الحكم والسلام الصادق النابع من الضمير مع الجميع إخوة وأصدقاءا وخصوم ...

             ولا تحدث هذه الأمور والأماني والأحلام بسهولة في وقت قصير والمبادئ السامية تتحقق بدون أصحاب عقول حكماء مغامرين يتصدون الجهل في في مقدمة الصفوف، فاهمين مجريات الامور وعارفين اللعبة السياسية الخبيثة كيف تدار من القوى الخفية العالمية والمحليات أدعياء الزعامات والثورية سواءا عن معرفة وقصد وخداع مبيت للوصول للقمة،  أم عن جهل، تحتاج إلى التضحيات الجسيمة ووقت طويل حتى ترسخ في العقول الغافلة عن الفهم والنفوس الحائرة تهدأ عن التناحر والصراع الذي أودى بالجميع إلى الهاوية فالكاسب المنتصر ذو الجبروت المغرور بالسلطة، مهما طال الوقت خاسرا المباريات العامة والسياسية في إتيان الشر والدم والمخالفة للشرائع السماوية والقوانين الأرضية كما يقولون فى الأمثال الشعبية التي لم تأت من فراغ بل نتيجة تجارب ومحن مريرة ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع... 

No comments:

Post a Comment