Thursday, August 1, 2013

الحراك السياسي 2





بسم الله الرحمن الرحيم 





يوم الأحد الموافق 2013/7/21م
 وصلت إلى الاستراحة في طرابلس من الشرق وبالتحديد من مدينة درنة حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا وكنت مرهقا من السهر طوال ليلة البارحة حيث لم أنم وارتاح الا ثلاثة ساعات فقط  لا تكفي الانسان حتى يسترد انفاسه ويستجمع افكاره ويستوعب ماذا يحدث  ويستطيع العمل بنشاط وهمة بدل الكسل والضعف…   وبالاخص بعد ما سمعت بالنكبة المريرة والحادث المروع باغتيال المرحوم العقيد المتقاعد من الجيش  عبداللطيف امداوي في وضح النهار من طرف قتلة اشرار بمدينة درنة المهمشة وكأن بها لعنة شريرة  أصابتها في الصميم حيث إستقر بها المتطرفون الاسلاميون واصبحت قاعدة لهم حسب ما  تتردد الانباء  المحلية والعالمية والواقع لا شئ واضح في العلن … كل شئ في الخفاء يدور في صمت  مما كثرت الأقاويل ولا نعرف الصدق من الكذب 

 حاولت النوم حتى ارتاح  بعض الوقت في الاصيل بعد صلاة العصر إلى المغرب   ولم أستطيع فقد غاب الفكر وسرح في أبعاد كثيرة وتحليلات عن السر وراء اغتيال المرحوم بهذه الطريقة الوحشية في ضحى اليوم الأحد، احد ايام الشهر المبارك، شهر رمضان الكريم، شهر الصيام والرحمة والمغفرة 

 في نظري صراع قوي محتدم من فئات مارقة لا تعرف طريق الله تعالى ولا تمت للإسلام بأي صورة من الصور،  تقوم بهذه الجرائم وترمي بتبعاتها على الحركات الاسلامية المعتدلة  للنيل منها وتشويه الاسلام امام البسطاء السذج  الكثيرين الذين لا يفهمون مجريات الامور والسياسات القذرة لخدمة مصالح دنيوية معينة للبعض من الكبار من القوى الخفية الذين يحركون الكثير من الاحداث ويصنعونها ضمن خطط ودراسات  لمآربهم الخاصة .

أصبحنا مثل قطع الشطرنج يلعبون بنا ويحركوننا من مربع إلى آخر…  ونحن ندعي الفهم والعلم والواقع نحن لا نفهم غير الرتوش حيث نحن الشعوب العربية نعيش في واقع مختلف  لا نحكم العقل ولا نتقدم ضمن خطط،  بل نتعامل بالعواطف في اي موضوع يستجد …  وبالتالي نحتاج إلى وقت طويل حتى نتعلم طرق الديمقراطية والعمل الجماعي ضمن الاحزاب لصالح الوطن ليبيا وليس التشاحن بين الاعضاء… 

بعد الفطور تم اتصال من احد الرفاق السيد ( ح ك ) يعلمني بدعوة للحضور لاجتماع مهم لبعض الأطراف الوطنية حيث الاجتماعات مستمرة من كثيرين وطنيين احرار وجماعات اخرى تدعي الوطنية كغطاء والواقع خدمة مصالحهم الخاصة، وكان هذا الاجتماع تكملة لعديد من الاجتماعات السابقة التي حضرت الكثير منها والتي البعض منها تمت في مكتبي الخاص بين بعض السياسيين الكبار المدنيين ورجال اعمال وضباط وطنيين احرار .

البعض مازال عاملا بالجيش  في الخدمة  من كبار الرتب والبعض متقاعدين منذ سنوات عديدة نظير الشك في الولاء للنظام والبعض كان بالسجون،  بعد ان قضوا مددا طويلة في الأسر والسجن واطلق سراح البعض قبل الثورة المجيدة والنصر .هذه الاجتماعات تهدف إلى  الوصول إلى حل وحلول لانقاذ الوطن ليبيا من الهاوية والشرور حيث المؤتمر الوطني المنتخب  والحكومة يتخبطان وكأنهما بهما مس من الجان غير قادرين على التحكم في الامور وقيادة الوطن للأحسن .

فقد فلت الزمام وجنح  الكثيرون من الثوار واولاة الامر إلى امور اخرى مادية من سرقات ونهب للثروة الوطنية بحجج تسديد الرواتب الضخمة الطائلة، او تسديد الالتزامات الوهمية من امور كثيرة غالبها مليارات من الحسابات المجنبة سرقت في وضح النهار من مصرفيون كبار يعرفون الكثير من الأسرار المالية حولوها لحساباتهم الشخصية والبعض من هذه الاموال الرهيبة ذات الأصفار العديدة  إلى حسابات الثقات من المعارف والأصدقاء او الشركاء بالخارج بدون ان يعلم الكثيرون

 البعض تقاعد وهرب والبعض مازال في الوظيفة والعمل  يتحين في الفرص للتقاعد او الهرب بدون ان يحس اي احد بالضياع حيث قلة الذين يعرفون السر والذين جميعهم متورطون في الإختلاسات الكبيرة التي من الصعب المتابعة لها حيث لا مستندات ولا أقراص مسجلة على الحواسيب للوارد والصادر وبالتالي ضاعت في خضم الفوضى والتخبط .

الفواتير الخارجية الخاصة  بالعلاج للجرحى والمرضى الليبيين المدينة  للمستشفيات والمصحات بالعالم نظير السرقات والنهب عندما قدمت للجهات المسؤولة في السفارات في عواصم الدول  للسداد بقدرة القادر زادت صفرا على المجموع الاخير  مما تضخمت الارقام من مئات إلى ألوف ومن ألوف الى ملايين  واصبح من غير المعقول الدفع… 

المحتالون يحافظون بكل قوة على وحدتهم واتحادهم حتى أصبحوا سدا منيعا مع بعض  كعصابة حتى لا تفشى الاسرار. نظير الخلافات بينهم وبالتالي يحافظون على الثراء والجاه الكبير والتحكم  في مصائر كثير من الامور نتيجة النهب والسرقات من الكثيرين الذين من بينهم مدراء ورؤساء مجالس إدارة  لمؤسسات الإستثمار وتحت ايديهم التوقيع على المليارات ولا من يحاسب ويطبق ويدقق في الصادر والوارد … 

أحد المصائب القاتلة التى اهدرت الكثير من الاموال عدم التركيز منذ البداية  من طرف  المجلس الانتقالي الأول  على عدة أشياءا مهمة اولهما الدستور وبناء جيش قوي والاهتمام بالأمن وبناء وزارة داخلية بجميع فروعها تحت اطارات علم وتقدم حتى تتماشى مع الاحداث المتطورة واحترام الانسان كانسان بدون اي نوع من انواع المهانة او الحط من الكرامة  حتى تثبت إدانته ويصبح متهما،   وعندها يقدم للعدالة للبت في الامر بالقانون والعدل ضمن المحاكم والقضاة الوطنيين  ذوى النزاهة والاخلاق الحميدة بدون أية مؤثرات او واسطات لتموت الامور واطلاق السراح 

تجميد الدفع  للمال إلى المنافقين واللصوص الذين اتخذوا من دماء الجرحى سلعة ومساومات وقبض العمولات الضخمة من خلا ل المصاريف للعلاج وتسديد الفواتير  للمستشفيات والمصحات بالخارج التي  زادت عن الحد والتي استغلها  الكثيرون  للنهب بدون وجه حق والقبض للمال الحرام ونسوا وتناسوا انها اموال عامة للجميع وليست لفئة دون اخرى …  وان المال  الذي تم قبضه بدون تعب ( حرام  زاقوم ) عسى ان يتوب البعض 
الموضوع ما بعد النصر مخطط رهيب  مبرمج لإفلاس خزينة الدولة حتى تصبح خاوية، تتعثر  في متاهات ومهاترات  تنفيذا لسياسات واجندات خاصة  لقوى خفية عالمية ومحلية حتى نصبح أتباعا لها نأتمر بأمرها ونسير في ركابها، لان المال هو عصب الحياة !!!
  
المفروض ان يحضر الرفيق "م. أ."  من إخوتنا الامازيغ الساعة الحادية عشرة إلى الاستراحة لنذهب معا ونحضر الاجتماع الذي حضرت اليوم من مدينة درنة لأجله…   ووصل الرجل متأخرا وعذره انه كان يؤدي صلاة التراويح في الجامع  وعندما خرج كان الزحام شديدا والمسافة كبيرة حتى وصل الى الاستراحة  مما قبلت العذر وركبت معه السيارة وقاد الرجل في وسط الزحام الشديد حتى وصلنا للعنوان المعين حيث سبق وان حضر احد الاجتماعات وعرف العنوان  عندما كنت  غائبا في مدينة درنة الأسابيع الماضية !!!

وقفنا امام الباب الحديدي في مدخل احد العمارات وتم دق الجرس عدة مرات  ولا من مجيب وتم الاتصال بالهاتف مما أفاد رفيقنا إلداعي الرفيق ( ح ك )  انه سوف يهبط لفتح الباب لنا …  وانتظرنا عدة دقائق حتى هبط وفتح الباب الحديدي الضخم ومددت له يدي بالسلام والتحية وتلك اللحظة هرب النور واصبحنا في الظلام الدامس فجأة .. 

لقد  تطيرت من الموضوع متسائلا مع النفس هل هذا الامر بداية لتحذيري حتى أتوقف ولا استمر في الحضور والإجتماع حتى أساند وأدعم البعض من العسكريين  الذين ممكن يكونون يوما طامة وشؤما على الشعب؟؟؟
مع اننى من الافراد المؤمنين بقوة ان كل شئ بأمر الله تعالى ولست  من الجماعة والفئة الذين يخافون ويرتعشون ويتطيرون  من بعض المسائل  التي تحدث عفويا، والتي في كثير من الاحيان تحير المرء حيث لا توضيح ولا تعليل .

صعدنا على درجات  السلم الرخامية  وانا أتأكد في كل خطوة أخطوها وأضعها على الدرجات  من ثبات القدم خوفا من الانزلاق والوقوع على الارض في الظلام الدامس وانا فى سن  كبيرة لا تسمح لي  بالسقوط 
وصلنا للدور الثاني ودخلت الى صالة كبيرة مستطيلة  تفتح عليها عدة غرف مكاتب وبالوسط طاولة طويلة والبعض من الرجال حوالي العشرة  جالسون والنور خافت من خلال مصباح كهربائي ضعيف جداً وومددت يدي بالسلام وانا افرز في الوجوه بصعوبة  ولم اعرف الا ثلاثة حيث تقابلنا من قبل اكثر من مرة والآخرون لا أعرفهم،  معظمهم من العسكريين سواء العاملين او المتقاعدين وعلى رأس الطاولة العميد ( م ز ) وأمامه عدة ملفات وبجانبه احد الرجال الثوار يتحدث طوال الوقت في مواضيع عامة عن ما حدث من امور والتي فى نظره مجموعة اخطاء بحاجة إلى ترتيب ؟؟

جلست على احد الكراسي وكنت بأخر الطاولة مستمعا لما يدور من احاديث وانا بإلكاد اسمع حيث الأصوات والجلبة متشابكة مع ارتفاع صوت المروحة الكهربائية لتلطيف الجو من الحرارة الخانقة بالغرفة عندما يهرب النور ويتوقف التبريد التي بجانبي واصوات السيارات وبعض الدراجات النارية ذات الأصوات الصاخبة   امام المحل بالشارع حيث البعض من الشباب متجمعون يتسامرون في حلقة  عند ناصية احد العمارات .

بعدها تكلم العميد وكان  حديثه وكلامه موزون مما يعطي الثقة في الموضوع ورفاقه يستمعون بدون اي تعليق ومعظمهم من ذوي الرتب العالية  وطلبت الكلمة وقلت كلمة مختصرة تعليقا على النقاش، ضروري من وضع ميثاق شرف بيننا حتى نستطيع ان نتعاون معكم كمدنيين قبل البدء في اي شئ نضمن فيه حقوقنا كمواطنين، أنكم يا أيها العسكريون لو ساندناكم ودعمناكم ونجحتم في مسعاكم  وأصبحتم  مجلسا اعلى للعسكرين وحكمتم ودان الجميع لكم بالطاعة نظير القوة هل سوف تتراجعون إلى معسكراتكم وتدعون  وتتركون السياسة للمدنيين وتصبحون مراقبين؟؟ أم جميع الطرح الطيب الآن والآمال التي نحلم بها ان تتحقق حتى نتقدم وننهض والعمل بالقانون وإحياء الدستور وعدم التهميش والعدل والمساواة بين الجميع، تتوقف بجرة قلم نظير حب الكراسي وتصبح جميع المقولات في الخلف كما فعل المقبور من قبل ؟؟؟

استغل قوة الجيش فى التحكم في الوطن وسامنا العذاب الرهيب طوال اربعة عقود ونيف وعندما تحداه البعض ورفضوا الانصياع لتراهاته ومجونه وجنونه  كان الجزاء والعقاب السجون والتعذيب الرهيب والقتل والاغتيالات بالخارج لكل معارض رافض لاطروحات الكتاب الاخضر الهزيل 

شاهدت العيون في الضوء الخافت  وهي تلمع وغير مهتمة بالطرح والسؤال عن وثيقة الشرف كضمان   والرد كان مائعا بحيث لا يعرف الانسان عن يقين، الجواب  نعم ام لا؟؟؟ 

كثر الحديث واللغط وللأسف نحن العرب وبالاخص الليبيين نردد الامور كثيرا  ونكرر  نفس الموضوع وكأننا ندور في حلقة، لا نعرف الاختصار واستثمار الوقت المهم الذي يضيع هدر بدون أية فائدة تذكر في نقاشات عقيمة

تطلعت الى الساعة ووجدت العقارب تقارب الساعة الثانية صباحا ومازالت أمامي حوالي الساعة للوصول للبيت حيث المسافة بعيدة، وسألت متي الاجتماع الثاني للحضور وتم الاتفاق على يوم الثلاثاء  بعد الغد… ودعت الجماعة الحضور على امل اللقاء عن قريب بعد الغد وغادرت المكان وانا أتحسس فى الطريق على الدرجات بالسلم وأمامي احد الأخوة الرفاق وهو يشير الى الدرجات الرخامية بضوء هاتفه النقال حتى لا أقع فله جزيل الشكر والامتنان 

يوم الثلاثاء تم الاتفاق ان يأتى السيد ( م أ ) الساعة الحادية عشرة لنذهب سويا مع بعض لحضور اللقاء والاجتماع ولكن تأخر ولم يأتي في الوقت المحدد وبعد اتصالات هاتفية عديدة وصل بعد منتصف الليل بقليل، وحسبت الامر اننا لونذهب نحتاج إلى حوالي الساعة للوصول ونجلس هناك ونفس الحديث يدور مما قررت عدم الذهاب وتفادي التعب .

 حسمت الامر وقلت لرفيقي لا اريد الذهاب فالوقت قد تأخر مما شاطرني الرأي وقال لدي نفس الفكرة وليس هناك  داعي للذهاب وهؤلاء معظمهم  عسكريون دعهم يعملون ويخططون  كما يحبون ولا داعي  لحضورنا، المهم المصلحة العليا لليبيا هي الاساس ونحن نساندهم ونتعاون معهم  بجميع الإمكانيات والقدرات للنهاية على الحق والصواب مما وافقته الرأي، متمنيا الفوز والنجاح لهم على الخير والله الموفق لما فيه الخير للجميع 

              رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment