Sunday, August 30, 2015

قصصنا المنسية 44

 بسم الله الرحمن الرحيم
 ليبيا خلال 100 عام
 (6)

               قضية إبنه هانيبال في سويسرا من حادثة وعراك بسيط مع بعض الخدم لشئون العائلة من المغاربة الذين لهم كرامة وأصالة، أدى إلى الشكوى عليه لدى السلطات التي قامت بالتوقيف والإيداع بالسجن المؤقت بعض الوقت نظير التكبر الغرور والعجرفة وقامت الدنيا في ليبيا ضد سويسر وتمت مظاهرات عديدة مفتعلة في العاصمة طرابلس من غوغاء اللجان الثورية بناءا على تعليمات من القذافي شخصيا والكثيرون من أبناء الشعب العوام الجهلة الموالون للنظام ، يتساءلون غير مصدقين، كيف يتم توقيف إبن القائد وإيداعه في السجن ، ناسين متناسين أن سويسرا دولة قانون وحريات وعدل وكل من يخالف القانون يقدم للعدالة مهما كان ذو شأن ومكانة وهذا الذي حدث مع هانيبال إلقذافي لا واسطة ولا مجاملات، ولا أخذ بالخاطر ودفع الرشاوي ويتم الإفراج كما يحدث في الوطن ليبيا وأوطان العالم الثالث من مهاترات وتجاوزات وفساد وإفساد أدت للتخلف والرجوع للوراء بدل التقدم .

              حادثة بسيطة أشعلت نيران الغضب في طرابلس وتم طرد أعضاء السفارة السويسرية بدون أي وجه حق ، ضد جميع الأعراف الدبلوماسية ومنع البضائع السويسرية من الوصول للأسواق الليبية، وتعطيل رجال الأعمال السويسريين والأوروبيين من الحصول على تاشيرات الدخول وتنفيذ التعهدات وكلام كثير وتهديدات جوفاء ووعيد، بطرق غوغائية  همجية، بدون أصالة ولا أخلاق في التعامل الدولي حسب المعايير والأصول والبروتوكولات بين الدول في التعامل.... مما إضطرت حكومة سويسرا نتيجة ضغوط الحلفاء الأصدقاء الأوربيين لتمرير مصالحهم للإفراج عن المتهم والإعتذار الرسمي ، والواقع المرير المؤلم هانيبال القذافي على خطأ ومجرم تعدى الحدود .

                كان بالإمكان قفل الشكوى بسهولة بمراضاة الشاكين والتنازل عن القضية والاتهام لإبن الطاغية هانيبال بدل الغوغاء والتطبيل وإحياء النعرات وقيام المظاهرات والإعتصمات أمام السفارة السويسرية في طرابلس، والضغط على أوروبا وترجيع الطائرات السويسرية والأوروبية وهي على مشارف مطارالعاصمة للهبوط بدون أي إنذارات سابقة، ومنع الركاب الأوروبيين من الدخول إلى ليبيا مع وجود تأشيرات الدخول الليبية على جوازات السفر للأجانب القادمين بحجج لا يوجد تعريب للجوازات في صفحة البيانات الأخيرة باللغة العربية ، حجج كثيرة واهية بدون عدد من عقل مجنون ، زاد جنونه عندما سجن أبنه هانيبال وإعتبرها طعنة موجه له وهو المجرم الاول في التحديات للأعراف الدولية ودمغ ليبيا بصفة الأرهاب . 

                  زيارة الأهوج إلى أمريكا لأول مرة فى حياته ، والسماح له بالخطاب من على منبر الأمم المتحدة، وكم كان غبياً جاهلاً لا يعرف اللياقة ولا أصول الضيافة والسياسة وبالأخص على مثل هذا المنبر الدولي ، دخل بلباسه الأفريقي يتبختر كالطاووس وقام بالقاء خطاب أجوفا حماسيا متحديا أمريكا في عقر دارها، راميا بالأوراق الواحدة وراء الأخرى للخلف إلى معاونه عبدالسلام التريكي أحد المسؤولين بالخارجية الليبية الذي كان يجلس خلفه مخزيا حزينا من الموقف المحرج ولا يستطيع عمل أي شىء، واضعا يده على وجهه في بعض اللقطات حتى لا يشاهد العار والموقف الصعب أثناء الخطبة الهوجاء التي تدل على غياب العقل والجنون .

                ونسى وتناسى القذافي بهذا التصرف الأرعن الأهوج أنه دق المسمار الأخير في نعشه حيث هذا التصرف الغبي أكبر إهانة للمضيف الذي إستضافه لا يمكن قبوله في أي منبر دولي وبالأخص مثل هذا المنبر الذى يضم جميع دول العالم، وليس منبر مؤتمر الشعب العام في ليبيا يستطيع عمل أي شىء بدون محاسبة ، مما أثبت للجميع أنه أهوجا مجنون  ومعارضيه على حق وصواب في التحدي والمعارضة .

            خلق الفتن بقوة المال في كل مكان يحل به بالعالم ، حيث ليس بإنسان سوى يحترم العهود والمواثيق حسب الأصول فوضوى لديه عقدا كثيرة ونفسه شريرة حقودا حسود يكذب ويصدق في نفسه أن الآخرين جهلة لا يفهمون من كثرة التطبيل والتدجيل من أعوانه المقربين لإستغلاله في الإنفاق والصرف و يتمكنون من السرقات ويسمنون الحسابات بالمصارف الخارجية والإستثمارات وشراء العقارات في دول وعواصم العالم بالمليارات وليس بملايين الدولارات من رزق وعرق الشعب المحتاج لأبسط الأشياء .

                خلق الفتن لدول الجوار وبالأخص الدول العربية، إبتداءا بالمغرب وإنتهاءا بالسودان، وزرع الأسفين للتقسيم في جسم الوطن العربي حتى لا ينهض وتتحقق الوحدة الشاملة التي هي أمل الشعوب العربية طوال الوقت والتي بإذن الله عز وجل يوما مهما طال الزمن سوف نصل للهدف وتحقيقها ، ساعد ثوار البولوزاريو المغاربة في حرب الصحراء بكل جهد ودعم للإنفصال والاستقلال عن المملكة المغربية، وإلى الآن المشكلة قائمة بدون الوصول إلى حلول مرضية بين الأطراف ، وكم من ضحايا قتلى وجرحى ومعاقين طوال هذه السنيين بسب الجنون والآثام من المجرم .

       الدعم لإيران أثناء الحرب الدموية الشرسة ضد العراق بالسلاح والمعدات في الثمانينات من القرن الماضي حتى تزداد الفتنه بين المسلمين (السنة والشيعة) وتتأخر المسيرة عشرات السنيين ، بدلا من الوساطة وبذل الجهد والمساعي للمصالحة...  فدولة إيران دولة مسلمة نؤمن بنفس الدين وعلينا كمسلمين واجب فرض طالما على الحق أن نساندهم في قضاياهم المصيرية إلى آخر نفس ورمق حياة ، وننصح ونسعى بالخير للمصلحة العامة للجميع فالعالم الآن صغيرا في عصر العولمة، وعلينا الفهم لما يجري من أمور حتى نفوز وننجح .

          الغرور والكبرياء والصلف فاق وفات الحدود على حساب الشعب هذا الإنسان المغمور من لا شىء بقدرة القادر وصل لأعلى المراتب وأصبح الحاكم المطلق ، ولم يتعظ ويعرف أن العدل أساس الملك، حيث كان نهما في الإطلاع والمعرفة ليغطي النقص بالنفس قرأ الكثير من سير العظماء والملوك والرؤساء ولم يأخذ عبرا من التاريخ القديم والحديث، حتى يبقى يحكم الشعب الليبي إلى ماشاء الله عزوجل وعندما ينتهي الأجل يموت راضيا مرضيا من الله عزوجل والشعب، مثل البعض من حكام العرب (الشيخ زايد آل نهيان، الإمارات) بل زاد شرا وفجورا ناسيا النهاية والموت والرحيل .

              لا توجد اسرة ليبية وطنية حرة ذات كرامة وأباء من غير ضرر من الظالم بطريقة أم بأخرى، سواءا الفقد لعزيز من الشهداء في أي حرب من الحروب والمنازعات الكثيرة في أفريقيا ، أو الإغتيالات للأحرار الشرفاء المعارضين بالداخل والخارج أثناء سنوات القحط العجاف التي إستمرت سنين طويلة في الوطن وأثناء الثورة المجيدة القتل لأي أنسان غير مواليا مهما كان ولو كان من أعوانه حيث في نظره خونة ضرورة التصفية الجسدية لنشر الرعب والإرهاب حتى يستكين الآخرون والشعب يتوقف عن التمرد والثورة تفشل نتيجة المعلومات الخاطئة الواردة .

                   التحدي للشعب الليبي الطيب طوال الوقت معتمدا على القوة يتوعد في خطاباته الهوجاء للشعب قائلا متوعدا (من أنتم) بما معناه أنتم لا تساوون أي شىء ولست برئيس بل قائد ثورة، وكلام فوضوي تافه لا يدخل العقل بلا حساب يدل على الإنهيار وقرب النهاية فقد أعماه الله عز وجل عن قول الحق والصدق... تحدي الشعب الليبي الصابر على بلاياه وجنونه ،، ولكن فاض الكيل عن الحد، وتم الإنفجار وقامت الثورة بعنف وإصرار، وحاول صدها بكل غالي ونفيس، بكل طاقاته لوقف التمرد والإستحواذ عليها حتى ينتقم .

             وتم الإجتماعات لمجلس الأمن والقرار بالتدخل العسكري ضد المجنون لحماية المدنيين العزل من القتل، وأعطى الضوء الأخضر الرئيس باراك أوباما للضربة الأولى بالصواريخ من غير موافقة مجلس الشيوخ (الكونجرس) على معسكرات القذافي حتى يشل عزمه ويتراجع ولكن الأهوج زاد ضلالا وقامت فرنسا بالقيادة بإسم الحلفاء وشنت الغارات الكثيرة ولها الفضل الكبير في وقف الرتل الكبير المدرع من إجتياح مدينة بنغازي وإستمر التحالف في الحظر الجوي ومنع الرحلات الجوية القادمة إلى ليبيا من الوصول خوفا من وصول المدد من روسيا والصين الذي أشيع وقتها أنهم مؤيدين القذافي .

                  عمت الفرحة يوم 2011/10/20م  بالنصر وهلاك الطاغية ، وأطلقت الأعيرة النارية وزغردت النساء وكبرت الأصوات من المساجد بالتكبير والآذان بأعلى الأصوات حتى رجت الأرض حمدا وشكرا لله الواحد القهار إبتهاجا وفرحا بزوال الطاغية الذي كان هما وغما طوال السنوات العجاف على الشعب الأعزل البرىء، وقفل الستار للأبد على المسرحية الساخرة البشعة المضحكة القاتلة التي إستمرت 42 عاما طويلة، أهمها ضياع زهرة العمر والشباب وخرجت شخصيا من المحنة بخمسة أمراض نظير الضغط والسجن والتحقيقات والمطاردات للإغتيال ، ومازلت أعيش حيا أرزق بالوطن ومع هذه المصائب والأمراض العديدة أنا فرحا سعيدا بسقوط الطاغية وزوال النظام من على كاهل الوطن .

              ونصيحتي لبني الوطن الشرفاء الأحرار نظير الخبرة والتجربة أخذ العبر والدروس مما حدث ، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى، فأصعب مرحلة هي الآن مابعد القذافي، فمازال الطابور الخامس والطحالب والجرذان بالداخل والخارج، يتباكون على الصنم الذي سقط وتحطم وإنتهى للأبد... هؤلاء المخدوعين والمخادعين مازالوا يتمتعون بالأموال الرهيبة في المصارف العالمية ، وفي شركات ضخمة بالمليارات بالخارج بأسماء ومسميات كثيرة للخداع صعب المتابعة ، وعقارات وأراضي تساوي المليارات من الدولارات بالعالم الفسيح أرزاق المجتمع الشعب الليبي، ولن نرتاح ونهدأ، حتى ترجع الأموال لأصحابها بالطرق القانونية والعدالة، وأن يتم القبض على المجرمين، فقد طاردونا وشردونا أيام الغربة والمعارضة بطرق قاتلة قاسية من فرق الموت للجان الثورية بالإغتيالات للشرفاء بدون رحمة ونحن لسنا مجرمين ومجانين حتى نعمل مثلهم ونأخذ الحق بالقوة ، سوف نرد الكيل أضعافا بالقانون والعدالة الدولية، والمتابعة والملاحقة لهؤلاء المجرمين أينما كانوا بالداخل أم بالخارج...  والله الموفق....

            رجب المبروك زعطوط

قصصنا المنسية. 43

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبيا خلال 100 عام
 (5)

                          تغيير الأمناء وإستبدال الحقائب الوزارية ومعظمها نفس الوجوه، يتغيرون من أمانة لأخرى عند التعديل والتجديد وتغيير الحكومات وكأن ليبيا عقرت عن إنجاب الرجال وبها الكفاءات الجيدة ، التي لو أتيحت لهم الفرص والمنافسة الشريفة والحريات بدون تدخل في الأعمال والتنفيذ من الأهوج، لأبدعوا ووصلوا إلى أعلى المستويات بالوطن ضمن بقية الأمم .

                  التغيير المستمر في الحكومة من محافظات إلى كومونات إلى شعبيات إلى وإلى، بحيث ضاع المواطن في التسميات والتغيرات الشبه سنوية....   طبع المستندات والأوراق والشعارات الرسمية ، وإلغائها ببساطة،   وإستمرار الطبع لمئات الأطنان من الورق مرة أخرى...  وهكذا الجولة الواحدة وراء الأخرى والمستفيدون هم أصحاب النفوذ من العائلة المقربون والحواريون والطحالب وزيادة الأسعار في الفواتير بإضافة أصفار أخرى إلى جانب الرقم النهائي... ولا من يدقق ولا من يحاسب والفوضى عارمة والسرقات لمال المجتمع بدون توقف حيث كانت ليبيا تدار من عصابة لصوص بطرق جهنمية، ورجال مخابرات وأمن يضربون بيد من حديد كل مواطن من عامة الشعب يرفع صوته ويتحدى النظام العفن قائلا الحق .

            ظاهرة الخيمة واللباس الإفريقي والحرس النسائي تدل على إنفصام الشخصية  وعدم الرحمة والإحساس يتظاهر بأمور كاذبة من كثرة الترديد أصبحت حقيقة مع الوقت والتذكير فالخيمة والتعريف أنه إبن البادية لإثبات ان له جذورا بالوطن وهو غير أصيل ... وحتى الآن بعد هلاكه لم يظهر دليلا واحدا يؤكد الحقائق الدامغة بل عبارة عن أحاديث وتكهنات ...  وممكن مع الوقت تظهر الحقائق المرعبة للشعب عن عقيدنا المعقد الذي داسنا 42 عاما جميعها حزن وقهر أنه أجنبيا يتظاهر بدين الإسلام مدسوسا للخراب، غير مؤمن كما يدعي .

              الرداء الأفريقي الذي دائما يحب لباسه لأنه واسعا فضفاضا يغطي الدرع الواقي من الرصاص، ويظهره بمظهر المميز حتى الأنظار والأضواء تتابع ، وتعيين الحرس النسائي نظير السادية والنقص بالنفس محاولا الاستهزاء على الرجال بأنهم غير قادرين على الحماية .

              التحديات للغرب ونشر الإرهاب والصرف على الحركات والتنظيمات الإرهابية بالعالم ضد مصالح أمريكا مما تم تأديبه بغارة جوية بسيطة على طرابلس وبنغازي لعدة دقائق أيام رئاسة الرئيس ريغان لأشعاره أنه قزم وبالأمكان سحقه في أي لحظة والتي إستغلها إعلاميا أحسن إستغلال وصدقها البسطاء وفي نظري عبارة عن لعبة كبار دولية، تغطية وتلميع لصورته بين الحين والآخر بأنه المنقذ للبؤساء وحركات التحرر بالعالم، عدو الغرب وبالأخص أمريكا، حتى يثق فيه الآخرون، وبالأخص المتطرفين ويصبح جاسوسا للقوى الخفية على الجميع، وسوف يأتي اليوم وتظهر الحقائق الدامغة على تورطه وعمالته للغرب ودعمه للدولة العبرية، وأشياءا كثيرة غير طبيعية والتي الآن غير قابلة للتصديق من كثيرين .

             الحظر الجوي ومنع التعامل التجاري مع ليبيا والذي سبب نكسات كثيرة ومعاناة للمواطن الليبي في إجراءات تأشيرات السفر للعلاج والتعليم، وإستيراد البضائع وعشرات الأشياء مما إرتفعت الأسعار إرتفاعا جنونيا على كاهل الضعفاء ذوي الدخل المحدود والأهوج وزبانيته لم يتأثروا بل إرتفعت الأسعار بالنسبة للنفط والغاز وزاد الدخل مراحل ولم يصرف على المواطن والوطن الا القليل والفتات، وهذه أخطاءا لا تغتفر من المخططين للضغط عليه بتضييق الحلقات والواقع يزداد ثراء وفسادا وأفساد للمجتمع والآخرين .

               التحديات مع ملك السعودية الملك عبدالله آلِ سعود في جلسة القمة العربية ورد الملك عبدالله عليه غاضبا عندما قال له نحن نعرف من أتى بك لسدة الحكم...  وكانت ضربة قاصمة للأهوج، وسكت عن التعليق والرد ، ولكن لا يؤتمن جانبه فهو عنيدا ماكرا خطيرا لا ينسى الإهانة وخطط لإغتيال الملك في صمت نظير الكلمات الصادقة والحق، وهذه الأحداث لا تدل على أخلاق وشهامة ولا مبادىء لديه في المعاملة والخصام بل عن أعمال صبيانية لا تليق بملوك ورؤساء .

           المحاولات العديدة على السطح، وعشرات الإجتماعات واللقاءات والندوات والقمم العربية بين الملوك والرؤساء، والوزراء بدون حساب ولا عدد للوصول إلى إتفاقات ووحدة عربية، وضياع الوقت والسنين العديدة في الجدال والأخذ والعطاء والعراك على الأمور التافهو والصغيرة  إضافة إلى الأموال الكثيرة التي دفعت وصرفت في جيوب السماسرة والمرتشين والتي جميعها باءت بالفشل، نظير أخطاء لا تغتفر لأن كل دولة تريد نصيب الأسد والهيمنة على الوطن . 

              الوحدة الأفريقية كانت خطوة جبارة للتقارب بين الشعوب لو كانت على طهارة وصدق نابع من القلوب الوطنية للتقدم، ولكنها حادت عن الطريق منذ البدايات حيث بدأت بأول الخطوات دفع الأموال وشراء الذمم والأصوات للإستغلال للبعض ولم يوفقها الله تعالى ولم تنجح وباءت بالفشل لأنها مثل سابقاتها من المحادثات، ضجيج وأعلام ، فالوحدة في نظري تخطيطا ودراسات جيدة للهدف والتعاون عن قناعة طواعية ، بدون أي نوع من الضغط ، وليست جلسات مجاملات وكذب مهاترات ومتاهات وتضييع الوقت ، والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

Saturday, August 29, 2015

قصصنا المنسية 42

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبيا خلال 100 عام
 (4)

        المأساة الليبية بدأت في الظهور على السطح والوضوح تكشر عن أنيابها منذ خروج وإصدار الكتاب الأخضر ذو النظرية الثالثة لصلاح الوطن ليبيا والعالم من وجهة نظره وعقله المريض بفصوله الثلاثة التافهة والذي تم الصرف على الطباعة والنشر عليه بعدة لغات أجنبية بكميات كبيرة وتوزيعه حول العالم بمئات الملايين من الدولارات من رزق الشعب ، يشرح فيها الخلاص للبشرية وهو عبارة عن تعاليم ومصطلحات تافهة لا تصلح حتى للمتخلفين المعاقين وبالأخص في نهاية القرن العشرين عصر العولمة والتي جعلته أضحوكة وسخرية من أي أنسان قرأه في جميع أنحاء العالم ،  والتي قالت عليه الصحافية الإيطالية (ماريا فالاتشي) وقتها أثناء مناظرة تليفزيونية معه على الهواء صورة وصوت أنه تافه لا يساوي قيمة علبة المساحيق للتجميل التي تحملها في حقيبتها اليدوية زيادة في السخرية ،  وكانت طعنة في الصميم فى وجهه مباشرة في المناظرة،  ولم يعلق على الأمر نتيجة الصدمة وتبسم من القهر والحقد ، ولو كانت صحافية ليبية أو عربية لتم أسكاتها وعقابها في لحظتها من الحواريين  المنافقين والحرس .

              وفرض بالقوة تعاليمه على الجميع من أبناء الشعب ،  وخرب ودمر ليبيا، وأرجعها عقودا طويلة للوراء ، نظير الشطحات الهوجاء الجنونية ، والمؤسف له وجد كثيرين من المطبلين والمتسلقين الطحالب نظير الطمع في المال الحرام والجاه ،  والبعض من أدعياء العلم ذوي الشهادات العالية المنافقين ضعاف النفوس أصبحوا مستشاريين يؤيدون ويناصرون التفاهات والأخطاء القاتلة ويجدوا لها المبررات للتغطية ولا يشعروا بالخجل ، ولا بتأنيب الضمير نظير النفاق والطمع .

            حرب تشاد الطاحنة لأغراض خاصة بناءا على الجبروت والكبر وتعاليم من أسياده القوى الخفية حتى تستمر القلاقل والشغب في المنطقة ويزداد الشراء للسلاح للقتال بين الأطراف العديدة وتزداد العمولات في تسمين الحسابات للقطط السمان والخلاص من الأكفاء الضباط حتى يرتاح في السلطة بدون منافس وهو الأمر الذي أودى  بحياة الكثيرين من الضباط والجنود لقاء القيام بالواجب وتنفيذ الأوامر... حيث وقتها الجيش الليبي كان جيشا ملتزما له ضباط أكفاء خطط لموتهم والخلاص منهم في حرب ومعارك طاحنة في الصحراء عن قصد مبيت ولم يهتم بتزويدهم في الساعات الحرجة الأخيرة بالمعلومات الإستخباراتية  والإمدادات حتى خسروا المعركة الرئيسية مع أنهم كانوا شجعانا أكفاءا مهرة قادرين على كسبها بسهولة ولكن حجب المعلومات والإمدادات والخيانات هي السبب في الفشل وخسارة الحرب.

              تحدى فرنسا والغرب وهو يعرف ويعلم مسبقا أنها حرب خاسرة نظير شطحاته الجنونية ، وبدون وضع مخططات ودراسات سليمة ، والنتيجة كانت الخسارة الفادحة وضياع الرجال البواسل في الصحراء بدون أي موجب ... والذين بقوا على قيد الحياة من الجرحى والمعاقين والمشوهين من الألغام الذين فقدوا الأطراف سواءا أيادي أو أرجل والأسرى السجناء الليبيين كان التشاديون نظير الإنتقام والتشويه يجذعون الأنوف ويقصون الآذان ويطلقوا السراح حتى يظهروا في الاوساط داخل المدن والقرى بين أبناء الشعب في ليبيا مميزين حتى يتساءل الشعب عن الأمر ولكن الملعون أمر ببساطة بدون رحمة ولا ذرة ضمير، رميهم في البحر، أو دفنهم أحياءا في مقابر جماعية بالصحراء أثناء الرجوع إلى الوطن بحجج العلاج والتسجيل في المحاضر انهم قتلى شهداء الواجب خوفا من تسرب المعلومات والصور القيمة للرأي العام ومجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة عن المآسي والقتل والإبادة للأبطال عن قصد مبيت خوفا من الإعلام والتساؤلات والحساب بدلا من العلاج والتكريم .

              كان أعوانه الثقات ينفذون الأوامر في كامل الحيطة والسرية وكل من يتفوه بكلمة على هذه المواضيع الشائنة  السرية في نظره في جلسة نشوة عابرة أثناء السمر مع أصحابه من الرفاق عفويا، يتم الإتهام له بدون رحمة والتصفية الجسدية له بطرق خفية ويلحق في الطابور الطويل من القتلى الغير مرغوب فيهم في العيش والحياة من غير ان يشعر رفاقه بالمصير الذي حدث ، حيث حرب تشاد كانت خطئا لا يغتفر ووصمة عار في جبين نظام القذافي اللعين ، بالتعدي على شعب جار مسالما فقيرا يجمعنا دين الاسلام والمصير ونهايتها تركت جرحا غائرا بين الشعبين يحتاج إلى عشرات السنين للسماح وتصفية القلوب والنسيان .

            قضايا التصفيات للقيادات من الجيش وبالأخص الضباط الرفاق بالعشرات الذين كانوا يعرفون بعض الأسرار الشخصية  أيام الدراسة والكلية العسكرية، تم القضاء على بعضهم بحوادث سيارات مدبرة على الطرق بالسم طويل الأجل أثناء تناول الطعام او شرب الشاي او القهوة ، وأثناء القيادة السريعة الضحية فجأة يصاب بإغماء وتوقف النفس فجأة مما يتخبط ولا يستطيع التوقف بسرعة ويحدث الحادث الشنيع ،  وبعض الحالات نجوا من الموت ونقلوا للمستشفيات بسرعة للعلاج ، وتمت الملاحقة وهم بدون وعي وتم القضاء عليهم سواءا بالخنق أو بحقن سامة ولا يستطيع أي إنسان مهما كان أن يتساءل على موت الضحايا بهذه الطرق الشنيعة أو التحقيق في الجرائم خوفا من العقاب .

               قضايا تفجير الطائرات إبتداءا من القضية المشهورة لوكربي، ( سقوط طائرة بنام الأمريكية ) على بلدة لوكربي الإسكتلندية وقتل جميع ركابها، وموت البعض من الأسكتلنديين من السكان الآمنيين الأبرياء في بيوتهم أثناء النوم والتي أعتقد أنه لا أساس لها من الصحة ،قصة مفتعلة مدبرة في الحرب السرية فى الخفاء عليه حتى يتم الإبتزاز للقذافى وتجعله خائفا من التطورات بعدها...  وتحد من الرعونة والتفاهات الكاذبة التى يخرج بها كل يوم فى العلن على الملأ فى الجماهيرية والعالم .

               قضية سقوط الطائرة الفرنسية نظير التفجير وهي في الأجواء على صحراء تنري في النيجر   وضياع العديدين من الركاب الأبرياء الذين كان سوء حظهم العاثر أنهم من الركاب على متنها وقضية سقوط الطائرة الليبية بضربة صاروخ فى طريقها إلى بنغازي وموت العديد من الضحايا الركاب الأبرياء نظير التصفيات للعديدين وكأنهم لعب للتسلية وليسوا بشرا من حقهم الحياة والتي يوما سوف تظهر الحقائق البشعة من كان السبب وراء هذه المجازر والقتل الجماعي للبشر.

             الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، والصرف بالمليارات من الدولارات على قضايا لإشعال الفتن والحروب بين المتخاصمين فى أنحاء عديدة بالعالم وبالأخص فى الدول العربية التي لم ترتاح من شروره والتأييد والمناصرة ضد المملكة المغربية في دعم قضية الصحراء البولوزاريو للإنشقاق بالدعم القوي من المال والسلاح وتدخلاته في السودان حتى تم التقسيم إلى دولتين ، ونحن كليبين ليس لنا فيها أي مصلحة، بل دمغ وطننا ليبيا بالإرهاب نظير الدعم الخاطىء والجنون، والمفروض توجيه هذه الأموال للنهوض بأبناء الشعب في مشاريع تنمية وأعمارعديدة بالوطن للخير والسعادة والسلام.

                   الحرب مع الجارة الشقيقة مصر نظير الشطحات الجنونية، وضياع الرجال وموتهم من الطرفين ، وخسارة الأموال الخيالية في الحرب السرية المعلنة والغير معلنة وشراء الذمم وقفل الحدود الشرقية لسنوات وتعطيل التجارة التي هي شريان الحياة وعدم وصول الأيدي العاملة المصرية نظير المعاناة والمنع الجائر مما زادت الأسعار عن الحد... ودفع الثمن الأبرياء البسطاء نظير الغباء والجهل وحب الانتقام .

             الحرب مع الجارة الشقيقة تونس، ومحاولة قلب نظام حكم الرئيس بورقيبة، وإرسال فرق المرتزقة لنشر الرعب والقتل التى باءت بالفشل ( قضية قفصة المشهورة ) وبعدها بسنوات وكأن شيئا لم يحدث محاولات الوحدة والدمج بين البلدين، بأي ثمن بدون أي أساسات قوية والدعم الكبير للطاغية الرئيس زين العابدين بن على لسنوات عديدة في تبادل المعلومات المخابراتية لضمان البقاء في سدة الحكم ضد الشعوب المحرومة ،التوانسة والليبيين، من الحريات مما نحن إلى الآن نظير عدم الثقة ، ندفع الثمن نظير الأخطاء السابقة .

             الشنق للطلبة في الجامعات نظير التمرد والتحدي للآراء الكاذبة وأطروحات ونظرية الكتاب الأخضر الفاشلة ومطالبتهم بالعدالة والمساواة، والإرهاب والسجن والتعذيب للشرفاء والفساد والإفساد وهتك الأعراض وكل ماحرمه الله عزوجل في كتابه وسنة نبيه، كان مباحا في عهده ومن زبانيته فى صمت إلا من بعض الحالات الشاذة التى بطريقة أو أخرى ظهرت للنور على العلن محاولين الإخماد لها بسرعة وتهميشها حتى لا تكبر وتؤدي إلى تساؤلات وكوارث مستقبلية.

             قضية سجن أبوسليم في طرابلس والإبادة الجماعية لحوالي 1400 سجين في ساعات رميا بالرصاص وكأنهم حيوانات ضارة وليسوا بشرا من حقهم الحياة، هذه المأساة التي لا يصدقها العقل أنها حدثت كانت جريمة شنعاء ضد الإنسانية، نظير التسلط والتجبر والجنون المطبق والتي كانت الحجر الأساس في التمرد والثورة عليه وقتله وإزالته من خريطة الوطن للأبد .

              جسد القبلية والعنصرية في أبشع معانيها، حيث كان يدعي أنه أبن البادية والخيمة وصفات أبن البادية الوفاء والكرم والنخوة وليس الشهوة في الإنتقام من أهل المدن مما سلط الغوغاء والعامة الجهلة على ذوي العلم والإدارة ، وبقوانين جائرة وأطروحات كاذبة تافهة مستمدة من الكتاب الأخضر .... أصبحت قوانين نافذة حتى يصبح له الفراغ في الساحة للحكم بدون أي منازع في العبث والحكم الفردي المطلق كما يشاء .

               الغوغاء العوام من اللجان الثورية والشعبية، تولوا السلطات ومقاليد الوطن وعاثوا الفساد والإفساد وعدم  إحترام القوانين، وتم إستهلاك الميزانيات والمبالغ المرصودة لبعض الأعمال في الصرف العشوائي لمشاريع وصيانات وهمية ،  بدلا من صرفها على المطلوب وبدقة والخوف من الله عزوجل للمصلحة العامة، بل سرقت الأموال وزورت المستندات والشهادات العقارية لأملاك البعض مما أختلط الحابل بالنابل بدون من يراقب ولا من يحاسب .

              تهميش العديد من المدن الرئيسية مثل بنغازي ودرنة وغيرها بالجماهيرية الفوضوية ونقل ضريح البطل عمر المختار إلى قرية سلوق بحجج أنه تم الشنق له فيها من قبل الغزاة الإيطاليين، والمظاهرات العديدة من الجمهور والمصادمات مع الثوار والإغتيالات لبعض رجال الأمن والحكم الذين زادوا عن الحد في القسوة والتحقيق والتعذيب للضحايا الذين تم القبض عليهم، والرد بالقوة من السلطة والأمن والأخذ بالثأر وقتل الثوار، وقصص كثيرة وحوادث تحتاج إلى كتابة مجلدات عن التحديات خلال حكم الطاغية والمصادمات بخصوص مرض الأيدز الذي تم حقن الأطفال الأبرياء به لنشر العدوى في الشعب ولإنهائهم من الوجود .

           وتمثيلية ومسرحية الممرضات البلغاريات والمحاكمات المفتعلة ، والتعويض المجزي بالمال لأولياء الأمور المتضررين حتى يصمتون ويخرسون ولا يتظاهرون ويؤلبون الرأي العام ، والتحديات من جمهور النادي الأهلي بنغازي الذي لم يعمل له حسابا ولا شأنا اثناء الزيارة للمدينة مما أعتبرها أهانة شخصية ،  ومواضيع كثيرة بدون عدد ،  وحاول فرض الهيبة ورد الصاع بتهميش المدينة الا من الضروريات، وعدم الصرف للميزانيات الكبيرة عليها حتى تركع ويأتي أعيانها طالبين العفو والمغفرة وكأنه الرب تعالى .

            ومدينة درنة منذ الإنقلاب وهي مناوئة للنظام ، وأول مظاهرة في السبعينات ضد نظام الحكم بدأت منها بسبب تعدى أحد الجنود على فتاة بالسوق مما قام تجار السوق بالضرب للجنود على التعدى وإنتهى الشغب والتمرد والأزمة التي كادت تؤدي إلى نهايته،  بسقوط عدة ضحايا قتلى شهداء وجرحى ومعاقين ، وتم كتم الامر حتى لا ينتشر للمدن الاخرى والتعويض السريع المجزى وطرد كتيبة الجيش منها لتهدئة الجماهير الغاضبة ، ولم ينساها الأهوج طوال السنيين أن مدينة درنة ليست موالية مهما فعل .... وزاد الطين بلل عدم التقدير والحفاوة له من جمهور نادي دارنس للرياضة عند الزيارة للمدينة (نفس الذي حدث في بنغازي) الكره له .

             عامل الكثير من مدن وقرى ليبيا بصور مجحفة ودرجة كبيرة من الأهمال وعدم رصد الميزانيات الكبيرة حتى تنهض من التردي، وتغيير الأسماء لبعضها والتي كان متعارفا عليها منذ مئات السنيين إلى أسماء أخرى، نكاية في سكانها نظير بعض التحديات من أهاليها، ولم يترك أي شىء يمر أو حدث بسيط من غير أن يدس أنفه وعيونه من رجال مخابراته وأمنه حيث الأمن الهاجس الرئيسي الذي يقلق البال طوال الوقت، وإستعان بخبراء الشر والشرور والإرهاب من جميع أنحاء العالم لوضع المخططات والدراسات لضمان بقائه على كرسي السلطة، وفشل فشلا ذريعا في أستمالة الشرفاء الأحرار ورجع السحر على الساحر وتم التمرد وإعلان الثورة الدامية للخلاص والحرية . والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

البقية في المدونات القادمة .... 

Sunday, August 23, 2015

قصصنا المنسية 41

بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبيا خلال 100 عام 
(3)

               بدأت المسرحية الساخرة المضحكة المبكية القاتلة في ليبيا، واستمرت 42 عاماً كل عام فصل جديد عجيب لا يصدقه العقل السليم في الإستهتار والضحك على الذقون نظير الخداع والتمويه، وأبناء الشعب الليبي سكارى حيارى يجدون الأعذار الكثيرة على الأخطاء المتوالية بدون ردع،  حتى تمادى في الضغط وبدأ التحدي من القلائل الوطنيين الأحرار الرافضين للأمر في البدايات للإنقلاب الأسود،  ولم يحظوا بالمناصرة والتأييد نظير الجهل وعدم العلم والمعرفة لدى معظم الشعب من العامة، وتم القبض عليهم وتعذيبهم بقسوة من قبل زبانية غلاظ القلوب بناءا على التعليمات الشخصية منه بعدم الرأفة لتغطية العيوب والنواقص الكثيرة في القرارات الجنونية... مما البعض من المتهمين الأبرياء لم يستطيعوا المقاومة والتحمل وماتوا شهداء قتلى في صمت بدون أن يعلموا بهم وتم الدفن في السر، والاتهام والقبض والإيداع لعشرات المئات بدون أن يحس بهم الشعب نظير العيش في الأحلام والمسيرات اليومية والتدجيل والتمثيل ضمن برامج من أساتذة الشر حتى لا يثور ويطالب بالتغيير.

             قضى الكثيرون مددا بالسجون وتم الإفراج عن البعض الضعاف الثرثارين عن قصد ضمن مخطط لبث الرعب عن قصص التعذيب والقهر بالسجن المبالغ فيها مما خاف الكثيرون عن التحدي في الجهر والعلن، والبعض الوطنيين  تحدوا النظام ونالهم العقاب الرهيب الموت، ولا من مهتم ولا من يسأل، حيث معظم الشعب يعيشون الوهم لاهين في الأعمال الخاصة وجمع المال والإثراء حتى بدأت المفاجآت تتوالى من الزحف والتأميم للأملاك الخاصة والشركات التجارية والمقاولات بمقولات هزلية من الكتاب الأخضر التافه الصادر والمؤلف من عقل مجنون ، ذو شخصيات عديدة لديه سادية في قهر الأغنياء ذوي النعمة بأي وسيلة نتيجة الحقد والحسد والحرمان أيام الطفولة من العديد من الأشياء أهمها الحنان والرعاية والأصالة .

              قام الطاغية بشراء الذمم والبذخ على الإرهاب والعطايا وبالأخص سلاطين ورؤساء أفريقيا، وغيرهم من المنافقين حديثي النعمة وكل من هب ودب من الأدعياء بالعالم تحصلوا على معونات ومساعدات ضخمة نظير التملق والنفاق حيث كان مغرورا يحب التمجيد ويدفع المال بدون حساب والشعب جائعا ينتظر الفتات للعيش.

               الانقلاب وتمرد الجيش ومسميات الثورة مسرحية ساخرة وحزينة وقاتلة، تجعل الباحث يتساءل كيف إستطاع هذا الدعي الأهوج أن يجعل الشعب البسيط الساذج يصدق ويهتف ويستمر حكمه الأرعن طوال مدة 42 عاماً؟؟؟ ومهما حدثت له من ويلات وتحديات وتمرد من الشعب وبعض فصائل الجيش والمعارضة بالخارج والداخل، إستطاع بقدرة قادر أن يتواصل 42 عاما .

              والسؤال للنفس، هل هو ذكي بهذه الدرجة، لديه الإبداع والنبوغ ؟ أم مسير من قوى خفية عالمية والحظ والسعد الكبير في الركاب نتيجة قوة الدخل من تصدير الغاز والنفط ، وكبر مساحة الارض وقلة عدد الشعب حتى إستطاع ان يسيطر على الوضع ويحصر أي إنتفاضة في مكانها ويقضي عليها ببساطة .

              كثرت الأقاويل وضاع السمين وسط الغث وأصاب الشعب الإحباط والضعف فترة طويلة ...وووصل اليأس لدى الكثيرين بأن الخلاص سوف يتأخر حتى ينتهي بالموت الطبيعي والوفاة للطاغية يوما من الايام ، حيث لا خلود مهما طال العمر حتى أتى الأوان وظهر الحق ، وزهق وزال الباطل ، بقدرة الله عز وجل وقامت الثورة المجيدة والحرب الدموية الشرسة ، وسقط عشرات الآلاف من الشهداء الضحايا والجرحى والمعاقين الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن وهو يقاوم للبقاء حتى تم الخلاص والنصر العظيم، وسقط الطاغية وتم أسره والقبض عليه ، وهو يتوسل آسريه ضعيفاً بأن لا يعذب مدعيا بكبر السن وتم قتله شر قتلة، بعد أن كان في عليائه يتحدى شعبه ويتوعد قائلا بكبرياء وصلف من أنتم! وكأنه لا يعرف.

             مسرحية إستمرت لعدد 42 حلقة وفصل ، كل فصل بسنة أخذت أعمارنا وزهرة شبابنا أردت تدوينها بدون ترتيب لإعطاء الصورة عن ما حدث من مآسى من الحكم الأرعن ، والنتيجة الدمار للوطن والخراب للنفوس حتى تم بإذن الله تعالى الخلاص يوم 2011/10/20م.

               بداية المسرحية بعد نجاح الإنقلاب الأسود بالمحاكمات الهزلية لرجال الحكم السابق بالزور والبهتان والبث لها في القناة المرئية التي إستمرت شهوراً عديدة، والشعب الليبي لا يعمل ولا ينتج يشاهد المهازل مشدوه الأنفاس يعيش الأحلام مما أدى إلى تأخر الإدارة سنوات للوراء عن النهضة والتقدم .

              تغير علم الإستقلال الشرعي وتبدل عدة مرات لأعلام وأشكال أخرى حتى إستقر الأمر على الخرقة الخضراء، وتم فرضها بالقوة كعلم ورمز وإضطر الجميع للقبول والتحية والتخبط في القرارات الهوجاء حيث تم الأمر للجميع بتربية الدواجن في البيوت للإكتفاء الذاتي ومنعا للإستيراد وبحجج توفيرا للعملة الصعبة كما يقول ويرغب العقيد الأهبل ، ومن السخريات والمناظر المخزية الأقفاص للدواجن في شرفات العمارات في جميع أنحاء ليبيا ظاهرة للعيان أمام الجميع وبالأخص الزوار الأجانب، وتغيير المناهج الدراسية والتعريب وشطب اللغات الأجنبية من االتدريس بالمدارس والمعاهد والجامعات وحرق الكتب القيمة في الساحات بسبب معاداتها للفكر الأخضر الجديد حتى أصبح النشأ الطلاب جهلة مع الوقت وكانت جريمة بشعة من جرائم العصر .

               التدخل في أمور الدين، والإفتاء بدون علم غزير بشرع الله تعالى وعندما تحداه الإمام موسى الصدر ورفاقه الضيوف الكرام للوطن في العلن أثناء البث في الإعلام صورة وصوت في أحد الاجتماعات، تم الإغتيال في صمت، بناءا على تعليمات قوى خفية حتى يجهض حركة أمل وحزب الله فى لبنان من الصمود والتحدي ، وحاول بوسائل قذرة وخداع الرمى بالجريمة على دولة إيطاليا والقصة معروفة للجميع.

               السجن والتعذيب والقتل لبعض الضباط من قيادات الجيش الأكفاء بحجج التمرد على المسيرة الثورية ، والاتهامات جائرة غير صادقة بالمرة عبارة عن تغطية عمليات تطهير عام 1970 م حتى يخنع ويركع الآخرون للأمر الواقع ويصمتون للأبد، وكان أول الضحايا من مدينة درنة إبن عمي و صديقي المرحوم الرائد عبدالحميد الماجري الذي إستشهد تحت التعذيب القاسي، وتبعه العشرات والمئات، وهم شباب ورجال ليبيا الوطنيين الأكفاء .

                   التطبيل والتمثيل والمظاهرات اليومية والحشود بالأمر في كل مناسبة، وبدون مناسبة أو خلق مناسبة حتى يظهر العقيد كالديك يصيح زهوا وخيلاء والخطابات المطولة والتي لا معاني لها غير تضييع الوقت في مهاترات ودمار وخراب للوطن .

                خطاب زوارة المشهور، وتعطيل القوانين وشطب الدستور وكل قيم وكرامة الدولة بحيث أصبحنا جماهرية غوغائية يتحكم فيها الرعاع بالسلطة الشعبية، وهم لا علم ولا منطق ولا أي مرجع من قيم أو أخلاق ، الترديد كالببغاءات بدون فهم ومعرفة في شعارات وطنية زائفة كاذبة أدت بالوطن إلى كوارث مع مرور الوقت والزمن .

            الإتجاه السياسي للشرق روسيا الشيوعية وقام بشراء الأسلحة القديمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية التي عفى عليها الزمن تحتاج إلى تجديد وصيانة ، بناءا على مخططات سابقة، والدفع لمليارات الدولارات وترك الغرب الرأسمالي الغني ، حيث كان بالإستطاعة العيش في رفاهية بالحوار والمنطق والعقل والاستثمارات للأموال بدون الصرف على السلاح على البناء والتشييد وعدم التدخل في المهاترات السياسية لأي طرف وينهض بالوطن، بدل الإرتماء في أحضان الفقر .

                  عدم الإحترام للبشر وبالأخص المواطنين بحجج التقشف وجوع الشعب والحرمان من جميع الأشياء من الإستيراد لها لعقود وإعتبرها كماليات، وهو وأولاده وحواريوه ينعمون بالخيرات والملذات وأنواع الطعام اللذيذ الجاهز من أفخر المطابخ من باريس والفواكه والحلويات، تأتيهم كل يوم بالطائرات من أسواق أوروبا والشعب عائشا على الكفاف مادا أياديه يتسول .

              إرسال بعض وحدات الجيش الخاصة إلى أوغندا بافريقيا لمساعدة ومناصرة الطاغية الرئيس عيدي أمين حبا في الذكر والعظمة والتخلص من بعض القيادات بحجج واهية  خوفا من المنافسة، والنتيجة الخسارة في أدغال أفريقيا ضياع الشهداء قتلى من الضباط والجنود هباءا منثوراً في قضايا خاسرة من أول وهلة، حيث لا تهمنا كشعب ليبي وليس لنا مصلحة لا ناقة ولا جمل في الموضوع ، ولا من يحاسب الأهوج على التمادي وضياع االأرواح شهداء الواجب والخسارة للأموال والمعدات بدون نتيجة .

             إرسال وحدات من الجيش للمساهمة في لبنان أيام حربها الأهلية، بحجة الحماية للفلسطينين، والمساعدات الخيالية من أموال ومعدات وأسلحة، جميعها ذهبت هباءا منثورا في جيوب السماسرة، تجار الموت والدم، الذين ولاؤهم للدولار وليس للقضية...  خلق اللجان الثورية، وإرسال فرق الموت للخارج، لتصفية كل معارض شريف، ونشر الإرهاب في العلن متحديا جميع الأعراف والسنن والقوانين نتيجة الجهل السياسي وليس في السر، كما يفعل الكثيرون من الساسة والدول، مما ألب عليه الدول، ودمغ ليبيا بسمعة الإرهاب والإجرام، حتى خاف الجميع وتعب المواطن الليبي المعارض في الحصول على تأشيرات سفر للتنقل والإقامة في العالم وبالأخص في الدول الغربية التي بعضها صمتت، وأغمضت عيونها عن المحاسبة وتقديم القتلة للعدالة والقصاص منهم، حيث القتلى ليبيون عرب وليس مواطنوهم، حتى لا يغضب الرأى العام والإعلام عليهم ولا الأهوج المجنون لقاء مصالح ونصب للحصول والإبتزاز لمزيد من الاموال لجيوب أصحاب القرار، أليست بمأساة ؟ أين الديمقراطية وأين العدل ياأوروبا؟

              الطموحات الزائدة عن اللزوم، والتي نحن كشعب ليبي بسيط العدد ليست في قدراتنا، حتى نستطيع أن ندخل في الدائرة النووية وتصنيع القنبلة الذرية ، ومهما تكن عندنا القدرات المادية ونستطيع التمويل بالمال، ليست لدينا القدرة على الإحتفاظ بها في أمان بدون الضرر أو التلويح والتهديد لأي دولة معادية... وبالأخص أن القرار لدى إنسان مخبول مستعد في لحظة هيجان وغضب أن يفجرها على رأس أي دولة تتعارض معه وبالتالي يؤدى بها للهلاك وبليبيا في نفس الوقت .

               لقد صرف البلايين من الدولارات في شطحات جنون والوطن بحاجة للإعمار على جميع المستويات، وقام بتمويل القنبلة الإسلامية في باكستان كمشاركة والنتيجة لم يتحصل على شىء، وبعد الصدمة قرر تصنيعها في ليبيا، وتركه الغرب سنوات تحت المراقبة الدقيقة في السر حتى تقدم في المشروع في موقع (الرابطة) قرب العاصمة طرابلس الغرب، وصرف البلايين وكثيرا من الوقت وضغطت عليه أمريكا أيام الرئيس بوش الحزب الجمهوري الذي يهوى الحرب، وإضطر أن يتنازل خوفا ورعبا من التهديد ويسلم جميع مالديه، من رسومات ومعدات لتصنيعها عن طواعية وبدون أي ثمن ولا تعويض، حتى لا يقضى عليه وعلى نظامه الغوغائي وينتهي من الوجود من على كاهل ليبيا ...  والله الموفق .

                  رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

Sunday, August 16, 2015

قصصنا المنسية 40

بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبياخلال 100 عام
(2)

                ذكرى خالدة مريرة لأحداث قرن مضى عبر الزمن من شهر أكتوبر 1911 إلى شهر اكتوبر 2011 م حدثت فيها الكثير من الأحداث المهمة المصيرية، من الأفراح والأتراح بلا عدد... إمتدادا لكلمة المؤرخ اليوناني هيرودوت عندما زار مدينة قورينا الأثرية (شحات) في الجبل الأخضر منذ آلاف السنين وقال :"من ليبيا يأتي الجديد" كلمة مأثورة على مر السنين... تعطي معاني كثيرة عميقة من خير وشر،  حيث الجديد لا يأتي من فراغ وسلام وهدوء بدون عمل جاد وصراع ونضال ودم   وأصبحت مع الايام رمزا يستشهد بها طوال الوقت .

               ليبيا قدمت الكثير من التضحيات ، الضحايا والدماء وعانت الظلم في أبشع الصور خلال المائة عام التي مضت... لم ترتاح يوما من دون تدخل القوى الخفية والأيادي السوداء حتى لا تنهض وتبدع وتصبح في المقدمة ، طوال الوقت في ضيق ومعاناة،  في مشاكل صعبة تتوالى الواحدة وراء الأخرى بدون توقف،  بدأت بالدم والحرب والإحتلال للوطن من إيطاليا أكتوبر عام 1911م، وإنتهت بالدم وسقوط الطاغية القذافي ، أكتوبر 2011م ... والتساؤلات التي ليس لها أجوبة، هل الأمر مجرد صدفة ، أم القدر خططها حتى نأخذ عبرا ودروسا ومعرفة للآجيال الحاضرة والقادمة عن الاحداث والدسائس للأرض الطاهرة خلال قرن من الزمن مضى بخيره وشره للأبد .

               شهر أكتوبرعام 1911م إحتلت إيطاليا الدولة الإستعمارية وقتها ، أرض وطننا ليبيا ، بحجج واهية ، وقام الليبيون للدفاع عن الوطن ولبوا نداء الجهاد وقدموا الأرواح والدم فداء، ولم يتقاعس أي مواطن حر وطني طوال الوقت، واستمر الغزاة الطليان في تنفيذ مخططاتهم الإستعمارية لإبادة الليبيين العرب بجميع الوسائل من ترهيب وقتل وشنق وإبعاد ونفي وترحيل إلى السجون الإيطالية بالجزر والسجين الذي يذهب لا يرجع، والسجن بالمعتقلات بالصحراء بالبريقة والعقيلة ومرادة لمئات الآلاف من المواطنين سجناء ضمن حواجز الأسلاك الشائكة والحراس شاهرين السلاح يتحينون  الفرص لإطلاق الرصاص والقتل العمد .

                العذاب والجلد بالسياط والشنق اليومي للعشرات والتجويع ضمن مخططات ودراسات غير إنسانية حتى يتناقص العدد ويصبحوا أقلية يتلاشون مع الوقت، وترغيب المواطنين في المدن بالعيش ضمن المجتمع الحضاري والعادات الغريبة وقتها الغربية والتي لا تتماشى مع ديننا الحنيف وشعائرنا وأعرافنا الإسلامية والتوظيف في وظائف عادية ليست لها أهمية حتى يذوبوا ويتلاشوا في الحياة الإيطالية بمرور الزمن، وهم أسياد الوطن ، والتبشير والتنصير لضعاف النفوس قليلي الإيمان المنافقين والطامعين في الحصول على فتات لترك الدين والردة عنه والحصول على الجنسية الإيطالية ناسين متناسين دينهم الذي يرقى ويسمو بالروح دنيا وآخرة .

              لم تترك أي وسيلة لإبادة الهوية الليبية للمواطنيين بدون تفعيل من إغراءات وترهيب ، وعجز العدو عن بسط النفوذ خارج المدن نظير المقاومة العنيفة الشرسة فى جميع أرجاء الوطن حتى قامت الحرب العالمية الثانية بين المحور والحلفاء وويلاتها من كر وفر وأبناء الشعب الليبى يقدمون ويدفعون في الثمن الغالي من الضحايا والخراب والدمار وليس لهم فيها مصلحة ولا ناقة ولا جمل وإنتهت بإنتصار الحلفاء وطرد العدو الايطالي عن الوطن للأبد .

                   خرج المستعمر الايطالي وحل مستعمرا آخر تحت مسمى الانتداب البريطاني الذي يضحك في الوجه ويطعن في الخلف، وحدث الذي حدث خلال سبع سنوات عجاف من التحكم السياسي والتضحيات حتى من الله تعالى بالفرج وتحصلنا على الاستقلال بضربة حظ غير متوقعة... ولا محسوبة بفارق صوت واحد من مندوب دولة هاييتي السيد أميل سان لاو الذي فضله على ليبيا والليبيين بلا حد لمن يعترف بالجميل ...  قام العهد الملكي على أطلال وخراب ودمار، وأكتاف وسواعد رجالا صادقين أوفياءا للوطن، عملوا المستحيل حسب الإستطاعة والمتاح لإنقاذ وإصلاح الوطن، وبدأت الدولة تنهض وتشق طريقها كل يوم للأفضل، وساد القانون، وإهتمت الدولة الفتية بالعلم والتعليم، وأنشأت العديد من المدارس والجامعات ، والتدريس الليلي لمحو الأمية ونشر العلم في كل مدينة وقرية بالمملكة مع العلم أنها فقيرة تعيش على الفتات والتبرعات من عديد من دول العالم والمنظمات الدولية، والإعانات من الأمم المتحدة وغيرها من أدوات الدخل من تصدير الفتات من الانتاج المحلي للخارج .

              إضطرت الحكومة لتأجير قواعد عسكرية لبريطانيا في الشرق (قاعدة العدم) في طبرق للبريطانيين وقاعدة (هويليس) الجوية للأمريكيين في طرابلس الغرب، حتى تستطيع أن تنهض ، مما إستغل الموضوع الإعلام المصري من راديو صوت العرب ومذيعه أحمد سعيد للضغط على العهد الملكي والإشادة بالعار وأن الإستعمار له موطىء قدم في ليبيا مما أشعل النار في مشاعر الشعب الليبي، وكانت الخطابات الرنانة الزائفة من الرئيس عبدالناصر والإعلام المصري الغير صادقة في الاتهامات ، فقد كنت شاباً في ذاك الوقت اسمع  في التراهات والأكاذيب الخطأ .

           وكان لدى المملكة الدلائل على الكذب والإدعاءات الباطلة ولكن لم يرضوا المتاهات والتراشق بالتراهات ، والحق والصدق للتاريخ ، ذهبت لجنة من حكومة المملكة إلى القاهرة طالبين العون المادي والمساندة من مجلس قيادة الثورة المصرية وقتها ، قبل التوقيع على المعاهدات وكان الرد المصري بعد الكثير من المداولات وتضييع الوقت فى المماطلة والتأجيل ، ولما زاد الضغط عليهم للوصول إلى نتائج، تم الاعتراف بالحقيقة أنه ليس لديهم المال للدعم بالكاد قادرين على السير ضمن إقتصاد ضعيف ينذر بالخطر ولم يكن لدى الحكومة الليبية أية خيارات ، وتم التوقيع لتغطية الميزانيات السنوية ولتسيير الامور المالية للمملكة بدلا من التوقف وإعلان الإفلاس.

                المحادثات السرية في الخفاء والموثقة رسميا بمحاضر تعتبر من الأسرار، ولم يسبق لإي مسؤول ليبي بالسابق أن تحدث عنها بصراحة وشرحها لأبناء الشعب حتى يعرفوا الحقائق التي طمست وتلاشت مع الوقت وإستغلها الاعلام المصرى فى الخداع والتهييج لعوام الشعب البسطاء.

                 أحداثا كثيرة وكبيرة حدثت أيام العهد الملكي ومشاكل وتحديات بين أسرة الشريف ضد أسرة الشلحي على الفوز والبقاء في الحكم الفعلي تحت غطاء وجود وبقاء الملك إدريس وبعده ولي العهد الأمير الحسن الرضا، حيث الإدريس كان قلبا وقالبا مؤيداً لأسرة الشلحي التي يقال همسا في ذاك الوقت في الأوساط بدون دلائل نتيجة السحر والحقيقة يعلمها الله عز وجل ، إنتهت بالإغتيالات للعديدين من الشخصيات ، إبتداءاً من عميد العائلة السيد إبراهيم الشلحي ناظر الخاصة الملكية رميا بالرصاص في العلن ووضح النهار ولم يهرب القاتل ويتوارى حتى يزداد التعقيد للقضية ، والشنق لمحي الدين الشريف القاتل في سجن بنغازي تنفيذاً لحكم العدالة الذي صدر ، ولم يؤخذ أي إعتبار للأسباب التي تم بها القتل حتى يخفض الحكم إلى مؤبد، وإغتيال الضابط العقيد الركن بالجيش إدريس العيساوي بالرصاص وتركه بدون علاج في المستشفى العسكري البريطاني ينزف الدماء حتى توفى شهيداً، وقتل البوصيري الشلحي في حادث سيارة مدبر وعشرات التهم والضحايا الكثيرين الذين تم الأبعاد والنفي عن الوطن ، أو السجن .

                قصص حزينة مؤلمة حدثت نظير التحديات ودخول القوى الخفية حلبة الصراع الليبي بقوة وبالأخص عندما إكتشف النفط والغاز بكميات خيالية ، وأصبحت ليبيا بين يوم وليلة من فقر مدقع تعيش على الإعانات والهبات إلى دولة غنية، الجميع يخطبون ودها ويحاولون الهيمنة عليها بأي صورة وطرق عن طريق العملاء القطط السمان بالنهب المنظم للخيرات في السر والعلن مما عجل بقيام الإنقلاب ووصول القذافي بمساندة القوى الخفية لسدة الحكم .

                عاش أبناء الشعب الليبي الاحرار الوطنيين 42 عاما في ظل عهد القذافي الأسود في الغم والهم تحت سيف الارهاب أحتاج إلى مجلدات للشرح الوافي عن ما تم فيها من تراهات ومهاترات نظير الجنون ، حتى من الله تعالى بالفرج وقامت الثورة 17 فبراير 2011 م وتم القتل للطاغية يوم 20 اكتوبر 2011 م وقفل الملف القذافي للأبد... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع ...

قصصنا المنسية 39

بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبيا خلال 100 عام
(1)


                 مرت على العالم العربي خلال القرن العشرين الماضي  احداثا جليلة  وتأثرت ليبيا بها، حيث شعبها ثوري عربي مسلم يوحد بالله تعالى، سباق دائماً للمشاركة والمناصرة والدعم بالمجاهدين... تعود على النضال طوال الوقت، وعاش الآمال العريضة بأنه يوماً سوف تتحقق الوحدة العربية الكاملة ، بإذن الله عز وجل ، وساهمت مع أنها لم تستقل بعد في القضية الفلسطينية عن قناعة وايمان وكانت وقتها تحت حكم الإدارة البريطانية العسكرية ولم تستقل وتصبح دولة لها كيان وقد كان لبريطانيا الدور الكبير في دمار فلسطين من وعد بلفور المشئوم نظير المؤامرات الدولية وجهل العرب بما يدور في السر وراء الستار من خفايا مما خسروا الحرب.

                 ليبيا ساهمت بالرجال الشباب والمال في الحرب عام 1948م ضد الصهاينة وتقسيم فلسطين، وسقط المئات من شهدائها في العديد من المعارك على الأرض في ساحات القتال ضحايا نظير الإيمان بعدالة القضية وأن أرض فلسطين أرضا عربية، يستطيع اليهود العرب العيش بها كمواطنين مع الآخرين في جميع الدول العربيه مكرمين معززين ضمن قوانين تضمن الأمن والأمان للجميع وليس كيانا صهيونيا ودولة .

                 المجاهدين الليبيين إرتوت بدمائهم الأرض الطاهرة أرض الرسالات والقدس الشريف، لم يخذلوا ويتراجعوا للخلف حتى هزمت الجيوش العربية وتوقفت الحرب نظير الخيانات ومساندة الغرب والشرق للصهاينة بالسلاح وجميع الدعم والتاريخ يشهد بذلك كما قال الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة (مظلمة القرن العشرين) فقد دخل العرب الحرب منذ أول يوم بطريقة عواطف هوجاء غوغاء خاسرة نظير الإنفعال والغضب وليست بطرق علمية ودراسات وتخطيط مبنية على أسس وعدالة القضية .

                 وزاد الحدث الكبير وتهييج القضية من مصر مما إستغلها الصهاينة أحسن الاستغلال ، نظير تحديات الرئيس عبدالناصر لإسرائيل والغرب المتهورة الزائفة مما أدى إلى حرب قناة السويس من دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل سنة 1956م، ولولا لطف الله عز وجل وتدخل القوى العظمى الإنذار الروسي من الرئيس خوروتشوف ، وموافقة أمريكا والضغوط على حلفائها وإنهاء الحرب ، لضاعت قناة السويس وأصبحت محتلة لسنوات أخرى وإستغلها الإعلام المصري أحسن إستغلال زورا وبهتان وقلب الهزيمة إلى نصر بالكلام والخطابات الرنانة وصدقته الشعوب العربية الغافلة ، وتأثر الشعب الليبي المجاور وبلع الطعم، وللأسف لم يفهم ويتعلم  ويأخذ عبرا ودروسا للمستقبل .

               قامت ليبيا حكومة وشعبا في حدود الطاقات وساندت الجزائر بجميع الإمكانيات في تمرير السلاح والمساعدات الإنسانية التي كانت تصل المواني الليبية من دول عديدة، والحدود الشرقية من مصر في السر لإخوتنا الجزائريين في حربهم ضد فرنسا في الستينات للحصول على الإستقلال، ولم تبخل ليبيا بأي عمل ومجهود في الدعم ، وسهلت الامور بعدم إثارة المشاكل الحدودية عندما طلبت القيادة الجزائرية ذلك ، حتى لا تمانع فرنسا وتؤجل الاستقلال للجزائر ووافقت حكومة ليبيا وقتها لا تريد تعطيل الإستقلال ضمن محاضر رسمية موثقة المداولات ، والنتيجة إستولت الجزائر على منطقة حاسي مسعود الغنية بالنفط والغاز ، التي هي أراض ليبية، ولم يطالب بها العقيد الأهوج طوال عهده المشؤم .

                 كان الصمت والسكوت عن المطالبة رسميا أحد الأسباب الرئيسية التي من أجلها ساندت حكومة الجزائر القذافي حتى آخر لحظة بالسلاح والدعم، ولم تعترف بالمجلس المؤقت وتسانده بسرعة كما يجب وقبلت لجوء عائلة المجرم  والحصول على الإقامة، ونست أفضال الشعب الليبي في حرب التحرير وساندت الظالم، فالمساندة الحقيقية للشعوب المظلومة وليست لأفراد طغاة ينتهون مع الزمن فالذي يساند ظالما على البقاء يصبح مثله ظالما مهما كانت الأسباب.

                فنحن كليبيين أحرارا حكومة وشعبا لا يستطيع أي طرف أجنبي الدس والتفرقة بيننا تحت أية مسميات .... الجزائريون أهالينا وأخوتنا ونحن عائلة واحدة، وبالحوار الهادف والعمل المدروس ضمن دراسات جيدة وتخطيط سليم سوف نصل وتنجح يوما في المسيرة والخطوة الأولى إلى تحقيق الوحدة المغاربية ثم الوحدة العربية الشاملة مهما طال الوقت حيث وحدتنا وإتحادنا مع بعض يدا واحدة هو العز والقوة حيث لدينا جميع المؤهلات والإمكانيات، وسوف يوفقنا الله عزوجل في الوصول للوحدة الشاملة يوما من الأيام طالما وضعناها هدفاً أمام أعيننا نسعى لتحقيقه مهما طال الوقت.

                 فنحن العرب الجميع من الموحدين بالديانات السماوية من مسلمين ومسيحيين ويهود وجميع الأطياف والشرائح في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، نريد ونرغب فى العيش في سلام وأمن وأمان، نحترم الأديان والشعائر لأي إنسان، لا نريد ولا نرغب في التطرف وإيذاء الشعوب الأخرى كما يصورنا الإعلام الغربي أننا وحوشا إرهابيين نعيش في العصور الماضية متخلفين لترسيخها في عقول وأذهان مواطنيها حتى يخافوا ويلحقهم الشك والريبة في كل عربي ودعم الآخرين على حسابنا ونحن أبرياءا من التهم والظلم .

                فالآن نعيش في عصر العولمة، عالما صغيرا ويصغر كل يوم بالتقدم العلمي في سهولة الإتصالات والمواصلات، وعلينا إحترام البعض للبعض ضمن الثقة والاحترام والعيش معاً في سلام ضمن المصالح المشتركة التجارة الحرة وسهولة الاستثمار والخير للجميع حتى نبدع معا في العمل الإنساني لجميع البشر بدل الكراهية والعنف الحروب والدم حبا في الانتقام والأخذ بالثأر، والنتيجة والحصيلة الدمار للجميع والكاسب والمنتصر من أي طرف خسران .

              الكثير من القضايا المعاصرة الآن الشائكة عبارة عن لعبة دولية وصراعا بين الكبار القوى الخفية، لم يعرفها ويعلمها العرب نظير الجهل والإستبداد من الرؤساء والحكام أصحاب القرار سقطوا في الفخ والكمائن التي تم الاعداد لها بمهارة من أساطين أساتذة الشر ودفعت الثمن والدم الشعوب العربية البائسة نظير الخداع والعواطف بدون دراسة للأبعاد وكانت ليبيا ضمن الضحايا حيث تأثر شعبها للهزيمة والنكسة الأليمة عام 1967 م ودعايات الإعلام المصري والإتهام الكاذب بأن الضربة الجوية القاصمة جاءت من مطار العدم شرق ليبيا ،، لقربه من الحدود المصرية لتمييع الهزيمة والنكسة القاتلة ، وجعلت الأنظار الزائغة الحائرة تتجه للبحث عن ضحية، كبش فداء حتى يلام ويذبح لتهدئة الخواطر ولفت النظر لإتجاهات كاذبة، لا أساس لها من الصحة .

                والنتيجة ثار الشعب الليبي ضد العهد الملكي ضمن المخطط المسبق من القوى الخفية الدولية لإشعال الفتن والدس على الوطن، ولم يرتاح طوال سنتين وهو يغلي تحت السطح من الهزيمة والنكسة الأليمة والعار الذي لحق جميع العرب، وقام الإنقلاب عام 1969م ونجح بسرعة نظير التخطيط والبرامج من القوى الخفية لتستمر دورة اللعبة والمباراة ولا تتوقف وبرز على السطح ملازما مجنونا أهوجا، لا نعرف له لا أصلا ولا فصل، ومثل الدور في أحسن أداء وتمثيل وتدجيل وصدقه وهتف له الكثيرون من أبناء الشعب والله الموفق..                                                                    

        رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع....

Sunday, August 9, 2015

قصصنا المنسية 38

بسم الله الرحمن الرحيم

 مسيرة حياة 5

            مدينة درنة التي همشت عبر التاريخ المعاصر من الخوف أن تتقدم في مسيرتها وعمرانها ونهضتها نظير الأحكام الخاطئة والغير مبررة...  تهم عشوائية أطلقت عليها نظير الأحقاد والحسد حتى لا تزدهر... كانت منارة علم وثقافة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية و أيام الإستقلال وبعده إلى الستينات في المنطقة يشهد بها الجميع ، ذات الذكاء الفطري وتحصيل العلم والثقافة العامة حتى أطلق عليها لقب مدينة (قيادة الأحوال) ، وأيام العهد الملكي كان يوجد مثلا وكناية تتداول في دهاليز التعيين لأي حكومة جديدة للوزراء المختارون بدقة نظير توازنات قبلية جهوية بمراسيم ملكية حسب تعدد القبائل في ليبيا والذين معظمهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وقتها، ولا يفهمون في الإدارة من قبائل البادية الذين عاشوا بالمناطق ولم تتاح لهم الفرص أيام الغزو الإيطالي من تحصيل العلم والدراسة والمعرفة .

               يقولون بمزح (إرفد) دعم الوزير من البادية بدرناوي كوكيل وزارة لانهم متعلمون ويستطيعون تحمل أعباء الإدارة المنظمة ، ولهم القدرة العالية على تنظيم العمل اليومي المكتبي والوزير رمزا عبارة عن يوقع أذا يعرف الكتابة أو يبصم بالأبهام ، والأمور مضت على أتم الخير والسلام بسهولة حتى قام الإنقلاب (ثورة الفاتح) وتغيرت جميع المفاهيم، وحل الخراب والدمار والشيطان الرجيم على أكتاف الوطن .

              والغريب الذي يأتي اليها يجد الحفاوة والتكريم والكرم ، وفي نفس الوقت بطريقة أو أخرى يعرفون أشياءا كثيرة عن القادم وكأنهم جهاز مخابرات قوي مما يستغرب القادم لها ويعتبرها تدخلا في أموره الشخصية وهي عبارة عن طرق عفوية من خلال الحديث والنقاش أثناء الترحيب والحفاوة ، ومراقبة التصرفات بدقة بدون أن يعلم ويشعر ، ويضعون الأحكام التي في أغلب الاحيان بالصدفة تكون صادقة .

                الغرب أساء الحكم عليها بأنها موطن الإرهاب والحركات الدينية المتطرفة من خلال الأعداد الكبيرة من المجاهدين الشباب الإنتحاريين فى أفغانستان والعراق المتطوعين للجهاد طالبين الشهادة والموت، وأمورا كثيرة ونسى المستشارين لب الموضوع السؤال المهم لماذا هؤلاء الشباب إختاروا الطريق الصعب والتطرف الديني في نظرهم؟ لماذا لم يبحثوا بدقة في أغوار المشكلة؟ حتى يصلون إلى حلول سليمة ويقضون عليها وتنتهى بسهولة.

              والإجابة الفراغ وعدم وجود العمل والدخل المريح حتى يعيش الشباب في بحبوحة العيش والتهميش من قبل الحكام وصناع القرار، والمتابعات والملاحقات الأمنية المجحفة من زوار الليل والنهار، والإضطهاد والسجن والتعذيب البدني القاسي والضرب بالسياط من جلادين غلاظ القلوب قساة وهم أبرياء، والقناعة القوية لدى الشباب بأنه لا عدل ولا مساواة حقيقية بين المدن وطوائف الشعب، ولا منابر حرة حتى يطلق العنان للنفس في التعبير والحوار بدل العمل في الخفاء ولا وجود لنوادي شبابية تستهلك طاقاتهم في ممارسة الرياضة والتنافس مع الآخرين .

                 والإستغلال من قبل دعاة الشر الغرباء بتزييف الحقائق، والوعود المعسولة بالفوز والنجاح دنيا وآخرة، وأمورا كثيرة سوف تدون في مدونات قادمة الشرح والتعريف بهؤلاء الأبرياء الضحايا من جميع الجوانب والزوايا، وكيفية الطرق السليمة للأخذ بيدهم إلى النجاة من عقد الخوف من الظالمين الحكام الطغاة، والعيش بشرف وكرامة ضمن المجتمع السعيد المتدين الذين يحلمون به ضمن برامج خيرة وخطط سليمة بهدوء ضمن دراسات والأخذ باليد قبل ان يستفحل الشرر وتبدء المصائب بلا عدد.

             أخير يشرفني القول أنني أبن من أبناء مدينة درنة المجاهدة الصابرة الثائرة، وليبيا وطني وهي أمي وأنا أبنها، ومهما جارت على سوف أظل أبنها طالما حييت بهذه الدنيا الفانية ولن أنسى أمريكا وفضلها في حماية الأبرياء الشرفاء أمثالي في الوقت الصعب، فقد حمتنا سنيين عديدة من فرق الموت القتلة من اللجان الثورية الجهلة ، الذين ناسين متناسين أننا مواطنين ليبيين شرفاء جريمتنا والإتهام أننا رافضين  الظلم، وآثرنا الغربة على البقاء في وطن يحكمه أشباه الرجال مثل القذافي المجنون .

            أنني سعيد بتوفيق الله عز وجل أن الهمني الصواب وجئت مهاجرا من أول يوم رأسا إلى أمريكا وبعد سنين من الإقامة الشرعية اصبحنا من مواطينها ... عشت بها كريما رافع الرأس  تعلمت إحترام البشر من جميع الأجناس وكيفية الحوار بالمنطق وإحترام الرأي الآخر مهما كنت على خلاف معهم ، وكبر الأولاد وتعلموا العلم الصحيح في المدارس والجامعات الذي يعتمد على المجهود الشخصي للنجاح وليس التزوير والمحاباة كما يحدث في وطننا العربي حيث الكثيرون من الخريجين يتيهون زهوا وفخرا وشهاداتهم الجامعية لا تساوي ثمن الورق والحبر أليست بمأساة وضرر على المدى البعيد للوطن... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

قصصنا المنسية 37

بسم الله الرحمن الرحيم

 مسيرة حياة 4

                   مدينة درنة نظير التهميش والمخطط الذي وضع لحصارها وحصرها والتضيق عليها بأن لا تتقدم وتنهض مما أنطلت الحيل على أهلها الأذكياء بالفطرة وتراجعت إلى الخلف وهاجر معظم أهلها الاصليين إلى مدن أخرى طلبا للعيش والرزق والعلم وأصبحت في المؤخرة رقم ثمانية بدلا من الثانية ضمن ترتيب المدن في عهد القذافى .

                دائماً سباقة في الغوث والنجدة قدر المستطاع وبالمتاح في الدفاع عن القضايا الوطنية في ليبيا الوطن وفي دول عديدة من الجيران ودول الاسلام من قديم الزمان وإلى الآن وقتنا الحاضر الكثير من الأحداث لم تدون وتكتب وتوثق بمصداقية حتى يستمر الذكر إلى ماشاء الله تعالى وضاعت في طوايا النسيان عبر الزمن، وإحداها عندما شاركت مجموعة من حوالي 500 رجل مناضل طواعية من الدراونة بقيادة المناضل ( الكيلاني) بالإلتحاق ومساندة الثورة المصرية بقيادة أحمد عرابي باشا في التصدى للغزو البريطاني في المعركة المشهورة للبقاء وإحتلال مصر والذين معظمهم أستشهد في ساحات المعركة دفاعا عن ارض مصر ارض الاسلام ولم يرجع الا البعض ، وتم نسيانهم بطرق ملتوية حتى لا يذكرون بالخير ويصبحون مشاهير في التاريخ الذي ولى ولن يرجع ، جنودا مجهولين طمسهم التاريخ نظير أمورا عديدة من المغالين لا يريدون للأبطال الليبيين الظهور في الصورة للمجد والتكريم .

                  تم الطمس للكثير من الشهداء الذين سقطوا في حرب فلسطين عام 1948م نظير المساندة والنصرة لإخوتهم الفلسطينيون ونضالهم من اجل القضية العادلة التي أطلق الرئيس الراحل لتونس الحبيب بورقيبة عليها إسما خالدا دائماً عبر التاريخ سوف يذكر (مظلمة التاريخ المعاصر) حيث الوطن العربي وطنا وجسما واحدا ومهما حاول الأدعياء والقوى الخفية الخراب والفصل والتجزئة لن يستطيعوا التفرقة ، والدليل وجود عائلات كثيرة من أصول ليبية وبالأخص من مدينة درنة في فلسطين المحتلة وعدة مدن أخرى في الضفة الغربية وغزة .

                  الرجال الشباب الأبطال الضحايا الذين سقطوا شهداء في حرب التحرير الجزائرية عن نخوة وقناعة في الفداء ومساندةالإخوة الجزائريون لنيل حرياتهم من فرنسا، وطمست ذكراهم من التاريخ النضالي الجزائري، ونحن من عائلتنا ( آل زعطوط ) سقط العديدون وأتذكر  في الستينات أيام العهد الملكي تقدم المندوب الجزائري في طرابلس ليبيا بتقديم التعازي إلى أبن عمي ( الحاج محمد زعطوط ) النائب لمدينة درنة في مجلس النواب بالبرلمان الليبي أيام المملكة بالتعازي الحارة عن إستشهاد بطلين من آل زعطوط ضحايا قتلى من ضمن المقاومة ثوار الجبل أوراس بالجزائر في حرب التحرير ضد فرنسا لنيل الإستقلال بالقوة .

              الكثيرون من أبناء ليبيا قدموا الأجساد قرابين على مذبح الحريات طواعية ومساندة أخوتهم العرب والمسلمين في أماكن شتى بالعالم العربي والإسلامي، قديما بالماضي والحاضر من أجل المبادئ السامية والإيمان عن قناعة بالتضحية في سبيل الله تعالى .

              الآن الألاف بجبهات القتال في ليبيا الوطن وبالمواقع والخطوط الأمامية، يحاربون ويضحون من أجل الحرية الخلاص من نظام الجهل القذافي وأعوانه ، والإزالة له من على خريطة الوطن مهما كلف الأمر من تضحيات آملين في النصر عن قريب بالتوفيق من الله تعالى .

              مهما تحدثت لن أستطيع الشرح الكثير عن المدينة التي ولدت وترعرعت وعشت أجمل أيام العمر وأزهاها ، ومورست علينا الضغوط الكبيرة وتم الزحف والتأميم وضاع مجهود العمر من نظام جائر وعشت أياما وشهورا وسنين في أزمات و ضغوط رهيبة مادية ونفسية حادة والبعد عن الوطن الغالي بالغربة في أمريكا التي مهما حاول الإنسان الشكر لها لن يوفيها حقها فقد قدمت لنا جميع التسهيلات للإقامة الشرعية والعيش فيها بكرامة وعزة نفس والحصول على اللجوء السياسي والحماية القانونية من القبض الشخصي والتسليم لحكومة نظام القذافي الجائرة الكاذبة عن طريق البوليس الدولي ( الإنتربول ) عندما تم الطلب رسميا منهم بالتسليم كمجرم فار من العدالة .

                 والحماية من بطش فرق الموت للجان الثورية التي قامت وإغتالت الكثير من الأحرار الشرفاء الليبيين في العديد من دول أوروبا والسلطات تتغاضى عن الملاحقة والقبض للقتلة لقاء مصالح مادية ورشاوي كبيرة للمسؤولين أصحاب القرار حيث يعتبرون الموتى الشهداء ليسوا وطنيين من أبنائهم حتى لا تثور الصحافة والرأي العام يطالب بالمتابعة القوية ، تركوا الغرباء اللاجئين لديهم بلا حماية قوية يقتلون ببساطة وكأنهم حشرات ضارة وليسوا بشر.

              أمريكا وقفت بالمرصاد للقتلة، وتمت محاولة عملية غدر لقتل المناضل فيصل الزقلعي في ولاية كولورادو في الثمانينات أيام الرئيس ريغان من أحد القتلة المرتزقة المأجورين من قبل النظام بحجة زيارة ولقاء صحفي عن ليبيا، ودافع فيصل عن نفسه في إشتباك عنيف مع القاتل ممسكا بالمسدس الموجه له بيأس لأجل الحياة وتمت نجاته من الموت  بأعجوبة ، وأنتهت الأصابة بمرور القذيفة الرصاصة بجانب الوجه وخسارة أحدى عينيه وتم القبض على الجاني وأودع بالسجن، وعندما سمعت بالأمر سافرت بالطائرة من مدينة كوربس كريستي تكساس حيث كنت مقيما وقتها إلى مدينة بولدر بولاية كولورادو للزيارة طالبا له الشفاء العاجل محاولا رؤيته للإطمئنان عليه ولم تتاح الفرصة حيث كان تحت الحراسة المشددة بالمستشفى في حالة إغماء بدون وعي يصارع الموت لقاء الحياة وممنوع الزيارات وقابلت زوجته الفاضلة الدكتورة فريدة العلاقي وحمدت لها على سلامته ونجاته من الغدر والموت .

                ومحاولة إغتيال لي شخصيا في مدينة فرجينيا بيتش عام 1985/1984م  والتى أعلمت بها من قبل جهاز ( أف بي أي ) الشرطة الجنائية وأنا خالي الذهن عن مايحاك من غدر، وتعاونت معهم في جميع الإرشادات المطلوبة في وضع كمين وفخ للجناة حتى تم القبض عليهم متلبسين، وتمت محاكمتهم وإيداعهم بالسجن .

              الهجرة والغربة إخترتها طواعية من النفس حتى لا أرضخ لنظام القذافي، وناضلت قدر الأستطاعة وبجميع ما أوتيت من جهد ومال ووقت وتضحيات كبيرة من سعادة العائلة والأولاد الذين كانوا وقتها صغارا في السن يحتاجون للرعاية والحنان وكنت وقتها مسافرا طوال الوقت متنقلا بين مدن القارات من أجل المعارضة والتحدي للقذافي ونظامه في العلن والميدان .

             أصبحت الأم الحاجة المجاهدة الأب والأم في الرعاية ، وتحديت النظام مخاطرا بالنفس ، ورجعت إلى ليبيا يوم1991/3/31م مؤمنا بالقضاء والقدر وستر الله عز وجل الأمر وحدث الكثير من الإتهامات والتحقيقات خلال 19 عاما متواصلة والضغوط النفسية والسجن عدة مرات والمنع من السفر والمغادرة للخارج وسحب جواز السفر الليبي لمدة 7 سنوات والذي (لا مجال الآن للشرح بإذن الله تعالى في مدونات أخرى) فإيماني القوي أن الحياة جهاد وكفاح من اجل المبادىء السامية والوصول للأهداف النبيلة هي الأساس في التحدي والكفاح فالعمر مهما طال له وقت وينتهي ، وساعة الموت والشهادة عندما تأتي وتحل لن استطيع تأخيرها مهما فعلت وحاولت ومرحبا بالقضاء والقدر والله الموفق .

                 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

Saturday, August 8, 2015

قصصنا المنسية 36

بسم الله الرحمن الرحيم

 مسيرة حياة 3

                   منذ اليوم الأول في الإقامة في بيت شقيقي الثاني  بقرية كمبوت غرب أمساعد حوالي 60 كم شعرت بالفرق الرهيب في المعاملة ، البعد عن حنان الوالدين ورعايتهم وأنني ضيفا غير مرحباً ولا مرغوبا في بقائه من الزوجة  صاحبة البيت، سامحها الله تعالى ونظير العزة والكرامة وعدم الطأطأة للرأس تحملت الهوان والمعاناة رافضا الرجوع إلى أمساعد للبيت ذليلا أمام شقيقي الكبير الذي يريد أن يكون الآمر في كل شئ ، ولم يكن لدي حلول أخرى تحفظ ماء الوجه أمام الآخرين ، وإضطررت للبقاء فترة 6 شهور أعمل مع أخي بدون أن أشعره أنني مستاءا وبدون رعاية ولا حنان كما يجب حتى يوما أتيحت لي الفرصة لزيارة مدينة درنة وقررت البقاء في البيت الكبير المهجور وعدم الرجوع إلى أي مكان وترك المدينة .

                أصبحت في مهب الرياح بدون عمل ولا دراسة فقد سبقني الرفاق بسنتين دراسيتين وخجلت من المواصلة في المؤخرة ورفضت العودة والإلتحاق بالمدرسة وقررت التحدي ودخول ميدان العمل الحر التجاري الذي تعلمت البسيط في بلدة أمساعد الحدودية مع الوالد وفتح الله عز وجل أبواب الحظ وتم فتح محل تجاري مشاركة مع الوالد وشقيقي الكبير لبيع السلع المصرية من المواد الغذائية بالجملة بمدينة درنة يوم 1961/11/21م  بشرط ان لا يتدخل في الادارة أو العمل .

                   بعد 6 شهور من العمل المضني ليلا نهارا حدثت مشادة عفوية تطورت إلى عراك معه نظير تسلطه وإنتهت القصة بفض الشركة وخروجهم من الشركة والاتفاقية ، وبناءا على نصيحة الوالد الذي لا أستطيع الرفض له دخول أخي الاوسط كشريك جديد حتى يصبح العمل في نطاق الاسرة والعائلة مما وافقت على العرض ، ولم أسلم من الغيرة والدس من الزوجة وإنتهت القصة بعد سنتين بخروجه من المحل ودفعت له جميع نصيبه من الرأسمال والأرباح نقدا بدون تأجيل مما ضعف الرأسمال لدي وإضطررت للإستدانة من البنك باركليز بضمان الوالد حتى أستطيع مواصلة العمل والتحدي للأشقاء أنني قادرا على النجاح بتوفيق الله تعالى والبقاء في السوق بدون شركاء .

               شطبت على العادات القديمة في ساعات العمل كالعادة ، القفل للمحلات وقت الغداء ونوم القيلولة إلى العصر والفتح من جديد إلى صلاة المغرب وغيرت الطريقة العقيمة في نظري في تلك الفترة ووضعت برنامج العمل الجديد من الساعة السابعة صباحا بدون اغلاق وراحة إلى الساعة السابعة مساءا في جميع فصول السنة مما أتحت الفرص والمجال لأصحاب الحوانيت والدكاكين في المدينة وأريافها في القدوم والشراء في أي ساعة ضياء طوال النهار بدل الإنتظار الممل مما قلبت الموازين . وكنا وقتها نستعمل عربات ذات عجلتين يجرها حمار لنقل السلع والمواد ا إلى المحلات والبيوت داخل المدينة تسمى (كروسة) وسائقها الحمال (كرارسي) حيث لا توجد عربات نقل صغيرة مثل الآن لدخول الشوارع الضيقة والأزقة ، ومع الوقت والاستمرارية والمثابرة في العمل المضني ليلا نهارا وبجد وإجتهاد والصدق في العهد والوعد والبيع للسلع الجيدة وبأرخص الأسعار بربح قليل حالفني التوفيق والحظ من الله تعالى وفي خلال سنوات قليلة حققت النجاح والارباح الضخمة وأصبحت أحد أعلام المدينة المشهورين في تجارة المواد الغذائية القادمة من مصر بالجملة.

                ذاك الوقت في بدايات الستينات بالنسبة لي كانت أجمل أيام العمر حيث الهدوء النفسي ولا مشاكل داخلية لدى الشعب. الجميع راضين بما قسمه الله عز وجل لهم من أرزاق ، والبركة عامة والبراءة والطهارة والعفة والبساطة إلى حد السذاجة في بعض الأمور...  ومن النادر سماع فضائح أو تعديات وحسد وأحقاد. كان الناس يعيشون في محبة وأخوة كعائلة واحدة ، والغني يعطف على الفقير ولدينا عادات وتقاليد وروابط إجتماعية حلوة تشملها الأخوة والمحبة وحفلات الزواج والختان (طهور) وشعائر دينية وأعياد لها البهجة والفرحة... وشعائر وأعراف للعزاء جنائزية أيام الفقد والوفاة، مما كنا نعيش في سعادة وهناءة البال بدون أحقاد ولا حسد... رحم الله تعالى تلك الأيام التي مضت بالخير من أعمارنا في الستينات العهد الزاهر للوطن ليبيا.

               لا نعرف الخلاف والتشدد إلا في بعض الأحيان نظير التنافس الشريف الجميل أيام الإقتراع والإنتخابات لنواب المدينة لمجلسي النواب والتشريعي في المملكة الذي يحدث مرة بعد مرور عدة سنوات ، أو خلال دورة المباريات الرياضية ولعب كرة القدم حيث كل فئة تنحاز وتلتهب حماسة في تأييد نادي وفريق ضد الآخر لفترة محدودة ، ثم ترجع المدينة إلى الهدوء مرة أخرى وكأن شيئا لم يحدث بها.

             حتى تم الاكتشاف للنفط وتدفق المال على الدولة بكثرة ووفرة وزاد الطمع من الدول الاجنبية والقوى الخفية على السيطرة وبدل أن كانت المملكة 3 ولايات ضمن اتحاد فيدرالي تغيرت البنية الاساسية نظير ضغوط شركات النفط حتى ترتاح في الإستكشاف والتنقيب ولا تصطدم بقوانين الولايات والحدود... وتوحدت ليبيا في مملكة وعرش يمثلها الملك ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس نواب للتشريع ومجلس شيوخ للمصادقة وهيئة قضائية (المحكمة العليا) للبت في الامور الصعبة ، وكان العدل وسيادة القانون هو الاساس في المملكة، حيث رفضت المحكمة احد المراسيم الملكية وألغته وتقبل القصر القصة بهدوء ولم يرفض...    مع أن الملك إدريس على رأس الهرم وصلاحياته تجيز له التعطيل والتأجيل حتى تتم الدراسة من جديد أو الإلزام بالتنفيذ و لم يفعل، إحتراما للعدل والقانون...  وعاش الملك الزاهد في الحكم في برجه العاجي وحيداً والصراع دائرا في عنف وصمت في الخفاء بين العائلات ( آل الشريف + آل الشلحي ) تساندهم قوى خارجية على من يحكم ليبيا، والشعب في حاله لا يعلم بشيء مما يدور في الخفاء بالقصر و إن علم ببعض الأمور لا يعطيها الأهمية الكبرى ويتغاضى عنها لا يريد الخوض فيها، ويجد الأعذار الكثيرة للمتسببين حتى بدأ السوس ينخر والفساد والإفساد يعم في أوصال المملكة ببطء ينهش .

              وزاد الويل والضغط على المملكة نظير الأبواق الإعلامية من جيراننا المصريون الذين وقتها زادوا عن الحد في التحدي والشتم من راديو صوت العرب ومذيعه أحمد سعيد ذو الصوت الجهوري المؤثر الذي هيج الشعوب في جميع انحاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ولم ينجى من الاعلام الكاذب جميع ملوك ورؤساء العرب ، والذي عمل من الحبة قبة مما أشتد الحماس الوطني إلى أعلى الحدود والمستويات لدى المواطن العربي الساذج من الخليج إلى المحيط ، وتطلعوا إلى الزعيم المنقذ من الإستعمار الرئيس جمال عبدالناصر وخطبه الحماسية الطويلة بالساعات ، والخطب مستمرة الواحدة وراء الأخرى بدون توقف بمناسبة ومن غير مناسبة، أو إختلاق مناسبة حتى يخطب الزعيم ويعلم الشعب المغلوب على أمره بالقوة والإرهاب وكأنه أستاذا وهم التلاميذ .

            والسماع لأغاني السيدة أم كلثوم التي تردد في الكلمات على أنغام الموسيقى الساحرة عشرات المرات ضمن الصوت والتعبير الجميل والتي الأغانى طوال ساعات مثل الزعيم ... والمتفرجون في الحفلات الكثيرة يطربون والجماهير التي تسمع عبر الراديوهات وفي المقاهي يستمعون وفي الأحلام والأمجاد يعيشون يدخنون في الحشيش مما ضاعت الشعوب العربية ولم تنتج، لإنها تركت الأساس السليم شرع الله تعالى الصحيح وضيعت الوقت الطويل في الإستماع والإستمتاع والملذات ، وكأنهم طلبة يسمعون المحاضرات الطويلة المملة بدون فهم ...  وعند الخروج من الدرس ينسونه من كثرة الحشو الغير معقول.

            والنتيجة النكسة وخراب البيوت وخسارة الحرب في ساعات ، وضياع الشهداء الرجال البواسل الأبرياء...  والدم المراق من الجرحى والمصابين بعاهات والأموال الرهيبة وكميات السلاح المكدسة نظير أخطاء القيادات الضعيفة، والعبادة للرموز والأصنام الزعماء، الذين وقت الأزمات الحقيقية والحرب والنزال لم يصمدوا صمود الجبابرة سقطوا مثل أوراق الشجر في فصل الخريف .

             وتكررت التراهات والمهاترات وقفزت الأقلام المأجورة من ذوي النفاق والمصالح تكتب وتمجد وتضلل الرأي العام وتجد في الحلول الكاذبة للأخطاء القاتلة الأجوبة والتي جميعها إبرا مخدرة، وساعدتهم معظم جميع الحناجر بدون وعي وعن جهل في الهتافات، وهي تردد الأحاديث المضللة وتدعوا الله تعالى بالتوفيق والنصر نفاقا والمجد للزعيم عبدالناصر... والوطني المصري الصادق الذي يتحدث في العلن رافضا الخداع والكذب يتوارى وراء الشمس في غيابة السجون من الإرهاب وزوار الليل والنهار .

            للأسف الشديد لم تتعلم الشعوب العربية الدرس وتبحث بصدق وتتساءل لماذا خسرنا الحرب ؟ وكيف نستطيع أن نأخذ عبراً حتى لا نقع في الشراك والخداع  من جديد ولم تتاح الفرص نظير التضخيم المفتعل وعدم الصدق وتحمل المسؤوليات برجولة، فالأخطاء تحدث في أي مواجهة وحرب ولكن مثل أخطائنا القاتلة ضروري من المحاسبة حتى لا يتمادون في تضييع الأمة نظير التشدد والجهل .

             مرت الأزمات السياسية على المملكة نظير الاحداث ، النكسة وخسارة الحرب عام 1967 م والجراح لم تلتئم بعد. وقام الإنقلاب الأسود في وطننا ليبيا 1969/9/1م، وقفز ملازما صغير السن مجنونا مغرورا بمساندة القوى الخفية وأياد الشر وأصبح بين يوم وليلة صاحب القرار والسيد الآمر الناهي في ليبيا تهتف له الجماهير العطشى للتغيير .

         تصدى بعض الاحرار للحدث والمأساة وضاعوا في خضم هدير الجماهير التي لم تتساءل من الحكام الجدد؟ من هؤلاء اللصوص الذين قفزوا على السلطة  وسرقوها في وضح النهار، في غفلة من الزمن والشعب؟ وضياع المملكة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد بالروح والدم ، فقد عشت تلك الأيام وشاهدتها بأم العين، وشاهد عصر على المأساة ...  والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...