Saturday, August 31, 2013

الشرف 20


بسم الله الرحمن الرحيم 


      الشرف صفة من صفات الحياة النبيلة أيام العصور الماضية التي يتعاملون بها بمقاييس ومعايير معينة تعارفوا عليها  ولا يستطيعون تجاوزها او الإخلال بها… عناوين وقوانين صارمة مخفية، تعارف عليها البشر وأصبحت مثلا من الأمثال  جزءا لا يتجزأ من مسيرة حياتهم فى تلك العصور الغابرة الماضية، عيب على اي شخص معروف، فارس أو شهم  التخلي عنها بسهولة مهما كان الأمر بالماضي  أو الحاضر

الشرفاء الصادقون ذوي الحمية والنخوة،  القوة والكرم يضحون ويموتون لقاء عدم التخلي والتراجع أمام المخاطر التي تحدث فجأة بعض الأحيان، تتطلب الاقدام والتضحية،  لا وقت فيه للتدبير والتفكير  حتى لا يحسب عليهم  انهم تراجعوا، أصابهم الخوف والرعب والجبن والضعف وقت التحدي والنزال

حيث الامر مهم لدى الكثيرين في التطبيق  وعدم السكوت والصمت  وبالأخص أوقات الدفاع عن الوطن من عدو قادم يريد احتلاله واستعماره،  او  الانتقام من المعتدين على هتك العرض وخراب البيوت الآمنة حيث لا يتم محو العار نظير قوانينا وأعرافنا السائدة الا بالعقاب القاسي للمعتدي الجاني القصاص وهدر الدم

حالات بسيطة تقبل فيها الدية، التعويض المالي العالي،  حتى يستتب الامن  والأمان ولا تصبح الحياة غابة للأقوياء يقومون فيها بما يريدون ويبغون يهتكون أعراض الناس في اي وقت ولحظة … بدون العقاب ودفع وتقديم الثمن الغالي حتى يصبحون عبرا للغير، مبعدين أراذل في المجتمع مهمشين منسيين منبوذين  لا يثق فيهم أي أحد كريم حتى يتعامل معهم بأخلاق ويدخلهم لبيته كرفاق وأصدقاء للزيارة  خوفا من الشبهات…
 
في عصرنا الحاضر أصبح الشرفاء قليلون… الامور اختلطت مع بعضها وأصبح الشريف الحر بآخر الطابور مفلسا بدون أصدقاء ولا معارف يترددون عليه لأنه لا مصلحة يمكن تحقيقها من ورائه، من المنافقين،  نظير شهوة السلطة والمال… نسى الاخ أخاه، والمعارف والأصدقاء الذين يدعون الأخوة والوفاء تناقصوا بعوامل وتقدم الزمن، عصر العولمة السريع  والعمل طوال الوقت، لا فراغ لدى الانسان حتى يقضيه في التزاور واللقاءات، التواصل والأحاديث الممتعة في الجلسات البريئة  والسهرات حيث الآن المال والجاه والثروة  غيرت الكثير من المفاهيم وأصبح  الشرف عنوانا كبيرا بآخر الطابور مهمشا منسيا يعيش في حسرة…

انني مهما حاولت ان اعرف، لماذا هذه التغيرات الكبيرة في سنوات قليلة لا اجد الإجابات الكافية حيث الامور اختلطت مع بعض واصبحت مثل كرة  خيوط الصوف الكبيرة الشائكة، صعب فكها بسرعة والا الخيوط تقطع، تحتاج إلى صبر ووقت طويل وتأني لفكها حتى تفتح وتصبح خيطا واحدا طويلا بدون قطع

الشرف  صفة أساسية من اساسيات الحياة، بسببه قامت حروب كثيرة  منذ فجر بداية الخليقة، ياما من دماء اهدرت وضحايا سقطت بدون حساب عبر التاريخ القديم والمعاصر، نظير  الشرف قامت ملايين حالات الانتقام من كثيرين ساعات الغضب والغيظ من ذوي  الدم الحار الذين يقومون بردود أفعال قوية فورية بدون التفكير ولا الاتزان والروية  ومعرفة الحدث قبل الفعل…  ثم بعدها يندمون على الفعل  المشين ساعة لا ينفع  الندم!

الشرف عنوان كبير يعرفه كل انسان على وجه الارض ولكن يختلفون في  تطبيقه  من شخص إلى آخر حيث البعض أشباه رجال  ( ديوثين ) لا يهمهم ولا يحسون بمعانيه السامية لقاء النفاق والحصول على الجاه والمال، جفت بعروقهم دماء الحياة والنخوة، موتى وهم أحياءا يرزقون مقبورين في القبور بلا شواهد ولا علامات… تهتك أعراضهم بعلمهم وأمام ناظريهم من سادتهم ورؤسائهم   ولا يقومون باي ردة فعل… بل للأسف الكبير البعض يتباهون أنهم على علاقة وثيقة بالمعتدين، أليس بأمر مؤسف ومأساة ان تصل هذه الامور الدنيئة إلى هذا الحد والمستوى في الرذيلة؟؟؟

السقوط فى الرذائل له درجات عدة  عديدة: البعض منها ممكن التغاضي عنه نتيجة اخطاء عفوية بدون قصد  يجد الانسان  لها الاعذار  وممكن التجاوز عنها ونسيانها… اما السقوط بمثل هذا الشكل مصيبة من المصائب، جراثيم وأورام سرطانية خبيثة  تنهش في المجتمع الإسلامي حتى يمرض ويخرب بالآفات الكثيرة المستورة  والقادمة من الاوطان الاخرى التي في نظرهم  وعاداتهم وأعرافهم أشياءا عادية، لا حساب لها، ولا رقيب عليها حيث يتقاسم الشاب العازب والشابة العازبة بدون رباط الزواج الطاهر الفراش! 

رضي الله عز وجل على الدين الإسلامي الذي وهبه لنا وشرح لنا فيه الحلال والحرام حتى نصبح ذوي طهارة من غير نجاسة ووساخة، فضلنا كمسلمين على الكثيرين من البشر في هذا الكون العجيب، جعلنا من الأطهار نوحد بدين التوحيد وان الله عز وجل الواحد الأحد !!!

كثيرون مسلمون بالطبيعة ولدوا في بيت مسلم ومن والدين مسلمين أو أحدهما، اصبحوا مسلمين  إسميا لا يعرفون من الدين الإسلامي الا القشور…  كان الله تعالى في عونهم حتى يهتدوا عن يقين وعلم  ويقرؤوا المصحف الشريف القرآن الكريم بتأني ومعرفة ويتدبرون في آياته الكريمة التي هي جواهر مكنونة لا يحس بها الا المهتدين ذوي القلوب المطمئنة الطاهرة
 
حيث دين الاسلام دين توحيد وطهارة، دين سلام ويحث على السلم والسلام وليس كما يشاع عنه من قوى كثيرة خفية  شريرة تكره الاسلام والمسلمين  توصمه بالارهاب والقتل وسفك الدماء في جميع قنوات  الاعلام الأجنبية وبالأخص المغرضة التي تسعى إلى الهدم والدمار… مما الكثيرين من البشر الآخرين الأجانب  الذين  لا يعرفون معنى معاني دين الاسلام الحقيقي، صدقوا الأكاذيب والتراهات واعتقدوا ان المسلمين إرهابيين همهم القتل وسفك الدماء والمتعة والزواج بأكثر من واحدة، لا أحاسيس لديهم بل متخلفين يعيشون في الأمجاد الماضية ويحلمون من غير عمل جاد يفيدون أنفسهم والإنسانية بل خلقوا مستهلكين  ولنشر الارهاب والدمار!

إنني مهما تحدثت عن الشرف ومعاييره لن أستطيع الشرح الكثير ولا الوصف ولا التقدير له والثناء عليه، فهو رمز من رموز البشرية غير ظاهرة ولا مرئية،  لكن جزءا منا من حياتنا اليومية حيث من غيره لا نستطيع العيش رافعين الرؤوس لأعلى ذوي الإحساس بالكرامة… والله الموفق 

   رجب المبروك زعطوط  
 
    

Friday, August 30, 2013

الفراغ القاتل 19


بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
     عشت الايام الاخيرة من شهر اغسطس 2013 م في قلق وفراغ، اكافح القلق والحزن والهم بالصبر وكبح النفس اللوامة عن إتيان الشر والشرور وفضح الكثيرين من أدعياء السوء الذين الآن في مراكز الحكم وبمقدمة الصفوف، الذين في نظري عملاء لقوى خفية في زرع الشر وخلق المتاعب والنهب والسلب، يستغلون  الفرص نظير أجندات معينة موضوعة مطروحة في الخفاء معظم الجميع لا يعلمون بها  ومؤازرة البعض من التافهين أشباه الرجال  الذين يدعون الثورية وهم ليسوا بثوار أصليين   على خراب الوطن نظير الطمع والجهل
قضيت معظم الوقت بعيدا لوحدي من غير رفاق في الشهور الاخيرة  لأننا وصلنا إلى حالات صعبة جعلت الاخ يخاف  من أخيه نظير التعصب الزائد على اللزوم، الاتهامات الباطلة لكل شريف يتململ ويغضب من الحال السئ وعدم الاستقرار والأمن والأمان، بالإضافة إلى التطرف الاسود الأعمى القتل  والاغتيالات… أتجرع الذكريات واضعا كل الهم والغم  على صديق ورفيق عزيز، هو الورق وهو الوحيد الذي يتحمل كل مشاكلي وغضبي  وإنفعالات النفس بدون ان ينبس بكلمة او يتفوه بعبارة واحدة تنم على الغيظ والغضب والرفض.
أضربه ضربا مبرحا بالقلم وانا اكتب الكلمات والعبارات شديدة اللهجة، التى معظم الذين يعنيهم الامر  لا يريدون قراءتها ولا سماعها لانها تعبر عن الحق والصدق بضمير  والورق يتحمل الألم ولا يرد علي مهما تجاوزت الحد والحدود وأنا مسترسل   في كتابة الذكريات السابقة التي مرت واصبحت قصصا  عابرة،
اردت تدوينها حتى لا تنتسى مع الوقت وتطور الاحداث واكبر في السن والعمر حيث الذاكرة لا تحتمل جميع هذه الضغوطات من ضيق ومعاناة  الاحداث التي تحدث نتيجة الاخطاء من بعض الاوباش أصحاب القرار في السلطة  والتي تضررنا منها بقوة  وسوف ندفع قيمة مآسيها وضررها الفادح مع الوقت في المستقبل القريب والبعيد 
الأحداث والنكسات  المتتالية  التي يمر بها الوطن لعنة من اللعنات حلت بنا نظير التخبط الأعمى وعدم البصيرة ورؤية الحق، عدم إستباب الامن والأمان لكل مواطن ضعيف ضاعت حقوقه وسط الخضم من قلائل يدعون الثورية وتحرير الوطن وهم يغالون وقت الكر والفر والتضحية بالنفس والدم كانوا في آخر الطوابير يتطلعون لإغتنام الفرص للإثراء بالنهب والسلب لا يعرفون طريق  الحق والصواب
 ليس لهم ضمير حي حتى يردعهم عن عمل الشر والفساد والإفساد للآخرين نظير الطمع والشجع، السلب والنهب والقبض للملايين بدون وجه حق من خزينة المجتمع بطرق وحيل شيطانية يعجز إبليس عن إتقانها وإيتانها
البعض من أبناء الشعب نظير الحرمان والفقر المصطنع نفوسهم ضعيفة جاهزون للإنطلاق وقت الحصول على الفرص والتشجيع  نظير الاحتياج الزائف وعدم الشكر والحمد لله تعالى على عطاياه ونعمه، حيث لا فقير في ليبيا الوطن غير فقير العقل أوالكسول، الذي لا يعرف كيف يعمل  ويكدح بشرفويصبح من الاثرياء بالعرق والجهد في فترة وجيزة….
من كثرة التساؤلات ونظرتي للأمور وكيف تسير الحياة، في ظلال المعاناة والمهاترات والاخطاء، أصبحت في بعض الاحيان أنسى بسرعةلاحظت هذا الامر الغريب العجيب الذي طرأ علي في المدة الاخيرة وبالأخص أثناء تأدية الصلاة، أسرح ساهما في أمور أخرى بدون تركيز الذهن مما يحدث من مآسى فى الوطن بحجج الاصلاح والتقدم، والواقع كذب وتزوير… حتى يختلط علي الأمر وأتسائل  هل أنا في الركعة الثالثة ام الرابعة نظير السهو والغفلة 
في المدة الاخيرة الوطن يمر  بمرحلة خلخلة قوية وضياع قاتل في نظري مبرمج ومرتب من أعداء في الخفاء غير ظاهرين على السطح، حتى  يكثر الهرج والمرج لدى أبناء الشعب نتيجة خلط الامور مع بعض بحيث ضاع الحابل مع النابل  والغث مع السمين  وينسون الأساس ونهضة وتقدم الوطن بالعمل الجاد ونبذ التراهات
في غياب الدستور العادل السليم، في غياب  الدولة القوية التي تنفذ القانون وتعاقب كل من يتعدى من الأوباش المجرمين بالعدل وبقسوة حتى يصبحون عبرة للآخرين، لا فرق بين احد وآخر الا بالتقوى والعمل الصالح المستقيم ضمن المبادئ السامية والأخلاق والقانون، لا نجاح ولا نهضة  ولا تقدم
السمو والحضارة لها اساسيات وقواعد راسخة منذ القدم ، التصميم على التحدي والفوز والنجاح بشرف ضمن دراسات جيدة ومخططات سليمة والتنفيذ الصادق  حتى نضع أرجلنا على الطريق الصحيح و نتقدم وننهض وليس مثل الآن مازلنا نعوم ونسبح فى حمامات الدم من الاغتيالات العديدة للكثيرين من الضحايا الابرياء الذين شاء سوء الحظ وكانوا في المكان الخطأ والوقت الغير مناسب
طالما المتطرفين يعيشون الأوهام ولديهم شهوة  الإنتقام  متهمين كل خصم مهما كانت الخصومة تافهة غير ضارة لهم بالويل والتهديد وإذا تمادى بدون علم ولا قصد وهو غافل، القتل  والتصفية الجسدية حتى يرغمون الآخرين  على الصمت وعدم فتح الأفواه  من الخوف والرعب هؤلاء يريدون الوصول للقمم بالقوة والترهيب  بدون معرفة شعور النفس البشرية للمواطنين وجعلهم يؤمنون بالحب والولاء لقضاياهم النبيلة باللين والحوار الهادف  والتعاون فى كل أمر بصدق تام… حتى مع الايام والوقت نضمن النجاح للجميع
كيف يوفقنا الله عز وجل ونحن خاطئين  غير ملتزمين بطريق الحق والصواب، نعيش ونعرف اننا نقوم بالتجاوزات والأخطاء بقصد وبعلم مسبق،  ألم نتب بعد؟؟ حتى نتحصل على الرحمة والمغفرة
ان العيش في فراغ أمر قاتل غير مستحب للإنسان الطموح حيث كل يوم تعرض علي أعمال ومشاريع وأنا أرفض رفضا باتا العمل، لعوامل عديدة اهمها عامل السن المرض والتجارب والخبرات ولدي الشعور بالكآبة والإحباط، ان وطننا في طريق الضياع سائر إلى الهاوية لا محالة إلا اذا كانت توقعاتي على خطأ وتغير الحال إلى حال آخر بالقدرة الالاهية لأنني دائماً متفائل ان الخير العميم قادم بإذن الله تعالى
انني أتساءل مع النفس اللوامة عسى ان اعرف المزيد عن الحياة، كيف نتفادى الوضع الشائن في الوطن؟ عن الوقت الضائع من أعمارنا وما الأسباب القاهرة التي جعلتني متشائما غير قادرا على نفض السبات النوم والكسل عن الجسم حتى أفيق من الغمة وأمارس الحياة الطبيعية مثل الآخرين
اننا نمر الآن في الوطن الحبيب بمشاكل وعقد بلا حدود، معظم الجميع  أذكياء عارفون بكثير من الامور الخاصة الشائنة من ضياع الاخلاق والقيم، ضياع عاداتنا الجميلة المبنية على النخوة والكرم، التي كانت لنا عناوين مضيئة بالسابق  أيام  الاستقلال في الخمسينات، سدودا وموانع توقفنا    تمنعنا عن العمل لكثير من الاخطاء  وإفلاس الأفكار بالظن الشائن بالغيب والذميمة والتعدى على الغير،
والآن تغيرت الصورة  وأصبح أبناء الشعب في صراع بين الخير والشر  ما بين مساندين  مؤيدين  للمسيرة  للتحديث والنهضة والخلاص من الفساد، يتشدقون  فرسان كلام ونقاشات بيزنطية  لا تسمن ولا تغني من جوع، يدعون القوة وهم جبناء عندما دق ناقوس الخطر تواروا وتلاشوا في لحظات ليست لديهم الشجاعة والنخوة وحب المقاومة والنزال حتى يتقدمون  الصفوف خوفا من الموت والنهاية
  وآخرين بسطاء  منسيين مهمشين في المجتمع  غير ظاهرين في الصورة وقت الخطر والنجدة ظهروا فجأة على السطح تحدوا الخطر، لبوا  النداء للدفاع عن الوطن والعرض  وقاتلوا بشراسة لتصحيح المفاهيم الخاطئة  عن قناعة وإيمان
مما تجعل الانسان المواطن يفخر بهؤلاء الشباب الرجال وأن ليبيا لم تعقر بعد… لم تعجز وتصبح في سنوات العجز نظير الكبر، مازالت تنجب الرجال الشجعان ذوي النخوة الذين يعتمد عليهم في الوقت الصعب عندما  يدوي بوق النفير طالبا الغوث والنجدة 
لقد نسى العصاة والمشككون عديمي الاخلاق والضمير ان لكل شئ أوان ونهاية، لاشئ مجانا كما يقول البعض من الأجانب الذين تربوا من الصغر على العمل بالجهد والعرق والقبض للأجر والصرف المستديم لجميع النفقات حيث كل شئ له قيمة وثمن، ضروري من السداد حتى تستمر دورة عجلة الحياة ولا تتوقف 
 واذا تأخر الدفع ولم يستلم الصك او النقد للأجر والمرتب في الوقت المحدد نهاية الاسبوعين أو آخر الشهر نظير اخطاء الغير التي ممكن أن تحدث نظير ظروف معينة صعبة،  عندها المأساة والضيق والمعاناة   تحدث للعاملين  نظير العجز في دفع الفواتير الشهرية  المتراكمة 
إذا تأخر عن الدفع لمدة بسيطة  يجد الانسان الشريف  نفسه مرميا بالشارع مطرودا من البيت، بقوة القانون الذي يحمي المالك، ونحن الليبيون للأسف معظمنا يعيش على البطالة  المقنعة وعدم العمل والقبض للمستحقات والمرتبات الشهرية التي لا تكاد تكفي مصاريف الحياة التي ترتفع وتزداد كل يوم لأعلى، بدون جهد ولا عرق من خزينة المجتمع
المواطن الليبي لا يدفع فواتير الكهرباء ولا الماء، وأقساط البيوت دائماً بدون انتظام  في عجز وتأخير ولا يستطيع المالك الطرد للمستآجر او ارغامه على الدفع، لا أمن ولا أمان لا دستور ولا قانون… حيث ليبيا حرة بعد الثورة المجيدة!!! 
والعجيب الغريب الحياة مستمرة  تسير سلسة والأعمال لدى البعض في نمو وازدهار والغنى الفاحش لدى البعض من كثرة المداولات وبالأخص لدى تجار العقارات والملاك حيث الأسعار تضاعفت خمسة مرات بعد الثورة… ومن نواحى أخرى ضاع الطموح وضاعت الاخلاق الحميدة لدى الكثيرين نظير السياسات العقيمة التي وضعت من قوى خفية ظاهرها راحة وسعادة المواطن والواقع المؤلم دمار وخراب للمواطن والوطن حتى لا ينهض ويتحضر ولا يسمو ويتقدم نظير البطالة والتخدير كما حدث من قبل نفس سياسة المستعمر  للشعب الصينى العملاق… 
حتى قاوم المستعمر وقضى على التحكم من طبقات معينة،  وأفاق من الغيبوبة وشمر عن السواعد وعمل بجد وجهد بالعرق الدموع والدم  وفي سنين قليلة، أثبت الوجود  حكم وتحكم في أسواق العالم بالصناعات والمنتوجات التجارية التي لا يستطيع اي أحد مظاهاتها في السعر
أصبح معظم الشعب الليبي  كسالى  يعيشون على الفتات ينتظرون نهاية الشهر ويوم القبض بفرح  وكأنه يوم عيد مقدس، حتى  يصرفوا الدخل بسرعة في عدة ايام ويصبحون مفلسين مرة أخرى طوال الشهر ينتظرون على احر من الجمر نهايته للقبض  من جديد …. أليست بمأساة وأمر مؤسف ان يعيش معظم الليبيين على  هذا النمط من الحياة بمثل هذا الشكل رتيبة مملة بدون عطاء ولا جهد ولا عرق حتى  يستمتعوا بلذة  لقمة الحلال 
ان أخطر شئ هو الفراغ وعدم الحركة والعمل تجعل الانسان ميتا وهو حي يرزق مثل الدابة يأكل ويشرب وينام بدون تفكير ولا طموحات للأمام مما يضمحل ويمرض  مع الايام وينتابه الشك والأوهام ولا يستطيع إتخاذ القرار الصائب لأن الدم بالعروق والشرايين راكد
 فإلى إخوتي الليبيين اقول لكم نصيحة نابعة من القلب والضمير نابعة من تجارب وخبرات سنين، تقلبت في حلو الحياة ومرها، عليكم بتقوى الله تعالى والرضاء والقناعة والعمل الجاد بالعلم  لمصلحة الوطن والوحدة حتى ننهض ونسمو ونخرج من حلقات الجهل
نبذ العنف والارهاب والتصدى للتطرف بالحق وبالقوة اذا تطلب الامر، ومد الأيادي بالسلام مع جميع البشر ضمن العدل والقانون الدولي، وفتح ابواب ليبيا في  الاستثمار التجاري حتى يعم الخير والبركة على الجميع والله الموفق

                رجب المبروك زعطوط 

بنغازى الصامدة  
الأحد 2013/8/25م 



الصبر 18



بسم الله الرحمن الرحيم 


مدينة بنغازي، ليييا 
             أحد أساسيات الحياة للعيش في راحة بال وهدوء نفس هو الصبر واعطاء البعض من الامور الصعبة الوقت الكافي حتى تفرج وتنتهي بنفسها من غير أي تدخل من أحد،  وعدم التحلى  بالغيظ والغضب والرد بسرعة خوفا من الخطأ فى حق البعض بدون ان يدرى الانسان نتيجة التسرع وعدم الصبر والتأكد من الخبر هل هو صادق أم كاذب مدسوس حتى لا تنمى الفتنة بين الأخوة والأصدقاء وتجد لها أرضا يانعة جاهزة  في كثير من الاحيان تزداد إشتعالا ولهيبا  من أمور تافهة تكبر مع الوقت… المفروض الانسان العاقل يتغاضى عنها ولا يهتم بها حتى لا تزيد الا فى بعض الامور عندما تتكرر من  البعض الجهلاء أكثر من مرة بقصد او بدون قصد عندها ضروري من لفت النظر للمتعدي بالحسنى والأدب عسى ان يكون على خطأ ولا يكرر الامر مرة اخرى،  واذا كان جاهلا ومازال يردد ويتفوه بالسخرية والكلام البذئ او اطلاق الشائعات المغرضة  نتيجة الكيد والتشفى بدون أية أسباب قوية على الطرف المتضرر عدم الاهتمام لان كثيرين أوباش يعتقدون أنفسهم الكمال وهم صعاليك أراذل  بدون عقل، يخافون ولا يستحيون، ليست بنفوسهم ذرة عقل وكرامة حتى يقدرون الاحترام والتقدير والحلم وعدم الرد عليهم من المتضررين  لانهم مرضى لا يفهمون…

الصبر له حدود يتوقف عندها ولا يتقدم الى الامام عندما تزيد المعاناة عن الحد ويعم البلاء وبالأخص نظير تعسف وجور بعض الفئات ضد إخوانهم من بنى الانسان، مثل ما عمل المقبور القذافي  من ارهاب وقتل وتعذيب وسجن للشرفاء الأحرار على مدى 42 عاما عجافا لضمان الحكم والسلطة بيد من حديد

والشعب الليبي صابرا صبر سيدنا أيوب ينتظر لحظة الثورة والانتقام، حتى آن الأوان وقامت الثورة المجيدة يوم 2011/2/17م  وقتل الطاغية  شر قتلة وهو يستجدي  آسريه الثوار لحظات الفرحة العارمة  بالنصر الكبير عندما تم القبض عليه، طالبا مستغيثا الرأفة والرحمة من الصفع والضرب والبصاق، قتل ومات الطاغية، لم ينفعه ولم يشفع له  جميع الذى عمله من حرث الشر وزرع الشرور الارهاب  الخوف والرعب  خلال مدة الحكم الطويلة الى استمرت عقود، جميع الذى بناه وخططه وحلم المجنون بتحقيقه، ضاع للأبد في فترة بسيطة 8 أشهر وعدة أيام من قيام الثورة المجيدة…

الطاغية القذافي عدو الدين،  الفاسق وأعوانه ومرتزقته قاومون فيها بشراسة وعنف  حتى لا يضيع منهم الحكم والسلطة  ويفقدون حياتهم قتلا وموتا في الحال، او سجنا يعذبون طوال الحياة فى المهانة إنتقاما عن أفعالهم الشريرة فترة الحكم الفاسد،  قام الثوار بقلعه من الجذور وقتله شر قتلة و أصبح كأن لم يكن له وجود

إنني عندما ارجع بالذاكرة للوراء سنوات عديدة  أقارن بين العهود الماضية التى مرت الى غير رجعة اجدني أعيش في رهبة وخوف من المجهول القادم الذي لا أعرف كنهه الآتى فى المستقبل القريب، اراجع فى النفس مقارنا، كيف كنا وأصبحنا الآن…
  
كيف كان وضعنا عندما تحصلنا على الاستقلال عام 1951 م، كيف كنا فقراء نعاني شظف العيش نتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية وإندحار المستعمر الطاغية، الإطاليين  وهزيمتهم المخجلة امام قوات الحلفاء، الطليان  الذين سامونا العذاب والإبادة طوال مدة الاحتلال 34 عاما 1945/1911م   سياساتهم العنصرية  الفاشيست، الجهل والغباء يريدون ضم وطننا ليبيا الى ايطاليا للابد بحيث تصبح الشاطئ الرابع  كحدود معترف بها دوليا كما حدث للكثيرين من الدول التى ضاعت حتى الآن 
همهم  إبادة السكان الاصليين الليبيين عن خريطة الوطن بالقتل الشنق لأتفه الأسباب  والتهجير والطرد الى الجنوب  الى مجاهل  الصحراء الواسعة حتى ينتهون مع الوقت ولا يصبح لهم كيان ولا شأن

نسى هؤلاء المتطرفين الكفرة  عديمى الانسانية  والضمير، ان نور الاسلام  باق للأبد… لن يطفأ ينتهى ويزول عن ارض ليبيا مهما حاول المستعمرين الفاشيست العمل المخل الشائن بالإرهاب القتل والشنق السجن والتعذيب بدون أسباب قوية،
الرب الخالق القادر موجود في علاه، لا يرضى ان يترك المعتدين تغيير مقادير القدر الامر الإلاهى،  مهما حاولون من تخطيط ورسم سياسات عقيمة مهما وصلت من علو وإتقان في نظرهم، لا تنجح 

ليبيا ارض اسلامية عربية جميع  مواطنيها قبائلها وعشائرها يوحدون بدين التوحيد الاسلام، يتكلمون لغة الضاد القرآن الكريم  العربية، يعيشون إخوة جيران في وئام، تربطنا صلات المواطنة، الدم والمصاهرة، لن يستطيع اي أحد مهما كان،  ان يغير الامر مهما فعل  وزرع الفتن والشائعات محاولا احياء النعرات والتقسيم .

كيف كنا فقراء ؟؟ نعيش فى الفقر ولكن  سعداء فرحى، نعيش في راحة البال وقمة السعادة ونحن لا ندرى بالخير الذى لدينا، لا تطرف ولا مغالاة ؟؟ لا خوف ولا رعب من الإغتيالات في الغفلة والقتل، كما يحدث الآن من معاناة وضيق وترقب من المجهول، لا ندرى بماذا يحاك لنا من خداع ودسائس ومكائد من الأعداء الذين يريدون خراب ودمار وتقسيم وطننا الكبير في المساحة، القليل فى العدد، نظير السلب والنهب للخيرات

وطننا ليبيا الأبية التى كان يتوفر بالسابق  ويسود فيها الأمن والأمان وطمأنينة النفس، الطهارة والقناعة والرضاء بالنصيب بما قسمه الله عز وجل من خير أو شر من أنفسنا، ولا نحس به  ايام عهد الملك ادريس السنوسى  الاول( رحمه الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة ) .

حتى قام الانقلاب الاسود عام 1969 م ( ثورة الفاتح كما يدعون ويقولون )  لعنة ومصيبة كبرى حلت بالوطن نظير أطماع القوى الخفية فى الثروة الخيالية من النفط والغاز التي اكتشفت بالوطن بدايات الستينات

تغيرت المفاهيم والامور بمقولات  وطنية  مدروسة من تعاليم القوى الخفية، من أشباه رجال ليبيين يدعون الوطنية والولاء وحب الوطن فى الظاهر والعلن تبدو جيدة فى البدايات ساعات الحماس والعواطف والنخوة ،، والواقع مع مرور الزمن ، أثبتت أنها تافهة غمرت العقول والنفوس بالأحلام الخادعة التى لن تتحقق بالمسيرات والتظاهرات والكذب والتدليس أثناء الخطابات بالساعات من رؤساء طغاة جبابرة، بدون عمل جاد  دراسات جيدة و تخطيط واستعدادات، بدون مد الأيادى لجميع البشر بالسلام ضمن الأصول والاحترام والتقدير حتى يعاملنا الآخرين بنفس المعايير، بدون المشاركة والسماح للقوى الاخرى بالمشاركة والاستثمار في الأرباح بالعقل والمنطق لن يتركوننا في شأننا نزهو ونمرح ننعم بالخيرات لوحدنا، حيث الآن عصر العولمة، العالم صغير وكل يوم يصغر ويصغر بالعلم ،، والبشر يزدادون كل يوم فى العدد…
 
مهما تحدثت عن مزايا وأفضال الصبر لن أستطيع الايفاء ولا الشرح الوافى تم ذكره من الرب. الله عز وجل فى القرآن الكريم عشرات المرات حتى يتعلم المؤمنين الصادقين إتباعه والمشى فى هداه بالعلم والمنطق والعقل

حيث لكل امر كان بهذا العالم قديما وحديثا وبالمستقبل، مزايا وحسنات ومرارة وأخطاءا بسيطة تافهة يسقط فيها البعض من أصحاب القرار نتيجة زهو أو جهل ببعض الأبعاد الغير ظاهرة ولا منظورة لديهم وقتها،  في بعض الاحيان قاتلة مدمرة،  لأن أهم شئ للوصول والفوز والنجاح للقمة،   الصبر والتأني،  الدراسة الجيدة  وتحكيم العقل، الشورى مع أصحاب العقد والربط أبناء الوطن الأصليين الذين لهم ولاء بلا حدود من القلب والضمير،  قبل اتخاذ القرار حتى لا يخطأ الانسان ويندم 

          رجب المبروك زعطوط 

بنغازي الثائرة 
السبت 2013/8/24م 
 

Tuesday, August 27, 2013

الحيرة 17


بسم الله الرحمن الرحيم 

لا أعرف ماذا دهاني من تردد ورهبة وبالأخص في الفترة الأخيرة في مدينتنا درنة الصغيرة في الحجم وعدد السكان  التي كثر الكلام عنها في جميع الأوساط المحلية والعربية  والعالمية بأنها مصنع الانتحاريين الشهداء… تجمع بين جوانبها شباب التطرف الإسلامي والارهاب، الذين تجمعوا فيها من عدة اماكن وأصبحت قاعدة قوية لبعض قيادات الجماعات الإسلامية لأنها أرض خصبة بالشباب المقاتل القادرين على العطاء والفداء من اجل أهداف سامية في نظرهم،  من دون ملاحقة ومتابعة قوية حيث لا قانون سائد ولا رجال أمن وعيون ساهرة، وليست الدولة الضعيفة المتخاذلة، قادرة على عمل اي شئ ضدهم  من الخوف والرعب على حياتهم من الخطف أو  الاغتيالات من الجماعات المندسة في جميع الأوساط  . 
الرؤوس الكبيرة  تخطط لأعمال إرهابية في ظل الفوضى وإنعدام الأمن والمتابعة من الدولة  لتجعل منها عاصمة مميزة للدعوة وتجديد الدين  الإسلامي، مما اصبحت  الإقامة فيها خطيرة على الانسان المواطن المتحضر  الذي له علاقات وصداقات  كبيرة وكثيرة مع الأجانب من جميع الاتجاهات  في الأوساط الليبية خوفا من الاتهام بالعمالة… والقتل والإغتيال ببساطة وكأنه ذبابة،  من قبل ذوي العقول المتطرفة….
لأن المتطرفين لهم آراء خاصة بتجديد الدين، دعاة للإصلاح يريدون ويرغبون تطبيق الشريعة حسب السلف السابق منذ الف وأربعمائة عام، رافضين التجدد والتطور مع العصر الحديث، وأن كل شئ حديث جديد يعتبر مخالفا للشريعة  بدعة من البدع الضارة ضد  عادات السلف، يعيشون في تخلف مبين  في جاهلية  القرن الواحد والعشرين،  لا يريدون ان يفهمون ان ديننا الحنيف يتجدد ويتطور  مع الزمن صالحا لكل زمان ومكان… مما تسببوا في مشاكل لا حصر لها في الأوساط المحلية  والعالمية، غير قادرين على فهم الآخرين نظير التعصب الأعمى وفرض الرأي بالترهيب  والقوة وليس باللين والترغيب، الذي هو اساس الحياة والعيش في أمن وأمان… ونفس القصة من  الطرف الاخر من جميع فئات ابناء الشعب  الغير قادرين على فهمهم والتعايش معهم بسلام وأمن وأمان خوفا من الغدر في الغفلة،   وفتح باب الحوار بالنقاش الهادئ  بالعقل واستعمال الحكمة عسى ان يصلوا إلى حلول مشرفة  نابعة من القلوب الصادقة للمصلحة العامة،  ويتآلف الجميع إلى ما فيه الخير والتوفيق  لجميع الأطراف…
كثرت الاغتيالات والتهديدات في المدينة  الصغيرة، مدينة النور والعلم، مدينة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، المعروفة قديما وحاضرا بالعلم والنور  بالعطاء والنخوة والفداء، تم الاغتيال والقتل  والتصفية الجسدية لعدد 73 ضحية، الظالم مع المظلوم في مدة بسيطة حوالي 20 شهرا  بعد النصر في الثورة العارمة المجيدة ثورة 17 فبراير 2011 م  ضد الظلم والظالم الطاغية مما أصاب المدينة بالشلل والخوف والرعب لدى عامة الشعب الأبرياء  والكثيرون من أهاليها بدؤا يرحلون يغادرون  تباعا إلى المدن الاخرى للسكن والإقامة بعيدا  عنها او خارج الوطن، آثرين الغربة والتعب والمعاناة  للبحث عن الطمأنينة والأمن والأمان لعائلاتهم وأهاليهم  بدلا من العيش في ترقب وخوف وتحطيم الأعصاب، مما تأثرت المدينة إقتصاديا وبدأت  سحب المعاناة  والضيق تتجمع  وحتما الضغط  مع الوقت سوف يولد الانفجار!
إن المشكلة الرئيسية لدى المواطن البرئ، أنه لا يمكنه ان  يعرف من العدو المجهول من الصديق  المنافق  حتى يتفادى شره  ويبتعد عنه، او يتحداه ويصارعه بالحق ويدافع عن النفس بدل الموت غيلة نتيجة الغفلة وعدم الاهتمام

قضيت  العديد من الايام في شهر رمضان المبارك بها وغادرتها إلى طرابلس حيث قضيت اسبوعا لترتيب بعض الامور المستعجلة والاهتمام بالسكن بدلا من الغياب المستمر، ورجعت إلى بنغازي لمراجعة دكتور الأسنان وقضيت خمسة ايام وانا كل يوم أتردد على العيادة ولم انتهي بعد،  لأنها تستغرق  وقتا طويلا في العلاج والتركيب وخاصة خلال شهر رمضان وكنت صائما طوال الوقت، مما اضطررت إلى الترحال إلى مدينة  درنة على ان ارجع بعد العيد للمتابعة
لم أستطيع الرجوع إلى طرابلس والبقاء لوحدي هناك موزعا بين المدن،  حيث الحاجة زوجتي  أصرت على إلبقاء في بيتنا في درنة  وعندها كامل الحق، لأن زوجة إبني محمود حامل في شهرها التاسع  في انتظار الوضع لمولودة في الاسبوع القادم وتريد ان تكون متواجدة عند ميلاد الحفيدة الجديدة 

أكرمنا الله تعالى ويوم 28 رمضان بميلاد الحفيدة رقم 4 في الاسرة وكانت فرحة عارمة ان الامور مضت بسلام بدون أية مشاكل والمولودة والأم يتمتعان بصحة وعافية جيدة وتم إعطاؤها إسم ( صفية ) على اسم الجدة الحاجة زوجتي تيمنا وبركة مثل العادة

قضيت بقية شهر رمضان وأوائل أيام عيد الفطر المبارك في مدينة درنة وأول مرة في حياتي  لا أشعر ببهجة العيد وحلاوته كما كانت الأعياد تمر من قبل في فرح وسرور… شعرت بالإحباط والكآبة والحزن  وان في شئ مجهول في الافق يدور ولا أعرف ما هو
شعرت بالأسى والضيق للنفس حيث ظلال الكآبة والحزن تخنق أنفاسي طوال الوقت من تجرع الأحزان حيث سنة 2013 م سنة أحزان ومآسي فقد فقدت أعزاء الأحباء ابن الخال رفيق الطفولة والصبا في بداية السنة، وأختين شقيقتين وراء بعضهما من عدة شهور مضت (إلى رحمة الله تعالى).

فقدت اعزاءا آخرين نتيجة الحوادث  المؤسفة والتصفيات الجسدية والاغتيالات للبعض من المعارف والأصدقاء وبالأخص خلال شهر رمضان الكريم المبارك، من مجرمين قتلة في الغفلة والخفاء نظير سوء الفهم أو الثأر لأخطاء بسيطة نتيجة الاتهام  الباطل وأعمال لا تخصهم وليسوا قيمين عليها، بدون عدل ولا محاكمات ولا قانون،  يتخذون من الاسلام أقنعة زائفة  للمواراة  والعيش في الخفاء ووراء الستار  وهم في نظري ونظر الجميع بعيدين عنه بعد السماء عن الارض
شعرت بالضيق وعدم الراحة وغياب الطمأنينة والأمن والأمان من الغول الجديد الرهيب الذي حير دولا كبرى بالعالم، الذي يلتهم الاخضر واليابس نتيجة الجوع للانتقام الاسود، بدون مبررات… وهو التطرف الأعمى من قبل مواطنين يدعون العلم وهم جهلة متعصبين  بقصد او بدون قصد…  تعلموا القشور الزائفة  عن الدين نظير الدس  والخبث ضمن اجندات مبرمجة من أساطين وأساتذة الشر والشرور لتحقيق مآرب خاصة للغير من القوى الخفية الدولية حتى تستمر المعاناة والضيق ولا يرتاح الوطن ولا المواطن طوال الوقت
 بالتالي يتم الخراب والدمار الإقتصادي وكأن لعنة حلت بالوطن وبالأخص في مدينة درنة المجاهدة المهمشة المنسية خلال جميع العهود من اول يوم للاستقلال سنة 1951 م… والتركيز على تشويه دين الاسلام الحنيف  من المشككين الملحدين أعداء الدين الإسلامي   الذي أساسه السلام والمحبة والاحترام لجميع الاديان والبشر

هؤلاء المتطرفون يدعون العلم والإصلاح وهم بعيدين عنه… لسبب بسيط: من هم ؟؟ من الذي أعطاهم الحق باستعمال القوة والاغتيالات والتصفية الجسدية والتشويه للمواطن المسلم في كل مكان بالعالم الغربي والشرقي،  ضد جميع القوانين الانسانية والاعراف والدين لخصومهم المخالفين في نظرهم حسب ما يتراءى لهم
إنني مثل الذي يحفر قبره بيده عندما الانسان الحر الشريف يتحدث عن الاخطاء القاتلة التي حدثت وتحدث من هؤلاء…  يعتبر لدى ذوي العقول الضيقة المتطرفين انني عدو لهم ويصنفونني  على اللائحة بالتصفية.. لأنني أقول الحق والصدق، والواقع المرير أنني لست بعدو لهم، بل مشفقا على أوضاعهم من الاستمرار في طريق الشر والشرور… تدفعني الحمية والنخوة على الدفاع على ديننا الحنيف من التحريف… 
نسوا وتناسوا ان الرب القادر موجود وانه الحافظ لكل إنسان… ولا أستطيع منع قدوم الموت  ولا تأخيره  لحظة واحدة، من الذي لا يريد ملاقاة الرب الخالق وجواره غير الكافر أو العاصي؟؟؟   فكل شئ بأمره تعالى الخالق الأحد، ولكن على الانسان المؤمن القوي أن  يقول الحق والصدق رأسا في الميدان مواجهة  بدون خوف ولا رعب من اي انسان، وفي نفس الوقت لا يتهور ولا يرمي نفسه للتهلكة بسهولة عليه اتخاذ الحيطة حسب القدرات وان لا يكون لقمة سهلة لكل من هب ودب حتى تفترسه أنياب الشر في غفلة

التطرف والجهل مصيبة من المصائب الكبرى التي تحتاج إلى علاج فوري وبتر المرض السرطاني الخبيث الذي بدأ ينتشر في جسد المدينة درنة والوطن ليبيا   نظير الخوف والرعب وعدم المتابعة والعقاب القاسي بالعدل ضمن المحاكم في العلن للمجرمين القتلة حتى يصبحون عبرة واضحة لكل من يفكر فى إتيان الشر… حتى  تستقر الأوضاع  وتعود إلى حالتها الطبيعية كما كنا من قبل نعيش في أمن وأمان  أيام عهد الاستقلال الزاهر في الستينات، بيوتنا مفتوحة الأبواب ننام قريري العين بدون اي خوف ولا رعب من اي اعتداء مهما كان

ان العلاج والدواء الأساسي الذي يقضي على المرض والتطرف الأعمى   هو قيام الدولة القوي على الساحة، حيث الضعف والتخاذل  لها مثل الآن من المؤتمر الوطني والحكومة القائمة… هو الذي أوصلنا لهذا الحال المتردي من الخوف والرعب، نظير الإستهزاء 

فنحن الليبيين شعب عنيد قوي الشكيمة صبور نحتاج إلى دستور جيد نابع من القرآن الكريم أساسه الشريعة حسب العصر الحاضر عصر العولمة،  وحاكم شرس قوي لا يخاف لومة لائم  في التطبيق بالحق،  يحكم بالعدل ضمن القانون، حتى نستقيم  ونتعقل…  والله الموفق

   رجب المبروك زعطوط 

درنة الصابرة 
الجمعة 2013/8/23م 

التهديد والوعيد 16


بسم الله الرحمن الرحيم 


         ليلة البارحة حوالي الساعة العاشرة ليلا من يوم الاربعاء الموافق 2013/8/21م، كنت ساهرا أتطلع الى احد القنوات المرئية  متابعا احد البرامج العلمية عندما رن جرس الهاتف النقال عدة مرات مما قلت في النفس قبل ان ارفع الهاتف وأرد، "ان شاء الله خير"، حيث المكالمات الواردة بالليل لها رهبتها لدي من سماع اي خبر مزعج او حزين خاص بالعائلة المتشعبة التي يعيش افرادها في اماكن عديدة في الوطن ليبيا وبالغربة في أوطان أخرى… وسمعت صوتا هادئا كفحيح الافعى القاتلة ذات اللدغة السامة يتحدث ببطء  وقلت له نعم اي خدمة ؟؟ وكان الرد علي، أانت من محبي القائد معمر القذافي؟؟  وضحكت وقلت له هل انت تحلم أو مجنون؟؟ وخرج عن وعيه وهاجمني  بعنف بكلام قذر بذئ لا يشرف الانسان سماعه  وقال انت جرذ من الجرذان!

وكان ردي عليه آسف انني اتحت لك الفرصة وتحدثت مع إنسان تافه ساقط مثلك!  وأقفلت في وجهه الخط وانا أضحك في قرارة نفسي على الكلام التافه والتهديد والوعيد من مثل هذا الساقط الذي يحاول  الإثارة للشرفاء وتعكير النفوس الهادئة  بالكلام الفارغ البذئ وبالأخص في الليل قبل النوم 

سألتني زوجتي عن الموضوع وقلت لها عن ماذا حدث… وقالت هذه البداية من هؤلاء الأزلام الطحالب الذين في الغي سائرون، أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية طريق الحق المبين، مايزالون مؤيدين لحاكم مجنون دعى مقبور، قتل ومات شر ميته وهو يستجدي في أسريه الثوار برحمته والشفقة عليه وعدم إيذائه وضربه وتعذيبه في ساعة الهرج والمرج عندما تم القبض  عليه والفرحة بأسره

تطلعت الى رقم الهاتف وكان كذا 0917667720 وسجلته على الفور مع علمي ان الشفرة سوف تتغير ومسروقة من احد الغافلين أو (محروقة) ولكن من باب العلم والإحتياط  عسى ان يتعرف على  مالكها اي احد من الشرفاء ويطارد المجرم الدعي  على العمل السئ والتهديد، حيث هذا الامر جدي وليس  مزاح
هناك  كثيرين يعتقدون انفسهم أذكياءا حاذقين لا يستطيع ان يتعرف عليهم احد…  يحاولون التهديد والإزعاج وهم في قمة الغباء، ممكن بخطأ بسيط ينسونه يحدث العكس ويعرفون  بالصدفة، هؤلاء خفافيش الليل المندسون من الطابور الخامس في أوساطنا…  مهما عملوا من قلاقل وإشاعة الخوف  الرعب والفتن… بودي القول لهم نصيحة للذكرى حتى لا ينسوها:   الموسيقى الصاخبة توقفت عن العزف، الحفلة انتهت، والطاغية معمر مات !!!

لقد مررت بعشرات بل مئات التهديدات خلال نصف قرن من الحياة العملية والمعارضة ضد نظام الارهاب والظلم، والحمد لله تعالى برضائه ورضاء الوالدين والناس على أعمال الخير التي قمت بها طوال مسيرة الحياة،  انني نجيت من التهديدات والوعيد والمطاردات بالاغتيال والقتل من فرق اللجان الثورية لعديد من المرات بالخارج والداخل… ولم أتأثر ولم تهتز النفس ولا العزيمة لأنني انسان مؤمن، القلب عامرا بالإيمان والطمأنينة، عارفا عن يقين انه لا يصيبنا الا ما كتبه الله تعالى لنا من خير أو تعب ومعاناة وضيق خلال مسيرة الحياة .

مسيرة الحياة طويلة لمن آطال له  الله تعالى  الخالق العمر المديد،  تحتاج إلى صبر طويل وكفاح مستميت لكبح النفس اللوامة عن ارتكاب الاخطاء القاتلة نظير الهيجان والغضب والغيظ وبالأخص من أوباش مثل الخفافيش يتوارون بالظلام غير قادرين على الظهور في العلن… يتوعدون ويهددون الشرفاء الاحرار بالويل والثبور وهم إمعات، يدعون الرجولة وهم أشباه رجال يلسعون ويلدغون من بعيد عبر الهاتف النقال
 هؤلاء الطابور الخامس المندس في اوساطنا يريدون الوصول إلى الحكم مرة اخرى بأي ثمن كان،  يحلمون، ونسوا وتناسوا ان الحافظ الله عز وجل موجود في الوجود لا يؤيد ولا ينصر الظالم على الظلم مهما حاول من كيد وخبث ضد الآخرين الطيبين الذين يسعون للخير ونهضة وتقدم الوطن

إن الجهل مصيبة من المصائب حيث هؤلاء المواطنين البشر لا يريدون الاعتراف بأنهم على خطأ في تأيدهم المقبور الذي ذهب إلى غير رجعة … أليست لهم عقول يفكرون بها عن ماذا حدث للوطن من عهر وفسق وضياع الاخلاق الحميدة التي كانت سائدة من قبل الانقلاب الاسود ثورة الفاتح كما يقولون وهي احد أسوء اللعنات التي منى بها الوطن الحبيب

إننى مهما حاولت الشرح لا أستطيع الإلمام بكل الحوادث والاحداث الأليمة التي وقعت في خلال حكم إرهابي أسود من طاغ مجنون تحكم في جميع المقدرات لوطن ثري بالخيرات ونسى وتناسى طريق الله عز وجل، طوال 42 عاما عجافا من الحكم الشرس . 

والنتيجة بعد الضغوط الرهيبة ثورة الشعب المدمرة التي بدأت ولم تتوقف وسال الدم فيها بلا حساب وسقط الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب البنية التحتية للوطن من القصف العشوائي وقتل أبناء الشعب من كتائب وأزلام النظام ومرتزقته، وهتك أعراض الحرائر أمام ذويهم بالقوة في سبيل إشاعة الرعب وتحطيم النفوس وعدم المقاومة حتى يستمروا في  البقاء والاستمرارية في الحكم الى ماشاء الله تعالى .

ولكن بالإرادة القوية والتصميم والتأييد من الله تعالى تم القضاء على المخبول المقبور واصبح جيفة عفنة  ذات روائح  كريهة  خلال  النقل السريع،  رماه الثوار في ثلاجة بسوق الخضار في مدينة  مصراته حتى لا يتحلل جسمه النتن، وأصبح فرجة لكل انسان مواطن يريد مشاهدة الطاغية قبل الدفن ومواراته التراب إلى الأبد 

كان الطاغية عملاقا أجوفا، طبل له الاعلام والمنافقين  سنوات عديدة حتى وصل إلى مصاف العظماء  والقادة المشهورين بالصلاح والحكم النزيه والعياذ بالله تعالى من هذه التسميات بالثناء والتكريم والاحترام…  والواقع  المرير هو صعلوك من صعاليك الزمن وآفة من الآفات الضارة التي بلانا بها الرب القادر حتى نتعلم الدرس القوي ولا ننخدع مستقبلا في اي مدعي صعلوك يريد ان يتحكم في رقابنا بحلو الحديث وطلاقة اللسان… وعندما يستقر له الحكم ينقلب إلى جبار  ويصبح مثل فرعون الطاغية

كل شئ هالك ومنتهي على وجه هذه الارض يوما من الايام مهما طال الوقت والزمان… واللأسف  أمثال هؤلاء الطغاة مايزالون في الغي مستمرون غير شاعرين بماذا يحدث من مآسي ومظالم لأبناء الشعب المقهورين الشرفاء الأحرار، نتيجة الصلف الغرور والكبرياء…
والمؤسف له انه لديهم أتباع مخلصين جهلة مجانين مثلهم، ينفذون مآرب سوداء شريرة حتى وهم موتى مدفونون في القبور وكل يوم تصب عليهم ملايين اللعنات من المظلومين الابرياء عن جراء ماقدموه خلال حكمهم من عسف وجور

هؤلاء الجهلة المخدوعين الساقطين،  احدهم مثل الذي ليلة البارحة يهدد في الخفاء عن طريق الهاتف  في بالويل والثبور ونسى وتناسى ان الرب القادر موجود في علاه، وأنني ياما سمعت وشاهدت بأم العين من  أمثاله عديمي العقل والضمير وانه لا يصيبنا الا ما كتبه  الله تعالى لي من خير او شر

نحن الآن فى ليبيا الحبيبة فلت زمام الأمان  والاستقرار لدى معظم الجميع بالمدن  حيث اختلطت الجماهير من كل حدب وصوب مع بعض… لا أمن ولا أمان  وأصبح كل مواطن شرير يفعل ما يريد ويرغب وبالأخص من بعض القلائل المجانين الذين لديهم اضطرابات عقلية نتيجة عوامل سيئة وعقد نفسية نتيجة الاضطهاد والحرمان  من الصغر… أتيحت لهم الفرص عن تفريج الهموم والعقد الخبيثة بالتهجم على الشرفاء المظاليم بأسباب عديدة

إنها الحياة، والحياة جهاد وكفاح من أجل العيش بشرف وكرامة بالعمل الصادق النظيف، بالجهد والعرق، بالمعاملة الحسنة، ولكن في هذه الأوقات الصعبة في ليبيا الوطن نتيجة غياب الدستور والقانون القوي الرادع لكل مجرم يريد الأضرار والتسلط والعبث بالمواطنيين، وضعف المؤتمر والحكومة بحيث لا هيبة ولا خوف من العقاب الرادع .إختلط الحابل بالنابل وضاع الشريف وسط الخبثاء المتطرفين  الذين يعتقدون أنفسهم انهم السادة والمصلحين نظير الأفكار المريضة  والواقع هم  أشرار يتخذون من الدين ستارا يتوارون خلفهنسوا وتناسوا ان الرب الله عز وجل حي  موجود في الوجود صاحب الحق العالي الذي لا يعلى عليه، العادل المنتقم الذي لا يرضى بأن يترك عباده المؤمنين المظلومين تحت طائلة الجور والعسف من هؤلاء الادعياء المجانين….نسوا وتناسوا ان عين الله تعالى الساهرة تراقب المظالم والجور والتعديات والقتل والإغتيالات بدون وجه حق لكثير من الأبرياء بدون محاكم وعدل ولا قانون، عسى ان يتراجعون ويتوبون حيث الشيطان الرجيم زين لهم الامور حتى أعماهم عن رؤية الحق المبين مما الدائرة تدور ويومهم قادم عن قريب حيث لكل شئ قدر،  وقت وأوان لدفع وتقديم الثمن الغالي

أقول لهؤلاء المتطرفين الجهلة عن قناعة وبضمير: راعوا الله تعالى في كل خطوة… توبوا لله تعالى… توقفوا عن إتيان الشر والشرور عسى ان تنالوا الرحمة والمغفرة… لأن العنف يولد العنف…  الدم بالدم… اليوم انتم بالخفاء ووراء الستار  تفعلون ما تريدون، ولكن يوما ما، سواءا  بهذه الحياة الفانية أو الآخرة،  أين الفرار والنجاة من صاحب القرار الملك العادل الله عز وجل… والله الموفق

  رجب المبروك زعطوط