Wednesday, March 5, 2014

مدينة درنة (11) 73

بسم الله الرحمن الرحيم 

      بدأت في ليبيا المتاعب والمصاعب تتوالى على أبناء الشعب بدون راحة ولا استقرار، نظيرشطحات العقيد المتوالية، ومساندته للإرهاب العالمي بحجج مساندة التحرير لأوطانهم  بدون حدود مما تألب العالم عليه ووجدها الغرب فرصة كبيرة لتقليم أظافره بالإدعاء عليه في قضية سقوط الطائرة ( بان آم ) على بلدة لوكربي في سكوتلندا والناس آمنين نيام… فقد كان البرنامج سقوطها في المحيط العميق حتى لا تخلف آثارا واضحة  وتندثر للأبد… ولكن لطف الله تعالى ورحمته شاءت مشيئته الفضح للأيادي السوداء وراء المكيدة والحادث المفتعل .

      لقد كانت جريمة مروعة ضد الانسانية وقتل المئات من الركاب والبعض من السكان الآمنين النيام  بدون اي ذنب إقترفوه غير سوء الحظ في التوقيت الغير مناسب مما ضاعت أرواحهم هباءا نتيجة الصراع من القوى الشريرة العالمية الخفية والتي ألبسوا عمتها على رأس العقيد الأهوج وليبيا للتعويض ودفع المليارات وهي مؤامرة محبوكة ودس وخبث من القوى الخفية حتى لا تنهض ليبيا


 وتم الحصار على ليبيا عدة سنوات ودفعت مدينة درنة كغيرها من المدن الليبية آلاف المآسي والتضحيات  نظير عدم الطيران من ليبيا  إلى خارجها، او القدوم لها مما المطارات  توقفت شبه نهائيا، ماعدى  استيراد وقدوم السلع التموينية والدواء نظير الظروف الإنسانية وتحت المراقبة  الدولية الشديدة حتى لا يتم الخرق للحصار 


      أقفلت المطارات والمواني في وجه المواطنين المتضررين، وإستغل الجيران أسوء الاستغلال الحصار لامتصاص المليارات من الدينارات والدولارات  مقابل ارتفاع الأسعار للبضائع، نظير السماح بمرور البضائع المستوردة للتجار الليبيين عبر أراضيهم مما تم انعاش الاقتصاد والرواج التجاري لدولهم على حساب مأساة ونكبة ليبيا نظير جنون وشطحات عقيدها القذافي وهبوط قيمة العملة الليبية امام بقية العملات الاخرى من الجيران في الأسواق السوداء وعلى الحدود، 
حيث كانت قيمة  الدينار الليبي قوية قبلها، وأثناء سنوات الحصار تراجع كثيرا للوراء حتى أصبح الدولار الواحد يساوي حوالي 3 دينارات، عشرة أضعاف قيمته الاصلية أيام عهد المملكة الزاهر الذي مر وانتهى وكأننا في حلم عابر مضى  إلى غير رجعة


     وضاعت ثروات كثيرة للعديدين من المواطنيين الشرفاء الذين لا يرضون التعامل بالحرام  مقابل الهبوط والغلاء للأسعار، والبعض من المحاسيب والعائلة وأذنابهم أشباه الرجال المنافقين  إستغلوا  الوضع البائس في استخراج الرخص للإستيراد التي ممنوع الحصول عليها بسهولة لأي مواطن تاجر او رجل أعمال  آخر عادي مهما حاول بالطرق الشريفة حيث كانت ضمن الاحتكار، وبيعها لبعض التجار المغامرين وأصبحوا  في فترة بسيطة من أغنياء الأزمات وجنوا  الملايين  بدون وجه حق، نظير التلاعب في فروقات العملة والرخص وفرض الأتاوات الضخمة على الكثيرين مقابل غض النظر عن الكثير من التجاوزات


     شاركت الدولة في المأساة ووظفت الأزمة لصالحها ووفرت المليارات، حيث تصدير النفط لم يتوقف…والدخل زاد مع ارتفاع الأسعار الرهيب يوميا في الأسواق العالمية مما لم يتأثر شخص العقيد جراء الحصار المفتعل بل زاد ثراءا وكأن الامر مرتب وبقصد معين من القوى الخفية التى تتلاعب بالمصائر للشعوب المنكوبة، للرفع من اقتصاد بعض الدول الجيران على حساب الليبيين بدل ان تدفع لهم هبات وعطايا…


     وكانت الدولة الليبية  تبيع جزءا بسيطا من العملات الصعبة  في السوق السوداء وتنحصل على النقد الليبي مضاعفا عدة مرات  لتدفع الأجور والمرتبات الشهرية التي كانت يتم تعطيل الدفع شهورا عديدة بحجج الحصار  حتى يركع الشعب ويمد يده لإرضاء مزاج ونفسية الطاغي القذافي الحقود وهو يكنز في المليارات من العملات الصعبة والذهب في الصحراء في أماكن عديدة لا تخطر على بال أحد….


      تم قفل جميع التجار لمحلاتهم بعد الزحف والتأميم الظالم للأرزاق بدون وجه حق،  وأصبحت الاسواق العامرة بالسابق أطلالا مهجورة خاوية بلا زبائن ولا رواج إقتصادي عام عم  على الجميع، وأستبدل مكانها بأسواق عامة في كل منطقة تبيع في سلع رديئة مستوردة  بدون مواصفات ونفس الموديلات والألوان  والمقاسات محدودة في جميع الأسواق كما حدث في الدول الشيوعية سنين الظلام


      عانت مدينة درنة نتيجة الحصار المفتعل مثل غيرها من مدن وقرى ليبيا الصابرة تنتظر الفرج ونهاية الحصار، وتم توفر المال والسيولة لدى معظم  الجميع من قبض المرتبات الهزيلة… ولكن لا مكان للشراء والصرف  والدفع حتى تستمر عجلة الحياة وتتقدم، وحدثت جنايات،  نوادر وطرائف وأخطاء قاتلة نتيجة تصلب رأي شخص واحد معتوه!


     لا سلع متوفرة وبالأخص ايام الأعياد ولا ثياب وملابس  جديدة لصغار السن والأطفال حتى يحسون ببهجة العيد، بل التجار الجدد الجهلاء من اللجان الثورية والشعبية العوام  الذين لا يفقهون ولا  يعرفون قيم التجارة ولا التعامل بها وأصولها المتعارف عليها من قيم وأخلاق ووفاء…  يستوردون الملابس المخزنة (ستوكات) على انها جديدة بدون فهم ومعرفة في البدايات من عدة دول معينة موجه الاستيراد منها والتي عفى عليها الزمن في الموديلات والموضة  لقاء زيادة الارقام الكبيرة على الثمن الاصلي كعمولات تدفع لهم في حساباتهم بالخارج… مما الكثيرون من المعدمين بالحرام  في سنوات بسيطة أصبحوا فاحشي الثراء… 
لا مصاريف جانبية على الاستيراد من جمارك ومواني وعوائد حسب الأصول ولا أية مصاريف ضخمة كما كان بالسابق ايام التجارة حرة، والبيع يتم برص عدة قطع من الملابس عشوائيا   مهما كانت أحجامها وقياساتها في أكياس بلاستيك  وتباع إلى الجماهير المتعطشة بالطوابير وبالأخص أيام العيد والمناسبات (حيث لا يوجد خيارات واسواق ومحلات أخرى للتنافس) أمام السوق العام واقفين على الأبواب الحديدية  حتى لا يندفعوا إلى الداخل مثل قطعان الحيوانات
 ويدفع الزبون القيمة المالية بدون سؤال، وسعيد الحظ من يتحصل   ويرمى له بكيس من الأكياس من بعد وكأنه شحاذ يدفع المال خاصته  ويتحصل على هبة ومنة


    ومن أسخف المهازل والسخريات  تجد الكثيرين من أفاضل القوم والمجتمع الرافضين لحكم الجماهير…  مجبرين غصبا عن إرادتهم  على الشراء بهذه الطريقة ويتعاملوا بالمقايضة مع الآخرين خارج السوق العام، في إستبدال  المقاسات للملبوسات حسب أعمار الصغار حتى يرضوا اولادهم وعائلاتهم  ببهجة العيد والاحتفال…
  
     توفي العديدون الغير قادرين ماليا،  الفقراء نتيجة الأوبئة والامراض المستعصية  من التأخر في العلاج ونقص الدواء المناسب   نظير الروتين القاتل والتخبط في الادارة  والتسيب والإهمال المتعمد من أشباه رجال الدولة الذين كانوا يتولون مناصب عالية وبالأخص في قطاع الصحة والمالية ولديهم القرار، ولكن كانوا  عبارة عن صور مهزوزة (إمعات)  لا يستطيعون اتخاذ القرار بدون موافقة ورضاء  الطاغيةوالذهاب للخارج سواءا على حساب المجتمع او على حسابهم الشخصي (الخاص). نظير تحويل المال من العملة الصعبة حيث شبه نادرة ولا يسمح للمواطن رسميا إلا بمبلغ زهيد في حدود الف دولار فقط للرحلة الواحدة  لا تكفي لإقامة يوم واحد فى الخارج، والمواطن الذي يحمل اكثر من المبلغ البسيط تتم محاكمته ويعاقب بمصادرة المبلغ ويمنع من السفر حتى يكون عبرة للغير مما الجميع خافوا، ونهضت السوق السوداء في عمليات التحويل المجحف


     وأولاده  والمحاسيب من العائلة والعشيرة يصرفون  عشرات ومئات الألوف والملايين من اليوروات والدولارات  وبجميع انواع العملات يوميا في أماكن عديدة بالعالم في غير طاعة الله تعالى، على العهر والفساد، البغاء والعاهرات،  القمار وإدمان المخدرات… أليست بمأساة ؟؟؟


نتيجة مآسى الحصار والإستغلال البشع من الجميع للوطن ليبيا وعبث العقيد وشطحاته وأشباه الرجال المنافقين الوشاة، قام الكثيرون من الشباب وبالأخص في مدينة درنة  بالعمل السري وخلق خلايا في الخفاء معظمها اسلامية متشددة لإحياء الدين ونفض الغبار عنه، تندد بما يجري من امور شنيعة تحدث كل يوم وتطالب بالحرية والخلاص من الطاغية… مما الأجهزة الأمنية المتابعة للوضع القائم كانت في حالة تأهب مستمر

 بالغت في الامر وأصبح كل شاب ليبي متهم حتى يثبت العكس،  وتم الاعتقال للآلاف في ليبيا نظير الاتهام الباطل لتصفية حسابات ولإعطاء صورة للعقيد أنهم حماته من هؤلاء الوحوش المتطرفين الذين يريدون هدم النظام الجماهيري حتى يتحصلوا على مميزات وأموال واعتمادات على آلام وصرخات ودماء  الأبرياء الكثيرين اوقات التحقيق العسير والتعذيب المؤلم القاسي  بدون ذنب جنوه غير الاتهام الباطل من جلادين لا يعرفون الرحمة ولا الشفقة… جفت بعروقهم دماء النخوة والكرامة لان معظمهم مستوردين من دول الجوار لا يمتون لهذا الوطن بأى ولاء ولا معايير الا خدمة الطاغية وإرضائه مقابل الجاه والمال… 


معظم الشباب الذين لم تطالهم أيادي الأمن زوار الليل والنهار بالوطن، هربوا خارج ليبيا بوسائل غريبة  تحتاج إلى عشرات الصفحات لتدوينها، البعض منهم للعيش الكريم والدراسة وتحصيل العلوم، والآخرون انضموا إلى فصائل الجهاد والتنظيمات مثل  القاعدة  وأنصار الشريعة، والإخوان المسلمين، والسلفيين والجهاديين وعدة تسميات… وبالأخص في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك  ضد روسيا الشيوعية،  وكثيرا من الدول


مدعمين من الغرب مما أبلوا البلاء الحسن وسقط الكثيرون شهداء، والأحياء تدربون على فنون القتال من الواقع اعلى تدريب وإصبحت لهم خبرات قتالية،  ومهارات عالية في الكر والفر  والتخطيط والصبر والقتال في اصعب الظروف البيئية والحياتية… والله الموفق

                                                                          رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة

No comments:

Post a Comment