بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة بنغازي، ليييا |
أحد أساسيات الحياة للعيش في راحة بال وهدوء نفس هو الصبر واعطاء البعض من الامور الصعبة الوقت الكافي حتى تفرج وتنتهي بنفسها من غير أي تدخل من أحد، وعدم التحلى بالغيظ والغضب والرد بسرعة خوفا من الخطأ فى حق البعض بدون ان يدرى الانسان نتيجة التسرع وعدم الصبر والتأكد من الخبر هل هو صادق أم كاذب مدسوس حتى لا تنمى الفتنة بين الأخوة والأصدقاء وتجد لها أرضا يانعة جاهزة في كثير من الاحيان تزداد إشتعالا ولهيبا من أمور تافهة تكبر مع الوقت… المفروض الانسان العاقل يتغاضى عنها ولا يهتم بها حتى لا تزيد …الا فى بعض الامور عندما تتكرر من البعض الجهلاء أكثر من مرة بقصد او بدون قصد عندها ضروري من لفت النظر للمتعدي بالحسنى والأدب عسى ان يكون على خطأ ولا يكرر الامر مرة اخرى، واذا كان جاهلا ومازال يردد ويتفوه بالسخرية والكلام البذئ او اطلاق الشائعات المغرضة نتيجة الكيد والتشفى بدون أية أسباب قوية …على الطرف المتضرر عدم الاهتمام لان كثيرين أوباش يعتقدون أنفسهم الكمال وهم صعاليك أراذل بدون عقل، يخافون ولا يستحيون، ليست بنفوسهم ذرة عقل وكرامة حتى يقدرون الاحترام والتقدير والحلم وعدم الرد عليهم من المتضررين لانهم مرضى لا يفهمون…
الصبر له حدود يتوقف عندها ولا يتقدم الى الامام عندما تزيد المعاناة عن الحد ويعم البلاء وبالأخص نظير تعسف وجور بعض الفئات ضد إخوانهم من بنى الانسان، مثل ما عمل المقبور القذافي من ارهاب وقتل وتعذيب وسجن للشرفاء الأحرار على مدى 42 عاما عجافا لضمان الحكم والسلطة بيد من حديد…
والشعب الليبي صابرا صبر سيدنا أيوب ينتظر لحظة الثورة والانتقام، حتى آن الأوان وقامت الثورة المجيدة يوم 2011/2/17م وقتل الطاغية شر قتلة وهو يستجدي آسريه الثوار لحظات الفرحة العارمة بالنصر الكبير عندما تم القبض عليه، طالبا مستغيثا الرأفة والرحمة من الصفع والضرب والبصاق، قتل ومات الطاغية، لم ينفعه ولم يشفع له جميع الذى عمله من حرث الشر وزرع الشرور الارهاب الخوف والرعب خلال مدة الحكم الطويلة الى استمرت عقود، جميع الذى بناه وخططه وحلم المجنون بتحقيقه، ضاع للأبد في فترة بسيطة 8 أشهر وعدة أيام من قيام الثورة المجيدة…
الطاغية القذافي عدو الدين، الفاسق وأعوانه ومرتزقته قاومون فيها بشراسة وعنف حتى لا يضيع منهم الحكم والسلطة ويفقدون حياتهم قتلا وموتا في الحال، او سجنا يعذبون طوال الحياة فى المهانة إنتقاما عن أفعالهم الشريرة فترة الحكم الفاسد، قام الثوار بقلعه من الجذور وقتله شر قتلة و أصبح كأن لم يكن له وجود…
إنني عندما ارجع بالذاكرة للوراء سنوات عديدة أقارن بين العهود الماضية التى مرت الى غير رجعة اجدني أعيش في رهبة وخوف من المجهول القادم الذي لا أعرف كنهه الآتى فى المستقبل القريب، اراجع فى النفس مقارنا، كيف كنا وأصبحنا الآن…
كيف كان وضعنا عندما تحصلنا على الاستقلال عام 1951 م، كيف كنا فقراء نعاني شظف العيش نتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية وإندحار المستعمر الطاغية، الإطاليين وهزيمتهم المخجلة امام قوات الحلفاء، الطليان الذين سامونا العذاب والإبادة طوال مدة الاحتلال 34 عاما 1945/1911م سياساتهم العنصرية الفاشيست، الجهل والغباء يريدون ضم وطننا ليبيا الى ايطاليا للابد بحيث تصبح الشاطئ الرابع كحدود معترف بها دوليا كما حدث للكثيرين من الدول التى ضاعت حتى الآن …
همهم إبادة السكان الاصليين الليبيين عن خريطة الوطن بالقتل الشنق لأتفه الأسباب والتهجير والطرد الى الجنوب الى مجاهل الصحراء الواسعة حتى ينتهون مع الوقت ولا يصبح لهم كيان ولا شأن…
نسى هؤلاء المتطرفين الكفرة عديمى الانسانية والضمير، ان نور الاسلام باق للأبد… لن يطفأ ينتهى ويزول عن ارض ليبيا مهما حاول المستعمرين الفاشيست العمل المخل الشائن بالإرهاب القتل والشنق السجن والتعذيب بدون أسباب قوية،
الرب الخالق القادر موجود في علاه، لا يرضى ان يترك المعتدين تغيير مقادير القدر الامر الإلاهى، مهما حاولون من تخطيط ورسم سياسات عقيمة مهما وصلت من علو وإتقان في نظرهم، لا تنجح …
ليبيا ارض اسلامية عربية جميع مواطنيها قبائلها وعشائرها يوحدون بدين التوحيد الاسلام، يتكلمون لغة الضاد القرآن الكريم العربية، يعيشون إخوة جيران في وئام، تربطنا صلات المواطنة، الدم والمصاهرة، لن يستطيع اي أحد مهما كان، ان يغير الامر مهما فعل وزرع الفتن والشائعات محاولا احياء النعرات والتقسيم .
كيف كنا فقراء ؟؟ نعيش فى الفقر ولكن سعداء فرحى، نعيش في راحة البال وقمة السعادة ونحن لا ندرى بالخير الذى لدينا، لا تطرف ولا مغالاة ؟؟ لا خوف ولا رعب من الإغتيالات في الغفلة والقتل، كما يحدث الآن من معاناة وضيق وترقب من المجهول، لا ندرى بماذا يحاك لنا من خداع ودسائس ومكائد من الأعداء الذين يريدون خراب ودمار وتقسيم وطننا الكبير في المساحة، القليل فى العدد، نظير السلب والنهب للخيرات…
وطننا ليبيا الأبية التى كان يتوفر بالسابق ويسود فيها الأمن والأمان وطمأنينة النفس، الطهارة والقناعة والرضاء بالنصيب بما قسمه الله عز وجل من خير أو شر من أنفسنا، ولا نحس به ايام عهد الملك ادريس السنوسى الاول( رحمه الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة ) .
حتى قام الانقلاب الاسود عام 1969 م ( ثورة الفاتح كما يدعون ويقولون ) لعنة ومصيبة كبرى حلت بالوطن نظير أطماع القوى الخفية فى الثروة الخيالية من النفط والغاز التي اكتشفت بالوطن بدايات الستينات…
تغيرت المفاهيم والامور بمقولات وطنية مدروسة من تعاليم القوى الخفية، من أشباه رجال ليبيين يدعون الوطنية والولاء وحب الوطن فى الظاهر والعلن تبدو جيدة فى البدايات ساعات الحماس والعواطف والنخوة ،، والواقع مع مرور الزمن ، أثبتت أنها تافهة غمرت العقول والنفوس بالأحلام الخادعة التى لن تتحقق بالمسيرات والتظاهرات والكذب والتدليس أثناء الخطابات بالساعات من رؤساء طغاة جبابرة، بدون عمل جاد دراسات جيدة و تخطيط واستعدادات، بدون مد الأيادى لجميع البشر بالسلام ضمن الأصول والاحترام والتقدير حتى يعاملنا الآخرين بنفس المعايير، بدون المشاركة والسماح للقوى الاخرى بالمشاركة والاستثمار في الأرباح بالعقل والمنطق لن يتركوننا في شأننا نزهو ونمرح ننعم بالخيرات لوحدنا، حيث الآن عصر العولمة، العالم صغير وكل يوم يصغر ويصغر بالعلم ،، والبشر يزدادون كل يوم فى العدد…
مهما تحدثت عن مزايا وأفضال الصبر لن أستطيع الايفاء ولا الشرح الوافى تم ذكره من الرب. الله عز وجل فى القرآن الكريم عشرات المرات حتى يتعلم المؤمنين الصادقين إتباعه والمشى فى هداه بالعلم والمنطق والعقل…
حيث لكل امر كان بهذا العالم قديما وحديثا وبالمستقبل، مزايا وحسنات ومرارة وأخطاءا بسيطة تافهة يسقط فيها البعض من أصحاب القرار نتيجة زهو أو جهل ببعض الأبعاد الغير ظاهرة ولا منظورة لديهم وقتها، في بعض الاحيان قاتلة مدمرة، لأن أهم شئ للوصول والفوز والنجاح للقمة، الصبر والتأني، الدراسة الجيدة وتحكيم العقل، الشورى مع أصحاب العقد والربط أبناء الوطن الأصليين الذين لهم ولاء بلا حدود من القلب والضمير، قبل اتخاذ القرار حتى لا يخطأ الانسان ويندم …
رجب المبروك زعطوط
بنغازي الثائرة
السبت 2013/8/24م
No comments:
Post a Comment