Thursday, January 30, 2014

الوطنية 55

 بسم الله الرحمن الرحيم 


            عندما كنت اطالع الفيس بوك، أثارت  انتباهي كلمات  الفيلسوف الاسباني  السنيور ( خوسيه أورتيغا ) عندما قال مقولة من عدة كلمات  تدل على الولاء وحب الوطن من اعماق الروح والجسد: "الوطنية الحقة ليست المحافظة على ارض الآباء بقدر ماهي المحافظة على ارض أولادنا من اللصوص المفسدين والعملاء الخونة". 
كلمات بليغة صادفت هواء النفس على البلية التي نمر بها الآن كشعب ليبي  خرج  من ثورة دامية منتصراعلى الظلم والظلام… وبدلا من ان نحسن الاختيار في ممثلينا ونختار المصلحين الأكفاء حتى يقودونا في النهوض  بالوطن إلى الأمام، سقطنا في الشراك المنصوبة من قوى خفية ودهاة في السياسات الشريرة الخبيثة  من وراء الستار يدفعون ويحركون اعوانهم وأزلامهم أشباه الرجال حتى أصبحوا من أصحاب القرار في المؤتمر الوطني والحكومة… نظير  لعبة سياسية خبيثة، حيث لديهم أجندات خاصة بأسيادهم في الخارج لتمريرها على حساب البسطاء من أبناء الشعب الغافلين عن الكثير من الامور  ونهب الثروات الخيالية في امور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع!!!
هؤلاء أشباه الرجال هم  بعض الرموز الليبية العملاء الخونة للقضية السامية، قضية وطن وشعب يريد ويحاول ان ينهض ويتقدم!!!  تناسوا أرواح الشهداء الذين سقطوا في ساحات الوغى والمعارك  ودم الجرحى والمعاقين الذي هدر… تناسوا الألم والمعاناة والارهاب في أسوء صوره من رجال ومرتزقة المقبور ، وتناسوا هتك أعراض الحرائر، كما تناسوا ايضا القيم والأخلاق الحميدة مقابل التمسك والتشبث بالسلطة بقوة وهم ضعفاء غير قادرين على الصلاح ولا الاصلاح بل كل همهم هو الحصول على أكبر المميزات والمكافآت
ان القلب يدمى من الألم وأنا أشاهد وأتابع فى مايحدث كل يوم على ساحة الوطن من قتل وغدر، من خطف وفرض الأتاوات المجحفة،  وإغتيالات البعض للبعض نظير تصفية حسابات… والحكومة عاجزة عن الرد  والصد وتوفير  الأمن والأمان للمواطنين،  بل مسؤلوها  يتشدقون ويخطبون فى المؤتمرات والقنوات بحلو الكلمات لطمأنة الشعب الذى يعرف المآسى وماذا يدور من كثير من المهاترات،  لا تفوته الاحداث المخزية ولكنه حتى الآن صابر!!
النزيف المادي والنهب المنظم المبرمج  للمليارات من خزينة الشعب والحسابات المجنبة والأرصدة المخفية فى الحسابات الجانبية بالداخل والخارج والتي لا يعرفها الا القلائل مستمر الى ماشاء الله تعالى، والأسماء معروفة وقمة المأساة أن البعض منهم  يعيش إلى الآن داخل ليبيا ولا من يسأل أو يراجع ويحاسب… أليست بمأساة ؟؟؟
ان الوضع بائس جداً، وكل يوم للأسوء ،حيث  نغوص في مستنقع الرمال المتحركة التي تبلع ،،، وإذا لم يقم أحرار الشعب الوطنيين  بالردع  ويعلنوها ثورة دامية تصحيحية فى اقرب وقت حتى يتوقف النزيف وتلتئم الجراح وتبرأ وتشفى  مع الوقت فعلى  ليبيا السلام وسوف نحتاج إلى أجيال عديدة حتى تنهض من جديد….
اللهم اني بلغت… اللهم اني بلغت … والله الموفق . 

       رجب المبروك زعطوط