Friday, September 2, 2016

خواطر عامة 4

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحنين للوطن

 (3)


                التساؤلات التي أدت بالوطن لهذا المستوى المتخلف و إلى الحضيض والقاع، ونحن لدينا جميع المؤهلات من مال وثروات معدنية ونفط وغاز بكميات كبيرة...  وقربها من الأسواق العالمية وغيرها من عشرات الأشياء والمواد التي لم تكتشف بعد في صحرائنا وأرضنا الواسعة في كبر المساحة، وعقول نيرة، وأطلال أثار لحضارات سادت ثم بادت وموقع إستراتيجي فريد... ذو الطقس المتوسطي خلال أربعة فصول السنة، وبوابة أفريقيا إلى أوروبا لو إستغلت الإستغلال الجيد في التجارة الحرة والسياحة غير محتاجين لأي طرف ودولة أخرى تتحكم فينا، غير العون من الله تعالى أن يوفقنا ويبعد عنا أولاد الحرام ...

                  والحكم بالديمقراطية ضمن الأصول والتطور مع العصر بالحق والعدل، مما نستطيع البناء للإنسان المواطن بالعلم والصحة الجيدة حيث العليل المريض لا يستطيع الصمود لتيارات وتقلبات الحياة الصعبة والتي تتشعب كل يوم إلى المزيد من المعاناة ولا قادرا على العطاء، وبناء المواطن على الحضارة والسمو بالعلم والمعرفة والتعمير والتشييد على أحدث الطرق العصرية، مما مع الوقت نصل للهدف الكبير، الخروج من منظومة دول العالم الثالث ونصبح في المقدمة مع الآخرين المتقدمين ...

                     والجواب القاطع على التساؤلات لماذا لم ننهض ونتقدم ؟؟ والردود نتيجة الجهل والجوع للحريات، والحكم المطلق للطغاة بدون حدود، والهدر للمال، ولا مراجعات تحد من عمل التراهات الضارة نظير عدم وجود الدستور الجيد القوى الذي يتماشى مع الواقع بصدق وضمير، وعدم الولاء لله تعالى والوطن وتنفيذ القوانين على الجميع بدون محاباة! وحب الإمتلاك السهل، ومد الأيادي والحصول على العديد من الأمور الحياتية، إبتداءا بالمرتبات الرمزية التي لا تشبع ولا تغني من جوع بدون عمل وعرق وجهد... وإستغلال رخص الوقود والسلع التموينية وتهريبها عبر الحدود للجيران للحصول على مزيدا من الأرباح، نظير دعم الدولة الكبير، ولا من يحاسب ويعاقب على التجاوزات... والحقد والحسد بالنفوس للبعض على كل ذي نعمة و مال و مركز، والتنافس الغير شريف، والإستهزاء على كل مواطن جار به الزمان والظلم وهاجر في أرض الله تعالى الواسعة، وعند العودة والرجوع بعد سنوات للإستقرار في وطنه يعامل من معظم الجهلة إخوته المواطنين، وكأنه غريبا دخيلا أجنبيا ليس له أي إنتماءا وجذورا في ليبيا ...

                 مما أصبحنا في هذه الحالات الصعبة من الضيق والمعاناة والهرج والمرج والدم والقتل بين الأخوة والتناحر على السلطة والنهب لأتفه الأسباب ونسينا ذكر الله تعالى فأنسانا أنفسنا وحلت علينا اللعنات الكثيرة (عشم الصالحين)، وللأسف لم نكن في مستوى المسؤولية حتى نحافظ على وطننا من أطماع الغير وتحرشاتهم بنا ودق إسفين الفرقة والإنشقاق بيننا حتى نستمر في العراك والتناحر  والعداء بيننا حتى لا يعم الإستقرار والأمن والأمان وننهض.. نهشنا السوس من الداخل من أعماق نفوسنا وأصبحنا أجساما ظاهرة تتحرك وتعيش الحياة في صور آدمية، خشبا مسندة كما تم الذكر في القرآن الكريم عن الضالين....

                       نأكل ونشرب ونعيش الحياة المرة فرحى ونحن نعتقد أنها حلوة والواقع نحن غرقى في المخاضة و المستنقع ذو الرمال المتحركة، التي كل ما نحاول الخروج والهرب منها من اللهفة والرعب والخوف من الهلاك نزداد غوصا وغرقا، نتجرع في كؤوس المهانة ونمني  أنفسنا بأحلام اليقظة اننا على طريق الحق والصواب سائرين للمجد وتحقيق الهدف الذي هو سراب، خادع لا وجود له، إلا في التخيلات والأذهان، أليس بمأساة ؟؟؟

                      الواقع المرير كل يوم يمر نتأخر عن السمو والحضارة ونزداد جهلا وضيق أفق وعدم فهم ومعرفة...  نعيش ونحى في عالمنا الخاص من صنع أفكارنا وتخيلاتنا نحلم بالأمجاد السابقة ندور في حلقات فارغة بدون تطور ناسين أن العالم تغير الآن كثيرا عن قبل وبالأخص في عصر العولمة، سرعة الإتصالات والمواصلات وغيرها من الأمور التي تخدم الإنسان حتى يعيش في راحة ويتطور وينهض ويتقدم إلى الأمام، ،،متناسين أنه لا نستطيع السباحة والعوم ضد التيار، ضرورة تغيير الأفكار المتحجرة البالية بالعلم والفهم والتواصل مع الشعوب الأخرى ضمن السلام والأخذ والعطاء والعيش معا في أمن وأمان مهما كانت العقائد الدينية والتوجهات السياسية تختلف من أمة إلى أخرى وشعب إلى آخر، مما تأخرنا عن المسيرة والركب وأصبحنا بإرادتنا نظير الجهل والغرور في موخرة الطوابير...

                        والدلائل كثيرة فقد تعودنا على الفوضى والهرج والمرج منذ التغيير وحكم الطاغية إبليس، منذ غياب الملك إدريس الزاهد التقي في العرش والملك سليل الجدود الشرفاء، ولا نستطيع العيش من غيرها وبدونها فقد تعودنا عليها مهما حاولنا حيث ترسخ في أعماق نفوسنا الخوف والرعب والفساد والإفساد نظير حكم الجماهير الخادع والتطبيل والتدجيل والنفاق للطاغية الفريد في زمانه طوال أربعة عقود ونيف... الذي من حمل وديع آيام ثورة الفاتح عام 1969 م التي مر على قيامها وذكراها الأليمة، بالأمس 47 عاما ونحن نعاني البؤس والدم والخطف والنهب، حتى بعد القضاء عليها والخلاص منها ومرور خمسة سنوات على النصر، كانت هي السبب الرئيسي في الدمار... حيث الفساد والإفساد دب ونخر في جسد الوطن منها...

                         عقيدنا الخجول تغير في وقت قصير إلي سفاح من المركز بالقمة والمال وخنوع الشعب من الخوف والرعب وعدم الإعتراض على أي أمر شائن حدث، لا ترتاح نفسه الحقودة الحاسدة، إلا بالتشفي في الخصوم وقت السقوط والأسر في قبضته، و سفك الدماء والقتل للأبرياء عندما شعر بالخوف والرعب في أيام حياته الأخيرة متحديا أبناء شعبه الوطنيين الأحرار عندما بدأ وعم التمرد العام قائلا يهدد ويتوعدهم بالمتابعة والمطاردة (زنقة زنقة وبيت بيت) نظير الرفض للمهاترات والجنون، وأخذ الثأر لمذبحة سجن بوسليم الذي تم القتل عمدا عن سابق الإصرار بناءا على اوامره في ساعة جنون، في ساعات حوالي 1400ضحية سجين ضمن الأسوار، وكأنهم حشرات وليسوا بشرا من حقهم العيش والحياة!!


             و المساندة والصرف الرهيب على الإرهاب في العالم بحجج دعم الأحرار الثائرين في أوطانهم على الظلم و القهر ، بدون حدود و تقنين، و الهدر في دفع الرشاوي الضخمة في شراء الذمم من رزق الشعب، الخزينة العامة، لدعم بعض الرؤساء الأجانب مثل رئيس الوزراء البريطاني السيد أنتوني بلير و السيد شاركوزي في فرنسا و السيد سيلفيو برلسكوني في ايطاليا، وغيرهم الكثيرين على مدى 42 عاما للوصول للمناصب العالية في أوطانهم أوقات الإنتخابات لضمان سكوت وصمت دولهم عن المتابعة للشر الذي يقوم به، ووطننا محتاجا للكثير من البناء و التعمير من الألف إلى الياء!!!! 

               المنافقين ضمن المقربين الأصفياء مؤيديه عن رياء وطمع، يصفقون ويهتفون له، وهم يعرفون الكثير من الامور والأسرار القذرة التي يستحي الإنسان الكريم من ذكرها التي حدثت وتحدث عن قناعة نظير الإحتكاك والعمل تحت أمره عن قرب، و أنه شاذا حقودا وحسودا ذو شخصيات عديدة شيطانا في صورة إنسان والعياذ بالله تعالى، والذي من كثرة التطبيل والنفاق له، أصابه الغرور وآمن بأنه العالم العلامة والأستاذ الكبير الفاهم والعارف في جميع العلوم، وعشرات الألقاب والتسميات وآخرها ملك ملوك أفريقيا، التي كانت التسمية واللقب شؤما عليه ولم يستمر حكمه طويلا، فلا ملك ملوك ولا العزة والجلالة لمخلوق بشر من الإنس ولا الجان ولا الملائكة مهما كانوا من علو الشأن، إلا للخالق الله تعالى  الواحد الأحد...

                        وللأسف الشديد والحزن الكبير أننا وصلنا لهذا الحال المؤسف من أنفسنا وبأيدينا والحل السليم للخروج من الأزمات العديدة المفتعلة، الرجوع لطريق الحق القويم السليم في طاعة الله تعالي والمصالحة الوطنية بطهارة وضمير، والإتحاد والوحدة يدا واحدة متماسكين مع بعض بقوة وبعزيمة وشرف ونضع الهدف أمام أعيننا ونسير بصدق وصبر على الطريق السليم، فطريق الألف ميل يبدأ باول خطوة جادة للوصول ومع الإستمرارية وعدم التوقف سوف نصل بإذن الله تعالى، يوما للهدف ...

                         إنها قصة طويلة مسيرة حياتنا كمواطنيين ليبيين، لا انتهي من تدوينها وكتابتها ومهما كتبت عن مآسيها العديدة لا أستطيع حصرها من الكثرة، فنحن آجيال كتب علينا القدر، الشقاء بأن نمر عبرها أيام العمر من أفراح وزهو  قليلة وأتراح وأحزان كثيرة، رضينا أم لا ... عسى أن نتعلم من دروسها وأخطائنا وأخطاء الآخرين عبر التاريخ والزمن، وننجح في الإختيار للصالحين الأذكياء الأوفياء ذوي المعرفة وقوة الشخصية لمراكز الحكم والسلطة الذين يعرفون كيفية تسيير الأمور بالعقل والحكمة مع بعض الشدة والدهاء ولهم التجربة في دهاليز السياسة العالمية بشرف وعفاف ضمن الأصول المتعارف والإحترام لرأي الآخرين حتي ننهض ونتقدم...

                   والقوى الخفية العالمية وأتباعهم وحلفائهم المحليين الجهلة من أبناء شعبنا، الطامعين في الحكم والسلطة والسيطرة عن طريق المليشيات المسلحة ... السوس الذي ينخر في جسد الوطن منها،الذين يلعبون في مصائرنا بالإرهاب والدم نظير المصالح والنهب، سوف تتوقف رغما عنها وتختفي من الصورة والساحة العملية حيث سنة الحياة وشريعتها دورة تدور، لاشئ يدوم، مهما كانت لها من قوة وتدخلات مع الحماية والدعم من الأجانب الخصوم والمؤامرات والدسائس المتعمدة والمفتعلة في أوساطنا لدمارنا، لا تستطيع النجاح والفوز، لأن الموازين سوف تتغير والمعايير سوف تهتز، بوجود إرادة الشعب و الرجال الوطنيين الأحرار المناضلين، الذين همهم صلاح ونهضة الوطن من حلقات الجهل والتخلف إلى الضياء والنور والتقدم...  والله الموفق...             

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment