Monday, December 31, 2012

شاهد على العصر 53



بسم الله الرحمن الرحيم 

شاهد العصر
 53


حطت بنا الطائرة مطار العاصمة طرابلس واستلمت الحقيبة وركبت سيارة أجرة الى عنوان ابن الخال وزيادة فى التمويه اخترت الشارع الذى خلفه حيث يقيم احد المسئولين من رجال الأمن وبدا السائق يسال فى أسئلة كثيرة عن الوضع العام  فى الشرق وبالاخص فى مدينة درنة وانا ارد عليه باقتضاب لانه لدى العلم وعارف ان معظم سائقى عربات الأجرة مخبرون وشاة للامن حيث لا يستطيع المواطن الحصول على رخصة تتيح له القيادة كسائق عربة أجرة حتى يصبح احد عيونهم فى نقل الاخبار وتواجد الاشخاص وأين عناوين هبوطهم وملاحظة  أية تصرفات خاطئة حتى لو كانت بريئة بدون قصد ،،،  و يجتاز الامتحان العسير من يوافق عليه الأمن والمخابرات ،،،
و قلت له  مراوغا ان الأوضاع سليمة والخير كثير وأننى قريب ،،،  ابن عم للمسئول الكبير القاطن بالعنوان الذى طلبت منه توصيلى له ،،، مما خاف السائق وسكت عن الأسئلة اللحوحة الفارغة حتى لا يتورط فى الامر ،،، واسترحت من أسئلته العقيمة التى تدل على الغباء ولا يعرف كيف يتوصل الى المعلومات القيمة من الركاب ،،، لانه غبى غير مدرب التدريب الجيد حسب التوقعات ،،،
وصلت للعنوان المطلوب وتوقف السائق مشيرا الى السكن ودفعت له قيمة الأجرة وتوقفت حتى تأكدت انه غادر الشارع وسرت حتى الركن ومنه استمريت للشارع الاخر حيث ابن الخال يقيم ،، وضربت الجرس وبعد دقائق فتح الباب وكان صابون الحلاقة على وجهه حيث يقيم لوحده بعد ان طلق زوجته ،،، وفرح بى كثيرا حيث حنون جداً ذو عواطف وحس مرهف ،، ودخلت البيت والكمل الحلاقة بسرعة وشربنا القهوة وقلت له اين جواز السفر ،،؟؟
ورد على بهدوء انه مازال لدى إدارة الجوازات وكانت صدمة غير متوقعة ،،، وقلت له اننى اريده بسرعة لاسافر اليوم او الغد للخارج حيث لدى صفقة كبيرة ولا اريد ضياعها مما تعاطف معى وقال سوف نمر على الجوازات واستلم جواز السفر  من المدير العام  السيد عمر اقويدر ،،، مخابر بالهاتف مكتبه وقال للسكريتيرة انه غير قادر اليوم على الحضور للمكتب حيث لديه مشاغل مع العائلة والأقارب ،،،
لم اتركه يرتاح لحظة وركبت بجانبه الى ميدان الشهداء وقتها حيث وزارة الداخلية والجوازات وتوقف وغادر السيارة وانا بها ادخن بنهم وقلق حتى يتم الامر وياتى الفرج ؟؟؟ وغاب حوالى الساعة ثم وصل ومعه جواز السفر ،،، وطلبت منه الرسالة المرفقة وانه يسمح لى بالسفر من المباحث العامة بالجوازات حيث من غيرها لا استطيع السفر ،،،
وذهب مرة اخرى وغاب بعض الوقت وأتى بالرسالة مغلقة مما فرحت من الامر حيث الامور ميسرة ومازال على عمل الكثير ،،، اهمها الحصول على رسالة من بنك ليبيا المركزى بالسماح بالسفر ،،، لان الاسم موجود من ضمن رجال الاعمال الممنوعين من السفر ومن غيرها سوف اتعب وممكن الرفض ؟؟
وبعد جهد جهيد وواسطة من صديق وابن عم بالقبيلة التواجير السيد " عبدالجليل لياس " رحمه الله تعالى ،،، تحصلت على الرسالة تقول انه لامانع من سفر المذكور لرحلة واحدة ،، وبسرعة الى البنك قبل ان يقفل ابوابه حيث يوم  الخميس الى الساعة 12  ظهرا العمل مع الجمهور وكان الباب مقفلا ودخلنا للبنك من الباب الخلفى حيث يعرف ابن خالى المدير ،،، وبوساطة تم أخذ عملة صعبة بقيمة  الف دولار المسموح بها وقتها لاى مسافر يريد ان يغادر ليبيا ٤،،
وشربنا فنجان قهوة مع المدير وتعاطف معى اننى اريد السفر غداً ولا استطيع التعطيل وامر بالصرف وتحجج الموظف انه تم قفل حسابات التحويل ورد المدير ادفع المبلغ واجل  المعاملة الى يوم السبت مما استلمت المبلغ الزهيد وخرجت من البنك فرحا مسرورا ،،
مازال أمامى عقبتين فقط الحصول على التأشيرة الايطالية وشراء التذكرة ،، ووصلنا الى مبنى السفارة والقنصلية الايطالية ووجدت الأبواب مقفلة مما جننت من الامر ،، اعمل كل هذه الاشياء فى وقت قصير واصطدم بقفل الأبواب للقنصلية ،،
والبركة فى الأصدقاء والمعارف وتم الاتصال الجانبى من احد المعارف الذى له علاقة قوية بالقنصل الايطالى وحدد موعدا بالقدوم الساعة الرابعة الى باب القنصلية ،، وحسب الموعد كنا امام الباب حيث فتح من قبل احد الحراس وطلبنا بالاسم ودخلنا حيث قابلنا القنصل وتم إعطاء الجواز وعبات النماذج والصور وخلال نصف الساعة كان ألتاشيرة جاهزة ،، وتسلمت الجواز وانا اكاد أطير من الفرح ،،، وشكرت القنصل مما ابتسم ؟؟
ذهبت الى مكتب الطيران للخطوط الايطالية للحصول على تذكرة بالغد حيث توجد رحلتان فقط الى روما ايطاليا من طرابلس ،،، الطائرة اليتاليا الايطالية وشركة الخطوط الليبية وجميع المقاعد محجوزة لدى الشركتين  لمدة 15  يوما قادمة وحاولت قدر المستحيل وعلى اى درجة وباى سعر ولكن الصد والمنع لا سبيل للسفر مما غضبت وقلت سبحانك رب العالمين من البارحة وانا يقظ بدون نوم اكاد اسقط من الإعياء والإرهاق والتعب وانا اكد وأتعب من مرحلة الى اخرى حتى اسافر واهرب من ليبيا الوطن ،، حتى لا يتم حجزى وسجنى واتم جميع المعاملات المطلوبة للسفر وأتى لآخر شئ ولا حجز لاى مقعد ؟؟؟
وقررت ان أمضى فى الخطة البديلة واذهب الى المطار واسافر الليلة الى بنغازى ومنها بالسيارة الى المنطقة الشرقية الى واحة الجغبوب التى تبعد وقتها من مدينة بنغازى حوالى 700  كم  ،،، وعبور الحدود مشيا على الأقدام الى واحة سيوة داخل الاراضى المصرية مع احد الإدلاء الليبيين الذين يعرفون كيف يمرون من حقول الألغام المزروعة بين الدولتين نظير الصراع الاجوف الخاطئ من مجنوننا المريض القذافى  ضد الرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر ،،، مخاطبا بالحياة والموت من لغم ،، بدلا من الأسر والسجن ،،،
وطلبت من ابن الخال ان يوصلنى الى المطار حتى اذهب الى بنغازى لتنفيذ الخطة البديلة  بدون ان يعلم حيث كما قلت بالسابق  حسه مرهف لا يحب التحديات ولا العنف ولا يخترق ويخالف القانون تحت اى ظرف كان ؟؟؟ ووافق بشرط ان يمر على صهره  اخ  زوجته على مااعتقد اسمه " الطاهر ألتومى " ليعطيه بعض أشرطة الفيديو التى استلمها منه وحاولت صده ولكن أصر مما وافقت وانا أغلى بداخل النفس واحترق على التعطيل وهو لا يعرف مدى خيبة الأمل لدى حيث لم اتحصل على مقعد بالطائرة لاسافر ؟؟
ودخل الى الحى الشعبى  الذى يسكن فيه صهره وكان من ضمن احياءً  مدينة طرابلس ولا اعرف اين  بالضبط حيث طوال الوقت كنت ساهما افكر وهو يقود فى السيارة وانا فيها معه بالجسد ولكن الفكر والعقل فى اماكن اخرى اخطط كيف أفوز وانجح واهرب ؟؟؟ 
وأخيرا توقف فى ركن امام عمارة سكنية وأخذ من الشنطة حزمة من شرائط الفيديو وذهب لصهره ليعطيها له وانا ادخن بنهم فى السيجارة وراء الاخرى حتى لا أ تفجر من الغيظ والغضب اننى وصلت فى المرحلة الاخيرة فى انهاء المعاملات واصطدم بالأخيرة التافهة التذاكر ولا اجد مقعدا شاغرا ء،،، أليس بسوء حظ ومأساة ؟؟؟ ان اضطر الى تغيير المخطط واعمل على الخطة البديلة حتى أفوز وانجح ،،، 
ولم انتبه من شرود الأفكار حتى سمعت صوت صهر ابن الخال الذى قال تأتى الى امام باب البيت ولا تدخل ؟؟ ام انا لست فى المقام ؟؟ مما طعننى فى الصميم وقلت له حاشا الله تعالى ولكن  مهموم مشغول بامور كبيرة واريد السفر ولم اتحصل على تذكرة للرحلة ،، وابتسم وقال لا تؤاخذنى انزل واشرب فنجان قهوة وارتاح ،، وغدا باذن الله تعالى يوم الجمعة وسوف تسافر من المطار حيث لدى اصدقاء لن يرفضون لى اى طلب ؟؟ 
وشعرت اننى فى بئر عميق وها يمد لى حبل الانقاذ لأصعد الى اعلى وأشم الهواء واسعد وافرح  وقلت له بلهفة هل انت متأكد وقال نعم اذا احيانى الله تعالى للغد ،، ونزلت من السيارة ودخلت بيته وشربنا فنجان قهوة واحاديث عامة وطلب منى البقاء والضيافة والعشاء ولكن اعتذرت للرجل حتى لا اثقل عليه الوجود حيث شاهدت ان الظروف لا تسمح ،،،وغير مستعد ،،،
تم الاتفاق ان انتظر الى الغد ولا أسافر الليلة الى بنغازى وعللت الامر انه فى حال لا سفر بالغد ظهرا  ممكن تطبيق الخطة البديلة حيث لدى ليلة الجمعة ،،،  مما ارتاحت. النفس قليلا وقلت لها الصبر لا مانع من المحاولة ؟؟؟
طلبت من ابن الخال ان امر على شريكى الأمريكى السيد فرانك دروهان فى شركة الريف المقيم وقتها فى فندق الشاطئ ،،، حيث وجدته وأقمت معه وطلبت من ابن الخال ان يمر غداً حسب الوعد والعهد من صهره السيد الطاهر الساعة الثامنة صباحا لأذهب الى المطار ،، وذكرت ابن الخال ان الموضوع مهم ولا ينام صباح الجمعة بعد سهر طويل ولا يهتم بى مما سوف اصبح فى ورطة وتضيع مصالح كبيرة على نظير التأخير ووعد وعدا قاطعا بانه سوف ياتى فى الميعاد ،، وتركنى مع السيد فرانك لأقصى الليلة ،،
حيث الطلب بقصد مبيت بالنفس لانه سهل عليهم ايجادى بسرعة فى طرابلس حيث اول مايبحثون عنى لدى الأقارب والأنساب والأخوة الأصدقاء ولا يخطر على بالهم اننى مقيم فى فندق بدون ان اسجل الاسم لدى صديق امريكى لا يستطيعون إزعاجه او المساس به ،،،
طوال الليل وانا اتقلب فى الفراش بدون نوم استعرض فى جميع الحالات وما مر بى من مصائب وأحزان وظلم وقهر ،،،  اريد ان اجد مصطلح واحد حتى تهدا النفس ،،، لماذا هذا الحقد علينا كتجار ورجال اعمال ،،، هل لأننا أثرياء ؟؟؟ ماذا فعلنا حتى يكرهنا من صميم القلب هذا الانسان الغير السوى المريض ؟؟؟ اننى لا اعرف ؟؟
كل بعض الوقت أتطلع الى النافذة هل جاء الضياء ام لا ؟؟؟ هل أشرقت الشمس ولكن عقارب الساعة فى نظرى لا تتحرك ،، حيث اريد ان اقف وانتظر قدوم الجماعة لنذهب للمطار واصعد الطائرة واسافر الى اى وجهة ،،، المهم مغادرة عرين الشر والشرور ؟؟؟
أخيرا بعد انتظار طويل أشرقت الشمس وعم الضياء رويدا رويدا ونهضت من الفراش وجهزت النفس وعملت فنجان قهوة  وبدأت اليوم الجديد باول سيجارة  اشعلتها والأفكار تعصف هل سوف يحالفنى الحظ طوال الوقت كما حالفنى حتى الان  ،،،، واهرب امام اعينهم والأمر بالحجز والقبض معمم فى كل مكان ؟؟؟ 
المهم خرجت للشارع منتظرا ووقفت أتطلع لكل من يدخل ويخرج من الفندق حيث مكان الإقامة مقابل الفندق " استوديوهات " خاصة وتابعة للفندق لمن يرغب فى الإقامة الطويلة ،،، اشاهد فى الكثيرين من الأجانب وهم فرحى وهم مغادرون الفندق ،،، اما للسفر او لقضاء العمل حيث ليبيا وقتها بقرة حلوب بها جميع الخير ،،، وابناء الشعب معظمهم سذج  مخدرون بمقولات العقيد التى اثبتت الايام انها متاهات ومهاترات وكذب وزيف ،،
ومرت الدقائق والساعات وانا انتظر بفارغ الصبر وحل الميعاد وفات الوقت وانا أغلى بالداخل كالقنبلة الموقوته جاهزا للانفجار ،، حيث ابن الخال تأخر ،، وليس مثل الان يستطيع الانسان ان يتصل حيث الهواتف النقالة متوفرة فى كل مكان ،،، اما بالماضى فقد كنا نعيش فى ظروف صعبة  لها طابع خاص من عدم الحصول على الاتصالات السريعة فكل زمان وعصر له وقته الحسن والسئ ،،،
وجاءت الساعة التاسعة وشاهدت مقدم السيارة عندما دخلت الى الشارع وشعرت بالفرحة العارمة بدون ان أدرى ،،، وودعت شريكى الأمريكى بسرعة واخذت الحقيبة وحييت ابن الخال وصهره وركبت السيارة بدون عراك على الصبح حيث متوكل على الله عز وجل ليفتحها فى الوجه حتى أسافر بدون عقد ولا مشاكل ،،،
أخيرا وصلنا الى المطار وكان الزحام على اشده فالمسافرون أعدادهم تزيد وتزيد كل دقيقة والرحلات طوال اليوم طائرتين فقط الى روما ايطاليا ،،، وفكرت فى النفس قائلا هل سوف يصدق الصهر واتحصل  على تذاكر السفر حسبما وعد واسافر ؟؟؟
دخلنا الصالة المزدحمة بالمسافرين وغاب الصهر وسط الزحمة وانا ممسك بالحقيبة وجواز السفر والرسالة المرفقة ،، حيث البارحة فتحت الرسائل بواسطة بخار براد الشاى بطريقة فنية ونسخت منها عدة نسخ على الطابعة حيث سوف احتاجها يوما من الايام ،، والنسخ موجودة حتى الان شواهد على الظلم والتعسف والسذاجة ،،، كيف يسمح بإعطاء رسائل لأناس مطلوبين للعدالة ويقولون ويكتبون لا مانع من السفر لرحلة واحدة وبعدها يتم المنع ؟؟ 
فى نظرى قمة الخطأ والسذاجة ،، حيث اى انسان  يعرف الامر ويستطيع السفر سوف يبقى بالخارج ولا يرجع ؟؟ لانه يعرف عندما يرجع سوف يهان ؟؟ أليس الامر بمستهجن ؟؟ اننى لا اعرف ولكن هذا المريض حكمنا نظير ضعفنا وسذاجتنا وطيب القلوب اكثر من اربعة عقود ونيف أليس الامر بمأساة ؟؟ ونحن ندعى اننا عالمين ونعرف كل شئ ؟؟؟
رجع الصهر وقال ياحاج هل تريد السفر بالدرجة الاولى ام سياحية ،، وخلال جزء من لحظة اعتقدت انه يستهزا بى واريد ان اسلقه بسلاطة اللسان حتى يصبح فى حجمه حيث وضعى وحالتى  النفسية لا تسمح باى نوع من الهزار وانا اكافح من اجل الحفاظ على الحرية وعدم القبض والحجز  من هؤلاء المجرمين غوغاء اللجان الثورية والشعبية ،،،
ولكن الله تعالى الهمنى الصبر ورباطة الجاش وقلت له درجة اولى وقال هات 40 دينار واعطيته المبلغ وانا غير مصدق الامر وغاب حوالى عشرة دقائق واحضر لى التذكرة وبطاقة الصعود على الخطوط الجوية الايطالية " اليتاليا " وانا غير مصدق الامر ،، كيف يتحصل هاكذا بسرعة ان لم يكن له واسطة قوية ،،، او هو شخصية معروفة من اللجان الثورية اننى لا اعرف ؟؟؟ 
ولكن فى جميع الحالات له عظيم الشكر والامتنان على وقوفه ومساعدتى وقت الضيق ،، وبينما انا مندهش من الموضوع حيانى فجأة صديق أيطالى السيد " تاتفرنا " الذى كنت أتعامل معه واعرفه جيدا فقد كان يعمل فى مكتب للسيد " نورى بن كاطو " الذى ربطتنى به علاقة أخوية وصداقة وتعامل تجارى ،،
وترجانى ان أساعده فى الحصول على تذكرة للسفر الى ايطاليا حيث له مدة يتردد على المطار ولا يستطيع السفر  ؟؟؟ وقلت له سوف اعمل ما بجهدى ،،؟؟ وقلت للصهر بمرح على الطريقة الشعبية الليبية ،، لقد خيطت القفطان وتحصلت لى على تذكرة سفر ولا تنس " الكم " للذراع واحتاج الى تذكرة اخرى مما فهم الموضوع واعطيته أربعون دينارا اخرى وجواز السفر الايطالى وغاب ربع ساعة واحضر التذكرة وبطاقة الصعود الحمراء مما السيد " تافرنا " كاد ان يسقط من الدهشة ،، كيف هذا العامل البسيط يستطيع عمل الكثير ،، وقلت له ممازحا هل نسيت ان من ليبيا ياتى الجديد ،، مما سكت عن التساؤلات ،، 
وقلت له ابتعد عن جوارى حيث العيون تراقب وفى حالة منعى من السفر لا اريد اى تعطيل لك ؟؟ وسوف نلتقى فى الطائرة حيث سوف نجلس جنبا الى جنب ،،، مما فهم الموضوع وتركنى ومضى لحاله ،، 
ودعت ابن الخال والصهر ولم اعلم وقتها انه سوف يكون الوداع الاخير للصهر ولن التقى به فى هذه الدنيا الفانية فعندما رجعت بعد سنوات عديدة سالت عنه ابن الخال لاشكره على موقفه النبيل المشرف ساعة العسرة والغسرة وقيل لى انه توفى وانتقل الى رحمة الله تعالى ،، ارجو من الله عز وجل ان يغمره بالرحمة والسلوان .
اصطفيت فى الطابور لاسلم الحقيبة واختم بطاقة الصعود الحمراء التى معى حتى وصلت للدور وتم تسليم الحقيبة والختم بسهولة من غير اى عوائق ،،، ومررت على الجوازات للختم حيث تطلع الموظف للجواز بدقة وقلب جميع  اوراقه وهو يراجع ولما تأكد ان كل شئ سليم وليس الجواز مزور او به اى كشط وتلاعب ختم عليه بختم صغير وطلب الرسالة ونفس القصة استلمها موظف اخر بلباس الشرطة وتطلع لها وعندما تأكد ختم على الجواز بختم اخر ،، وطلب منى الدخول الى غرفة اخرى حيث بها حراس خاصون من بوادى بلدة سرت يراقبون ويتابعون وهم الاساس للسماح لاى مسافر ،، اما ان يسافر او يرجع وهو مكبل الايدى محجوز  ممنوع من السفر يذهبون به للمعتقل .
وطلبت الله عز وجل ان ينجينى منهم على خير وسلام  ودخلت بكل الهدوء ورباطة الجاش الى الغرفة الكبيرة الواسعة حيث ثلاثة من رجال اللجان الثورية باللباس العسكرى المتسخ والقذارة والوسخ علي وجوههم والروائح الكريهة تعبق  من أجسامهم  من عدم النوم والإرهاق والتعب ،، وأمام احدهم على الطاولة  سجل كبير ضخم بع مئات الاسماء الممنوعين من السفر ،، 
وألثانى كحرس فى الركن مسترخيا على كرسيه  واضعا قدميه على حافة النافذة وبقربه بندقية الكلاشينكوف جاهز لاطلاق الرصاص على اى مسافر  يقاوم او يحاول الهرب ،، والثالث للتفتيش سليط اللسان بحيث يجعل المسافر الضعيف يغضب بسرعة من الكلام القذر والنعوت الساخرة حتى يفقد العقل ويتكلم ؟؟ وهذا هو المطلوب ؟؟؟ 
ووجدت الحقيبة بالداخل على طاولة اخرى ،، وقلت السلام عليكم  ؟؟ ولم يرد اى احد منهم على السلام حيث هؤلاء جهال  أجلاف لا يعرفون الكياسة ولا الادب ،، وأومأ لى بعجرفة وتكبر وغرور ان اعطيه جواز السفر وتطلع وشاهد الأختام وفتش الحقيبة تفتيشا دقيقا بالداخل والخارج لجميع زواياها على الأمل لوجود اى شئ او عملة يراد تهريبها ،، ولم يجد اى شئ مخالف غير الثياب وادوات الحلاقة وترك الحقيبة وقال اخلع الثياب وكل قطعة أخلعها يأخذها ويفتش فيها باصابع خبيرة مدربة على التفتيش ،،،
واثناء الخلع  كان يسخر بعبارات تافهة تدل على قلة ووضاعة الاصل حيث التاجر وقتها له كناية اسم " عمر " والمقاول له كناية اسم " مفتاح "  وقال هنيئا لك ياحاج انت " الحاج عمر والحاج مفتاح " معا ،، بحيث القصد منها اننى تاجر رجل اعمال ومقاول .
واثناء التفتيش وهو مركز ومطرق على البنطلون يفتش  ،،، خلعت اخر قطعة السروال الداخلى  بحيث اصبحت عاريا كما ولدتنى امى وقال باستغراب " تحشم " وقلت له  بنبرة ساخرة غاضبة انت الذى قلت اخلع الملابس ؟؟ مما ضحك زميلاه من الموقف ولبست السروال الداخلى بسرعة وأعطانى الثياب مما رصصتها فى الحقيبة بدون اى  تنظيم لها ،، وختم على الحقيبة بخط كبير من طباشير ابيض ،،
وسلم جواز السفر للموظف الجالس على الكرسى  الذى أمامه السجل الكبير للمراجعة الاخيرة ،، وكنت واقفا بجانبه أتطلع الى الاسماء من غير ان يدرى ؟؟ ومر على الاسم بدون ان ينتبه وتوقف القلب عن النبض وصرخت فى السر مناجيا قائلا " يا الله " داعيا بان يكرمنى وهذا الجاهل لا يشاهد الاسم المكتوب ،، وقلب الصفحات الكبيرة مرتين أخريين ولم يشاهد الاسم وكانه أصيب بعمى فى النظر ،، وانا اقرأ فى السر سور من القران الكريم ،، مما أعماه الله عز وجل عن الرؤية والنظر واكتشاف الاسم المسجل بحروف واضحة ،،،  وأخيرا ختم على الجواز الختم النهائى الكبير باللون الاخضر حيث يسمح لى بالسفر ،، وطلب منى حمل الحقيبة والمغادرة     الى الغرفة الاخرى .
خرجت الى الممر وسلمت الحقيبة مرة اخرى مما تم أخذها واعطائى الإيصال ،، ومشيت بخطوات بطيئة فى  الممر الطويل وبعدها الدرج الى المقهى فوق للسفر ،، وجلست على طاولة وطلبت فنجان قهوة وكان بعيدا عنى الايطالى السيد " تافرنا " يتطلع الى وانا لم أحاول التطلع له حيث انا متأكد اننى تحت المراقبة من عيون خفية ،،
وأخيرا اعلن عن الصعود الى الطائرة ونهض الركاب والواحد وراء الاخر يمرون على رجال الأمن للتأكد من عمل الإجراءات السليمة ومررت بسهولة من غير تعطيل وعقد وكان المقعد الخاص بى الاول فى المدخل وبجانبى السيد تافرنا وهو غير مصدق انه على متن الطائرة ،، وتعداها فترة طويلة فى الانتظار ،، وكل مرة يدخل احد رجال الأمن يمشى خطوة خطوة يتطلع الى وجوه الركاب وبعض الاحيان يطلب بايماءة من احد الركاب للخروج للمراجعة وكان الذى يقف ويخرج لا يرجع ؟؟ ويصعد بدله ،،
مما بدات اعرق  بعرق بارد بدون وعى ولا شعور وشعرت بإحساس قوى انه ينساب فى الجسم من اعلى العنق الى اسفل الظهر ،، انتظر الامر بالخروج فى اى لحظة من المراقبين رجال الأمن واللجان الثورية  الذين يمرون يتطلعون فى وجوه المسافرين بدقة بحثا عن بعض المطلوبين ،، ولم ارتاح واطمئن حتى خرج الجميع وتم غلق الباب للطائرة مما تنفست الصعداء وكان حملا ثقيلا أزيح عن كأهلى ورجع النفس الى الصدر وكتبت لى الحياة ؟؟؟
أخيرا بدات الطائرة تتحرك على المدرج ببطء ثم زادت السرعة رويدا رويدا وبعد لحظات كنا نصعد فى الجو ،،، وشاهدت عاصمتها طرابلس تتوالى ببطء ورفعت يدى لها محييا من غير ان اشعر وقلت لها تحياتى باليبيا ياامى الحنون ،،، الوداع الوداع ،، سوف اعمل واجتهد واناضل الشر المريض العقيد المعقد حتى ارجع يوما ظافرا منتصرا ،،، وكان هذا اليوم ،، يوم الجمعة حوالى الساعة الثانية ظهرا  21/3/1978 م يوم الهروب الكبير ،،،

                    رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة 


شاهد على العصر 52



بسم الله الرحمن الرحيم 

شاهد على العصر
 52 



عند المساء بعد المغرب وصلت السيارة إلى بيت العزاء وسلمونى المفتاح مع الاعتذار وطلب السماح عن الموقف الصعب الذى حدث ؟؟؟ واستلمت المفتاح بمضض حيث الهزة القوية والتحدى الصعب والالم بالنفس  لا يعوض باى ثمن مهما كان ،،. 
وقررت منذ ذاك اليوم انه لا بقاء فى الوطن وطلب الهجرة الى اى مكان بالعالم حتى ارتاح من الهم والغم ورؤية الوجوه الكالحة لرجال اللجان الثورية والشعبية ورجال الأمن وألوشاة من جميع الأصناف حيث الوطن يمر بمواقف صعبة جداً وخلخلة إيمان وضمير لدى عامة الشعب نظير غسيل المخ والخطب الكثيرة للعقيد المجنون التى من كثرتها والترديد المستمر رسخت فى الأذهان وبدا السذج يصدقون ان الكلام حق والواقع كذب وزور وبهتان ؟؟
وبدأت امارس فى اعمال الاستشارة من البيت بأمانة وصدق عندما يطلبون منى بعض الاحيان المشورة موهما اياهم اننى متعاون على الاخر لاننىى اعلم ان هناك عيونا وجواسيس اللجان الثورية تراقب بعيون يقظة اى تصرف خاطئ يبدر منى ضد المسيرة والثورة " الانقلاب الاسود " وذهبت الى المصرف التجارى لاسحب بعض المال وكان المدير محمد فرحات بوشيحة غير موجود ومكانه المدير المكلف السيد رمضان بوبيضة ابن العم من القبيلة وأخ وصديق ودخلت عليه ونهض من كرسيه مرحباً بالقدوم وطلب لى على فنجان قهوة ،،، واثناء الحديث قلت له اننى اريد سحب مبلغ مالة بسيط من احد الحسابات ،،،
وأطرق الرجل براسه وشاهدت تجهم وجهه وبريق عينيه ودمعة خفيفة من الحزن والأسى  على الحال والوضع الصعب الذى امر به وفتح الدرج بالطاولة واخرج لى رسالة معنونة باسمى وقال وهو مادا لها بيده لى ،،، انه عارف المأساة والحزن وفقد المال  والشركات ووفاة الوالدة ولا يريد إزعاجا لى وانا وسط الاحزان اعانى وامسك بالرسالة فى الدرج ولم يبعثها ؟؟؟
وفتحت الرسالة وقرأتها بسرعةة وكانت المأساة حيث محتواها بناءاىعلى الأوامر الصادرة من لجنة الزحف والتأميم الرئيسية فى العاصمة طرابلس بايقاف التوقيع الشخصى عن جميع الحسابات الخاصة والشركات ويعتبر لاغيا من تاريخ الزحف والتأميم ،، 
وقلت له اننى محتاج لبعض السيولة كمصاريف للعزاء كتغطية حتى ينتشر الخبر فى اوساط المدينة وتلوكنى الالسن بين مادح وقادح وأننى معدم ومفلس لغرض فى نفس يعقوب ؟؟ وقال لى انه لا يستطيع ان يسمح حيث العيون وألوشاة فى كل مكان يراقبون اى تجاوز منه مساعدة لاى احد منا والا سوف يعاقب انه ضد المسيرة الثورية ،،، ولكن لديه فى حسابه الخاص مبلغ بسيط حوالى ألفان دينارا اذا ارغب سوف بسلفنى وقلت له شكرًا ،، حيث لدى بالبيت مبالغ كبيرة نقدا بالخزانة ولكن اريد ذر الرماد فى العيون ،،
وخرجت من المصرف وكان مواجهة فى الطرف البعيد مقبرة صحابة رسول الله تعالى ووضعت يدى على العمود القصير الذى أعلاه كرة كبيرة من الخرسانة الحاجز للسور ونظرت الى المقبرة وطافت الأفكار ورحلت تسبح فى الفضاء الفسيح وفجأة احسست بيد قوية تمسك يكتفى وتهز بقوة  مما التفت بسرعة محاولا الدفاع عن النفس من هذا ؟؟ 
وشاهدت السيد سعد استيته " رحمه الله تعالى بواسع الرحمة " صديقى العزيز الذى يكبرنى فى السن بحوالى عقدين من الزمن ،، قائلا لى لا تحزن ولا تزعل وتغضب  المال ياتى ويروح وانت مكافح ومهما ضاع الان من نظام الجهل يوما الرب الكريم سوف يعوض ؟؟ 
ودعانى لتناول وجبة الغذاء فى بيته ورفضت اول الامر محتجا بالعزاء ،،، ولكن أصر تمام الإصرار ولم يترك لى الخيار مما وافقت وتبعته بالسيارة حتى بيته فى حى المغار ،،
تغذينا على الموجود وكان جيدا واحاديث عامة عن الوضع الصعب والمتاهات والجرائم التى ترتكب  بحجج واهية ،، وبعد شرب طاسات الشاى الاخضر اللذيذ عرض على ان يسلفنى مبلغا كبيرا حيث سمع فى المصرف اننى محتاج للنقد كمصاريف  للعزاء مما تعاطف معى ورفضت رفضا قويا وقلت له ان وضعى سليم ولدى المال نقدا بأرقام كبيرة ولست محتاجا الا الى عون الله تعالى ،،،
وأصر على التسليف واصررت على المنع وأخيرا قلت له تعالى معى للبيت وسوف افتح الخزنة امامك وتشاهد وتنظر بعينيك النقد حتى تصدق الكلام مما أخيرا تراجع عن الضغط وشكرته على حسن الضيافة والعرض الكريم حيث تربطنا بال استيته المصاهرة والدم حيث اختى الأرملة كانت زوجة بقيب له ،،، وأننا نحن أخوة فى الدهر ولن أنسى الكرم ولا العرض طالما بى ذرة حياة وودعته وخرجت من البيت راجعا الى بيت العزاء ،،،
وحدثت لى قصة اخرى لن أنساها حيث فى احد الايام طلبت الزوجة لبن بقر طازج واشتريت  بقرتين من أجود الانواع ووظفت احد الرعاة بمرتب شهرى ليحضر بين الوقت والآخر لبنا طازجا الى البيت للأولاد ومرت الايام والشهور والمرتب كل شهر يدفع ولا لبن ياتى للبيت واحد الايام نبهتنى الزوجة للموضوع حيث نسيته من كثرة الاعمال ،، وراجعت الحسابات ووجدت الراعى يقبض كل شهر فى المرتب بدون انقطاع ولا لبن ياتى للبيت حوالى السنة مما غضبت غضبا شديدا كيف هذا الراعى يستغفلنى ؟؟؟ 
وقررت إيقاف المرتب واسترجاع البقرتين حيث يساوين مبلغا كبيرا فى ذاك الوقت وطلبت من مدير المكتب بان يطلب من الراعى إحضارهم وقفل حسابه نهاية الشهر مما فعل ونسيت الامر واحد الايام حوالى العصر وانا تتوضأ للصلاة أبلغنا المدير ان الدبابات وصلت امام المكتب ونظرت باستغراب من النافذة وشاهدت البقرات امام باب المكتب تموء ،،
ودخلت الى الحمام وشاهدت من خلال النافذة جارنا العجوز  من " ال سلطان " وهو يكدح كل يوم فى البستان يعمل طوال الوقت فى الزراعة وبيع " الصفصفة " لغذاء الحيوانات وبيعها فى السوق بثمن بسيط يعيش مع عائلته  واولاده الصغار على دخلها ،،، وخطرا لى خاطرة وطلبت عليه ووصل بسرعة وهو خائف يرتعد من ان اطرده من الحقل حيث تردد الامر فى المدينة  اننى اشتريت المكان وانا غير مهتم بالموضوع والشراء ،،،
دخل الرجل باستحياء للمكتب الفخم وبعد التحية والسلام قلت له هل شاهدت الأبقار خارج المكتب وقال نعم وقلت له انهما هدية منى لك مما استغرب من الامر ،،، وهو غير مصدق هل انا مجنون ؟؟؟ وأكدت الكلام مما أصيب بفرحة  كبيرة وخفت ان يموت من الصدمة الغير متوقعة ؟؟؟
وخرج وهو يشكر فى كثير الشكر واستلم البقرات وأخذهم الى الحقل وهو يكاد يرقص من الفرح والسعادة حيث هبطت عليه فى نظره ثروة مفاجئة ،،
ومرت السنوات حتى تم الزحف والتأميم واحد الايام بالمساء جاء الى البيت مع احد ابنائه ويحمل كيسا كبيرا من الورق وبه مبلغ كبير بالآلاف وبعد التحيات والسلام قال لى انه متعاطف معى كل العطف على الأحزان والماسى التى حلت بى ،،، ومعه مبلغ من المال حصيلة العمر احضره معه لاخذه والصرف منه حتى يفرجها الله تعالى علينا ،، ووضع كيس المال أمامى وكنت سعيدا جداً من التصرف الذى يدل على الإخلاص والوفاء وان الدنيا مازالت بخير والرب تعالى يسخر الامور ويبعث بمثل هؤلاء البسطاء الى للعرض ورد الجميل نظير وقوفا معهم ،،،
وقلت له شكرًا ياحاج على العرض والحمد لله تعالى انا غير محتاج وعندى أموال ولم يصدق وأصر على الموضوع بشدة ولارضائه طلبت منه ان ياتى معى حيث الخزنة وفتحتها أمامه وشاهد كمية الاموال النقدية بأم العين حتى ارتاح وابتسم وقال شكرًا ياحاج على الثقة بحيث ادخل غرفة نومك واشاهد الاموال ،،، وخرج فرحا سعيدا على وضعى المتين وليس سماع الشائعات التى تتردد فى اوساط المدينة ،، اننى مفلس وليس لدى أموال محتاج  وهو متمنيا لى دوام الصحة والعافية ،،،
وبدأت التخطيط واول شئ واجهنى جواز السفر حيث كان محجوزا لدى الجوازات فى المركز الرئيسى  طرابلس ،، وممنوع من السفر ووضعت كل الهم على استلامه وطبقت جميع الأبواب  ولا من مجيب ولا من مهتم فالجميع خائف يرتعد من سطوة اللجان الثورية وألوشاة المتربصون والعيون الجواسيس الذين يبحثون عن اى خيط حتى يعملون من الحبة قبة بحيث ضاع السمين وسط الغث ،،
واتصلت بابن الخال ورفيق الطفولة السيد محمد بورقيعة " الان مريض  طالبا له الشفاء العاجل من الله تعالى " طالبا منه المتابعة لجواز السفر لدى صديقه المدير العام للجوازات السيد " عمر اقويدر  "  
حيث تعبت من الصد من فروع الجوازات بمدينتى درنة وبنغازى ،،،  وكل فرع يحول على الفرع الاخر وانه ليس لديه وبالتالى احسن شئ الاتصال راسا مع الادارة العامة والسؤال  عسى ان اصل الى حل ،، حيث لا اريد ان اهرب من ليبيا الوطن من  غير جواز رسمى او بجواز سفر مزور حتى اضمن الرجوع يوما من الايام ،، اذا قررت الرجوع ،، ولا أحاسب من النظام الأهوج الذى يريد ان نكون اتباعا خاضعين له ننفذ الأوامر ،،او يتخلص منا الى الأبد ضمن التهميش المفتعل ودون دخل قوى ،،،  حتى ننتهى مع الوقت  ولا يصبح لنا شان ومكان فى المجتمع لقلة ذات اليد ،،، او الاتهام بقصد  بامور نحن منها براء ؟؟؟ حتى نعيش فى دوامات القلق ،،ولا نستطيع النهوض والتحدى والتصدى لنظام الجهل ،،،
طلبت من رئيس اللجنة الشعبية قوائم الحصر لللالات والمواد معتمدة ،،، ورفض اول الامر بحجة واهية وانه ليس لديه الامر حيث اللجنة الرئيسية فى العاصمة طرابلس ولم تعمل لجان الحصر بعد ؟؟  وقلت له لا اريد الحصر والقيمة المالية ،،، ولكن الذى اريده تكوين لجنة رسمية تقوم بالحصر للمعدات والآلات من غير الأسعار ولا القيمة المالية مما وافق على الامر ،،
وتم تكوين لجنة محايدة من عدة أشخاص قامت بالحصر الدقيق لجميع المعدات والاليات والمواد الموجودة بالمخازن والمعسكرات ،، استمرت لمدة أسبوعين من العمل المضنى بما امر الله تعالى ،،، وقدم التقرير للرئيس حيث مهره بالتوقيع والختم وأعطانى نسخة أصلية  منه حتى استعملها يوما من الايام فى المطالبة بحقوقى التى تم الاستيلاء عليها بدون وجه حق .
واليوم الثانى وجهت له كشفا بالأسعار وجميع ما تم الزحف والتأميم له من مواد اليات ومواد ومستخلصات لدى الدولة لم تدفع بعد من الخزانة ،،، مما تضايق من الامر وقلت له استلمها رسميا ،،، وان لا تريد وترغب فى التوقيع ،،، فلن تؤلف اى شئ لى حيث القائمة والتواقيع سليمة   وتم استلامها والتوقيع عليها واثبت حقى على الورق حتى لا يضيع مع الوقت حيث الآليات تذوب وتنتهى وتتناقلها الايادى من واحد الى الاخر ،، اما الارض والبنايات لا خوف عليها مهما حدثت لها من اشياءا من بيع وشراء مزيف خاطئ ،،،  دائماً ملك لصاحبها الاصلى ،،، لا تضييع مهما طال الوقت ؟؟؟
ومرت الايام والشهور وشاهدت بأم العين القهر والهوان من عوام اللجان الثورية والشعبية حيث فى ألغى يتسابقون على ايذاء الناس من ابناء الشعب الشرفاء الاحرار مثل حالتى ووضعى شاء القدر لأمور غيبية لا اعلمها مهما حاولت ان اعرف ؟؟؟  وتم الزحف والتأميم وفقدت اهم الاشياء الغالية للنفس الام الوحيدة وجميع الرأسمال الجهد والعرق ضاع هباءا منثورا بجرة قلم  وخطاب عشوائى من حاقد حسود مثل المجنون القذافى المريض أليس بامر مؤسف ومأساة ؟؟؟
والحظ كان فى صفى واتصل ابن الخال محمد بورقيعة وقال ان جواز السفر جاهز مما ارتحت والواقع مازال موجودا بالجوازات ولم يستلمه بعد ؟؟ وكنت اعتقد انه استلمه مما فرحت فرحا شديدا وبدأت اجهز فى النفس للسفر ؟؟؟
بعدها بيومين فى احد الليالى كنت ساهرا كالعادة فى السمر ولعب الورق البرئ مع الأصدقاء الذين كانوا يترددون على كل ليلة مؤاساتا وجبرا بالخاطر يتعاطفون معى بالشعور الطيب النابع من القلب والروح وليس نفاقا ورياءا حيث الان لامصلحة فى ،،، يحاولون قدر الجهد اننى لست لوحدى فى الأحزان ،،،
وقتها كانت الساعة حوالى منتصف الليل ورن جرس البيت حيث زائرا أتى مما استغربت وبعدها بلحظات جاءنى البواب الباكستانى وقال لى ان ضيفا يريد رؤيتى على عجل وقلت له بان يدخله الى الصالون الثانى وسوف اوافيه خلال دقائق واستاذنت من رفاقى وقمت لرؤيته ودخلت الى الصالون وكان الرجل واقفا ينتظر ،،،
سلمت عليه وطلبت منه الجلوس ولكن اعتذر حيث مشغول ولا يستطيع الجلوس وسألته ماذا استطيع ان افعل له ؟؟؟ وقال ياحاج انا أتيا لأقول لك ان تاخذ حذرك وتعمل على انقاذ نفسك حيث منذ خلال الساعة الماضية استلمت عن طريق الإرسال برقية بالشفرة من الرئاسة بطرابلس تطلب إلقاء القبض عليك وارسالك الى طرابلس مقيدا ،، وحيث انك رجل معروف فى المدينة ،،، انك عمال خير وصديق المظلومين والمحتاجين وتمر فى الوقت الحاضر بمرحلة صعبة وأحزان نظير الفقد للوالدة والتاميم  لجميع ارزاقك والاستيلاء بدون وجه حق ،،،   وانك يوما خدمت والدى وانقذته من الدخول الى السجن حيث قام باصدار صك بدون رصيد وانت سددت عنه المبلغ وعملت جميلا فى رقابنا كعائلة لن ننساه لك ،،، وهانا ابنه وذكر اسمه بالكامل ،،، ارد الجميل وفاءا لذكرى الوالد رحمه الله تعالى ،،،
 ورجعت بالفكر سنوات للخلف وتذكرت الموضوع والحادثة  وعرفت القصة  حيث منذ حوالى عدة سنيين مضت تورط احد الرجال نظير معاملة مالية فى اصدار صك بدون رصيد ولم يستطيع الإيفاء وتم تقديمه الى النيابة العامة التى لا ترحم ،، ونظير الواسطات لا يريدون تسجيل القضية حتى لا تاخذ رقم ؟؟ وعندها ضرورى من القبض والسجن عدة سنوات  نظير الحق العام ويدفع المبلغ مهما تأخر ،،، وجاءنى يريد ان استره حيث ليس لديه المبلغ للدفع ؟؟؟
وسددت عليه المبلغ الكبير وقتها ولدى ورقة السداد والتعهد بالدفع ولم يتم السداد حيث سامحت ورثته عندما سمعت بوفاته ونسيت الموضوع  ،،والحمد لله عز وجل ها الابن يرد الجميل وفاءا لذكرى والده مما حمدت الله تعالى وشكرته وقلت فى السر مازالت الدنيا بخير ؟؟
وإنتبهت على كلماته الاخيرة مما استرجعت النفس وقال ياحاج لا استطيع البقاء وقتا أطول ؟؟ رتب امورك فألان منتصف الليل وغدا يوم الخميس وبعده يوم الجمعة ويوم السبت سوف أتى للقبض عليك ولديك الان فرصة يومين لتدبر أمرك مع اصدقائك النافذين ؟؟ واستاذن فى الخروج وشكرته جزيل الشكر على المعلومة ،،،
دخلت على المجموعة وانا اكاد اسقط اعياءا من المعلومة الخطيرة والأفكار تعصف بالراس بشدة كيف الخروج من المحنة ؟؟؟ ولاحظت المجموعة الامر وسالونى بلهفة ماذا حدث حبا فى الاستطلاع  وقلت لهم مراوغا وصلتنى الأنباء الحزينة ان احد الرفاق الأجانب عمل حادثة شنيعة فى الطريق الى درنة قادما من طبرق ولا يعرف اى احد فى المنطقة الشرقية غيرى ،،، وطلب مساعدتى وابلاغ اهله بالخارج مما تأسفت المجموعة عن الامر والحادثة وعملوا قصة وقبة من الموضوع يتاسفون على حال واوضاع الغرباء فى حالة وقوع مكروه لهم ؟؟؟
وأخيرا قاموا من الجلسة وكانت الساعة تشير للساعة الواحدة صباحا وودعتهم حتى الباب متمنيا لهم النوم الهانئ ؟؟؟ واللقاء فى اليوم الثانى وهم بصحة وعافية وافرة ،،، ورجعت الى الصالون وجلست على الكرسى الكبير وطلبت من النادل بالبيت ان يعمل لى فنجان قهوة مما استغرب من الامر حيث الوقت متاخر ،،، ولكن ذهب للمطبخ لتنفيذ الامر ،،، 
ووضعت سيجارة بالفم وإشعلتها وسحبت منها عدة انفاس بنهم وانا افكر تفكيرا شديدا فى عدة وجوه محاولا قدر الجهد ماذا اعمل ؟؟ حتى اخطط واضع مخطط أمشى عليه وانفذه بدقة ولا اترك الحدث يمر بسرعة حتى اصبح أسيرا سجينا لدى هؤلاء الأوباش فى زنزانة ولا استطيع الفكاك واصبح تحت رحمتهم ،،،
وجاءت القهوة واستمريت فى الفكر اخطط وطلبت من النادل ان يرتاح وينام ويتركنى لوحدى وغدا ينظف المكان كالعادة وذهب الى الدور الأرضى حيث مكان اقامة الخدم مفصولة عن البيت   ليرتاح وينام ،،، واجهدت الفكر حيث الوقت يمر ولدى 55 ساعة فقط لأرتب الامور وأستطيع النجاة والنفاذ بالجلد قبل  ان يضرب الفاس الراس ؟؟؟ 
ونغمات خطة لأخشى عليها وأخرى بديلة فى حالة فشل الاولى لاى سبب طارئ لم يكن فى الحسبان ؟؟ حيث الخطة الاولى بسيطة غير معقدة ،، هو السفر بعد ساعات الى مطار بنينا بنغازى قيادة لمسافة 300 كم  وترك السيارة بالمطار ومحاولة ركوب طائرة رحلة الساعة السابعة واصل الى طرابلس بعد ساعة واذهب الى بيت قريبى محمد بورقيعة واستلم جواز السفر واسافر يوم الجمعة حيث لدى عدة ساعات عمل  ليوم الخميس حتى أنهى جميع الامور ،،
وفى حالة حدوث اى طارئ ارجع بطائرة الليل وأقود راجعا الى درنة وبعدها الى واحة الجغبوب حيث لدى معارف واستأجر دليل للفرار الى واحة سيوة عبر الحدود الليبية المملوءة بالألغام حتى لا يهرب اى احد والدوريات الليبية والمصرية تراقب كل واحدة فى جهتها منعا للعبور وسعيد الحظ هو من ينحى من الألغام ؟؟ ولا يعرف مكانها الا البعض ذوى الخبرة من المهربين الإدلاء ،،، وقررت المغامرة !!
نهضت من الكرسى وانا لدى عزيمة قوية على التحدى والصمود للمجنون ونظامه العفن الذى جردنى من كل شئ ومازال يلاحق !! وذنبى الوحيد اننى رجل اعمال وتاجر سابق ! يريدون استجوابى حتى يستخرجون بعض الاشياء على البعض من المسئولين حتى يعملون من الحبة قبب ويوجهون لهم اتهامات رخيصة ولكن نهايتها تؤدى بهم الى التهلكة ،،، وانا لدى أسرارا كثيرة ؟؟ لو وجهت للشر والشرور سوف تضر الكثيرون وأحسن شئ غيابى عن المكان والصورة لفترة حتى تستقر الأوضاع ،،
جهزت الحقيبة ببعض الاشياء البسيطة من بدلة واحدة وعدة قمصان وغيارات وادوات الحلاقة  كتغطية ،،، وجهزت بعض المستندات التى كنت عملتها بالسابق وأننى موفد من قبل الشركة كمندوب لشراء بعض المعدات كتغطية !! واخذت مبلغا بسيطا من المال نقدا للصرف فى الطريق ،،، وايقظت الزوجة التى كانت تغط فى النوم واعطيتها المفتاح قائلا لها انا ذاهب الى الخارج واذا تم سؤالك من قبل اى جهة يكون الرد اننى ذاهب فى رحلة صيد " زردة "  وسوف يغيب عدة ايام ولا اعلم المكان ،،،
ودخلت لغرف الأولاد وكانوا نياما وقبلتهم على امل اللقاءً بهم عن قريب اذا اطال الله عز وجل العمر ونجيت من الظالمين وودعت العائلة ،، وكان لدى سيارة جديدة مرسيدس بالجاراج أخرجتها وكانت جاهزة ووضعت الحقيبة وقدت الى محطة الوقود خارج المدينة حيث عبات الخزان وكانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف قبل الفجر ،،،
وقدت السيارة بسرعة فائقة حتى اصل بسرعة وأعلى الجبل بعد قرية القيقب واجهنى الضباب وتعبت من التركيز على الطريق حيث الخوف من التصادم مع  الحيوانات فى الضباب ولكن ستر الله تعالى الرحلة وانتهى الضباب نهائيا عندما هبطت من اعلى الجبل الى منطقة نطع المرج الفسيح حيث زودت السرعة  الى سرعة 200 كم بالساعة  فى الساحل من بلدة توكرة حتى المطار بنينا مما كانت  مخاطرة كبيرة وكان العفاريت تلحق بى تطارد ،،،
وأخيرا وصلت الى المطار وتركت السيارة بالموقف ووضعت المفتاح خلسة تحت احد الإطارات  من غير ان يشاهدنى اى احد متطفل ودخلت اجرى الى  الصالة محاولا الركوب على الطائرة ،،، ونظير صداقتى مع البعض من المسئولين بالمطار تحصلت على تذكرة الى طرابلس وكنت اخر راكب على متن الطائرة وانا سعيد بالركوب حيث البدا واول خطوة فى المغامرة والفرار من الأسر والسجن والتحقيق وممكن التعذيب القاسى حيث لا رحمة ولا شفقة لدى قلوب هؤلاء الأوباش التافهين حديثى النعمة   اذا لم استجيب لطلباتهم وأتكلم ،،، واصبح ألعوبة فى ايديهم وواشيا على الاخرين والذى افضل الموت على الإيذاء لابرياء  ؟؟
فى الطائرة راجعت النفس كثيرا مراجعا الخطة وحاول جارى تبادل الحديث وكنت ساهما ولم اهتم بالحديث وقلت له اننى سهرت طوال الوقت واريد بعض الراحة قبل الوصول الى طرابلس مما سكت عن الثرثرة واغمضت اعينى وانا بكامل القوى وصاحيا حيث الأفكار تعصف بقوة بين مد وجزر ،، موهما اياه اننى نعسان اريد النوم  ،،، حيث تم النجاح في الخطوة الاولى ووصلت الى مطار بنينا بنغازى وقطعت الرحلة خلال الجبل الاخضر والضباب بسلامة من غير حوادث   وتحصلت على التذكرة وبعد بعض الوقت سوف باذن الله تعالى اصل الى مطار العاصمة طرابلس  وعقبال الخطوات الاخرى ان تكلل بالنجاح واسافر للخارج ؟؟؟

                       رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة 

  

شاهد على العصر 51



بسم الله الرحمن الرحيم 

شاهد على العصر 
51  
               

طلبت من النساء عدم الصراخ والعويل على المرحومة امى التى توفيت منذ وقت بسيط وأغلقت باب الحجرة والشموع  مضاءة  ووضعت المفتاح بالجيب حتى لا يدخل اى غريب لحجرتها فى ساعة الفوضى كما حدث من قبل لعميد العائلة الحاج المبروك والدى عندما أحضرنا جثمانه من القاهرة مصرً بالجو عن طريق بنغازي " رحمه الله عز وجل وغفر له بواسع الرحمة والمغفرة "
وجلست فى الصالون مع أخوتى نتدابر فى الامر وتوزيع المسئوليات حتى نضمن سير العزاء والعشرات من الجيران والحى يتوافدون الى البيت لتقديم العزاء لنا عندما انتشر خبر الوفاة بسرعة البرق فى المدينة والآخرين  ؟؟؟
لم أنام تلك الليلة ولم يغمض لى جفن حيث كنت شاردا حيث فقدت اعز شئ بالحياة الوالدة ذات الصدر الحنون فقد كانت تربطنى بها صلات روحية  كبيرة حيث كنت اصغر أبنائها وأحبهم لها لأننى طوال الوقت لم ارفض لها اى طلب والحمد لله تعالى ولست عاقا مثل الكثيرين ،،، وبعد النقاش فى  عدة امور خاصة بالعزاء مع أخوتى وزعنا العمل بحيث اهم شئ هو التحضير السليم حيث وفاتها المفاجئة  صدمة لنا غير متوقعة حدوثها بهذه السرعة والتى كانت بالسابق غير مريضة فقد كانت دائماً تدعو الرب الخالق وتقول " الله تعالى ان يجعلها من القوة الى الحفرة " حيث لا تريد ولا ترغب بان تعيش مريضة فترة من الزمن طريحة الفراش وتصبح عالة  تحتاج لمن يخدمها حتى تموت وتنتهى ،،،
تم الاتفاق حيث لدينا العشرات من شباب العائلة بالتكليف كل مجموعة بان تهتم بأشياء محددة ،،، اولا باخذ الامر بالوفاة من  المستشفى والتصديق عليه من وزارة الحكم المحلى البلدية حتى تستخرج شهادة رسمية والسماح بالدفن فى المقبرة ،، حتى لا يتم الرفض من الحارس ولا نستطيع الدفن لجثمان المرحومة بسهولة ،،، والمجموعة الثانية بالذهاب الى المقبرة والحفر وتجهيز القبر للدفن ،،، والمجموعة الثالثة لتجهيز المكان وترتيب السرادق لاستقبال المعزين  الذين سوف يكونون بالمئات وبالاخص من المناطق المجاورة والمدن الثانية والاهتمام بتقديم القهوة والشاى طوال الوقت ،،على مدار الساعة ،،،  والمجموعة الرابعة الاهتمام بالمشتريات وشراء كل ما يلزم لاعاشة المئات من الجنسين من الطعام والمجموعة الخامسة من النساء الاهتمام بالطبخ وتجهيز الطعام حتى ننهى ايام  العزاء على اكمل الوجه ،،،
حيث للأسف عاداتنا المحلية صعبة ،،، الفقد للعزيز المتوفى والصرف الكبير المغالى فى أمره حتى لا تصبح العائلة فى موقف محرج تلوكها الالسن انهم قصروا فى حق المتوفى ،، يهتمون بالمظاهر والراوي والقيل والقال ولا يهتمون بالجوهر وطلب الرحمة والدعاء للمرحومة او المرحوم  والتوقف عن العزاء بتاتا بعد 3 ايام حسب الشرع ،،؟؟
بل ايام العزاء وبالاخص اذا كان المراحيم وجهاء اما مالا ام سلطة وجاه ،،،  بعد العشاء السهرات تستغل كاجتماعات ولقاءات  وندوات والتعريف بصلة الرحم والقرابة للدم حيث الكثيرون من الشباب للعائلات الكبيرة لا يعرفون البعض للبعض وبالاخص لسكان المدن الاخرى او الذين يعيشون بالخارج ،،،  والربط لكثير من الاعمال حيث لا منتديات تجمع الجميع من  رجال وشباب او سيدات وفتيات الا فى حالات الوفاة  لاقربائهم عندها يحضرون حتى لا تحسب عليهم انهم تقاعسوا عن الحضور ،،، أليست بامر مؤسف ومأساة ؟؟؟
اليوم الثانى بالصباح واثناء تجهيز جثمان المرحومة " الغسالة " بتحميمها وإلباسها الكفن والتجهيز للدفن ،،، وصلت مجموعة من شباب اللجان الثورية الغوغاء العوام يسالون عنى وانه مطلوب حضورى للادارة حتى يتم الزحف والتأميم لجميع أموالى وممتلكاتى ،،،
ولم أتمالك أعصابى ولم اضبط النفس وانفجرت فيهم بالسباب والألفاظ القذرة ،، لهم ولعقيدهم المجنون غير مباليا بالعواقب الجسيمة وتمنيت اننى قمت بالتحرش بهم  وضربهم ام قتلهم حيث كانت فرصة ثمينة لاعطاء نظام المجنون درسا فى التعدى حيث جميع شباب العائلة موجودون بالساحة ينتظرون خروج الجثمان للدفن فى المقبرة ،،
ولم تكن من عادتى التهجم والسب والذم ولكن هؤلاء المغفلون العوام الجاهلون بالمشاعر حيث لا توجد فى انفسهم ذرات رحمة أغبياء لم يسألوا انفسهم المريضة كيف يطلبون من انسان فى ساعة الحزن والفقد للوالدة والتى لم تدفن وتدخل القبر بعد ،،، ويأتون لأمور دنيوية يطلبون الحضور الشخصى ولم يسألوا انفسهم المريضة لماذا تجمع الناس بالمئات فى الشارع ؟؟؟ ومن المتوفى ؟؟؟ 
وبعد السباب والتحدى لهم ولزعيمهم المجنون  القذافى علنا بالشارع امام نظر وسمع الجميع ،،،  خافوا على انفسهم ولم ينطقوا بكلمة واحدة وتراجعوا بهدوء بدون الرد  حتى لايتطور الامر الى معركة خاسرة لهم مع انهم يحملون أسلحة مسدسات للدفاع عن انفسهم فى حالة التعدى ،،، مع اننا كجمهور موجود فى الشارع ليس لدينا اى سلاح حيث محرم علينا اقتناؤه ،،، ولكن قلوبهم هواء ليست لديهم الشجاعة الكافية للتحدى لانهم عرفوا الحقيقة المرة وانهم اخطأوا فى الحضور حيث الوقت والمكان غير مناسب ؟؟؟
خرجوا أذلة حيث كانوا على خطا كبير قاتل ،، وبالنسبة لى شخصيا فقدت اعز شيئين لى فى الحياة الوالدة العزيزة التىى لم تدفن بعد ؟؟؟ وجميع ما املك من املاك وشركات من امثال هؤلاء الغوغاء الجاهلين الأغبياء الذين ساندوا الظالم القذافى ،، حيث لا يصح الا الصحيح مهما عصفت الزوابع والأعاصير وتقلب الانسان المؤمن الصادق مع الله عز وجل والنفس فى امور الحياة التى يوما افراح ويوما أتراح ،،، حيث فى نظرى كل من يساند ظالما عن قناعة وطيب خاطر يصبح ظالما مثله ،،، لا رحمة ولا شفقة  له مهما حاول من إبداء المعاذير وطلب الرحمة والشفقة عندما يتهاوى ويسقط ؟؟؟
تم دفن الوالدة فى موكب مهيب والجميع من العائلة والجيران يترحمون عليها ويدعون لها بالرحمة حيث كانت إنسانة فاضلة تحب وتخدم الجميع وتدعوا دائماً للتآلف والاحترام وبالاخص مع الجيران ،،، واستمر العزاء واثناء الاسبوع الاول من وفاة الوالدة اختلست بعض الوقت بعد العصر  وذهبت فى زيارة الى المكتب الرئيسى الادارة القريب من مكان العزاء ،،،  لأرى ماذا حدث  بأم العين بعد غيابى عنهم اسبوعا ،،؟؟
وكنت مرهقا متعبا  من الفقد وموت الوالدة  وعدم النوم الكافى وكثرة المعزين الذين لايرحمون ياتون بدون مواعيد ليلا نهارا يريدون تعزيتى شخصيا حتى يثبتون انهم حضروا المعزى مما شكل لى تعبا وإرهاقا غير محسوب حيث مضطرا طوال الوقت بان اكون موجودا جاهزا لقبول التعازى والمجاملة الفارغة لهؤلاء المعزين محافظا على العادات المحلية حتى لا تلوكونى الالسن بسلاطة اللسان ،،،اننى متكبر ومتعجرف ولا اقوم بالواجب ؟؟؟ 
اوقفت سبارتى المرسيدس فى الفناء امام باب المكتب الرئيسى وصعدت السلالم الى الدور الاول حيث مكتبى الخاص ،،، ووقف البعض من الموظفين من حضورى الغير متوقع ،،، وقاموا بالنهوض والتحية والتعزية ،،، احتراما وتقديرا  ولاحظت آخرين فى عيونهم الشماته غير مرحبين بحضورى وانما يجاملون غصبا عنهم ،،، ولم اهتم فهذه حالة الدنيا المستمرة الى ماشاء الله عز وجل مابين مادح وقادح وتاسفت من اعماق القلب ،،، لماذا هؤلاء الأغبياء يعاملوننى بجفاء وانا الذى عينتهم يوما من الايام  موظفين او عاملين بالمؤسسة ،،،
دخلت للمكتب وجلست على الكرسى الدوار متطلعا بذهول ودهشة عن التغيير الكبير الذى حدث خلال اسبوع فقط من الغياب والزحف والتأميم ،،، حيث صورتى الشخصية الكبيرة وصور الآيات القرانية المعلقة   أزيلت من على الجدار وجميع الملفات فى الدواليب والكتب فى الارفف الزجاجية   أخذت الى مكان اخر ،،، بحيث المكتب عاريا من اى بهجة وليس مثل السابق ،،، ووجدت رسالة معنونة باسمى وفتحتها باصابع مرتعشة وكانت فحواها انه تم تعينى فى المؤسسة كمستشار براتب مغرى فى ذاك الوقت ،، حيث لا يستطيعون إدارة دفة السفينة ويريدون الاستعانة بى لمرحلة وبعدها سوف يستغنون عن الخدمات ،،، 
ووافقت لا اريد ان اعادى الادارة الجديدة وقررت ان أتحمل العذاب والهوان لفترة بسيطة حتى اضمن وارتب كثيرا من الامور فى نصابها ،، واهمها التصديق والختم على قوائم المعدات والحسابات لأننى سوف احتاج لها يوما ما عندما اطالب الدولة بالمستحقات المؤممة  ،،، وتناولت الموضوع بمهارة مع رئيس اللجنة الشعبية السيد " ع م " الذى عينته بالسابق كمسؤول فى الشركة عن الادارة ،،، وكان  دقيقا وروتينيا فى العمل كل شئ محسوب وبالمراسلات كتابة وتواقيع ،،، وبالنسبة لى الله عز وجل يسامحه فقد كان صادقا فى معاملاته معى ،،،
رجع الخيال بى للوراء بعض الوقت وانا لا شعوريا ادور بالكرسى ببطء ،،، الى يوم تعينه بشركة المدائن للمقاولات المساهمة ،، حيث طلب منى اخوه النقيب فى الجيش وقتها  والذى كان من رجال الانقلاب الاسود " الثورة " وبعد مدة تدرج فى الرتب حتى وصل الى رتبة لواء " ا م " ،،، ان اوظفه معى حيث لديه مشاكل مع الشركة التى يعمل بها " الاعمال المدنية " وقبلت لانه صديقى فقد سبق وكنا طلبة ندرس بفصل واحد فى المدرسة  الثانوية فى نهاية  الخمسينات ،، مدرسة عزوز الثانوية ،،،
ضغطت زر الجرس طالبا على فنجان قهوة وتاخر حوالى النصف ساعة حتى  وصل النادل ووضعه أمامى بتآفف حيث لا يريد ان يخدمنى ولكنه غصبا عنه ضرورة من تلبية الامر ،،،وضحكت فى السر من داخل النفس والقلب ،،، كيف الحال تغير بدلا من ان اكون سيدا فى المؤسسة اصبح أجيرا مع الموظفين والعمال  ،،، أليست بامر مؤلم ومهانة ،،، ان اصبح فى هذه الحالة المؤسفة المخزية  حيث لا دخل لى ولم تكن قصورا من عندى وافلاس ولكن قوة قاهرة اكبر من مستوايا هى التى فرضت على الزحف والتأميم بالقهر والقوة " ياخذ منهم الله عز وجل الحق يوما من  الايام  " 
المهم قضيت بعض الوقت وهبطت الدرج وانا مهموم مغموم وخطوت عدة خطوات الى السيارة ووضعت المفتاح فى القفل لافتح الباب ،،، وفجأة ظهر من حيث لا أدرى حرسا من اللجان الثورية وقال بصوت امر هات مفتاح السيارة ؟؟ وقلت له لا حيث هذه سيارتى الخاصة ،،، وقال لا انها للشركة التى تم التاميم لها ؟؟؟ وقلت المؤسسة ملكى وليس لدى شركاء ؟؟ والسيارة ملكى ولن اسلم المفتاح ،،، وفجأة فتح السترة العسكرية التى كان يرتديها بسرعة  واخرج بندقية كلاشينكوف مطوية وفتح " الأخمص "  ووضع الفوهة مواجهة لبطنى محذرا  وقال لا تجعل اليوم اسود عليك وعلى ،، وسحب الأقسام ،، كآخر تحذير ،، وتطلعت للرجل  ووجدته أهبل لا يفهم يشتعل غضبا منى حيث لديه حقد على الأثرياء والملاك ،،
وتأكدت انه فى شخص او أشخاص آخرون دفعوه لهذا التصرف الأحمق كاهانة شخصية لى ،، وفكرت فى جزء من اللحظة والهمنى الله تعالى حسن البصيرة والعقل بان لا اوقاومه حيث لى فترة اسبوع وانا منهك من العزاء وقلة النوم ،، وممكن من المقاومة والعراك واصبعه على الزناد ان تنطلق الرصاصات وتصورنا فى مقتل او آخرين بالشارع ،،
ورفعت يدى بالمفتاح وقلت له تفضل خذه ؟؟ ليس خوفا ولا قلة شجاعة ولكن قمة الشجاعة الأدبية بحيث حكمت العقل والضمير ولم اترك أهبل يتحدانى وأضيع مقابل سيارة ،، وخطف المفتاح من يدى بسرعة  وتركنى أسير وتراجع للخلف وهو يبتسم منتصرا مزهوا بالنصر والنجاح وانه هزمنى ووضع البندقية تحت السترة وكان شيئا لم يحدث ؟؟
هذه الحادثة الصعبة المؤلمة بالنسبة لى استغرقت دقائق بسيطة ،،، ولكن بالنسبة لى كانها اسابيع وشهور عديدة ،،، عن كيف الانسان الحر الشريف يهان فى وطنه من عوام اراذل لا يفقهون  شيئا غير تلبية الأوامر والطاعة للمجنون القذافى وأعوان الشر والشرور عن طيب خاطر ويعتقدون انهم على الطريق السوى الصحيح ،، أليس بجهل وامر مؤسف ومأساة ؟؟؟
رجعت ماشيا على الأقدام الى بيت العزاء فى نفس الشارع والذى يبعد من بناية المكتب حوالى الميل طولا ،، وبالمنتصف شاهدت العمارات على الجانبين تتمايل ،، 
والواقع المرير ليست العمارات  التى تهتز وتتمايل ولكن انا الذى اتمايل من الصدمة ،،، وفجأة احد الأصدقاء السيد " م ج "  رحمه الله تعالى خبط بقوة على الكتف وانا اكاد اسقط من السير وقال ياحاج وحد الله تعالى ،، حيث رزق الدنيا فأنى ،، وانت الذى عملت هذا الرزق بامر الله تعالى وبعرق الجبين وبالحلال ،، مما رجعت الى صوت الحق والضمير  وشددت قواى وتمالكت رباطة الجاش والنفس  وقلت الحمد لله تعالى  على ما اعطى ووهب من خير او ضيق واوقات صعبة ،،، ولولا الخبطة القوية لكنت دخلت فى عالم اخر وأضيع دنيا وآخرة ،،،  
 ووصلت الى بيت العزاء وكان بالإمكان إرسال بعض الشباب لضرب ألجانى وتاديبه وأعطاؤه درسا قويا بان لا يتطاول على اسياده ،،، ولكن رفضت الفكرة بتاتا حيث العنف يولد العنف ولن يتوقف العراك والمناوشات حيث هذا التخطيط الذى يسعى له المجنون القذافى بان يتناوش الجميع من ابناء الشعب ويصبحون اعداء ليحققوا له الهدف الرئيسى  ويصبح هو المتفرج الوحيد على ما يحدث من متاهات ومهاترات حتى يستمر حكمه الى ماشاء الله عز وجل ،،،

                                                رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة ،،،  


شاهد على العصر 50


بسم الله الرحمن الرحيم 

شاهد على العصر
 50
 


النصيحة الثالثة كانت من السيد فيكتور جبيلى من لبنان حيث معرفتى به قصة طويلة ،،، احببت ان اذكرها بالتفصيل للقارئ حتى يعرف مدى الأخوة والمحبة والتقدير لهذا الرجل " رحمه الله تعالى "  ،، فانا اعتبره أستاذا لى فى معرفة كثير من الامور التجارية عن طريق الحديث والسماع منه اثناء الأحاديث الشيقة فى الاجتماعات واللقاءات والمآدب وفى السفر والتنقل  حيث مارس الحياة السهلة الحلوة والصعبة القاسية  ولديه الكثير من التجارب والخبرات وكان فى فترة من الزمن استمرت اكثر من عقد مابين عام 1968 م وعام 1978 م يتردد دائماً على فى زيارات الى المكتب فى مدينة درنة ليبيا او نتقابل فى طرابلس ليبيا حيث لدى مكتب تجارى هناك وشراكة مع السيد نصوح وسعيد شحادة  الأخوة المقيمون فى طرابلس ،،،  او بيروت لبنان حيث كان مديرا للتصدير فى شركة ابناء شحادة للتجارة ،،
وكانت تربطنى به معزة خاصة واحترام وتقدير متبادل ،،،  مع الفارق الكبير فى السن حيث اكبر منى سنا بحوالى خمسة وعشرون سنة على اقل تقدير ،،،وسبب المعرفة انه يوما فى منتصف سنة النكسة عام 1967 م حضر الى ميناء درنة حوالى الضحى يسال عنى ليعرض على بعض المواد لشرائها وكنت يومها مستعجل للذهاب الى البيضاء حيث لدى مواعيد عمل لا استطيع التأخر عنها ،،، 
وقابلت الرجل بكل بشاشة وكان فى الستينات من العمر وأراد ان يتحدث فى العمل وقلت له انا أسف فى الوقت الحاضر ،، لا استطيع لأننى مرتبط فى مواعيد عمل ،، ولكن اذا احببت وانتظرتنى الى  الساعة السادسة مساءا سوف انتظرك فى المكتب حيث لدى الوقت للحديث بمهل بدل العجلة مما وافق ،،، انه سوف ياتى ،،،
تعطلت فى الرجوع من البيضاء  ووصلت متأخرا حوالى الربع ساعة عن الموعد ،،، ودخلت للمكتب مسرعا وشاهدته خارجا غاضبا من المكتب حيث لم يستقبله مدير المكتب السيد " م ب "  كما يجب وسلمت عليه وتاسفت عن التأخير وادخلته لمكتبى الخاص وطلبت له على مشروب بارد وقهوة ليرتاح وطيبت خاطره ،،، وعرفت سبب الغضب ان مدير المكتب تصرف معه بشذوذ وعدم اهتمام مما غضب وخرج ،،،
وبعد حديث طويل وعروض اشتريت منه كمية بسيطة من الأسمنت الابيض 200 طن حيث لبنان كانت مشهورة بصناعة الأسمنت الابيضً حيث لديها مصنع كبير للإنتاج ولا يوجد حول البحر الابيض المتوسط وقتها الا عدة مصانع فى ايطاليا وفرنسا وإسبانيا فقط مع لبنان ،، وغيرت مكان إقامته من الفندق الشعبى " العمامى "  امام البريد القديم الى الجناح الفخم رقم 12   المؤجر طوال السنة خاصتى بالضيوف الكبار فى الفندق الجبل الاخضر ودعوته لتناول طعام  العشاء فى المطعم بالفندق حيث تحت إدارة ايطالية والطباخ جيد  يقدم فى احسن الوجبات طوال الوقت ،،، وطلب استعانتى فى الحصول على عربة اجرة لتوصيله بالصباح الباكر الى بنغازى مما رتبت له عربة خاصة ودفعت ثمن الاجرة  ،،، مما فرح كثيرا على العناية والاهتمام الكبير ،،،
بعد بعض الوقت  قمت بزيارة الى بيروت لبنان لاول مرة ازورها وتطا اقدامى لها مع الرفيق عوض شنيب رحمه الله تعالى حيث وصلنا حوالى الثانية صباحا مع الفجر ،، وأقمنا بعد جهد جهيد فى فندق نابولى بالحمراء حيث معظم الفنادق محجوزة لانه موسم الصيف والجميع يرغبون فى الاصطياف فى لبنان بالجبل حيث الهواء عليل والطقس رائع جميل والسمو والحضارة والتعايش لجميع الأعراق فى ود واحترام  ضمن الاخلاق العالية وقتها ،،،حياك الله تعالى بالبنان ؟؟؟   
، واليوم الثانى حوالى الظهر اتصلت به وحدث التباس فى الاسم حيث بطاقة الشركة باسم نعيم شحادة المالك وكنت اعتقد انه اسمه ولكن تداركت الامر عندما سمعت صوته من الطرف الاخر عن طريق البدالة ،،، ووصل الى الفندق مع مالكى الشركة الأخوة السيد محمود واخوه ماجد ،،، ودعوة على الغذاء فى مطعم يلديزلار الفخم فى الروشة امام صخرة الانتحار ،،، واحاديث كثيرة ومنذ ذاك اليوم بدات العلاقة التجارية والشخصية تزداد قوة ومتانه  ،،،
وأتذكر فى احد الايام عندما كان فى زيارة عمل بدرنة ،،،  نصحنى نصيحة غالية بان احتاط حيث مر بتجربة التاميم فى الاسكندرية بمصر ايام حكم  الرئيس عبدالناصر وكيف ضاع كل التعب والجهد وعرق الجبين لسنيين بسهولة نظير شطحات عسكريين مجانين يعتقدون انهم بعملهم المشين ينهضون بالوطن والمواطنين ،،، والواقع المرير يعملون ضد الدين ،،،  ضد الارادة الالاهية فلا يستطيعون العدل والمساواة وجعل الجميع سواسية حيث الرب الخالق وزع الارزاق بقدر محسوب وخلق الاغنياء والفقراء ،،،
فالخير لا يدوم الى الأبد وطالما العسكر بالسلطة لن تنجح الدولة حيث عقلياتهم صعبة يعتقدون فى انفسهم انهم العارفون والفاهمون بكل شئ والواقع المرير لا شئ ،،، ولم أخذ بالنصيحة والشورى حيث وقتها لا يصدق اى انسان ومواطن ليبى  ان ماسى كبيرة وأحداث دموية رهيبة والدم الليبى للاحرار سوف يسفك ببساطة من اياد ليبية حاسدة حاقدة ،،، واوامر صارمة  من القذافى المخبول التافه ،،،،.بالاغتيالات بالخارج والداخل ،،، لضمان حكمه فى المستقبل  حسب مايمليه عليه عقله المريض  ومستشاروه الأشرار الذين لا يهمهم الوطن ولا المواطن طالما هم احياء يرفلون فى العز والجاه ،،، 
المشكلة الرهيبة اننا بالسابق كنا نعيش الحلم والوهم وان ليبيا واسعة وقليلة العدد وثروات كبيرة ونسينا الأجندات الخارجية والقوى الخفية العالمية التى تدعم فى افراد معينيين للوصول لراس السلطة والبقاء للحفاظ على مراكز النفوذ حتى لا يستولى عليها الآخرون والبقاء لخدمة الاخرين حيث ليبيا بها ثروات رهيبة ومواد خام لآلاف السنيين وموقع استراتيجى وبوابة افريقيا للدول المغلقة مع اوروبا ،،، لكل من يريد ان يتحكم ويستغل العبور والتجارة من افريقيا الى موانى اوروبا  وبالعكس ،،،
القذافى المريض ،،، خطط للخطوة الاخرى الشاذة وهو الزحف والتأميم الكامل للتجار والملاك والمقاولين ورجال الاعمال دفعة واحدة وبدا المخطط الجهنمى  بان على الجميع من شركات مقاولات فردية  قزمية ان تتحد مع بعض فى شركات قوية جماعية ،،، وللأسف بلعنا الطعم ولم نفكر تفكيرا جادا لماذا هذا الامر ؟؟؟  وماهى أبعاده  الخيرة او الشريرة وفكرنا فيها من جانب واحد الخير وللمصلحة العامة ،،، ولم نتطرق للوجه الشرير حيث نوايانا طيبة وتوجهاتنا خيرة لنا حب وولاء للوطن ،،،
وجمعت جميع شركائى بدون استثناء لاحد  وبعد مداولات عديدة جانبية  ولقاءات كثيرة فى مدينة درنة وصلنا الى صيغ مهمة وظهرت للنور " شركة المدائن للمقاولات المساهمة  " حسب القانون الذى صدر ،،، حيث فرض علينا بالاكراه ،،،، لا مشاريع توقع للشركات القزمية من قبل الدولة ،،،  الا للعامة وشركات المساهمة مما اضطررنا للعمل الجماعى غصبا عنا ،،، 
وذابت المؤسسة وسطها وتنازلت بكل رضى نفس عن الجهد والتعب  والاليات والمعدات التى تقدر بالملايين وقتها ،،، حتى اؤلف شركة كبيرة مساهمة  نستطيع بها مواجهة الكثيرين من العمالقة والشركات العالمية للبناء والتشييد حيث لدينا الرجال المهرة فى الادارة والخبرات وكثرة الاليات والمعدات وقوة الراسمال وامورا كثيرة من علاقات جيدة بالداخل والخارج مع رجال الاعمال والشركات ،،،، تضمن لنا النجاح ،،، 
واصبحت على راس الهرم المدير العام ورئيس مجلس الادارة لشركة كبيرة تضم رجالا يعتمد عليهم فى العمل والأوقات الحرجة والصعبة ،،،  بدون قبض ولا تعويض لاموالى بل تسجيل ارقام  قيودا دفترية بالحسابات انه لصالحى قرضا كذا كذا ؟؟؟ يوما سوف أقبضها وبدلا من ان اكون القائد بلا منازع أقرر متى اريد وارغب ؟؟؟ أعطى واهب لاى مواطن موادا او استعارة يد عاملة لانهى له بعض اعماله الخاصة ،،، اصبحت مقيدا من  شركاء كثيرين مساهمين احتاج الى الشرح والموافقة ،،،فى بعض الحالات حتى لا أوصم باننى ديكتاتور مستبد فى الآراء ،، غير مرن ولا قابل للنصح ،،، 
ومع جميع هذه المضايقات والعراقيل والصعاب التى لم اكن متعودا عليها فى الادارة بالسابق عندما كنت المالك الوحيد  بدون شركاء ،،،   لم اتوانى عن العمل بصدق وأمانة لمصلحة الجميع ،،، لاننى عارف ومؤمن عن يقين ان البقاء والربح الكبير فى التآلف والوحدة وان يد الله عز وجل مع الجماعة الصادقة ،، وبالتالى لم اقصر الى النهاية ،،،،
سارت الامور على الخير وكل يوم مزيدا من النجاح ومررنا بهدوء غير عادى حيث الاعمال بكثرة وقدمت الى مشروع رصف طريق من قرية ام الرزم الى راس التين ورسى المشروع على شركة المدائن وكانت فاتحة الخير ،،، واثناء التجهيز لاستلام الموقع والبدا فى التنفيذ حلت المصائب ،،، وخطب العقيد الأهوج خطاب زوارة المشهور بالنقاط الخمس واعلن ثورة داخل الانقلاب الاسود " الثورة  " ومسح جميع القوانين بخطبة مرتجلة وبجرة قلم واعلن طالبا من الرعاع والعوام من اللجان الثورية بان يزحفوا على الملاك والتجار ورجال الاعمال والمقاولين بدون اى استثناء لاحد ،،، ونهب وسرقة الأرزاق والأملاك والثروات فى وضح النهار ،،،
وهجم العاملون باحقاد وحسد على أرباب الاعمال وحدثت أحداثا سخيفة مؤلمة للكثيرين وسقط اللبعض موتى ومرضى نتيجة الصدمة التى لا تصدق فى الوطن ليبيا ،، وكان عندى العلم انه سوف تحدث مصائب اسبوعا قبل الحدث وقررت التصفية  والبيع لبعض الآلات ولكن للأسف تحصلت على عروض تافهة واسعارا رخيصة مما قررت عدم البيع ،،، 
قبل التاميم والزحف بيوم سرت الإشاعات فى المدينة وكنت يومها فى زيارة لبيت الوالدة واختى الأرملة التى تعيش معها ،، وتغذيت فى البيت وخرجت الى المكتب الرئيسى حيث طلبت من المحاسبين ان يأتوا لمراجعة وتدقيق الحسابات وشطب ديون كثيرة لصالحى لدى الغير والاقارب حتى لا يطالبونهم بعد التاميم يوما من الايام من دفتر الاستاذ العام ،،،
وكنت جالسا على المكتب منكبا على الدفاتر اراجع والسيجارة تلو الاخرى مشتعلة وحولى المحاسبون ومدير المكتب واقفون كحلقة على وانا أطالع واوقع على التى أريدها ان تحول الى دفتر اخر خاص بى انقله معى للبيت وفجأة دخلت زوجتى للمكتب وهى منزعجة وقالت الحق تعال بسرعة للبيت واول خاطرة خطرت بالبالونات  ان احد الأولاد الصغار أصيب بحادث حيث يجرون من بيت الوالدة للشارع بدون ان يعرفون والشارع مزدحم بالمرور والجميع يجرون من غير تحديد للسرعة ،،، وكانت اول مرة تدخل للمكتب فليس من عادتها القدوم والدخول وبالاخص انا مشغول ؟؟ وقلت لها بلهفة ماذا حدث ؟؟؟
وقالت الحق الوالدة مريضة ولم اتركها تكمل العبارة وتركت السيجارة بالطفاية مشتعلة واستأذنت من الجميع وقلت لهم تابعوا العمل وسوف ارجع بعد قليل ولم اعرف وقتها اننى لا ارجع الا بعد اسبوع ،،،
ذهبت قلقا الى بيت الوالدة حيث وجدتها ممدة بسريرها فى لحظاتها الاخيرة تودع ،،، وتحسست اصبع رجلها الشمال وكان باردا جداً وكانه فى ثلاجة " فريز " ولاحظت الانتفاخ فى البطن وعرفت انها النهاية وعبارة عن وقت ،،، وطلبت منا انها تريد الراحة ولا تريد اى دكتور لعلاجها وذلك كسوفا حتى لا يكشف عليها اى احد  حيث تعيش ضمن العادات القديمة الجميلة وليس مثل معظم سيدات وفتيات اليوم لا يعرفن الكسوف ولا الحشم ،،،
ولم ارتاح وبعثت على إحضار طبيب مصرى حيث جاء وكشف عليها وهى تمانع وأعطاها حقنة لترتاح ،،، ولزيادة التاكد احضرت الطبيب رئيس الاطباء بمستشفى الوحدة الدكتور سالم ساسى وقتها والذى كان مشهورا فى منطقتنا ونفس القصة كشف عليها وامر ببعض الدواء وأنها بحاجة للراحة ،، 
وطلبت من زوجتى بصوت عالى ان تخابر بالهاتف اختى المقيمة بطبرق ال بن خيال وان تقول لها بان تأتى بأسرع وقت لتشاهد الام ،، وان تبعث لاخوتى حتى يحضرون ويشاهدون الوالدة ،، وجاء أخوتى الحاج صالح وبعده الحاج حسن حيث تم الوداع لها ،، وادخلت السيدات الواحدة وراء الاخرى من العائلة والجارات حيث ودعتهم وطلبت السماح من الجميع وحضرن أخواتى وبدأت الام فى توزيع أقراطها واسورتها الذهبية على أخواتى وبنات العائلة وهى مسرورة وراضية وكانت من قبل غير مستعدة لاعطاء وتوزيع ذهبها تحت اى ظرف كان ؟؟؟
كانت تتحدث معنا وهى مسرورة راضية فرحة  وكانها تشاهد فى ملائكة محيطون بها نحن لا نعرف اى شئ عنها ،، وبدا الجيران يتوافدون ويجلسون فى الصالون مع أخوتى الحجاج  يتساءلون عن اخبار الوالدة وكيف حالها وهم متاسفون على مرضها يدعون الله عز وجل ان يعطيها الصحة والعافية وتنهض من مرضها ،،،
والساعة العاشرة ليلا توقف قلبها وتوفيت راضية مرضية " رحمها الله عز وجل " بعد ان وهبتنى ودعت لى  الدعاء الصالح عشرات المرات وطلبت منى العناية بالإخوات ووعدتها اننى سوف اعمل المستحيل على خدمتهن ورعايتهن طالما به عرق حياة ينبض ،،،
وضعت شمع أوقدته بجانب السريرًمن الجانبين وقرات على روحها سورة الفاتحة واخرجت الجميع من الغرفة حيث كانوا يبكون ومنعت الصريخ والعياط وطلبت من جميع السيدات ان يطلبن لها الرحمة وان لا يصرخن وأى واحدة تريد مخالفة الامر فلتذهب الى بيتها وتصرخ كما تشاء حيث لا اريد محاربة الرب تعالى بالصراخ وتطبيق امور الجاهلية الاولى ،،،  حيث الموت حق واحد اسماء الله الحسنى الحق ،،

                                                رجب المبروك زعطوط 


البقية فى الحلقات القادمة