Sunday, July 28, 2013

الخاتمة 128


بسم الله الرحمن الرحيم



                                                                                         خواطر ليبية

             

               كثيرون من بني وطني لا يعرفون ما أعني …  من كتابتي لهذه الورقات والفصول والتي أحاول جمعها وطباعتها في كتاب من ثلاثة اجزاء  في المستقبل القريب بإذن الله تعالى والتي اطلقت عليها اسم خواطر معارض ليبي الجزء الاول قصصنا المنسية وهو شروح عامة عن الوطن المدينة والعائلات وبعض الأبطال والمشهورين وقتها الذين تم نسيانهم ولم يذكرهم اي احد الا من القلائل ووجب علينا ذكرهم للتاريخ، الجزء الثاني والثالث  قصصنا الحاضرة عن الاحداث الكثيرة والثورة المجيدة 17 فبراير 2011، بدلا من 127 مدونة  من شاهد على العصر، التي كتبتها بصدق وضمير عن سيرة حياتي الشخصية  حسب المعرفة والتجارب التي مررت بها خلال فترة العمر والثورة حتى النصر ونهاية سنة 2011م.

 

 معظمها نضال وكفاح وجهد وعرق  من اجل العيش شريفا كريما مجاهدا طوال سنوات عديدة  أكثر من ثلاثة عقود ونيف  بالمعارضة الليبية بالخارج والداخل وعن المطاردات والتهديدات بالتصفية والاغتيال من فرق الموت للجان الثورية  والتي بحمد الله تعالى نجيت من شرورها، خواطر عن المعاناة والحجز والسجن لعدة مرات والترجيع من المطار والمنع من السفر والقبض والأسر والتحقيقات التي لاتنتهي من بعض المحققين الشامتين الذين يعيشون وهم النظام الفاسد ويعتقدون بأنهم على الحق سائرون نتيجة الكذب والزور، الذين يحاولون التوريط للمواطن المتهم بأي طريقة والحصول على اي معلومات كاذبة  حتى يغرق البرئ  والمظلوم في مستنقع الأكاذيب وبالتالي يهان ويعذب للظهور أمام سيدهم انهم حماة النظام
خواطر عن طوال الوقت والسنين التي مرت من أعمارنا وأخذت زهرة شبابنا من اجل تحرير الوطن مع إخوتي الاخرين من الثوار الاحرار والخلاص من الطاغية والظلم بأي ثمن كان حتى نسترجع كرامتنا وحرياتنا ونشعر اننا بشر لنا الحق بالعيش في وطننا ليبيا نتمتع بخيراتها التي هي ملك  للجميع وليست حكرا على طائفة معينة ونحن كطبقة معارضين  منبوذين مهمشين بآخر الطابور نعاني  ونحن الأعزة وابناء الأصول


كان بالإمكان الهدنة مع النظام والإستسلام كما فعل الكثيرون من الأدعياء المنافقين  لقاء النجاة بالجلد وعدم الملاحقة  والحصول على المال الحرام والجاه،  والمصالح والعلاقات التجارية تستمر للأحسن وبالأخص لدى الاتصالات والعلاقات الجيدة مع بعض المسؤولين الذين أعرفهم معرفة جيدة، وكنت على نقيض معهم في جلساتنا الخاصة عندما تحين الفرص ضدهم على طول الخط عندما يحتدم النقاش وان الوطن يمر بأزمة خطيرة نتيجة المكابرة  الغرور والارهاب وحكم فرد طاغ واحد

تم العرض لكثير من العروض المغرية بالسابق واللاحق لكثير من الاعمال التي يسيل لها اللعاب في مشاريع وهمية في الفلبين وأفريقيا والأعمال التجارية والصفقات والاستيراد والحصول على العمولات الرهيبة حيث  كل أفاق همه الوصول للجاه والمال الحرام بكثرة ووفرة  لا يستطيع الرفض  والامتناع 

لقد أعطاني الله عز وجل ووهبني الصبر والقوة على تحمل المعاناة، كنت بالكاد عائشا في هم الديون التي كل يوم تزداد الثقل على الكاهل لمدى ثلاثة عقود بدون أي نوع من انواع الدخل الا من القليل  وأنا متعود بالسابق على الصرف الكثير،  ولم  أرضخ  وأستكين وأطمع لان النفس عزيزة  تربيت في بيت عز وكرم،  ووالدين مؤمنين يخافان الله تعالى ربياني على الاخلاق الحميدة والولاء لله عز وجل والوطن الذي جذوري وجذور اجداد أجدادي نابعة منه من مئات السنين  !!! 

لم أتوانى في اي لحظة خلال مسيرة الحياة العملية ولم يسبق لي  أن تقاعست في  حق الوطن بأي صورة من الصور،  بل دائماً نصب العينين العفة والشرف والحفاظ على الاسم الطيب الطاهر  للعائلة الذي ورثته من الاب والجدود من ان يتلوث بالعمل القذر الدنئ بالعمالة   أو المساندة لنظام القذافي الطاغية تحت اي ظرف، حفاظا على الذات من السقوط في الهاوية والرذيلة حتى لا يلعنني يوما اي احد من الأولاد او الأحفاد وانا ميتا في القبر

بني وطني لا يعرفون معنى المعاني مما أعني … لأنهم  لا يقرؤون مابين السطور !!!  ولا يتعظون من تجارب ومحن. الآخرين  من الشعوب التي عانت المعاناة والويلات ونجحت في النهوض والتقدم، حتى يعرفون انه ضرورة من ضروريات النجاح ونهضة الوطن،  والسمو إلى مستويات عالية، التخطيط  و البدء بخطوات جادة  مدروسة ضمن دراسات علمية من حكماء وأساتذة وطنيين  يكنون بقلوبهم  الحب والولاء للوطن .

على رأس القائمة الاهتمام   بالعلم والتعليم الجيد حسب العصر الذي نحن نعيشه الآن، عصر العولمة الذي جرف العالم للأحسن !!!  التعليم والمعرفة لجميع ابناء الشعب حيث العلم والثقافة غذاء الروح،   والقراءة اول شئ ذكره المولى الله تعالى، عندما نزل الوحي الأمين على النبي محمدا عليه الصلاة  والسلام بأول آيات القران الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ( إقرأ ). صدق الله العظيم    لانها النور والاساس للفهم والسمو والتحضر لجميع المؤمنين  والقضاء  على الجهل .

ثانيا ( المصالحة الوطنية )  بين الأطراف المتخاصمة والمتهورة  بالمساواة والعدل، والسعي الحثيث من لجان حكماء شيوخ عاقلين ولاؤهم للوطن وليس لمصالح خاصة جهوية، حيث بالحوار والمنطق  ومد الايادي بالسلم والسلام مع جميع الأطراف الغاضبة والخاسرة في الثورة وتحجيم البعض من الأطراف المنتصرة عن النهب والاستغلال بقوة السلاح وإفهامهم ان ليبيا للجميع وليست لفئة دون اخرى، نستطيع الوصول إلى الهدف المنشود لأننا شعب قليل العدد ونعرف بعضنا البعض .

ثالثا، المجرمون الذين أجرمموا  في حق الشعب سواء الذين في السجون الآن او الذين  هربوا للخارج  تتم مطاردتهم  وإحضارهم بالطرق القانونية  لمحاكمتهم عن طريق القضاء والعدل  في العلن، وإذا ثبتت التهم عليهم بالعدل والحق   يتم العقاب والقصاص فيهم  عبر الاعلام في القنوات المرئية والمسموعة حتى يشاهدها الجميع ويعرفون انه لا حصانة لاي أحد مهما كان  سواءا رئيسا او مرؤوسا فالجميع سواسية تحت القانون

حتى يصبح  للدولة هيبة وليس مثل الآن الحكومات الليبية المؤقته منذ اليوم الاول   ألعوبة في أيادى الكثيرين من القوى الخفية الكبار في الدس والخبث  الذين قفز أزلامهم على السلطة  للنهب وتمرير المصالح الشخصية، للأسف الشديد 

أن نحب بعضنا البعض بأي وسيلة وطريقة ونتغاضى عن الامور التافهة التي تؤدي الى المهاترات   ونترك  عصبيات الجاهلية والتشدد الجهوي العنصري الاجوف في الخلف تتحلل وتنتسى ومع الوقت تذوب وتنتهي إلى غير رجعة 

أن نهتم بأي مواطن وبالأخص المهزومين الذين ساندوا النظام السابق المقبور نتيجة  عدم البصيرة  للوصول للجاه والسلطة، لا نريد ان نتدخل في أعمالهم السابقة الخاطئة في نظرنا والمشينة حتى لا يضيع الوقت في البحث والتحقيق  الذي لا يوصل لنتائج  مهمة حيث عبارة عن مستنقع موحل عفن  لا نهاية له وأحسن شئ قفل الملفات البسيطة للابد  بلا متابعة وفتح صفحات جديدة

حيث الخواطر لهؤلاء المهزومين الذين ساندوا النظام السابق مكسورة وهم  مرضى بالكآبة  والامراض النفسية نظير الخسارة ونجاح الثورة، علينا الرفع من شأنهم وتأهيلهم من جديد بالحب والسلام للإنضمام للمجتمع معنا،  فهم جزء لا يتجزء منا، أهالينا واخوتنا وعلينا تقديرهم وإحترامهم بالحق ورفع معنوياتهم حتى لا يصبحون أعداءا  مندسين علينا نتيجة أخطائنا وقصورنا  وعدم الفهم  والتهميش، حتى لا يستطيع الآخرون من الأعداء والمنافقين ذوي الطابور الخامس المندسين بيننا،  استقطابهم للانتقام منا مع الوقت

 ان عددنا قليل كشعب ليبي لا يتجاوز سبعة ملايين نسمة على أكثر تقدير،  ومساحة وطننا كبيرة  حوالي المليونين من الكيلومترات المربعة،  وموقعها الاستراتيجي مهم على ساحل البحر الابيض المتوسط في شمال افريقيا والطريق البري إلى القارة السوداء المغلقة بالصحراء والعمق مثل دول النيجر وتشاد وغيرهما 

 وثرواتنا خيالية وهبها لنا المولى الله عز وجل بدون حساب، والعالم طامع للسيطرة علينا بالهيمنة الاقتصادية والسياسية والضغوط الكثيرة الكبيرة التي تجري في الخفاء ووراء الستار   وبالاخص من  جيراننا المحيطين بنا …
  
 اذا لم نعرف هذه الامور الحساسة  ونتدارسها بعمق ونضع لها المخططات قبل الحدوث للمصائب ونتحد مع بعض كليبيين بقوة، ونستعد ونعمل بجميع الجهد على  تكوين جيش قوي لا علاقة له بالسياسة  يحافظ على كرامة الوطن من الانتهاك من كل من هب ودب على الحدود البرية والبحرية … حتى تصبح لنا هيبة قوية ونصبح سدا منيعا أمام كل طامع !!  ونتعامل مع الآخرين بود ومحبة ولا نتدخل في الشئون الخاصة للغير حتى ننال الاحترام ونعيش في سلام ووئام بدل التطرف وإشاعة الارهاب الرعب والعنف الذي يؤدي إلى العنف مع الوقت 

الاهتمام بالإنسان من أول المراحل من النشئ وتعليمهم التعليم الجيد على الأصول والاحترام وإتقان العمل بضمير من غير توجيه واوامر حتى نتقدم ونتحضر ونعرف عن يقين  ان العالم الآن يعيش في عصر العولمة صغير نظير الاتصالات والمواصلات السريعة، حتى نستطيع مواكبة العالم الحر وشعوبه في التقدم والازدهار  لأنه  لدينا جميع المؤهلات والثروات تحتاج للصقل والمنافسة الشريفة  للنجاح .

البدايات دائماً صعبة وبالاخص لشعب عانى الظلم والقهر مدى عقود طويلة…  في نظري يحتاج للوقت حتى يتعلم  ويسمو ويتحضر ويعرف ان الحريات لها حدود تتوقف عندها، ولا يتمرد ولا يرغب في التصرفات الخطأ… لأنه إلى الآن لا يوجد دستور معترف به من قبل الشعب  على هذه النصوص تعارفنا وكل من يشذ ويحاول الخرق يعاقب بقوة حتى يصبح مثلا للغير وتصبح للدولة هيبة !!!! 
نظير الواقع المرير الآن  على الساحة …  أكاد أرى سحب المصائب تتجمع،  لانه صعب الفهم لدى الكثيرين من بني الوطن وتبني  الرؤيا الصحيحة المستقبلية   حيث يتراءئ لي الجهل مازال ضاربا وقرا على النفوس والآذان،  لن ننهض بسرعة ولن نتقدم ولن نسموا ونتحضر طالما نحن ندور في حلقات ضيقة جميعها تدور في دوائر الجهوية القبلية  والمصلحة الخاصة الوقتية ضاربين بالمصلحة العامة للوطن عرض الحائط ،  وعدم الاهتمام!

المفروض ان نتنازل عن كبر النفس والغرور ونعترف بالأخطاء  وأن نكون يدا واحدة حتى لا يستطيع أعداؤنا ان يفرقون شملنا بالدس علينا أشباه رجال ليبيون طامعون في الوصول للحكم والسيطرة بطرق خبيثة شيطانية،  رموزا يلبسون أقنعة زائفة  يدعون البراءة والطهارة متخذين عناوين كبيرة وطنية  أنها للمصلحة العامة وصالح الوطن مثل دس السم الزعاف وسط العسل اللذيذ، وهم ينفذون مصالح القوى الخفية بقصد او بدون قصد ؟؟

 لهم أجندات وبرامج  خفية ومخططات مدروسة مهيأة جاهزة من أساطين وأساتذة الشر من الخارج  يعرفون طبيعة أبناء الشعب الليبي بالضبط،  يحللون النفسيات والامور للسيطرة والنجاح، صعب الكشف عليها ببساطة وسهولة، لأن لهم باع كبير في مثل هذه العمليات التي دمرت العالم العربي وأصبح دويلات الواحدة ضد الاخرى أصفارا لا تساوي شئ، وستظل بهذا الشكل إلى ان يأتي يوم ويبرز من خلال الضغوط والمعاناة رقم واحد ويجمع الأصفار حتى يصبحن رقما صحيحا له القوة والهيبة على النجاح والردع  لللعبة الدولية والمكائد والمؤامرات التي تحاك ضدنا  للسيطرة والهيمنة وإستنزاف ثرواتنا بدون وجه حق حتى لا ننهض

إذا لم نعرف الخلل ونهتم، على وطننا السلام لأننا سوف ندخل في دوامات الانشقاق والمهاترات والتراهات  والحرب الاهلية والخراب والانفصال والتجزئة كما حدث منذ فترة بسيطة في السودان عندما جزؤوها إلى دولتين الشمال والجنوب… وتصبح ليبيا عدة  دويلات قزمية شرق وغرب وجنوب سهل قيادها والسيطرة على حكامها بسهولة! 

من وجهة نظري، وارجو  ان أكون مخطئا،  لن تتوقف ولن تنتهي المشاكل والعصبيات بسهولة حتى تسيل الدماء مرة أخرى كما حدث في ثورتنا المجيدة 17 فبراير حتى تتطهر نفوس الكثيرين من الدعاة والمنافقين   من رجس الشياطيين  من الانس والجان، ونتوحد  تحت زعامة قوية بالاختيار الحر ضمن الشرعية والدستور تقودنا لبر الأمان 

عندها سوف  نتعلم الدرس القاسي من المحن والمعاناة، الضيق والاحتقان السياسي، وتظهر واضحة أبعاد اللعبة المطروحة على الساحة بدهاء وخبث… سوف يتغير الحال بالوطن  والوضع ينهض  إلى الأحسن مع مرور الوقت، سوف تزول  معظم المشاكل من الطريق للفوز والنجاح

بدلا من ادعاء العلم والفهم والعيش في خصومات على امور ومشاكل مدسوسة من أطراف خفية لا تريد صلاح الوطن والمواطن  لأغراضها الخاصة حتى تسيطر وتتحكم في رقابنا كما فعل المقبور القذافي طوال اربع عقود ونيف !!!!!

إنني لست بمتشائم ولا اريد من إخوتي  الليبيين الاحرار الذين دفعوا وقدموا الثمن الغالي طوال إثنان وأربعون سنة عجاف جميعها رعب وخوف وإرهاب  من حكم الاهوج المجنون القذافي حتى تم النصر وإنتهى أمره بسهولة وبسرعة وكأنه لم يكن يوما من الايام يصول ويجول في خيلاء مثل الطاووس بأزيائه الافريقية من الغرور والصلف والكبرياء الكاذبة،   وأبناء الشعب مساكين مستكينين  غير قادرين على الرفض والمواجهة

لأ أريدهم ان يقعوا فى مستنقعات الوحل والخراب والدمار نظير الدس والنفاق ومصالح خاصة جهوية وينسون المصلحة العامة،  حيث بمقدورنا التفاهم بالعقل والحوار وجميعنا نستطيع العيش في سلام ووئام فليبيا للجميع وتتسع للجميع والخير والثروات  للجميع بالعدل والمساواة بلا تهميش لأي  مواطن اصيل إنسان بشر من المواطنين الصالحين وليس مستوردا بأن يكون على رأس الهرم والحكم مهما كان وفعل

علينا التفاهم والتعاون والإتحاد يدا واحدة فالإتحاد قوة  أردنا ام لا نريد … حتى نستطيع المجابهة لكل من يريد الاستحواذ علينا من افراد خونة او دول  طامعة، اللهم إني بلغت، اللهم إني بلغت الرسالة حسب القدرات والاستطاعة، والله الموفق !!! 

         رجب المبروك زعطوط 

مدينة  الصحابة درنة  
اليوم  العاشر  من شهر رمضان الكريم 
الجمعة 2013/7/19م 

Saturday, July 27, 2013

شاهد على العصر 127



بسم الله الرحمن الرحيم


يوم الاثنين 2011/10/24  
زيارة إلى السيد بشير في مكتب رئيس الوزراء الذي كان قائما على البرامج الأمنية والحماية الشخصية  للسيد محمود جبريل وكان الرجل دمث الاخلاق متجاوبا مع الثوار وقدم الكثير من المعلومات  وأجرينا حديثاً طويلا عن الامور الأمنية وما حدث من احداث دامية في الخارج والاغتيال للشهداء الليبيين من قبل فرق الاعدام للجان الثورية وركز في حديثه على الشرطية البريطانية البريئة  التي اغتيلت برصاصة طائشة في الميدان عندما كانت واقفة وقت المظاهرة امام مبنى السفارة الليبية في لندن من بعيد، وسألني بدهاء وكأنني متهم،  هل حضرت الاعتصام مع المعارضين وقتها ؟؟؟
وكان ردي أنا شخصيا كنت في أمريكا ولم أكن وقتها ببريطانيا بالمرة، وحضرت إلى لندن بعدها بأسبوع وهالني الامر الوحشي والجريمة النكراء حيث ضاعت الشرطية ببساطة نظير طلقة طائشة من مبنى السفارة لإتهام المعارضة بالقتل والتطرف وإشاعة الارهاب   وأنا متأكد ان الاجهزة البريطانية تعرف ذلك من اليوم الأول  عن الموضوع ولكن لم تتخذ اي اجراء فعلي ضد نظام العقيد الأهوج القذافي  نظير المصالح بين الدولتين  للأسف 
زيارة الى إبن خالي محمد بورقيعة المريض والقابع بالبيت وفوجئت بالحالة الصعبة التي كان يعاني منها والحالة النفسية التي يمر بها من عدم الهناء والراحة في البيت، وكان عنيدا في امور كثيرة وعرفت أن المرض الذي يعاني منه ينهشه ببطئ وحتما سوف يقضي عليه…  في نظري حالته مستعصية وهي عبارة عن وقت  ليس إلا 
وكان يعز علي معزة خاصة فهو يكبرني بعام واحد وقريبي من ناحية الاب وآلام،  ابن الخال وبنت العم من نفس العائلة ورفيق الصبا والطفولة، أخ وصديق… وكان ذكيا جداً وحنونا على الجميع  بدون عدوانية ولا أحقاد على اي أحد مهما كان… طيب القلب وكريم،  مرح ولسانه لاذع طوال الوقت،  وكنا كل يوم  نتزاور مع بعض فترة الصبا والمراهقة حتى سافر للدراسة إلى لندن عام 1959 م حيث قضى سنوات عديدة هناك 
مقابلة مع السيد ( م س ) في فندق الريكسوس عند الاصيل وحديث ودي عن الوضع العام وشعرت من خلال الحديث  انه قد تراجع عن الانضمام للحزب معنا ببساطة وكنا نعتمد عليه في الرأي والمشورة  وانه العضو الثالث من المؤسسين الاوائل عندما أعلنا عن الحزب في دبي وقت الثورة والصراع الشرس ضد الطاغية .
  لم اغضب ولم وأثر  حيث كل إنسان حر  في اتخاذ الامر الصالح به وبالأخص نحن قادمون على تجربة كبيرة سياسية صعبة اذا أردنا ترسيخ الديمقراطية … وساءني التراجع ببساطة وحمدت الله تعالى أن الرجل كان صادقا منذ البداية 
حيث المسيرة الحزبية السياسية طويلة لا نهاية لها، ونفق مظلم لا يستطيع اجتيازه بسلامة الا القليلون الذي يؤثرون المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة، لان السياسي البارز المميز والمعروف لدى الجماهير ليس ملكا لنفسه في نظري بل ملكا للجميع من ابناء الشعب حيث تحت المجهر والأضواء طوال الوقت وعليه ان يتحمل جميع الاشياء من خير او شر اذا أراد الاستمرار في المسيرة أو يتراجع ويتقاعد حتى ينتسى مع الوقت والمسيرة 

يوم الأربعاء 2011/10/26م 
دعوة على الغداء في بيت فرج وحضر قريبه ابن العم الدكتور هشام بن خيال المشهور في جراحة الأعصاب والأخوة السيد حامد وحاتم والسيد بشير وكانت جلسة لطيفة في الحديث عن امور عديدة نحتاج إلى تطبيقها في دولتنا الجديدة بعد نجاح الثورة والنصر  حتى تستمر وتنهض من التخلف وتتقدم إلى الامام .
والا سوف تتقهقر وتتولد الفوضى والهرج والمرج حيث الجميع لديهم السلاح والثوار الحقيقيون نسبة ضئيلة لا يتجاوزون 10%  من مجموع الثوار، والباقي استغلوا الفرصة والفوضى واصبحوا بالصفوف الاولى والمقدمة وصعب إيقافهم ولجمهم بسهولة فقد ذاقوا طعم النصر والمال والجبروت والسطوة

يوم الجمعة 2011/10/28م  
زيارة إلى الجبل الغربي بلدة الإصابعة المشهورة بولائها للنظام السابق للاهوج القذافي حيث دعينا إلى مأدبة غداء شهي أكلة بازين من صديقنا السيد كمال المرغني في بيته، وبعد الغداء أخذنا في جولة إلى بلدة القلعة القريبة  التي كان سكانها إخوتنا الامازيغ الليبيون الأصليون وشاهدنا بأم العين قبور الضحايا الشهداء وقرأنا الفاتحة على أرواحهم الزكية ودعونا لهم بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل .

كان هناك  بعض من التوتر والنفور  من احد الزعماء الامازيغ عندما عرف ان السيد كمال من الإصابعة حيث حدث تنافر وقتال بينهم أيام الاحداث والثورة، ومازال الجرح ينزف… وخفت ان يتطور الامر إلى عراك ودم من نتيجة الحديث الصعب والغضب والجرح مازال غائرا لم يلتئم بعد وبدبلوماسية وهدوء طيبت خاطره وأننا ضيوفه من ثوار مدينة  درنة بالشرق .
مما سكت على مضض  ولم يقم بأي إكرام لنا ودعوتنا حتى الى شرب فنجان قهوة حتى تتم الممالحة بيننا ولم اغضب وأعطيته العذر، فالرجل مازال غاضبا… وودعناه وتراجعنا بهدوء خوفا من ردود الفعل والتعدي بالضرب أو القتل والانتقام من مضيفنا ونحن لا نستطيع الدفاع عنه حيث الزعيم كان في بلدته ووسط عشيرته وبني قومه .
قمنا بجولة كبيرة ذاك اليوم حتى رجعنا إلى طرابلس بالليل ونحن متعبين مرهقين من الجولة، وكم هالني البؤس والتأخر في المنطقة حيث مازالت تقبع في الجاهلية، لا مشاريع ولا نهضة ولا طرق جيدة ولا مستشفيات حسنة ولا حتى آبار مياه صالحة فالمنطقة الجنوبية في الجبل  مهمشة تهميشا كاملا وكأن البشر ليسوا مواطنين ليبيين او المنطقة ليست من ليبيا 

أليست بمأساة ونحن في القرن الواحد والعشرون ولدينا جميع المؤهلات ؟؟؟ والأهوج المجنون كان يصرف الاموال الطائلة وثروة ليبيا الخيالية  بدون  رقيب ولا حساب على المشاريع الوهمية وتمويل الارهاب والتطرف الأعمى   والاستثمارات الزائفة في أفريقيا والعالم، والدفع  للمليارات على تطوير الذرة وإمتلاك القنابل الذرية ليهدد بها الغير وعلى ملذاته الشخصية، وترك ابناء الوطن في طول ليبيا وعرضها في قمة التهميش وبدون عدل ولا مساواة 
أليس الامر بمصائب قاتلة  نحتاج فيها للتصحيح وعقاب المسؤولين المجرمين عن الاعمال الشريرة؟؟ ولكن بقيام الثورة وقتل الشيطان شر قتلة سوف تنهض ليبيا من جديد وتهتم بأبنائها ومواطنيها !!!
إنها ثورة مباركة مجيدة سوف تحقق الكثير عن قريب بإذن الله تعالى … وسوف تحدث أخطاء ومهاترات من البعض في البدايات من المنافقين الأدعياء  الذين يقفزون على مراكز السلطة والحكم   ولكن مع الوقت سوف يسقطون تباعا لأن القلوب والنفوس غير طاهرة خبيثة تنفذ اجندات وخطط سواءا محلية او لأسيادهم من القوى الخفية .
أحب التنبيه والتحذير أن ليبيا طاهرة وشعبها طيب وكل من أراد لها السوء سوف يخسر ويتلاشى من خريطة الوطن السياسية مهما فعل، حيث سوف يتم تصحيح المسارات فالعصر الان عصر العولمة ولا يمكن إخفاء الحقائق طوال الوقت

يوم السبت 2011/10/29م  
لقاءات عديدة مع الكثيرين من الثوار او الأدعياء انهم ثوار والواقع هم نكرات لايمتون للثوار الحقيقيين  بأي صلة  ولكن اختلط الحابل مع النابل والسبب الرئيسي ضعف المجلس الانتقالي والحكومة المؤقته حيث لا تجارب لديهم ولا خبرات في كيفية السيطرة على الوضع ووضع الأقدام على الطريق الصحيح للبدء في المسيرة الصعبة 
لقاء مع السيد الدوكالي مختار الترهوني  وكان جيدا في تصوراته في العمل الاعلامي وأبدى استعداده في الدعم والمساندة  حسب الجهد المتاح إلى أي شئ يخدم ليبيا والمصلحة العامة بدون تحفظ مما شعرت بالزهو والفخر انه صهرنا !!!
تم ترتيب لقاء في بيت السيد كمال بالسراج مع بعض قيادات الزنتان وكان المتحدث شابا لا أذكر إسمه الآن من مواليد بلجيكا ذو علم وثقافة يشرف ليبيا انه من مواطنيها على العمل الجماعي مع الشرق وبالأخص مدينة درنة التي شبابها الثوار حاربوا وجاهدوا في جميع الجبهات في ليبيا بدون تمييز، وتوحيد الصفوف مستقبلا للنهوض بالوطن .

يوم  الأحد 2011/10/30م   
تم ترتيب لقاء مع المحامي الأستاذ خليفة سليمان الأطرش من إخوتنا الأمازيغ في بيته بطرابلس وكان إنسانا فاضلا خلوقا، حسب ما عرفت ان له إبنا ثائرا  أستشهد مع الثوار في احد المعارك، وتم النقاش على الحزب وإمكانية التعاون المستقبلي مع بعض لضم الجهود وقد أبدى الاستعداد المبدئي ولنا ان شاء الله تعالى لقاءات اخرى مستقبلية 
لقاء آخر الساعة الثامنة مساءا  مع احد الأخوة الامازيغ الشباب المتعلم الخريج من هولاندا الذي لا  أذكر إسمه الآن وقت الكتابة، والذي له طموحات بأن يؤلف حزبا جديدا يضم الامازيغ والطوارق والتبو، مما أكبرت فيه روح التحدي والنضال والعمل، وكان نقاشا جيدا على امل التعاون مستقبلا .

زيارة إلى السيد الدوكالى وحديث عام عن الدعاية ودور الإعلام الرئيسي في الفوز والنجاح وطرح الأفكار وتسويقها وترويجها إلى الجماهير المتعطشة، وكانت آراؤه جيدة حيث دخل في خضم الاعمال الإعلامية .

يوم الاثنين 2011/10/31م  
توديع عائلة ابن اختي، فرج، وشكرهم  على حسن الوفادة وكرم الضيافة، والذهاب لزيارة خالة اولادي المقيمة في عين زارة، ورحبت كثيرا بوصولنا وعملت لنا أكلة ليبية شعبية ( مثرودة ) تعمل فقط في المناسبات والافراح  احتفالا بالزيارة .
 زيارة الى آلِ دربي بنت أختي بعد العصر  وكان زوجها  الدكتور خميس في البيت وقد أصر على دعوتنا للبقاء واالعشاء والسهرة مما وعدناه بالرجوع بعد عدة ساعات حيث لدي لقاء آخر 
تم اللقاء مع د/ أحمد التكالي وحديث عام عن الحزب والتواصل مع بعض وعرض فكرة وضع مجموعة من النخب المثقفة كمجموعة مستشارين للنهوض بليبيا مستقبلا، مما كان الرد كل شئ قابل للنقاش والحوار .
تم بحمد الله تعالى الاتفاق المبدئى  على شراء الاستراحة في طريق المطار خلف مخيم فندق الواحة  عن طريق السيد حاتم والذي تعهد بإتمام الصيانة  للمبنى فى غيابي، اتصال هاتفي من السيد محمد إذويب للسؤال عنا  وتم الاتفاق بأن نتقابل في بيت الدكتور خميس دربي الساعة العاشرة صباحا بالغد ليقلنا الى المطار للسفر إلى درنة ….

رجب المبروك زعطوط 
البقية في المدونات القادمة …                 

Friday, July 26, 2013

شاهد على العصر 126



 بسم الله الرحمن الرحيم


يوم الخميس 2011/10/20م  

           اليوم من اسعد ايام العمر فقد قتل العقيد الأهوج معمر القذافي شر قتلة خلال أسره في أطراف سرت وهو يحاول الهرب منها حتى يتوغل في الصحراء الواسعة المترامية الاطراف ويتوارى فيها جنوبا إلى مكان غير معروفولم أصدق  الخبر المفرح في بادئ الامر حتى شاهدت بأم العين صوره البائسة من غير شعر مستعار وتجميل ومكياج  وهم يجرونه بالضرب والصفع  على وجهه  والبصق من البعض تشفيا وهو يتوسل فيهم  بالكف مدعيا البراءة ولا يريد الإعتراف  بأخطائه وجنونه




شاهدته في القنوات المرئية  في لحظاته الأخيرة وهو يقول لآسريه  متوسلا طالبا الرحمة والشفقة بالكف والتوقف "خيركم، حرام عليكم،  أني كيف بوكم!"  ولكن من النشوة والفرحة والسعادة من آسريه الثوار بالقبض عليه لم يجد أذانا صاغية تسمع  ولا نفوسا ترحم نتيجة الأحقاد على مدى عقود والرغبة الجارفة الجامحة في الانتقام  من المسخ الشيطاني الذي يتعامل مع السحر والجان…


 تم قتله في ساعات الهرج والمرج بطلقة في الصدر كانت القاضية  من مجهول غير معروف حتى الآن… هل بدافع الحقد والثأر ؟؟ أم مدفوعا من قبل آخرين، لإخراسه للأبد بسرعة حتى لا تظهر أسرار عديدة على الكثيرين من مراكز القوى الخفية والظاهرة العالمية…  وشاهدت الجثة هامدة مرمية في احد السيارات الطاوية للثوار   في معظم القنوات الفضائية وهي بلا روح ولا نفس مثل الجيفة

حملوه في سيارة ثوار إلى مكان غير معروف حيث بصق عليه الجميع من الثوار الذين تجمعوا عليه بالعشرات  وكالوه ملايين اللعنات على جثته الهامدة، يرقصون من الفرحة والنشوة أنه أخيرا وقع بين أيديهم وأصبح جثة هامدة !!!!

تم نقل الجيفة إلى مدينة مصراته حيث  تم رمي الجثة النتنة في ثلاجة في سوق الخضار ليشاهده أبناء الشعب ويتشفون فيه ويتأكدون أن الطاغية السابق العملاق المخيف المرعب أصبح عديم الفائدة يحتاج إلى دفن سريع حتى لا يتحلل ويتعفن لانه جسم شيطاني لا يمت للإنسانية ولا للطهارة بأي شأن من الشئون 

إنني أؤمن بالإحترام للموتى لأننا جميعا لنا يوم سوف نموت ونرحل عن هذه الدنيا الفانية، ولكن مثل حالة هذا الشيطان العدواني الحقود الحسود، حالة فريدة بلانا به الله عز وجل لأمور غيبية نحن لا نعرفها … لا تتكرر كل يوم، حيث من ليبيا يأتي الجديد حسب المقولة التاريخية  من آلاف السنين التي قالها المؤرخ هيرودوت عندما زار مدينة سيرينا ( شحات ) العاصمة الثانية للاغريق بعد أثينا اليونان .

ومهما وصفت لن أستطيع الوصف ولا الشرح عن الاعمال الشيطانية  لهذا المسخ  عديم الرحمة والشفقة حسب ما نعرف ونعلم ونحكم بالظاهر حيث الخفاء لا يعلمه الا الخالق الذي خلقه… هذا الانسان المسخ سادنا وتحكم في رقابنا وشعبنا وأخذ زهرة أعمارنا وضيع وطننا ليبيا الغالية وأفقرها على جميع المستويات بجنونه ومهاتراته وتراهاته وتعاليم الكتاب الاخضر الهزيل الذي لا يساوي قيمة الحبر الذي طبع به والذي تم صرف وإهدار الملايين بدون حساب من منافقيه وازلامه لقاء النفاق والربح الجزيل إرضاءا لنزواته  على مدى اربعة عقود ونيف ونحن نرزح خوفا منه ومن جبروته ورجال أمنه ومخابراته وزوار الليل والنهار .
  
وقلت للنفس  سبحانك رب العالمين انت المعز وانت المذل لمن تحب وتشاء… بعد العز والصولجان ومعظم الجميع من أبناء الشعب في الداخل  والخارج  والآخرين من الشعوب الجاهلة بماذا يدور في الخفاء من تطرف وارهاب ومظالم يؤيدون  ويصفقون  ويهتفون  وينافقون تمجيدا له نظير الاعلام الكاذب المنافق والعطاء والهبات  للمال بدون حساب 

هذه النهاية الأليمة لحياته البائسة  الذي لم يحسب حسابها نظير الجبروت والغرور والكبر، وتأسفت على الوحشية والمعاملة السيئة التي عاملوه بها بعنف وشراسة … وكان بالأحرى القبض عليه وسجنه وإحضاره لقفص الاتهام والعدالة ويستجوب عن أعماله وفظائعه الشائنة في حق جميع الضحايا والوطن 

حتى يعلم ويعرف ماذا فعل خلال مدة حكمه للجميع طوال السنين العجاف التي مرت على الوطن وأبنائه، حتى نعرف الكثير من الاسرار الخافية…  ويتم القصاص والعقاب بالحق والضمير حسب الشرع  والدين !!!

شاهدت إبنه المعتصم وهو يتحدى آسريه الثوار بعنجهية ومكابرة نظير الجهل والغرور وهم يحاولون إستجوابه بالأدب والاخلاق ولكن عندما لم يتعاون معهم في التحقيق وزاد عن الحد بفظاظة وعدم أخلاقه  وبذاءة لآسريه، مازال يعتقد في نفسه أنه مميز وليس بأسير،  مما لم يرحموه بذرة رحمة قتلوه رميا بالرصاص حتى ينتهي … تشفيا وإنتقاما عن جميع اعماله في حق الأبرياء من الشعب…

كان من المفروض السفر بالطائرة إلى طرابلس ليبيا ولكن لظروف الفرحة والنصر وإطلاق ملايين الأعيرة النارية في الأجواء تعبيرا عن الفرحة بالخلاص من الطاغية تم تعطيل وتأجيل  جميع الرحلات الجوية وإغلاق المطار إلى فترة غير معلومة حتى تهدأ الامور .
 رجعنا من المطار وأقمنا ليلة الفرحة والنصر في الشقة المؤجرة طرف السيد أحمد المدير من منطقة الاصابعة بعد مدينة غريان بالجبل الغربي الذي كان صديقا لإبني مصطفى والذي تعرف عليه منذ شهور قليلة أثناء الثورة والحرب .
تم الذهاب إلى القنصلية الامريكية والتصديق على التوقيعات الخاصة بنا لإعطاء الدكتور محمد الجويلي رسالة توكيل بالنيابة عنا  تخوله بالبدء في تكوين المركز المغاربي للتنمية الوليد الجديد أيام الثورات الليبية  والتونسية المباركتان اللتان كانتا جزءا من ثورات  ( الربيع العربي ) في المنطقة العربية والتي بدأت الشرارة الاولى من تونس .

تم الاتصال مع إبن أختي فرج عطية بن خيال في طرابلس بالهاتف وإعلامه بأننا سوف نأتي جوا إلى جزيرة جربة وبعدها برا بالسيارة  إلى ( رأس إجدير ) وسألناه  هل الحدود مفتوحة وآمنة للعبور ؟؟؟   وتطوع وأصر على  ملاقاتنا في الحدود وتوصيلنا إلى طرابلس في سيارته مما إرتحنا 

يوم الجمعة 2011/10/21م 
بالصباح الباكر بمطار قرطاج تونس حيث صعدنا على طائرة صغيرة  ( فوكر ) ذات المراوح إلى جزيرة جربة وكانت رحلة ممتعة حوالي الساعة والربع حتى حطت بنا الطائرة ارض المطار الصغير وكانت بالنسبة لي اول مرة تطأ أقدامي الجزيرة … وبعد تسلمنا للحقائب تم استئجار عربة أجرة لتوصلنا إلى الحدود عبر الطريق الوحيد الذى يربط الجزيرة الهادئة والمليئة بالسواح ببقية الارض التونسية.

 كان السائق التونسي جيدا ونسيت ان آخذ رقم هاتفه وعنوانه حيث كان مؤدبا ذو أخلاق عالية ومعرفة بالطريق والبوابات ولم يتعطل في الطوابير الطويلة لآلاف الشاحنات والسيارات الراجعة إلى ليبيا بل كان يمر من خلالها بجرأة ويقابل من الحراس والجنود بكل الاحترام والتقدير حيث حسب قوله ان الجماعات من بني العمومة والمنطقة  يعرفونه معرفة جيدة .

أخيرا وصلنا الى الحد الفاصل وتوقف السائق وقال بعد عشرات الأمتار أرض ليبيا  البوابة للعبور وكان الزحام شديدا ودفعت له الأجر ومكافأة جيدة على سرعة التوصيل مما فرح، وسحبنا الحقائب وراءنا وهي تجري على عجلاتها حتى مررنا الخط الفاصل ودخلنا ارض الوطن وكان إبن أختي فرج عطية في الانتظار في الجانب الليبي  ومعه عديله الضابط بالشرطة السيد حامد شقلوف 

تم السلام والتعارف ووضعنا الحقائب بالسيارة ورأسا إلى مدينة طرابلس القريبة والتي لا تتجاوز حوالي مائة ميل ….  وطلبت المرور بجانب قلعة الطاغية باب العزيزية وشاهدت الدمار وأنقاض السور المحيط بها العالي الكبير سابقا وأنا غير مصدق الدمار والخراب الذي حل به نتيجة العمل الجهادي والقتال وشراسة وعنف الثوار، والبلاء الحسن الذين أبلوه حتى حطموا الطاغية إلى غير رجعة للابد 
وصلنا إلى بيت فرج الذي أصر على الإقامة عنده وكان قد إشتراه منذ فترة قليلة جاهزا مؤثثا وكان صغيرا مناسبا له في الوقت الحاضر، وقابلتنا زوجته بكل الترحاب والسرور بوصولنا سالمين إلى طرابلس الحرة .

يوم السبت 2011/10/22م  
طوال اليوم بالفراش حيث كنت مريضا بالحمى واقاسي آلام بالمعدة نظير تناول الطعام في عدة اماكن مما أصبت بتسمم في المعدة  أقعدني بالفراش غير قادر على النهوض من الإعياء والذهاب إلى الحمام بإستمرار ولا أستطيع مغادرة البيت إلى اي مكان نظير الإسهال المتكرر  ….

يوم الأحد 2011/10/23م 
تمت دعوتنا للغداء في بيت الرائد حاتم بالشرطة أخ عديل ابن أختي فرج ولبينا الدعوة بسرور وحضر للغداء السيد بشير الذي تعرفت عليه لاول مرة وكان احد المسؤولين  بالأرشيف في الأمن الداخلي بطرابلس وكان متعاونا مع الاحرار في كثير من المعلومات التي أفادت الجميع حسب القول والتأكيد لقريبي  فرج عطية  أنه من الأخيار !!!!

              رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة … 

Wednesday, July 24, 2013

شاهد على العصر 125



بسم الله الرحمن الرحيم 


  
   من وجهة  نظري  تعلمت الدروس القاسية من مسيرة الحياة  لستة عقود مضت… مازلت أذكر البعض منها الآن وأنا في خريف العمر،  تعلمت من فترة الطفولة وسنوات المراهقة والشباب والرجولة، المغامرة والإقدام والصمود والتحدي  للوصول للقمة ورأس الهرم في اي عمل تجاري او نضالي قمت به بالسابق 
 التجارب والمحن لها الدور الاكبر في بناء شخصية الانسان فالاقدام وروح المغامرة والشجاعة حسب الحاجة والموقف،  هبة وجائزة  من الخالق الواحد الاحد، لا يتحلى بها اي أحد من البشر الا القلائل حيث ليست دروسا تقرأ وتدرس فى المدارس والمعاهد أو الجامعات  وتعطى لها شهادات النجاح او الفشل لانها مواهب ونعم  مكافآت من الله عز وجل يهبها للبعض بدون حساب 

لا تقاس الشجاعة والإقدام بأي مقاييس معروفة متداولة بين البشر   ولا اوزان بأي معايير مهما كانت …  لا بالطول ولا بالعرض او حجم الإنسان ولا  بجسمه  الضخم أو المتوسط او الضئيل ولكن بقوة القلب والإصرار على الفوز مع الوقت والمثابرة فعندها فقد يصل إلى الهدف المنشود .
من المهم جدا أن لا يستهزء الانسان بأي احد،  مهما كان … فجميعنا عبيد الله تعالى بشر سواسية، فالمولى الله الخالق عز وجل يضع سره وقوته في أضعف خلقه حيث يهبها لبعض البشر العاديين الغير المميزين لنا ولا  المعروفين  !!!  
فقد عرفت  ومررت من خلال تجارب الزمن والحياة أمورا كثيرة ولي أصدقاء أبطال في مواقف عديدة عندما عرفت شأنهم  بيني وبين نفسي أقول مستدركا مستغربا هل صديقي هذا الذي أعرفه منذ زمن سنوات عديدة  ولم أعره اي اهتمام من قبل، هو البطل  الذين يتحدثون عنه الآن وبانه قام بهذا الحدث ؟؟
أكاد لا أصدق ولكن الواقع يقول الصدق وان هذا الانسان هو الفاعل وتعلمت من وقتها ان الرجال مواقف ومحاضر وليسوا مناظر ولا يغرر ولا يخدع الانسان  العاقل المتزن بالشكل أو اللون  فالعزائم والقلوب المؤمنة بقضاء الله تعالى  الصابرة  القوية لدى الرجال الحقيقيين  هي الاساس وقت الحاجة والطلب  !!!!!
إنني مهما أكتب عن كثير من المواقف البطولية التى قام بها أشخاص عاديون من أبناء الشعب الذين كانوا غير ظاهرين بأي صورة من الصور في  الرأي العام  بالسابق،  وعندما دق ناقوس الخطر والوطن طلب التضحية والفداء من فلذات الكبد أبنائه الاحرار النجدة للخلاص من الطاغية  ظهروا على السطح فجأة  من غير ان يشعر بهم اي احد من قبل بوجودهم وهم بين ظهورهم مثل الكثيرين  العاديين من العامة…  أثبتوا انهم أبناؤه البررة، هبوا بقوة وعنف ضد الطاغية رافعين الشعار  مكبرين بأعلى الأصوات من الحناجر (الله أكبر الله أكبر) مضحين بالروح والدم طالبين الشهادة في سبيل الله تعالى بدون اجر ولا شكر ولا منن لانهم يؤمنون تمام الايمان وعن قناعة بالشهادة،  انهم سوف يفوزون بالجنة على التضحيات الجسيمة في سبيل الله تعالى والوطن، أليس هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون أبناء ليبيا الكرام التي أنجبتهم ليبيا الوطن؟
الواجب تكريم الاحياء منهم بعد النصر الآتى القريب  أحسن التكريم  والمجتمع يقف معهم في أي  شئ يحتاجونه للعيش كرام رافعين الرؤوس في بحبوحة  العيش طالما أحياء يرزقون، دائماً  الضيوف الأوائل المميزين   المهمين الذين نفخر بوجودهم بيننا  في الصفوف الأولى والمقدمة في اي لقاءات  وندوات او مؤتمرات واحتفالات شعبية لهم الاحترام والتقدير على تضحياتهم النبيلة من اجل الوطن والمجموعة الوطنية .
وحذار من الخلط فكثيرون منافقون يدعون انهم ثوار  وهم طحالب  وأزلام النظام، لو فيهم الخير للوطن ليبيا والمواطن الحر الشريف لكانوا توقفوا وتركوا سفينة النظام البائد من أول يوم ولم يساندوا الطاغية الظالم عن قناعة لقاء جاه ومراكز وأموال حرام من خزينة المجتمع .
حيث في رأينا كل من ساند الظالم  الطاغية عن حب وولاء وقناعة يعتبر ظالما  مثله وأكثر في حق الشعب والوطن، من الضروري القصاص والعقاب الرادع  لهم بالحق واجبة بالعدل  عن طريق  القضاء، ضروري من الفرز الصحيح بدون محاباة  حتى يعرف الجميع  من أبناء الشعب الصالح من الطالح  السمين من الغث .  
تكريم الأموات الشهداء بذكراهم بالرحمة وطلب المغفرة من الله عز وجل  والاهتمام بعائلاتهم وذويهم وصرف المرتبات والمكافآت المالية لأولادهم وزوجاتهم الأرامل طوال الوقت أحسن  الدفع والتكريم فى جميع المناسبات  حتى يفخر بهم أولادهم  ويتشجع الآخرون مستقبلا في النجدة والعطاء أنه لدينا الوفاء للأحياء والأموات على حد سواء .


يوم الأحد 2011/10/16م 
دعينا إلى وجبة غداء في بيت الدكتور محمد الجويلي وقابلنا عائلته الكريمة وكانوا كرماء لطفاء وقاموا بالواجب وأكثر بالحفاوة والود والتكريم بحضورنا كضيوف ومناضلين من اجل رفعة ليبيا والخلاص من الطاغية القذافي
بالمساء في الفندق لقاء، لا ادري إن كان بالصدفة أو مرتب من طرف الدكتور الجويلي، مع صاحب صحيفة الوقائع التونسية والذي وعد بفتح باب حوار غداً لنشره بالصحيفة بخصوص الثورة الليبية ودور رجال الاعمال بها، وإشتممت من ان الرجل له حس أمني كبير او يتعامل مع الأمن، ولم أعير الامر كثيرا من الاهتمام لأنني واثق من الله تعالى وأننا على الطريق السليم في ثورتنا وسوف تنجح عن قريب مهما حاولوا تدميرها العملاء والمنافقين أزلام النظام الذين يعدون بحوالي نصف مليون ليبي لاجئ مع عائلاتهم وأولادهم  بتونس فقط .
لقاء مع الكاتب السيد المولدي الأحمر ونفس القصة تتكرر والجميع يبحثون عن ادوار وأعمال ثقافية وإعلام تجاري وأرباح  مابعد النصر لكتابة الاحداث والاستفادة المستقبلية يوما من الايام، أهداني كتابه الاخير عن ثورات تونس وليبيا وكتب عليه اهداءاً  بالاسم للذكرى .


يوم الاثنين 2011/10/17م 
اللقاء الصحفي مع صاحب صحيفة الوقائع الذي تقابلنا معه  بالأمس وكان حديثا ممتعا وشعرت من خلاله انه يبحث على معلومات شيقة من خلال الأسئلة والطرح بعفوية  معظمها أمنية لا تمت للإعلام ولكن تحت الغطاء الاعلامي،  ولم اتململ من الحديث ومجاراته في الامر وهو يتساءل ويوجه أسئلة تبدو بسيطة وهي إستقطاب معلومات عامة عن الوضع وماذا يدور على الساحة وما الخطط للمستقبل والرأي العام بعد النصر والفرحة واجبته  بكل صدق وصراحة  فقد ولى عهد التستر والخوف من زوار الليل والنهر 
والعشاء في المطعم الايطالي المقابل بجوار الفندق وكان معنا الدكتور الجويلي وأحمد المدير  قريب السيد كمال  المرغني  اللذان تعرفنا عليهما حديثا في تونس العاصمة منذ شهور قليلة وقت الثورة والنضال ووجدنا من السيد كمال كل التقدير والاحترام والكرم، وهم  من بلدة  الإصابعة بقرب غريان والتي معظم الأهالي في المنطقة حسب ما  يقال مؤيدون لنظام القذافي المجنون،  أزلام وطحالب . 


يوم الثلاثاء 2011/10/18م 
الأخبار متواردة متواصلة من الوطن وضمن قنوات الإذاعات المحلية والعربية والعالمية وجميعها تنقل  أنباء قديمة ولا احد يعرف أين يوجد القذافي وأبناؤه بالضبط  حيث عبارة عن تكهنات وأقاويل وشائعات تدور بين أوساط الثوار والآخرين من أبناء الشعب
الغداء مع الدكتور الجويلي بالمدينة القديمة وحديث طويل عام  عن تكوين جسم خاص بالمغرب العربي بحيث يجمع الدول المغاربية ابتداءا من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، وأبدى الدكتور الاهتمام الكبير بالمشروع الكبير .
وقررنا  ان نبدأ بأول الخطوات العملية وتكوين شركة بدون أرباح بخصوص هذا الموضوع المهم للربط والتواصل مع الدول المغاربية على ان يكون يوما رافدا للوحدة المغاربية التي طالب بها الكثيرون من الرؤساء والزعماء من سنوات عديدة ومازالت تتعثر 
تم الحجز للسفر جوا  إلى طرابلس  ليبيا حيث تم تحريرها من قبل الشعب  ودخلت كتائب الثوار منتصرة وهدمت قلعة الشر باب العزيزية موقع القذافي الحصين، عن طريق الخطوط الجوية الليبية بعد الغد اي يوم الخميس القادم بإذن الله تعالى وتم شراء التذاكر للسفر .
تم تكليف  الدكتور محمد الجويلي بالشروع في اجراءات تسجيل الشركة المغاربية عن طريق  احد المحامين قصد اتمام المواضيع  التي تم النقاش فيها طوال مدة الإقامة في تونس .
وذهبت مع إبني مصطفى إلى السفارة الامريكية في تونس لإعتماد والختم على صحة التواقيع على مستند الوكالة له من طرفنا والتي تمنح الحق للدكتور بالتوقيع عنا في انشاء الشركة المغاربية حسب الاتفاقات والشروط والمبادئ والأهداف  التي وافقنا عليها خلال الحديث والنقاش الطويل
تناولنا وجبة العشاء في المطعم الايطالي القريب من الفندق وكان المطر يهطل بغزارة غير عادية تلك الليلة والشوارع مليئة بالبرك الكثيرة نظير عدم التصريف الجيد لمياه الأمطار وهذا الامر عادي جداً في دول العالم الثالث  

           رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة