بسم الله الرحمن الرحيم
ليبيا خلال 100 عام
(3)
بدأت المسرحية الساخرة المضحكة المبكية القاتلة في ليبيا، واستمرت 42 عاماً كل عام فصل جديد عجيب لا يصدقه العقل السليم في الإستهتار والضحك على الذقون نظير الخداع والتمويه، وأبناء الشعب الليبي سكارى حيارى يجدون الأعذار الكثيرة على الأخطاء المتوالية بدون ردع، حتى تمادى في الضغط وبدأ التحدي من القلائل الوطنيين الأحرار الرافضين للأمر في البدايات للإنقلاب الأسود، ولم يحظوا بالمناصرة والتأييد نظير الجهل وعدم العلم والمعرفة لدى معظم الشعب من العامة، وتم القبض عليهم وتعذيبهم بقسوة من قبل زبانية غلاظ القلوب بناءا على التعليمات الشخصية منه بعدم الرأفة لتغطية العيوب والنواقص الكثيرة في القرارات الجنونية... مما البعض من المتهمين الأبرياء لم يستطيعوا المقاومة والتحمل وماتوا شهداء قتلى في صمت بدون أن يعلموا بهم وتم الدفن في السر، والاتهام والقبض والإيداع لعشرات المئات بدون أن يحس بهم الشعب نظير العيش في الأحلام والمسيرات اليومية والتدجيل والتمثيل ضمن برامج من أساتذة الشر حتى لا يثور ويطالب بالتغيير.
قضى الكثيرون مددا بالسجون وتم الإفراج عن البعض الضعاف الثرثارين عن قصد ضمن مخطط لبث الرعب عن قصص التعذيب والقهر بالسجن المبالغ فيها مما خاف الكثيرون عن التحدي في الجهر والعلن، والبعض الوطنيين تحدوا النظام ونالهم العقاب الرهيب الموت، ولا من مهتم ولا من يسأل، حيث معظم الشعب يعيشون الوهم لاهين في الأعمال الخاصة وجمع المال والإثراء حتى بدأت المفاجآت تتوالى من الزحف والتأميم للأملاك الخاصة والشركات التجارية والمقاولات بمقولات هزلية من الكتاب الأخضر التافه الصادر والمؤلف من عقل مجنون ، ذو شخصيات عديدة لديه سادية في قهر الأغنياء ذوي النعمة بأي وسيلة نتيجة الحقد والحسد والحرمان أيام الطفولة من العديد من الأشياء أهمها الحنان والرعاية والأصالة .
قام الطاغية بشراء الذمم والبذخ على الإرهاب والعطايا وبالأخص سلاطين ورؤساء أفريقيا، وغيرهم من المنافقين حديثي النعمة وكل من هب ودب من الأدعياء بالعالم تحصلوا على معونات ومساعدات ضخمة نظير التملق والنفاق حيث كان مغرورا يحب التمجيد ويدفع المال بدون حساب والشعب جائعا ينتظر الفتات للعيش.
الانقلاب وتمرد الجيش ومسميات الثورة مسرحية ساخرة وحزينة وقاتلة، تجعل الباحث يتساءل كيف إستطاع هذا الدعي الأهوج أن يجعل الشعب البسيط الساذج يصدق ويهتف ويستمر حكمه الأرعن طوال مدة 42 عاماً؟؟؟ ومهما حدثت له من ويلات وتحديات وتمرد من الشعب وبعض فصائل الجيش والمعارضة بالخارج والداخل، إستطاع بقدرة قادر أن يتواصل 42 عاما .
والسؤال للنفس، هل هو ذكي بهذه الدرجة، لديه الإبداع والنبوغ ؟ أم مسير من قوى خفية عالمية والحظ والسعد الكبير في الركاب نتيجة قوة الدخل من تصدير الغاز والنفط ، وكبر مساحة الارض وقلة عدد الشعب حتى إستطاع ان يسيطر على الوضع ويحصر أي إنتفاضة في مكانها ويقضي عليها ببساطة .
كثرت الأقاويل وضاع السمين وسط الغث وأصاب الشعب الإحباط والضعف فترة طويلة ...وووصل اليأس لدى الكثيرين بأن الخلاص سوف يتأخر حتى ينتهي بالموت الطبيعي والوفاة للطاغية يوما من الايام ، حيث لا خلود مهما طال العمر حتى أتى الأوان وظهر الحق ، وزهق وزال الباطل ، بقدرة الله عز وجل وقامت الثورة المجيدة والحرب الدموية الشرسة ، وسقط عشرات الآلاف من الشهداء الضحايا والجرحى والمعاقين الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الوطن وهو يقاوم للبقاء حتى تم الخلاص والنصر العظيم، وسقط الطاغية وتم أسره والقبض عليه ، وهو يتوسل آسريه ضعيفاً بأن لا يعذب مدعيا بكبر السن وتم قتله شر قتلة، بعد أن كان في عليائه يتحدى شعبه ويتوعد قائلا بكبرياء وصلف من أنتم! وكأنه لا يعرف.
مسرحية إستمرت لعدد 42 حلقة وفصل ، كل فصل بسنة أخذت أعمارنا وزهرة شبابنا أردت تدوينها بدون ترتيب لإعطاء الصورة عن ما حدث من مآسى من الحكم الأرعن ، والنتيجة الدمار للوطن والخراب للنفوس حتى تم بإذن الله تعالى الخلاص يوم 2011/10/20م.
بداية المسرحية بعد نجاح الإنقلاب الأسود بالمحاكمات الهزلية لرجال الحكم السابق بالزور والبهتان والبث لها في القناة المرئية التي إستمرت شهوراً عديدة، والشعب الليبي لا يعمل ولا ينتج يشاهد المهازل مشدوه الأنفاس يعيش الأحلام مما أدى إلى تأخر الإدارة سنوات للوراء عن النهضة والتقدم .
تغير علم الإستقلال الشرعي وتبدل عدة مرات لأعلام وأشكال أخرى حتى إستقر الأمر على الخرقة الخضراء، وتم فرضها بالقوة كعلم ورمز وإضطر الجميع للقبول والتحية والتخبط في القرارات الهوجاء حيث تم الأمر للجميع بتربية الدواجن في البيوت للإكتفاء الذاتي ومنعا للإستيراد وبحجج توفيرا للعملة الصعبة كما يقول ويرغب العقيد الأهبل ، ومن السخريات والمناظر المخزية الأقفاص للدواجن في شرفات العمارات في جميع أنحاء ليبيا ظاهرة للعيان أمام الجميع وبالأخص الزوار الأجانب، وتغيير المناهج الدراسية والتعريب وشطب اللغات الأجنبية من االتدريس بالمدارس والمعاهد والجامعات وحرق الكتب القيمة في الساحات بسبب معاداتها للفكر الأخضر الجديد حتى أصبح النشأ الطلاب جهلة مع الوقت وكانت جريمة بشعة من جرائم العصر .
التدخل في أمور الدين، والإفتاء بدون علم غزير بشرع الله تعالى وعندما تحداه الإمام موسى الصدر ورفاقه الضيوف الكرام للوطن في العلن أثناء البث في الإعلام صورة وصوت في أحد الاجتماعات، تم الإغتيال في صمت، بناءا على تعليمات قوى خفية حتى يجهض حركة أمل وحزب الله فى لبنان من الصمود والتحدي ، وحاول بوسائل قذرة وخداع الرمى بالجريمة على دولة إيطاليا والقصة معروفة للجميع.
السجن والتعذيب والقتل لبعض الضباط من قيادات الجيش الأكفاء بحجج التمرد على المسيرة الثورية ، والاتهامات جائرة غير صادقة بالمرة عبارة عن تغطية عمليات تطهير عام 1970 م حتى يخنع ويركع الآخرون للأمر الواقع ويصمتون للأبد، وكان أول الضحايا من مدينة درنة إبن عمي و صديقي المرحوم الرائد عبدالحميد الماجري الذي إستشهد تحت التعذيب القاسي، وتبعه العشرات والمئات، وهم شباب ورجال ليبيا الوطنيين الأكفاء .
التطبيل والتمثيل والمظاهرات اليومية والحشود بالأمر في كل مناسبة، وبدون مناسبة أو خلق مناسبة حتى يظهر العقيد كالديك يصيح زهوا وخيلاء والخطابات المطولة والتي لا معاني لها غير تضييع الوقت في مهاترات ودمار وخراب للوطن .
خطاب زوارة المشهور، وتعطيل القوانين وشطب الدستور وكل قيم وكرامة الدولة بحيث أصبحنا جماهرية غوغائية يتحكم فيها الرعاع بالسلطة الشعبية، وهم لا علم ولا منطق ولا أي مرجع من قيم أو أخلاق ، الترديد كالببغاءات بدون فهم ومعرفة في شعارات وطنية زائفة كاذبة أدت بالوطن إلى كوارث مع مرور الوقت والزمن .
الإتجاه السياسي للشرق روسيا الشيوعية وقام بشراء الأسلحة القديمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية التي عفى عليها الزمن تحتاج إلى تجديد وصيانة ، بناءا على مخططات سابقة، والدفع لمليارات الدولارات وترك الغرب الرأسمالي الغني ، حيث كان بالإستطاعة العيش في رفاهية بالحوار والمنطق والعقل والاستثمارات للأموال بدون الصرف على السلاح على البناء والتشييد وعدم التدخل في المهاترات السياسية لأي طرف وينهض بالوطن، بدل الإرتماء في أحضان الفقر .
عدم الإحترام للبشر وبالأخص المواطنين بحجج التقشف وجوع الشعب والحرمان من جميع الأشياء من الإستيراد لها لعقود وإعتبرها كماليات، وهو وأولاده وحواريوه ينعمون بالخيرات والملذات وأنواع الطعام اللذيذ الجاهز من أفخر المطابخ من باريس والفواكه والحلويات، تأتيهم كل يوم بالطائرات من أسواق أوروبا والشعب عائشا على الكفاف مادا أياديه يتسول .
إرسال بعض وحدات الجيش الخاصة إلى أوغندا بافريقيا لمساعدة ومناصرة الطاغية الرئيس عيدي أمين حبا في الذكر والعظمة والتخلص من بعض القيادات بحجج واهية خوفا من المنافسة، والنتيجة الخسارة في أدغال أفريقيا ضياع الشهداء قتلى من الضباط والجنود هباءا منثوراً في قضايا خاسرة من أول وهلة، حيث لا تهمنا كشعب ليبي وليس لنا مصلحة لا ناقة ولا جمل في الموضوع ، ولا من يحاسب الأهوج على التمادي وضياع االأرواح شهداء الواجب والخسارة للأموال والمعدات بدون نتيجة .
إرسال وحدات من الجيش للمساهمة في لبنان أيام حربها الأهلية، بحجة الحماية للفلسطينين، والمساعدات الخيالية من أموال ومعدات وأسلحة، جميعها ذهبت هباءا منثورا في جيوب السماسرة، تجار الموت والدم، الذين ولاؤهم للدولار وليس للقضية... خلق اللجان الثورية، وإرسال فرق الموت للخارج، لتصفية كل معارض شريف، ونشر الإرهاب في العلن متحديا جميع الأعراف والسنن والقوانين نتيجة الجهل السياسي وليس في السر، كما يفعل الكثيرون من الساسة والدول، مما ألب عليه الدول، ودمغ ليبيا بسمعة الإرهاب والإجرام، حتى خاف الجميع وتعب المواطن الليبي المعارض في الحصول على تأشيرات سفر للتنقل والإقامة في العالم وبالأخص في الدول الغربية التي بعضها صمتت، وأغمضت عيونها عن المحاسبة وتقديم القتلة للعدالة والقصاص منهم، حيث القتلى ليبيون عرب وليس مواطنوهم، حتى لا يغضب الرأى العام والإعلام عليهم ولا الأهوج المجنون لقاء مصالح ونصب للحصول والإبتزاز لمزيد من الاموال لجيوب أصحاب القرار، أليست بمأساة ؟ أين الديمقراطية وأين العدل ياأوروبا؟
الطموحات الزائدة عن اللزوم، والتي نحن كشعب ليبي بسيط العدد ليست في قدراتنا، حتى نستطيع أن ندخل في الدائرة النووية وتصنيع القنبلة الذرية ، ومهما تكن عندنا القدرات المادية ونستطيع التمويل بالمال، ليست لدينا القدرة على الإحتفاظ بها في أمان بدون الضرر أو التلويح والتهديد لأي دولة معادية... وبالأخص أن القرار لدى إنسان مخبول مستعد في لحظة هيجان وغضب أن يفجرها على رأس أي دولة تتعارض معه وبالتالي يؤدى بها للهلاك وبليبيا في نفس الوقت .
لقد صرف البلايين من الدولارات في شطحات جنون والوطن بحاجة للإعمار على جميع المستويات، وقام بتمويل القنبلة الإسلامية في باكستان كمشاركة والنتيجة لم يتحصل على شىء، وبعد الصدمة قرر تصنيعها في ليبيا، وتركه الغرب سنوات تحت المراقبة الدقيقة في السر حتى تقدم في المشروع في موقع (الرابطة) قرب العاصمة طرابلس الغرب، وصرف البلايين وكثيرا من الوقت وضغطت عليه أمريكا أيام الرئيس بوش الحزب الجمهوري الذي يهوى الحرب، وإضطر أن يتنازل خوفا ورعبا من التهديد ويسلم جميع مالديه، من رسومات ومعدات لتصنيعها عن طواعية وبدون أي ثمن ولا تعويض، حتى لا يقضى عليه وعلى نظامه الغوغائي وينتهي من الوجود من على كاهل ليبيا ... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع...
No comments:
Post a Comment