Thursday, March 13, 2014

مدينة درنة (12) 74

بسم الله الرحمن الرحيم 

ضباط اتراك في اجتماع بمجاهدي مدينة درنة 
           جميع أهالي درنة والمنتمون لها والذين عاشوا بها قدموا ودفعوا الثمن الغالي نتيجة تهميش المدينة ونسيانها بقصد مبيت وحرمانها من الفرص العادلة للرفع بيدها من الكبوة والنكسات الكبيرة التي مرت بها والتي خلال عقود طويلة منذ ايام الاستقلال وحتى الآن مازالت اللعنات حالة بها وهي تقاوم بصبر عجيب غريب

 تتحدى اي حاكم او صاحب قرار مسؤول عمل بها وحاول الدس والخبث والنهب للمال العام بدون اي وجه حق من الميزانيات الضئيلة التي كانت مرصودة لها سنويا  كمنطقة تضم الكثير من القرى حولها، مما تم تشييد وبناء عشوائي في المناطق وهي لا تحتاج له بدون دراسات ولا تخطيط سليم مما ضاعت الاموال هباءا منثورا وحسبت على المدينة العريقة وهي لم تستفد منها إلا اليسير الذي لا يظهر ولا يكاد يبان امام الأنظار والعيون الا تقدما هزيلا، إسوة بالمدن الاخرى… مما تأخرت المدينة خطوات عديدة للوراء نظير الجهل، النسيان والتهميش المدروس حتى لا تزداد قوة وتصبح شوكة فى حلق اى ظالمحيث اهلها أذكياء بالفطرة يحبون الدراسة والتعليم،  ذوي كرامة ووفاء لا يرضون بالخضوع والرجاء لإي إنسان  مهما كان،  الا للمولى الله عز وجل، راضين ٍبالقضاء والقدر عالمين ان الحياة دورة تدور ومهما حدث من إجحاف مبيت بقصد وسابق إصرار، أنه يوما مهما طال الوقت سوف تزول العراقيل ويرحل البؤس والظلام التهميش والنسيان للأبد وترجع المدينة كسابق العهد عروسا ودرة كل انسان يخطب ودها

      ضغوط عديدة بلا حدود من كل جانب على المدينة مما الكثيرون من أبنائها المغامرين نظير ظروف الحياة الصعبة إضطروا إلى الهجرة منها للبحث عن العمل الشريف في المدن الاخرى، ومع مرور الوقت هاجر  حوالي نصف العدد من السكان الأصليين  أصبحوا مقيمين خارجها ينتظرون  الفرج وكل يوم يزداد عدد النازحين منها إلى الخارج

أليست بمأساة وكارثة ان تصبح هذه المدينة العريقة في القدم والتي مر عليها تاريخ عدة حضارات مضت وإنتهت  وداست أقدام الكثيرين من مشاهير التاريخ  المعروفين ترابها، وأولهم قائد الجيش الاسلامي في حملته لتعزيز الفتوحات في  شمال أفريقيا عبدالله بن قيس البلوي  المدفون بالصحابة مع رفاقه الابرار المجاهدين من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي ثأر وأدب قبائل البربر على الخيانة وقتلهم أحد قادة الجيش الإسلامي غدرا في كمين.

     والرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك الذي أقام بها فترة وهو ضابطا يعمل في حامية مدينة  درنة عدة سنوات، حيث تم التخطيط للإنقلاب والقضاء على الامبراطورية العثمانية للأبد
 والبطل أنور باشا أحد القادة الاتراك الذي بقى في ليبيا يحارب ويجاهد مع المجاهدين الليبيين ضد المستعمرين الايطاليين في الغزو على ليبيا سنة 1911 م، رافضا الرجوع إلى تركيا حتى تم التنازل عليها من قبل العثمانيين، والذي قاد المعركة المشهورة في تاريخ المدينة وليبيا معركة (القرقف) تحت لواء السيد احمد الشريف السنوسي، وسافر مرغما إلى وطنه تركيا ليدافع عنها  عندما هددها الحلفاء بالغزو…
  
      والمرشال روميل القائد للجيوش الالمانية في شمال افريقيا، الذي كان يأتي لها سرا بين الحين والآخر من الصحراء ليرتاح بعض الوقت ويخطط للمعارك الاخرى، بدون علم الحلفاء حتى  لا يخططون له كمينا لقتله 

     والزعيم الايطالي موسوليني، والرئيس الحبيب بورقيبة رئيس تونس الخضراء، والرئيس التركي عدنان مندريس والمرشال بالبو،  والكثيرون من الغير معروفين  لدينا في الوقت الحاضر

بدل ان تتقدم إلى الامام وتنهض وتزدهر تصل الى هذا الحال المؤسف  من التهميش والنسيان وتاريخها المجيد في التضحية والكفاح يشهد لها عبر التاريخ انها دائماً السباقة في الفداء

     والسبب أهاليها ورجالها وشبابها من الجنسين يتحملون المسؤولية بالدرجة الأولى… نظير الذكاء الفطري لا يريدون ان يطأطؤا الرؤوس نفاقا  إلى أي أحد من اصحاب القرار الطغاة  اللذين يأتون ويذهبون بدون اي مصلحة وفائدة يعملونها حتى  تنهض بالمدينة  مع الايام  حيث مروا عليها مرور الكرام بدون اي ذكرى خلدت لهم أي عمل حسن، حيث ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول (الدراونة  لا يعجبهم العجب).
   
     نظير حب الوطن والفداء والذود عن الكرامة والدين والعقيدة وحب التضحية والجهاد الذي يجري مسرى الدم في العروق ساخنا في الدفاع، من أهم الأسباب الرئيسية التي جعلت الكثيرين من  أصحاب القرار يهابونها ويخافون منها ويمنعون عنها المصالح والأعمال حتى تتلاشى مع الايام ونسوا وتناسوا ان مدينة درنة مهما عملوا فيها من فتن ودس وخبث ستظل شامخة أبية لن تموت ابد الآبدين حتى يأتي يوم من الأيام  لتزدهر وتنهض وترجع إلى سابق عهدها وردة وريحانة تشع بنورها وعطرها الأجواء

     نتيجة الضغوط القاتلة والتهميش والنظام الجماهيري الذي كان يعتمد على الارهاب في الحكم، على الفساد والإفساد للذمم والاخلاق وعلى الاتهام الباطل وتصفية الحسابات للشباب البرئ وفرض التجنيد في الجيش عليهم بالقوة لسنوات طويلة بدون أية فائدة تذكر… مما ضاعت الأعمار وزهرة الشباب بدون جدوى وزاد الضغط الرهيب… وحلت الثورة بعنف وهب الإعصار العنيف لجث الشيطان الرجيم القذافي ونظامه الجماهيري الأهوج من على خريطة الوطن للأبد يوم 2011/2/17م…    والله الموفق…

            رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة

Wednesday, March 5, 2014

مدينة درنة (11) 73

بسم الله الرحمن الرحيم 

      بدأت في ليبيا المتاعب والمصاعب تتوالى على أبناء الشعب بدون راحة ولا استقرار، نظيرشطحات العقيد المتوالية، ومساندته للإرهاب العالمي بحجج مساندة التحرير لأوطانهم  بدون حدود مما تألب العالم عليه ووجدها الغرب فرصة كبيرة لتقليم أظافره بالإدعاء عليه في قضية سقوط الطائرة ( بان آم ) على بلدة لوكربي في سكوتلندا والناس آمنين نيام… فقد كان البرنامج سقوطها في المحيط العميق حتى لا تخلف آثارا واضحة  وتندثر للأبد… ولكن لطف الله تعالى ورحمته شاءت مشيئته الفضح للأيادي السوداء وراء المكيدة والحادث المفتعل .

      لقد كانت جريمة مروعة ضد الانسانية وقتل المئات من الركاب والبعض من السكان الآمنين النيام  بدون اي ذنب إقترفوه غير سوء الحظ في التوقيت الغير مناسب مما ضاعت أرواحهم هباءا نتيجة الصراع من القوى الشريرة العالمية الخفية والتي ألبسوا عمتها على رأس العقيد الأهوج وليبيا للتعويض ودفع المليارات وهي مؤامرة محبوكة ودس وخبث من القوى الخفية حتى لا تنهض ليبيا


 وتم الحصار على ليبيا عدة سنوات ودفعت مدينة درنة كغيرها من المدن الليبية آلاف المآسي والتضحيات  نظير عدم الطيران من ليبيا  إلى خارجها، او القدوم لها مما المطارات  توقفت شبه نهائيا، ماعدى  استيراد وقدوم السلع التموينية والدواء نظير الظروف الإنسانية وتحت المراقبة  الدولية الشديدة حتى لا يتم الخرق للحصار 


      أقفلت المطارات والمواني في وجه المواطنين المتضررين، وإستغل الجيران أسوء الاستغلال الحصار لامتصاص المليارات من الدينارات والدولارات  مقابل ارتفاع الأسعار للبضائع، نظير السماح بمرور البضائع المستوردة للتجار الليبيين عبر أراضيهم مما تم انعاش الاقتصاد والرواج التجاري لدولهم على حساب مأساة ونكبة ليبيا نظير جنون وشطحات عقيدها القذافي وهبوط قيمة العملة الليبية امام بقية العملات الاخرى من الجيران في الأسواق السوداء وعلى الحدود، 
حيث كانت قيمة  الدينار الليبي قوية قبلها، وأثناء سنوات الحصار تراجع كثيرا للوراء حتى أصبح الدولار الواحد يساوي حوالي 3 دينارات، عشرة أضعاف قيمته الاصلية أيام عهد المملكة الزاهر الذي مر وانتهى وكأننا في حلم عابر مضى  إلى غير رجعة


     وضاعت ثروات كثيرة للعديدين من المواطنيين الشرفاء الذين لا يرضون التعامل بالحرام  مقابل الهبوط والغلاء للأسعار، والبعض من المحاسيب والعائلة وأذنابهم أشباه الرجال المنافقين  إستغلوا  الوضع البائس في استخراج الرخص للإستيراد التي ممنوع الحصول عليها بسهولة لأي مواطن تاجر او رجل أعمال  آخر عادي مهما حاول بالطرق الشريفة حيث كانت ضمن الاحتكار، وبيعها لبعض التجار المغامرين وأصبحوا  في فترة بسيطة من أغنياء الأزمات وجنوا  الملايين  بدون وجه حق، نظير التلاعب في فروقات العملة والرخص وفرض الأتاوات الضخمة على الكثيرين مقابل غض النظر عن الكثير من التجاوزات


     شاركت الدولة في المأساة ووظفت الأزمة لصالحها ووفرت المليارات، حيث تصدير النفط لم يتوقف…والدخل زاد مع ارتفاع الأسعار الرهيب يوميا في الأسواق العالمية مما لم يتأثر شخص العقيد جراء الحصار المفتعل بل زاد ثراءا وكأن الامر مرتب وبقصد معين من القوى الخفية التى تتلاعب بالمصائر للشعوب المنكوبة، للرفع من اقتصاد بعض الدول الجيران على حساب الليبيين بدل ان تدفع لهم هبات وعطايا…


     وكانت الدولة الليبية  تبيع جزءا بسيطا من العملات الصعبة  في السوق السوداء وتنحصل على النقد الليبي مضاعفا عدة مرات  لتدفع الأجور والمرتبات الشهرية التي كانت يتم تعطيل الدفع شهورا عديدة بحجج الحصار  حتى يركع الشعب ويمد يده لإرضاء مزاج ونفسية الطاغي القذافي الحقود وهو يكنز في المليارات من العملات الصعبة والذهب في الصحراء في أماكن عديدة لا تخطر على بال أحد….


      تم قفل جميع التجار لمحلاتهم بعد الزحف والتأميم الظالم للأرزاق بدون وجه حق،  وأصبحت الاسواق العامرة بالسابق أطلالا مهجورة خاوية بلا زبائن ولا رواج إقتصادي عام عم  على الجميع، وأستبدل مكانها بأسواق عامة في كل منطقة تبيع في سلع رديئة مستوردة  بدون مواصفات ونفس الموديلات والألوان  والمقاسات محدودة في جميع الأسواق كما حدث في الدول الشيوعية سنين الظلام


      عانت مدينة درنة نتيجة الحصار المفتعل مثل غيرها من مدن وقرى ليبيا الصابرة تنتظر الفرج ونهاية الحصار، وتم توفر المال والسيولة لدى معظم  الجميع من قبض المرتبات الهزيلة… ولكن لا مكان للشراء والصرف  والدفع حتى تستمر عجلة الحياة وتتقدم، وحدثت جنايات،  نوادر وطرائف وأخطاء قاتلة نتيجة تصلب رأي شخص واحد معتوه!


     لا سلع متوفرة وبالأخص ايام الأعياد ولا ثياب وملابس  جديدة لصغار السن والأطفال حتى يحسون ببهجة العيد، بل التجار الجدد الجهلاء من اللجان الثورية والشعبية العوام  الذين لا يفقهون ولا  يعرفون قيم التجارة ولا التعامل بها وأصولها المتعارف عليها من قيم وأخلاق ووفاء…  يستوردون الملابس المخزنة (ستوكات) على انها جديدة بدون فهم ومعرفة في البدايات من عدة دول معينة موجه الاستيراد منها والتي عفى عليها الزمن في الموديلات والموضة  لقاء زيادة الارقام الكبيرة على الثمن الاصلي كعمولات تدفع لهم في حساباتهم بالخارج… مما الكثيرون من المعدمين بالحرام  في سنوات بسيطة أصبحوا فاحشي الثراء… 
لا مصاريف جانبية على الاستيراد من جمارك ومواني وعوائد حسب الأصول ولا أية مصاريف ضخمة كما كان بالسابق ايام التجارة حرة، والبيع يتم برص عدة قطع من الملابس عشوائيا   مهما كانت أحجامها وقياساتها في أكياس بلاستيك  وتباع إلى الجماهير المتعطشة بالطوابير وبالأخص أيام العيد والمناسبات (حيث لا يوجد خيارات واسواق ومحلات أخرى للتنافس) أمام السوق العام واقفين على الأبواب الحديدية  حتى لا يندفعوا إلى الداخل مثل قطعان الحيوانات
 ويدفع الزبون القيمة المالية بدون سؤال، وسعيد الحظ من يتحصل   ويرمى له بكيس من الأكياس من بعد وكأنه شحاذ يدفع المال خاصته  ويتحصل على هبة ومنة


    ومن أسخف المهازل والسخريات  تجد الكثيرين من أفاضل القوم والمجتمع الرافضين لحكم الجماهير…  مجبرين غصبا عن إرادتهم  على الشراء بهذه الطريقة ويتعاملوا بالمقايضة مع الآخرين خارج السوق العام، في إستبدال  المقاسات للملبوسات حسب أعمار الصغار حتى يرضوا اولادهم وعائلاتهم  ببهجة العيد والاحتفال…
  
     توفي العديدون الغير قادرين ماليا،  الفقراء نتيجة الأوبئة والامراض المستعصية  من التأخر في العلاج ونقص الدواء المناسب   نظير الروتين القاتل والتخبط في الادارة  والتسيب والإهمال المتعمد من أشباه رجال الدولة الذين كانوا يتولون مناصب عالية وبالأخص في قطاع الصحة والمالية ولديهم القرار، ولكن كانوا  عبارة عن صور مهزوزة (إمعات)  لا يستطيعون اتخاذ القرار بدون موافقة ورضاء  الطاغيةوالذهاب للخارج سواءا على حساب المجتمع او على حسابهم الشخصي (الخاص). نظير تحويل المال من العملة الصعبة حيث شبه نادرة ولا يسمح للمواطن رسميا إلا بمبلغ زهيد في حدود الف دولار فقط للرحلة الواحدة  لا تكفي لإقامة يوم واحد فى الخارج، والمواطن الذي يحمل اكثر من المبلغ البسيط تتم محاكمته ويعاقب بمصادرة المبلغ ويمنع من السفر حتى يكون عبرة للغير مما الجميع خافوا، ونهضت السوق السوداء في عمليات التحويل المجحف


     وأولاده  والمحاسيب من العائلة والعشيرة يصرفون  عشرات ومئات الألوف والملايين من اليوروات والدولارات  وبجميع انواع العملات يوميا في أماكن عديدة بالعالم في غير طاعة الله تعالى، على العهر والفساد، البغاء والعاهرات،  القمار وإدمان المخدرات… أليست بمأساة ؟؟؟


نتيجة مآسى الحصار والإستغلال البشع من الجميع للوطن ليبيا وعبث العقيد وشطحاته وأشباه الرجال المنافقين الوشاة، قام الكثيرون من الشباب وبالأخص في مدينة درنة  بالعمل السري وخلق خلايا في الخفاء معظمها اسلامية متشددة لإحياء الدين ونفض الغبار عنه، تندد بما يجري من امور شنيعة تحدث كل يوم وتطالب بالحرية والخلاص من الطاغية… مما الأجهزة الأمنية المتابعة للوضع القائم كانت في حالة تأهب مستمر

 بالغت في الامر وأصبح كل شاب ليبي متهم حتى يثبت العكس،  وتم الاعتقال للآلاف في ليبيا نظير الاتهام الباطل لتصفية حسابات ولإعطاء صورة للعقيد أنهم حماته من هؤلاء الوحوش المتطرفين الذين يريدون هدم النظام الجماهيري حتى يتحصلوا على مميزات وأموال واعتمادات على آلام وصرخات ودماء  الأبرياء الكثيرين اوقات التحقيق العسير والتعذيب المؤلم القاسي  بدون ذنب جنوه غير الاتهام الباطل من جلادين لا يعرفون الرحمة ولا الشفقة… جفت بعروقهم دماء النخوة والكرامة لان معظمهم مستوردين من دول الجوار لا يمتون لهذا الوطن بأى ولاء ولا معايير الا خدمة الطاغية وإرضائه مقابل الجاه والمال… 


معظم الشباب الذين لم تطالهم أيادي الأمن زوار الليل والنهار بالوطن، هربوا خارج ليبيا بوسائل غريبة  تحتاج إلى عشرات الصفحات لتدوينها، البعض منهم للعيش الكريم والدراسة وتحصيل العلوم، والآخرون انضموا إلى فصائل الجهاد والتنظيمات مثل  القاعدة  وأنصار الشريعة، والإخوان المسلمين، والسلفيين والجهاديين وعدة تسميات… وبالأخص في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك  ضد روسيا الشيوعية،  وكثيرا من الدول


مدعمين من الغرب مما أبلوا البلاء الحسن وسقط الكثيرون شهداء، والأحياء تدربون على فنون القتال من الواقع اعلى تدريب وإصبحت لهم خبرات قتالية،  ومهارات عالية في الكر والفر  والتخطيط والصبر والقتال في اصعب الظروف البيئية والحياتية… والله الموفق

                                                                          رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة

Monday, March 3, 2014

مدينة درنة (10) 72

بسم الله الرحمن الرحيم

                حلت الجفوة والعداء بين معظم الدراونة والنظام الأهوج وعلى رأسه الطاغية العقيد الذي بطرق خبيثة  وتخطيط  مبيت عن قصد ضمن الدس والدهاء غرس الاسفين والخنجر في جسم التآخي المحبة والوئام بين الأهالي الحضر سكان المدينة  الذين جذورهم من الغرب منذ مئات السنين، وإخوة الجد العبيدات والمرابطين البادية الدراونة، وجذورهم  التاريخية تبدأ من منطقة الأبرق إلى الحدود الشرقية بلدة إمساعد التي تحد بالسلوم، جمهورية مصر.

     نظير الخبث والدس والفتن، والطمع والاستغلال البشع من أشباه الرجال المنافقين من الطرفين  زادت الخلافات  وإستفحلت  إلى عداوات من الطائشين خفيفي العقل، وأصبح إخوة الجد المسيطرون والمهيمنون  على معظم المناصب نظير تقسيمات وخبث النظام، مهمشين المدينة نظير التعصب الأعمى، مما تأخرت المدينة إلى الوراء خطوات عديدة بدل ان تنهض وتتقدم، حيث الولاء في ذاك الوقت للقبيلة وأولاد العم قبل ان يكون الولاء للمدينة والوطن   ليبيا.

     نسوا وتناست الأجيال الجديدة من إخوتنا العبيدات والمرابطين إخوتهم التاريخيين (الحضور)، وماذا قدموا لأجدادهم السابقين  من تضحيات ودم مقابل نصرتهم وطرد قبائل (أولاد علي) حتى أصبح لهم شأن ومكان مع الايام

      نسوا أفضال المدينة في أمور حياتية كثيرة لا تعد ولا تحصى ايام الاستعمار الإيطالي الغاشم  وماذا قدمت من شهداء لقاء الجهاد معا كتفا الى كتف ويدا بيد لتحرير الوطن فى جميع المعارك والحروب التي حدثت في المنطقة

     نسوا العلم والتعليم وماذا قدمت درنة من أساتذة فاضلين أجلاء  للتعليم والتدريس  في المناطق النائية في أصعب الظروف لمحو الأمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبدايات  الاستقلال حيث الجهل مخيم على العقول  والأذهان، والجميع من كبار السن يشهدون بذلك وأن الدراونة لهم الفضل في ذلك

      وجاء الطاغية القذافي،  وإستغل العقول التائهة والنفوس الخبيثة  للتفتيت وغرس الاسفين فى جسم المدينة العليل  لإحياءالفتن القاتلة  التي بدأت تهدأ وتموت في اواخر العهد الملكي  وإشعال جذوة النار الخامدة، مما كل طرف من الأطراف لديه مجانين غير عقلاء بلعوا الطعم السام وتحدوا إخوتهم  لقاء تراهات ومتاهات ونسوا أننا كحضر لسنا غرباء محتلين كما تعتقد العقليات الجاهلة الغير عارفة ولا مطلعة ( بتجريدة حبيب )  ان الحضور قطعوا ألف وثلاثماة كم وقتها مناصرين ومساندين جدودهم من مئات السنين  ضد الظلم والهيمنة والإستعباد من قبائل (اولاد على)

     الطرفان  إخوة في الدين  والوطن والمصير، جيران من مئات السنين نعيش مع بعضنا البعض طوال الوقت لا فرق  بين واحد وآخر،  تربطنا صلات دم ومصاهرات حسب المثل الشعبى ( كيخي وبنيخي ) لن تنفصل ولن تذوب وتتلاشى إلى ماشاء الله عز وجل

      مهما حاول الطغاة او المزايدون الدس بيننا، وإشاعة الفرقة والخلاف  لا يستطيعون…  الجهل والتعصب الاعمى زال وانتهى ونحن نعيش في عصر العولمة  والتقدم… مدينة درنة للجميع لا فرق بين اي مواطن وآخر، جميعنا إخوة في الله تعالى  على طريق الحق والهداية سائرون للنهاية معا… حتى يرث الله تعالى الارض وما عليها يوما من  الايام.

     الضغوط زادت على الأهالي المواطنين  بالمدينة المجاهدة الصابرة،  نظير المكابرة والتحدي والصمود وعدم الاعتراف في الصمت والعلن  للطاغية المعتوه كحاكم،   مما زاد ضلالا وكرها للمدينة التي سانده رجالها في بداية الانقلاب الاسود حتى وصل لكرسى الحكم، والبعض يعرفون عن ظهر قلب اسراره التي بناءا على نصائح مستشاريه الاشرار  كان يحاول قدر الامكان حصارها وكتم أنفاسها والقضاء عليها  في الخفاء بأساليب شيطانية لعارفيها حتى لا تذاع على العلن  ويعرفها الرأي العام قبل ان ينتهي  المخطط الذي يعمل عليه  طوال الوقت لتنفيذه ودس عيونه وأعوانه الثقات من أبناء العم، وأشباه الرجال الآخرين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان الرجيم لقاء مال ومراكز وجاه زائف، في أوساط المجتمع ومتابعة كل مايحدث من امور تدور  في السر والخفاء… حتى تتم المراقبة والحساب العسير   للغافلين

       ليبيا الوطن مرت  بمآ سى  كثيرة وكبيرة بلا حدود من شطحات المعتوه القذافي الذي يعتقد نفسه انه البطل والعارف والمعلم والمخطط  والقائد والصقر الوحيد وآخرها ملك ملوك أفريقيا، وعشرات الاسماء بلا عدد ولا حدود… والواقع المرير عبارة عن حجر شطرنج في لعبة السياسة الدولية، ينفذ مخططا وأجندة  عالمية مسيرا بقصد وبدون قصد من القوى الخفية الدولية  التي لها مآرب كبيرة في تفتيت ليبيا،  ومن خلال هذه الأجندات والصراع العنيف الدائر كانت مدينة درنة لها النصيب الوافر في التهميش والنسيان والضرب بيد من حديد على رؤوس الشباب الملتزمين دينيا المتشددين لإحياء الدين حتى لا تتقدم ولا تنهض

     إن مدينة درنة جزء لا يتجزأ من ليبيا والوطن العربي، وأي وباء يحل بها أو  نار حامية تشب في أي مكان بالوطن  سعيرها وحرارتها تغمرنا بالحرارة العالية حتى الإحتراق  أردنا أم لا نريد…  حيث حبي لمدينتي درنة من حب الله عز وجل والوطن ليبيا إلى آخر نفس بهذه الحياة  إذا اطال الله تعالى العمر، حتى أشاهد النتيجة الصلاح والإصلاح .
الحياة مهما طالت قصيرة وولائى للمدينة ليس تزلفا ولا نفاقا، ولا إستدرارا لعطف اي احد مهما كان… كل الطلب الرجاء والدعوة والدعاء للخالق الله عز وجل ان يأخذ  بيد الجميع بالعطف والرحمة والهداية  لطريق الحلال حتى تنهض… وينتهي التهميش والنسيان  للأبد وتنهض وتتقدم حيث لديها جميع المعطيات  والأسباب للنجاح ومقاومة الرياح العاصفة، مهما حاول المفسدون الحاقدون  من كيد وحسد

     كتبت هذا الموضوع لأبين للكثيرين ماهي مدينة درنة… وماذا قدمت من ضحايا رجال ونساء أبطال وأمهات فاضلات  أنجبن الشباب المقاتل الذين ذودا عن الدين والعقيدة قدموا أنفسهم فداءا على مذبح الحرية إحياءا وتجديدا للدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم إبتداءا من أدغال أفريقيا والفلبين ومرورا بأفغانستان والعراق والآن عشرات المئات من المجاهدين  الدراونة في سوريا يساندون ويقاتلون الطغيان والظالمين لبني الانسان مواطنيهم!

      إنه صراع دموي رهيب بين الخير منذ بدء الخليقة السلم والسلام وحرية العقيدة والأمن والأمان للجميع من بني الانسان، والشر الذي تغذيه القوى الخفية الشريرة، حتى نمى وأصبح وحشا هائلا (الإرهاب)  لتمرير مصالحهم ومخططاتهم الشريرة لحكم العالم… لن يتوقف وينتهي مهما حاولت الحكومات والهيئات الدولية القضاء عليه، حيث كل طرف وخصم يفسره بتفسيرات تختلف عن الآخر، كان الله عز وجل في عون جميع  الأتقياء محبي السلام،  والله الموفق

                                                                        رجب المبروك زعطوط

البقية في الحلقات القادمة

Sunday, March 2, 2014

مدينة درنة (9) 71

بسم الله الرحمن الرحيم 

          بعد الحوادث المريرة الأليمة التي حدثت بالمدينة من تعدي حامية الجيش (المعسكر)  الكائن بدرنة، الذي من  المفروض أن يكون السند والحامي لأبناء الشعب والحافظ للأمن على حياة  المواطنين العزل، نظير أوامر الآمر الأهوج الأرعن بدون ان يتحقق ويستجلي الامر

       واستشهاد المقدم  عبد الحميد الماجري من جراء التعذيب والقسوة من جلاديه مما بدأ التنافر والتحدي للنظام الذي حاول تبيض الوجه بالرياء والتدجيل والتمثيل عبر وسائل الاعلام التي تطبل طوال  ساعات اليوم،  النهار والليل وهي تمجد  الحاكم العقيد القذافي وكأنه الرجل الوحيد في ليبيا وجميع المواطنين عبارة عن خدم يأتمرون بأوامره مما بدأ يصدق  نفسه  أنه مميز عن الآخرين وأصبح  يختال مثل الطاووس غرورا


     لقد عشت تلك الايام مخدوعا مثل الآخرين، نصدق المهاترات والتراهات ونعطي الأعذار الكثيرة عن الأخطاء العديدة التي تحدث من الأوباش من زمرة مجلس قيادة الثورة أشباه الرجال،  الذي كان عبارة عن إطار و صورة يختفي وراءها العقيد


     داس العقيد على جميع الحياء والأعراف والقوانين ابتداءا من تسمية اسمه الحقير (معمر) الذي يدل دلالة  كبيرة على السقوط، حيث في ذاك الوقت تعتبر نطق الكلمة عيب  في المجتمع الليبي وبالأخص في المنطقة الشرقية، حيث أنا متأكد انه لا مواطن يلقب بهذا الاسم وقتها وكانت الكلمة في أوساطنا بالشرق،  نطقها عيب يؤدي إلى الإحراج… وكنا في حضور الوالد رحمه الله تعالى لا ننطقها مهما كان الأمر دليلا على الاحترام والحشم (الكسوف)   ولكن من كثرة الترديد في الإعلام المستمر في غسل الدماغ،  تعودنا عليها  وتم نسيانها وشطبت من قاموس الحياء، وأصبحت عادية التسمية لأي انسان كان في المجتمع


     اليوم وانا اسطر في هذا الموضوع بعد مرور هذه السنوات العديدة منذ قيام الإنقلاب الأسود حتى الآن، 45 عاما، أستغرب كيف كنا سذجا وقتها، وانه ضحك على عقول  الشعب المتعطش للحرية والوحدة العربية الشاملة مستعدا لبذل الروح فداءا، بإطروحات ضخمة وعناوين براقة مست مشاعر الجميع وجعلتهم مخدرين بدون وعي ولا إرادة غير تطبيق وتنفيذ المقولات والأوامر التي فى كثير من الاحيان بدون دراسة ولا تخطيط، تصدر بالنهار وتعمم على ادارات وأجهزة الدولة وبعدها بأيام تلغى ببساطة عندما يتذمر البعض انها أخطاءا… حيث كانت الدولة عبارة عن حقل و  معمل تجارب طوال الوقت، من الأهبل الذي يحلم بالليل ويطبق بالنهار والمنافقين أشباه الرجال الأعوان ينفذون الأمر بدون سؤال ولا مراجعة وكأن القذافي إلاه، والعياذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم!


     مثلا فى البدايات لحكمه الأرعن أحد السخافات،  فرض على جميع الموظفين الذين يتقاضون رواتبا من الدولة كل شهر، تربية الدجاج في البيوت للحد من الاستيراد وعدم صرف العملة الصعبة حسب أقواله كتبرير، بدون دراسات على الواقع لكثير من المتطلبات وهل يتلاءم مع البيئة الليبية أم لا… مما المنافقين وأشباه الرجال من اللجان الثورية والشعبية  لبوا النداء والامر إلا من البعض  القلائل الشرفاء  الذين إستهزؤوا و لم يهتموا ورفضوا بحجج أنهم يعيشون في عمارات عالية  وشقق ضيقة ومر الامر


     والمؤسف أيامها  عندما يتطلع الانسان أثناء المرور  إلى واجهات العمارات العديدة بأي مدينة ليبية وقتها  يشاهد العديد من أقفاص الدجاج بكثرة في الشرفات ويسمع أصوات وصياح الديوك، يستغرب من الامر ويستهزئ على العقل المريض الذي أمر وعقول المرضى الذين لبوا النداء


      عشرات الحالات المؤسفة التي تحتاج إلى وقت طويل لكتابتها حتى تعرف الأجيال الشابة الجديدة عما حصل من مهاترات في وطننا ليبيا الحبيبة، منها تغيير العلم الرسمي والنشيد الوطني عدة مرات حتى انتهى علم الاستقلال إلى علم خرقة خضراء ليست لها أي  صفة ولا أية معايير وطنية تاريخية تلهم الشعب، وتجعل له ولاءا وحب


      نسى ان اعتماد العلم السابق للمملكة  لم يأت من فراغ وعدم،  كان من قبل لجنة الستين وقت الإعداد لصياغة الدستور والاستقلال،  وياما تم من  الجدال والنقاش عليه حتى تم الاعتماد له بالأغلبية من الأعضاء،  وليس من خلال أهواء شخص واحد معتوه مثله  مريض. 


     الخسائر لخزينة الدولة ومواردها بلا حدود خلال التخبط والجنون… وبدأت الادارة السليمة حصيلة العهد الملكي الزاهر التي كان يضرب بها المثل في النظام في عديد من دول العالم الثالث وقتها،  من  حسن القيام والتقويم لمملكة ناشئة حديثة العهد، مما كل يوم يمر، تتراجع و تتداعى وتزول شيئا فشيئا وتضمحل وتتلاشى وحلت محلها الفوضى والتسيب والتأخير شهورا عديدة  في التعهدات ودفع المرتبات نظير سوء الإدارة
       ودولتنا ليبيا تعتبر من أغنى الدول فى العالم  نسبة إلى عدد السكان، وظهرت طبقات الاستغلال من المحاسيب والعائلة  لا يحللون ولا يحرمون اي امر كان…  طالما يستفيدون منه ويعبون المال الحرام بأي وسيلة نظير القرب أو الانتماء لعشيرة العقيد


     مما النهاية حلت الكوارث والنكبات الكثيرة توالت الواحدة وراء الأخرى نتيجة الارهاب والتدخل في شئون الغير ونحن كشعب ليبي لا ناقة لنا ولا جمل غير ضياع المال والاسم حتى تم دمغنا بالارهاب عالميا، الجميع في المجتمع الدولي يخافون من اي مواطن  ليبى أثناء السفر مما تعطلت المصالح للكثيرين

      وكان السند الحقيقي والتغطية الرهيبة هو المال  والدخل الكبير من عائدات النفط بحيث مهما تم الصرف على الجنون والارهاب والعطايا والفساد، الإفساد وشراء الضمائر للكثيرين من اصحاب القرار والحكام  بدول عديدة بالعالم لخدمة اوامر الطاغية المعتوه  ملك الملوك لأفريقيا كما دعوه المنافقين الطامعين لفتات، لا تهم الأرقام وعدد الأصفار،  فمهما صرف من أموال البؤساء افراد الشعب الذين بحاجة ماسة إلى العلاج والتعليم الجيد، إلى بناء السكن المريح والبنية التحتية  وغيرها من عشرات الاشياء… الدخل يغطي فائض ويزيد… أليست بمأساة ؟؟؟


     الطاغية نظير التحدي والصمود من أبناء درنة الوطنيين الاحرار تعلم الدرس من خلال العواصف السياسية التي مرت، وتم طرد الجيش من المدينة بالضغط الشعبي لفترة سنوات، ولم يرجع إلى مدينة درنة حتى قام وفد من أعيان المدينة بزيارته وإرضائه حتى وافق على رجوع الجيش إلى الحامية مثل سابق العهد  وهو مزهوا أنه فاز وركعت  المدينة للثورة ونسى وتناسى انها فترة مؤقته حتى يتم الرواج الإقتصادي في المدينة المفلسة إسوة بالآخرين وتصبح لها ميزانية سنوية  ويستطيع رجالها المطالبة ببعض الحقوق
     عرف داخل النفس في السر  أنه لا يستطيع مهما كان لديه من  أعوان، القضاء على الروح النضالية  والتحدي لأبناء الشعب الدراونة، المشهورين بتتبع قضايا السياسة وماذا يدور في العالم بالخارج والداخل من امور نظير الذكاء وحب الاستطلاع والمعرفة


     بدأ في التخطيط الرهيب بتصفية رفاقه الضباط الكبار الدراونة مع مرور الوقت  الذين يعرفون سره وخفايا كثيرة وأسرارا جمة  من خلال الرفقة ايام الدراسة في الكلية الحربية، ومنهم الكثيرون بإشاعة الحرام في صفوفهم بدون متابعة قوية ولا حزم، مما نتيجة الضغوط والآلام إتجه الكثيرون إلى معاقرة الخمر وتعاطي المخدرات، حتى ينسوا مشاركتهم في الانقلاب الاسود (الثورة) وان الأهبل إستغلهم لمآربه الخاصة أسوء الاستغلال، وغير قادرين على التحدي ووقف النزيف والقيام بثورة مضادة خوفا من السجن والتعذيب والقتل  حيث جميعهم مراقبون من العيون والأجهزة العديدة حتى أصبح الشك في اي احد، الأب يخاف من ويشك في إبنه ان يكون واشيا بدون علمه والاخ يخاف من أخيه
     نتيجة الخوف والصراع على السلطة  من أي رفيق يصبح يوما عدوا  محتمل قام  بإفتعال حوادث سير مدبرة مفتعلة فجأة للكثيرين من الدراونة  المقربين أقوياء الشخصية ولهم التأثير   نتيجة التسميم من سموم  ببطء، ماتوا وتم دفنهم وهم يحملون الاسرار الرهيبة إلى ظلام القبور حتى يوما من الايام لا تخرج وتظهر على الرأي العام…وعلى رأسهم صديقي  العقيد إبريك الطشاني الذي كنا رفاقا في المدرسة الثانوية معا في فصل واحد وأبناء عم في القبيلة، قتل  الرجل  في حادث سيارة مدبر   وغيره من الشرفاء الاحرار الذي كان له الدور الكبير في الانقلاب الاسود
قتل وزير الداخلية المرحوم  (ابراهيم بكار) المحبوب من جميع ابناء الشعب وليس من ذويه فقط ، نظير اللين والاحترام لكل انسان عرفه او قابله،  وبعده بفترة إبن عمه الضابط  بالجيش (إمبارك إمعيتيق) من اخوة الجد العبيدات عشيرة آل غيث، من منطقة القبة القريبة من درنة (تبعد عنها 50 كم )  وضاع الرجال ضحايا قتلى في حوادث سير على الطرق ضمن سلسلة الصراع والتحديات والخوف على ضياع السلطة من بين أيديه نظير الشك والارتياب  
     تدبير انقلابات زائفة للبعض حتى تصبح لديه حجج  للقبض عليهم ومحاكماتهم بتهم باطلة زور وبهتان  ويحالون إلى التقاعد  خارج المؤسسة العسكرية لتقليم الأظافر  حتى لا يستطيعون استعمالها للقضاء على النظام الأهوج… مثل ماحدث مع العقيد الناجي الجدائمي الدرناوي  وغيره من الضباط الشرفاء الذي كان من الأوائل في تأسيس  الصاعقة بالجيش الليبي حسب مايشاع وسمعت
     القبض في صمت على الشباب الدراونة الطموحين المشاكسين الرافضين للطاغية، أو المتدينين المتشددين باطلاق اللحي ذوي العقائد والمطالبين في السر بقيام الشريعة في الحكم، وجماعات الاخوان المسلمين المطالبين لإحقاق الحق في الحكم بما أمر الله تعالى  الذين يشكون في ولائهم للثورة، والذين يسجنون  بدون محاكمات عشرات السنيين بدون ذنب جنوه غير الشكوك، أو الدس من البعض نظير الحقد والحسد، والكثيرون  تم القضاء عليهم بالسجون بالخنق والشنق التعذيب والتجويع وعدم  العلاج ونقص الدواء أوقات المرض
     عشرات بل مئات وآلاف القصص لمن يتابع ويبحث، حدثت خلال 42 عاما من الانقلاب الاسود ( ثورة الفاتح ) مرت من حياتنا وأخذت زهرة العمر وضاع شبابنا  في الهم والغم والمطاردات بالإغتيال والقتل من قبل اللجان الثورية وكتائب الموت بالخارج، عندما هاجرنا وتركنا وطننا غصبا عنا، وأنشأنا الفصائل العديدة من  فصائل المعارضة ضد القهر والظلم وغيرها من المآسي العديدة  ارجو من الله عز وجل ان لا تتكرر نفس القصة والمآسى  على أجيالنا الشابة القادمة بإذن الله تعالى، ان يتعلموا الدروس القاسىية  الصعبة ويأخذوا عبرا منها للمستقبل ولا يسقطوا في المآسي والدم  والصراع نظير الاندفاع أو الطمع في مال أو مركز أوجاه  مهما كان!  فالدنيا فانية ولا يبقى إلا الحي القيوم  الله عز وجل أبد الآبدين طوال الدهر …  والله الموفق . 
                                                                          رجب المبروك زعطوط

البقية في الحلقات القادمة