Monday, August 12, 2013

المسيرة 6



بسم الله الرحمن الرحيم 



مدينة درنة ، ليبيا 
            سؤال وتساؤلات بالنفس ظلت تراودني طوال الوقت في الذهن إلى اين نحن سائرون بعد النصر والثورة المجيدة  التي فازت ونجحت وحطمت الظلم والطاغية الأهوج القذافي عدو الشعب والدين الذي كان مثل المسخ الشيطاني الرجيم يتعامل بالسحر مع شياطين الجان والإنس  حتى يتحكم في الابرياء البسطاء وتصبح له الهيبة

الخير والشر مجتمعين معا في وطننا ليبيا يتصارعان بقوة كل طرف يريد الفوز والنصر بأي وسيلة ولكن مهما طال الوقت الخير والاخيار هم المنتصرون بإذن الله تعالى حيث الشعب الليبي شعب طيب كريم ذو أصالة وكرم،  مر بمرحلة سوداء قاحلة من جراء حكم الطاغية الذي نشر الفساد والافساد طوال اربعة عقود ونيف من حكم فرد واحد جائر .

كنت في زيارة  وقضيت بداية شهر الصيام رمضان الكريم في مدينتي درنة العزيزة على النفس، وسافرت برفقة الحاجة إلى طرابلس العاصمة حيث لدي بيت هناك لقضاء بعض الوقت والقيام ببعض  الاعمال المعلقة والتي تتطلب وجودي الشخصي .

ورجعت إلى بنغازي وقضيت اسبوعا بها زائرا مقيما في بيت أختي التي توفيت منذ خمسة أشهر ( رحمها الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة )   قضيت الاسبوع في الذهاب  والتردد على  دكتور الأسنان الذي رشحته الحاجة لي بانه الافضل  والتأكد من الزرع الذي قمت به بالسابق في برلين المانيا وتركيب الأسنان حتى أرتاح حيث مازلت أعاني من سقوط البعض غير قادر على المضغ والتمتع بالطعام والاكل وبالاخص الموائد الشهية وبالذات الحلويات من جميع الأشكال والأصناف التي تقدم  خلال شهر رمضان المبارك  

يوم الجمعة الموافق 2011/8/2م  سافرت  إلى مدينة درنة لقضاء بقية الشهر الكريم حيث طوال الوقت في سفر وترحال من مكان إلى آخر بدون راحة ولا إستجمام وأنا الآن في سن لا تسمح  لي بالتنقل وكثرة السفر 

الغرض من الرجوع إلى مدينة درنة عدة أشياء ملحة تقتضي  مني الحضور الشخصي رغم انه  في المدة الاخيرة كثرت عمليات الاغتيالات للبعض،  مخاطرا بالنفس حيث ممكن أكون على اللائحة والقائمة بالتصفية الجسدية من القتلة ينتظرون قدومي إلى المدينة حتى يقوم مجرمي الظلام بتنفيذ عملياتهم القذرة والاغتيال في الغفلة

لقد نجيت بقدرة الله عز وجل بالسابق من سبع محاولات اغتيال  بالخارج أيام عهد المقبور القذافي من فرق الموت للجان الثورية،  وذنبي وجرمي  انني وطني ولائي للوطن  ليبيا… رفضت الظلم وعارضته بكل ما أوتيت من قوة بالداخل  بالخارج ونجحت ونجيت برضاة الله تعالى ورضاة الوالدين وعمل الخير ومساعدة ومعاونة المحتاجين الفقراء والضعفاء  الذي كنت دائماً احرص على ان اكون سباقا لعمله. 

والآن من الممكن ان تكون هناك محاولة ثامنة من قبل عملاء الطابور الخامس من الخلايا النائمة الذين يغتالون كل من ساند الثورة المجيدة بالروح والدم، يريدون الانتقام والثأر حيث حسب مثلنا الشعبي ( ما كل مرة تسلم الجرة)

إنني  مضطر للرجوع إلى مدينة درنة المهمشة المنكوبة لأسباب عديدة، اولهما انها مسقط رأسي  حيث اقيم وأعيش مع انني الآن لدي سكن بطرابلس العاصمة وأتابع  اعمالا خاصة حتى أستوفى حقوقي من الدولة عن الزحف والتأميم للشركات والأملاك قانون رقم 4 والتي تدفع المبالغ الباهظة في كثير من الامور في غير طاعة الله تعالى… والنهب والسرقات على قدم وساق بطرق شيطانية مشروعة من بعض المسؤولين، لأنهم يعلمون ان بقاؤهم في الحكم سيدوم فترة  بسيطة وبالتالي يحاولون  الاستغلال والحصول على اقصى ما يمكن من الاموال والعمولات الضخمة نتيجة توقيع عقود وصفقات التي الكثير منها لا نحتاجه في الوقت الحاضر  طالما موجودين  بالسلطة ونحن الوطنيين الاحرار على الرف ننتظر منذ 35 عاما بدون الحصول على حقوقنا المشروعة، جهدنا وعرق الجبين… أليست بأمر مؤسف ومأساة؟؟

رتبت السفر إلى مدينة درنة التي الفوضى بها دائرة والمعاناة والضغط والضيق بلا حدود والجماهير صامته من الخوف حتى لا يلام اي احد بأنه ضد اي جهة  أو فئة من الاتجاهات المتناحرة ولكن لا أستطيع التعطيل  حيث السبب الثاني في السفر إلى درنه هو الوفاء والمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا،   التي تستوجب حضوري  الشخصي للمؤاساة  وتقديم التعازي   للبعض من العائلات التي تربطني بهم علاقات ود وأخوة  في الضحايا الشهداء  أعزاؤهم الذين  أغتيلوا وقتلوا غدرا من مجرمين أشقياء نظير التصفيات… عائلة آل امداوي المزيني في المرحوم عبداللطيف  وعائلة آل النويصري في المرحوم عدنان اللذان سقطا قتلى برصاص الغدر في الغفلة، في شهر رمضان الكريم وبين الحادثة الاولى والثانية عشرة ايام فقط…

السبب الثالث هو الاحتفال  بعيد الفطر المبارك وميلاد الحفيدة القادمة لإبنى محمود !!! والتي بإذن الله تعالى سوف تكون في الترتيب  الرابع في طابور الأحفاد للأسرة التي أنا عميدها  ومن صلبي تجتمع فينا نفس الدماء…
لكن أنا مسلم مؤمن قوي الايمان عالم ومتيقن  انه لن يصيبنا الا ما كتبه الله تعالى لنا في اللوح المحفوظ وبالتالي لا أخاف من الموت فمن يكره جوار الرب الله عز وجل الا الكافر او العاصي، حيث الموت  والنهاية آتية آجلا أم عاجلا فلماذا الخوف والهرب ؟؟
زوجتي قارئة نهمة تراجع طوال الوقت عندما يكون لديها بعض الفراغ  تطالع في الحاسوب اخبار الفيس بوك وكل النشرات وأي موضوع مهم من احد القراء يخص الوطن ليبيا تطلعني عليه حتى اصبح مطلعا على الكثير مما يحدث وأستطيع التخطيط والمعرفة حيث اصبحت المواضيع العامة التي تنشر من الكثيرين من القراء والمتابعين للاحداث المحلية والعالمية  أحسن عشرات بل مئات المرات من النشرات والإذاعات والمرئيات .

 حيث كل قارئ ينشر مطالعاته وأحاسيسه الخاصة النابعة من النفس والقلب بضمير حي يعبر فيها عن مدى المآسي التي جميعنا نمر بها في الفيس بوك مما للباحث بين السطور يصل إلى الكثير من الاستنتاجات عن ماذا يدور من احداث حلوة والكثير منها أليمة حزينة وبالأخص عن الإغتيالات  للبعض من الأبرياء المظلومين …  مما من خلالها إطلعت وعرفت الكثير من الاشياء التي تمر مرور الكرام ولا أحد ينتبه
سؤالي وتساؤلاتي السابقة  إلى اين نحن سائرون ؟؟  ليست من فراغ بل البحث عن الحقيقة التي غابت وسط خضم الاحداث المؤسفة المؤلمة إبتداءا من الدولة والعاصمة ووصولا إلى المدن وكل مكان في ليبيا الحبيبة

حيث الدولة الليبية في الوقت الحاضر ليس لها اي هيبة ولا قوة حتى تفرض وجودها، الحكومة  الثالثة في خلال سنتين فقط،  عبارة عن  رموز ضعيفة ومناصب هشة يتولاها بعض الرجال الضعفاء اللذين لو كانت لديهم النخوة والحمية والولاء لليبيا الحبيبة  لفرضوا وجودهم منذ اول يوم جلسوا فيه على كراسي الحكم، بمقولة وخطوة  بسيطة تتطلب الجرأة والتحدي والصمود أمام كل مارق يدعي أنه من الثوار لا يريد الصلاح والإصلاح  للوطن

المفروض انهم شاركوا وصارحوا الشعب بالمشاكل والعقد التي تقف في طريقهم وتسد الانطلاقة  والمسيرة  منذ اليوم الاول ووضعوا الحلول السليمة للتغلب عليها بالمنطق والدراسات الجيدة لناصرهم الشعب ووقف معهم حتى النهاية، بدلا من الاستهزاء بهم ونعتهم بجميع الصفات السيئة، حيث من غير الثقة  المتبادلة ومساندة الشعب لا نجاح ولا تقدم إلى الامام 

النجاح مضمون بقدرة الله تعالى إذا تضامن المخلصون ذوي الحب والولاء للوطن وتعاونوا على الخير وساروا بعقيدة وإيمان قوي على طريق الله عز وجل حسب الدستور الإلاهي القرآن الكريم والشريعة الاسلامية حسب العصر والقرن الذي نعيشه الآن، وليس التطرف والمغالاة  والترجيع إلى الوراء والخلف إلى القرون الماضية فنحن الآن في عصر العولمة علينا بالعلم والتضامن  حيث يد الله عز وجل مع الجماعة في امور الحق 

ان المسيرة طويلة لتنهض ليبيا من الهرج والمرج  والفوضى والمعاناة والمباهاة الفارغة فليبيا للجميع وليست لفئة دون اخرى، نحتاج فيها إلى العمل الجاد بعقول مفتوحة متضامنين متحدين يدا واحدة مع بعض الشرق والغرب والجنوب حتى نستطيع معا ان نوفق في السير والوصول إلى قمة الهرم في أسرع  وقت بإذن الله تعالى والله الموفق 

   رجب المبروك زعطوط 
                                               

No comments:

Post a Comment