Tuesday, November 17, 2015

قصصنا الحاضرة 3

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة (3)

             مهما حاولت الكتابة والشرح عن المؤامرة الكبيرة التي إجتاحت وطننا ليبيا رغما عنا من القوى الخفية نظير الطمع في الموقع الإستراتيجي الهام والثروات الرهيبة الكامنة فيه من المواد الأولية،  إبتداء من النفط والغاز وغيرها من عشرات الأشياء الغير مكتشفة حتى الآن... وإنتهاءا بالذهب الذي إلى الآن طي الكتمان لا يريد البعض من الإحتكاريين الليبيين والأجانب إشهار وجوده،  لأسباب كثيرة ، حتى لا يزداد التكالب على الوطن من قبل المغامرين والدول والهيئات الأجنبية ولا تضيع مصالح بعض الكبار من الليبيين من المنفعة، والذين لم يشبعوا بعد من إختلاس عشرات المليارات والملايين من الدينارات والدولارات من خزينة المجتمع أرزاق الشعب الحائر في خضم الأحداث والصراع الدموي على السلطة من ذوي الطفرة الإسلامية، الذين  إستغلوا الدين كستار لأغراضهم الشريرة ضد الإنسانية ولا يطبقونه التطبيق الصحيح كما يأمر الله تعالى... ويطلبون المزيد والمزيد من أموال الحرام والزاقوم وكأنه حق شرعي لهم ، ناسين متناسين وجود الله عز وجل الذي يمهل ولا يهمل.... ويوما ما سوف يقدمون ويدفعون الثمن الغالي سواءا بالدنيا أم بالآخرة حيث مهما يعيش الإنسان بهذه الحياة لا خلود له يوم ممات ونهاية حساب وعقاب لا يستطيع منعه مهما فعل.

             عندما يراجع الانسان الأحداث التي مرت على الوطن الحلو منها والمرة منذ الاستقلال يصاب بالإحباط حيث بدلا من النمو والتقدم بسرعة إلى الأمام إسوة ببعض الدول النامية التي تقدمت في طفرة كبيرة إلى المقدمة نظير الراحة والسلام في فترة بسيطة من الزمن... وطننا الذي يملك جميع مقومات النجاح يعاني الآن من حرب أهلية ودم ومشاكل عديدة بلا توقف منها الصراع على السلطة ، مما لحق به الدمار  وطمع في خيراته كل من هب ودب....  إبتداءا من شطحات القذافي الأهوج في الحروب في افريقيا في أوغندا وتشاد والتدخل في حرب لبنان الأهلية وغيرها من عمليات الإرهاب،  عاث فيها الفساد والإفساد وتدمير النفوس ومساندة البعض على البعض والصرف الخيالي بحجج تحرير الشعوب وشعبنا يعاني من نقص الكثير و الكثير من  الأشياء .

                   إنها قصة ومسرحية طويلة لم تنتهي بعد، حتى بعد هلاك الطاغية والخلاص منه للأبد،  مازالت المصائب بلا عدد من ذيول النظام الطحالب الطامعين في الرجوع الى السلطة والإنتقام للطاغية وأدعياء الثوار الجدد على السطح وفي الواجهة الأمامية أولات الأمر حاليا...   حيث بالماضي كنا نعاني من طاغية وشخص واحد... و بمرور السنيين من الظلم والقهر والكبت عرفنا كيف نتعامل معه ونسير ونعيش في الظلال وأهم شئ وقتها كان متوفرا في العهد الجماهيري الأسود،  الأمن والأمان في حالة الإبتعاد والكف عن العمل السياسي ضده وضد نظامه الجائر العفن، ويتحمل الأمر في صمت ولا يظهر على الساحة في العلن ، ويطأطأ الرأس لتفاهاته ومهاترات الكتاب الأخضر الصادرة من طاغ مجنون لا يمسه العقاب، ويعيش مثل البقية مهمشا من غير ذكر سائرا في خضم الحياة للعيش حتى يفرجها رب العالمين ، والتي إنتهت بقيام الثورة المباركة على خير وسلام وسقوط عشرات الآلاف الضحايا الشهداء والجرحى والمعاقين بدون عدد في سبيل الحرية التي سرقت في وضح النهار .

                 والآن أمراء الحرب العديدين بارونات ثورة 17 فبراير 2011 م الجدد في العلن والخفاء ، نعاني من صراعاتهم على السلطة والإثراء ... نحتاج إلى سنين عديدة حتى تتوقف العمليات والمناوشات القتالية التي أضرت بالجميع المظلوم مع الظالم ونصل إلى معرفة الأهواء والنفسيات الحاكمة وإلى اين تؤدي المسيرة ومتى تنتهى المسرحية الهزلية وكيف نتعامل معهم ونتعايش على أمل أن يتوقف القتل وسيلان الدم وإزهاق الأرواح وشعبنا قليل العدد ونعيش في أمن وأمان في وطننا بدلا من مئات الآلاف مهجرين بالخارج ، الكثيرون منهم بدون أسباب واضحة غير الخوف والرعب من الوضع الجديد و الحفاظ على الحياة.

             ضاع وطننا من آلاف الغارات العديدة الجوية من التحالف الذين تدربوا فينا وجربوا أسلحة حديثة وقنابل فتاكة معظمها خطيرة تخلف الإشعاعات الممنوعة دوليا وعليها الحضر وعدم الإستعمال مهما كلف الأمر ولا من يسأل ولا يحاسب الدول المعنية بالأضرار التي حلت والتي نحتاج إلى عشرات السنوات حتى تتوقف الإضرار وينتهي مفعولها الضار والدليل كثرة الامراض السرطانية بلا عدد في أوساط الشعب البريء غير قادرين على فهم الأسباب ولا المعرفة الحقيقية للأمراض الغير معروفة والشائعة من قبل، حتى تعالج بسرعة .

              الغارة الجوية التي لا يصدقها أي أحد من العاقلين وحتى المجانين من جارتنا مصر على مدينة درنة والدمار الذي حل والأبرياء الذين ماتوا شهداءا والذي يحتاج إلى وقت طويل للنسيان ونحن دائماً سباقين لنصرة مصر...  ولكن للأسف خونتها ومرتشيها من أصحاب القرار المسؤولين مثل البرميل المثقوب مهما حاولت ليبيا الملء بالدعم ينساب في الارض ولا أي نوع من أنواع الإمتنان والجميل ولا اعترافات على مواقف ليبيا العديدة التي بدون عدد من الدعم المالي والقومي دوليا في جميع المحافل السياسية في أي أمر مهم يحتاج إلى المساندة لمصر .

              كثرة الكلام عن وجود بوارج حربية إيطالية في المياه الإقليمية على مشارف مدينة بنغازي تجوب البحر متحدية السيادة الإقليمية ، ولا من يسأل ويتساءل هل وطننا مباحا إلى هذا الحد حتى طمع فينا الإيطاليون ويريدون إحتلال ليبيا تحت أي ظرف وعذر وإعادة مجدهم الفاشي من جديد!

         الحدود المفتوحة والتي تغري كل من هب ودب للقدوم للوطن بحجج الجهاد والعبث بمقدراته وهتك أستاره عندما تتسلح وتتسلط بعض المجموعات الضالة من الشباب العربي القادم من كل الدول العربية متخذين من الدين ستارا بحجج الاصلاح تدفعهم القوى الخفية وتغريهم بدون علم ولا معرفة ضمن مخططات للقتل ونشر الإرهاب الأسود بقطع الأعناق في العلن حتى يستكين الكثيرون ويطأطؤن الرؤوس خوفا من نفس المصير .

                لا نجاح ولا تقدم بدون توفيق الله تعالى... الصمود للشر والشرور حتى لا تستفحل والعمل المضني ضمن مخططات سليمة والتعاون مع العالم الحر بجميع الوسائل على مكافحة الشر، حيث نحن العرب وبالأخص الليبيين حلت علينا لعنة قوية لأننا لم نحافظ على النعم التي وهبها الكريم الله عز وجل لنا ونسير على الطريق الصحيح ونشكره ونحمده طوال الوقت على العطايا، لأن نفوس أولاة الامر منا مريضة غير طاهرة ، عديمي التجربة السياسية العملية والتعاون مع الجميع بعقلانية ودراسات ومخططات حتى نخرج من الأزمة وننتصر...   همهم الإثراء الشخصي وعدم النظر للمصلحة العامة ... حيث من الصغر تربينا على الانشقاق وعدم المشاركة في إتحاد بحيث نصبح يدا واحدة وننهض ونتقدم حيث إخوة في دين الإسلام يجمع معظم المواطنين في الوطن العربي ولغة واحدة وصلات قربى وجيران ومصير ،  حيث بالوحدة القوية  تستطيع عمل الكثير .

               وغرست في نفوسنا منذ الصغر ، أمثالا تدعو للفرقة والتباغض مثل (لا يحك جلدك إلا ظفرك) ( ألعب وحدك ماتشك) (وخبز الشرك مايطيب) وغيرها من الأمثال المدسوسة ببراعة في النسيج الوطني والمجتمع الليبي من الأعداء،  ضمن برامج وخطط مسبقة إستغرقت سنين لحبكها من المستشرقين ودسها في الأوساط الجاهلة المتعصبة للفرقة وعدم الإتحاد الذي هو أمل الشعوب العربية وحلمها الوصول له... ندور فيها وتتداول في أوساطنا حتى أصبحت نافذة للبعد والخوف من المجهول بدون توقف حتى وصلنا إلى هذه الحالات الصعبة بحيث يصعب الآن جداً الوصول إلى تفاهم ووحدة حقيقية نابعة من القلوب،  لأنها مريضة لا سمو ولا حضارة غير الدعوات وحضور الإجتماعات والولائم العديدة والضجيج في الإعلام لمصالح معينة والتحديات للغير ونعتهم بأوصاف وأمور كثيرة والواقع لا شئ يحدث غير الدمار والتفرقة بين الإخوة....  بدلا من السعي الى السلام ومد الأيادي بإحسان وضرب كل من تسول له نفسه بقوة بالعدل من الخوارج المرتدين حتى نرتاح ونستطيع النهوض ونتقدم .

             والحل الأساسي للوصول إلى جوهر الموضوع وأن ترتاح ليبيا الوطن من جميع المشاكل والمحن (المصالحة الوطنية) وبتر النفوس المريضة التي تدعوا للفرقة والإنقسام لضمان مصالحها مهما كان وكلف الأمر ... حيث إن لم نقم نحن بإصلاح نفوسنا والعمل الجماعي بالحق والعدل حتى يوفقنا الله تعالى ونصل إلى القمة، وإلا سوف ندور في المتاهة بلا ابواب ومنافذ للخروج الى ماشاء الله تعالى مثل متاهة اليهود قوم سيدنا موسى عليه السلام التي إستغرقت 40 عاما وهم يدورون غير قادرين على الدخول لأرض فلسطين عقابا على الجبروت والطغيان ورفض الأوامر الإلاهية وتنفيذها كما يجب حتى يحظوا بالغفران والدعم والمساندة من رب العالمين...  والله الموفق.

                رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع... 

No comments:

Post a Comment