Saturday, November 28, 2015

قصصنا الحاضرة 6

بسم الله الرحمن الرحيم

 النبوءة (1)

 سبحانك رب العالمين، عندما يريد الإنسان و يرغب في فهم الكثير مما حدث أو يحدث،   لا يستطيع معرفة مجريات الأمور السياسية الملتوية والحياتية الصعبة ، من التكالب على المادة والمال والغلاء الفاحش الذي مع الوقت أصبح وحشا يصعب ترويضه وإرجاعه للقفص في عصرنا الحاضر... حتى المخططون للدراسات يتلافون الأخطاء القاتلة التي تسبب الأضرار، لا يستطيع الإنسان مهما وصل من علم وعلوم شتى أن يتنبأ بما يحدث في المستقبل لأنه لا يعلم ولا يعرف الغيب إلا الله عز وجل... ورب ضارة للبعض من البشر كما يقولون في الأوساط الشعبية من أمثال تكون نافعة من جهة أخرى لآخرين حيث أي موضوع صعب  مهما كان بالصبر والعمل الدؤوب والهدوء له حل وحلول مهما كان الأمر شائكا،  حيث له وجهين مثل العملات النقدية سواءا ورقية أو من الذهب والفضة والحديد، لها وجهان ونفس القيمة المالية في التعامل التجاري  في الأسواق بين البشر، ليس فيها أي تغيير أو فروقات في الأرقام مهما كان، نفس القيمة في البيع أو الشراء .

            حكم عديدة ودلائل واضحة لمن يفهم ويتابع ويبحث ما بين السطور... والأحداث المؤسفة المتوالية خلال السنين العديدة وبالأخص بعد الحرب العالمية الأولى وغياب الدولة العثمانية عن الوجود... والسؤال المهم والمحير لماذا الأمة العربية الإسلامية لديها مشاكل عديدة وصعاب ليس من السهل التغلب والقضاء عليها  ولديها الأساس المتين للنجاح والتقدم كما كان أجدادنا بالسابق، اللذين صنعوا الأمجاد وأضاؤا الأصقاع حول العالم بالعلم والنور... والسبب الرئيسي للكبوة حتى الآن خروج العديد من الفتن والبدع من خوارج مرتدين على السطح نظير الدس من القوى الخفية في الظلام في الحرب الشعواء ضد دين الإسلام...   مما حادت الأمة العربية الإسلامية عن الطريق الصحيح وتعاليم الخالق الله تعالى وتراخت عن العمل والتقوى وطبقت قوانين بشرية من صنع الإنسان بحجج كثيرة مما إستكانت وضعفت وركعت ولديها جميع الإمكانيات والقدرات من روحية دينية ومادية العوامل والأسس المطلوبة للتقدم والنجاح .

                الوضع يحتاج إلى رجال مؤمنين أولات أمر صادقين يطبقون تعاليم القرآن الكريم وسنن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الصحيحة من غير تغليف وتزوير وإدعاءات كاذبة ملفقة كما يحدث الآن من الخوارج المرتدين حتى يوفق الله تعالى وينهض بحال هذه الأمة التي بدأت بسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي كان هو نفسه أمة كما يخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم وبعده بفترة طويلة من الزمن بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام، منذ حوالي 1400 عام والآن حوالي المليار والنصف نسمة ، يؤلفون حوالي ربع سكان العالم في التعداد وكل يوم في إنتشار وزيادة مقارنة بالأديان الاخرى في الإيمان والإعتقاد والإعتناق .

                      حارب شياطين الإنس والجان من عقائد ومعتقدات دينية أخرى مختلفة وكفار محاربة شعواء بلا هوادة للدين الإسلامي الجديد نظير الغيرة والتنافس والحقد والحسد مما سببوا المشاكل العديدة في قلب الامة الإسلامية وكيانها وتعطيلها عن مسيرة الحق بدس السموم والإختلافات والشقاق بين الطوائف العديدة، عسى أن تتضاءل ويتراجع البشر عن الإيمان بالإسلام وإعتناقه، ناسين متناسين ان الله تعالى هو الخالق ومسير الكون إلى ماشاء !!! لا يرضى أن يطفأ شعلة  نور الاسلام من على  الأرض مهما حاول الكفار والضالون العصاة من أعمال شريرة ودس الفتن ونشر الفساد والحرام في أشكال عديدة لا تخطر على البال نظير تخطيط دهاة أساطين وأساتذة الشر... مما المسلم ضعيف الايمان والعقيدة أصيب بغشاوة العمى في العيون والقلب عن رؤية الحق المبين، والصمم على الأذان، مما لم يسمع كلام الحق والصدق، تراجع ومشى في ركاب الشر بغير علم ومعرفة نظير الطمع وحب الإمتلاك والشهوات من ملذات وقتية ووسوسة الشيطان الرجيم الذي زين له الأمر في السقوط وخسر الدنيا والآخرة.

               معظمنا نحن العرب سطحيون نتعامل بالعواطف والإندفاع في إتخاذ القرار بسرعة بدون الشورى التي هي أحد ركائز الدين الإسلامي في إتخاذ القرار، والذي معظم الوقت يكون غير صائب نظير رأي وقرار شخص واحد هو الحاكم...  مما إستغلها الخصوم لضربنا في العمق حتى سقطنا ضحايا على الركب ، ولم نستطيع رفع الرؤوس بسرعة وننهض، كما حدث لدول عديدة في عصرنا الحاضر نهضت ووصلت للقمم...  نثور بسرعة بدون التفكير الجيد في الأمر ونرتكب الأخطاء نظير التهور والسرعة والتي بعضها قاتلة ، وعندما نهدأ ونحكم العقل نندم على الفعل والضرر الذي حدث ولكن للأسف الفأس ضربت الرأس وصعب التراجع والوصول إلى السلام ... نحتاج إلى وقت طويل لشفاء الجراح والجلوس والتفاهم والمصالحة ومحاولة ترجيع المياه إلى مجاريها كما كانت بالسابق بين الأطراف المتخاصمة المتناحرة والتي كل طرف منها يدعي أنه على الحق و مظلوما و ضحية...

             القوى الخفية دائماً تخطط الشر ضد دين لإسلام من الإنتشار وتضع أمامه العراقيل  بدون توقف للهدم، ضمن محاولات عديدة تعمل جاهدة لإجهاضه بأي صورة من الصور حيث لا تستطيع مهما كانت لها قوى في الظلام من الجبروت والمكر والخداع أن تفوز وتنتصر ضد إرادة الرب الخالق... تصنع وتخلق وحوش الشر بأسماء وعناوين مختلفة وتدس   الفتن في الأوساط ، وآخر البدع خروج الدولة الإسلامية على العلن بحجج إصلاح مسيرة الدين الإسلامي والتي عاثت القتل والذبح وقطع الأعناق لكل من يقع لديهم وبين أياديهم من سيئ الحظ ضمن سياسات  معينة لفرض وجودها على الساحة والتخويف والرعب للبشر حتى تبعد الأنظار عن مسائل أخرى جوهرية ... التي تتطلب من العالم الإهتمام بها ومراجعتها بدقة وتصحيح الأخطاء وإعطاء المظاليم حقوقهم كما حدثت الكثير من المآسي الضارة لشعوب عدة ، لن تتوقف عن المطالبة مهما طال الزمن حتى يوما يستوفون فيه الحق!!!! 

           إنها سنة وشريعة الحياة مهما كبر وحش الإرهاب الضار للبشرية في جميع الصور والأشكال لا خلود ولا بقاء و له نهاية...   وإذا لم يتم الرجوع إلى حظيرة السلم والسلام والتفاهم بسرعة بين جميع الأطراف المتناحرة وإستباب الآمن  والأمان للشعوب عندها بداية لحرب عالمية ثالثة بين الشرق والغرب تحرق الأخضر واليابس والانهيار لدول عديدة والسقوط إلى الحضيض ... وبدأت العلامات تظهر في الأفق بخفوت والجنين يكبر في بطن ورحم الصراع والتحديات والخداع ويوما قريبا تتم الولادة ويخرج للنور والحياة ، ويتم إنفجار البركان على رؤوس الجميع،  من القطب الدب الأبيض الروسي الذي نهض من النوم والسبات يقظا من الخداع والتآمر وبدأ التقارب الفعلي مع دول عدة بالعالم وبالأخص الآن مع دولة ايران التي أفلتت  من الهيمنة الغربية نظير التدخل في شئونها الخاصة ومحاولات الضغوط الصعبة عليها و التي باءت جميعها بالفشل وغير قادرين على إرجاعها للحظيرة الغربية من جديد مهما خططوا من مخططات وقاموا بدسائس وفتن .

           حسب الرؤية للأحداث اليومية ومجريات الأمور في العالم الآن وبالأخص الغرب يمر بمرحلة صعبة من الهرج والمرج وغلاء الأسعار والمعيشة وقلة الإنجاب وزيادة كبيرة في المهاجرين لتغطية العجز لكثير من الأشياء مما أصبحوا في عنق الزجاجة نظير التكالب والهيمنة وعدم الرؤية السليمة في معاملة الشعوب الكثيرة ، والجسد غير قادرا على تحمل المزيد من الطعنات وكثرة المشاكل والعوائق وبدأ يتهاوى ويسقط بالتدريج إلى الحضيض نظير الكيل بمكيالين والمساندة لطرف دون آخر بالظلم والذي من وجهة نظري اذا لم يتم بسرعة التعديل ونشر العدل والقضاء على التطرف والتعصب ضد دين الإسلام ، الذي ضيفا قادما يطرق على الأبواب بقوة وينشر النور وينتشر في القلوب المؤمنة بسرعة وعن قريب خلال زمن قصير، سوف يتم وتتغير الخارطة العالمية لدول كثيرة من حال إلى حال آخر، ويبدأ عهد جديد في عالم المستقبل حيث نور الاسلام ينجح بإرادة الله عز وجل، والله الموفق

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع ...

Wednesday, November 25, 2015

قصصنا الحاضرة 5

 بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة

                لدينا مثل ليبي يتردد في الأوساط الشعبية  يقول (أحسن ما في الزمان طوله ) حيث الفرح والحزن ينتسى مع مرور الأيام على الأحداث المتوالية يوميا في أنحاء العالم ويصبح مع الوقت ذكريات تتردد سواءا بالنفوس التي قامت به او شاهدت وعاصرت الحدث عيانا او سمعا عبر الإعلام وضمن الأخبار والحكايات التي تروى في الجلسات في فترات السمر أو كقصص مكتوبة موجودة في بطون الكتب لمن يبحث. ولولا النسيان لكانت مصيبة المصائب التي تحل على عاتق الإنسان حيث عجلة الزمن تدور إلى الأمام مستمرة بقدرة الخالق الله تعالى الى ماشاء، ولا ترجع إلى الوراء، مثل عقارب الساعة دائماً للأمام، وإلا جميع الموازين تتغير إلى الأسوء تختل بين الأطراف والقوي يأكل بنهم ويلتهم الضعيف وتحل النهاية و يوم القيامة .

                     لو رجع الإنسان للوراء عن ماذا حدث،  وراجع في الخيال بسرعة عن الأحداث التي مرت عبر التاريخ منذ قرون وعقود عديدة وكيف ظهر دين الإسلام للوجود بالهدى والنور، آخر الأديان السماوية للبشر بداية من صحف سيدنا ابراهيم الخليل والتوراة على سيدنا موسى والزابور على سيدنا داود والإنجيل على سيدنا عيسى وختاما بالقرآن الكريم على سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام وماذا قدم للبشرية من هداية وقدرات وثوابت ودلائل واضحة تجعل الانسان يؤمن بقناعة بوحدانية لله تعالى ويترك طريق الضلال والشرك والكفر... كان هناك إزدهار وأمجاد عظيمة للإسلام في البدايات حيث أجدادنا الأوائل كانوا صادقين فى الإيمان و تطبيق العقيدة والشرائع السماوية عن قناعة ورضى وليس بالإكراه والجبر، كما يدعى المستشرقون الضالون بان الدين الإسلامي إنتشر بالإكراه وحد السيف لمن خالف الدعوة ولم يهتدى ويعتنق الدين الجديد، لأن الأجداد الأوائل كانوا في جميع أعمالهم يراعون شرائع الله تعالى الموجودة في القرآن العظيم الكريم وسنن الرسول محمد عليه السلام، مما عاشوا في سلام وسعادة روحية مع أنفسهم والآخرين من البشر الغير مؤمنين !!

                إنتشر الإسلام ووصل إلى شعوب واصقاع بعيدة في اقصى الأرض وبلغ اوج قوته في القرن الرابع للهجرة حيث امتددت اراضي الإسلام من نهر السند شرقا إلى حدود فرنسا الجنوبية غربا. 

                    ثم حدث الإنهيار والسقوط الى الحضيض عندما أصاب الأجيال بعدهم الضلال ورجس شياطين الإنس والجان وحادوا عن طريق الحق والصواب نظير أهواء الدنيا من شهوات حب المال والسلطة والجسد التي طغت على العقول وجعلت الإنسان كحيوان ناطق همه البقاء في المقدمة مهما كلف الأمر من تضحيات بالآخرين من بني البشر... حيث أصبحت سنة وشريعة الحياة وبالأخص في زمننا الحاضر الذي طغت  فيه آلمادة والمال على عقول البشر والتى من غيرها لايستطيع الإنسان العيش في أمان وإستقرار مهما كان، والإستمرار فى الحياة فى هناء وسعادة كما كانت الأمور في الأيام الخالية منذ أزمان حيث الانسان الأول لا يفكر الا في الطعام والبقاء حيا ضمن الوحوش الضارية المحيطة به من كل مكان من النهش والإلتهام ...

                 عندما يمر الخاطر برحلة سريعة في الخيال ويتساءل عن الأحداث الحاضرة في ليبيا يستغرب بشدة وتستحوذ عليه الدهشة في التغيير السريع من بلد المليون حافظ وقارئ للقرآن الكريم يتغير البعض بسرعة إلى الأسوء ويصبحون قتلة أشرارا ، وينقلبون إلى وحوش ضارية همهم الانتقام!   يعومون في الدم إلى الذقون بدون هدف غير الفساد والخراب والدمار، والصراع على السلطة والوصول لها بأي ثمن كان والنهب للمال العام ولو على جثث الضحايا ودماء الأبرياء...  والذي يستحوذ الغرابة ويصاب الباحث في التركيبة السكانية من قمة اللين والطيبة إلى حد السذاجة، يتحولون  بين ليلة وضحاها وخلال فترة بسيطة من الزمن  إلى هذا الحال المزري ، للأسف...

                 إضطررنا للهجرة والغربة وترك الوطن رغما عنا لأننا لو وجدنا الأمن والأمان في أوطاننا ما كنا نرضى ونهاجر تحت أي ثمن كان، ولكن عندما بدأ التهديد على الحياة ولا قانون ولا ملجأ، الإ وجود الله تعالى،  هاجرنا عنه طواعية فرارا في ارض الله تعالى الواسعة كما يأمرنا في القرآن الكريم بالهجرة إلى أوطان الآخرين (لحكمة إلاهية حتى ينتشر دين الإسلام في الأرض) بحثا عن الأمن والأمان والعيش الكريم... وبالنسبة لي وعائلتي هاجرت و تم الوصول والإستقرار في أواخر السبعينات من القرن الماضي في أمريكا، بلد القانون والحريات ، ووجدنا الراحة النفسية والإحترام للغريب القادم والمقيم الذي يحترم نفسه في المجتمع الجديد ضمن القانون لا يناله الا كل التقدير والإحترام سواسية مع أي مواطن آخر في الوطن المضياف أمريكا .

                           ونظير اعمال الشر والإرهاب من قلة من القتلة الخوارج المرتدين عن تعاليم الدين القويم يدعون الإسلام وهم بعيدون عنه بجميع الصور، الجميع شملهم ونالهم العقاب من الجاهلين، معتبرين بأن كل عربي مسلم مجرم وإرهابي في نظرهم الخاطئ حيث لا يصح الحكم على ملايين من البشر المسلمين من أخطاء البعض الذين لا يؤلفون الا نسبة تافهة تكاد لا تذكر وتظهر حسب التعداد لجميع  المسلمين ... العالم الآن يمر بظروف صعبة هرج ومرج وحرب شعواء ضد إنتشار الدين الإسلامي وبالأخص من الدول العربية نظير الاحداث الاخيرة والمآسي التى سببها الخوارج المرتدين من قتل المئات الأبرياء فجأة خداعا بإسم الدين وهم بعيدين عنه بعد الأرض عن السماء حبا في الإنتقام والظهور حسب الحرب الخفية بين الأديان وتعاليم القوى الخفية، مما خرج على سطح الساحة في الدول الغربية بعض المتعصبين العنصريين الوطنيين يطالبون حكوماتهم في العلن بإتخاذ الإجراءات القوية ومنع العرب المسلمين من القدوم والإقامة الشرعية كما حدث لأفواج مئات الآلاف من السوريين في اوروبا ودولا عديدة عربية من البقاء أو العبور .

                   ووصل الأمر المؤسف له أن البعض من المرشحين عن الحزب الجمهوري لخوض إنتخابات منصب الرئاسة في أمريكا طلب أن يوضع شرط على المسلمين المقيمين في أمريكا بوضع علامات مميزة وشارات ظاهرة على الصدور حتى يعرفون من الجميع لأخذ الحذر منهم حسب اعتقادهم ورؤياهم للأمر ، كما فعل هتل في المانيا مع اليهود المضطهدين في الثلاثينات من القرن الماضي.... وللأسف المرشح الآخر من نفس الحزب ينعت الجميع بالكلاب الضالة المسعورة كما كان كان الطاغية القذافي ينعت كل من رفض حكمه اللعين والنتيجة أين هتلر وأين القذافي الطغاة اليوم غير أشلاءا بالقبور واللعن والسب من الملايين على الدمار والخراب الذي سببوه للبشرية في عقود بسيطة من حكمهم عندما يذكرون .

                     ناسين متناسين أن الارض لله تعالى وبالأخص أمريكا وطن الجميع من جميع الألوان والديانات، الجميع غرباء أصحابها الأصليين الهنود الحمر وليست لفئة معينة مثل هؤلاء الجهلة العنصريين طالما القادمون المقيمين شرعيين يعيشون تحت ظلال القانون في المجتمع حيث أمريكا وطن الغريب المظلوم، لها ركائز ودستور قوي لا يتغير ولا تعديل لبنوده الأساسية حسب أهواء البعض،المغالين المتطرفين ذوي الدعوة إلى العنصرية ناسين انهم غير أصليين غرباء مثلنا !!! الفرق بيننا وبينهم أن أجدادهم سبقونا في الوصول والإقامة منذ عشرات السنين .

                أجمل ما في أمريكا حرية الرأي والتعبير مما في بعض الأحيان يزيد عن الحدود ، وإستغل هؤلاء تهيج الشعور القومي بهذه المطالب التافهة كدعاية إنتخابية والذي لا يمكن ان تحدث في أمريكا حيث شعبها خليط من جميع الأجناس وحرية الأديان فيها مضمونة ضمن الدستور...  وزاد الأمر المضحك أن هؤلاء المرشحين لدى الرأي العام وضمن الإعلام أصبحوا مادة فكاهية في الوخز المعيب والإستهزاء عليهم على الجهل بما يجري من أمور سياسية في العالم ... لايعرفون من الدستور الذي سطره السابقون الأوائل، الآباء المؤسسون،  والذي يحافظ على البشر ضمن حقوق الإنسان مهما كانت ألوانهم وعقائدهم الدينية العديدة ، هؤلاء المرشحين أنفسهم والطامحين للوصول لأعلى المراكز العامة لا يعرفون غير القشور...  وتساؤلاتي العديدة للنفس ماذا سيصبح مآل أمريكا لو وصل هؤلاء وأصبحوا أصحاب القرار؟؟؟

                   لا أريد تعداد الأخطاء من البعض المغالين العنصريين ففي اي مجتمع كان،   يوجد أمثال هؤلاء، الخير والشر في صراع دائم وجميع المآسي التي حدثت وسببت الأضرار الكثيرة البشعة للبشرية منذ الخلق الأول، وإلى الآن في مزبلة التاريخ ...  أصبحت قصصا تذكر بين الحين والآخر عسى هؤلاء يأخذون منها دروسا وعبرا حتى لا يتمادوا في الأخطاء لو نجحوا عبر الانتخابات لعام 2016 م نظير تهييج الشعور الوطني بالأمة بالعنصريات ضد الأجانب العرب المسلمين وكل قادم من أمريكا الجنوبية اللاتينية وبالأخص الجيران من المكسيك، الذين يؤلفون نسبة كبيرة من تعداد الشعب الأمريكي .

                   يحز بالنفس عندما البعض من الركاب المغالين يرفضون ركوب العرب والمسلمين الطائرات معهم كأنهم وباء ومرض، خوفا من الخطر الذي ممكن يحدث في الأجواء وهم أبرياءا نظير الإشتباه من كثرة ترديد  الإعلام الخاطئ في حقهم ووصفهم أنهم قتلة إرهابيين !!!

                   عندما أحد القساوسة  المجانين المغالين من أدعياء رجال الدين في ولاية فلوريدا منذ فترة يصرح في الإعلام بعنجهية ضد الإسلام، بدلا من الدعوة إلى السلام  والمحبة بين الإنسان وأخوه الآخر كما يأمر سيدنا عيسى المسيح عليه السلام فى الإنجيل، يريد حرق كتاب الله تعالى القرآن الكريم بكميات وفي العلن ، متحديا شعور المسلمين في أنحاء العالم وأحداثا كثيرة تحدث من صغيرة وكبيرة كل يوم مر ويمر فقاقيع على السطح من الغليان ولا من مهتم !!!!

                   والسؤال المحير ماذا سوف يكون حال ومصير المسلمين المقيمين الشرعيين والذين الكثيرون منهم قدموا كل الخير لأمريكا من علوم ومجهود كبير ومستعدين لبذل ارواحهم فداءا دفاعا عن الحق وقيمها من أن لا تضيع هباءا منثورا كما حدث بالسابق لحضارات سادت ثم بادت نظير الاستبداد والدسائس وخراب النفوس من قادتها وأولاة الأمر فيها في الوصول للقمة والحفاظ عليها بالعنصريات،  ناسين ومتناسين أن دولة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية والخراب والدمار الذى حل بها والوصول للقاع ،إعترفت بالأخطاء عن الأفعال الشريرة التى قام بها البعض من حكامها الطغاة العنصريين المغالين عديمي الإنسانية والحرق لليهود والغجر وغيرهم من البشر وهم أحياءا يرزقون نظير سياسات وأوامر مخبول طاغية (هتلر) و دفع شعبها الثمن الغالي إلى اليوم الحاضر نظير الظلم وقهر الإنسان لأخيه الإنسان ، وتحطمت وضاع الملايين من شعبها قتلى وجرحى ومعاقين في حربين عالميتين ضد الحلفاء راغبين في النصر والفوز في الحرب، وخسرت وتم إحتلالها رغما عن قادتها واستسلمت ، وقاومت الأخطاء ونهضت من جديد بسرعة خلال عقود وأصبحت من ضمن دول المقدمة في العالم عندما داست على العنجهية والعنصرية وإحترمت البشر حيث الجميع سيان وآوت الغريب المضطهد في أحضانها بدون اى إعتراض وهي دولة من دول العنصرية كما رددها الإعلام الغربي الموجه طوال سنوات ، حتى رسخت في جميع الأذهان الأكذوبة والخداع .

                 الآن هي الملاذ الآمن لجميع العرب المسلمين من جميع الإتجاهات والعقائد ، وتستقبل  مئات الآلاف كل سنة بحفاوة وتقدير وإحترام حيث عبر التاريخ لم تقم في أي يوم من الأيام بإحتلال لأي دولة عربية او مسلمة ولم تقترف مجازر بحقهم  كما فعل الآخرون بحجج كثيرة للبقاء والإستعمار وإمتصاص المزيد من الخيرات بالسابق واللاحق، المعروفين أمثال دول أوروبية عديدة.

                 علينا بنسيان الماضي وأخذ العبر مما حدث بالسلام والجوار الحسن والصدق في العهد والوعد إذا أردنا البقاء والعيش الكريم معززين في أوطان الآخرين، و أن نعيش الحاضر وضرورة الإلتحام مع جميع الأحرار بالعالم من دول وفئات المؤمنون بالديموقراطية الحقة وحقوق الانسان أن تصان ويحافظون عليها مهما كلف الثمن والجهد والوقت في حرب الخوارج المرتدين وجميع من ساندهم والقضاء عليهم حتى تزول هذه الظاهرة الضارة والسرطان الفتاك للبشرية ، و يرتاح الجميع في العالم من الهم والغم والهواجس التي ممكن أن تحدث عمليات إرهابية في أي لحظة ويوم في أي مكان فى العالم في المستقبل،  إن لم يتم العلاج القوي والبتر .

                 الجاليات العربية المسلمة فى كل مكان بالعالم عليها العيش في وئام و أمن وسلام مع الآخرين بدلا من المهاترات والتفاهات التي بدأت تظهر على السطح مثل الفقاقيع من الغليان ولا تجعل الأحداث المؤسفة تزداد ويدفع الجميع الثمن الغالي على الإتهام الخاطئ و التراخي والتصدي معا للشر بقوة حتى لا تبدأ وتستمر وتزيد العداوات بين الأطراف المتناحرة الذي طرف فيها غير فاهم للأمور و يهاجم ، والآخر الغريب المهاجر يدافع بقوة وشراسة على البقاء وعدم القضاء عليه بأية صورة كانت ليعيش فى هدوء وأمن وأمان وسلام بالغربة من غير إضطهاد... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

Saturday, November 21, 2015

قصصنا الحاضرة 4

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة


                كم حزنت على قتل وجرح الأبرياء خلال دقائق وساعات بدون ذنب،  في باريس فرنسا عاصمة النور والحضارة والسمو، ويشاء القدر وتحدث بها هذه المجزرة الرهيبة غدرا وبدون علم المسؤولين وفي غفلة من رجال الأمن ،على يد شباب فرنسيين من اصول مغاربية، كما صرح الإعلام ، مما حيرت الجميع إبتداءا من الرأي العام الفرنسي وبقية الدول في العالم على المأساة الحزينة المفجعة والتي دمغ بها دين الإسلام، الذي هو بعيدا عنها بعد الأرض عن القمر حيث ديننا الإسلامي يأمر بالعدل والإحسان والسلام لجميع البشر والأمن والأمان وبالأخص العزل الأبرياء وينهى عن المساس بهم في غفلة، كما ينهى عن الانتقام (الآية الكريمة تقول: بسم اللة الرحمن الرحيم "لَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىصدق الله العظيم. والآية الكريمة التي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" صدق الله العظيم 

           كم حزنت وساءني بقوة ماحدث في بيروت لبنان من مجزرة ضاع ضحيتها المئات قتلى وجرحى في احد مقرات حزب الله ثأرا منهم عن المساندة لنظام الرئيس بشار الاسد في سوريا بناءا على مخططات كبيرة من دولة إيران التي تساندهم وتمولهم  بالدعم المادي والمعنوي حتى تصبح رأس حربة موجهة وشوكة حادة في خاصرة إسرائيل، منها الخوف والرعب على المدى الطويل .

            يضاف إلى ذلك، مجزرة الطائرة الروسية وسقوطها على صحراء سيناء في مصر وموت جميع ركابها الذين بلغ عددهم أكثر من مائتين ونيف ضحية أبرياءا والذين من ضمنهم عدد كبير من الأطفال الأبرياء بدون ذنب إقترفوه، غير سوء الحظ والطالع المشئوم بأنهم كانوا من ركابها حتى يجروا روسيا لخندق التطاحن ضد الإرهاب، الدواعش بدون توقف.

                هناك ايضا، حدوث المجزرة في الجامعة في كينيا الأفريقية وسقوط  العشرات بين قتلى وجرحى والتى لم تعطى الإهتمام الكافي والشرح من الإعلام الغربي وكأن هؤلاء الضحايا الذين قتلوا وماتوا ليسو ببشر من حقهم الحياة مهمشين للأسف.

               كل هذه الحوادث وقعت  في توقيت واحد متقارب في  هذه الدول...  و ترددت كثيرا قبل ان أسطر هذه السطور حيث الأمر خطير حتى لا يثير حفيظة طرف الشر والتعدي في العمليات المؤسفة والحزينة على الصدق في الكلام والبحث في الحقيقة المجردة التي صعب الإعتراف بها نظير الأهواء والغايات... وعلى ماأعتقد حسب الظنون أن هذا الأمر المخطط لم يأتي عفويا بل بداية لأحداث كثيرة سوف تأتي بها الايام ويدفع ثمنها الأبرياء ، حيث العدو غير واضح للعيان من الطرفين سواءا الظالم أو المظلوم حيث كلاهما يعمل في الظلام للوصول لأهداف وغايات وهذا الامر مصيبة المصائب حيث من وجهة نظري ليست رجولة الخداع وقتل الأبرياء في غفلة بهذه الكميات، ومن يريد ويرغب في الإنتقام على السابق كما يصور له العقل المريض وعدم الفهم الساطع للأمور المتشابكة،  عليه المواجهة في الميدان ضد جنود الدولة المعنية في ساحات القتال وليس العمل الإرهابي الغادر  وقتل الأرواح وإزهاقها بدم بارد بدون شعور والتي سوف تغير مسارات كثيرة في حق الجاليات العربية المسلمة في دول عديدة بالعالم وبالأخص الغربي وتمنع التقارب بين الأديان وتقارب الحضارات بالفهم والسلام حيث الغرب سوف ينظر لها بنظرة الإرهاب، راغبين ومطالبين بالثأر، والمسلمون الأبرياء المحتاجين للحماية من ظلم حكامهم ، أو للعيش الكريم الشريف تاركين أوطانهم رغما عنهم ، بدون رغبة ولا إرادة ولا حبا في الهجرة والغربة في أوطان الآخرين ، مظلومون ويدفعون الثمن الكبير الأليم نظير سوء الطالع كل لاجئ إجراءاته غير سليمة قانونية في الإقامة مما سوف تتخذ ضده ذريعة للطرد .

            وخوفي الشديد أن وطننا ليبيا رغما عنها دخلت ضمن دائرة الشر والشرور من وجود بعض الخوارج المرتدين فيها ولن تنتهي بسهولة كما يعتقد الكثيرون بدون دم وضحايا أبرياءا وإستعمارا من جديد ، حيث القوى الخفية الغير منظورة في الظلام تدعم بطرق أو أخرى الظاهرة في النور مستغلة الجهل وعدم الفهم وإشعال نيران الفتن والحمية الدينية لدى المارقين حتى تقوم بهذه الأفعال المشينة في حق الإنسانية الذين يدعون الإسلام والعمل بالشريعة الإلاهية ، وهم بعيدين عنها في كل شأن وطريق كان !!

             يتحدثون عنها ويعملون بإسمها كعناوين وتغطية وإستقطاب الشباب الغافلين للجهاد وكأنهم أوصياءا عليها بحجج إصلاح مسارات الدين الخاطئة في نظرهم وأعمالهم وأفعالهم الشريرة الشيطانية تختلف كل الإختلاف...   يحاربون بدون قصد وعلم ضد دين الإسلام حتى لاينتشر في القلوب التي هداها الله تعالى وإعتنقته عن قناعة بأنه الدين القيم الصحيح وقرآنه صالحا لكل زمان ومكان...تحاول النيل منه وإظهاره بالإرهاب لدى البسطاء حتى يبتعد عنه كل من يفكر في إعتناقه من البشر الآخرين. مهما تحدثت لن أستطيع التعبير عن المآسي التي خلفها هؤلاء المرتدين الخوارج أعداء الدين الذين بالإرهاب والقتل الجماعي بالغدر بدون وجه حق وبدون وازع ضمير وسقوط الأبرياء في غفلة مما أشعلت نيران الغضب لدى الشعوب المنكوبة التي تطالب بالثأر وإحقاق الحق من المسلمين، الظالم مع المظلوم... وللأسف يدفع الثمن غاليا الأبريا في كل مكان بالعالم نظير الدعاية الإعلامية الكبيرة من قوى خفية تستغل الأمر في وسائل الإعلام الغربي على أنهم إرهابيين قتلة والواقع المرير أنهم بعيدين كل البعد عما يحدث من مهازل ومآسي لا يرضاها العاقل ولا الذي مهما وصل به الأمر والجنون لا يرضى ولا يوافق على الخداع وقتل الأبرياء جماعيا مهما كان السبب .

            والتساؤلات من الجميع عن كيفية الحل والحلول لوقف المجازر والمذابح ضد الإنسانية والتي كل يوم تقع في مكان مختلف بالعالم الفسيح مستغلين الدين كستار وتغطية للشرور والمآسي مهما كلف الثمن من القضاء عليهم للأبد حيث لا يصح إلا الصحيح ، وعدم الإتهام للجميع ، فليس جميع المسلمين سواسية مجرمين إرهابيين والقتل وقطع الأعناق للبشر حيث هم أنفسهم ضحايا بؤساء يعانون  الشر الكاتم على النفوس، حيث نمر الآن في الوقت الحاضر في مرحلة خطيرة هرج ومرج ، بدايات قيام القيامة والنهاية، وسوف تقوم حروب كثيرة ومجازر شنيعة ولا تتوقف ويعم السلام، الإ بعد صراع طويل ودم وضحايا بلا عدد وتحقيق حقوق المظلومين...  وبعض الدول التي تزرع وتنشر الفتن في السر والعلن سوف ترتدع أو تتلاشى من الخريطة الدولية نظير الشرور والإرهاب والدس والخبث ونشر الفتن، طالبين من الله تعالى حسن الختام وأن يعم السلام حتى يعيش الجميع في أوطانهم مرتاحين بدون خوف ولا رعب.... والله الموفق

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

Tuesday, November 17, 2015

قصصنا الحاضرة 3

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة (3)

             مهما حاولت الكتابة والشرح عن المؤامرة الكبيرة التي إجتاحت وطننا ليبيا رغما عنا من القوى الخفية نظير الطمع في الموقع الإستراتيجي الهام والثروات الرهيبة الكامنة فيه من المواد الأولية،  إبتداء من النفط والغاز وغيرها من عشرات الأشياء الغير مكتشفة حتى الآن... وإنتهاءا بالذهب الذي إلى الآن طي الكتمان لا يريد البعض من الإحتكاريين الليبيين والأجانب إشهار وجوده،  لأسباب كثيرة ، حتى لا يزداد التكالب على الوطن من قبل المغامرين والدول والهيئات الأجنبية ولا تضيع مصالح بعض الكبار من الليبيين من المنفعة، والذين لم يشبعوا بعد من إختلاس عشرات المليارات والملايين من الدينارات والدولارات من خزينة المجتمع أرزاق الشعب الحائر في خضم الأحداث والصراع الدموي على السلطة من ذوي الطفرة الإسلامية، الذين  إستغلوا الدين كستار لأغراضهم الشريرة ضد الإنسانية ولا يطبقونه التطبيق الصحيح كما يأمر الله تعالى... ويطلبون المزيد والمزيد من أموال الحرام والزاقوم وكأنه حق شرعي لهم ، ناسين متناسين وجود الله عز وجل الذي يمهل ولا يهمل.... ويوما ما سوف يقدمون ويدفعون الثمن الغالي سواءا بالدنيا أم بالآخرة حيث مهما يعيش الإنسان بهذه الحياة لا خلود له يوم ممات ونهاية حساب وعقاب لا يستطيع منعه مهما فعل.

             عندما يراجع الانسان الأحداث التي مرت على الوطن الحلو منها والمرة منذ الاستقلال يصاب بالإحباط حيث بدلا من النمو والتقدم بسرعة إلى الأمام إسوة ببعض الدول النامية التي تقدمت في طفرة كبيرة إلى المقدمة نظير الراحة والسلام في فترة بسيطة من الزمن... وطننا الذي يملك جميع مقومات النجاح يعاني الآن من حرب أهلية ودم ومشاكل عديدة بلا توقف منها الصراع على السلطة ، مما لحق به الدمار  وطمع في خيراته كل من هب ودب....  إبتداءا من شطحات القذافي الأهوج في الحروب في افريقيا في أوغندا وتشاد والتدخل في حرب لبنان الأهلية وغيرها من عمليات الإرهاب،  عاث فيها الفساد والإفساد وتدمير النفوس ومساندة البعض على البعض والصرف الخيالي بحجج تحرير الشعوب وشعبنا يعاني من نقص الكثير و الكثير من  الأشياء .

                   إنها قصة ومسرحية طويلة لم تنتهي بعد، حتى بعد هلاك الطاغية والخلاص منه للأبد،  مازالت المصائب بلا عدد من ذيول النظام الطحالب الطامعين في الرجوع الى السلطة والإنتقام للطاغية وأدعياء الثوار الجدد على السطح وفي الواجهة الأمامية أولات الأمر حاليا...   حيث بالماضي كنا نعاني من طاغية وشخص واحد... و بمرور السنيين من الظلم والقهر والكبت عرفنا كيف نتعامل معه ونسير ونعيش في الظلال وأهم شئ وقتها كان متوفرا في العهد الجماهيري الأسود،  الأمن والأمان في حالة الإبتعاد والكف عن العمل السياسي ضده وضد نظامه الجائر العفن، ويتحمل الأمر في صمت ولا يظهر على الساحة في العلن ، ويطأطأ الرأس لتفاهاته ومهاترات الكتاب الأخضر الصادرة من طاغ مجنون لا يمسه العقاب، ويعيش مثل البقية مهمشا من غير ذكر سائرا في خضم الحياة للعيش حتى يفرجها رب العالمين ، والتي إنتهت بقيام الثورة المباركة على خير وسلام وسقوط عشرات الآلاف الضحايا الشهداء والجرحى والمعاقين بدون عدد في سبيل الحرية التي سرقت في وضح النهار .

                 والآن أمراء الحرب العديدين بارونات ثورة 17 فبراير 2011 م الجدد في العلن والخفاء ، نعاني من صراعاتهم على السلطة والإثراء ... نحتاج إلى سنين عديدة حتى تتوقف العمليات والمناوشات القتالية التي أضرت بالجميع المظلوم مع الظالم ونصل إلى معرفة الأهواء والنفسيات الحاكمة وإلى اين تؤدي المسيرة ومتى تنتهى المسرحية الهزلية وكيف نتعامل معهم ونتعايش على أمل أن يتوقف القتل وسيلان الدم وإزهاق الأرواح وشعبنا قليل العدد ونعيش في أمن وأمان في وطننا بدلا من مئات الآلاف مهجرين بالخارج ، الكثيرون منهم بدون أسباب واضحة غير الخوف والرعب من الوضع الجديد و الحفاظ على الحياة.

             ضاع وطننا من آلاف الغارات العديدة الجوية من التحالف الذين تدربوا فينا وجربوا أسلحة حديثة وقنابل فتاكة معظمها خطيرة تخلف الإشعاعات الممنوعة دوليا وعليها الحضر وعدم الإستعمال مهما كلف الأمر ولا من يسأل ولا يحاسب الدول المعنية بالأضرار التي حلت والتي نحتاج إلى عشرات السنوات حتى تتوقف الإضرار وينتهي مفعولها الضار والدليل كثرة الامراض السرطانية بلا عدد في أوساط الشعب البريء غير قادرين على فهم الأسباب ولا المعرفة الحقيقية للأمراض الغير معروفة والشائعة من قبل، حتى تعالج بسرعة .

              الغارة الجوية التي لا يصدقها أي أحد من العاقلين وحتى المجانين من جارتنا مصر على مدينة درنة والدمار الذي حل والأبرياء الذين ماتوا شهداءا والذي يحتاج إلى وقت طويل للنسيان ونحن دائماً سباقين لنصرة مصر...  ولكن للأسف خونتها ومرتشيها من أصحاب القرار المسؤولين مثل البرميل المثقوب مهما حاولت ليبيا الملء بالدعم ينساب في الارض ولا أي نوع من أنواع الإمتنان والجميل ولا اعترافات على مواقف ليبيا العديدة التي بدون عدد من الدعم المالي والقومي دوليا في جميع المحافل السياسية في أي أمر مهم يحتاج إلى المساندة لمصر .

              كثرة الكلام عن وجود بوارج حربية إيطالية في المياه الإقليمية على مشارف مدينة بنغازي تجوب البحر متحدية السيادة الإقليمية ، ولا من يسأل ويتساءل هل وطننا مباحا إلى هذا الحد حتى طمع فينا الإيطاليون ويريدون إحتلال ليبيا تحت أي ظرف وعذر وإعادة مجدهم الفاشي من جديد!

         الحدود المفتوحة والتي تغري كل من هب ودب للقدوم للوطن بحجج الجهاد والعبث بمقدراته وهتك أستاره عندما تتسلح وتتسلط بعض المجموعات الضالة من الشباب العربي القادم من كل الدول العربية متخذين من الدين ستارا بحجج الاصلاح تدفعهم القوى الخفية وتغريهم بدون علم ولا معرفة ضمن مخططات للقتل ونشر الإرهاب الأسود بقطع الأعناق في العلن حتى يستكين الكثيرون ويطأطؤن الرؤوس خوفا من نفس المصير .

                لا نجاح ولا تقدم بدون توفيق الله تعالى... الصمود للشر والشرور حتى لا تستفحل والعمل المضني ضمن مخططات سليمة والتعاون مع العالم الحر بجميع الوسائل على مكافحة الشر، حيث نحن العرب وبالأخص الليبيين حلت علينا لعنة قوية لأننا لم نحافظ على النعم التي وهبها الكريم الله عز وجل لنا ونسير على الطريق الصحيح ونشكره ونحمده طوال الوقت على العطايا، لأن نفوس أولاة الامر منا مريضة غير طاهرة ، عديمي التجربة السياسية العملية والتعاون مع الجميع بعقلانية ودراسات ومخططات حتى نخرج من الأزمة وننتصر...   همهم الإثراء الشخصي وعدم النظر للمصلحة العامة ... حيث من الصغر تربينا على الانشقاق وعدم المشاركة في إتحاد بحيث نصبح يدا واحدة وننهض ونتقدم حيث إخوة في دين الإسلام يجمع معظم المواطنين في الوطن العربي ولغة واحدة وصلات قربى وجيران ومصير ،  حيث بالوحدة القوية  تستطيع عمل الكثير .

               وغرست في نفوسنا منذ الصغر ، أمثالا تدعو للفرقة والتباغض مثل (لا يحك جلدك إلا ظفرك) ( ألعب وحدك ماتشك) (وخبز الشرك مايطيب) وغيرها من الأمثال المدسوسة ببراعة في النسيج الوطني والمجتمع الليبي من الأعداء،  ضمن برامج وخطط مسبقة إستغرقت سنين لحبكها من المستشرقين ودسها في الأوساط الجاهلة المتعصبة للفرقة وعدم الإتحاد الذي هو أمل الشعوب العربية وحلمها الوصول له... ندور فيها وتتداول في أوساطنا حتى أصبحت نافذة للبعد والخوف من المجهول بدون توقف حتى وصلنا إلى هذه الحالات الصعبة بحيث يصعب الآن جداً الوصول إلى تفاهم ووحدة حقيقية نابعة من القلوب،  لأنها مريضة لا سمو ولا حضارة غير الدعوات وحضور الإجتماعات والولائم العديدة والضجيج في الإعلام لمصالح معينة والتحديات للغير ونعتهم بأوصاف وأمور كثيرة والواقع لا شئ يحدث غير الدمار والتفرقة بين الإخوة....  بدلا من السعي الى السلام ومد الأيادي بإحسان وضرب كل من تسول له نفسه بقوة بالعدل من الخوارج المرتدين حتى نرتاح ونستطيع النهوض ونتقدم .

             والحل الأساسي للوصول إلى جوهر الموضوع وأن ترتاح ليبيا الوطن من جميع المشاكل والمحن (المصالحة الوطنية) وبتر النفوس المريضة التي تدعوا للفرقة والإنقسام لضمان مصالحها مهما كان وكلف الأمر ... حيث إن لم نقم نحن بإصلاح نفوسنا والعمل الجماعي بالحق والعدل حتى يوفقنا الله تعالى ونصل إلى القمة، وإلا سوف ندور في المتاهة بلا ابواب ومنافذ للخروج الى ماشاء الله تعالى مثل متاهة اليهود قوم سيدنا موسى عليه السلام التي إستغرقت 40 عاما وهم يدورون غير قادرين على الدخول لأرض فلسطين عقابا على الجبروت والطغيان ورفض الأوامر الإلاهية وتنفيذها كما يجب حتى يحظوا بالغفران والدعم والمساندة من رب العالمين...  والله الموفق.

                رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع... 

Monday, November 16, 2015

قصصنا الحاضرة 2

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة (2)

             الحديث يطول عن المآسي والمصائب التي حدثت من ثورات الربيع العربي وتحدث في ليبيا الآن ...  هل ثورة 17 فبراير 2011م، نعمة  حتى يتساقط الأدعياء الفاسدين الذين أضروا بالوطن ونشروا الفساد والإفساد في المجتمع ، ويظهر الأطهار الوطنيين وتتغير دورة الحياة بالوطن إلى الأحسن في ليبيا الجديدة؟؟؟ أم نقمة وبلاء وغضب من الله تعالى حل على رؤوسنا، ندفع ونقدم  الثمن الغالي نظير غياب الضمير وفساد النفوس للأسوء والجهل والطمع في جاه ومال زائل؟؟؟    ومهما حاول الكاتب أن يتوقف لا يستطيع لأن الامور العديدة والكثيرة الخاطئة الغلط تشابكت مع بعض و ضاع الحق في براثن الباطل والموازين تغيرت إلى معايير أخرى... حيث لا يستطيع أن يكتب بصراحة ويشهر الأسماء عن المخازي المشينة على جميع المستويات التي تحدث يوميا في الخفاء والنور على السطح، حتى لا يخطأ في حق البعض ولا يظلم نتيجة الأهواء ومنعا لمزيد من الغضب والحقد والحسد عليه من لدى المعنيين المتهمين بالأمر، وخلق أعداء جدد بدون ان يعرف الكاتب بما يدور في الخفاء والعمل على الثأر منه بأي صورة من الصور على كتابة ونشر الحق ونحن شعب قليل العدد حيث يوجد مثل شعبي ليبي يقول (كلمة الحق والصدق وجاعة) وبالأخص في مجتمع قبلي جهوي متعصب وجاهل .

                 كل من يرفع رأسه ويظهر على الشاشة أنه معاد لبعض الأطراف القوية الآن في الظروف الحالية التي يمر بها الوطن، ليبيا ، ويفضح بعض الشخصيات أو أدعياء الزعامات بارونات الثورة الجدد الذين كانوا بالسابق مهمشين غير معروفين في المجتمع ، وشاءت الصدف والحظ وفي فترة بسيطة في ليلة وضحاها كانوا في المقدمة وأصبحوا من أصحاب الملايين بالحرام والزاقوم ... تتم إزاحته وتصفيته جسديا من المسرح والوجود بطريقة أم بأخرى وإرساله إلى القبر حيث السكوت والصمت الأبدي إلى ماشاء الله تعالى  منعا لمزيد من التعرية والفضح والتساؤلات...  حيث أصبح إزهاق روح الإنسان وقتله وإغتياله من أبسط الأشياء وكأنه حشرة ضارة وليس إنسانا من حقه الحياة ، في وطن نامي يسعى جاهدا إلى التقدم كان يشهد له العام والخاص بالسابق أيام العهد الملكي الزاهر بالطهارة والبراءة حتى حلول الانقلاب الاسود عام 1969 م الذي غير جميع الموازين والمعايير  بتفاهات الكتاب الأخضر الهزيل .

               لا اريد التغلغل وفضح الكثير من أسماء الذين الآن بالمقدمة يعتقدون أنفسهم أنهم زعماء وقادة أدعياء الثوار رغم أن الكثير منهم بالسابق لم يقدموا أية تضحية مهما كانت من أجل الوطن لا في السر ولا في العلن غير الإدعاء ومحاولة الظهور في الصورة النضالية والسياسية بأي ثمن كان الآن، ومهما كان، للوصول للقمة... ناسين أنهم سوف يقدمون الثمن الغالي يوما حيث كما يدين الظالم الآخرين بدون أدلة وثوابت مؤكدة بالإتهام ، يوما سوف يدان... الذين قاموا بمخازي في السرقات والنهب وضياع أموال المجتمع وكأنها حق مكتسب  لهم وحدهم فقط ، ناسين متناسين وجود الله تعالى و أنه يمهل ولا يهمل ويوما ما سواءا بالدنيا أم بالآخرة سوف يحاسبون الحساب العسير على ما قدمت أيديهم من شرور في حق المواطن والمجتمع

                 لقد عرفت البعض بالسابق معرفة شخصية وسمعت عن البعض الكثير من الحكايات كم كانوا شرفاء طاهرين بدون خبث بالماضي القريب،   والعلم عند الله تعالى هو الذي يعرف مافي القلوب والنفوس حيث للأسف عندما أتيحت لهم الفرص لتولي السلطة والإثراء حادوا عن الطريق السوي وأصبحوا في قمة الخطأ والشراسة في الحفاظ على الكراسي والمكاسب المادية والنهب المستور في الخفاء يحاولون الظهور على السطح والنور أنهم مازالوا شرفاء طاهرين كما كانوا من قبل مخادعين لأبناء الشعب البسطاء ، ولكن صعب المواراة الآن حيث ولى عصر التدجيل والخداع كما كان يحدث من قبل من الطغاة... لايمكن تغطية ضوء أشعة الشمس الساطعة في عز النهار بغربال ، حيث من وجهة نظر الكثيرين أنهم فاسدين اضروا بالمجتمع ولا يريدون عودة الشرعية وقيام دولة حديثة حتى يستتب الأمن والأمان خوفا من توقف الدخل المريب بالكميات والحساب من أين لك هذا والفضح والعقاب الشديد.

              والتساؤلات الآن لدى معظم أبناء الشعب البسطاء الحيارى للوصول إلى حل وحلول للمأساة التي كل يوم تتفاقم إلى المزيد وتزيد ولا تريد أن تتوقف وتنتهي ... يريدون ويرغبون بأي وسيلة كانت في إستباب الأمن والأمان والعيش بدون خوف على حياتهم من طلقة رصاصة عابرة من أي قناص في الظلام أو قذائف عشوائية تتساقط فجأة على الرؤوس أو خطف وفرض فديات كبيرة مجحفة على بعض رجال الأعمال وأصحاب الأملاك التجار المشتبه فيهم أنهم ذوي مال بدون علم ولا تأكيد بأي طريقة كانت للإثراء، ولا يهمهم من سوف يكون على قمة السلطة طالما قادرا على توفير الحلم ، ناسين متناسين أن الأحلام لن تتحقق بدون عمل وكفاح وجهد وعرق وسهر وتضحية بالنفس في سبيل تحقيق المبادئ السامية والوصول إلى الهدف الشريف...  وهذا الامر قمة المأساة حيث الروح المعنوية لدى الشعب تدنت وهبطت إلى أدنى المستويات.

               لا أريد كتابة الكثير مما يحدث الآن وحدث بالسابق حيث أصبحت الامور المتتالية الواحدة وراء الأخرى مثل الإسطوانة المشروخة مستمرة طوال الوقت تدور بدون توقف، تنتهي الأغنية وتبدأ من جديد تلوك وتمضغ في السمين والغث الذي ممكن مطالعته في النت وفي الفيس بوك والذي كل يوم تظهر فيه عشرات ومئات الامور الكثيرة المخزية التي أضرت بسمعة الوطن إلى الحضيض مما القارئ الغير فاهم لسير الامور والمعادلة المطروحة في ليبيا، يصاب بالإحباط حيث لايستطيع التمييز بين الصدق والخطأ من الدس بإتقان نظير مخطط كبير لبلبلة الفكر .

              من وجهة نظري ، نظير التجارب والخبرة، الحل هو المصالحة الوطنية العامة والإفراج عن الجميع بالعفو العام دفعة واحدة وبالأخص المساجين بدون تضييع الوقت في محاكمات هزيلة تعاقب على الورق ولا تنفذ الأحكام على الواقع إلا القتلة ذوي الأيدي الملطخة بالدم يحاسبون بالحق والعدل ، وتنزع فتيل الشر والمطالبة بالثأر حيث القصص طويلة وكثيرة وتحتاج إلى عشرات السنين في التقصي والبحث الذي لا ينتهي بسرعة خوفا من الظلم ... الإفراج والصلح تحت أية ظروف ومعطيات للجميع ومع جميع الأطراف المتكالبة والمتخاصمة والتي تطبق وتسير كالأعمى في طريق الشر المخططة من السادة الكبار، التي فرضت علينا من القوى الخفية بدون أن نعلم ولا نعرف أبعاد اللعبة، ولا الدسائس السامة التي تحاك بمهارة ضمن لعبة الشطرنج الدولية نظير الموقع الإستراتيجي والثروات الهائلة في الوطن .

               ورفض تدخل أية أطراف أجنبية من دول وهيئات أو أفراد مهما كانت تبتسم وتظهر لنا حسن النوايا والواقع بطريقة أو أخرى لها أهدافا كثيرة وكبيرة مستترة غير ظاهرة الآن على السطح وسوف تظهر  للنور مع الأيام مهما طالت...   وعندها سوف نندم على الأرواح التي أزهقت والدم الذي سال نظير العراك والتنافس والصراع الدموي على السلطة، والاموال التي أهدرت والوقت الذي ضاع من أعمارنا والذي مهما عملنا لن يرجع ، بل مزيدا من إهراق الدم المستمر بحجج كثيرة حتى يستنزف البقية الباقية من الثروة ونصبح في عدم!

                   كان الله تعالى في عون الوطن والمواطن البسيط العاجز الغير قادر على الدفاع عن نفسه أو النجاة والهجرة بعائلته بعيدا عن الإيذاء والقتل العشوائي إلى مكان آخر بالوطن أو بالخارج يجد فيه الراحة والسلام والأمن والأمان والعيش الكريم بدون إذلال ولا مد اليد وإراقة ماء الوجه...  والله الموفق.

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 8, 2015

قصصنا الحاضرة 1

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة


 لقد ترددت كثيرا قبل أن أسطر هذه الكلمات والسطور كتابة ونشرها فى المدونة حتى يعلمها جميع القراء المتابعين لها، النابعة من القلب والضمير حزنا على مآل الوطن ،ليبيا، والوضع المفجع والحزين والمشين في نفس الوقت ان يقوم الليبي بقتل أخوه الليبي نظير مؤامرة كبيرة من القوى الخفية على الوطن وأدعياء الوطنية الليبيين، على السطح وفي الخفاء الزعماء مسيرين ضمن برامج معينة وسياسات وخطط تؤدي إلى مزيد من الخراب وإفلاس الوطن وتحقيق مصالح البعض من الهيئات والدول من غير أن يشعرون وهم يعتقدون أنهم على الحق والصواب .

                 ساءتني الكثير من الأمور التي تدل على الجهل السياسي وأننا لسنا على وفاق بين أنفسنا بحيث يعتقد كل طرف  نافذ قوي في الوقت الحاضر أنه الأحق بأن يكون على رأس السلطة... وتساءلت مع النفس هل الذي يحدث لعنة من الإدريس الملك السابق التقي الزاهد في الملك والعرش، أو لعنة الشيطان القذافي الذي قتل ومات شر ميته نظير أفعاله الشريرة والإرهاب في حق الشعب والكثيرين بالخارج ؟

                  حيث كل عهد سابق منذ الإستقلال سواءا العهد الملكي أو الجماهيري له حسناته وسيئاته والمواطن الليبي العادي دفع الثمن الغالي من ضياع حياته وحرياته الشخصية بالكبت والخوف على مدى أربعة عقود ونيف من القهر وتدمير البنية الأساسية وتمزيق النسيج الوطني بتراهات ومهاترات الكتاب الأخضر من طاغية مجنون....  وقامت الثورة من أجل التحرر ووقعنا في الكمين ونفذنا الخطط المرسومة لنا بدقة ومهارة ، إبتداءا من السماح وترك التحالف الغربي بضرب ليبيا بآلاف الغارات الجوية والإعتداء عليها بحجج المساندة وتدمير الكثير من البنية التحتية والتدخل في شؤونها  ونحن نرقص ابتهاجا بالخلاص من الطاغية ناسين متناسين ان الوطن للجميع لنا كليبيين أحرارا وليس للقذافي الطاغية حتى نشمت فيه ونتعاون بكل الطاقات مع التحالف ونحن كمن يشرب السم الممزوج في العسل بدون ان ندري ان لكل شئ ثمنا غاليا ضروري من التقديم والدفع إذا لم نعرف كيف نستغل الفرصة الثمينة التى أتيحت لنا بالخلاص من الطاغية، ونسمو ونتحضر ونتقدم بالوطن .

                   ولكن للأسف الكبير حدنا عن الحد والطريق الصحيح وعن المصلحة العامة نظير الجهل والطمع والإثراء السريع ومصالح جهوية وشخصية  للبعض من الرموز الذين ليس لهم أي ماضي سياسي أو ذكر بالسابق وأصبحنا طعما سائغاً لكل من هب ودب من الخوارج المرتدين بحجج متخذين من الدين والرجوع في الحكم إلى الشريعة عناوين خاطئة في التنفيذ بجهل والدليل مآل الوطن الآن.

               تقاعدت عن العمل السياسي ليس خوفا على حياة زائلة ولكن اريد الابتعاد عنه حيث وصلت إلى قناعة أنه عمل شائن يؤدي إلى طرق شريرة ودم والعيش في متاهات ومخاضات تؤدي إلى الشر للحفاظ على النفس والبقاء مع الآخرين في حلبة السباق والعرض أمام الجماهير حتى لا يتم النسيان فاللأسف شعبنا جحود لا يعترف بالجميل بسرعة ولا يقدر الأبطال ولا أريد المواصلة في المسيرة فيه وبالأخص في آخر العمر حتى لا أقع في المحضور، وكان بإمكاني عمل الكثير وبالأخص في المنطقة الشرقية حيث ولدت ونشأت أو الغربية حيث الجذور العائلية منذ مئات السنيين ، ومهمتي ودوري الآن السعي الحثيث للصلح والوفاق.

                   حزنت على مآل الوطن حتى مرضت وأصبحت طريح الفراش أعاني البعض من الأمراض والهموم والغم وأنا كل يوم أسمع الأخبار المحزنة التي تهز كل مواطن وطني شريف من الأعماق ووصل الحال إلى أدنى المستويات عندما أصبح في الوطن حكومتان واحدة بالشرق والأخرى بالغرب إنتهت ولايتها ولا تريد التنحي ،مما ضاع المواطن إلى أين يلتجأ لتمرير أموره ومعاملاته الرسمية اليومية... تدنت الدبلوماسية الليبية  إلى الحضيض والتي كان يضرب بها المثل في الإنضباط ايام العهد الملكي ، حيث البعض من السفراء الآن فى بعض الدول الخارجية لا أريد ذكر الأسماء رفضوا تنفيذ الأمر وتسليم المهام إلى السفراء الجدد القادمين من ليبيا لتولي المهام... وكل سفير إستعان بأفراد من قبيلته ومعارف للمسانده والبقاء بالقوة وعدم ترك الوظيفة والمهام ، حتى أصبحنا في عيون الدول المضيفة كم نحن جهلة أغبياءا مبعثرين.

                عندما يدلي مندوب ليبيا في الأمم المتحدة بخطاب طويل آجوف ضد الحكومة الشرعية في سوريا بدلا من الطلب والسعي لدى الأطراف المتحاربة إلى الصلح حتى يصلون الى حلول مرضية بينهم حتى لا يزداد الخراب والدمار كما حدث و يحدث في ليبيا الآن ، وكان الرد من المندوب السوري ردا بليغا معنفا ومستهزءا عليه وعلى الوضع في ليبيا... وكانت صفعة للمندوب الليبي الذي لو كان يفهم القليل من الدبلوماسية لما قام بالعمل الصبياني حتى لا يعرض إسم وشرف ليبيا والليبيين الوطنيين لمزيد من الإهانات والعار.

                 التصفيات الأخيرة وبالأخص إغتيال اللواء عمر الحريري والتغطية على القتلة بأن الحادث أسبابه مجهولة وبأنه توفي مع زوجته وبعض السيدات القريبات في حادث سيارة والواقع الحادث مدبر ومفتعل من بعض الأطراف نظير الثأر والتصفيات في الرتب الكبيرة بالجيش حتى تتاح الفرص للبعض من الظهور على السطح .

                عندما الفريق خليفة حفتر يخطب على العلن طالبا متطوعين للإلتحاق بالقوات المسلحة حتى يستطيع ان يحارب الخوارج المرتدين عن العبث والتحكم في مقاليد الوطن ، والأمر من وجهة نظر الكثيرين تغطية ودعوة صريحة حتى يتدخل الآخرون وبالأخص من بعض دول الجوار بحجج رسمية في شئون الوطن...  لقد تعرفت على اللواء خليفة حفتر شخصيا ايام قيام الثورة في ليبيا وقد اعجبت به وبشخصيته وحديثه الذي  يدل على الوطنية والنقاء وعدم الخبث في الطرح لكثير من الأمور، وخوفي ان يكون مسيرا ضمن اللعبة والمؤامرة الكبيرة التي تحاك للوطن بدون أن يعرف الأبعاد البعيدة للمؤامرة ؟

              لدي الكثير من الامور التي يخجل الانسان من قولها والبحث فيها وبالأخص المؤامرة السياسية الأخيرة بإسم الصلح من مندوب الأمم المتحدة الأسباني وعن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت في حق الشعب الليبي والذي يدل دلالة واضحة على دق إسفين الانفصال شرق وغرب.

              لا اريد كثرة الكلام في الوقت الحاضر ، فكل شئ له وقت...  عن النهب للثروات الرهيبة للوطن بحجج كثيرة، ولا عن الحرب الأهلية بين المتخاصمين ولا عن عمليات الإغتيال او القذائف العشوائية التي تسقط على رؤوس الأبرياء... ولا نقص المواد الغذائية وإرتفاع الاسعار ولا عن نقص الدواء وغياب التمريض الجيد ، وإنقطاع التيار الكهربائي يوميا بالساعات ولا عن ارتفاع أسعار العملات الآجنية من دولار ويورو، ولا عن المهاجرين الأبرياء المحتاجين ماديا في الغربة للعيش الشريف ، ولا عن الاموال التي ضاعت وتضيع يوميا و تنهب بالهبل بطرق يعجز الشيطان عن إتيانها ببراعة ولا عن القابعين في السجون ينتظرون المحاكمات سواءا بالعقاب أم بالإفراج ، وغيرها من عشرات الأشياء التي مع المستقبل سيتم شرحها حيث لعنة شنيعة حلت بليبيا كما قلت في البداية ، هل هي من الإدريس الملك التقي العادل الزاهد في الملك والعرش الذي رقصنا كالمجانين ضد عهده يوم الإنقلاب الاسود 1969/9/1م  بدون أن ندري... أو إبليس الذي كان في صورة انسان الطاغية  القذافي الذي أوصل الوطن إلى هذا الحال المتردي في القاع والذي يزداد كل يوم ... كان الله عز وجل في عون الكثيرين إبتداء من المواطنيين والمسؤولين الظالم بدون أن يدري ، والمظلوم في نفس الوقت فنحن شعب قليل العدد نحتاج إلى تحكيم العقل والسعي القوى للصلح العام ونمنع تدخل أية أطراف آجنبية مهما كان الأمر صعبا، حيث الأساس للنجاح وشفاء الجراح ، ورجوع المهاجرين إلى بيوتهم وحرب الإرهاب في جميع اشكاله القائمة حاليا والمستمرة المصالحة الوطنية عسى أن نصل إلى تفاهم يرضى بعض الأطراف التي تعرقل في قيام الدولة الشرعية لمزيد من الإثراء وتنهى الصراع ...  والله الموفق...

         رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة

Sunday, November 1, 2015

قصصنا المنسية 57

بسم الله الرحمن الرحيم

 عيد الأم والطفل


 يوم 2012/3/21م كانت ذكرى مناسبة جيدة وهي عيد الأم والطفل الذي يتكرر كل عام بدون أن نحس ونشعر به من قبل.... إحتفلت به دولتنا الجديدة ليبيا بعد الثورة والنصر المبارك الذي توجنا به.... كان يوما عظيما وذكرى خالدة، فالأم هي أساس الحياة...  وتزامنت  الذكرى السعيدة  مع ذكرى  مرور 47 عاماً من الزواج السعيد، فقد كانت المناسبة والفرح فرحين...  كنت بالأمس فرحا سعيد متذكرا أيام الصغر والشباب وما مر من أحداث وكوارث ومحن صعبة نظير النظام الجاهل الذي تسلط علينا مدى 42 عاما أخذ فيها زهرة شبابنا وأعمارنا ونحن نعاني الغربة والمطاردات والسجن وإخلاء السبيل والملاحقات العديدة والشماتة من الأصدقاء والمعارف قبل الأعداء وعوامل كثيرة مرت بالخاطر عن ماحدث طوال السنيين الماضية علينا وعلى الوطن .

                   حاولت الإتصال هاتفيا بالزوجة رفيقة العمر في أمريكا، حيث أنا بعيدا متواجدا في أرض الوطن لمتابعة بعض الأمور الخاصة، وكان الإتصال الهاتفي متقطعا و بصعوبة كبيرة كان السماع والفهم ولكن الغرض مفهوما، المعايدة، وتمنيت لها الصحة وطول العمر ونفس القصة متبادلة والشعور واحد لدينا نحن الإثنين مهما مرت علينا من سنوات عديدة أفراح وسعادة وأتراح واحزان... وبجميع الصعوبات وفقنا الله عز وجل وزواجنا وإرتباطنا الروحي كلل بالنجاح ضمن الإحترام والثقة والمعزة التي زادت بمرور السنين والرفقة والعشرة نجحت طوال الوقت ورزقنا بالأولاد والبنات وهذه نعمة كبيرة من نعم الله تعالى شملنا بها طوال الوقت، والآن لدينا 3 أحفاد .

                 الحاجة الزوجة الوفية رفيقة الكفاح والنضال ، وقفت معي في أحرج الأوقات وكانت الأم والأب بالغربة، أيام كنت سجينا بالوطن 7 سنوات ممنوعا من السفر، لم تشتكي وترفع الصوت مثل الكثيرات، ولم تطالب بالكثير وهي عارفة بضيق اليد و كنت غير قادر على تحويل أي مبلغ للعائلة مهما كان ، حيث كانت العيون ترصدني وتراقب أي خطأ قد يحدث مني، ليقع إتهامي  وأدخل السجن من جديد... وعملت بالجهد والعرق وقاومت مآسي الحياة فترات طويلة، والحمد لله عز وجل، فتحها الله تعالى في الوجه وطار جميع التعب، وتم تسديد جميع الإلتزامات بالكامل... ونحن الآن نعيش في مزرعة كبيرة وبيت مريح وأحوالنا جيدة، والحمد لله عز وجل على جميع العطايا والنعم التي وهبها لنا، طالبين العفو والعافية وحسن الختام .

                  أكبر فرحة لم تكن متوقعة وكانت مفاجأة سارة، قيام الثورة المجيدة يوم 2011/2/17م، حيث قدم الرجال الشباب الأرواح والدم، وشاركت بجميع الجهد المتاح من وراء الستار وفي الظلال، وقدمت الكثير من الدعم للجبهات من أموال وسلاح، والإتصالات الدولية مما يعجز عنه الكثيرون من الأدعياء الطحالب أدعياء الثوار وهم منافقين، وجميع هذه الأمور في ستر الله تعالى، لا أريد شكرا ولا إحسانا من أي أحد ولا أريد أن يذكر الإسم بل أفضل أن أكون جنديا مجهولا في الخفاء فداءا للوطن الغالي عند الكثيرين حتى لا يضييع الأجر لدى الله عز وجل .

                  مهما تحدث المرء عن المرأة في الوطن العربي لا يستطيع الإيفاء، فهي محرومة طوال الوقت من كثير من الأشياء، مهمشة مع إنها الأساس للحياة، هي الأم والزوجة والحبيبة والأخت والإبنة، عناوين كثيرة مهما شكرت لن أستطيع الإيفاء بالماضي والآن في وقتنا الحاضر لدى ضيقي العقول والفهم الجهلاء مازالت مهمشة، ليست لها المكانة والتقدير والإحترام الذي تستحقه، ينظرون إليها بنظرة المتعة والحمل والإنجاب  والعمل بالبيت كشغالة،  أو التدريس أو أي عمل آخر شريف للحصول على المال للعيش الكريم، وليست إنسانة من حقها أن تبجل وتحترم .

                      بالماضي قبل الإسلام كان الكثيرون أيام الجاهلية يكرهون ولادة البنات، يعتبرونها نوعا من أنواع العار، يؤدونها وهي مولودة رضيعة، يدفنونها في التراب وهي حية ترزق...  قلوبهم قاسية نظير الكفر والإلحاد، يقتلونها بقصد وعن سابق إضمار و إصرار وترصد... إلى أن أتى الإسلام، دين الحق والنور، ومنع جميع أعمال الجاهلية القاتلة تجاه المرأة، أعطاها الحق بالحياة والمشاركة الفعلية مع الرجل في تسيير دفة الحياة، حفظها من القتل الغير مبرر، أعطاها الثقة الغالية بالنفس وإنها قادرة على عمل الكثير جنبا بجنب مع الرجل، وأحيانا عديدة تقوم بأعمال يعجز عنها الرجال .

              أيام الجاهلية وقبل النبوة، كانت بعض السيدات تعمل بالتجارة والأعمال من بيع وشراء، وأحد الأدلة الدامغة القاطعة للأمر تمويل قافلة تجارة إلى الشام بأموال السيدة خديجة التي أصبحت زوجة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، عندما عمل معها رسولنا الصادق الأمين في التجارة وذهب للشام نيابة عنها يشتري لها البضائع المطلوبة لبيعها في مكة المكرمة وتحقيق الربح الكثير .

                  أيام التاريخ الإسلامي الذي مر عبر الزمن وصلت المرأة إلى قمة الهرم والحكم، وشجرة الدر عنوانا كبيرا حكمت مصر فترة من الوقت والجميع دان لها بالسمع والطاعة، وعبر التاريخ وفي عصرنا الحاضر نساءا كثيرات ملكات أو أصحاب القرار في قمة السلطة والحكم  نحن العرب تقهقرنا للخلف بدل من أن نتقدم، لم نراع شعائر الله عز وجل، ونهتم بالمرأة ونعطيها جميع الحقوق حسب الشرع قانون السماء، بل دائما مهمشة وبالأخص في الميراث، فإلى الآن المرأة لا ترث عند البدو في ليبيا إلا من القليل من البعض دراهم معدودة زهيدة حيث الأرض في المشاع، لاتعطى لها أية حقوق إلا البعض والقليل الذي لا يغني ولا يشبع من جوع، نظير الجهل.  بالمدن لدى الحضر نفس القصة تتكرر ولكن بطرق مختلفة، تضطر المرأة وبالأخص الأخت إلى التنازل لإخوتها الذكورعن حصصها في بعض الأملاك، نتيجة الضغوط والخجل، لا تستطيع أن تعلن عن عدم رغبتها مما يحدث من أمور شائنة، لا يقرها الدين ولا الشرع، حتى لا تتهم بأنها نشاز عن الأسرة ...  قصص كثيرة وأشياء خاطئة ومهما عدد الإنسان لا يستطيع أن يعد الحكايات والقصص عن التهميش والظلم القاسي في كثير من الحالات للمرأة من الآباء أو الأزواج أو من بعض الأبناء العاقين الذين يرمون الأمهات بالشارع وفي دور الرعاية خوفا أو حفاظا على الزوجات الغيورات والمتعبات اللآتي لا يحببن الحماوات ويعاملنهن بقسوة، ونسين وتناسين أنه كما تدين تدان، وأنه في يوم من الأيام  سوف يدفعن الثمن الغالي بالدنيا أم بالآخرة .

                   بعضنا قلوبهم غلاظ ذوي عنف وقسوة وجهل، يولي الله عز وجل علينا الحكام غليظي القلوب، لا رأفة ولا رحمة وشفقة بالنفوس، لأننا مازلنا جهلة ظالمين للمرأة ونحن كعرب نتشدق كثيرا ونتكلم عن المرأة وحقوقها وفي بعض الدول العربية مازلن للأسف يعاملن كالرقيق والجواري أيام العصور السابقة أيام قصص بغداد الخيالية (ألف ليلة وليلة) المرأة في نظرنا للمتعة والشهوة الدفينة بأنفسنا والعمل بدون كلل في البيت أو العمل، والحمل والإنجاب ورعاية الأطفال والإهتمام بالرجل وليست لها الحقوق بالمشاركة الفعلية للرجل في أمور الحياة التي تهمها حتى تضمن عيشها وسعادتها وسعادة أولادها المسؤولة عنهم، في حالة غياب الرجل لأي سبب من الأسباب.

                طالما نحن بهذه العقليات وهذا الجهل، كيف لنا أن نتقدم وننهض للأمام، ونصف المجتمع غائب عن الحضور والصورة، أومغيب بقصد نظير إنعدام الفهم الصادق للمرأة والجهل، لأن الأساس هو الثقة ونحن العرب ليست لنا القوة في النفس حتى نتنازل عن الكبرياء المصطنعة الكاذبة، ونتعامل بالثقة ونعطي المرأة حقوقها المشروعة ضمن الدين والأخلاق الحميدة وسنن الحياة وننظر لها أنها إنسانة من حقها العيش بكرامة ضمن القيم والأخلاق، الإحترام والتقدير والحب الصادق النابع من القلب وليست جارية !!

                  إن ذكرى المرأة ومعاناتها والضغوط الكثيرة الملقاة على عاتقها في أوطاننا العربية الإسلامية، إلا من القلائل، جعلتني أشمئز من التخيل للصور القاتمة عن النظرة الحقيرة التي مازالت كامنة بالنفوس وأنها بالمرتبة الثانية والأخيرة في جميع تصوراتنا، للأسف.

                   إن الفرحة بعيد الأم والطفل ذكرتني بالكثير من الهموم والغموم عن مآل المرأة في وطننا العربي الإسلامي وحقوقها المهضومة، والتي عسى يوما من الأيام أن تتحرر، ونخرج من دائرة الإستنقاص والتحقير والتقزيم وعدم الفهم، ونتعامل معها بنظرة حضارية كإنسانة، بشر، لها الحق بالعيش بكرامة وقيم، وليست كما قلت جارية أو محظية...راجيا طالبا من القلب والضمير من الله عز وجل أن يكون يوم تحرير المرأة في أوطاننا العربية الاسلامية عن قريب، فهي الخطوة الأولى في طريق سلم الحضارة والسمو حتى أشاهده قبل الرحيل والموت، والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

 الخميس  2012/3/22م