Monday, February 25, 2013

شاهد على العصر 79





بسم الله الرحمن الرحيم




قررت السفر إلى القاهرة مصر ولندن ببريطانيا تنفيذا الوعد يوم اللقاء مع عبد السلام الزادمة  بالحديث مع الأخوة فرحات والصابر مجيد وإعطائهم الأمان للرجوع حتى نستطيع ان نكون جبهة قوية داخل الوطن للمخطط الذي اعمل عليه طوال الوقت في صمت كبير من غير ان أبوح لأي احد مهما كان بالسر حتى أنام مستريح البال من غير تخوف من أي احد او زلة لسان واصبح نظير أخطاء تافهة  سجينا او معلقا على اول شجرة بالميدان 

خرجت من الحدود الشرقية أمساعد بسهولة ودخلت إلى مصر متابعا الرحلة البرية حتى القاهرة وأقمت في فندق سفير بميدان المساحة القريب من سكن فرحات، واتصلت به هاتفيا وكان موجودا ولقاء محبة من اخ لاخوه، قضيت عدة ايام بالقاهرة معظمها في حديث عما حصل معي في الرجوع  إلى الوطن والحفلات العديدة  بالاحتفاء واللقاء مع احد رموز النظام عبد السلام الزادمة، والى الان لم اجد اي صعوبات او مشاكل من النظام الليبي 

لم اشرح له السر الكبير للعمل داخل ليبيا، الا في حالة الموافقة والرجوع الفعلي والإقامة عندها سوف يعلم وما المطلوب منه، لكن لم يوافق حيث له تخوفات وليست لديه الثقة الكافية مهما كان العرض للرجوع مما اجلت الموضوع  الخاص بالنضال الداخلي الى مرة اخرى 

غادرت مصر الى لندن بريطانيا وأقمت هناك عدة ايام ونفس القصة مع الصابر مجيد، ولم ابح باي شئ له، ومن خلال الحديث المتواصل عدة ايام عرفت الأسباب القوية حيث يعيش في صراع مع النفس يرغب فى الرجوع من كل قلبه لمشاهدة الوطن، وفي نفس الوقت يتذكر ايام الضرب والتعذيب الرهيب في السجن 7 ابريل في بنغازي بعد الزحف والتأميم فى بدايات الثمانينات .

مازال يعيش فى ذكرى الالم والمعاناة وتحطيم النفس الكرامة والجسد،  الذي حصل له من جلاديه قساة القلوب الذين جلدوه بالسياط والضرب العشوائي على الجسد وهو مقيد معلق مثل الذبيحة غير قادر على اتقاء الضرب على الاماكن الحساسة بالجسد حتى يتلافى الالم القاتل، لا  يحب ولا يريد الرجوع تحت اي ظرف طالما هذا النظام قائم، لا يريد ولا يرغب ان يتكرر الخطا ويرجع …  مثل المثل الشعبي  " حليمة ترجع إلى عادتها القديمة "  يوما توجه له اصابع الاتهام من جديد وترجع القصة والمساءلة ويعذب مرة اخرى،  فقد جرب 

احترمت رأيه الخاص، قائلا له انت آخي من الدهر وليس من الظهر، الحياة والموت والقضاء والقدر بامر الله تعالى وانا اوفيت بالوعد، والغربة مهما كانت غربة … بالنسبة لي جلسة بسيطة  فى  اي مكان بالوطن وشرب طاسة شاي مع الاخوان الأصدقاء والعيش ولو في كوخ هادئ البال من غير خوف ولا رعب من مطاردات، احسن عشرات المرات من السكن في الخارج  غنيا في قصر كبير، بدون اصدقاء مطاردا من عصابات فرق الموت للجان الثورية، أعيش في ظلال الرعب والخوف،  انتظر متى تحين الساعة والأوان  

رجعت للوطن وانا سعيدا  لانني اوفيت بالعهد والوعد، وفي نفس الوقت فرحا من اصرارهم على عدم الرجوع   لان الوضع الغوغائي الفوضوي لا يبشر باي إصلاح حسب الذي شاهدته بأم العين خلال الفترة البسيطة التي عشتها وسمعت الكثير من الأحاديث والمهاترات في بعض الجلسات الخاصة مع الثقات .

للأسف الشديد لن تتقدم ليبيا للإمام وعلى راسها وسلطتها هذا العقيد المعقد، وأمثال هؤلاء المسؤوولين الذين يدعون العلم والمعرفة وهم جهلاء، يصلون للسلطة بطرق غوغائية غير سليمة بدون صناديق اقتراع ولا انتخابات ديمقراطية من ابناء الشعب او المنطقة معظمهم يصلون عن طريق العائلة والعشيرة ومدى قوة القبيلة وبالاخص في المنطقة الشرقية الذين يركزون على امانات معينة اهمها المالية والزراعة، الصناعة والاسكان، التعليم وغيرها بالتوالي حيث هذه الأمانات لها الميزانيات الضخمة  يستطيعون الإثراء بسرعة نظير المخالفات  التجاوزات والسرقات ،الفساد والإفساد للذمم نظير الحاجة، استشرى وعم بسرعة نظير مخططات مستقبلية من قوى خفية دولية  والطمع الهائل من القوى المحلية بحيث أهدافهم تلاقت فى مصالح معينة أساسها النهب والخراب والهدم للنفوس الضعيفة والوطن حتى لا ينهض من العثرات ويصبح بالمؤخرة سنوات عديدة صعب الاصلاح طالما هذه الأجيال حية ترزق 

مثلا ،  المالية لا يمكن قبض اي صك من الدولة لفواتير معتمدة ومصدقة من الضرائب ان لم يدفع المالك مبلغا كبيرا نسبة عالية  اتاوة مفروضة  تقدر من المسؤول حسب المزاج بدون إحراج وفى كثير من الاحيان فى العلن عن طريق وسطاء، اذا أراد الضحية ان يقبض مستحقاته بسرعة وبالاخص للمقاولين حتى يدفعون اجور الايدى العاملة ،، وحدثت مشاكل كثيرة للبعض الذين رفضوا الدفع، لا يريدون الحرام ، مما تم التأجيل للدفع لهم بطرق ملتوية مما تأخرت المشاريع وارتفعت الأسعار ، وعجز الكثيرون من القطاع الخاص ابناء الشعب على البناء والتشييد لبيوت خاصة للسكن المريح .

الصناع والعمال المهرة ذوى الأجور العالية ، لا ياتون إلى ليبيا للعمل الجيد المتقن نظير امور كثيرة  يصعب شرحها بسرعة، اهمها التعطيل فى الدفع مع ان الدولة غنية والدخل الشهرى من النفط والغاز بالمليارات، عدم الاشراف الجيد ابتداء من المواد المستوردة الرخيصة  عديمة المواصفات، عدم الإتقان فى العمل، الإتاوات العالية التى تأكل ربح المقاول مما يتقاعس عن العمل والتسليم للمشروع نظير عدم الصرف بسرعة .

جميع الميزانيات في ليبيا  منهوبة بطرق يعجز الشيطان عن عملها، في نظري الربع يصرف تغطية وذر الرماد فى العيون فى مشاريع تافهة مع الوقت ضاعت وانتهت، وثلاثة الأرباع الباقية ضاعت فى الجيوب وتسمين الحسابات،  وكان الامر مقصود والدولة تعرف الامور ولا عين ساهرة ، ولا رقيب وديوان مراجعة، بل النهب والسرقات قائمة على قدم وساق 

الدورة الاقتصادية جميعها مرهونة بيد حاكم مريض مجنون يعمل كما يريد … يوما يأمر بالبناء والتشييد بقوة للمشاريع،  وبعد فترة يتراجع عن جميع القرارات أو يضع عراقيل وتعديلات كبيرة لا تتماشى مع المخططات والعقود،  مما الدولة عاشت فترات رهيبة في خضم الدعاوى والقضايا وتم الصرف بالملايين لجيوب الوسطاء  كاتاوات ومساومات … أليست بمأساة ؟؟

كل يوم اقضيه بالجماهيرية اكتشف الكثير من النوادر والاحاجي مستغربا كيف الدولة مستمرة ؟؟ مازالت تتباهى وتصرف فى المليارات فى غير طاعة الله تعالى، متوهمة انها الفريدة الرائدة  متزعمة الارهاب الدولى، تبذر فى الملايين فى الخارج فى امور لا تخص الشعب الليبي لا ناقة له فيها ولا جمل، والشعب فى مسيس الحاجة لأساسيات مهمة  الاهتمام بالصحة للمواطن بدل العلاج بالخارج للمستنفعين والعائلة القذافية وجميع الحواشي من المعارف والصرف عليهم بدون حدود بسرعة من غير اي تدقيق،  والفقراء يموتون وهم في انتظار الموافقات 

التعليم الجيد للجميع والبعثات العلمية للخارج للكفاءات، بدلا من الكثيرين الذين لا يحملون الشهادات التى تتيح لهم السفر، بل الكثيرون من شرائح وقبائل معينة نظير القرابة واولاد العمومة لوزير التعليم بخطة مدبرة مسبقة  زور لهم مستندات  حتى يسافرون على حساب المجتمع وقضاء عدة سنوات بالخارج .

اننى لست متحامل على النظام العفن الذى العفونة استشرت والروائح الكريهة زادت عن الحد من التخلف والجهل، فى نظرى الجميع ابناء الوطن وليس لاحد دون الاخر حتى يتحكمون فينا يعملون كما يريدون وهم جهلة لا يعرفون كيف تدار الامور وتنجح ضمن دراسات وخطط ، نريد ونرغب الصلاح والإصلاح  حتى نفخر يوما اننا نهضنا وتقدمنا امام الاخرين بالعالم، ونصبح روادا للكثيرين من دول العالم الثالث  حتى يقتدون بنا اننا مصلحين .

لكن طالما هذا الحاكم الطاغية على رأس السلطة الغوغائية مطلق اليد يحلم بالليل وينفذ بالنهار، الجميع يأتمرون بأمره، ينفذون  الأوامر الخاطئة المضرة وتراهات الكتاب الاخضر   لن نتقدم  لان الجهالة وضيق الافق والفساد بالنفوس باق لن ينتهى ولن يرحل بسهولة، حتى ان تغير النظام الى نظام اخر مستقبلا نفس القصة المؤلمة ، سوف نواجه الكثير من الصعاب والمصائب حيث ليس سهلا ترجيع عقارب الساعة للوراء  والرجوع لأيام العهد الملكى الزاهية 

تم الاستدعاء للتحقيق من بعض الجهات الامنية عدة مرات ظاهرها امورا عامة، وباطنها سياسية بحته حتى لا ارتاح واعيش في خضم الرعب والقلق انني مازلت ملاحق … لم اؤتمن بعد نظير السنوات الماضية التى كنت معارضا قويا ، وانا داخل النفس اضحك على الوسائل البدائية لأننا أعطينا المريض القذافي ونظامه اكثر من حجمه المفروض نظير ترديد الشائعات في أوساطنا 

سافرت عدة مرات للخارج واحتطت للأمر فى اللقاء مع اي احد من اخوتنا الليبين او الاجانب حتى المعارف ورفاق الدرب الكثيرون منهم  اصبحوا يخافون مني ان اكون عميلا للنظام  لاننى رجعت ولم اقتل او اسجن ، وانا احترق داخل النفس، هل بعد هذا الكفاح والجهد المعاناة  والتضحيات  من اجل الوطن، الام من سذج جاهلين، وانا اعمل من اجلهم ؟؟  غير قادر على الشرح المستفيض، لأنني اعرف اننى تحت المراقبة بطريقة وأخرى من وشاة مندسون فى جميع الأوساط ومن أشخاص موثوق بهم فى الظاهر والباطن يعلم به الخالق الأحد

هل وشاة عملاء بقصد او بدون قصد يتحدثون  لا يستطيعون الصمت  ولا السكوت، حيث الواحد منهم لا يستطيع النوم ولا الراحة، وكان فى فكره ونفسه عفريت  حتى يتحدث ويخرج الامر لآخرين  بصراحة، وان لم يجد من يسمع لاي ظرف كان … لا يستطيع التوقف، يتحدث إلى زوجته ويقول لها الموضوع وانه سر  وبالتالي  نفس القصة تتكرر 

بعض الزوجات لا يستطعن تحمل الأنباء الخبيثة والدس، لا اسرار تحفظ بل  تفشى بحديث بسيط او دردشة على الهاتف بسرعة البرق بالهاتف وبالاخص بين النساء اللائى بعضهن  ثرثارات بدون قصد، لكن الضرر منهن  كبير … 

فى الشهر الاول من مجيئى ذهبت في زيارات للمصارف للتأكد من الحسابات السابقة بعد التاميم والزحف وياالمصائب وجدت بعض الحسابات مدينة بأرقام كبيرة اولا الفوائد المتراكمة لعدد سنين عديدة، وثانيا جميع الكفالات الشخصية للأفراد اثناء وجودى قبل الغربة معظم الجميع لم يدفعوا  أقساطهم والتزاماتهم واالبعض منهم توفى الى رحمة الله تعالى… المصارف لم تطالب وتقدم الوثائق الرسمية  الدائنة عن طريق المحاكم  لاستيفاء حقوقها، وفي حالة العجز تسحب من الكفيل، بل نظير الغياب وإقفال  الحسابات تم السحب بدون الاعلام، وبالتالي لم استطيع ان اعمل اى شئ كبير خوفا يوما بطريقة ما  يقدمون على الحجز على فى اى شئ للتسديد للحسابات السابقة،
المفروض شرعا وقانونا وعرفا فى حالة التاميم والزحف الضحية يصبح نظيف الذمة وبالاخص المالية المادية نظير الاستيلاء على جميع الممتلكات دفعة واحدة ،، بحيث يقبلون جميع مالديه وما عليه ،، ويصبح نظيف الذمة .

الحمد لله تعالى ان الممتلكات والأملاك تغطى جميع الالتزامات عشرات المرات ولكن كيف التفاهم مع عدو شرس جاه،  هو سبب البلاء من الاخطاء القاتلة التى عاثها ،، لا يفهم ولا يريد ان يفهم  ،،،  بيده السلاح والسلطة ونحن ليس لدينا غير الايمان والصبر وأننا مظاليم ،، غير قادرين على الدفاع والتصدى  ضد مجنون أهبل 

ايام الزحف والتأميم فى اواخر السبعينات كان فى مدينتنا درنة وقتها 3 مصارف عاملة وكان لدى حسابات ومعاملات مع الثلاثة نظير أعمالى والشركات المتشعبة .
قررت التاكد وذهبت وراجعت الاول المصرف التجارى الوطنى وكم ذهلت من المبلغ المدين فى الحساب المسجل لديه، وانا لدي إيصال بالدفع موقعا منهم ان الحساب مسددا بالكامل، تجادلت مع المدير رحمه الله تعالى " حمزة عفان " بدون نتيجة وقال ات برسالة من الادارة العامة بالشطب وانا سوف انفذ وقتها، وقمت بزيارة للمدير العام ورئيس مجلس الادارة "  بدر بواعزيزه "  الذى اعرفه جيدا  ونفس القول، لا يستطيع الشطب الا باوامر عليا من بنك ليبيا المركزى عن طريق القضاء ،، قلت له لا تغضب لأنني سوف التجأ للقضاء .

قررت الذهاب للعدل ورفع قضية في الادارة العامة للمصرف على سوء التصرف وعدم الدفع لاموالى المحجوزة لديهم بالعنوة والغصب بدون أية مستندات قانونية  ،، ونفس القصة مع مصرف الوحدة حيث بقدرة قادر الضمانات الكبيرة والتسهيلات لاحد الشركات التى أنشأتها " شركة انوار " لأعمال الكهرباءً والتى تنازلت عليها مقابل التصفية،، لم  استلم التصفية ولم استلم حقوقى بل تم خصم  مبلغ الكفالة الكبير المدين لاحد الشركاء الذى توفاه الله تعالى بالضعف وله قصة طويلة عندما اصل الى السرد لكامل الموضوع 

الثالث مصرف الجماهيرية الذى تغير بعد الانقلاب الاسود من اسم  بنك باركليز الى الجمهورية ثم الى الجماهيرية، قمت بزيارة للمدير السيد " مرعى حسان "  وراجع الحسابات وقال كل شئ سليم ولا مطلوبات لا ديون والتزامات وطلبت منه رسالة رسمية تؤيد ذلك وفعلا بعد اسبوع استلمتها من المصرف باننى نظيف الذمة المالية  من اى التزامات  مع المصرف، احتفظت بها للأيام والمستقبل 

ذهبت إلى المحامين ورفعت قضايا ضد المصرفين وبعد صراع مرير  فزت عليهم وتحصلت على أحكام على المصرف التجاري  ومصرف الوحدة الاولى من محكمة البيضاء سنة  1993 م وكان القاضى المحترم  السيد مصطفى عبدالجليل ،،،الذى تفهم الحال وحكم بالعدل 

 وتقدمت المصارف بالطعن في الحكم الاول  وصراع مرير ووقت طويل في قاعات وردهات المحاكم، فزت ونجحت في الاستئناف ضد المصرفين التجاري والوحدة، وطعن المصرف التجاري في حكم الاستئناف، وتم النجاح الاخير وايدت المحكمة العليا حكم الاستئناف . اما بالنسبة لمصرف الوحدة  فزت بالأول والاستئناف ولاخطاء من المحامي لم يتقدم في الوقت المناسب للمحكمة العليا  مما تاخرت حتى الان 

لم اجد أحدا يسمع الصوت بل تأجيل في تأجيل حتى يضيع الوقت، والى الان لدي ملايين عديدة لديهم لصالحي المفروض قبضها ولكن نظير احداث عديدة مازلت انتظر…  أليست بمأساة ان ينتظر الانسان أمواله اكثر من 34 عاما  حتى الان، ولا يتم السداد لها ؟؟؟ أليس بصبر سيدنا ايوب ؟؟؟؟ دائماً تأجيل فى تأجيل هل يريدون منا ان نموت اولا حتى يدفعون؟ أليست بامور مؤسفة ومآسى قاتلة من أولات امر لا يفهمون 
                  رجب المبروك زعطوط

البقية فى الحلقات القادمة …                                     
    

Saturday, February 23, 2013

شاهد على العصر 78



بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
     الالتحاق بالجامعة يكلف الكثير من المال، ولم اتقدم للحصول على اى  منح دراسية للاولاد، لاننى اعرف مسبقا الرفض البات نظير المعارضة، جميع الأولاد والبنات  تمت دراساتهم الجامعية على حسابى الخاص مما أثقلت الكاهل بالمبالغ الكبيرة التى تم صرفها عليهم، لم تتاح لي الفرص للادخار والتوفير للمستقبل ، بل السعي دائماً لتوفير احتياجاتهم وأقساط الجامعات، واضطررت للضغط على النفس، ولم اظهر لاي انسان اننى أعانى… محافظا على الكبرياء القيم والكرامة من الشماتة وبالاخص من اقرب الأقرباء 

سافرت العائلة الى امريكا وقضت بعض الوقت في فرجينيا ثم انتقلت الى دالاس، وتم تاجير بيت وترك مصطفى الشقة التى مقيما بها للتوفير وسكن مع العائلة بحيث اصبحوا مع بعض مرة اخرى، والزوجة  تحصلت على عمل لتشغل وقتها بالجهد والعرق، لتساعد على الصرف وانا من ناحيتي فى ليبيا استطعت الحصول على بعض المال من بيع قطعة ارض بطرابلس لاحد الاصدقاء بسعر زهيد وقتها بعثت معظمه عن طريق السوق السوداء بدون ان يعلم النظام حيث ممنوع منعا باتا خروج اي مبلغ عملة صعبة،  حتى يستطيعون المقاومة  ودفع الالتزامات السابقة الخاصة حتى تبرا الذمة  المالية ولا أحدا او جهة تطالب مستقبلا ، والعيش الكريم فى الغربة للعائلة 

توزعت الاسرة الكبيرة بسبب النظام وتراهات العقيد الى عدة اماكن غصبا عني، وهذه هي سنة الحياة، العائل بليبيا  ابحث بقوة  كيف اضم الشمل من جديد،  وللأسف غير قادر بسبب مدارس الأولاد، لا اريد القضاء على مستقبلهم بالبقاء في ليبيا نظير التخلف الكبير في إدارة  التعليم، كان الله تعالى فى عون الأجيال، التى لم تتحصل على التعليم الجيد .

احد المنظرين في الانقلاب الاسود الجاهل "احمد ابراهيم قريب العقيد " ايام توليه وزارة التعليم، ألغى من المدارس والجامعات  او اى مؤسسة تعليمية فى ليبيا الجماهيرية الفاشلة، تعليم اللغات الاجنبية وبالاخص  الانجليزية والفرنسية باعتبار انها لغات الاستعمار والمستعمرين، أليس بقمة الجهل والتخلف من انسان يدعى العلم والحصول على الشهادات وهو جاهل فى قمة التخلف، يرجع بأجيال كثيرة الى الخلف والتجهيل  طيلة حكم  4 عقود ونيف للوراء 

المأساة الحقيقية ليست هو فقط ، بل العقيد الجاهل الذى لولا  ايحاؤه وموافقته لا يمكن الالغاء ولا يستطيع احمد ابراهيم ان يفرض الامر، أليست بمأساة ؟؟؟ 
 
قررت السفر الى طرابلس مع عبدالجليل عن طريق البر حيث يريد الوصول الى مصراته والذهاب الى مصنع الحديد لشراء  طلبيات حديد خرسانة لشركة درنة للبناء التى يعمل فيها كموظف، ثم الى طرابلس  غربا التى تبعد حوالى 200 كم 

بعد يومين سافرنا بالصباح الباكر الى مدينة مصراته عن طريق البر التى تبعد حوالى 800 كم غربا عن بنغازي ووصلنا إلى هناك حوالي الاصيل وأقمنا في فندق "كوز التيك "  والمرحوم عبدالقادر اخليفه من درنة مديره العام وقتها، كنت مريضا من الحمى حيث اصبت بانفلوونزا حادة في الطريق من تغيير الطقس وتقلب الأجواء من حر بالنهار وبارد بالليل، تناولت بعض الدواء ونمت بالفراش في الغرفة ولم اخرج طوال اليوم الثاني الا  بعض الوقت فى الصالون لمقابلة لاحد اشقاء احد الأصحاب الذي يدرس في امريكا وقمت بمعروف له هناك  بالسابق حضر اخوه لما عرف اننى في الفندق من عبد الجليل اثناء الحديث في المصنع حيث يعمل هناك كموظف، وأصر على الدعوة لبيته، ردا للجميل والمساعدة لاخوه الطالب في امريكا  ولكن لم أوافق بسبب الحمى  والمرض مما تفهم الوضع ووعدته بالمرور عليهة فى طريق الرجوع من طرابلس مما وافق  

 اليوم الثالث بصعوبة ركبت السيارة وانا ارتعد وارتجف، لدي قشعريرة  وحرارة من الحمى وتوكلنا على الله تعالى لقطع بقية المسافة البسيطة الى طرابلس وأقمنا فى الفندق الكبير الذى تم البناء له اثناء الغياب والغربة، تم الاتصال مع العقيد احسين الامام الذى أصر على دعوة اليوم التالى لمادبة العشاء فى بيته وأخذنا  العنوان منه حتى ناتى الى بيته بدون ان يتعب ،، ووقت الميعاد والدعوة بالمساء بعد المغرب كنا عنده بالبيت داخل معسكر الإمداد ،، وكان عشاءا لذيذا شهيا وسهرة حلوة فى الأحاديث عن الغربة والشقاءً الذى مر به معظم الجميع  فى الحصول على الاقامات فى الدول الاجنبية  والعيش الكريم التى كانت الهاجس الكبير لاى مهاجر غريب ،،اثناء شرب الشاى الاخضر وتناول الحلويات والفواكه .

اثناء الخروج للرجوع الى الفندق، طلبني لوحدي وسلمنى مبلغا من المال كنت قد أودعته عنده كدولارات منذ سنوات عندما  كنت في زيارة الى باكستان، ولم اطالب به منذ ذاك الوقت، لكن  احسين كان أمينا عفيفا تقيا، اراد ان يصفى ذمته، سلمني المال فقد مرت سنوات عديدة عليه اكثر من عقد وربع من السنين، ولم تحدث أية اتصالات او تواصل من اى نوع  خلال المدة الطويلة بيننا، وشكرته على الأمانة .

تحدثت مع عبدالجليل على مائدة الغداء رغبتي لزيارة احد الأصدقاء فى مدينة سوسة  بدولة تونس، وارجع خلال ايام… ورد انه اذا لم يكن  لدي مانع سوف يرافقني الى هناك … مما وافقت لاسباب عديدة اهمها لأعرف هل سوف اتعطل بالحدود ام لا، هل حافظوا على العهد بالعفو والصفح ام عبارة عن اقاويل ؟؟؟

اليوم الثاني مررنا على الحدود الليبية بكل السهولة وبدون اى نوع من انواع التعطيل او المعاناة والمضايقات العقيمة كما يدعون … بالنسبة لي اول مرة اعبر فيها  الحدود البرية مع تونس لأنني بالسابق زرتها  عدة مرات بالطائرة  عن طريق مطار قرطاج تونس.

لم نتعطل فى الإجراءات سواءا بالحدود الليبية او التونسية وخلال ساعة كنا فى الطريق نسير  الى مدينة سوسة مارين خلال الطريق السريع بالمزارع الشاسعة باشجار الزيتون وبعد عدة ساعات بالاصيل وصلنا الى مدينة سوسة، واقمنا بفندق "حنيبال "، وتم الاتصال الهاتفي مع الصديق  "سيد الشرشاري" رجل الاعمال الذى حضر وتناولنا العشاء مع بعض 

قضينا 3 ايام في مدينة سوسة وسألت سيد اذا كان بالامكان اعداد دراسة لإقامة مصنع للآجر في مدينة درنة، ووعد بأنه سوف يرتب زيارة  خبراء للقدوم الى مدينة درنة والدراسة للمنطقة … اثناء الأحاديث عرفت انه غير مهتم بالسياسة، ومهتما بالأعمال والمال  ولم اطرح عليه اي موضوع عنها، مع الفرق الكبير مع اخوه السيد فرحات المقيم بمصر الذي كان اخا رفيقا معنا في السراء والضراء  من ايام المعرفة  سنة 1981م، معا اعضاءا في مجلس الادارة في  الرابطة الليبية في القاهرة برئاسة المرحوم مصطفى  البركى وعضوا في التنظيم المعارض للقذافي. 

رجعنا الى طرابلس وبعدها إلى بنغازي وكانت الرحلة البرية الاولى الى تونس جيدة، ورجعت إلى درنة وأقمت في بيت اختي الحاجة مؤقتا حتى استرجع بيتي الذي تم الزحف والتأميم له واكتشفت خلال الإقامة ان أمورا كثيرة خاطئة استغلها الأقارب والأصدقاء فترة الغياب والغربة وعلى راسهم عبدالجليل الذي استغل ترجيع البيت بكامل اثاثه وموجوداته من الإسكان بطرق ملتوية مستغلا اسم العائلة والقرابة، مستعملا له كوكر للسهرات والجلسات لكل من هب ودب عند زياراته إلى مدينة درنة، وباعه بمبلغ مالي زهيد " خلو رجل " لاحد الدراونة من ال قاطش وقبض المال ولم يتكلم عنه بتاتا عندما حضرت ورجعت الى ليبيا، حتى تساءلت ! 

 ألم يكن يعتقد انني يوما سوف ارجع إلى ليبيا واكتشف الموضوع المحزن ؟؟ مما سبب جفوة كبيرة بيني وبينه حتى كتابة هذه السطور، لو صارحني منذ البداية عن الموضوع، كان يمر مر الكرام وليس لدي موانع، فقد تم الزحف والتأميم وسرقت الدولة مني  في وضح النهار الملايين، فهل امانع في ضياع الآلاف وبالاخص لقريب ونسيب؟؟ 

لكن الطريقة والاستغلال البشع وبالاخص من الأقرباء، فاق الحد فقد شعرت بطعنة غادرة سامة لم اتوقع ان تحدث منه تحت اي ظرف، وشككت في الالتصاق بي طوال الوقت والرحلات من بنغازي إلى مصراته وطرابلس وسوسة في تونس والرجوع والمقابلات الكثيرة وانا بحسن النية، هل تكفيرا عن سوء التصرفات ؟؟ والبيع للبيت من غير ان يقول، او يكون عينا على اين اذهب ومن أقابل ؟؟ او بريئا نظير الحس الآمني والشكوك؟؟ وفي جميع الظروف الحمد لله تعالى انا متاكد لم أحكى ولم اتحدث فى أية مواضيع خطيرة  ممكن تحتسب ضدي يوما من الايام !
 
تم استدعائي من النظام لمحادثة بسيطة في الأمن الداخلي ببنغازي بقيادة السنوسي الوزري، واول مرة اتعرف عليه، ومن خلال اللقاء البسيط شعرت بأنه ودود عاملني بكل الاحترام والتقدير والحمد لله تعالى مرت على خير وسلامة، مجرد أسئلة بسيطة عن احد المواضيع السابقة التي ليست لي اي علاقة بها وانما يريدون العلم إذا انا اعرف اي معلومات عنها مما جوابي كان " لا  " وهو الواقع .

بعدها بشهر استدعاء اخر للسؤال عن مواضيع اخرى وخرجت منهم سليما بدون ضرر، تعلمت من طلبات الاستدعاء التي كثرت بحيث لا يمر شهر واحد إلا وأحد الجهات الامنية الكثيرة تستدعيني للحديث فى احد المواضيع لتعرف مدى الصدق، تعلمت   الدروس الاولى  ان النظام لن يتركني ارتاح في الوطن،  ومهما حاولت العمل  والتقدم باي مشروع جيد لن تتم الموافقات ولا التسهيلات من المصارف، لن ارتاح لأنني مازلت في نظرهم  محط شك وشكوك غير مقتنعين بان اترك امريكا حيث الديمقراطية والراحة وأتى واسكن في درنة بمزرعة بعيدا عن التقدم والأضواء 
كمن يأتى من السماء ويهبط على الارض، يأتى من الجنة ويبقى في جحيم القذافي، ونسى او تناسى هؤلاء الأوغاد  أمرا مهما لدى اي حر شريف … الحنين الذي ليس له سعر وثمن، ان الوطن غالي لا يعلى عليه اي مكان او وطن في العالم الفسيح، وفي نظري ان الذي لم يجرب الهجرة والغربة والمعاناة  والبعد عن الوطن والأهل لا يستطيع الشرح …
 
وصل من طرف سيد بعض الخبراء ولم يكن في درنة فندق مناسب لإقامتهم  مما أضطررت لحجز غرف في فندق المسيرة بطبرق التي تبعد شرقا 175 كم عدة ايام لإقامتهم وأجرت سيارة تقلهم كل يوم من طبرق الى درنة بالصباح، وترجع بهم بالمساء، اليوم الثاني بالضحى ياتون إلى  المدينة ونقوم بالزيارة والاستكشاف لعدة اماكن حول المنطقة لاختيار المكان المناسب للمشروع من حيث المواد الخام والطرق المؤدية بسهولة ووجود الماء وقرب خطوط  الضغط العالى للكهرباء وأمورا كثيرة لمثل هذه المشاريع الكبيرة .

كل يوم من الضحى الى نهاية الاصيل مع الخبراء فى الجولات بالمنطقة  وتناول الغداء ثم  السائق يقود بهم الى طبرق للعشاء والراحة وفى الصباح الباكر بعد الإفطار يأتي بهم الى درنة ليبقوا معي حتى الاصيل، استمر الخبراء ثلاثة ايام على هذا المنوال حتى انتهت المهمة والدراسة وسافروا الى طرابلس والخارج .

وصلتنى بعدها الدراسة الفنية وكم القيمة الاساسية للآلات وجمعت الأرقام ووضعت الدراسة الاخيرة والتكلفة للإنشاءات ووصلت للرقم النهائي، وتقدمت بالعرض الى رئيس اللجنة الشعبية للصناعة في مدينة البيضاء … وكان الأمين المكلف من  مدينة درنة، اعرفه معرفة سطحية وحضرت للبيضاء مع مدير المكتب قبل التاميم والزحف السيد ء" عبد الرازق بدر "  رحمه الله تعالى  ودخلنا مكتب الأمين وكان بالداخل مجموعة كبيرة من الرجال، يتسامرون بدون عمل مهم ، اعرف بعضهم مما قاموا للسلام على والترحيب بحرارة على الوصول إلى ليبيا ارض الوطن من الغربة حيث كان لي صيت كبير على السمعة الطيبة .

والبعض طلب من الأمين ان يعمل ما بوسعه للموافقة، وقام الأمين وجلس على كرسي مكتبه وطلب العرض وقدمته له بعد ان اخرجته من المظروف الكبير، ولشدة الاستغراب عندما شاهد الرقم الكبير للمشروع، بدون ان يشعر ولا شعور غير قادرا على الاستيعاب،  بدا يتمتم بصوت عالي بذهول غير مصدق، قائلا ياحاج باستغراب وذهول  تريد ان تبتز جميع ميزانية الجبل الاخضر لهذا العام  في تشييد هذا المصنع؟؟ مما آلمني الامر كيف مثل هذا الجاهل ان يتولى هذا المنصب مع انه يدعي انه مهندس وأخذ دورات بألمانيا ؟؟!

طلب مني ترك الدراسة ولكن رفضت حتى لا يضيع المجهود والصرف وتسلم الى اطراف اخرى خبيثة لمعرفة الفكرة  والدراسة ولا استفيد منها، قلت له أسف … اخذت العرض وودعت الحاضرين وغادرت المكتب ولم ارجع مرة اخرى له، أو السعى لدى الادارة العامة في الامانة بطرابلس، وكانت غلطة، حيث ليس هو الاول في اتخاذ القرار والموافقة  النهائية، بل يعرض الموضوع على لجنة الأمانة العامة للصناعات  في طرابلس العاصمة  التى توافق ام  لا !

من اول وهلة  وانا متوكل على الله عز وجل، واجهت الصد !! وكانت تجربة حيث في الجماهيرية الامور تسير بالغلط والأخطاء ، حسب المزاج ، لا يمكن النجاح  في اي مشروع  كبير لمصلحة الوطن ان لم يكن احد المسؤولين الكبار له ضلع كبير مساهما فيه !

المسؤولين الكبار العملاء المساندين للنظام يعبون فى أموال الحرام علانية بدون أي سؤال ولا أي متابعة، أليست بمأساة كبيرة ؟؟ ان نعرف الكثير من الامور ونشاهد بأم العين السرقات والمخالفات والتجاوزات والإثراء الرهيب ونحن ابناء الوطن بالمؤخرة نتحسر على خيرات بلادنا التى ضاعت … غير قادرين على الحصول على  الخيرات الا الفتات للعيش 

بالنسبة لي وضعت في خانة معينة مميزة بأن لا اكون صاحب أموال غنيا تحت اي ظرف بهدوء من غير اعلان وتعنت،  الملاحقات اليومية  الشهرية بدون ازعاج كبير ولا ضغوط حتى لا  اغادر وارجع إلى امريكا… معظم الجميع من افراد الشعب من العائلة والأقارب والمعارف يتحسسون من الزيارات والتواصل معهم  خوفا ورعبا من الربط لهم بأنهم يتعاونون معي ضمن الدائرة 

المهم رغبتهم  ان أعيش ملاحق فى ضغوط مستمرة  وخوف ورعب حتى لا ارتاح ولا انتج  واصبح صاحب أموال كما كنت من قبل ، ينتظرون مني ان اخطا واسقط في أي متاهة ضدهم وبالتالي اعطيهم الحجة للاتهام والانتقام 

الميزة انني اعرف ماذا يخططون لي من متاهات لأسقط ، نظير التجارب والخبرات، تحاملت على النفس وصبرت صبر سيدنا ايوب ولم اغضب وأتحدى بل عشت تلك الفترة السوداء من سنين حياتي بسكون وصمت، بيات شتوى تام، ضمن الاخلاق الحميدة  ولم أشعر النظام بأي شئ وكأنني جاهل لا اعرف ماذا يدور …  ولا ماذا يحاك … لأنني أتعامل مع اوباش من وشاة ومسؤولين لا يعرفون الشرف، غوغائيين تنقصهم التجارب والخبرات النضالية، في معاملة الرجال الاحرار !!!

جل معرفتهم الإفراط في القوة، يعتقدون ان العنف والإفراط فيه هو الاساس لخلق  الرعب والخوف مما الجميع  يطاطؤون الرؤوس، وتمشي الامور لصالحهم  على احسن مايرام، ونسوا وتناسوا ان  الإفراط في أي شئ زاد عن حده ينقلب ضده،  له وقت معين وينتهي، فالعنف يولد العنف، ومن يلعب بالنار يوما تحرقه، يوما لك ويوما عليك، والسؤال من المسؤول من الحكام الطغاة  وأزلامهم  الذي يريد ان  يسمع ويتعظ؟؟

                       رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الصفحات القادمة 

Friday, February 22, 2013

شاهد على العصر 77



بسم الله الرحمن الرحيم 


        دخلت سيارات الأمن فجأة من البوابة بدون السؤال والاستئذان مما يدل على الفوضى والغوغائية وعدم الاحترام  للبشر  ،،، رجال الأمن  والمخابرات فى الجماهيرية  يعتقدون فى انفسهم انهم فوق مستوى المواطنين بدلا من خدماتهم والسهر على امنهم يقومون بغلاظة  بارهابهم ورعبهم بطرق سمجة ليس للحضارة والسمو فيها اى دخل ؟؟ طالما العقليات التافهة بهذا الشكل  ،، غير مؤدبة بدون اخلاق ولا  احترام.

ارتاحت النفس قليلا عندما شاهدت الوسيط " مفتاح نشاد " ينزل من السيارة ومد يده بالسلام وقال بلهفة اين كنت ياحاج طوال اليوم ونحن نبحث عنك؟؟ تعال معنا ،  لك لقاء مع العقيد معمر للجلوس والمحادثة والان الوقت تأخر وسوف نحاول ان نصل قبل فوات الوقت … هيا اركب معنا للقاء .

ركبت السيارة معه بكل الهدوء والأفكار كثيرة متلاحقة هل هى حيلة حتى لا اقاوم واهرب فى المزرعة وسط الأشجار والمغرب على الأبواب،  او مكيدة للضغط والاستجواب على احداث ماضية بالخارج منذ سنوات عديدة  اتهمت بها وانا  برئ  منها  ؟؟؟  ولحقنى عبدالجليل فى السيارة الثانية متسائلا يريد ان يعرف القصة غير عارف من الطالب من المسؤولين  الكبار فى الدولة  وما المطلوب فى هذا الوقت مني؟؟

تحدث معي فى السيارة، مفتاح بهدوء عادي مما تساءلت نظير الحس الآمنى هل هو لا يعرف القصة وما المطلوب بالضبط ، او مدرب تدريبا جيدا يعرف ولا يريد منى ان اعرف ؟؟؟ حتى نصل ؟؟  لم استطيع الفهم مهما قلبت الامور فى الذهن ،، لم اصل الى حل ؟؟ كل شئ متوقع فى الجماهيرية السعيدة الخضراء نسبة الى كتابها الهزيل الاخضر .  
   
اثناء الدخول فى الشوارع الضيقة القريبة من المعسكر فى ضاحية "  البركة " لاحظت ان  السائق يستعمل فى انوار السيارة بطريقة معينة عدة مرات للتنبيه، كشفرة متفق عليها مما تفتح البوابات بسرعة ويدعنا الحراس المرور بسهولة  بدون تعقيد ولا كثرة أسئلة ؟؟

أخيرا توقفت السيارات فى المعسكر الرئيسى للصاعقة فى موقف معين ونزلنا وقطعنا الشارع العريض للجهة المقابلة حيث مبانى جاهزة من دور أرضى واحد على الشارع العريض المضئ بأنوار خافته والأشجار متراصة فى اشوط متباعدة بين الواحدة والأخرى مسافة ، ولاحظت تحت كل شجرة حظيرة جنود من الصاعقة  ملثمون بأقنعة خضراء، جاء احدهم عاري الوجه وتحدث عدة كلمات مع السائق وقادنا  عبر المبانى  فى ممر ضيق حتى دخلنا الى قاعة كبيرة بها عدة صالونات، وطلب منا الجلوس  والانتظار ….

جلسنا على احد الصالونات ونحن ننتظر فى رهبة وتيقظ نتساءل بيننا بالنظر بدون كلام ولا ننطق لنعرف ماذا سوف يحدث ومن القادم ؟؟؟  هل القذافى ام احد المسؤولين الكبار ؟؟ 

بعد انتظار حوالى النصف ساعة دخل رجل فى مقتبل العمر طويل القامة نحيف الجسم علامات القوة فى نظراته وخطواته وكلماته ،، لا بسا بدلة جميلة بنية اللون من ارفع طراز ،، قمنا لتحيته والسلام عليه ،، وطلب منا الجلوس وجلست  بالقرب منه وهو جلس على الكرسى متراخيا بدون مبالاة  والآخرون عبدالجليل و مفتاح  نشاد فى الطرف الاخر على احد الصالونات الاخرى المحاذية لنا 

عرف بنفسه وقال انا عبدالسلام الزادمة ،، المفروض اللقاء مع العقيد امعمر القذافى ولكن لتاخرك وعدم  وجودك طوال اليوم ونحن نبحث عنك ؟؟ والعقيد لديه اجتماع مهم مع رئيس وزراء ايطاليا الزائر للجماهيرية مع وفد كبير ، وعشاء رسمى مما ياخذ وقتا طويلا، وقد   كلفنى بان اتحدث معك  بالنيابة عنه، تحدث طويلا وانا اراقب فى الساعة متيقظا لكل كلمة قالها ،، واستغربت من امور عديدة تحدث عنها  لا يعرفها الا القلائل على عدد الأصابع  من قيادات التنظيم ؟؟ واستمر بالحديث عن الاعمال الكثيرة التى قمت بها ضد النظام وكأننى كتاب مفتوح الصفحات ،، وعرفت المسالة ولا داعى للكذب والمراوغة والاستجداء  والاحسن قول الحق 

تحدث لمدة طويلة وانا استمع بدون اى رد ولا تعليق حتى توقف عن الحديث ،، وتطلع لي بنظرة حديدية وقال متسائلا هل ياحاج هذا الكلام حدث ام لا ؟؟

عرفت وقتها انه حان الوقت للمواجهة، وانني لن اخرج سليما منهم وقررت الهجوم بشراسة بالحق  الذى هو احسن وسيلة للدفاع ، وقلت ياسيد عبدالسلام، وليس كلمة الاخ كما يريد النظام الذى منع فى المخاطبة كلمة السيد لانها تدل على العهد السابق الملكى ،، واكملت الحديث وقلت بصراحة وقوة وسلاسة فقد وهبنى الله تعالى حسن النطق وقوة الحجة، جميع الذى ذكرته صحيح وصادق ؟؟ انا رجعت للوطن عن طواعية منى بدون غصب ولا إكراه ، لو قررت البقاء فى أمريكا لا تستطيعون الوصول لى مهما عملتم من جهود ؟؟  لم يتم شرائى بالمال كما حدث مع الكثيرين ؟؟ خاصمتكم عن قناعة كرجل حر بشرف، وسأظل فى نفس العهد الذى قطعته على النفس اننى طلقت السياسة فى الجماهيرية  للابد .

رجعت للوطن عن قناعة بان أعيش فى هدوء وامن وأمان حسب الوعود الصادرة منكم بالعفو العام ،، ومتحمل جميع الاعمال السابقة ضدكم ،، انتم الذين اجبرتموني عليها، لقاء وفاة الوالدة من الصدمة بالزحف والتأميم، لقاء  وفاة آخي شقيقى الاكبر الحاج صالح بسببكم عندما تم السجن له وهو مريض بالضغط والسكر، قادما على الباخرة من الحج، بدلا من الرجوع الى بيته والاحتفاء به كحاج من العائلة، تم ايداعه بالسجن بسبب اخطاء غيره، واشتد المرض عليه من المعاملة السيئة  الظلم والقهر، اصيب بعفونة فى قدمه نتيجة جرح لم يلتئم، لم يسمح له بالعلاج ولا بالدواء بالسجن حتى اشتد الالم والمرض وهو كبيرا بالسن 

افرج عنه ودخل المستشفى فى درنة ثم بنغازي وتم البتر للقدم ثم عملية جراحية اخرى وتم بتر الرجل حتى الركبه، شعر بالهوان وهو عزيز النفس، توفى محروما من الاقامة فى بيته ومشاهدة أولاده وأحبائه  مظلوما مقهورا ، وهو برئ …

 التاميم والزحف لاملاكى والشركة وكل شئ املكه بطرق ظالمة ،  جعلتونى فقيرا بعد ان  كنت غنيا ،، تركت الوطن للعلاج والراحة من الصدمة عازما على الرجوع بعد فترة ،، لم ترحمونى وطارتمونى طوال الوقت ،،، الهجوم من اللجان الثورية على البيت فى درنة لطرد العائلة ،، الزوجة وسبعة اولاد فى الشارع ،،، نجوت من  سبع محاولات  اغتيالات بقدرة الرحمن من فرق الموت الثورية، ماذا تتوقعون مني ؟؟ هل اصمت وأسكت وانتظر حتى تغتالونى، الا لى الحق ان  ادافع عن النفس واصبح ضدكم؟؟

ذهل الرجل من الحجج القوية الغير متوقعة ،، فقد كانوا متعودين اثناء المواجهات العديدة مع المتهمين على النفاق والتباكى والتوسل  وطلب الرحمة ،، طالبين العفو واشياءا كثيرة يخجل منها الجبين تحدث من الأدعياء وأشباه الرجال، لقد سمع منى لغة تختلف لاول مرة من مواطن  متهم ، تمالك نفسه وقال ياحاج نحن فى كلامنا وعهدنا معك حسب اوامر العقيد وانا المسؤول عن الكلام والعهد ومكلف رسميا ،، اذا مازال فى خاطرك  العمل السياسى ارجوك الليلة غادر لأننى اذا قبض عليك بتهم جديدة سوف اكون المحقق  لن ارحمك ؟؟

كان الرد بسيطا لقد رجعت للوطن عن قناعة للعيش وسط الاهل وليس للعمل السياسى ،، أقفلوا الملفات السابقة حسب الوعد والعهد كما اتفقت معكم ،، واذا اى يوم تم ضبطى باشياءا جديدة من الان فى الوطن ضد النظام القائم ،، من حقكم الشنق لى فى ميدان البلدية فى مدينة  درنة لاصبح عبرة  للغير 

استغرب الرجل من المواجهة وقول الصدق وعدم النفاق ،،، وقال سوف نرى مع الايام  حقيقة وصدق الكلام ؟؟؟ ،، والان هل تعشيت وقلت لا ؟؟ اطلب لنا على عشاء ،، حتى يتم معكم تواصل  طعام وماء وملح  ،، مما ابتسم ،، مع اننى متخم من الاكل من الشوايات وطلب تجهيز طعام للعشاء ،، بعد فترة بسيطة العشاء جاهز وانتقلنا لوحدنا لصالة الطعام بدون الاخرين الذين كانوا ينتظرون فى الجلسة بالصالون .

اثناء العشاء على انفراد ،،  قال هل لديك مطالب خاصة ،، مالا لتعيش او منصب ؟ محاولا شراء الذمة ،، وفى نفس الوقت امتحان هل انا رخيص ؟؟؟  قلت له شكرا لا اريد مالا ولا منصب فى اى ادارة شركة ،، وفى تلك اللحظة كنت لا املك نقدا سيولة ؟؟ بل استلفت مبلغا من احد الاقرباء للصرف ،، اوضحت له عدة مطالب ،،  قائلا  انا والعائلة نحمل الجنسية الامريكية ،، ولا نرغب ان نتوقف فى اى موقف ويتم الاشتباه  والتفتيش اننا جواسيس ،، المنع من السفر  والتحقيق والتعطيل ونحن أبرياء ،،، فكر قليلا ثم قال لا مانع وسوف تخطر الجهات الرسمية بذلك فى جميع المنافذ حتى لا يتم التعطيل والمنع.
عندما أسافر للخارج  لى معارف عديدين وتواصل واى واحد يعزمنى على دعوة غذاء او عشاء وسهرة لا استطيع الرفض وممكن يتواجد اى شخص  معارض مطلوب منكم بدون العلم ولا اريد احد الوشاة ان يبلغ عنى واتابع من الأمن عند الرجوع  ،،  ابتسم  وقال اذهب الى اى عزومة ومادبة  كما تريد وترغب   ؟؟  
وبينى وبين النفس أمورا كثيرة يعرفونها فالمعارضة الليبية مخترقة من  بعض الرموز  الادعياء آلذين صعب الشك فى مصداقياتهم ،، الاكتشاف لعمالتهم للنظام ،،،امثال الكثيرين  السقوط  والاكتشاف  نتيجة الصدف .
لدى اصدقاء ،، فى بريطانيا الحاج الصابر مجيد الغيثى ،، وفى مصر السيد فرحات عبد الحميد الشرشارى ،، ارغب فى التحدث معهم ،، عسى يرجعون ؟؟ ورد بلهفة ياحاج انت مفوض فى اللقاءات والتباحث معهم فى الرجوع ،، وكان القصد من الطلبات عدة امور مهمة  خاصة ،، فى حالة ضبط جوازات السفر الامريكية عندى التغطية الكافية  اننى بلغت ؟؟ وفى حالة اى بلاغ من واش فى الحضور واللقاءات وتم التحقيق لدى العذر ؟؟؟
والذهاب الى الحاج الصابر وفرحات وانا اعرف انهم اسماء مهمة ،،  النظام يسعى بكل القوة استمالتهم لصفه مثل ما حدث معى  ،، لضمان الخروج والسفر وأعطى لهم الانطباع اننى مسالم لست بمعارض عدو ،، حتى يتم الخداع وانجح فى المخطط المرسوم .
أخيرا طلبت طلبا خاصا ،، لا اريد اجهزة الامن فى درنة تستغل الموضوع  تلاحق كل كبيرة وصغيرة  عن الماضى وتزعج فى الطلب ،، كان الرد سوف تصدر التعليمات لأجهزة الأمن العاملة فى درنة  بعدم الإزعاج لك ،، وفى حالة الازعاج  هذه ارقام الهواتف تستطيع الاتصال بى فى  اى وقت ؟؟ وشكرته جزيل الشكر ،،
قام مشكورا واوصلنى حتى باب السيارة  تقديرا واحتراما انه يتعامل مع رجل صادق ،،، والجميع من الحراسات  الذين شاهدوا الموقف مستغربون من الامر ،،، كيف يخرج مرافقا بنفسه حتى باب السيارة فمن عادته لا يخرج مع اى احد كان ،،،  غير العقيد او بعض الحالات ؟؟
فى السيارة  وانا راجعا للمزرعة انتابنى الفكر عن الموضوع واللقاء وحللت الموضوع وعرفت الأسباب الحقيقية للظلم والجبروت والمكابرة ،،حيث يعيشون فى رعب  مميت من كثرة عمليات الرفض والتحديات والمؤامرات للاغتيال للعقيد وإنهاء نظامه وبالتالى مستهدفون لنفس المصيرً من الكثيرين الذين تم القبض عليهم وتصفيتهم فى اوائل الانقلاب الاسود " الثورة " فى السر والصمت  للضحايا من غير علم الكثيرين من ابناء الشعب ،،
هذه الطبقة من العوام المهمشين الفقراء بالسابق ايام العهد الملكى عاشوا فى ظروف صعبة بالصحراءً فى ضيق ومعاناة  بالكاد يتحصلون على لقمة العيش  ،،، عاشوا فى بيئة جفاف صعبة فى عزلة كبيرة بدون تواصل مع الاخرين بالمدن ،، مما تحجرت القلوب يخافون من الغرباء وبين يوم وليلة من لا شئ  من الحضيض والفقر ،، اصبحوا فى المقدمة والقادة  يتحكمون فى الرقاب  ولديهم مقدرات دولة تزخر بالخير العميم من الثروات والغناء الفاحش من دخل النفط والغاز ،، ولا حساب ولا رقيب .
لم يواجه من قبل بالصراحة الفائقة نتيجة  ضعف ونفاق الخصوم ،، مهما قيل عنه انه سفاح وقاتل فى الظاهر والواقع حسب وجهة نظرى اذا لم اكن مخطئ ،،،  انه انسان من دم ولحم غير مخادع ولا يحب الخداع ،، لا يحب النفاق ولا المنافقين الذين يتذللون للمسئولين لقاء مصالح دنيوية تافهة ،، المشكلة مع هؤلاء النوعيات ذوى السلطة  عدم الحوار والتواصل بالاخوة والثقة حتى يطمئنون على انفسهم حيث لديهم معتقدات ان ابناء الشعب ،، رافضون حكمهم  يريدون قتلهم ؟؟
من خلال اللقاء البسيط كونت فكرة عامة عنه انه ضحية مثلنا يعيش فى الخداع  ،،  قابلته بعدها مرتين لاسترجاع ارض المزرعة فى درنة من شركة الأشغال العامة التى تم إفلاسها والرجل أوفى بالوعد وتم استلامها  بناءا على تعليماته ،، وسمعت بعد فترة وفاته " رحمه الله تعالى "  فقد كان رجلا صلبا يحترم الرجال الخصوم ،،،
الاعلان الرسمى نتيجة ركلة او سقوط من حصان اثناء السباق ،، على مااعتقد ،، كذب وزور وبهتان ؟؟؟  انا شخصيا  غير مصدق حيث تمت تصفيته وقتله نتيجة تحدياته للعقيد ومحاولة اغتياله فى الجبل الاخضر ،،، او أثناء تصديه للمهاجمين الذين يريدون قتل الطاغية ،، حيث الامر له ملابسات عديدة ،،، فقد ضاع ضحية الاحداث والتنافس على السلطة ،، له ام عليه  !!  ويوما من الايام  سوف تظهر الحقائق اذا اطال الله تعالى فى العمر .
وصلت للمزرعة ولم اجد العائلة حيث الجميع رجعوا لبيوتهم بدون راحة ولا سهرة ،، متأسفين على تركى لهم بهذه السرعة خائفين ان يحدث لى اى مكروه ،، ووصلت للبيت مع عبدالجليل وكان الحاج والعائلة ينتظرون ساهرين فى قلق على التأخير،، وتمت تكملة السهرة وهم يتساءلون ماذا حدث ،، يريدون المعرفة لكل كبيرة وصغيرة وانا ارد باقتضاب لا اريد كثرة الحديث عن المقابلة حتى لا تتشعب الأنباء  من شخص لآخر ؟؟
عشت تلك الايام  فى اصعب الأحوال ومأساة حقيقية حيث بالنهار الاستقبال للوفود والعناق واجبار النفس على الابتسام والضحك وتناول الطعام والعيش فى العرس والحفلة غصبا عنى مجبرا ،، وبالليل عندما ادخل الفراش للنوم تنتابنى كوابيس كثيرة من عدم الاستقرار فى الدولتين لا بيت املكه فى امريكا بل سوف اضطر للتاجير مرة اخرى ،، ولا بيت فى ليبيا يضم شمل العائلة الكبيرة حيث تم عليه الزحف والتأميم ،،
  واصبحت ضائعا بين الهموم والغموم محاولا قدر الإمكان التفكير الجيد حتى اصل الى حلول ولا اخطئ حيث لدى مسئوليات كبيرة ملقاة على كأهلى وانا صاحب القرار الاول والأخير وممكن بزلل فى التدبير ،،  وأخطاء فى التنفيذ لعدم وجود السيولة الكبيرة للشراء وتذاكر السفر الغالية للجميع تنقلب جميعها مع الوقت على الراس واضيع  ،،
اول بند مهم قبل السكن والبيوت ،، الاستقرار للعائلة فى مكان واحد اما امريكا او ليبيا ودراسة الأولاد حتى لا يضيعون فى التنقل من مكان لآخر ،،، وتشاورت مع العائلة لاستطلاع الراى وبعد التفكير الجيد وصلوات الاستخارة تم التوفيق والحمد لله تعالى على الإقامة فى امريكا من اجل دراسة الأولاد  حيث جميعهم فى مراحل متقدمة ،، يتكلمون العربية ولكن لا يكتبونها مما ستكون حجر عثرة لهم ويتأخرون عن المتابعة وبالتالى الفشل الذريع .
العائلة  لا تريد الرجوع والإقامة فى مدينة فرجينيا بيتش مرة اخرى ،، تريد حسب قولها تغيير العتبة حسب المقولة المشهورة ،،، ترغب فى الانتقال الى مدينة دالاس تكساس للبقاء بالقرب من ابننا الكبير مصطفى الذى يدرس فى جامعة " دوفرى " الخاصة بالتعليم الراقى فى تقنية الاتصالات ،،، يدخلها الطلبة المميزون فى الرياضيات والفيزياء ،،،  العلامات الدراسية السابقة فى جميع المراحل مهمة الاطلاع عليها من قبل الادارة للجامعة  حتى يؤهل  الطالب الجديد للإنضمام والدراسة ،، ام يرفض ؟؟؟

                       رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة 



Wednesday, February 20, 2013

شاهد على العصر 76



بسم الله الرحمن الرحيم


      بعد صلاة المغرب تناولنا وجبة الإفطار اللذيذة الشهية وجميع العائلة والحضور فرحى مستبشرين بالوصول، واستلمت مكالمات هاتفية تهنئة  بالرجوع الحميد لارض الوطن تهنئ،  فقد ترددت الانباء بسرعة، اولهما من الاستاذ عبد الرحيم النعاس والثانية من العقيد احسين الامام طرابلس يحمدون على الوصول بالسلامة لأرض الوطن، مما كانت لفتة جميلة منهم  تدل على الأخوة الصداقة والتواصل . 

بعد صلاة العشاء جاء العشرات للزيارة والاحتفاء بالوصول الى مدينة درنة ، تدخل مجموعة مهنئين ونحن بالصالون الكبير ويخرج البعض من السابقين وانا كل مرة انهض واستقبل او اودع ، واستمرت السهرة  الى منتصف الليل وبدا الغرباء في الذهاب الى بيوتهم 

 كل مرة ينهض احدهم واضطر للوقوف والتوديع وبقى فى الصالون الأقارب من العائلة والإصهار نتسامر  حتى ساعات متأخرة  قبل الفجر وتناولنا السحور مع بعض قبل الذهاب الى النوم .

اول ليلة أنام فيها فى مدينة درنة بعد الغياب الطويل لاثني عشرة سنة وعدة ايام، فى بيت شقيقى الحاج حسن، حيث بيتي الخاص تم الاستيلاء عليه من غوغاء متطفلين بحجة قانون رقم 4 اللعين،  ونمت بعمق نتيجة التعب والإرهاق من السلام  والعناق والترديد لعبارات المجاملة التى استمرت طوال الليل مع التركيز على عدم الانزلاق في مواضيع خاطئة لها أي اتجاهات سياسية لأننى مؤمن تمام  الايمان واليقين ان البعض وشاة يتسقطون فى الكلمات،  او توجد سماعات  لسماع الأحاديث الخاصة مع الخواص  اذا فيها معلومات ضد الجماهيرية والعقيد  على ما اعتقد 

اليوم الثانى بالمدينة  نهضت متأخرا من النوم  حوالي الضحى والجميع صيام بالكاد يعملون ويتحركون بصعوبة متخذين من ايام الصيام لشهر رمضان الكريم ذريعة،  والتجهيز قائم لطهى الطعام للجميع  لوجبة الفطور بالمغرب فى بيت اختي الحاجة المقابل .

خرجت فى جولة سياحية لاشاهد المتغيرات خلال المدة التي غبت فيها عن الوطن، مع الحاج محمد وبعض الاخوان الى شرق المدينة فى زيارة ميدانية الى  " وأدى الهمسة " فى منطقة راس التين  شمال قرية ام الرزم  على ساحل البحر حيث تم عمل شبكة طرق حديثة توصل له بسهولة ومشاهدة الخليج والبحر  للترويح عن النفس بدلا من الجلوس فى البيت .

كانت جولة لطيفة قضينا وقتا جميلا فى المسامرة وتضييع الوقت ، ورجعنا للبيت قبل أذان المغرب .

الحضور كبير من الضيوف على الفطور وصلاة العشاء وبعدها السهرة وحضر العشرات من المهنئين حيث تداولت الأنباء بالمدينة الصغيرة اننى وصلت، والبعض غير مصدق … حضر شخصيا  للتأكيد انني موجود بالمدينة، لانهم لا يتوقعون تحت اي ظرف انني اغامر واقامر بالحياة  واحضر الى الجماهيرية وانا مطلوب بقوة  من نظام القذافى لسنوات عديدة والاسم على لائحة الاعدام او القبض نظير التأبي والرفض والتحدي 

مر نصف شهر رمضان وجاء العيد وكل يوم افراح  نفس القصة تتكرر، عشرات المهنئين من كل المناطق المحيطة بدرنة، بادية وحضور، والجميع يتساءلون عن الخارج وماذا يحدث وانا شخصيا غير قادر على الشرح الكبير نظير كثرة المحاذير بان كل شئ محسوب ولا اريد الفضح للنفس والمخطط الذى أسير ضمنه بحذر خوفا من الاشتباه او الكشف، انني مازلت عدوا للقذافي والنظام 

والواقع داخل النفس والضمير احترق، غير قادر على قول الحق والصدق وارفع الصوت مدويا عاليا  هادرا  ان القذافى مريض مجنون كفاية حكمه ، كفاية بقاؤه على راس السلطة  ؟؟ المفروض ايداعه مستشفى الامراض العقلية حتى يوفى ايامه فى التنظير لتراهات ومتاهات الكتاب الاخضر الهزيل .

بقية العائلة والإصهار  فى بنغازي يريدون الحضور الى مدينة درنة، الترحيب وتقديم واجب الضيافة  وحضور الحفلات التى كل يوم  مستمرة، قائلا لهم  لا تتعبوا لعدة اسباب اولها نحن فى اواخر شهر الصيام والاستعداد لعيد الفطر المبارك ، وثانيا ليس لدي بيت خاص  حتى استضيف كما اريد وارغب 

ولا اريد ان اكون ضيفا ثقيلا على أخي  شقيقي الحاج حسن ، وبالاخص الحفلة طالت ومئات الضيوف كل يوم يأتون للسلام والتحميد بالوصول … وليس لدي وقت الفراغ حتى اتحصل على الوقت الكافي معهم، ووعدت الجميع بالقدوم الى بنغازى بعد العيد والبقاء فيها بعض الوقت ومشاهدة الجميع 

السؤال من البعض على اخبار أقاربهم اللاجئين بالغربة وانا موزع النفس غير قادر على إعطاء المزيد من الاخبار للبعض الذين أعرفهم معرفة شخصية وبيننا تواصل واتصالات هاتفية، حتى لا اتورط مستقبلا بأنني أعرفهم في حالة اي سؤال  من اللجان الثورية او الأمن، لانه لدي قناعة  ان كل حديث سوف يتردد من واحد الى اخر مع الزيادات والتضخيم سلبا ام إيجابا  وتصبح قصصا كبيرة مع الوقت 

ايام العيد الثلاثة زاد الضغط الكبير الغير معقول من الحضور للزيارة ، استغلت ايام العيد للقدوم والمعايدة، حيث لا عمل للكثيرين ولا ارتباطات مفيدة من اى نوع لديهم، معظم الجميع من ابناء الشعب عاطلين بدون أي عمل يتقاضون فى مرتبات وهم نائمون …  عملهم اثناء الفراغ التواصل والتسامر وضياع الوقت بدون اى فائدة حيث بلا مبالغة صافحت وعانقت الالاف من المواطنين خلال 3  أسابيع من الوصول الى ليبيا الوطن مما جعلتني اتاثر وتنتاب النفس عوامل عديدة وشعور قوى بأنني ابن المدينة والوطن 

الحضور الكبير للزيارة والترحيب نظير الاسم والسمعة الطيبة السابقة وعمل الخير والاساس رضاء الله تعالى ورضاء الوالدين ،، والعمل النضالى بالخارج من اجل الوطن ضد النظام والملاحقات اليائسة من فرق الموت للجان الثورية فى عديد من العواصم والمدن بالعالم .

الفشل في الاسترجاع  الرسمي عن طريق البوليس الدولي " الانتربول " بالقبض والترجيع من امريكا مقبوضا مقيد اليدين  … ومحاولات الاغتيال العديدة  الفاشلة … وكتابات العديد من الصحف  المحلية  والعالمية بانني مجرم خطير، مما جعلت هذه الاحداث لي شهرة في جميع الأوساط ، ووضعت لى هالات شعبية كبيرة واصبحت تحت المجهر طوال الوقت مما افادتني في امور كثيرة ، واتعبتني في امور اخرى،  
عرف النظام بانني مهم فى الأوساط الشعبية المحلية  وبالاخص فى المنطقة الشرقية ولست بمدعى كالكثيرين ممن يدعون المعارضة وهم أدعياء أشباه رجال  يريدون ركوب الموجة النضالية بدون اي عمل حقيقي يذكر … عبارة عن جعجعة ،  مما تم الحساب الكبير بان لا  اهان ولا اسجن مؤقتا   لعدة اسباب وجيهة،  بالداخل حتى  لا يجابه بالرفض الشعبى من الكثيرين  …  والخارج جميع الذين يريدون الرجوع للوطن سوف يتقاعسون عن الحضور ، عندما تتردد الأنباء بالقبض والسجن للتحقيق .
اصبحت كبش فداء للجميع ؟؟؟  النظام يتباهى انه حقق الوعد والعهد ، لم يتمادى ويسجن احد رموز المعارضة بالخارج الذى رجع طواعية وبالرغبة للوطن … 

وبالخارج اطمئن الكثيرون وبدؤوا يخططون للرجوع الواحد وراء الاخر للوطن  فقد كسرت برجوعى الحواجز والاطواق الوهمية ، من كثرة التطبيل الزائف وترديد الشائعات بجبروت النظام التى من كثرتها وضخامتها أرهبت وأرعبت الشعب وجعلته يخاف نظير ترديد الشائعات  غير قادر على الصمود والتحدى الا من البعض…  مما صدق القذافى نفسه واعتبر واعتقد ان الشعب بدون خوف ورعب لن يستسلم ولا يستطيع الحكم ، والواقع النظام أجوف 

الشعب بالداخل فرحين مسرورين بالقدوم ، لأبنائهم الذين طال غيابهم فى الخارج، حتى تزول الضغوط الكبيرة وترتخى القبضة الحديدية من القذافى على امور كثيرة ويستطيعون شم الأنفاس ، السفرللخارج والرجوع  بسهولة، عدم الملاحقة القوية  والدس الخبيث من قبل الوشاة ورجال الأمن والمخابرات الذين يستغلون فى الفرص باشاعة الرعب وإيهام القذافى انهم الحراس للنظام حتى يتحصلون على الميزانيات الضخمة، التى معظمها تصرف لغير طاعة الله تعالى فى الفساد والعهر، وايذاء المواطنين الأبرياء .  

جميع الأطراف "  الشعب ، الدولة ، وانا شخصيا "  التقينا في المصالح والخداع لخدمة اغراض خاصة معينة ،، كل طرف منأ يبحث لنفسه عن  مصلحة وهدف يسعى الحصول عليه، كنت محظوظا جداً اننى كسرت الحواجز المنيعة ووصلت الاول من قيادات المعارضة الشرفاء للوطن ، مغامرا بالحياة من نظام عفن ،  لا وثوق ولا ثقة فيه تحت اى ظرف، غامرت بالحياة متحديا ، ونجحت لأحقق الطموح والامل مع الوقت   فى وضع قواعد ثابتة فى العظم تنخره مثل السوس  ببطء فى الصميم في الخفاء حتى يتهاوى ويسقط  الجسد العملاق الاجوف !!! 

اليوم الرابع بعد العيد غادرت مدينة درنة الى بنغازى برفقة العائلة بعد ان ودعت الجميع من الأهل والإخوان المعارف ، واعدا الجميع بالرجوع القريب الى مدينة درنة، ومررنا على شحات والبيضاء وتوكرة لزيارة البعض من الاقارب والأصدقاء، والجميع فرحى بالقدوم ودعوات كثيرة للبقاء عدة ايام والاحتفاء  وكنت اعتذر حيث لدى مواعيد ضرورية ضروري من السفر مما كانوا يوافقون على مضض 

أخيرا بالمساء وصلت إلى بنغازي وأقمت في بيت صهري والد زوجتي وجد الأولاد ، وبدا الكثيرون  من المعارف والاصدقاء ياتون للزيارة والترحاب مما تعبت العائلة من الاستقبال والعمل والإشراف على البيت ، حيث الحاجة ام العائلة متوفية منذ عدة سنوات سابقة  " رحمها  الله تعالى "  زوجتي وبناتي وبعض القريبات طوال الوقت في المطبخ لخدمة الزوار حيث وقتها ممنوع توظيف الخدم للخدمة يطبقون فى احد المقولات التافهة  شركاء لا اجراء، على ابناء الشعب، اما العائلة القذافية وجميع مسؤولى النظام والحواشي المنافقين  لديهم الخدم والحشم من جميع أنحاء العالم .
قلت للجميع الأقارب والمعارف، لا زيارات للبيت، ولا إحضار هدية " شاة من الغنم "  دلالة على التقدير والاحترام حسب عاداتنا الليبية … لا اريد تكليف اى احد بالحضور لنا، الذي يريد الترحيب بنا، عليه استضافتنا بميعادا مسبقا، ونحن سوف نحضر كضيوف زائرين … مما كانت سابقة لم يتعودون عليها من قبل … ووضعت قائمة بالدعوات …
 
تلك الأوقات فى بدايات التسعينات الوضع في ليبيا على السطح هادئ  نوعا ما، والشعب مطاطا الرؤوس غير قادر على التحدي السافر للنظام ، لان كل من يرفع الراس ويتم الاشتباه من الوشاة ،  اليوم الثاني يقبض عليه من زوار الليل او النهار  ويحقق معه بعنف وقسوة  بدون رحمة ويرمى بالسجن لفترة غير معروفة هل يطلق سراحه ام ينتسى 

الذي يسال ان لم يكن قريبا من العائلة  الدرجة الاولى ، يورط نفسه في متاهات في غنى عنها …  النظام يشك فى اى بادرة تحدث من اى احد ،،، الجميع يعيشون الرعب والخوف ،، فى الظاهر على السطح  ابناء الشعب فرحين  سعداء مما الكثيرين مخدوعين  والواقع المرير بالداخل يحترقون ينتظرون فى يوم الخلاص بشوق ومحبة  للانتقام  .

كانت الفرص كبيرة سانحة للبدا فى اولى الخطوات لمعارضة حقيقية من الداخل ،  مع اتخاذ جميع الاحتياطات الأمنية الضرورية  لاستقطاب البعض الثقات لاول مجموعة نضالية مدربة ومنظمة مدنية بدون حمل اى نوع من انواع السلاح ، مما النظام مهما بلغ من ذكاء لايستطيعون  الكشف عن الاعضاء بسرعة 

التوعية النضالية الاساسية الاولى فى مثل هذه الحالات من الرعب القهر والظلم للمواطن، التعليم لابناء الشعب الثورة الصامته  فى هدوء "عدم الاهتمام واللامبالاة في العمل والتعطيل المفتعل"  حتى يعجز النظام مع الوقت من الشلل ، تزداد الهوة والكراهية والضغط الذى يوما سوف يولد الانفجار 

صادفتنا  مشاكل حيث النظام لديه يوميا  الدخل الخيالي من النفط والغاز ، قادرا على التغطية والدفع، لكن نظير الجهل وسوء الادارة الفاسدة  الغير مبنية على قواعد وأساسات سليمة ، الأجور والمرتبات والتغطية المالية  للمشاريع بدات تتاخر ولا يتم الدفع بانتظام ،  مما بدا السوس يعمل وينخر فى الجسد بقوة 

زاد الطين بلل التحدى الاجوف  ومعاداة العالم الخارجى دول الغرب، تمويل الارهاب الدموي والقتل والتفجيرات  بدون حدود فى عدة اماكن بالعالم مما خلق عدم الاستقرار للكثيرين، وبالتالي مس مصالح البعض الكبار مما بدات الحلقة تضيق يوما بعد يوم  تخنق فى المريض المجنون وهو لا يدري من التكبر والغرور اعماه الشيطان الرجيم عن رؤية الحق مما ازداد غرورا وسطوة، يعتقد انه بالمال يستطيع شراء ذمم ونفوس الجميع …  نسى  وتناسى ان المال وحده  ليس بقادر على  شراء ذمم الشرفاء الاحرار مهما تم الدفع … ولا قادرا على شراء التقدير والاحترام ، ولا شراء الولاء والحب حيث هذه الصفات مشاعر خاصة لدى الشعوب الحرة  ليست للبيع والشراء .
عقيدنا المعقد بقوة المال والدخل ازداد غرورا وبالاخص الكثيرون من الحكام والرؤساء لدول الجوار،  انحازوا لصفه نظير المصالح المشتركة والمال، عن اليمين مصر الرئيس المتصابى محمد حسنى مبارك لا بارك الله تعالى فيهعن الشمال تونس الخضراء ورئيسها بن علي الحاكم القوي الشرس على ابناء شعبه بالحديد والنار في صمت والواقع الحاكم الفعلي زوجته الطرابلسية  التى ورطته مع شعبه حتى انتهى بالثورة والطرد 

في بنغازي قرر بعض االاصهار عمل حفلة للشواء خارجية جماعية. فى الغابة بمنطقة  بنينا حيث المطار قريب ،، حتى يلعب الأولاد الكرة والجري في الهواء الطلق بدلا من البقاء في البيوت والفيلات مما وافقت على تقضية يوم " الزردة " وتم تحديد الميعاد والوقت للحفلة، واليوم الموعود حضر الجميع وكان الطقس ربيعا دافئا وبالاخص تحت أشعة الشمس الذهبية  في الخلاء، تم  الذبح  لشاتين من الغنم وطهي الطعام والشواء اللذيذ  وقضينا يوما جميلا في الاكل والسمر والأحاديث العديدة والضحك المستمر، والاولاد يجرون يلعبون فى الكرة  فرحين مسرورين بدون ملل ،  عند الاصيل قبل حلول الظلام ، قرر الحاضرون الانتقال الى مزرعة الحاج في منطقة بوهديمه حيث الكهرباء  وتكملة الحفلة في الجلسة والسهرة والسمر اثناء الشواء .

انتقلنا جميعنا فى طابور سيارات الى المزرعة ، وفتح الباب الكبير الحاج للدخول وتركه بدون اغلاق حيث الممر طويل وبه الانوار وممكن مشاهدة اي احد يدخل من بعيد، وبدأنا في اعداد الجلسة وترتيب الكراسي والطاولات والقعدة، والنساء في تجهيز اللحم ووضع البهارات والملح  وتجهيز الموقد الكبير للشواء، والجميع منهمك في الترتيب والمساعدة للجلسة 

فجأة وبدون سابق إنذار دخلت 3 سيارات للأمن للمزرعة  بطريقة فوضوية متعمدة ونزل احدهم يسأل عني بلهفة، مما الجميع استغربوا من الامر وتولاهم الهلع من الطريقة الغوغائية الهمجية في الدخول بدون الاستئذان !  
اعتقدوا ان القادمين بهذا الشكل المرعب، انهم أتون للقبض على! 

                                    رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة