Sunday, August 25, 2013

الأمل 12


بسم الله الرحمن الرحيم 


 
       "لولا الأمل لخاب العمل" كلمات خالدة قيلت بالسابق  منذ قديم الزمن لا اعرف من قالها بالضبط هل هي من ضمن احد الأحاديث لرسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام دنيا وآخرة، أو من أحد الانبياء او الحكماء  حيث مثل هذه الكلمات والعبارات مأثورة ليست من فراغ  لها معاني خاصة مهما شرح الانسان لن يستطيع الايفاء، كلمات ظلت خالدة طوال الحياة لا تنتهي ولا تموت حتى يأذن الله تعالى بالنهاية وحلول يوم القيامة
الأمل جزء من حياة البشر لا يتجزأ ولا ينتهي بسهولة من النفس، يجمع الجميع على العمل والعطاء والرغبة في الامتلاك والحب والشكر والتقدير، الأمل في الرحمة والغفران من الله عز وجل بأن يغفر ويتوب عن المعاصي وعن الذنوب والذنب الذي ارتكبه العبد بقصد او بدون قصد، عندما يقرر العبد المذنب  التوبة والرجوع إلى طريق الخير والهداية…
  
الأمل  حافز  قوي، مهم للإنسان بأن يحب ويكره، يعمل بجد ويكدح من اجل الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق حلم يريد تحقيقه وبلوغه مهما كلف الامر من تضحيات، يسعى له طوال الوقت جاهدا بكل العزم .

الأمل عبارة وصفة مهما حاولت شرحها لن استطيع فهي للإنسان صفة وعنوان يتجدد مع الوقت مهما جرى الانسان وحقق احد الاهداف يتطلع للمزيد ويجري ساعيا مجدا وراء  الآخر، وبالتالي لا ينتهي المشوار مهما وصل حيث سلسلة متواصلة لا تنتهي طالما الانسان به ذرة نفس وحياة لأن  الأمل هو الرجاء في سباق الحياة بلا نهاية حتى الموت والفناء .

نحن الآن في ليبيا نمر في عنق الزجاجة نمر في وقت من أصعب الأوقات التي تمر على الوطن الحبيب حيث  الفوضى ضاربة أطنابها في نسيج المجتمع والجميع يتأفف ويتململ  غير راضي عن ما يحدث من مهاترات وتراهات نظير اخطاء عديدة تحتاج إلى توقف واصلاح سريع ورأب الصدع قبل ان تغرق السفينة ليبيا في أتون حرب أهلية اخرى نظير الهيجان والنهب والسرقات من صعاليك أشباه رجال يدعون الثورية  وانهم ثوار ساهموا في تحرير الوطن ايام الثورة المجيدة وهم صعاليك بآخر الطابور  نفايات المجتمع 

قفزوا على السلطة نظير العمالة والنفاق والادعاءات بالوطنية مرضى سلطة يطبقون أجندات للقوى الخفية بعلم وقصد مسيرون لتنفيذ أغراض  في الظاهر حسنة والواقع  خبيثة تظهر مع الوقت، أم  مسيرون بدون قصد ولا علم لهم بماذا يدور في الخفاء من كيد ومكائد للوطن، وهذه هي المصيبة  والطامة الكبرى لأنه عندما يضرب الفأس الرأس ويسيل الدم  صعب العلاج  يحتاج إلى وقت طويل حتى يتعافى المريض وينهض .
كان الله تعالى في عون جميع الاحرار الوطنيين من هؤلاء الملاعين أشباه الرجال  حتى لا نصاب باللعنات نظير الشر والشرور من أذاهم، ونتحمل الأوزار وتحسب علينا الأخطاء القاتلة ونحن أبرياءا مظلومين لا نريد فتح ابواب النار جهنم عليهم،  حتى لا نكون البادئين  نظير التحضر  والفهم  والسمو والتعليم . 

 إن لم نعرف كيف نتعامل معهم بالحزم والقوة ونبعدهم عن كراسي الحكم وصنع القرار بأي وسيلة، نكون قد أجرمنا في حق أنفسنا وحقوق الآخرين البسطاء الغافلين والأجيال القادمة سوف تلعننا نظير الصمت والسكوت… حتى يعرفون ان الوطن للجميع وليس لفئة دون اخرى  سائب بدون رجال وطنيين ذوي حب وولاء مستعدين للتضحية بالروح والدم من اجله وليس لكل من هب ودب من الاراذل أن يعمل فيه  كما يريد ويرغب

عليهم ان يعرفوا اننا عيون ساهرة مهما اصبحنا بالوراء وتراجعنا إلى الخطوط الخلفية برغبتنا، لأننا  زاهدون في الحكم والسلطة،  نراقب عن كثب ماذا يحدث من مهاترات  وتراهات وسرقات ونهب  وسوف نصحح المسار بالحوار واللين واذا تطلب الامر بالقوة فالوطن للجميع وعلينا معا يدا واحدة  الحفاظ عليه من الضياع والنهب ….

وطننا ليبيا الآن تمر بأزمة حقيقية  ضربتها آلاف الفؤوس والمعاول من كل اتجاه ومكان الأعداء  والطابور الخامس المؤيدين والمدعمين من الجيران  مقابل دفع الرشاوي الضخمة والمال… نسوا ان ليبيا البقرة الحلوب التي اعطت بدون حساب المليارات بدون منن، يدعون الأخوة وحسن الجوار وهم من فئة  الأدعياء للأخوة والصداقة  المنافقين الذين يلعبون على الحبال مقابل الحصول على مصالح  وغنائم كبيرة بأي ثمن كان نظير الطمع .

كل فئة من هؤلاء تتحصل على نصيبها من الغنائم والأرقام حسب القوة والهيمنة  والسيطرة  والدس الغش والخبث، التحايل واستدرار العواطف من حصص كبيرة وتتناقص حتى تصل إلى فتات 
 الجميع،  الليبيون والعملاء المنافقين والاعداء ادعياء الصداقة والاخوة عبارة عن عصابة موحدة من جميع الجنسيات والأعراق  مع جميع الفروقات والاختلافات والتوجهات يمتصون الخيرات بطرق خبيثة شريرة، يعيثون الفساد والافساد للذمم، معتبرين ان ليبيا لقمة سائغة مستفيدين بطريقة او اخرى سواءا مالا وجاها ام مراكز عالية للبعض من مؤيديهم  الأزلام والطحالب الغير قادرين على الادارة وليسوا مؤهلين للقيادة، ولكن في اوقات الهرج والمرج والفوضى والمعاناة يصبح التافه والمختل والساقط قائدا وبطل لدى ابناء الشعب السذج الغافلين 

انني أتأسف على ضياع الشهداء والجرحى والمعاقين الذين ضحوا بأرواحهم فداءا من اجل ليبيا الوطن، والنتيجة هذا البلاء الذي نزل وهبط على الرؤوس بلا عدد ولا حساب نظير النفاق وعدم الوفاء للرجال الصادقين المجاهدين بحق وصدق في السر والخفاء،  الجنود المجهولين الذين  لا يريدون اي منن  غير الأجر من الله عز وجل الذي هو العالم والعارف ويهب الأرزاق والجاه السلطة والحكم بدون منن لمن يحب ويرضى عليه من عباده البشر .

انني أبكي حسرة على الذي يحدث الآن من أحداث دامية في الوطن على جميع الأصعدة من اغتيالات وقتل، من نهب وسرقات منظمة، من التسيب وعدم الضبط والربط من التهريب طوال الوقت ليل نهار عبر الحدود والمواني والمطارات، من تحقيق ثروات خيالية بالحرام والزاقوم وعدم الخوف من الرب الخالق … متسائلا مع النفس  هل هؤلاء البشر ليبيون ؟؟ لماذا عم الفساد؟؟ هل ثار الشعب على الطاغي ليقع في المستنقع القذر؟؟ هل وهل وعشرات الأسئلة والتساؤلات والتي ليس لها أجوبة ولا حل ؟؟ طالما نحن صامتين ساكتين ننتظر قدوم المهدي المنتظر! والخلاص من الغبن والمعاناة، والحل بأيدينا ولا نريد الانتفاضة والتصحيح للمسار أليس الامر بمؤسف ومصيبة من المصائب حيث نحن نشاهد الفساد والظلم ولا نتحرك؟؟

ان كلماتي وعباراتي الهجومية لاذعة  وقوية كالضرب بالسياط لمن يحس وله ضمير حي، صعبة على الأدعياء قلتها بضمير وحق لأنني لا أخشى لومة لائم طالما أنا على الحق، ممكن تسبب لي أضرارا كبيرة أو تبعثني إلى القبر من البعض المجانين  المتطرفين مع الوقت ؟؟ ولكن العمر مضى ولست بشاب صغير بالسن والتجربة، ارغب في الحياة حيث كل أملي الآن الذي أعيش من اجله العمل الصالح وتقوى الله عز وجل عسى ان أفوز برضاه ومغفرته قبل الممات ؟؟ لأنني عارف ومؤمن انني سوف اغادر الحياة في اي وقت مهما طالت آخرها  النهاية الموت والفناء 

ان الأمل فى النهوض والتقدم بالوطن   يحتاج إلى التحدي  الصمود والعمل الجاد المنظم بما امر الله تعالى  ضمن دراسات وخطط هو الحل الوحيد لتصحيح المسار، الذي لولاه لن تقوم لنا قائمة مهما نوينا من أمنيات في النفس بدون عمل  سوف تظل أماني حبرا على ورق في كتب ومجلدات مرمية في أركان احد الخزائن عفى عليها الزمن ان لم يتم تنظيفها وإزالة الغبار عنها وقراءتها والعمل بها بجد وقوة… حيث في نظري كل شئ جاد قوي له ثمن غالي ضروري من الدفع والتضحيات حيث لا يمكن عملية ختان  لصبي من غير دم يخرج ويسيل من الجرح

في جميع الحالات والاحداث يوجد رابط مهم وهو الامل والرجاء وحب الوصول للخير والسلام أم للظهور وإتيان العنف والقتل ونسى هؤلاء المتطرفين ان الحوار وتقديم اليد بالسلام هو الامل للوصول بالوطن لبر السلام لان العنف يولد العنف والدم والاغتيال للابرياء المظلومين بدون عدل ولا قانون، يولد الكراهية  ويشحن النفوس على الشر والرد بنفس الطريقة… وعندها لن نتقدم ولن ننهض طالما نحن بهذه  العقليات الجاهلة… والله الموفق 

          رجب المبروك زعطوط 
 

No comments:

Post a Comment