Saturday, September 17, 2016

خواطر عامة 7

بسم الله الرحمن الرحيم

 بشائر الخير

               سبحانك رب العالمين مغير الحال من حال مظلم -قتل ودم وخطف ويأس وقنوط- في وطننا ليبيا الصابرة  المجاهدة إلى حال آخر -الفرج والضياء والنور- حيث بالأمس (منذ عدة أيام) كنا في ضيق ومرارة ومحن ، نعاني من  الهم والغم  بالوضع المشين بالوطن ، والأن بقدوم وحلول عيد الأضحى المبارك، هل الخير و عمت النعمة الكبيرة بسرعة بسيطرة الجيش الوطني على مواني النفط الأساسية في المنطقة الشرقية (البريقة والزويتينة ورأس لانوف) والأخريات في عموم الوطن في الطريق للتحرير التي هي مراكز الميزانية العامة للدخل بالتصدير للنفط والغاز والمشتقات النفطية العديدة من أيدي العابثين الغاصبين أدعياء الوطنية بدون أي وجه حق...

                أضروا بالوطن بدون أية شرعية ولا حق وكبدوه خسائر جامة رهيبة فترة طويلة بدون عدد ولا حساب، ويوما مهما طال الوقت سوف يسقط هؤلاء اللصوص ذوي المليشيات المسلحة وكل من كان له يدا في الموضوع في يد العدالة والقضاء للحساب ويحاكموا بالعدل والقانون في العلن عن التصرف الخاطئ والإستيلاء بقوة على المنشئات النفطية والسرقات بالملايين من الدولارات يوميا في التصدير بأبخس الأثمان ... ولم تطالهم يد العدالة الآن نظير الهرب والبقاء في الخفاء في حماية المرتزقة من القبض والأسر...

                طموحاتهم تأجيج النيران بقوة المال المغتصب على إستمرارية الوضع الشائن والحرب الأهلية نظير الحفاظ على المراكز، ولا نخمد ونرتاح ويعم السلام والأمن والأمان في الوطن ، ناسين ومتناسين أنهم مهما تواروا و هربوا، لهم يوما  أغبرا حالك السواد للسقوط!!! لن يرتاح الضمير في حالة لديهم الضمير مازال حيا موجودا ينبض بالحياة، فيا ويلهم من العقاب الذي وراؤهم باليوم أو الغد من تناول وأكل الرزق الحرام الزاقوم، رزق المجتمع بالقوة والإستيلاء، مصيرهم بالدنيا أم بالآخرة سوء الحساب، حيث عين الله تعالى عين ساهرة لاتغمض لحظة والتي لا تنسى ذرة شر واحدة من الحساب والعقاب للمجرمين اللصوص!! 

                إنه عيد سعيد حل بالبشائر العديدة للمواطنين فقد إرتاحت مدينة بنغازي منذ فترة بسيطة من الهم والغم والتناحر ، التي هي قلب الاحداث النابض في جميع الثورات السابقة   والتمرد الأخير من حكم العصابات المليشيات، مدينة (رباية الذائح) حسب المثل الشعبي الذي يقال ويتردد في الأوساط، مدينة الفرص لمن أراد النجاح، وردة فيحاء وزهرة رائحتها عطرة تهب أنفاسها على جميع أنحاء الوطن ليبيا في المنطقة الغربية والجنوبية، من المنطقة الشرقية حيث مقيمين بها عشرات الآلاف من جميع الطوائف والشرائح الوطنية من سكان الوطن الذي تعداده يعتبر قليلا أمام الآخرين من دول الجيران ...

                 خليط متجانس متلاحم مع بعض لا يمكن الدس والفصل بينهم مهما قدم عملاء الشر والجهل الأعمال الشريرة لخلق التباغض والشرخ للنسيج الوطني بحجج بعد المسافات والإختلافات في تصوراتهم الخطأ حيث الشعب في وحدة كاملة عائلة واحدة تربطهم علاقات الجوار ولغة الضاد والإيمان والهداية بدين الإسلام والمصاهرة والدم والمصير الواحد في الخير أم الشر... والتي مهما حدث فيها من خراب ودمار طيلة التناحر ستظل  شامخة أبية، لن تركع!

                    رجع الكثيرون من المهاجرين الضحايا في الوقت الحاضر لمدينة بنغازي للإقامة والسكن في بيوتهم المهجورة مثل السابق والكثير منها مدمرة والبعض مفخخة بالديناميت نظير الحقد والحسد لمالكيها كرد فعل من الخوارج المرتدين على الهزائم والخسائر التي لمت بهم من أحرارها دفاعا عن المدينة والوطن، حيث أهاليها وساكنيها لايستطيعون نسيانها والغياب عنها فترة طويلة مهجرين بالغربة مهما كانت الأحداث صعبة قاتلة...

                  الدمار والتفجير ورصاص القناصين حبا في إهراق الدم وقتل الضحايا الأبرياء كتصفية حسابات قديمة عفى عليها الزمن وتسلية والخطف لقاء الفديات الضخمة  وإشاعة الرعب للأبرياء، الجوهرة الثمينة المكسوة بالغبار والتي هي في الوقت الحاضر أطلالا وخرائب ولكن بإستباب الأمن والأمان والقضاء على الشر والمليشيات الخارجة على القانون بسواعد أبنائها الوطنيين الأحرار في فترة قليلة من الزمن سوف تنهض من جديد في البناء والعمران والتشييد ويزال من على أكتافها الغبار الكثيف وترجع جوهرة تلمع بالنور والضياء....

                  عمار مدينة بنغازي من عمار جميع الوطن هي مقياس الحرارة التي يقاس بها الوضع العام، الأمن والأمان والسعادة والهناء، لنشر النور والضياء على بقية الوطن الذي كان من فترة أيام عائشا في الظلام يعاني من الهم والغم نتيجة التناحر على السلطة والنهب من إبنائه أدعياء الثورية والوطنية وللأسف عديمي الأصل والفصل ، كثير منهم مجنسون بهويات ليبية، حيث مرحلة السنوات الخمس الأخيرة بعد النجاح والنصر لثورة 17 فبراير مهمة جداً مررنا بحلوها ومرها بويلاتها وعذابها وشقائها حتى وصل ضعاف القلوب إلى ردودأفعال متدنية، مرحلة اليأس والقنوط يترحمون على حسنات الطاغية والعهد الجماهيري والعياذ بالله العظيم من الشرور وسوء الظن ، ناسين أن عقارب الساعة تدور للأمام ولن ترجع للخلف حسب الطبيعة والقوانين المتعارف عليها، وأنه لا يأس من رحمة الله تعالى حيث الحياة دورة تدور إلى ماشاء الله تعالى من وقت والفرج حل والخير سوف يعم !!!

              الآلام التي مررنا بها نحتاجها كدروس وعبر حتى ننهض ونتقدم، ضرورة من تطهير وإزالة الدم الفاسد الخبيث العملاء المنافقين والخوارج المرتدين من جسد الوطن والقضاء وإزالة الغث الردئ من السطح والساحة مهما كلف الأمر من تضحيات وثمن، حتى يبقى السمين الصالح إبن الوطن قائما ثابتا يعمل بجد ضمن الفهم والمعرفة والعلم النافع للمرحلة القادمة مرحلة التعمير والبناء للإنسان على المبادئ والأخلاقيات التي كانت بالسابق بعد الإستقلال متوفرة وسائدة، الكرامة وحسن المعاملة والصدق في العهد والوعد وغيرها من عشرات الأشياء، قبل أن يحل البلاء والفساد والإفساد وتتغير النفوس الخيرة إلى فعل الشر التي غابت المعايير والموازين عنها فترة من الوقت في مهب الرياح والعواصف الشديدة من قيام الثورات، وحكم المليشيات للمواطنين الأبرياء، بقوة السلاح...

                  وللأسف الشديد نظير الجهل وعدم العلم والتجربة لم نعرف مصلحتنا وكيف نسيطر من أول يوم على الحكم النزيه بيد من حديد، تقاعسنا نظير الخلاص من حكم الجماهير اللجان الثورية والشعبية الغوغائية والفرحة بالنصر والتطبيل والنفاق للبعض من أدعياء الوطنية الثوار مما فاضت مياه النهر الجارف، الطمع المدمر عن الحد للوصول إلى القمة  والحصول على السلطة ونهب الثروة بقوة، وداست أقدام الجنود الأجانب تراب الوطن، بالعلم وموافقة البعض من أصحاب القرار في السر والخفاء وليس بشورى مع الشعب الغافل وبدون العلم، بحجج المساندة والقضاء على الخوارج المرتدين، مما جرفنا التيار الشديد للهاوية والهلاك، أليست بمأساة نحتاج فيها إلى وقت وكفاح حتى نستطيع السيطرة على وطننا من جديد؟

               الآن الحمد لله تعالى الفرج وصل، بشرى ظهوره في الأفق وأصبح مثل قدوم وبزوغ الفجر وبدأ النور يقضى على دياجيير الظلام بهدوء خطوة خطوة ولحظة بلحظة وبشائر الخير لاحت وبدأت  ومع المستقبل القريب سوف تعم على جميع أرجاء الوطن بهمة وعزيمة  رجالها الوطنيين الاحرار الذين ساعين بجميع القوى والإصرار والعزم على تحقيق الفوز والنصر في أقرب وقت مهما نالتهم المصائب والأحداث الأليمة على كل يوم يمر يدفعون  الثمن الغالي من الخسائر في الأرواح الشهداء نظير التصدي لقوى الشر والظلام التي لا تريد الخير ولا النهضة للوطن نظير مآرب الشر والنهب والبقاء بمراكز السلطة والعمالة للغير...

             والتساؤلات المهمة من الضحية الآن من جميع الأطراف فى سر اللعبة الدولية، حيث كل الأمور الصعبة المعلقة في فترة وجيزة خلال ايام مضت تم التوافق فيها وعليها بين الغرماء المتناحرين منذ سنوات مما تعطى علامة إستفهام كبيرة أن كل شئ حدث بالسابق كان مدبرا ومخططا له ضمن دراسات ومخطط كبير تم وضعه من قوى شريرة خفية حتى يدفع الشعب الليبي الثمن الغالي في التناحر على السلطة ويرضى بأي حل كان، توقفت فجأة بدون سابق إنذار بقوة القادر جميع الأمور الخبيثة الشريرة، والذي قدم التضحيات والضحايا على مذبح الحرية والخلاص المواطنيين الأبرياء..

               فهل قفلت ملفات الصراع في ليبيا الآن وبدأ عهد جديد من السلام والأمن والأمان وتفتح ملفات الشر في مكان آخر ؟؟؟ حيث السحر مهما طال يوما سوف يرجع على الساحر بالمصائب ويتضرر آخرون وتستمر اللعبة بدون توقف فترة اخرى...  إننى لا أعلم مهما حاولت المعرفة، فلست بمنجم يدعي الفهم بالغيب، وكل شئ حدث ويحدث بأمر الله تعالى. حتى نتعلم الدرس ولا نخطأ بالمستقبل ، ونتعود على حلول مشاكلنا الوطنية بإتباع الطرق الديمقراطية السلمية بدل المواجهة بالسلاح !!!!!

              فهنيئا لك ياوطني بالأحرار من الجنسين، لن تموت ولن تنتهي مهما فعل إخوان الشر من القوى الخفية العالمية والمحلية - خلق وصنع الأزمات الملعونة المفتعلة و الخراب والدمار ودس الفتن بحجج تبدو في ظاهرها أنها خيرة للمساندة والدعم، والواقع المرير خداع للشعب ودس السم الزعاف في العسل الشهي مما تناوله الأبرياء الغافلين عن مجريات السياسة القذرة آملين في النجاة، بدون أي نوع من الريب والشكوك والخوف ببساطة يعتقدون انه نعمة وخير، بمساندة بعض الحكومات الأجنبية والتدخل في أوضاعنا ومحاولة الهيمنة والسيطرة على شئوننا الخاصة، مما وصلنا إلى الصراع المحموم ، القتل ببساطة وهدر الدماء بين الأخ وأخيه على مراكز زائلة مع الأيام مهما طالت، في طريقها للزوال النهائي عن قريب و ينهض ويتقدم الوطن، بإذن الله تعالى ...    متوجهين إلى الله تعالى داعين من أعماق القلوب الخيرة الوطنية، المؤمنة بالقضاء والقدر، أن يرحم الشهداء ويمن على الجرحى والمعاقين بالشفاء ويعين الشرفاء في عملهم الصادق لرفعة الوطن الذين يضحوا بالغالي والنفيس من أجل ليبيا بطهارة وعفاف... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment