Saturday, August 29, 2015

قصصنا المنسية 42

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ليبيا خلال 100 عام
 (4)

        المأساة الليبية بدأت في الظهور على السطح والوضوح تكشر عن أنيابها منذ خروج وإصدار الكتاب الأخضر ذو النظرية الثالثة لصلاح الوطن ليبيا والعالم من وجهة نظره وعقله المريض بفصوله الثلاثة التافهة والذي تم الصرف على الطباعة والنشر عليه بعدة لغات أجنبية بكميات كبيرة وتوزيعه حول العالم بمئات الملايين من الدولارات من رزق الشعب ، يشرح فيها الخلاص للبشرية وهو عبارة عن تعاليم ومصطلحات تافهة لا تصلح حتى للمتخلفين المعاقين وبالأخص في نهاية القرن العشرين عصر العولمة والتي جعلته أضحوكة وسخرية من أي أنسان قرأه في جميع أنحاء العالم ،  والتي قالت عليه الصحافية الإيطالية (ماريا فالاتشي) وقتها أثناء مناظرة تليفزيونية معه على الهواء صورة وصوت أنه تافه لا يساوي قيمة علبة المساحيق للتجميل التي تحملها في حقيبتها اليدوية زيادة في السخرية ،  وكانت طعنة في الصميم فى وجهه مباشرة في المناظرة،  ولم يعلق على الأمر نتيجة الصدمة وتبسم من القهر والحقد ، ولو كانت صحافية ليبية أو عربية لتم أسكاتها وعقابها في لحظتها من الحواريين  المنافقين والحرس .

              وفرض بالقوة تعاليمه على الجميع من أبناء الشعب ،  وخرب ودمر ليبيا، وأرجعها عقودا طويلة للوراء ، نظير الشطحات الهوجاء الجنونية ، والمؤسف له وجد كثيرين من المطبلين والمتسلقين الطحالب نظير الطمع في المال الحرام والجاه ،  والبعض من أدعياء العلم ذوي الشهادات العالية المنافقين ضعاف النفوس أصبحوا مستشاريين يؤيدون ويناصرون التفاهات والأخطاء القاتلة ويجدوا لها المبررات للتغطية ولا يشعروا بالخجل ، ولا بتأنيب الضمير نظير النفاق والطمع .

            حرب تشاد الطاحنة لأغراض خاصة بناءا على الجبروت والكبر وتعاليم من أسياده القوى الخفية حتى تستمر القلاقل والشغب في المنطقة ويزداد الشراء للسلاح للقتال بين الأطراف العديدة وتزداد العمولات في تسمين الحسابات للقطط السمان والخلاص من الأكفاء الضباط حتى يرتاح في السلطة بدون منافس وهو الأمر الذي أودى  بحياة الكثيرين من الضباط والجنود لقاء القيام بالواجب وتنفيذ الأوامر... حيث وقتها الجيش الليبي كان جيشا ملتزما له ضباط أكفاء خطط لموتهم والخلاص منهم في حرب ومعارك طاحنة في الصحراء عن قصد مبيت ولم يهتم بتزويدهم في الساعات الحرجة الأخيرة بالمعلومات الإستخباراتية  والإمدادات حتى خسروا المعركة الرئيسية مع أنهم كانوا شجعانا أكفاءا مهرة قادرين على كسبها بسهولة ولكن حجب المعلومات والإمدادات والخيانات هي السبب في الفشل وخسارة الحرب.

              تحدى فرنسا والغرب وهو يعرف ويعلم مسبقا أنها حرب خاسرة نظير شطحاته الجنونية ، وبدون وضع مخططات ودراسات سليمة ، والنتيجة كانت الخسارة الفادحة وضياع الرجال البواسل في الصحراء بدون أي موجب ... والذين بقوا على قيد الحياة من الجرحى والمعاقين والمشوهين من الألغام الذين فقدوا الأطراف سواءا أيادي أو أرجل والأسرى السجناء الليبيين كان التشاديون نظير الإنتقام والتشويه يجذعون الأنوف ويقصون الآذان ويطلقوا السراح حتى يظهروا في الاوساط داخل المدن والقرى بين أبناء الشعب في ليبيا مميزين حتى يتساءل الشعب عن الأمر ولكن الملعون أمر ببساطة بدون رحمة ولا ذرة ضمير، رميهم في البحر، أو دفنهم أحياءا في مقابر جماعية بالصحراء أثناء الرجوع إلى الوطن بحجج العلاج والتسجيل في المحاضر انهم قتلى شهداء الواجب خوفا من تسرب المعلومات والصور القيمة للرأي العام ومجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة عن المآسي والقتل والإبادة للأبطال عن قصد مبيت خوفا من الإعلام والتساؤلات والحساب بدلا من العلاج والتكريم .

              كان أعوانه الثقات ينفذون الأوامر في كامل الحيطة والسرية وكل من يتفوه بكلمة على هذه المواضيع الشائنة  السرية في نظره في جلسة نشوة عابرة أثناء السمر مع أصحابه من الرفاق عفويا، يتم الإتهام له بدون رحمة والتصفية الجسدية له بطرق خفية ويلحق في الطابور الطويل من القتلى الغير مرغوب فيهم في العيش والحياة من غير ان يشعر رفاقه بالمصير الذي حدث ، حيث حرب تشاد كانت خطئا لا يغتفر ووصمة عار في جبين نظام القذافي اللعين ، بالتعدي على شعب جار مسالما فقيرا يجمعنا دين الاسلام والمصير ونهايتها تركت جرحا غائرا بين الشعبين يحتاج إلى عشرات السنين للسماح وتصفية القلوب والنسيان .

            قضايا التصفيات للقيادات من الجيش وبالأخص الضباط الرفاق بالعشرات الذين كانوا يعرفون بعض الأسرار الشخصية  أيام الدراسة والكلية العسكرية، تم القضاء على بعضهم بحوادث سيارات مدبرة على الطرق بالسم طويل الأجل أثناء تناول الطعام او شرب الشاي او القهوة ، وأثناء القيادة السريعة الضحية فجأة يصاب بإغماء وتوقف النفس فجأة مما يتخبط ولا يستطيع التوقف بسرعة ويحدث الحادث الشنيع ،  وبعض الحالات نجوا من الموت ونقلوا للمستشفيات بسرعة للعلاج ، وتمت الملاحقة وهم بدون وعي وتم القضاء عليهم سواءا بالخنق أو بحقن سامة ولا يستطيع أي إنسان مهما كان أن يتساءل على موت الضحايا بهذه الطرق الشنيعة أو التحقيق في الجرائم خوفا من العقاب .

               قضايا تفجير الطائرات إبتداءا من القضية المشهورة لوكربي، ( سقوط طائرة بنام الأمريكية ) على بلدة لوكربي الإسكتلندية وقتل جميع ركابها، وموت البعض من الأسكتلنديين من السكان الآمنيين الأبرياء في بيوتهم أثناء النوم والتي أعتقد أنه لا أساس لها من الصحة ،قصة مفتعلة مدبرة في الحرب السرية فى الخفاء عليه حتى يتم الإبتزاز للقذافى وتجعله خائفا من التطورات بعدها...  وتحد من الرعونة والتفاهات الكاذبة التى يخرج بها كل يوم فى العلن على الملأ فى الجماهيرية والعالم .

               قضية سقوط الطائرة الفرنسية نظير التفجير وهي في الأجواء على صحراء تنري في النيجر   وضياع العديدين من الركاب الأبرياء الذين كان سوء حظهم العاثر أنهم من الركاب على متنها وقضية سقوط الطائرة الليبية بضربة صاروخ فى طريقها إلى بنغازي وموت العديد من الضحايا الركاب الأبرياء نظير التصفيات للعديدين وكأنهم لعب للتسلية وليسوا بشرا من حقهم الحياة والتي يوما سوف تظهر الحقائق البشعة من كان السبب وراء هذه المجازر والقتل الجماعي للبشر.

             الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، والصرف بالمليارات من الدولارات على قضايا لإشعال الفتن والحروب بين المتخاصمين فى أنحاء عديدة بالعالم وبالأخص فى الدول العربية التي لم ترتاح من شروره والتأييد والمناصرة ضد المملكة المغربية في دعم قضية الصحراء البولوزاريو للإنشقاق بالدعم القوي من المال والسلاح وتدخلاته في السودان حتى تم التقسيم إلى دولتين ، ونحن كليبين ليس لنا فيها أي مصلحة، بل دمغ وطننا ليبيا بالإرهاب نظير الدعم الخاطىء والجنون، والمفروض توجيه هذه الأموال للنهوض بأبناء الشعب في مشاريع تنمية وأعمارعديدة بالوطن للخير والسعادة والسلام.

                   الحرب مع الجارة الشقيقة مصر نظير الشطحات الجنونية، وضياع الرجال وموتهم من الطرفين ، وخسارة الأموال الخيالية في الحرب السرية المعلنة والغير معلنة وشراء الذمم وقفل الحدود الشرقية لسنوات وتعطيل التجارة التي هي شريان الحياة وعدم وصول الأيدي العاملة المصرية نظير المعاناة والمنع الجائر مما زادت الأسعار عن الحد... ودفع الثمن الأبرياء البسطاء نظير الغباء والجهل وحب الانتقام .

             الحرب مع الجارة الشقيقة تونس، ومحاولة قلب نظام حكم الرئيس بورقيبة، وإرسال فرق المرتزقة لنشر الرعب والقتل التى باءت بالفشل ( قضية قفصة المشهورة ) وبعدها بسنوات وكأن شيئا لم يحدث محاولات الوحدة والدمج بين البلدين، بأي ثمن بدون أي أساسات قوية والدعم الكبير للطاغية الرئيس زين العابدين بن على لسنوات عديدة في تبادل المعلومات المخابراتية لضمان البقاء في سدة الحكم ضد الشعوب المحرومة ،التوانسة والليبيين، من الحريات مما نحن إلى الآن نظير عدم الثقة ، ندفع الثمن نظير الأخطاء السابقة .

             الشنق للطلبة في الجامعات نظير التمرد والتحدي للآراء الكاذبة وأطروحات ونظرية الكتاب الأخضر الفاشلة ومطالبتهم بالعدالة والمساواة، والإرهاب والسجن والتعذيب للشرفاء والفساد والإفساد وهتك الأعراض وكل ماحرمه الله عزوجل في كتابه وسنة نبيه، كان مباحا في عهده ومن زبانيته فى صمت إلا من بعض الحالات الشاذة التى بطريقة أو أخرى ظهرت للنور على العلن محاولين الإخماد لها بسرعة وتهميشها حتى لا تكبر وتؤدي إلى تساؤلات وكوارث مستقبلية.

             قضية سجن أبوسليم في طرابلس والإبادة الجماعية لحوالي 1400 سجين في ساعات رميا بالرصاص وكأنهم حيوانات ضارة وليسوا بشرا من حقهم الحياة، هذه المأساة التي لا يصدقها العقل أنها حدثت كانت جريمة شنعاء ضد الإنسانية، نظير التسلط والتجبر والجنون المطبق والتي كانت الحجر الأساس في التمرد والثورة عليه وقتله وإزالته من خريطة الوطن للأبد .

              جسد القبلية والعنصرية في أبشع معانيها، حيث كان يدعي أنه أبن البادية والخيمة وصفات أبن البادية الوفاء والكرم والنخوة وليس الشهوة في الإنتقام من أهل المدن مما سلط الغوغاء والعامة الجهلة على ذوي العلم والإدارة ، وبقوانين جائرة وأطروحات كاذبة تافهة مستمدة من الكتاب الأخضر .... أصبحت قوانين نافذة حتى يصبح له الفراغ في الساحة للحكم بدون أي منازع في العبث والحكم الفردي المطلق كما يشاء .

               الغوغاء العوام من اللجان الثورية والشعبية، تولوا السلطات ومقاليد الوطن وعاثوا الفساد والإفساد وعدم  إحترام القوانين، وتم إستهلاك الميزانيات والمبالغ المرصودة لبعض الأعمال في الصرف العشوائي لمشاريع وصيانات وهمية ،  بدلا من صرفها على المطلوب وبدقة والخوف من الله عزوجل للمصلحة العامة، بل سرقت الأموال وزورت المستندات والشهادات العقارية لأملاك البعض مما أختلط الحابل بالنابل بدون من يراقب ولا من يحاسب .

              تهميش العديد من المدن الرئيسية مثل بنغازي ودرنة وغيرها بالجماهيرية الفوضوية ونقل ضريح البطل عمر المختار إلى قرية سلوق بحجج أنه تم الشنق له فيها من قبل الغزاة الإيطاليين، والمظاهرات العديدة من الجمهور والمصادمات مع الثوار والإغتيالات لبعض رجال الأمن والحكم الذين زادوا عن الحد في القسوة والتحقيق والتعذيب للضحايا الذين تم القبض عليهم، والرد بالقوة من السلطة والأمن والأخذ بالثأر وقتل الثوار، وقصص كثيرة وحوادث تحتاج إلى كتابة مجلدات عن التحديات خلال حكم الطاغية والمصادمات بخصوص مرض الأيدز الذي تم حقن الأطفال الأبرياء به لنشر العدوى في الشعب ولإنهائهم من الوجود .

           وتمثيلية ومسرحية الممرضات البلغاريات والمحاكمات المفتعلة ، والتعويض المجزي بالمال لأولياء الأمور المتضررين حتى يصمتون ويخرسون ولا يتظاهرون ويؤلبون الرأي العام ، والتحديات من جمهور النادي الأهلي بنغازي الذي لم يعمل له حسابا ولا شأنا اثناء الزيارة للمدينة مما أعتبرها أهانة شخصية ،  ومواضيع كثيرة بدون عدد ،  وحاول فرض الهيبة ورد الصاع بتهميش المدينة الا من الضروريات، وعدم الصرف للميزانيات الكبيرة عليها حتى تركع ويأتي أعيانها طالبين العفو والمغفرة وكأنه الرب تعالى .

            ومدينة درنة منذ الإنقلاب وهي مناوئة للنظام ، وأول مظاهرة في السبعينات ضد نظام الحكم بدأت منها بسبب تعدى أحد الجنود على فتاة بالسوق مما قام تجار السوق بالضرب للجنود على التعدى وإنتهى الشغب والتمرد والأزمة التي كادت تؤدي إلى نهايته،  بسقوط عدة ضحايا قتلى شهداء وجرحى ومعاقين ، وتم كتم الامر حتى لا ينتشر للمدن الاخرى والتعويض السريع المجزى وطرد كتيبة الجيش منها لتهدئة الجماهير الغاضبة ، ولم ينساها الأهوج طوال السنيين أن مدينة درنة ليست موالية مهما فعل .... وزاد الطين بلل عدم التقدير والحفاوة له من جمهور نادي دارنس للرياضة عند الزيارة للمدينة (نفس الذي حدث في بنغازي) الكره له .

             عامل الكثير من مدن وقرى ليبيا بصور مجحفة ودرجة كبيرة من الأهمال وعدم رصد الميزانيات الكبيرة حتى تنهض من التردي، وتغيير الأسماء لبعضها والتي كان متعارفا عليها منذ مئات السنيين إلى أسماء أخرى، نكاية في سكانها نظير بعض التحديات من أهاليها، ولم يترك أي شىء يمر أو حدث بسيط من غير أن يدس أنفه وعيونه من رجال مخابراته وأمنه حيث الأمن الهاجس الرئيسي الذي يقلق البال طوال الوقت، وإستعان بخبراء الشر والشرور والإرهاب من جميع أنحاء العالم لوضع المخططات والدراسات لضمان بقائه على كرسي السلطة، وفشل فشلا ذريعا في أستمالة الشرفاء الأحرار ورجع السحر على الساحر وتم التمرد وإعلان الثورة الدامية للخلاص والحرية . والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

البقية في المدونات القادمة .... 

No comments:

Post a Comment