Monday, July 15, 2013

شاهد على العصر 118


بسم الله الرحمن الرحيم

  
يوم الثلاثاء 2011/7/12م 

   مراجعات بخصوص الحزب الوليد من العديدين الذين يسألون عن الحزب الجديد الذي ظهر إلى النور والعلن  ويرغبون في الانضمام له نظير الثقة الغالية في المؤسسين لانهم موثوق بهم يعملون بهمة عن دراسة وتخطيط في عمل وطني عام  مهم نجاحه مضمون بإذن الله تعالى 

حسب العادات والتقاليد الليبية الأصيلة بعثت بهدية الوصول ( الضيافة ) على شرف قدوم الحاج الصابر وأبلغت عائلته أنه سوف آتي ومعي بعض الجماعة للزيارة وتناول وجبة العشاء لديهم مما رحبوا بمقدمنا وقالوا أهلا وسهلا

زيارة من ( ع م ) بعد العصر في المكتب بالمزرعة في وادي الناقة  ومعه احد المخترعين  رئيس التصنيع الحربي في الجبل الاخضر المهندس ( ر ا ح ) الذى يحاول تصنيع صاروخ كبير محليا مع البعض من اخوانه المهندسين يتحرك بالوقود الصلب يستطيع قطع مسافات طويلة بسرعة، يطلق من البريقة ويصل إلى منطقة سرت 

حيث قوات الثوار في كر وفر بين البريقة وسرت مما لو كان الصاروخ جاهزا سوف يوفر لهم الوقت ويختصر الحرب حسب قوله وإفادته حيث بالنسبة لي لا أعرف الا القليل عن مثل هذه المواضيع لانها ليست في مجال عملي ولا إختصاصي ولا أفهم فيها حتى استطيع ان أناقش … وأقرر هل العرض صحيح أم خاطئ 

وطلب الدعم المادي البسيط  وساهمت بالمستطاع حسب طلبه للرقم المطلوب وسلمته صكا بالمبلغ ليصرفه من المصرف وليتوكل على الله تعالى في مسعاه طالبا له النجاح في التصنيع لأنني أؤمن بالتشجيع لكل عالم ومخترع  ولا يستهزئ الإنسان على اي أحد من مثل هؤلاء المخترعين الحالمين حيث في نظري ان اي شئ يبدأ بفكرة  بسيطة تترسخ في الذهن وتصبح هدفا من الممكن  الوصول اليه  .

وبالإرادة الصلبة والعزيمة والرغبة في المغامرة والفوز والنجاح  تبدأ مرحلة التطبيق وممكن  التحقيق مع المثابرة والجهد ينجح ويصل الهدف مع الوقت والتطوير  والإنسان عليه ان يشجع الآخرين حسب الجهد المتاح طالما يؤمن انهم صادقين

اثناء الحديث قلت له عن الاتصال من الثائر ( الكيال ) صديقه الذي عرفنا عليه وعن السعى الحثيث منه في اللقاء غداً مع  بعض ضباط الجيش العامل المنشقين وأمراء كتائب الثوار بالمنطقة الجبل الاخضر، وفوجئت بغضبه وثورته وغيظه بانني تعديته! كان من المفروض انه هو الذي يرتب اللقاء ولا اقوم باي اتصال وموافقة الا عن طريقه وذلك للخوف على حسب قوله  ان اضيع في منزلقات ومتاهات أنا بعيد عنها  لأنني لا أعرفهم معرفة جيدة ووثيقة

وقلت له لو اننى اريد ان اتجاوزك كما تظن لكنت صمت ولم اقل لك شيئاً … حتى تسمع بالموضوع بعد فترة أو  لا تسمعه،  وعلى العموم وافقت على الحضور، أنا ومجموعتي سوف  نحضر غدا اللقاء والندوة للتعارف، واذا اردت ان تحضر شخصيا  الدعوة مفتوحة وأهلا وسهلا،  وقال بسرعة  بغضب بدون تعقل سوف لا احضر… وكان ردي حتى يتعلم مستقبلا ان لا يثور في وجهي صدمة له حيث قلت  لا مانع كما تريد وترغب… مما ترك المكتب وهو يرغي ويزبد ويتوعد من الغيظ والغضب  !!! 
 حيث العمل للوطن عام للجميع وليس عملا تجاريا سريا اريد إخفاؤه ولقاءا خاصا فيه ربح او خسارة  وجميعنا نسعى للم الشتات والوحدة والتآلف والتآزر مع بعض  حتى نستطيع معا القضاء على الأهوج القذافي  ونظامه الفاسد العفن عن السلطة والحكم  وترتاح ليبيا من تراهات الكتاب الاخضر واللجان الثورية والارهاب الذي عم في كل مكان في العالم وليس في  ليبيا فقط ،  إلى كل مكان وصلت فيه  ايادي وعيون القذافي حل الإجرام  بدون تميز لأي إنسان مواطن شريف حر يحمل بين جوانبه مبادئ حيث لا يرتاحون ويعيشون  إبتداءا من القذافي وزبانيته الاشرار، الا على حبك المؤامرات والدسائس الخبيثة، القتل والاغتيال والدم .

بالمساء اخترت البعض من الرفاق ورجال العائلة حوالي العشرة ودعوتهم للحضور معي للزيارة  وتناول وجبة العشاء في بيت اولاد المرحوم عبد المولى الغيثي أخ الحاج الصابر حيث كان ضيفا عندهم، حيث المسافة إلى البيت كانت قريبة من المزرعة فنحن  جيران نسكن في نفس الحي

وجدنا الكثيرين في البيت ينتظرون وصولنا وعندما دخلنا من البوابة وقربها من باب البيت والمدخل،  إحتفاءا بوصولنا أطلقت عشرات  الأعيرة النارية من بنادق الكلاشينكوف حراس البيت ودخلنا للمجلس وكان الكثيرون في الانتظار واقفين يرحبون بمقدمنا !!

وتمت المصافحة والتعريف بيننا، وحمدنا للجميع من الاهل والاقارب على سلامة الوصول لعمهم الحاج الصابر أخونا الذي له معزة خاصة لدينا، مما التحية والإطراء  كان لها بالغ الأثر الجيد في نفوسهم اننا بزيارتنا لهم قمنا بالواجب
وقف الحاج الصابر في المجلس  مخاطبا الجميع انه من خلال العشرة بالسابق في الوطن قبل الزحف والتأميم  وأيام الغربة والهجرة والبعد عن الوطن كنت له الرفيق والأخ الفعلي والمحبة والاحترام والتقدير والمودة دامت بيننا في الأوقات الصعبة وأنني وقفت معه فى ساعة الضيق والعثرة عندما سددت له جميع ماله دفعة واحدة، وكان بإمكانى مماطلته وتعطيله، ولكن أثبتت  أنني أصيل ابن عائلة من كرم محتد ساعة الامتحان الصعب لم أسقط أو أهان بل  نجحت بأعلى الدرجات!!! 

حضر الكثيرون للعشاء حوالي المائة ضيف ومدعو على شرفنا إكراما لنا مما شكرته على الكرم والحفاوة التي أبداها لنا، النابعة من القلب والضمير، وبعد العشاء وأثناء السمر وشرب طاسات الشاي الاخضر مثل العادة، قام بالتوالي بعض الشعراء الشباب من عشيرته بإلقاء قصائد شعرية عامية وطنية جميلة تعبر عن الفرحة بقدوم الحاج الصابر إلى وطنه وأهله بعد سنوات الغربة الطويلة التي مضت  حوالي ثلاثة عقود من الهجرة
وفي نفس الوقت تندد بالمجرم القذافي الذي مازال يقاوم بقوة وشراسة للبقاء في السلطة والحكم مؤيدا من بعض القوى العظمى دولتا روسيا والصين واطراف عربية ومنظمات وقوى محلية اخرى من الطابور الخامس تعمل جاهدة على بقائه بأي ثمن كان 
أليست بمأساة كبيرة مؤسفة البعض منا الأذكياء لديهم المعرفة والشكوك بأسرار اللعبة، حيث يقرؤن  من بين السطور ويتابعون الاحداث بدقة ويستقرؤن الاوضاع التي تجري في الاعلام طوال الوقت وسماع الاسرار من القادة والمطلعين السياسيين  بأن هؤلاء المنافقين يمسكون بالعصا من المنتصف يدعون الوطنية وهم عملاء والكثيرون من ابناء الشعب البسطاء لا يعرفون ولا يعلمون بماذا يدور من مهاترات ومناورات ودسائس في السر والخفاء

يهتفون ويصفقون، يصدقون الكذب والنفاق والتزوير مخدوعون مثل الضفدعة التي يدفعها تيار النهر الدافق القوي بقوة للهاوية والهلاك والموت  وهي فرحة مسرورة تزغرد 

ودعنا الحاج الصابر ومجموعته ورجعنا للمزرعة واستمرت السهرة إلى الساعة  الواحدة صباحا وانا بين الحين و الاخر أستقبل مكالمات هاتفية من الكثيرين، واحدى هذه المكالمات كانت من تونس من إبني مصطفى يعلمني ان الفريق الأمريكي سافر وهم سعداء على الرحلة والضيافة،  ومازال الاتصال جاري مستمر مع الوسيط الاسترالي من الشركة الأمنية وقد أطلقنا عليه اسم حركي ( كيوي ) حيث تذكرت ايام الصبا والشباب في الستينات عندما  كنت ادهن بالدهان المستورد من أستراليا، حذاء أخي الكبير الحاج صالح الله يرحمه الذي توفى قهرا وكمدا من الامراض التي حلت به فجأة عندما تم القبض عليه من الباخرة عندما رست في رحلة الرجوع من ميناء جدة  الاراضى المقدسة… لم تتاح له الفرصة للدفاع عن نفسه وانه برئ مظلوم وليس له أية علاقة بهروب الشباب اولاد أخونا الاوسط الحاج حسن ( صلاح وفتح الله ) على باخرة الحجاج من درنة، والذي قهره وزاد الغيظ والغضب والمرض حجزه وسجنه وهو مريض  ولم يترك طليقا  ليدخل بيته لمشاهدة مئات المرحبين والمحتفين من العائلة والجيران  بقدومه من اداء شعائر الحج التي حسب عاداتنا وتقاليدنا مهمة جداً في الاحتفاء والترحيب  القصة مشهورة في منتصف الثمانينات… لقد سجن في سجن انفرادي بعيدا عن اي أحد في مبنى الأمن الداخلي في درنة بدون علاج ولا أدوية  وتعرض لتحقيقات عسيرة من اهانات وسب وقدح، وعندما شارف على النهاية رموه بالمستشفى في درنة ثم بنغازي تحت الحراسات والممنوعين من المغادرة وهو في لحظاته الاخيرة يلفظ انفاسهتم بتر الرجل مرتين وحيدا  لا أدا بجواره  من غير حنان العائلة والأهل وهو برئ مظلوم، قاسى الالم القهر المعاناة والظلم في أبشع معانيه بدون اي نوع من انواع العدل او المحاكمة حتى يستطيع ان يثبت براءته من التهم، لفظ انفاسه وتوفى وحيدا من غير اي انسان حوله، وتم تسليم الجثمان لأخي الاوسط الحاج حسن الذي قام بالواجب واحضره إلى درنة حيث تم دفنه في مقبرة الفتائح وهو في حدود الستين من العمر، رحمه الله عز وجل لم تتاح له الفرصة بمشيئة الله تعالى ويعمر في الوجود ويعيش حتى يشاهد ثورة 17 فبراير المجيدة  وزعزعة النظام والطاغية يلوذ بالفرار من مكان إلى آخر طالبا النجاة …التي بالنسبة له وقتها قبل السجن والوفاة، كانت حلما كبيرا وأملا بعيد الاحتمال ان يحدث… ولكن الله الخالق القادر حي عندما يشاء يحدث كل شئ في لحظات في لمح البصر

يوم الاربعاء 2011/7/13م 
الذهاب إلى سوسة لحضور اللقاء الذي وعدنا به وكان معي العديد من الرفاق كمجموعة أذكر منهم السادة جمعة الهنيد ومفتاح بن عمران والصحفي الاعلامي ناصر الدعيسي ورفيق إستيته في السيارة السبوربن وكان إستقبالا حافلا امام فندق المنارة تحت الحراسة المشددة حثيما الحراس الجنود في كل مكان بعيون يقظة مما أثلجت الصدر انه لنا هذه الأهمية الكبيرة للحفاظ علينا من الطابور الخامس الذي تدور حوله  الشائعات والكلام والحديث الكثير المرعب وعن القصص المهولة التي تحدث في الطريق الساحلي القريب من درنة إلى سوسة وقتها، والواقع انها كانت قليلة جداً !!!! 

قاعة الاجتماع الكبيرة كانت في أعلى المبنى في الدور السابع على ما أذكر… وكان في إستقبالنا حوالي 30 ضابطا بالقوات المسلحة من جميع الرتب العالية وبعض امراء كتائب الثوار الجدد المدنيين الذين حضروا من الجبهة والمواقع الأمامية من الخط الاول من إجدابيا … تم التعارف بيننا وكان كل فرد يذكر اسمه بالكامل ورتبته اذا كان عسكريا… والمدنيين اختصاصاتهم وأدوارهم في الدعم والمساندة وكان هؤلاء  القادة والأمراء  جزءا من النخبة الممثلة لثوار الجبل الاخضر مما سعدت من حضورهم لسماع الندوة وخطط الوحدة  والتعامل والتعاون والمحاربة مع بعضنا البعض حتى نستطيع ان نفوز وننجح..

بدأت بالخطابة والتعريف بنا كمجموعة وطنية ناضلنا من اجل ليبيا ضد الوضع الشائن والارهاب والتطرف والقتل للأحرار الغير مبرر في المعارضة بالخارج طوال 3 عقود طويلة تعرضنا فيها للكثير من المهاترات ومحاولات الاغتيال والطلب عن طريق البوليس الدولي ( الإنتربول ) بالقبض والترجيع من امريكا، واننا عانينا الكثير والحمد لله تعالى ان الثورة قامت برعاية الله تعالى وجهود المواطنين الشرفاء الاحرار الوطنيين  من الجنسين شرحت لهم كيف ظهر الحزب الجديد على الساحة وأبصر النور نتيجة تضحيات رجال صادقين وطنيين بالسابق  وأننا اول حزب ليبي أنشئ  ونهض في خضم الظروف الصعبة والحرب قائمة ومازال القذافي حيا يرزق حتى يعرف ويتعلم ان مقولته التي كان يتشدق بها كاذبة زائفة ( كل من تحزب خان ) مما لم يتسيس اي احد خلال عهده الاسود بل الفرض للمقولات التافهة والشهادات العالية تعطى للأفاقين المنافقين من المدرج الاخضر في الفقه الثوري 

شرحت لهم الكثير عن الرجال الأوفياء بالسابق الشهداء والأحياء  الذين تم الخطف لهم بالسابق بالخارج من مصر والمغرب ومحاولات الاغتيال العديدة من فرق الموت للجان الثورية في اوروبا والتي سقط الكثيرون ضحاياها بدون اي مبرر… بل لإشاعة الرعب والخوف في الجالية الليبية المعارضين للقذافي حتى يتوقفون عن المطالبة بالحقوق ووقف التطرف والارهاب  وفضح تراهاته مهاتراته وجنونه للعالم الحر.

شرحت عن دور الحزب الجديد وماذا قدم رجاله الصادقين للوطن والشعب الليبي من دعم بالرجال الشباب المدرب على السلاح وبالاخص الاتصالات والدعم المادي الكبير والربط وفتح قنوات الاتصال السريع نظير المعارف والعلاقات  مع الآخرين من افراد ودول في الدعم والمساندة وعلى رأسهم امريكا التي لها الفضل الكبير قبل اي أحد من الدول الاخرى في البدء في الحرب والقصف  والردع بالصواريخ  عابرة القارات (كروز )  لتدمير اتصالات الأهوج المجنون حتى لا يتمادى اكثر فى القصف لمواطنيه، وتأليب الامم المتحدة واعطاء الضوء الاخضر إلى الحلفاء الناتو في البدء بالعمليات الحربية والقصف الجوي فقط  لدماره بدون التدخل العسكري بالجنود على الارض، حيث الثوار الشباب الليبي الوطني الحر قاموا بجميع أعباء الحرب  المصادمات والهجوم والصد  مما أثبتوا للعالم مدى الشجاعة والصلابة والتضحيات وهم غير مدربين على السلاح، ويواجهون في جيش حديث مدرب من جحافل قوية تؤمن بالقذافي انه القائد والاصلح تدافع عنه بضراوة، ولكن امام التضحيات والاصرار من الثوار تم الدحر لكتائبه ومرتزقته وتم حصاره  شبرا شبرا واضطر القذافي  ان يخرج من حصنه باب العزيزية المنيع في نظره غصبا عنه  لائذا بالفرار يبحث عن النجاة !!! 

               رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment