Sunday, July 21, 2013

شاهد على العصر 123


بسم الله الرحمن الرحيم 



يوم السبت 2011/8/20م 

     تقرر السفر إلى ليبيا مرة اخرى عبر لندن بريطانيا والقاهرة مصر وبالبر بالسيارة إلى درنة وبنغازي، انها رحلة طويلة سواءا بالجو او بالبر ولكن في سبيل الوطن ليبيا يهون التعب والمعاناة والإرهاق،  الأهم والمهم في نظري هو الوصول إلى الهدف والقضاء على الطاغية القذافي في اسرع وقت حتى تتوقف الحرب الضروس التي لاتبقي ولا تذر، تحصد ارواح الشباب الذين في عمر الورود والزهور بدون عدد

اوصلتنا الحاجة  إلى مطار مدينة دالاس وكان برفقتي إبني مصطفى  للسفر معا كمرافق وحارس  شخصي في نفس الوقت  وصعدنا الطائرة في الرحلة إلى لندن وكانت رحلة مريحة بدون اي تعب مما استغربت الامر وقلت للنفس ان شاء الله تعالى جميع الرحلات المستقبلية تكون بهذه الطريقة بدون تعب وإرهاق حتى أستمر في الترحال !!!

يوم الأحد 2011/8/21م 
وصلنا في الصباح الباكر واضطررنا للإنتظار الطويل في المطار الذي وصل إلى سبع ساعات طوال وكنا صياما مازلنا في شهر رمضان الكريم مما اضطررت للإفطار ذاك اليوم حيث لدي داء السكر ولا استطيع الصيام الطويل مع اختلاف التوقيت وزيادة الساعات من دولة إلى اخرى وبالاخص نحن آتون من امريكا قارة اخرى… ووعدت النفس انني بإذن الله تعالى سوف ارجعه يوما آخر عندما اكون مرتاحا في البيت 

المهم الوصول إلى القاهرة والإجراءات العقيمة للدخول وتضييع الوقت في مطار القاهرة ونحن في وسط الطوابير الطويلة من كثرة الزحام للسياح سواءا عربا او أجانب من جميع اقطار العالم آتين لزيارة مصر ومشاهدة الأهرامات والمتاحف الكثيرة التي تبرز عظمة مصر فى سابق العصور الماضية .

وصلنا إلى فندق سفير الكائن في ميدان المساحة بحي الدقي  الساعة 11 ليلا  حيث فندقي المفضل في القاهرة لهدوئه وعدم الصخب وقريبا من بيت رفيقي وآخي السيد فرحات الشرشاري المقيم في نهاية نفس الشارع، مما سهل علي المشي على الأقدام والزيارة وقضاء بعض الوقت والعودة بعد نهاية السهرة إلى الفندق من غير الحاجة إلى ركوب  أية وسيلة نقل 

يوم الاثنين 2011/8/22م  
حضور الرفيق رمضان بن عامر إلى الفندق للزيارة وكنت معزوما على مائدة الافطار من الشباب ابناء صديقي السيد فرحات الذي كان في ترحال إلى ليبيا حيث عين عضوا بالمجلس الانتقالي المؤقت، وقبل المغرب بقليل ذهبنا إلى الجامع امام بيت صديقي حيث صلينا صلاة المغرب وفطرنا عدة تمرات مع كوب من  اللبن المجاني من احد المتبرعين رجال الخير، ودخلنا إلى بيت السيد فرحات حيث الشباب كانوا في الانتظار ووصل عمهم السيد عادل الذي كان صديقا وأخا لي وتناولنا الافطار معا، وقضينا سهرة لطيفة ونحن فرحى سعداء بالأخبار المفرحة التي وصلت من ليبيا والتي شاهدناها عبر القنوات المرئية العديدة عن النصر والدخول إلى طرابلس مما شكل  في نظري انتصار الثورة ونجاحها ومازالت المعركة الاخيرة الفاصلة للحصول على الطاغية وايقافه  قبل ان يهرب إلى اي مكان بأفريقيا أو لدى إصدقائه في امريكا الجنوبية 

 حيث اليوم  تاريخي سجل في تاريخ ليبيا بحروف من ذهب من اسعد الايام في الثورة وبداية النصر على الطاغية فقد تم تدمير الحصن الحصين للطاغية باب العزيزية ودخل الثوار فاتحين وسقطت طرابلس في ايديهم مما كان نصرا كبيرا وهزة شديدة للطاغية القذافي الذي إلى الآن لا يعرف احد مكانه إلا البعض القلائل الثقات بالنسبة له… والذين مصيرهم مظلم مؤكد  القبض او الموت حيث الشعب الليبي لن يرحمهم على معظم المصائب كانت لهم اصابع وتدخلات بها ضد ليبيا وأبنائها طوال السنوات العجاف التي حلت بالوطن، لقاء حكم المجنون الأهوج 

يوم الثلاثاء 2011/8/23م
السفر إلى الاسكندرية والإقامة بفندق شيراتون بآخر الكورنيش وكانت الزحام على اشده من كثرة البشر فقد زادت الاسكندرية عن قبل الضعف وتغيرت تغيرا كبيرا وبالاخص على الكورنيش  عن آخر زيارة لها منذ عدة سنوات فهي المدينة الثانية بعد العاصمة القاهرة ولي فيها ذكريات جميلة لا تحصى ايام الشباب فقد زرتها عشرات المرات

اللقاء مع الرفيق ( خ ت ) وحديث طويل مشوق وكان الرجل له باع كبير في الادارة وكيف يعمل ويخطط فقد تقلد مناصب كبيرة من قبل حتى تقاعد عن العمل ويعرف كيف يتعامل مع البشر وأهمها كيف يأكل الكتف السمين ووافق على الانضمام إلى الحزب ليصبح عضوا معنا في المسيرة النضالية والتي الايام اثبتت انه لا يستطيع المواصلة وكانت تجربة  

يوم الاربعاء 2011/8/24م  
 وجبة الافطار في بيته مع بعض الجيران الاقارب زيادة في الاحتفاء والترحيب بمقدمنا حيث نحن في  شهر رمضان الكريم وأحاديث جمه جميعها تدور عن الحالة الصعبة في الوطن عن المطاردة للقذافي الذي اختفى ومعظم الثوار لا يعرفون اين يقيم هل مازال في الوطن ام هرب إلى الخارج، لا احد يعلم الحقيقة الا القلة من أعوانه

يتحدثون عن المعارك الشرسة التي تدور وكل يوم كتائبه تخسر المواقع وبشائر النصر بدأت تلوح في الافق حيث جميع الثوار متأكدون عن قناعة ان العملية عبارة عن وقت قصير حتى يتم القبض والاعتقال للمجنون القذافي .

يوم الخميس 2011/8/25م 
تم استئجار عربة أجرة من احد المكاتب لتأجير السيارات بمعرفة مضيفنا وكان السائق من مدينتنا درنة اسمه هاني بوسويق، وودعنا مضيفنا وبعض الأخوة الذين تعرفنا بهم في الاسكندرية وشددنا الرحال إلى ليبيا !!

السائق كان شابا ترتاح النفس له نظير خلقه الجيد والاحترام الذي لازمنا به  وفي قيادته المتزنة الحكيمة وكان يعرف كيف يتعامل في الحدود المصرية حيث له سابق الخبرة في المرور بسرعة ضمن نقاط التفتيش الكثيرة حيث معظم الحرس والمسؤولين يعرفونه نظير الدفع المستمر بمبالغ هزيلة ولكن تفي بالغرض

مما مررنا بسرعة تاركين العشرات بل المئات من السيارات والحافلات وعربات النقل الثقيل وراؤنا، المحملة بجميع الانواع من البضائع والمواد الغذائية وبالاخص المعلبة  والتي معظمها فاسدة نظير انتهاء الصلاحيات وجددت صلاحياتها بطرق شيطانية ذكية  نتيجة الغش والتزوير حيث سوق ليبيا سوقا رائجة…  بلا تدقيق نظير الفساد المستشري لدى المسؤولين المصريين وإخوانهم الليبيين في الحدود الفاصلة بين الدولتين  إلا من القلائل الشرفاء ذوي الضمير  ولا من مهتم وتنتظر وسط الزحام الشديد الخانق نظير عقم الإجراءات التي عفى عليها الزمن ومازالت تطبق بالحذافير حتى الآن نتيجة الجهل والتأخر والضغط بغرض دفع الرشاوي غصبا عن المارين اذا أرادوا المرور بسرعة 

حل موعد الافطار ونحن صيام امام الجامع في بلدة ام الرزم القريبة من درنة حيث أدينا الصلاة وحاول البعض من السكان إستضافتنا للفطور معهم حسب العادات الليبية الاصيلة ولكن امتنعنا وواصلنا الرحلة حتى وصلنا إلى المزرعة في درنة بعد موعد الفطور بساعة، وكان في الانتظار بوصولنا بعض الرفاق جاب الله بوشناف وصالح الكيرطي !!! 

قضينا حوالي الأسبوعين في ليبيا متنقلين من مكان إلى آخر ضمن المنطقة الشرقية  في الدعم والمساندة للثوار بالمال والمواد وحضرت لقاءات عديدة في درنة وبنغازي مع الأخوة الكرام الوطنيين الاحرار الذين بدؤا يفكرون ماذا سوف يكون الحال بعد نجاح الثورة والقضاء على رأس النظام 

تساؤلات عديدة فى خضم المعاناة والقتال الشرس الذي يدور في بعض الساحات المتمردة وبالاخص في منطقة بني وليد ورفلة والجنوب وسرت وبعض القرى والبلدات الذين مايزالون يؤيدون النظام  بقوة وعنف لا يريدون الاستسلام لقوات الثوار 

  سافرنا من بنغازي على طائرة نقل الجرحى حيث تغيرت بدلا من بالمجان الى الدفع  وكنت سعيدا مسرورا حتى يخف الضغط من كثيرين ودفعت قيمة التذاكر نقدا دعما للقائمين عليها بعدما استغل الكثيرون  في السفر من وإلى بنغازي لقضاء الاعمال الخاصة  في تونس بدون الاهتمام للغرض الأساسي وهو نقل الجرحى .

يوم الاحد 2011/9/11م  
حضرت إلى تونس بغرض  تكملة المشوار في تسليم شحنات الملابس والمعدات العسكرية إلى مستحقيها من الثوار والتي تم التبرع بها اليهم من قبل احد الاعضاء بالحزب لايريد المتبرع ذكر اسمه، وأقمنا في فندق الشيراتون حيث الجميع من الطرفين بعض قيادات  الثوار الاحرار الوطنيين   والطحالب والأزلام للنظام الذين كل يوم يزداد العدد بالآلاف مغتربين هاربين من ليبيا إلى تونس رغبة في النجاة برقابهم من المتابعة والقبض  الإهانة والسجن،  والذين البعض منهم ابرياء  مظاليم ولكن نتيجة الرعب  والخوف من القبض عليهم وسط الفوضى والزحام ساعة النصر تركوا الوطن حتى تهدأ الاوضاع 

الجميع موجودون هناك حلقات وراء حلقات يتحدثون وعشرات رجال الاعلام والصحافيين والجواسيس يتابعون في اخبار ليبيا همسة وراء الاخرى  او اي كلمة وسر ينطق به البعض في ساعة نشوة وانتصار حتى يقوموا بإعداد التقارير الجيدة  لان معظم الليبين سذج بسطاء  ليس لهم الحس الأمني سهل اثارتهم او شكرهم حتى يتكلموا

جاء م. الذي كنت اعتقد انه صديقي،  إلى الغرفة للزيارة مثل العادة حيث كنت  مرهقا ومستلقيا على السرير ونقاش حاد معه حيث خان الأمانة التى أنيطت به وخالف التعليمات لقاء اهواء لم يشرحها لي مما اعتقدت انه تحصل على رشوة كبيرة في التسليم للشحنة الثالثة بدون إذن مني مما غضبت منه انه غير سوي وقلت له في الوجه للأسف بعد كل الخير والحنان والملح والعشرة والدفع المستمر لك كتبرع تظهر على حقيقتك وتتصرف في أشياء لا تملكها ولست بصاحب القرار فيها .

لا تشرفني صداقتك ولا قربك مني  لانك  لحوح  وكل اصدقائي  من رجال الاعمال المقتدرين  ماديا  الذين عرفتهم عن طريقي، طلبت منهم المساعدة وإعطائك بعض المال  كالشحاذ، مما يسوئني ويحط من قدري وسمعتي ان رفيقي شحاذ يقتنص الفرص للحصول على المال السهل، ألم تشبع بعد ؟؟

مما استشاط غضبا وقال سوف آتيك بايصالات الاستلام من الثوار وخرج من الغرفة وهو يغلي ويزبد وكانت درسا عسى ان يفهم وبالنسبة لي قطعت جميع العلاقة معه حتى لا اندم يوما من الايام حيث سمعته في جميع الأوساط لا تشرف وحتى الان لم استلم اي سندات بالاستلام وسأظل وراءه اليوم وغدا وبعد الغد حتى ارتاح عندما اعرف الحقيقة المرة 

لماذا تصرف في امر ليس ملكه واستغل غيابي  وطيبة قلبي  والثقة التي لا يستحقها أمثاله، أليس بأمر مؤسف يتطلب  المتابعة الجزاء والعقاب حيث لا أحب ولا أرغب ان يخدعني اي احد مهما كان…  وبالاخص من العاملين معي؟؟ منه لله تعالى سوف تثبت الايام صدق الكلام والحديث ( إتق شر ما أحسنت اليه ) او حسب المثل الشعبي الليبي الذى يقول ( ريالك ويفجخك )
                    رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة … 

No comments:

Post a Comment