Saturday, July 20, 2013

شاهد على العصر 122


بسم الله الرحمن الرحيم 



      يوم الثلاثاء 2011/7/26م 
         لم اخرج من فندق شيراتون طوال اليوم حيث كنت مشغولا فى متابعة الاحداث بمشاهدة الاخبار فى جميع القنوات بالمرئيات عن الاحداث التى تجرى والاتصالات الهاتفية ومراجعة الايميلات بالحاسوب والكتابة وإعداد التقارير الكثيرة عن اللقاءات والمطلوبات للدعم للثورة  والمسيرة النضالية التى كل يوم تزداد لهيبا وضرواة شراسة وعنف  .

والقذافي يهرب من مكان الى آخر طالبا النجاة بجلده بعد ان كان طاووسا أجوفا يختال بريشه طغيانا وغرورا، يتوعد أبناء الشعب بالويل والثبور وانه سوف يلاحق الجميع (زنقه  زنقة ) أصبح  هو طريدة وفريسة يبحثون عنه ولا أحد يعرف مكانه بالضبط حتى يتم صيده والقبض عليه أو قتله حتى تتوقف الحرب  

 فرسان الكلام والمنافقون والادعياء وجدوا سوقا رائجة فى ترويج الاخبار الزائفة  والشائعات بحيث اختلطت الامور مع بعض واصبح من الصعب الفرز بين السمين والغث، والمعارك والمناوشات  فى اماكن عديدة مستمرة بدون توقف ولا أحدا يعرف الوضع وسير المعارك بالضبط حيث لا جيش منظم على الساحة يتوقف ويهجم بأوامر قادة ضمن خطط 

بل ثوار عديدون شباب رجال ذوى قوة وتصميم على القبض على القذافي وإنهاء نظامه الارهابي اللعين، يتقاطرون على ساحات المعارك مثل المطر من كل مكان بليبيا الحبيبة، يدفعهم الحنين والإيمان للتضحية بالروح والدم والحصول على الشهادة 

لا أحد يعرف بالضبط عدد الضحايا والشهداء الثوار  الذين سقطوا فى الحرب والثورة بل تكهنات، حيث  الذين يستشهدون ويتوفون يوارون التراب فى الحال اذا تحصل رفاقهم على الوقت للدفن،  او يتركون فى العراء لوقت آخر اذا تم الانسحاب السريع حيث فى كر وفر  حتى يتم الدفن بدون تسجيل المفقودين والموتى لأنهم من الاول غير مسجلين ضمن قوائم حتى يتم معرفة المفقودين من الغياب، أليس الامر بمأساة ان الموت ليس لها احترام  لدى الكثيرين من كتائب ومرتزقة القذافي اللعين ؟؟؟ يتركون الشهداء الثوار الموتى في العراء بدون دفن واحترام للموتى  نظير البغض والكراهية حتى تتحلل أجسادهم من العوامل الجوية القاسية  وتذوب في رمال الصحراء

لقاء مع الرفيق الجديد السيد عبدالكريم نصرات من ثوار  الزاوية الذى تعرفت عليه من خلال اللقاءات من طرف السيد كمال المرغنى وكان يقوم بادوار مهمة فى الدعم والمساندة للثوار وبالاخص  للجرحى وتهريبهم الى تونس حيث الزاوية لا تبعد كثيرا عن الحدود التونسية وله علاقات فيها بدون حدود مع الكثيرين من المسؤولين ورجال الاعمال 
وتم الاتفاق معه على المساعدة فى اخراج الشحنة الثالثة من البضائع القادمة جوا والموجودة بالمخازن في جمرك مطار قرطاج حيث له تدخلات ومعارف على مستويات عالية، وتعهد بإخراجها خلال الايام القادمة بسرعة، ومن خلال الحديث تولدت الثقة بيننا … وان شاء الله تعالى تصبح أخوة وصداقة الى نهاية العمر بيننا !!!

يوم الاربعاء 2011/7/27م  
تم الاعلان في قناة الجزيرة عن ميلاد الحزب في بنغازي مما كنت سعيدا من سماع النبأ ان الامور تسير بخطوات جيدة الى الامام، حيث تعبنا ومجهوداتنا والأموال التي  انفقت من اجل قضية ليبيا لن تضيع هباءا منثورا

بالليل تم السفر الى لندن بريطانيا ورحلة جوية هادئة ووصلنا متأخرين مرهقين من التعب فى الانتظار بمطار قرطاج فى تونس على غير العادة فى المواعيد للاقلاع والسفر والحاجة الماسة للراحة والنوم الى فندق الراديسون الساعة الثانية صباحا .

يوم الخميس 2011/7/28م  
تم الخروج من الفندق بالفجرحيث دفعنا الأجرة طوال الوقت لمدى يوم كامل ونحن قضينا بالغرف اربعة ساعات فقط ونحن مثل السكارى وأمامنا رحلة طويلة تستغرق ساعات عديدة  الى دالاس امريكا…
الساعة السابعة والنصف صباحا من مكان الى آخر فى ممرات وصالات المطارات والتغيير من جاتويك  الى آخر هيثرو حتى تحصلنا على بطاقات الصعود للطائرة وتم تسليم الحقائب، وقد تعبت من المشي المتعب الطويل فى الممرات وآليت على النفس ان لا أسافر مع الخطوط البريطانية  مستقبلا حتى لا أتعب مثل  هذا اليوم  فى المشاوير الطويلة حيث لست بشاب قوي مثل ما كنت بالسابق غير مهتم فأنا اليوم كهلا طاعنا فى السن ومريضا بالقلب كل حركة وخطوة محسوبة حتى لا أسقط من الاعياء والمرض فى احد الممرات 

رضى الله تعالى عنك يا أمريكا جميع المطارات بها الخدمات الحديثة  الغير عادية  من السلالم المتحركة والسهلة في التنقل والسفر وبالاخص لكبار السن في العمر والمرضى، انني تجولت حول العالم عدة مرات وسافرت من ضمن العديد من المطارات العالمية ولم ارتاح الا في امريكا حيث لها جاذبية خاصة وروح شفافة من الترحيب والوجوه الباسمة والمساعدة الكبيرة بدون حدود وبالاخص لكبار السن 

أخبار سارة اليوم بخصوص الحزب فقد علمت من خلال الاتصالات الهاتفية وانا بالمطار فى الانتظار للصعود والسفر من البعض من الرفاق والأعضاء ان الحزب تم الاعلان عنه فى  الإعلام الغربي في صحف دولية مهمة مثل لوموند الفرنسية وصحيفة أخبار الهند فى الشرق .

أخيرا صعدنا الطائرة ورحلة مريحة الى دالاس امريكا استغرقت بالجو حوالى عشرة ساعات تخللتها عدة وجبات من الطعام والشراب حيث إبنى مصطفى يطلب الاكل الحلال فى الذبح للحوم على الطريقة اليهودية حيث مضمون 

كان إبنى محمود الذى وصل من ليبيا فى الانتظار لنا فى المطار ورأسا الى البيت  حيث العائلة فى الانتظار وحضرت للترحيب بنا  بالرجوع سالما والسهرة معنا إبنتي هدى وزوجها عادل  وأبناء أخته من تونس

وبعد العشاء سافر مصطفى الى فرجينيا بالبر قيادة بالسيارة  وكنت منزعجا خائفا عليه من الطريق وقطع المسافة التى تقارب حوالى ألفان وأربعمائة كم  والمرور عبر العديد من الولايات حتى الوصول الى بيته لوحده وهو مرهق وتعبان من الرحلة الطويلة معى طوال الوقت  وبحاجة ماسة للراحة والاستجمام .

وقد نصحته بان يرتاح الليلة على الاقل،  وغدا بإذن الله تعالى عند الضحى بعد وجبة الفطور يسافر ولكن  تعلل بأنه تأخر كثيرا عن بيته ولديه اعمال ومواعيد متأخرة  ولم ارغب فى الاصرار ومنعه من السفر حيث شباب لا يسمعون النصح 

يوم الجمعة 2011/7/29م  
بالضحى ذهبت مع الحاجة حيث هى التى تقود السيارة لانه ممنوع علي القيادة نظير المرض بالقلب حتى لا اسبب اي حوادث للغير فى حالة يحدث لى اى شئ فجأة وانا اقود  السيارة، أمور مثل هذه تدل على السمو والحضارة بحيث يحاولون الاستقراء قبل حدوث الشئ وليس مثل أوطاننا العربية حيث الفوضى عارمة ولا من مهتم … والحوادث والتصادم بالسيارات والقتل بدون قصد للعديدين والجرحى وذوى العاهات نظير التسيب وعدم الاحتراز الأمني قبل ان يحدث الحدث، أليس بمصيبة بل مصائب ونحن ندعي اننا العالمين والفاهمين ونحن بآخر الطريق والمشوار متأخرين عن ركب الحضارة والسمو نتيجة الكبر والغرور،  نكذب على أنفسنا ونخدعها اننا على نمشي على  طريق السمو والواقع غير ذلك 

ذهبنا الى العيادة الصحية وانتظرت بعض الوقت حتى عادني الدكتور المختص بالأمراض الجلدية فقد أصبت بمرض جلدى فى القدم كل يوم يزيد الألم من الإقامة والنوم فى فندق تيبيستي في بنغازي حيث النظافة والتغيير للملاءات والأغطية لا تتم كل يوم مثل العادة فى جميع الفنادق، وعندما احتجيت على النظافة،  كان الرد بسهولة وببساطة نحن فى حالة ثورة وحرب لا يد عاملة تعمل مما سكتت، ومهما حاولت علاجه ووضع الدهان والأدوية  لم أشفى منه وخفت ان يتطور الامر الى امور صعبة .
وبعد الفحص الدقيق وأخذ العينات للتأكد عن المرض، أفاد الدكتور ان المرض معدي والحمد لله تعالى ان تداركت الامر وحضرت بسرعة وأعطاني قائمة بالدواء لأشتريه من الصيدلية وان استعمله حسب التعليمات وان ارجع له بعد اسبوع للمعاينة والتأكد، مما وافقت وذهبنا الى الصيدلية لشراء الدواء !!

البقاء فى المصحة انتظارا للدكتور والمعاينة أضاع علي الوقت للذهاب الى الجامع والصلاة مما انزعجت كثيرا على التعطيل وعدم الايفاء لها مما شعرت بالذنب يغمرني… وطمأنتني الحاجة ان الرب القدير يعلم  بالأمر وان العلاج مهم  حتى لا يستفحل المرض وأستطيع الصلاة ظهرا مما فعلت فى بيت إبنتي هدى جماعة نحن الاربعة عندما وصلت !!!

هدى وزوجها بدؤا يعملون على ترتيب وضع صفحة الحزب بالحاسوب ( ويب سايت )  وانا استغرقت في الاتصالات الهاتفية وسمعت بالإخبار الخطيرة والمهمة من الوطن والتي ممكن تغير مسار الثورة الى الأسوء  وهى اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس شر قتلة من الطابور الخامس او لتصفية حسابات من القذافى  لخلق فتنة والانقسام والتشرذم بين القبائل والعشائر  فى بعضها حيث اصابع الاتهام سوف تطال البعض

انها مصيبة وحادث اليم ان تبدأ الاغتيالات بين اللواءات واصحاب الرتب العالية من العسكريين لتصفية البعض والخروج من حلبة السباق  حتى تصبح الاماكن الرئيسية  شاغرة للبعض حتى يستولوا عليها بدون وجه حق، انه دس خبيث من قوى خفية لا تريد نجاح الثورة حتى ينسحب البعض من  الثوار من الخطوط الأمامية  اعتراضا على الاغتيال وبالتالي ينجح القذافي في السيطرة من جديد على مقاليد الحكم وتبدأ المجازر والحرب الاهلية

ولكن ثورة ليبيا اهم من جميع الفتن والدسائس،  وقصر الوقت أم طال سوف تظهر الحقائق واضحة للعيان يوما من الايام ويقدم المجرمون للعدالة، حيث الاغتيال للرجل ليس اغتيالا لشخص واحد بل محاولة إغتيال للثورة الليبية جمعاء لو حدث العكس والفتنة أينعت 

لكن الله عز وجل موجود فى علاه لا يريد للثورة المجيدة ان تفشل ؟؟ بدسائس ومهاترات من قوى خفية وأياد سوداء لا تريد الخير الى ليبيا، وهب الصبر لذوي الدم من عائلته حتى هدءوا وأستكانوا حتى يتم النصر وعندها لكل حدث حديث ومسائلة ومصير

يوم السبت 2011/7/30م 
الإقامة بالبيت مجبرا حيث انتفاخ بالقدم بالرجل اليسرى نظير المرض الجلدي به والذي أزعجني كثيرا انه معدي تنتقل العدوى بسرعة  كما قال الدكتور ويجب المحافظة جيدا فى استعمال اى شئ بالبيت حتى لا يستفحل ويصيب الآخرين من العائلة والأحفاد الصغار ….

يوم الأحد 2011/7/31م  
الأنباء متضاربة من ليبيا مابين مادح وقادح لاغتيال اللواء عبد الفتاح يونس… وتم اكتشاف بؤرة  من الطابور الخامس يستعدون لعمل عمليات إرهابية داخل مدينة بنغازي وتم الحصار لهم بقوة، وتم الطلب بالاستسلام ولكن رفضوا العرض وبعد خمسة ساعات من الحصار واطلاق النار الكثيف بالراجمات والمدافع تم القتل لعدد  25 متمرد بدون الحصول على اي أسير واحد حتى يعرفون الجرائم وبالاخص حدث اغتيال اللواء عبد الفتاح  مما زاد الطين بلل حسب ما سمعت من اخبار تداولت في الأوساط 

اتصال هاتفي من اخ الدهر الصابر مجيد من لندن يسأل عن الاحداث ويطلب من الله عز وجل التريث وعدم بدء الشرارة للحرب الاهلية … وطمأنته ان الله عز وجل القدير يعلم بكل ذرة فى ملكه الواسع  ولن ينسى الثورة المجيدة وان الشعب الليبي مظلوم 

اتصال آخر من رفيق إستيته من درنة ليبيا يعلمني انه غداً اول ايام شهر رمضان المبارك قد استضاف الأخوة رمضان بن عامر وجمعة الهنيد وناصر الدعيسي لتناول وجبة الافطار عنده بالبيت تكريما الرفاق

واتصال هاتفي الى الاخ علي سلطان في درنة حيث سمعت انه مريض من رجليه بسبب داء السكر اللعين، واتصال مع شعيب العقيلي في بنغازي لتسليم مطويات ومناشير الحزب الى رفيق إستيته في درنة وأعطيته رقم الهاتف للاتصال والتواصل .

               رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

No comments:

Post a Comment