Monday, July 15, 2013

شاهد على العصر 117



بسم الله الرحمن الرحيم 


    يوم الاثنين 2011/7/11م 

      قمت بزيارة سريعة إلى بيت عائلة غيث القريبين من  مزرعتي في وأدي الناقة حيث صديقي وأخي العزيز من الدهر وليس من الظهر الحاج الصابر مجيد قد وصل من مدينة لندن بريطانيا إلى مدينة درنة بعد غياب طويل تواصل عقودا عديدة في الغربة والهجرة منذ الثمانينات 

قمت بزيارته والترحيب به والتحميد على وصوله بسلامة إلى مدينته درنة وارض الوطن، وقام الرجل واقفا محتضنا بالعناق والترحيب بي ترحيبا كبيرا على غير العادة مما استغرب الضيوف العديدون الحاضرون  من اهله وعشيرته على مدى الحفاوة بي وأنني شخصية مميزة لدى قريبهم الحاج الصابر و أحضى بكل الاحترام والتقدير.

قضيت بعض الوقت في المجلس مع الجميع ثم إعتذرت لأنني اريد الخروج حيث لدي مواعيد وقام الحاج الصابر للتوديع وقلت له سوف آتي مرة اخرى وأتركك الان لتبقي مع عائلتك وعشيرتك بعض الوقت مما تفهم الامر

زيارة إلى أختي الحاجة أمنة للسلام عليها وعيادتها من المرض المستمر حيث كانت مسنة في بدايات الثمانينات من العمر وكل يوم تعيشه حية ترزق حالتها الصحية  تتدهور نظير الكبر في السن بحضور ابنتيها تفاحة وهناء وحضور صهرها السيد جبريل

قمت بزيارة الى مكتب جمعية عمر المختار الجديدة التي كانت امتدادا للجمعية المشهورة التي قامت في اواخر الأربعينات وكان لجماعة درنة ادوار مميزة في ظهورها وإعلامها ولكن الاستعمار البريطاني وقتها بعد الاستقلال  لا يرغب في انشاء جمعيات سياسية حتى يتم التنوير لابناء الشعب البسطاء مما تخدم اغراض نبيلة ضد هيمنة الاستعمار البريطاني  للشعوب المقهورة  على امتداد الوطن العربي، مما تم وقفها بامر من الملك ادريس الاول  وتشريد زعمائها .

أهداني المسؤول عن الجمعية رئيسها الاستاذ فتح الله سرقيوة كتيب وبعض الملصقات عنها تشرح مبادئها ورسالتها وأهدافها مما كانت جيدة ولكن تحتاج إلى دعم مادي كبير ومواصلة وتواصل وهمم رجال صادقين موثوق بهم  حتى تستمر وتنجح 

الغداء في بيت الصحفي الإعلامي  السيد ناصر الدعيسي ونقاش طويل عن الحزب الجديد الذي مازال يحبو كالطفل في بدايات الطريق للنجاح والفوز اذا وجد رجالا صادقين يضحون بالغالي والنفيس من اجل الفوز والنجاح حيث التجربة مازالت جديدة في وطننا ليبيا تحتاج إلى فهم وعمل حثيث حتى تتفهم الجماهير السياسة الحقيقية وتعرف مصالحها ولا يغرها البعض من أشباه الرجال الزعماء الجدد المنافقين  بالكلام المعسول والخطابات المفتعلة الملتهبة بالوطنية والواقع عبارة عن تغطية لأجندات خبيثة شريرة سوف تكتشف مع طول الوقت 

زيارة من السيد جمعة الهنيد وأعلمني ان جماعة طبرق الذين زرناهم من قبل يريدون حضورنا وتنظيم ندوة للشرح عن الحزب   لقاء سياسي حزبي آخر لمعرفة البعض من الامور حيث يحتاجون إلى فتح باب الحوار لمعرفة البعض من الأسئلة التي حيرتهم عن التجربة الجديدة الحزبية الوليدة  حيث لم يمروا بها من قبل 

أثناء حكم الأهوج القذافى كان يمنع  منعا باتا إنشاء أي حزب… كان العقاب السجن والقتل لاي انسان يريد الانخراط في التجمعات والاحزاب السياسية حيث لديه مقولة (كل من تحزب خان ) ليبقى وحده الرئيس والبطل  في الميدان السياسي ويمنع الحوار والنقاش والدخول في التجربة الآخرين ولا يهتز عرشه وبقاؤه فى الحكم 

وافقت على الزيارة  وتركت له الامر بأن يرتب الميعاد بالهاتف اليوم او طالما أنا موجود بمدينة درنة قبل السفر للخارج  حيث اي موضوع يخص وطني ليبيا رفعتها ونهضتها  أنا جاهز للذهاب والمقابلة  حسب القدرة والاستطاعة في اي وقت كان … وإلى أي مكان 

لأنني مؤمن ان السياسة والعلم بالأمور العامة للجميع من ابناء الشعب، ليست حكرا على اي شخص … ونحن عبارة عن رواد اوائل للشرح سواءا انضم اي فرد واصبح عضوا معنا في الحزب ام مع الغير من الاحزاب… المهم يعرفون  ويتعلمون الكثير ويتسيسون حتى لا يساقون مثل الغنم من اطراف اخرى لا يهمها مصلحة الوطن والجميع بل لقاء مصالح خاصة وتحقيق أجندات خارجية للقوى الخفية بقصد أو بدون قصد حتى لا يخدعون بالاطروحات التي ظاهرها حسن يدعو للمصلحة العامة وهي في الواقع مر علقم .

ترتب البرنامج للقاء في طبرق  بالمساء حتى لايضيع الوقت مما وافقت على الزيارة والحضور وحاولت الحصول على الوقود للسيارة لعمل الجولة الى طبرق وكان شحيحا غير متوفر  ومعظم المحطات بالمدينة فى درنة  لا يوجد بها تعانى من النقص الا من بعض الخدمات الاخرى من نفط وزيوت وشحوم .

واتخذت القرار بالسفر مخاطرا بعدم توفر الوقود الكافي للوصول وآنه ممكن أن  نتوقف بالطريق، ولكن كان لدي الأمل الكبير انه  سوف أتحصل على الوقود من المحطات العديدة في القرى بالطريق ومررت على المزرعة وأخذت  حقيبة المستندات والأوراق والمناشير الخاصة بالحزب  التي احتاجها للحوار ولتوزيعها على الحاضرين، وبعدها مررت  على بيت الشاب رفيق إستيته ليرافقنا في الزيارة حتى يتعلم ويصبح ملما  بما يجري من امور سياسية تحاك

وطلبت منه مرافقتنا في الرحلة بدون ان أذكر إلى أين نتجه…  مما بدون اي سؤال ومعرفة إلى اين ذاهب قال نعم نظير الثقة الغالية بيننا، ودخل البيت وأحضر سلاحه الكلاشينكوف في حالة تعرضنا إلى اي خطر في الطريق، حيث الثورة قائمة تغلي وتفور والحرب تدور والقتال الشرس مازال قائما بين الثوار الاحرار وكتائب ومرتزقة الطاغية … كل طرف يحاول الفوز النجاح والنصر بأي ثمن كان،  وممكن  بالصدفة اية شريحة من الأزلام والطحالب من الطابور الخامس  تترصدنا بالطريق لتقضي علينا، والله أعلم 

  بدأنا الرحلة ومعي الرفاق جمعة الهنيد ورفيق إستيته  لقطع المسافة القصيرة إلى طبرق والتي تبلغ حوالي 175 كم ذهابا حتى الوصول إلى هناك ومثلها رجوعا إلى مدينتنا درنة  وكان الخزان بالسيارة السبوربن الكبيرة  التي تستهلك الكثير من الوقود ممتلئا حوالي الربع، ووفقنا الله تعالى وتحصلت على الوقود فى محطة مرتوبة مما ملئت الخزان إلى الحافة  حيث استطيع الذهاب والرجوع الى درنة بسهولة من غير اي نقصان او توقف على الطريق الساحلي …
وصلنا إلى مدينة طبرق حوالي المغرب ورأسا إلى بيت السيد شكري الهنيد مضيفنا للعشاء ولقاء الاخوة والحوار، وكان في إنتظارنا ستة رجال نخب من أعيان طبرق ومثقفيها، لبوا الدعوة للحوار معنا بتوسع عن الحزب الجديد ( حزب ليبيا الجديدة ) . وتم التعارف بيننا حيث كل واحد منا قدم نفسه للآخرين  وصلينا صلاة المغرب جماعة،  وتناولنا العشاء الشهي وبعدها  بدأ النقاش في العموميات وان ليبيا تمر بمرحلة خطيرة وان لم نتسيس وتتوحد ونعرف كيف نسير للإمام ضمن مخطط كبير للسير عليه حتى نصل الى الهدف المنشود، خطط مدروسة بتمعن جيدة للصالح العام والا  سوف نتأخر على الركب وسوف نقاد من اطراف اخرى تستغل المواقف نظير عدم التسيس والرؤية السليمة لجميع الأبعاد .

بالتالي اذا إستمرينا على التخبط والتشرذم  سوف يقودنا ديكتاتور  آخر بقناع زائف ويوردنا موارد الهلاك مثل الطاغية القذافي الذي في البدايات للإنقلاب الأسود  عام 1969 م كان يدعي الطيبة والزهد والورع مما خدع الجميع،  ومع الوقت وحب السلطة والتشبث بالكرسي تغيرت المعايير مائة وثمانون درجة الى الشمال وظهر الوجه الشيطاني  الحقيقي وفرض تعاليم الكتاب الاخضر التافه بالقوة والارهاب على كل حر شريف رفض الانصياع ،،،  وأصبحنا نعاني الارهاب والتطرف وضياع الثروات على مهاترات وتفاهات  وتكميم الأفواه والتعذيب بالسجون والقتل الغير مبرر لقاء سلطة زائلة مع الايام والوقت 

تحدثت شارحا رسالة الحزب والمبادئ والأهداف وأننا مجموعة غير متطرفة ولا نؤمن بالتطرف وان ديننا الاسلام الحنيف الصادق الحق حيث اساسه القرآن الكريم لا تغيير لأي بند فيه  حيث مقدس منزل من الخالق الله عز وجل .

ان نتعامل فى البنود الاخرى الغير منصوص عليها صراحة في القرآن الكريم  حسب العصر والقرن 21  وليس الرجوع الى القرن الرابع عشرة حيث نقلد السابقين … نحتاج  إلى فقهاء وعلماء جيدين غير متعصبين  حتى نضمن الفوز والنجاح دنيا وآخرة 

لانتعصب ولا نتطرف ونفرض الرأي على الآخرين حيث ديننا صالح لكل زمان ومكان وعلينا ان نصلح من حالنا بالإيمان الصادق النابع من القلوب ونتحلى بالأخلاق الحميدة والصدق فى الحديث وإيفاء العهد عند الوعد وإتقان العمل وعدم الغش كما يحدث الآن للأسف فى دول عديدة  مسلمة وهى فى نكرى بعيدة عن الاسلام،  واحترام المواعيد حيث الوقت ثمين .

مما الحاضرون فرحى مسرورين سعداء بالاستماع  للندوة والحديث الجيد وإعطائهم الفكرة، وأننا بحاجة إلى الاصلاح والتغيير  ونفض الغبار عن كثير من الأشياء المغلوطة بعلمنا وندعى انها من الدين ونحن ما زلنا نمارسها حتى اليوم وكأننا مخدرين نظير الجهل وعدم البحث الجاد  نتيجة الخوف الغير مبرر من جرح شعور الآخرين المتزمتين .
وتوالى النقاش وطرحت أسئلة عديدة وكنت جاهزا لها حسب العلم والمعرفة ولم انزلق فى أية منزلقات ومنحنيات حتى لا يحسب علي اي نوع من انواع المغالطات او الكذب فأنا أتعامل مع نخبة مثقفة معظمهم جامعيون ومسؤولون في ادارات كبيرة بالمجتمع والدولة .

بعدها اعطيت الكلمة لرفيق حتى يشرح بعض الأدوار التي قام بها الحزب من دعم ومساندة للثوار، وعن كيفية التصنيع الحربي من طرف ورش عادية تصنع  الأبواب والشبابيك الحديدية إلى ورش لصناعة الراجمات والصواريخ ، حيث عندما إشتدت الأزمة في بدايات الثورة ولم يكن السلاح متوفرا، نظير خطط القذافي الجهنمية في التخزين حيث  الصواريخ الحرارية  والقذائف مخازنها بالمنطقة الشرقية والراجمات في منطقة سرت والغرب والجنوب مما تم التصنيع للراجمات على عجل بطرق بدائية من مواسير حديدية ونجحت وأدت أدوارا مهمة في الصمود والتحدي ودحر كتائب القذافي .

شرح للأخوة الحاضرين الدعم الكبير لثوار مصراته حيث يتم تجميع السلاح وشحنه من ميناء درنة، او بالشاحنات إلى بنغازي وكيفية المرور عبر البوابات الكثيرة حتى يصل إلى الميناء وعندها يشحن على الجرافات المهترئة البالية  المعدة  لصيد السمك وليس لحمل الذخائر والسلاح والمفرقعات حيث الرب الكريم  أعان الجميع  من الثوار ولم تحدث حوادث وانفجارات  نظير النية الصافية حيث لا تجارب لديهم ولا خبرات فى مثل هذه العمليات ….

استمر الحديث والسهرة حتى الساعة الثانية عشرة والنصف وكان الجميع مرتاحون اننا  مسلمون عن عقيدة وإيمان صادق نابعا من القلوب  غير متطرفين نؤمن بالديمقراطية والتعددية والحوار مع الجميع من جميع الاتجاهات

نهاية السهرة  طلبنا الإذن بالمغادرة والرجوع  وودعنا  الاخوة الحاضرين على أمل اللقاء عن قريب من جديد للحوار والنقاش الهادف للمصلحة  العامة مصلحة ليبيا التي هي الاساس حتى ننهض ونتقدم ونواكب الغير من الدول المتقدمة بالعمل والعلم…
رجعنا إلى درنة حوالي الساعة الثالثة صباحا ومررت اولا على بيت رفيق إستيته القريب في منطقة باب طبرق حيث نزل وبعده بيت جمعة الهنيد في باب شيحة حيث نزل متمنيا لي ليلة سعيدة ونوما هنيئا، وواصلت الرحلة إلى منطقة وادي الناقة حيث المزرعة والسكن ومررت على بوابات عديدة ونقاط تفتيش للثوار بدون اي تعطيل حيث اعرف معظم  الشباب، او هم الذين يعرفونني حيث الاسم والصيت الحسن  ذائع في اوساط المدينة درنة.

                رجب المبروك زعطوط 

البقية فى المدونات القادمة 

  

No comments:

Post a Comment