Sunday, September 11, 2016

خواطر عامة 6

بسم الله الرحمن الرحيم

 السرعة
 ( 2 )


                        للأسف الشديد جميع التوجهات والأماني للتقارب والوحدة العربية في الوقت الحاضر عبارة عن أحلام وحبرا على الورق حيث كثير من الدول العربية سواءا مملكة و أمراء و شيوخ أو جمهورية يعانون  من المشاكل العديدة من  قبل شعوبهم التي غير راضية تريد الإنعتاق والحرية، ناسين ومتناسين النعمة والخير الذي هم فيه من الإستقرار والأمن والأمان، مقارنة مع الآخرين من إخوتهم الذين يعيشون في الهم والغم والدم في حروب أهلية أكلت الأخضر واليابس  مستمرة بدون توقف ولم تهدأ وتستقر بعد، حتي تنهض وتنتج ...

               ولا يمكن فتح باب الحوار مع بعض أصحاب القرار الآن الذين بالكاد يحافظون على وجودهم بالسلطة، غير قادرين على إتخاذ قرارات مصيرية كبيرة تهم الجميع، وعلى رأسها وأولوياتها التقارب الإقتصادي وحرية العمل والسفر وفتح الحدود والمعابر الوهمية بين الأخوة الجيران بدون تأشيرات وإقامات وتوحيد التعليم والتعامل بعملة نقدية واحدة وغيرها من عشرات المواضيع المهمة والذي لو وصلنا لبعض هذه المعطيات وتنفيذها على مراحل مهما أخذت من وقت عن صدق وضمير بتجميع الشمل للعائلة المشتته وهم أقارب، عندها الفرحة الكبيرة، نهاية خطواتها الطبيعية الوحدة والإتحاد، مع بعض بسهولة، بدون عناء وتعب، ونزداد سموا ورقيا وحضارة، ويضرب بنا المثل ...

                      بالسابق كان بعض أصحاب القرار في ساعات الصفوة والراحة أثناء المؤتمرات واللقاءات والإجتماعات في المناسبات يطرحون قضية الوحدة للنقاش، ويوافقون عليها بالإجماع نظير الحماس بسرعة في ساعات أو أيام بدون الرجوع والنقاش مع شعوبهم وكأنها سلعا وبضائع للبيع والشراء وليسوا شركاءا من حقهم المعرفة والمشاركة في إتخاذ القرارات المصيرية بالسلب أم بالإيجاب...  وبعد الإعلان السريع للجميع في الإعلام نظير الحماس والسرعة بدون تروي ودراسة جميع الأبعاد والبدأ في أول الخطوات للسير تبدأ العيوب في الظهور وتفشل المسيرة القومية المهمة للجميع ، نظير الطمع وفساد الضمير !!!!

                  الحماس والسرعة في إتخاذ القرار خطئا كبيرا نهايته الضرر الكبير الإنشقاق والشرخ بدون وضع الأساس المهم على رأس الموضوع للتقارب (الدستور) الشامل لجميع الأمور والقوانين ضمن الحق والعدل والتضامن والتكافل حيث محتاجين بعضنا البعض، في المسيرة ... واللأسف الشديد لم نستعد للأزمات المفتعلة الواحدة وراء الأخرى من القوى الخفية خوفا على مصالحها وهيمنتها أن تتوقف وتضيع أوطاننا من شباك دسائسها ومؤامراتها نظير الوحدة والإتحاد...  مما دست الفتن في أوساطنا-الحقد والحسد والتثبت بالسلطة والدعم في صور عديدة للبعض من الزعماء الجهلة بالإستبداد بالرأي - حتى نفشل ولا ننهض ولا نتقدم ونتأخر، عن متابعة الركب والحضارة والسمو...

                  مشكلة أصحاب القرار في أمتنا العربية لا يطلعون ولا يقرؤن كتابات الغير ويأخذون منها العبر  وبالأخص الخصوم، على مواضيع معينة تم نشرها في الاعلام ، وهي مهمة جدا لتوضيح الكثير من الصور والمواضيع عن خلفياتهم تجاهنا، حيث أحد القادة العسكريين في دولة إسرائيل أدلى بحديث بمقولة مهمة في الإعلام قائلا، ( ليس من المتعة أو السياسة ان تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او يد أخيه فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة أن نشكل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء) وأنا متأكد ان الكثيرين قرؤا هذا البيان وشاهدوه في الإعلام، وهل حقا وصدقا أم تزويرا وخداع ودس لبلبلة الأفكار وزيادة العداء بدلا من التقارب والعيش معا في سلام وأمن وأمان للجميع...

                        وإذا صدقت المقولة وكانت حقيقة وواقع مرير ولم يهتم بها أي مسؤول صاحب قرار في الأمة العربية الذين يعانون من جبروت وتعنت المليشيات والإرهاب في عدم الاستقرار بالأوطان كما يحدث الآن في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وتونس وتركيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية، المساكين البؤساء، حيث دليلا واضحا على المؤامرات والدسائس التي تحاك لنا في السر والعلن، وللأسف الشديد مرت مرور الكرام وأصبحت المقولة مهملة في زوايا النسيان نظير عدم الإطلاع والمتابعة لكل ما ينشر في الإعلام، حيث مثلها سلاح فعال جديرا بالإهتمام والمتابعة من أساتذة وخبراء في الأمن القومي حتى نتلافى الكثير من الدسائس والمؤامرات في السر والخفاء ويتم العلاج بجميع الطرق قبل أن تنمو بسرعة وتصبح غول ووحش صناعي مفتعل يحل على الأكتاف، متخذا من دين الإسلام عباءة ورداء، عناوين ضخمة إرهابية تنشر الرعب والخوف في أوساط الحكومات والجماهير بالعالم كوباء ومرض قاتل فتاك..

                     اصحاب القرار في الوطن العربي، همهم الأول البقاء في سدة الحكم الى النهاية وآخر نفس ،، والموت الطبيعى أو قيام الثورات من شعوبهم هو الوسيلة الوحيدة للتقاعد والتخلي عن المناصب والهاجس الكبير لديهم كتم أنفاس الرعية وإخراس الأصوات الحرة الوطنية عن المطالبة بالتغيير، والسحق بوحشية لأي تمرد وثورة قد تحدث، خوفا على المناصب والمراكز من الضياع، وليس مكافحة الغول الخطر الكبير الذي نعاني منه بجميع الوسائل بالتصميم والقوة وضم الجهود مع الجميع المتضررين من أجل القضاء  عليه بسرعة قبل أن يستفحل في الضرر ...

                     نحتاج إلى مد الأيادي بالسلام والمحبة والتعاون إلى أقصى الحدود مع جميع الدول الحرة المتضررة مهما كانت الخصومات والتوجهات السياسية حتى نصبح قوة كبيرة مع بعض ونستطيع المواجهة للغول جماعيا وعالميا قبل أن يلتهمنا  الواحد بعد الآخر ونحن نشاهد المآسي التي لدينا وتحدث لغيرنا من الأبرياء في الإعلام، القنوات المرئية بدون دفاع وتصدي...  ننتظر الموت والهلاك، نعاني الويل والخوف والرعب حتى يأذن الله تعالى ونستطيع القضاء عليه معا يدا واحدة بالعمل الجاد... والله،الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment