بسم الله الرحمن الرحيم
السرعة
( 1 )
نحن شعوب العالم الثالث معظمنا حمقى عجولين نتأثر بسرعة وهذه أحد نقاط ضعفنا ويستغلها الخصوم ضدنا حيث نغضب عند أي رد فعل لا يعجبنا ولو كان بسبيل المزاح... نريد الأماني والأحلام ان تتحقق بسرعة مهما كانت الأمور صعبة وبالأخص بناء مجتمع متخلف يدعى العلم والفهم والمعرفة وهو جاهلا من العدم ، بدون دراسات ووضع مخطط عام كبير للهدف، لن يصل ولن يتحضر ولا يسمو بل دائماً يدور في حلقات المجد والوهم بلا فائدة تذكر.
نحتاج إلى وقت طويل في الاعداد بالعلم والفهم والمعرفة والخروج من حلقات الجهل، بالعمل الجاد بضمير وولاء خطوة خطوة وعلى مراحل في التنفيذ حتى نتفادى الأخطاء التي قد تحدث في جميع الأعمال الكبيرة والخطوات الجبارة لمواضيع عملاقة، وبالأخص لبناء المواطن على الحضارة والسمو بالنفس في عصر الفوضى والحروب والطمع التي تحتاج إلى صبر وعمل جاد ووقت طويل لتعليم النشأ صغار السن على الولاء والحب لله تعالى والوطن ضمن الأخلاق الحميدة والإحترام للغير في الرأي بدون أحقاد وحسد وتحصيل العلم والمعرفة على أسس سليمة حتى تصبح أجيالا ناضجة صالحة تربت على الأصول قادرة على قيادة الوطن مستقبلا لبر الأمان ضمن السلام والأمن والأمان...
شعوبنا العربية تحب وترغب في الإستعجال والحصول على الأماني والأحلام بسرعة، بدون إعطاء الوقت الكافي حتى تتم، نظير الأخطاء الكبيرة منذ البداية لا دراسات ولا عمل مخطط وهدف ولا تعليم مركز هادف للبناء السليم، تعيش في هرج ومرج بدون نظام تحلم بالوصول والحصول على السعادة والهناء بلا كفاح وعمل ومجهود ووضع الأساس السليم، تنتظر التطبيق من أصحاب القرار الغير مؤهلين ولا قادرين على تحقيق الأمانة والتنفيذ، عبارة عن أحاديث وخطابات حماسية رنانة ووعود كثيرة وكبيرة لذر الرماد في العيون، والنهاية التأجيل المستمر الذي أخذ أعمارنا ونحن ننتظر ونعيش في الأمجاد الماضية كما كان أجدادنا الأوائل في بدايات ظهور الإسلام، أضاؤا مجاهل عديدة كانت ترزح في الظلام بالنور والضياء، حيث الأمر صعبا يحتاج إلي الكثير من المقومات وبالأخص بناء دولة من دول العالم الثالث مثل وطننا ليبيا، مازالت تنفض عنها في غبار التغيير، خرجت من كابوس ومآسي حكم الجماهير بدون دستور وقانون يحفظ حقوق الجميع ضمن الحق والعدل بما يرضى الله عز وجل، خلال اربعة عقود ونيف مرت من الزمن، في التجهيل، وبالأخص في معرفة اللغات الأجنبية بطلاقة، لغات عصرنا الآن ...
تعاليم الكاتب الأخضر كان يطبق كدستور في الحكم وتسيير الدولة... هذا الكتاب الهزيل الصادر من عقل مجنون فريد فاق الحدود في التنظير الخاطئ والإيذاء ضد إرادة الشعب المغلوب على أمره طوال أربعة عقود ونيف من الإرهاب من زوار الأمن واللجان الثورية بالليل والنهار، نريد النهوض والتقدم بالدولة، بعد الثورة 17 فبراير ونحلم ونرغب ان يتم الأمر بسرعة وعجلة من غير وضع مخطط مبني على دراسة عميقة جادة تحتاج إلى الوقت الطويل في الإعداد من أساتذة و خبراء محليين ودوليين ذوي الخبرات والتجربة في مثل هذه الأمور، حتى نتلافى الأخطاء من الحدوث أثناء المسيرة....
ولم نتساءل مع أنفسنا يوما، خلال الخمس سنوات الماضية، بعد الفوز والنصر وهلاك الطاغية، لماذا السرعة ماذا نريد أن نحقق في مدة قصيرة غير خطوات عرجاء هزيلة، والعمار الصحيح يحتاج إلى سنوات طويلة في التشييد والبناء، حيث السرعة والعجلة لها مساوئ كبيرة، الأخطاء واردة وقت التنفيذ بعجلة مما نتوقف غصبا عنا في الإصلاح ويضيع الوقت والجهد ويتأخر البناء للإنسان والتعمير والتشييد على أسس راسخة تستطيع مقاومة العواصف والرياح مهما عصفت بقوة وعنف يظل شامخا، يتصدى الدسائس والمؤامرات التي تحاك من الخصوم في السر والخفاء حتى نفشل ...
للأسف نحن الأمة العربية لدينا أحلام كثيرة عديدة بدون عدد، عناوينها كبيرة للوحدة والإتحاد ومن كثرة الأمنيات والخطابات الحماسية والترديد في الإعلام والإتفاقيات الفاشلة السابقة عبر السنين الماضية بسبب العجلة والسرعة في التنفيذ، ضاعت معانيها وقيمها وقيمتها، تحتاج إلى رجال وطنيين ذوي التجارب والخبرات الواسعة الكثيرة، لديهم النفس الطويل وسعة الصدر بدون حمق وغضب في الحوارات الساخنة ولم الشمل للعائلة ووضع المخطط الكبير للوصول للهدف بتأني مهما أخذ من وقت والصبر في التنفيذ بهدوء على مراحل بدون أية مزايدات وتراهات من النفوس المريضة التي تضع في العراقيل وتدس الفتن... تسعى للخراب والإنفصال من أول يوم بدون وجه حق للأمانة التاريخية ، حتى لا تتحقق، ناسين ومتناسين أنهم إخوة في المصير، يتكلمون نفس اللغة، لغة الضاد ومعظمهم يتحلون بعقيدة الإيمان الإسلام، وجيران في وطن واحد للجميع ليس لأحد دون الآخر أي مميزات في العقيدة ، إن كان مسلما سنيا او شيعيا أم مسيحيا كاثوليكيا او ارذودكسيا، الجميع موحدين بوجود الله تعالى مهما كانت الإختلافات والفروقات في التأويل بين أبناء الوطن الواحد، حيث الدين لله تعالى والوطن للجميع سواسية الواحد يكمل نواقص الآخر بالتعاون الجاد بضمير وإجتهاد نابعا من الإيمان بالوحدة والإتحاد...
منذ خمسة سنوات الماضية قامت في ليبيا ثورة 17 فبراير على الظلم والقهر، وتم الخلاص بقتل الطاغية خلال ساعات من القبض والأسر له نظير الفرحة العارمة بالنصر، وتم قفل ملفات أسطورة الجماهيرية وحكم اللجان الشعبية والثورية من على أكتافنا للأبد، والشعب مستعجلا في تحقيق الأحلام والأمنيات ينتظر المعجزات بدون أية دراسات ولا مخططات يعيش في سراب خادع ليس له أساس وقواعد قوية يستند عليها للمضي للإمام، غير الوعود والتأجيل المستمر من أصحاب القرار والذي لا ينتهي، حيث فاقد الشئ لا يستطيع العطاء والإبداع في مجتمع متأخر يعيش في الهرج والمرج والحرب الأهلية والدم والتنافس بين المليشيات نظير الطمع على السلطة والنهب...
شعبنا الليبي صبورا مكافحا متعودا على القهر والفوضى طويل الأنفاس صابرا على تصاريف القدر، بدون عمل جاد للخلاص حيث لا وجود للضمير الذي مات، ولا الولاء للوطن في القلوب مثل الآخرين من الشعوب مستمرا في النفوس بدون توقف مهما كانت السدود والعراقيل المفتعلة الصعبة من الأخوة والخصوم، حيث إستشرى الخراب والدمار بالنفوس منذ غياب العهد الملكي الزاهر بقيادة الملك إدريس التقي الزاهد في العرش والحكم ( رحمه الله تعالى ) وحلول إبليس اللعين الذي غير جميع المعايير والموازين المتعارف عليها في النفوس في وطن كان يضرب به المثل في السلام والأمن والأمان ، الطهارة والإخلاص والأخلاق الحميدة، وكلمة الشرف في العهد والوعد وعشرات الأشياء الجيدة في الستينات أيام العهد الملكي الذهبي من القرن العشرين الماضي، والذي لم يستمر طويلا حيث قامت ضده والقضاء عليه ثورة الفاتح في سبتمبر عام 1969!م ... ووهبني الله تعالى طول العمر وعشتها شخصيا من أول بيان وإعلان حيث كنت في عز الشباب أبلغ وقتها ستة وعشرون عاما والتي تم التطبيل بمزاعم كاذبة زائفة وعناوين رنانة وطنية حماسية غير صادقة ومسيرات يومية تهتف بالصلاح والتضامن والوحدة العربية والتقدم للأمام ومحاربة الفساد والإفساد ضمن مخطط كبير من القوى الخفية حتى تترسخ في الأذهان الثورة العشوائية ويمتنع الوطنيين الأحرار عن المقاومة، ونحن غير فاهمين اللعبة الشريرة التي تدار في السر والخفاء، مما سلبت العقول وصدقها العوام الغوغاء، وعم الدمار والخراب في الوطن نظير الجهل وحكم الفرد وسرعة إتخاذ القرارات المصيرية بدون تأني ولا شورى مع عقلاء وحكماء الشعب ...
وتم إستغلال الدخل الهائل من موارد الدولة الغنية من تصدير النفط والغاز بكميات كبيرة، على تغطية جميع العيوب والهفوات والتجارب الفاشلة والأخطاء الإرتجالية منذ البدايات، والهوس في شراء وتخزين الأسلحة بكميات كبيرة التي لانحتاجها والدعم للإرهاب العالمي ، مما المصائب والأطماع حلت وكثرت وإستشرى الفساد والإفساد للذمم في الأوساط، ولا أية تساؤلات لماذا الهدر الكبير في المال، والوطن بحاجة للكثير من البناء والتعمير والإهتمام بالصحة والتعليم، وغيرها من عشرات الأشياء المطلوبة للنهوض والنجاح ... والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع...
البقية تتبع...
How to register and play with the Bonus Wheel for - JtmHub
ReplyDeleteHow to 수원 출장샵 register and play 당진 출장안마 with the Bonus 서귀포 출장안마 Wheel 충청남도 출장샵 for NJ Sportsbook? — How to register and play with the Bonus Wheel for NJ Sportsbook? 경산 출장안마 How to register and play with the Bonus Wheel for