Saturday, September 24, 2016

خواطر عامة 8

 بسم الله الرحمن الرحيم

 السوق السوداء

                       كان الله تعالى في عون المواطن البسيط قليل الفهم والعلم الغافل عن مواضيع كثيرة تحدث يوميا بإستمرار بدون توقف حيث بإلكاد يحقق قوت يومه من العمل والجهد بعرق الجبين، أو معتمدا على الراتب الزهيد للصرف على متطلبات العيش والحياة في حالة القبض آخر الشهر او بعد عدة شهور نظير الفساد والإفساد كما حدث في ليبيا في العهد الثوري الذي إنتهى إلى غير رجعة بخيره وشروره والآن مستمرا نفس الموضوع التأجيل، مما يعيش الموظف في حالة قلق وهم بالنهار وغم بالليل ولا يرتاح طوال الوقت ويضطر للإستدانة وإهراق ماء الوجه، إو القيام بأي عمل آخر غير مشروع ليغطى احتياجاته ويتحول إلى ضحية مرتشي شريرا غصبا عن ارادته من ظلم الدولة في سوء الإدارة والعدل...

                       وآخرون بدون وجه حق ولا ضمير ذوي حظ كبير يحققون في أرقام خيالية عشرات الآلاف من الدينارات والدولار واليورو في صمت في الخفاء من غير أن يشعر بهم أي أحد كفروق اسعار وعمولات على أي موإد وسلع من جميع الأنواع سواءا في التصدير أم الإستيراد للوطن، أغنياء الفرص والغفلة ذوي كروش كبيرة وبطون واسعة، قطط سمان مهما تأكل لا تشبع مستغلين الأوضاع في جميع الظروف ايام السلم او الحروب والقتال التمرد والكر والفر حيث الكثيرون من الأبرياء نظير الحاجة الملحة الشديدة والضغوط في حاجة ماسة للعيش لإطعام أفواه أولادهم الجوعى وبالأخص الذين بالغربة مهاجرين بدون عمل ولا دخل يبيعون في ممتلكاتهم بالوطن بأرخص الاسعار وأبخسها والتحويل للخارج بأعلى وأغلى الأسعار للنقد الأجنبي مما الخسارة جسيمة لقاء الحفاظ على الكرامة من أن تهان، نظير إستغلال القطط السمان لسلع عديدة غير متوفرة في الأسواق وعلى رأسها العملات الصعبة من بيع وشراء مثل المنشار اليدوي لقطع الأشجار الذي ينشر ويقص في الخشب والألواح في الحالتين الهبوط والإرتفاع ....

                       السوق السوداء إسمها فيها، شر وشرور وعنوانها قاتم وضرر فادح للكثيرين المحتاجين، وثروة وغنى فاحش لذوي الإحتكار، آفة سوداء ومرض العصر الذي ليس له علاج بات للأبد، موجودة في جميع أنحاء العالم منذ القدم شراء الذات والضمير من ضعاف النفوس للمال والجاه والمركز وتختلف من مكان لآخر الكيفية والغطاء عن المخالفات القانونية حتى في الدول التي تدعى انها متقدمة لديها الكثير من الامور الخطأ، الفساد والرشاوي والإستغلال والإحتكارات الشائنة التي تدور في الخفاء والسر بأوضاع اخرى حيث لا مسئول بالغرب يستطيع الوصول للقمة وكرسى الرئاسة إلا عن طريق التبرعات، يحتاج إلى ميزانية كبيرة وقت الترشيح والإنتخابات للإعلام واللقاءات والإجتماعات المكثفة لحث الجماهير على التعريف بالنفس والمساندة وبالتالي بطرق خفية يقع في المحضور بحكم العادة والقانون وعند نجاحه لا يستطيع رفض اي موضوع للمانحين المتبرعين الكبار لتمرير مصالحهم من أن لا تتعطل، نظير الإعتراف بالجميل والدعم له وقت الحاجة....

                  هكذا الحياة أخذ وعطاء، بيع وشراء وإبتزاز وقهر وضغط في صور عديدة، لم تتوقف بالماضي ولن بالحاضر ولا بالمستقبل مهما شرعت الحكومات من قوانين صارمة تحد من قيامها ومد أذرعتها مثل الأخطبوط الذي يخنق الضحايا في قاع البحر، ستظل السوق السوداء قائمة نظير الحاجة والنقص تعمل في السر والخفاء والعلن، فذكاء ونبوغ أسيادها أعلى مستوى وفهم من أي مشرع أستاذ عالم علامة كان!  حيث في أي قانون مهما كان وضعه سليما وعادلا به فتحات وفجوات عديدة ينفذون منها بصور شيطانية عجيبة  يعجز الشيطان الرجيم عنها...

                     المسألة مسألة ضمير وعفاف بالنفس لدى الانسان من أن لا يخطأ ويسقط في مستنقع الوحل، مخاضة الرمال المتحركة ويغوص ولا يستطيع الخروج حيث مال الحرام تسرب في العروق والشرايين... لا خلاص وبالأخص عندما يزداد الإحتياج لدى البعض وتصبح جميع الطرق مسدودة  ومقفلة في وجوههم وهم يشاهدون البعض الآخر من  المسؤولين وغيرهم من جميع الشرائح والأطياف، أمورهم تتقدم برزق الحرام ويزدادون ثراءا وغنى بقوة المال، مما يتعطل ويفسد الضمير لدى ذوي النفوس الشرهة للمال الحرام والمراكز، ويأخذ إجازة طويلة ليس بعدها من استفاقة  ولا نهاية، مهما كان الوعظ والنهي بعدم التورط...  وهذا الامر مصيبة كبيرة من مصائب الزمن وسبب قاتل يؤدي إلى دمار الشعوب وتفسخ الحضارات، حسب المقولة الشعبية  (الجوع كافر)... يجعل الإنسان المحتاج المضطر يقوم بكثير من المساوئ وبالأخص سرقة أموال الدولة ، الأموال العامة ،  حيث الكثيرون في ليبيا تاهوا عن طريق الحق ، أقنعوا أنفسهم الأمارة بالسوء اللوامة أنها رزق حلال طالما يشاهدونها في الضياع والهدر للآخرين في أوجه الشر والارهاب بدون أي وجه حق كان !  وهم في أشد الحاجة لها محتاجين، تتوفر لديهم القناعة ويؤمنون أنها من حقهم الحصول عليها بأي ثمن وطريقة كانت ولو كانت غير شرعية وضد القانون...

                      أليست بمصيبة ان يهبط المستوى إلى هذا الحد المؤسف والدولة غنية من الدخل الكبير من تصدير النفط والغاز ومشتقاته العديدة مقارنة بعدد السكان وبإمكانها عمل الكثير لسعادة مواطنيها وتمنع الكثير من المتاهات والسرقات والتزوير بالعمل الصادق والإرشاد والشرح المستفيض لأبناء الشعب ان الاموال العامة أموال الجميع ...  وأن يتم الصرف السليم بالحق والمراجعة ضمن الأصول وليس لجهة وفئة  خاصة دون أخرى، بل تركت الحبل على الغارب مما ضاع الكثيرون في غير طاعة الله تعالى  ، والنتيجة النهائية والمحصلة هذه الآلام والقتال والخطف. وفرض الأتاوات المجحفة علي ضعاف النفوس وغيرها العشرات من جميع اعمال الشر والدم والقتل لم تأتى من فراغ حيث الله عز وجل غاضبا علينا لأننا تركنا الطريق المستقيم، طريق الحق والصواب مما حلت علينا اللعنة الإلاهية بأن نقدم وندفع الثمن غاليا في كثرة المحن والمعاناة، عسى الضمير الميت أن تدب فيه الحياة يوما ويفيق من السبات والنوم ويرجع إلى الصفاء، مثل السابق كالأجداد والآباء، وننال الرحمة والغفران...

                           لا أريد كثرة الحديث عن السوق السوداء حيث متشعبة إلي عشرات ومئات المواضيع وصعب الإحصاء والعد لها، ولكن للعبر والتذكير سوف أتناول موضوعا واحدا لتوضيح بعض المعاناة والمرارة للمواطن البسيط وعلى رأسها التعامل بالنقد الأجنبي، فى ثلاثة عهود، العهد الملكي الزاهر، والعهد الجماهيرى الفاسد، وعهد ثورة 17 فبراير الفوضى والتناحر على السلطة والنهب والتي تم النصر فيها منذ خمسة سنوات مرت، شاكرا وحامدا الله تعالى على طول العمر حيث عشت الثلاثة العهود كشاهد عيان حيا أرزق .... على سبيل المثال في العهد الملكي الباسم كان التسمية للعملة الورقية الليبية الجنيه أيام الإستقلال ثم تغير و أصبح الدينار، وكان وقتها النقد الأجنبي ومنها الدولار متوفرا في المصارف للتحويل الرسمي ضمن قوانين وحدود وموافقات مصرف ليبيا المركزي مهما كانت المبالغ المالية للإستيراد ضمن فتح الإعتمادات المستندية والتحويل ضد المستندات و للعلاج والدراسة للمواطن رسميا عن طريق المصارف بسهولة ....

                       مع أن الدولة كانت وقتها فقيرة قبل الإكتشاف للنفط والغاز، معظمها صحراء قاحلة لا وجود لحياة، ولا دخل غير العيش على الدخل البسيط من الرسوم الجمركية فى تصدير بعض الأشياء من اللحوم والحبوب  وبعض المواد الأخرى، والإعانات من منظمة الأمم المتحدة وتأجير القواعد العسكرية في طرابلس وطبرق للحلفاء لتغطية الميزانيات العامة سنويا و يتم الصرف والتعامل ضمن الأصول ولا أحدا من أفراد الشعب مهما كان غنيا بمقاييس ذلك الوقت، مر فى خياله حتى مرور الكرام أن يكون له حسابات بالخارج حيث القناعة والثقة العمياء فى العهد الملكي متوفرة ، وكان الدينار قويا في السوق العالمية له تغطية بالذهب دولية بحيث يساوى ثلاثة دولارات وثلث ، ويستطيع المواطن الحصول وشراؤه من المصارف بالطرق القانونية بسهولة من غير تعب.

                         إلا البعض الأذكياء الذين إستفادوا ، سعيدي الحظ ذوي المعرفة والإطلاع والدرس للوضع العام مسبقا مما أخذوا عبرا من أحداث التأميم في دولة مصر في منتصف الخمسينات من القرن العشرين الماضي، وقاموا بفتح الحسابات الخارجية وشراء العقارات في دول عديدة أجنبية مما مع طول الوقت تضاعفت القيمة عدة مرات، ولم يطالهم الزحف والتأميم عام 1978 م....

                         بعد قيام ثورة الفاتح وحدوث الأخطاء القاتلة والنهب والزحف والتأميم لأرزاق وأملاك التجار ورجال الاعمال بالقوة وبالغصب ، من العوام الغوغائيين الجهلة تقدمت وتوسعت السوق السوداء خطوات للأمام على مستوى كبير من الإحتكارات والاستغلال وفى فترة السنوات العجاف من حكم الجماهير هبط سعر الدينار تدريجيا ووصلت قيمة الدولار الى ثلاثة دينارات وفى إرتفاع مع أن المعاملة للمواطن فى المصرف رسميا بأقل بكثير ولكن غير متوفرا للجميع حيث الأيادى الشريرة من بعض المسؤولين وموظفي المصارف أصبحوا تجار ورجال أعمال بالغش والبهتان تحول وتمنع تدفق الدولار ليد المواطنين رسميا بسهولة من غير عقبات ويباع في السوق السوداء للأسف بعلم الدولة ومنها...   حيث يقال في الأوساط  أنها تدفع الرواتب المحلية وغيرها من فروق البيع والشراء للدولار ، والتحصيل للرسوم حيث أصبحت الدولة هي التاجر ورجل الأعمال، الحكم والخصم في نفس الوقت بدون منافسة شريفة حرة في السوق، مما الدينار هبطت قيمته أمام العملات الأخرى الأجنبية بسرعة وكل يوم كان يضعف حتي وصل للحضيض ، للأسف في دولة غنية ذات ثراء فاحش مثل ليبيا...

                       الإحتكارات والإستغلال ضمن قوانين الفوضى الآرتجالية بعد الزحف والتأمين من جميع الجهات من مسئولين الدولة حيث لا عمل خاص حرا مهما كان في السوق والساحة حتى وإن كان صغيرا بعرق الجبين بدون قيود، طالته يد التأميم، الجميع أصبحوا موظفين يعملون برواتب زهيدة، في القطاع العام الإشتراكي مما عم الفساد والإفساد و ظهرت طبقة ثرية ثراءا فاحشا من العائلة والمحاسيب والرفاق وتجار ورجال أعمال الغفلة المحظوظين وأصبحوا من أصحاب الملايين والبلايين نقدا فى المصارف الخارجية وأصول عقارات وإستثمارات كبيرة بالعالم، وبدلا من صرف كميات الاموال الخيالية من الدخل لصالح الشعب، كانت تصرف في الإرهاب وتكديس السلاح والفواحش على جميع المستويات.

                       وأبسط مثال علي التدهور للحضيض أمورا كثيرة توارت وغابت في خضم الفوضى، لا إستقرار ولا حرية الرأي والفكر دائماً المواطن فى خوف ورعب من زوار الليل والنهار من أشباه رجال اللجان الثورية والأمن للإستجواب بدون تهم أكيدة غير إشعار الضحايا بين الحين والآخر أنهم موجودين عيون ساهرة لأي أي موضوع يمس النظام، ولا مستشفيات للعلاج جيدة والمريض من أبسط الامراض والعلل يضطر للسفر للخارج للمداواة ، ولا تعليم عالى منظم من غير أطروحات وتعاليم الكتاب الأخضر التافه في محتوياته في التدريس للنشأ من الصغر الي الجامعات وسعيد الحظ الذي من غير معرفة ولا واسطة قوية أتيحت له الفرص وتحصل على إيفاد للخارج على حساب التعليم العالي من الدولة حيث محتكرا علي فئات معينة جهوية، حتي يستطيع أن يكمل تعليمه فى الدراسات المتقدمة ( ماجستير ودكتوراه ) مهما كان متفوقا وله درجات عالية وتقدير من معاهد وجامعات الوطن، أليس الأمر بمأساة ؟؟؟

                        ثورة 17 فبراير بدلا من أن نتقدم رجعنا للوراء والخلف عشرات ومئات الخطوات من كثرة النهب والتسيب والهدر للمال العام بالسرقات الضخمة والذي كان مجنبا في عشرات ومئات الحسابات بالداخل والخارج في دول عديدة بالمليارات، والمسجل تحت أسماء الأعوان الثقات خوفا من الحجز الدولي للمال العام كما حدث في العديد من الحالات وقت المقاطعة في قضية سقوط الطائرة ( لوكربي ) والتي تم الإتهام للنظام الليبى بالفعل الشائن وضياع الأرواح مما ضاعت الأرصدة المالية هباءا في تسمين حسابات البعض وهبطت قيمة الدينار نظير الحاجة، ووصل الدولار فى وقتنا الحاضر إلى أعلى المستويات للأسف و بلغت قيمته  خمسة دينارات !

                                      والتساؤلات للنفس خلال هذه العهود الثلاثة من دفع. الثمن الغالى نظير سوء الإدارة والإحتكار والإستغلال فى أبشع الصور والغلاء للمواد والسلع الحياتية ونقص الوقود في المحطات والوطن ينتج ويصدر في النفط بكميات كبيرة ،، غير المواطن البرئ ، فالقطط السمان زادت ثراءا وغنى والشريف المواطن العادي مازال يدور فى نفس الحلقات الفارغة يحاول العيش والنجاة بشرف وعفاف ،، والقصة مستمرة بين مد وجزر وغير معروف متى تستقر الأوضاع وتنتهي السوق السوداء للنقد الأجنبي من العملات وتصبح متوفرة فى المصارف بسعر مناسب للشراء...

                           حيث الصورة العامة الآن في وقتنا الحاضر قاتمة غير واضحة حتى يستطيع المواطن البسيط الفقير المؤمن بالهداية والإيمان التخطيط السليم والعيش الكريم ضمن الكرامة والعفاف والشرف بدون خوف ورعب من السقوط فى الرذيلة والحرام ،، نظير الاحتياج ويضيع دنيا وآخرة ... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Saturday, September 17, 2016

خواطر عامة 7

بسم الله الرحمن الرحيم

 بشائر الخير

               سبحانك رب العالمين مغير الحال من حال مظلم -قتل ودم وخطف ويأس وقنوط- في وطننا ليبيا الصابرة  المجاهدة إلى حال آخر -الفرج والضياء والنور- حيث بالأمس (منذ عدة أيام) كنا في ضيق ومرارة ومحن ، نعاني من  الهم والغم  بالوضع المشين بالوطن ، والأن بقدوم وحلول عيد الأضحى المبارك، هل الخير و عمت النعمة الكبيرة بسرعة بسيطرة الجيش الوطني على مواني النفط الأساسية في المنطقة الشرقية (البريقة والزويتينة ورأس لانوف) والأخريات في عموم الوطن في الطريق للتحرير التي هي مراكز الميزانية العامة للدخل بالتصدير للنفط والغاز والمشتقات النفطية العديدة من أيدي العابثين الغاصبين أدعياء الوطنية بدون أي وجه حق...

                أضروا بالوطن بدون أية شرعية ولا حق وكبدوه خسائر جامة رهيبة فترة طويلة بدون عدد ولا حساب، ويوما مهما طال الوقت سوف يسقط هؤلاء اللصوص ذوي المليشيات المسلحة وكل من كان له يدا في الموضوع في يد العدالة والقضاء للحساب ويحاكموا بالعدل والقانون في العلن عن التصرف الخاطئ والإستيلاء بقوة على المنشئات النفطية والسرقات بالملايين من الدولارات يوميا في التصدير بأبخس الأثمان ... ولم تطالهم يد العدالة الآن نظير الهرب والبقاء في الخفاء في حماية المرتزقة من القبض والأسر...

                طموحاتهم تأجيج النيران بقوة المال المغتصب على إستمرارية الوضع الشائن والحرب الأهلية نظير الحفاظ على المراكز، ولا نخمد ونرتاح ويعم السلام والأمن والأمان في الوطن ، ناسين ومتناسين أنهم مهما تواروا و هربوا، لهم يوما  أغبرا حالك السواد للسقوط!!! لن يرتاح الضمير في حالة لديهم الضمير مازال حيا موجودا ينبض بالحياة، فيا ويلهم من العقاب الذي وراؤهم باليوم أو الغد من تناول وأكل الرزق الحرام الزاقوم، رزق المجتمع بالقوة والإستيلاء، مصيرهم بالدنيا أم بالآخرة سوء الحساب، حيث عين الله تعالى عين ساهرة لاتغمض لحظة والتي لا تنسى ذرة شر واحدة من الحساب والعقاب للمجرمين اللصوص!! 

                إنه عيد سعيد حل بالبشائر العديدة للمواطنين فقد إرتاحت مدينة بنغازي منذ فترة بسيطة من الهم والغم والتناحر ، التي هي قلب الاحداث النابض في جميع الثورات السابقة   والتمرد الأخير من حكم العصابات المليشيات، مدينة (رباية الذائح) حسب المثل الشعبي الذي يقال ويتردد في الأوساط، مدينة الفرص لمن أراد النجاح، وردة فيحاء وزهرة رائحتها عطرة تهب أنفاسها على جميع أنحاء الوطن ليبيا في المنطقة الغربية والجنوبية، من المنطقة الشرقية حيث مقيمين بها عشرات الآلاف من جميع الطوائف والشرائح الوطنية من سكان الوطن الذي تعداده يعتبر قليلا أمام الآخرين من دول الجيران ...

                 خليط متجانس متلاحم مع بعض لا يمكن الدس والفصل بينهم مهما قدم عملاء الشر والجهل الأعمال الشريرة لخلق التباغض والشرخ للنسيج الوطني بحجج بعد المسافات والإختلافات في تصوراتهم الخطأ حيث الشعب في وحدة كاملة عائلة واحدة تربطهم علاقات الجوار ولغة الضاد والإيمان والهداية بدين الإسلام والمصاهرة والدم والمصير الواحد في الخير أم الشر... والتي مهما حدث فيها من خراب ودمار طيلة التناحر ستظل  شامخة أبية، لن تركع!

                    رجع الكثيرون من المهاجرين الضحايا في الوقت الحاضر لمدينة بنغازي للإقامة والسكن في بيوتهم المهجورة مثل السابق والكثير منها مدمرة والبعض مفخخة بالديناميت نظير الحقد والحسد لمالكيها كرد فعل من الخوارج المرتدين على الهزائم والخسائر التي لمت بهم من أحرارها دفاعا عن المدينة والوطن، حيث أهاليها وساكنيها لايستطيعون نسيانها والغياب عنها فترة طويلة مهجرين بالغربة مهما كانت الأحداث صعبة قاتلة...

                  الدمار والتفجير ورصاص القناصين حبا في إهراق الدم وقتل الضحايا الأبرياء كتصفية حسابات قديمة عفى عليها الزمن وتسلية والخطف لقاء الفديات الضخمة  وإشاعة الرعب للأبرياء، الجوهرة الثمينة المكسوة بالغبار والتي هي في الوقت الحاضر أطلالا وخرائب ولكن بإستباب الأمن والأمان والقضاء على الشر والمليشيات الخارجة على القانون بسواعد أبنائها الوطنيين الأحرار في فترة قليلة من الزمن سوف تنهض من جديد في البناء والعمران والتشييد ويزال من على أكتافها الغبار الكثيف وترجع جوهرة تلمع بالنور والضياء....

                  عمار مدينة بنغازي من عمار جميع الوطن هي مقياس الحرارة التي يقاس بها الوضع العام، الأمن والأمان والسعادة والهناء، لنشر النور والضياء على بقية الوطن الذي كان من فترة أيام عائشا في الظلام يعاني من الهم والغم نتيجة التناحر على السلطة والنهب من إبنائه أدعياء الثورية والوطنية وللأسف عديمي الأصل والفصل ، كثير منهم مجنسون بهويات ليبية، حيث مرحلة السنوات الخمس الأخيرة بعد النجاح والنصر لثورة 17 فبراير مهمة جداً مررنا بحلوها ومرها بويلاتها وعذابها وشقائها حتى وصل ضعاف القلوب إلى ردودأفعال متدنية، مرحلة اليأس والقنوط يترحمون على حسنات الطاغية والعهد الجماهيري والعياذ بالله العظيم من الشرور وسوء الظن ، ناسين أن عقارب الساعة تدور للأمام ولن ترجع للخلف حسب الطبيعة والقوانين المتعارف عليها، وأنه لا يأس من رحمة الله تعالى حيث الحياة دورة تدور إلى ماشاء الله تعالى من وقت والفرج حل والخير سوف يعم !!!

              الآلام التي مررنا بها نحتاجها كدروس وعبر حتى ننهض ونتقدم، ضرورة من تطهير وإزالة الدم الفاسد الخبيث العملاء المنافقين والخوارج المرتدين من جسد الوطن والقضاء وإزالة الغث الردئ من السطح والساحة مهما كلف الأمر من تضحيات وثمن، حتى يبقى السمين الصالح إبن الوطن قائما ثابتا يعمل بجد ضمن الفهم والمعرفة والعلم النافع للمرحلة القادمة مرحلة التعمير والبناء للإنسان على المبادئ والأخلاقيات التي كانت بالسابق بعد الإستقلال متوفرة وسائدة، الكرامة وحسن المعاملة والصدق في العهد والوعد وغيرها من عشرات الأشياء، قبل أن يحل البلاء والفساد والإفساد وتتغير النفوس الخيرة إلى فعل الشر التي غابت المعايير والموازين عنها فترة من الوقت في مهب الرياح والعواصف الشديدة من قيام الثورات، وحكم المليشيات للمواطنين الأبرياء، بقوة السلاح...

                  وللأسف الشديد نظير الجهل وعدم العلم والتجربة لم نعرف مصلحتنا وكيف نسيطر من أول يوم على الحكم النزيه بيد من حديد، تقاعسنا نظير الخلاص من حكم الجماهير اللجان الثورية والشعبية الغوغائية والفرحة بالنصر والتطبيل والنفاق للبعض من أدعياء الوطنية الثوار مما فاضت مياه النهر الجارف، الطمع المدمر عن الحد للوصول إلى القمة  والحصول على السلطة ونهب الثروة بقوة، وداست أقدام الجنود الأجانب تراب الوطن، بالعلم وموافقة البعض من أصحاب القرار في السر والخفاء وليس بشورى مع الشعب الغافل وبدون العلم، بحجج المساندة والقضاء على الخوارج المرتدين، مما جرفنا التيار الشديد للهاوية والهلاك، أليست بمأساة نحتاج فيها إلى وقت وكفاح حتى نستطيع السيطرة على وطننا من جديد؟

               الآن الحمد لله تعالى الفرج وصل، بشرى ظهوره في الأفق وأصبح مثل قدوم وبزوغ الفجر وبدأ النور يقضى على دياجيير الظلام بهدوء خطوة خطوة ولحظة بلحظة وبشائر الخير لاحت وبدأت  ومع المستقبل القريب سوف تعم على جميع أرجاء الوطن بهمة وعزيمة  رجالها الوطنيين الاحرار الذين ساعين بجميع القوى والإصرار والعزم على تحقيق الفوز والنصر في أقرب وقت مهما نالتهم المصائب والأحداث الأليمة على كل يوم يمر يدفعون  الثمن الغالي من الخسائر في الأرواح الشهداء نظير التصدي لقوى الشر والظلام التي لا تريد الخير ولا النهضة للوطن نظير مآرب الشر والنهب والبقاء بمراكز السلطة والعمالة للغير...

             والتساؤلات المهمة من الضحية الآن من جميع الأطراف فى سر اللعبة الدولية، حيث كل الأمور الصعبة المعلقة في فترة وجيزة خلال ايام مضت تم التوافق فيها وعليها بين الغرماء المتناحرين منذ سنوات مما تعطى علامة إستفهام كبيرة أن كل شئ حدث بالسابق كان مدبرا ومخططا له ضمن دراسات ومخطط كبير تم وضعه من قوى شريرة خفية حتى يدفع الشعب الليبي الثمن الغالي في التناحر على السلطة ويرضى بأي حل كان، توقفت فجأة بدون سابق إنذار بقوة القادر جميع الأمور الخبيثة الشريرة، والذي قدم التضحيات والضحايا على مذبح الحرية والخلاص المواطنيين الأبرياء..

               فهل قفلت ملفات الصراع في ليبيا الآن وبدأ عهد جديد من السلام والأمن والأمان وتفتح ملفات الشر في مكان آخر ؟؟؟ حيث السحر مهما طال يوما سوف يرجع على الساحر بالمصائب ويتضرر آخرون وتستمر اللعبة بدون توقف فترة اخرى...  إننى لا أعلم مهما حاولت المعرفة، فلست بمنجم يدعي الفهم بالغيب، وكل شئ حدث ويحدث بأمر الله تعالى. حتى نتعلم الدرس ولا نخطأ بالمستقبل ، ونتعود على حلول مشاكلنا الوطنية بإتباع الطرق الديمقراطية السلمية بدل المواجهة بالسلاح !!!!!

              فهنيئا لك ياوطني بالأحرار من الجنسين، لن تموت ولن تنتهي مهما فعل إخوان الشر من القوى الخفية العالمية والمحلية - خلق وصنع الأزمات الملعونة المفتعلة و الخراب والدمار ودس الفتن بحجج تبدو في ظاهرها أنها خيرة للمساندة والدعم، والواقع المرير خداع للشعب ودس السم الزعاف في العسل الشهي مما تناوله الأبرياء الغافلين عن مجريات السياسة القذرة آملين في النجاة، بدون أي نوع من الريب والشكوك والخوف ببساطة يعتقدون انه نعمة وخير، بمساندة بعض الحكومات الأجنبية والتدخل في أوضاعنا ومحاولة الهيمنة والسيطرة على شئوننا الخاصة، مما وصلنا إلى الصراع المحموم ، القتل ببساطة وهدر الدماء بين الأخ وأخيه على مراكز زائلة مع الأيام مهما طالت، في طريقها للزوال النهائي عن قريب و ينهض ويتقدم الوطن، بإذن الله تعالى ...    متوجهين إلى الله تعالى داعين من أعماق القلوب الخيرة الوطنية، المؤمنة بالقضاء والقدر، أن يرحم الشهداء ويمن على الجرحى والمعاقين بالشفاء ويعين الشرفاء في عملهم الصادق لرفعة الوطن الذين يضحوا بالغالي والنفيس من أجل ليبيا بطهارة وعفاف... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, September 11, 2016

خواطر عامة 6

بسم الله الرحمن الرحيم

 السرعة
 ( 2 )


                        للأسف الشديد جميع التوجهات والأماني للتقارب والوحدة العربية في الوقت الحاضر عبارة عن أحلام وحبرا على الورق حيث كثير من الدول العربية سواءا مملكة و أمراء و شيوخ أو جمهورية يعانون  من المشاكل العديدة من  قبل شعوبهم التي غير راضية تريد الإنعتاق والحرية، ناسين ومتناسين النعمة والخير الذي هم فيه من الإستقرار والأمن والأمان، مقارنة مع الآخرين من إخوتهم الذين يعيشون في الهم والغم والدم في حروب أهلية أكلت الأخضر واليابس  مستمرة بدون توقف ولم تهدأ وتستقر بعد، حتي تنهض وتنتج ...

               ولا يمكن فتح باب الحوار مع بعض أصحاب القرار الآن الذين بالكاد يحافظون على وجودهم بالسلطة، غير قادرين على إتخاذ قرارات مصيرية كبيرة تهم الجميع، وعلى رأسها وأولوياتها التقارب الإقتصادي وحرية العمل والسفر وفتح الحدود والمعابر الوهمية بين الأخوة الجيران بدون تأشيرات وإقامات وتوحيد التعليم والتعامل بعملة نقدية واحدة وغيرها من عشرات المواضيع المهمة والذي لو وصلنا لبعض هذه المعطيات وتنفيذها على مراحل مهما أخذت من وقت عن صدق وضمير بتجميع الشمل للعائلة المشتته وهم أقارب، عندها الفرحة الكبيرة، نهاية خطواتها الطبيعية الوحدة والإتحاد، مع بعض بسهولة، بدون عناء وتعب، ونزداد سموا ورقيا وحضارة، ويضرب بنا المثل ...

                      بالسابق كان بعض أصحاب القرار في ساعات الصفوة والراحة أثناء المؤتمرات واللقاءات والإجتماعات في المناسبات يطرحون قضية الوحدة للنقاش، ويوافقون عليها بالإجماع نظير الحماس بسرعة في ساعات أو أيام بدون الرجوع والنقاش مع شعوبهم وكأنها سلعا وبضائع للبيع والشراء وليسوا شركاءا من حقهم المعرفة والمشاركة في إتخاذ القرارات المصيرية بالسلب أم بالإيجاب...  وبعد الإعلان السريع للجميع في الإعلام نظير الحماس والسرعة بدون تروي ودراسة جميع الأبعاد والبدأ في أول الخطوات للسير تبدأ العيوب في الظهور وتفشل المسيرة القومية المهمة للجميع ، نظير الطمع وفساد الضمير !!!!

                  الحماس والسرعة في إتخاذ القرار خطئا كبيرا نهايته الضرر الكبير الإنشقاق والشرخ بدون وضع الأساس المهم على رأس الموضوع للتقارب (الدستور) الشامل لجميع الأمور والقوانين ضمن الحق والعدل والتضامن والتكافل حيث محتاجين بعضنا البعض، في المسيرة ... واللأسف الشديد لم نستعد للأزمات المفتعلة الواحدة وراء الأخرى من القوى الخفية خوفا على مصالحها وهيمنتها أن تتوقف وتضيع أوطاننا من شباك دسائسها ومؤامراتها نظير الوحدة والإتحاد...  مما دست الفتن في أوساطنا-الحقد والحسد والتثبت بالسلطة والدعم في صور عديدة للبعض من الزعماء الجهلة بالإستبداد بالرأي - حتى نفشل ولا ننهض ولا نتقدم ونتأخر، عن متابعة الركب والحضارة والسمو...

                  مشكلة أصحاب القرار في أمتنا العربية لا يطلعون ولا يقرؤن كتابات الغير ويأخذون منها العبر  وبالأخص الخصوم، على مواضيع معينة تم نشرها في الاعلام ، وهي مهمة جدا لتوضيح الكثير من الصور والمواضيع عن خلفياتهم تجاهنا، حيث أحد القادة العسكريين في دولة إسرائيل أدلى بحديث بمقولة مهمة في الإعلام قائلا، ( ليس من المتعة أو السياسة ان تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او يد أخيه فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة أن نشكل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء) وأنا متأكد ان الكثيرين قرؤا هذا البيان وشاهدوه في الإعلام، وهل حقا وصدقا أم تزويرا وخداع ودس لبلبلة الأفكار وزيادة العداء بدلا من التقارب والعيش معا في سلام وأمن وأمان للجميع...

                        وإذا صدقت المقولة وكانت حقيقة وواقع مرير ولم يهتم بها أي مسؤول صاحب قرار في الأمة العربية الذين يعانون من جبروت وتعنت المليشيات والإرهاب في عدم الاستقرار بالأوطان كما يحدث الآن في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وتونس وتركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية، المساكين البؤساء، حيث دليلا واضحا على المؤامرات والدسائس التي تحاك لنا في السر والعلن، وللأسف الشديد مرت مرور الكرام وأصبحت المقولة مهملة في زوايا النسيان نظير عدم الإطلاع والمتابعة لكل ما ينشر في الإعلام، حيث مثلها سلاح فعال جديرا بالإهتمام والمتابعة من أساتذة وخبراء في الأمن القومي حتى نتلافى الكثير من الدسائس والمؤامرات في السر والخفاء ويتم العلاج بجميع الطرق قبل أن تنمو بسرعة وتصبح غول ووحش صناعي مفتعل يحل على الأكتاف، متخذا من دين الإسلام عباءة ورداء، عناوين ضخمة إرهابية تنشر الرعب والخوف في أوساط الحكومات والجماهير بالعالم كوباء ومرض قاتل فتاك..

                     اصحاب القرار في الوطن العربي، همهم الأول البقاء في سدة الحكم الى النهاية وآخر نفس ،، والموت الطبيعى أو قيام الثورات من شعوبهم هو الوسيلة الوحيدة للتقاعد والتخلي عن المناصب والهاجس الكبير لديهم كتم أنفاس الرعية وإخراس الأصوات الحرة الوطنية عن المطالبة بالتغيير، والسحق بوحشية لأي تمرد وثورة قد تحدث، خوفا على المناصب والمراكز من الضياع، وليس مكافحة الغول الخطر الكبير الذي نعاني منه بجميع الوسائل بالتصميم والقوة وضم الجهود مع الجميع المتضررين من أجل القضاء  عليه بسرعة قبل أن يستفحل في الضرر ...

                     نحتاج إلى مد الأيادي بالسلام والمحبة والتعاون إلى أقصى الحدود مع جميع الدول الحرة المتضررة مهما كانت الخصومات والتوجهات السياسية حتى نصبح قوة كبيرة مع بعض ونستطيع المواجهة للغول جماعيا وعالميا قبل أن يلتهمنا  الواحد بعد الآخر ونحن نشاهد المآسي التي لدينا وتحدث لغيرنا من الأبرياء في الإعلام، القنوات المرئية بدون دفاع وتصدي...  ننتظر الموت والهلاك، نعاني الويل والخوف والرعب حتى يأذن الله تعالى ونستطيع القضاء عليه معا يدا واحدة بالعمل الجاد... والله،الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, September 4, 2016

خواطر عامة 5

 بسم الله الرحمن الرحيم

 السرعة

 ( 1 )


                      نحن شعوب العالم الثالث معظمنا حمقى عجولين نتأثر  بسرعة وهذه أحد نقاط ضعفنا ويستغلها الخصوم ضدنا حيث نغضب عند أي رد فعل لا يعجبنا ولو كان بسبيل المزاح...  نريد الأماني والأحلام ان تتحقق بسرعة مهما كانت الأمور صعبة وبالأخص بناء مجتمع متخلف يدعى  العلم والفهم والمعرفة وهو جاهلا من العدم ، بدون دراسات ووضع مخطط عام كبير للهدف، لن يصل ولن يتحضر ولا يسمو بل دائماً يدور في حلقات المجد والوهم بلا فائدة تذكر.

                      نحتاج إلى وقت طويل في الاعداد بالعلم والفهم والمعرفة والخروج من حلقات الجهل، بالعمل الجاد بضمير وولاء خطوة خطوة وعلى مراحل في التنفيذ حتى نتفادى الأخطاء التي قد تحدث في جميع الأعمال الكبيرة والخطوات الجبارة لمواضيع عملاقة، وبالأخص لبناء المواطن على الحضارة والسمو بالنفس في عصر الفوضى والحروب والطمع التي تحتاج إلى صبر وعمل جاد ووقت طويل لتعليم النشأ صغار السن على الولاء والحب لله تعالى والوطن ضمن الأخلاق الحميدة والإحترام للغير في الرأي بدون أحقاد وحسد وتحصيل العلم والمعرفة على أسس سليمة حتى تصبح أجيالا ناضجة صالحة تربت على الأصول قادرة على قيادة الوطن مستقبلا لبر الأمان ضمن السلام والأمن والأمان...

                       شعوبنا العربية تحب وترغب في الإستعجال والحصول على الأماني والأحلام بسرعة، بدون إعطاء الوقت الكافي حتى تتم، نظير الأخطاء الكبيرة منذ البداية لا دراسات ولا عمل مخطط وهدف ولا تعليم مركز هادف للبناء السليم، تعيش في هرج ومرج بدون نظام تحلم بالوصول والحصول على السعادة والهناء بلا كفاح وعمل ومجهود ووضع الأساس السليم، تنتظر التطبيق من أصحاب القرار الغير مؤهلين ولا قادرين على تحقيق الأمانة والتنفيذ، عبارة عن أحاديث وخطابات حماسية رنانة ووعود كثيرة وكبيرة لذر الرماد في العيون، والنهاية التأجيل المستمر الذي أخذ أعمارنا ونحن ننتظر ونعيش في الأمجاد الماضية كما كان أجدادنا الأوائل في بدايات ظهور الإسلام، أضاؤا مجاهل عديدة كانت ترزح في الظلام بالنور والضياء، حيث الأمر صعبا يحتاج إلي الكثير من المقومات وبالأخص بناء دولة من دول العالم الثالث مثل وطننا ليبيا، مازالت تنفض عنها في غبار التغيير، خرجت من كابوس ومآسي حكم الجماهير بدون دستور وقانون يحفظ حقوق الجميع ضمن الحق والعدل بما يرضى الله عز وجل، خلال اربعة عقود ونيف مرت من الزمن، في التجهيل، وبالأخص في معرفة اللغات الأجنبية بطلاقة، لغات عصرنا الآن ...

                تعاليم الكاتب الأخضر كان يطبق كدستور في الحكم وتسيير الدولة...  هذا الكتاب الهزيل الصادر من عقل مجنون فريد فاق الحدود في التنظير الخاطئ والإيذاء ضد إرادة الشعب المغلوب على أمره طوال أربعة عقود ونيف من الإرهاب من زوار الأمن واللجان الثورية بالليل والنهار، نريد النهوض والتقدم بالدولة، بعد الثورة 17 فبراير ونحلم ونرغب ان يتم الأمر بسرعة وعجلة من غير وضع مخطط مبني على دراسة عميقة جادة تحتاج إلى الوقت الطويل في الإعداد من أساتذة و خبراء محليين ودوليين ذوي الخبرات والتجربة في مثل هذه الأمور، حتى نتلافى الأخطاء من الحدوث أثناء المسيرة....

                 ولم نتساءل مع أنفسنا يوما، خلال الخمس سنوات الماضية، بعد الفوز والنصر وهلاك الطاغية، لماذا السرعة ماذا نريد أن نحقق في مدة قصيرة غير خطوات عرجاء هزيلة، والعمار الصحيح يحتاج إلى سنوات طويلة في التشييد والبناء، حيث السرعة والعجلة لها مساوئ كبيرة، الأخطاء واردة وقت التنفيذ بعجلة مما نتوقف غصبا عنا في الإصلاح ويضيع الوقت والجهد ويتأخر البناء للإنسان والتعمير والتشييد على أسس راسخة تستطيع مقاومة العواصف والرياح مهما عصفت بقوة وعنف يظل شامخا، يتصدى الدسائس والمؤامرات التي تحاك من الخصوم في السر والخفاء حتى نفشل ...

                        للأسف نحن الأمة العربية لدينا أحلام كثيرة عديدة بدون عدد، عناوينها كبيرة للوحدة والإتحاد ومن كثرة الأمنيات والخطابات الحماسية والترديد في الإعلام والإتفاقيات الفاشلة السابقة عبر السنين الماضية بسبب العجلة والسرعة في التنفيذ، ضاعت معانيها وقيمها وقيمتها، تحتاج إلى رجال وطنيين ذوي التجارب والخبرات الواسعة الكثيرة، لديهم النفس الطويل وسعة الصدر بدون حمق وغضب في الحوارات الساخنة ولم الشمل للعائلة ووضع المخطط الكبير للوصول للهدف بتأني مهما أخذ من وقت والصبر في التنفيذ بهدوء على مراحل بدون أية مزايدات وتراهات من النفوس المريضة التي تضع في العراقيل وتدس  الفتن... تسعى للخراب والإنفصال من أول يوم بدون وجه حق للأمانة التاريخية ، حتى لا تتحقق، ناسين ومتناسين أنهم إخوة في المصير، يتكلمون نفس اللغة، لغة الضاد ومعظمهم يتحلون بعقيدة الإيمان الإسلام، وجيران في وطن واحد للجميع ليس لأحد دون الآخر أي مميزات في العقيدة ، إن كان مسلما سنيا او شيعيا أم مسيحيا كاثوليكيا او ارذودكسيا، الجميع موحدين بوجود الله تعالى مهما كانت الإختلافات والفروقات في التأويل بين أبناء الوطن الواحد، حيث الدين لله تعالى والوطن للجميع سواسية الواحد يكمل نواقص الآخر بالتعاون الجاد بضمير وإجتهاد نابعا من الإيمان بالوحدة والإتحاد...

                   منذ خمسة سنوات الماضية قامت في ليبيا ثورة 17 فبراير على الظلم والقهر، وتم الخلاص بقتل الطاغية خلال ساعات من القبض والأسر له نظير الفرحة العارمة بالنصر، وتم قفل ملفات أسطورة الجماهيرية وحكم اللجان الشعبية والثورية من على أكتافنا للأبد، والشعب مستعجلا في تحقيق الأحلام والأمنيات ينتظر المعجزات بدون أية دراسات ولا مخططات يعيش في سراب خادع ليس له أساس وقواعد قوية يستند عليها للمضي للإمام، غير الوعود والتأجيل المستمر من أصحاب القرار والذي لا ينتهي، حيث فاقد الشئ لا يستطيع العطاء والإبداع في مجتمع متأخر يعيش في الهرج والمرج والحرب الأهلية والدم والتنافس بين المليشيات نظير الطمع على السلطة والنهب...

                   شعبنا الليبي صبورا مكافحا متعودا على القهر والفوضى طويل الأنفاس صابرا على تصاريف القدر، بدون عمل جاد للخلاص حيث لا وجود للضمير الذي مات، ولا الولاء للوطن في القلوب مثل الآخرين من الشعوب مستمرا في النفوس بدون توقف مهما كانت السدود والعراقيل المفتعلة الصعبة من الأخوة والخصوم، حيث إستشرى الخراب والدمار بالنفوس منذ غياب العهد الملكي الزاهر بقيادة الملك إدريس التقي الزاهد في العرش والحكم ( رحمه الله تعالى ) وحلول إبليس اللعين الذي غير جميع المعايير والموازين المتعارف عليها في النفوس في وطن كان يضرب به المثل في السلام والأمن والأمان ، الطهارة والإخلاص والأخلاق الحميدة، وكلمة الشرف في العهد والوعد وعشرات الأشياء الجيدة في الستينات أيام  العهد الملكي الذهبي من القرن العشرين الماضي، والذي لم يستمر طويلا حيث قامت ضده والقضاء عليه ثورة الفاتح في سبتمبر عام 1969!م ... ووهبني الله تعالى طول العمر وعشتها شخصيا من أول بيان وإعلان حيث كنت في عز الشباب أبلغ وقتها ستة وعشرون عاما والتي تم التطبيل بمزاعم كاذبة زائفة وعناوين رنانة وطنية حماسية غير صادقة ومسيرات يومية تهتف بالصلاح والتضامن والوحدة العربية والتقدم للأمام ومحاربة الفساد والإفساد ضمن مخطط كبير من القوى الخفية حتى تترسخ في الأذهان الثورة العشوائية  ويمتنع الوطنيين الأحرار عن المقاومة، ونحن غير فاهمين اللعبة الشريرة التي تدار في السر والخفاء، مما سلبت العقول وصدقها العوام الغوغاء، وعم الدمار والخراب في الوطن نظير الجهل وحكم الفرد وسرعة إتخاذ القرارات المصيرية بدون تأني ولا شورى مع عقلاء وحكماء الشعب ...

                   وتم إستغلال الدخل الهائل من موارد الدولة الغنية من تصدير النفط والغاز بكميات كبيرة، على تغطية جميع العيوب والهفوات والتجارب الفاشلة والأخطاء الإرتجالية منذ البدايات، والهوس في شراء وتخزين الأسلحة بكميات كبيرة التي لانحتاجها والدعم للإرهاب العالمي ، مما المصائب والأطماع حلت وكثرت وإستشرى الفساد والإفساد للذمم في الأوساط، ولا أية تساؤلات لماذا الهدر الكبير في المال، والوطن بحاجة للكثير من البناء والتعمير والإهتمام بالصحة والتعليم، وغيرها من عشرات الأشياء المطلوبة للنهوض والنجاح ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

البقية تتبع...

Friday, September 2, 2016

خواطر عامة 4

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحنين للوطن

 (3)


                التساؤلات التي أدت بالوطن لهذا المستوى المتخلف و إلى الحضيض والقاع، ونحن لدينا جميع المؤهلات من مال وثروات معدنية ونفط وغاز بكميات كبيرة...  وقربها من الأسواق العالمية وغيرها من عشرات الأشياء والمواد التي لم تكتشف بعد في صحرائنا وأرضنا الواسعة في كبر المساحة، وعقول نيرة، وأطلال أثار لحضارات سادت ثم بادت وموقع إستراتيجي فريد... ذو الطقس المتوسطي خلال أربعة فصول السنة، وبوابة أفريقيا إلى أوروبا لو إستغلت الإستغلال الجيد في التجارة الحرة والسياحة غير محتاجين لأي طرف ودولة أخرى تتحكم فينا، غير العون من الله تعالى أن يوفقنا ويبعد عنا أولاد الحرام ...

                  والحكم بالديمقراطية ضمن الأصول والتطور مع العصر بالحق والعدل، مما نستطيع البناء للإنسان المواطن بالعلم والصحة الجيدة حيث العليل المريض لا يستطيع الصمود لتيارات وتقلبات الحياة الصعبة والتي تتشعب كل يوم إلى المزيد من المعاناة ولا قادرا على العطاء، وبناء المواطن على الحضارة والسمو بالعلم والمعرفة والتعمير والتشييد على أحدث الطرق العصرية، مما مع الوقت نصل للهدف الكبير، الخروج من منظومة دول العالم الثالث ونصبح في المقدمة مع الآخرين المتقدمين ...

                     والجواب القاطع على التساؤلات لماذا لم ننهض ونتقدم ؟؟ والردود نتيجة الجهل والجوع للحريات، والحكم المطلق للطغاة بدون حدود، والهدر للمال، ولا مراجعات تحد من عمل التراهات الضارة نظير عدم وجود الدستور الجيد القوى الذي يتماشى مع الواقع بصدق وضمير، وعدم الولاء لله تعالى والوطن وتنفيذ القوانين على الجميع بدون محاباة! وحب الإمتلاك السهل، ومد الأيادي والحصول على العديد من الأمور الحياتية، إبتداءا بالمرتبات الرمزية التي لا تشبع ولا تغني من جوع بدون عمل وعرق وجهد... وإستغلال رخص الوقود والسلع التموينية وتهريبها عبر الحدود للجيران للحصول على مزيدا من الأرباح، نظير دعم الدولة الكبير، ولا من يحاسب ويعاقب على التجاوزات... والحقد والحسد بالنفوس للبعض على كل ذي نعمة و مال و مركز، والتنافس الغير شريف، والإستهزاء على كل مواطن جار به الزمان والظلم وهاجر في أرض الله تعالى الواسعة، وعند العودة والرجوع بعد سنوات للإستقرار في وطنه يعامل من معظم الجهلة إخوته المواطنين، وكأنه غريبا دخيلا أجنبيا ليس له أي إنتماءا وجذورا في ليبيا ...

                 مما أصبحنا في هذه الحالات الصعبة من الضيق والمعاناة والهرج والمرج والدم والقتل بين الأخوة والتناحر على السلطة والنهب لأتفه الأسباب ونسينا ذكر الله تعالى فأنسانا أنفسنا وحلت علينا اللعنات الكثيرة (عشم الصالحين)، وللأسف لم نكن في مستوى المسؤولية حتى نحافظ على وطننا من أطماع الغير وتحرشاتهم بنا ودق إسفين الفرقة والإنشقاق بيننا حتى نستمر في العراك والتناحر  والعداء بيننا حتى لا يعم الإستقرار والأمن والأمان وننهض.. نهشنا السوس من الداخل من أعماق نفوسنا وأصبحنا أجساما ظاهرة تتحرك وتعيش الحياة في صور آدمية، خشبا مسندة كما تم الذكر في القرآن الكريم عن الضالين....

                       نأكل ونشرب ونعيش الحياة المرة فرحى ونحن نعتقد أنها حلوة والواقع نحن غرقى في المخاضة و المستنقع ذو الرمال المتحركة، التي كل ما نحاول الخروج والهرب منها من اللهفة والرعب والخوف من الهلاك نزداد غوصا وغرقا، نتجرع في كؤوس المهانة ونمني  أنفسنا بأحلام اليقظة اننا على طريق الحق والصواب سائرين للمجد وتحقيق الهدف الذي هو سراب، خادع لا وجود له، إلا في التخيلات والأذهان، أليس بمأساة ؟؟؟

                      الواقع المرير كل يوم يمر نتأخر عن السمو والحضارة ونزداد جهلا وضيق أفق وعدم فهم ومعرفة...  نعيش ونحى في عالمنا الخاص من صنع أفكارنا وتخيلاتنا نحلم بالأمجاد السابقة ندور في حلقات فارغة بدون تطور ناسين أن العالم تغير الآن كثيرا عن قبل وبالأخص في عصر العولمة، سرعة الإتصالات والمواصلات وغيرها من الأمور التي تخدم الإنسان حتى يعيش في راحة ويتطور وينهض ويتقدم إلى الأمام، ،،متناسين أنه لا نستطيع السباحة والعوم ضد التيار، ضرورة تغيير الأفكار المتحجرة البالية بالعلم والفهم والتواصل مع الشعوب الأخرى ضمن السلام والأخذ والعطاء والعيش معا في أمن وأمان مهما كانت العقائد الدينية والتوجهات السياسية تختلف من أمة إلى أخرى وشعب إلى آخر، مما تأخرنا عن المسيرة والركب وأصبحنا بإرادتنا نظير الجهل والغرور في موخرة الطوابير...

                        والدلائل كثيرة فقد تعودنا على الفوضى والهرج والمرج منذ التغيير وحكم الطاغية إبليس، منذ غياب الملك إدريس الزاهد التقي في العرش والملك سليل الجدود الشرفاء، ولا نستطيع العيش من غيرها وبدونها فقد تعودنا عليها مهما حاولنا حيث ترسخ في أعماق نفوسنا الخوف والرعب والفساد والإفساد نظير حكم الجماهير الخادع والتطبيل والتدجيل والنفاق للطاغية الفريد في زمانه طوال أربعة عقود ونيف... الذي من حمل وديع آيام ثورة الفاتح عام 1969 م التي مر على قيامها وذكراها الأليمة، بالأمس 47 عاما ونحن نعاني البؤس والدم والخطف والنهب، حتى بعد القضاء عليها والخلاص منها ومرور خمسة سنوات على النصر، كانت هي السبب الرئيسي في الدمار... حيث الفساد والإفساد دب ونخر في جسد الوطن منها...

                         عقيدنا الخجول تغير في وقت قصير إلي سفاح من المركز بالقمة والمال وخنوع الشعب من الخوف والرعب وعدم الإعتراض على أي أمر شائن حدث، لا ترتاح نفسه الحقودة الحاسدة، إلا بالتشفي في الخصوم وقت السقوط والأسر في قبضته، و سفك الدماء والقتل للأبرياء عندما شعر بالخوف والرعب في أيام حياته الأخيرة متحديا أبناء شعبه الوطنيين الأحرار عندما بدأ وعم التمرد العام قائلا يهدد ويتوعدهم بالمتابعة والمطاردة (زنقة زنقة وبيت بيت) نظير الرفض للمهاترات والجنون، وأخذ الثأر لمذبحة سجن بوسليم الذي تم القتل عمدا عن سابق الإصرار بناءا على اوامره في ساعة جنون، في ساعات حوالي 1400ضحية سجين ضمن الأسوار، وكأنهم حشرات وليسوا بشرا من حقهم العيش والحياة!!


             و المساندة والصرف الرهيب على الإرهاب في العالم بحجج دعم الأحرار الثائرين في أوطانهم على الظلم و القهر ، بدون حدود و تقنين، و الهدر في دفع الرشاوي الضخمة في شراء الذمم من رزق الشعب، الخزينة العامة، لدعم بعض الرؤساء الأجانب مثل رئيس الوزراء البريطاني السيد أنتوني بلير و السيد شاركوزي في فرنسا و السيد سيلفيو برلسكوني في ايطاليا، وغيرهم الكثيرين على مدى 42 عاما للوصول للمناصب العالية في أوطانهم أوقات الإنتخابات لضمان سكوت وصمت دولهم عن المتابعة للشر الذي يقوم به، ووطننا محتاجا للكثير من البناء و التعمير من الألف إلى الياء!!!! 

               المنافقين ضمن المقربين الأصفياء مؤيديه عن رياء وطمع، يصفقون ويهتفون له، وهم يعرفون الكثير من الامور والأسرار القذرة التي يستحي الإنسان الكريم من ذكرها التي حدثت وتحدث عن قناعة نظير الإحتكاك والعمل تحت أمره عن قرب، و أنه شاذا حقودا وحسودا ذو شخصيات عديدة شيطانا في صورة إنسان والعياذ بالله تعالى، والذي من كثرة التطبيل والنفاق له، أصابه الغرور وآمن بأنه العالم العلامة والأستاذ الكبير الفاهم والعارف في جميع العلوم، وعشرات الألقاب والتسميات وآخرها ملك ملوك أفريقيا، التي كانت التسمية واللقب شؤما عليه ولم يستمر حكمه طويلا، فلا ملك ملوك ولا العزة والجلالة لمخلوق بشر من الإنس ولا الجان ولا الملائكة مهما كانوا من علو الشأن، إلا للخالق الله تعالى  الواحد الأحد...

                        وللأسف الشديد والحزن الكبير أننا وصلنا لهذا الحال المؤسف من أنفسنا وبأيدينا والحل السليم للخروج من الأزمات العديدة المفتعلة، الرجوع لطريق الحق القويم السليم في طاعة الله تعالي والمصالحة الوطنية بطهارة وضمير، والإتحاد والوحدة يدا واحدة متماسكين مع بعض بقوة وبعزيمة وشرف ونضع الهدف أمام أعيننا ونسير بصدق وصبر على الطريق السليم، فطريق الألف ميل يبدأ باول خطوة جادة للوصول ومع الإستمرارية وعدم التوقف سوف نصل بإذن الله تعالى، يوما للهدف ...

                         إنها قصة طويلة مسيرة حياتنا كمواطنيين ليبيين، لا انتهي من تدوينها وكتابتها ومهما كتبت عن مآسيها العديدة لا أستطيع حصرها من الكثرة، فنحن آجيال كتب علينا القدر، الشقاء بأن نمر عبرها أيام العمر من أفراح وزهو  قليلة وأتراح وأحزان كثيرة، رضينا أم لا ... عسى أن نتعلم من دروسها وأخطائنا وأخطاء الآخرين عبر التاريخ والزمن، وننجح في الإختيار للصالحين الأذكياء الأوفياء ذوي المعرفة وقوة الشخصية لمراكز الحكم والسلطة الذين يعرفون كيفية تسيير الأمور بالعقل والحكمة مع بعض الشدة والدهاء ولهم التجربة في دهاليز السياسة العالمية بشرف وعفاف ضمن الأصول المتعارف والإحترام لرأي الآخرين حتي ننهض ونتقدم...

                   والقوى الخفية العالمية وأتباعهم وحلفائهم المحليين الجهلة من أبناء شعبنا، الطامعين في الحكم والسلطة والسيطرة عن طريق المليشيات المسلحة ... السوس الذي ينخر في جسد الوطن منها،الذين يلعبون في مصائرنا بالإرهاب والدم نظير المصالح والنهب، سوف تتوقف رغما عنها وتختفي من الصورة والساحة العملية حيث سنة الحياة وشريعتها دورة تدور، لاشئ يدوم، مهما كانت لها من قوة وتدخلات مع الحماية والدعم من الأجانب الخصوم والمؤامرات والدسائس المتعمدة والمفتعلة في أوساطنا لدمارنا، لا تستطيع النجاح والفوز، لأن الموازين سوف تتغير والمعايير سوف تهتز، بوجود إرادة الشعب و الرجال الوطنيين الأحرار المناضلين، الذين همهم صلاح ونهضة الوطن من حلقات الجهل والتخلف إلى الضياء والنور والتقدم...  والله الموفق...             

رجب المبروك زعطوط