Saturday, March 26, 2016

قصصنا الرمزية 38

 بسم الله الرحمن الرحيم

 رسالة الإسلام



               تعودت على تلاوة وقراءة القرآن الكريم  كل يوم في خشوع ومحبة الله تعالى وأنبيائه ورسله وكتبه في الفجر قبل أو بعد الصلاة ولو على جزء وحزب واحد من الأيات الفضيلة .... وأجد الروح سارحة وسابحة في ظلال الرحمن الفيحاء عز وجل محاولا قدر الإمكان التمعن في الآيات الكريمة ومعرفة بعض الامور التي غاب عني فهمها بالسابق ... وتتفتح الروح مثل الوردة والزهرة من الخشوع والتمعن وقوة الإيمان أمامي  ، وتفتح أبوابا عديدة أعيشها وقت التلاوة في راحة نفسية كبيرة  نورانية لا أستطيع شرحها الكافي المعبر عن التذوق وطعم الحلاوة مهما حاولت من جهد ...  فالقرآن الكريم الذي نزل وحيا على سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام في غار حراء في مكة المكرمة و المدينة المنورة  بأمر الله تعالى عن طريق الروح الأمين سيدنا جبرائيل عليه السلام منذ حوالي أربعة عشرة قرنا مضت ، يتطور ويتجدد مع الوقت في كثير من المفاهيم والشؤون العامة للكثير من الأمور الصعبة على جميع المستويات والعقول في البحث العميق بدون أي تغيير في أى كلمة كانت مكتوبة ولا حرف من حروفه أو تبديل ومراجعة وإلغاء لأية سورة أو آية وتعديلها منذ نزوله وتجميعه وكتابته في المصحف الشريف الجامع للوحي ، الذي صالحا لكل زمان ومكان ، مما يستغرب الإنسان الباحث بدقة ويعجز عن التصورات من قوة الإبداع الروحي والعملي والبراهين والعظات والقصص عن ماحدث للأقوام السابقة من طمأنينة الأرواح في ظلال الخير والنعيم، والشر والعقاب لمن حاد عن الطريق السوي الحق والصواب ... مخاطبا جميع البشر بالإيمان والهداية بدين الإسلام وعبادة الخالق الرحمن وحده عن قناعة وعقيدة بدون جبر ولا إكراه حتى يفوز العبد التائب الموحد المؤمن بالرضى والرغبة بدون الإكراه في الإمتحانات الإلاهية دنيا وآخرة .

                    مهما تحدثت عن القرآن العظيم الكريم لا أستطيع شرح الكثير فجميع معلوماتي تعتبر بسيطة ضحلة لا تساوي غير القليل أمام الكثيرين من الشيوخ والفطاحل الجليلين المتعمقين في بعض أسراره العظيمة ، وأولهم حفظته الذين عمرت قلوبهم بالنور الإلاهي بالحفظ وتلاوته بطلاقة ، وأمام العلماء الكرام العديدين من غير ذكر الأسماء لكثرتهم من الذين سمعنا عنهم سواءا أحياءا يرزقون أم أمواتا في ذمة وجوار الله تعالى بالعشرات والمئات خلال التاريخ وعبر الزمن .... الذين قدموا الخير الكثير والشرح المستفيض لمعانيه ، كل حسب رؤيته وعلمه في زمانه ، والذي كل مايبحث الإنسان في أسرار عظمته وبراهينه وأنواره المشعة لظلام النفوس، لا يستطيع الإستيعاب والوصول للكثير من محتوياته ومعانيه مهما فعل ...  حيث العالم الدنيوي ليس لنا وحدنا كبشر ، توجد أقوام وشعوب أخرى تعيش معنا مثل الجان طرائقا وعددا ، حسب ما تم ذكره  في المصحف الشريف،  وآخرون من البشر أو غيرهم من ذوي العلم لا نعرفهم موجودون بالعشرات والمئات من رجال الله تعالى في الخفاء والستر غير معروفين ظاهرين لنا ، وممكن يكون أحدهم من الأحياء من ذوي المعرفة وقرابة الدم ، أو جيران ومواطنة في وطن واحد، من غير العلم والمعرفة .

                     تناولت هذا الموضوع الشيق حسب العلم والمعرفة للبعض من الأمور طالبا من الله تعالى ان يوفقني ويفتح أبواب العقل والبصيرة وأكتب ملاحظاتي للكثيرين الذين يحبون الفهم والمتشوقين للهداية من الأجناس الأخرى الذين لا يعرفون لغة الضاد غير حفظ بعض الآيات القرآنية حتى يصبح الأمر سهلا في الشرح للمعاني ...  وللأسف الكثير من الشيوخ والدعاة في نظري غير قادرين على إيصال رسالة الأمور الروحية من دين الإسلام للكثير من حلاوته وإختيار المواضيع والآيات المشوقة والهادفة والتي تحبب الإيمان للقلوب الضالة والراغبة في الهداية وتسري في النفوس المتعطشة بسهولة ونعومة ويرسخ الإيمان بقوة في النفوس مع الوقت ويتم الشرح لمعانيه الوافرة تدريجيا بخطوات متأنية حتى لا ينفر الكثيرون من خلال خطب البعض من الشيوخ المتزمتين والتي من بداية الخطبة إلى نهايتها عبارة عن ترديد البعض من المواضيع كالببغاء أو الإسطوانة المشروخة التي تدور ولا تتوقف عن ذكر السلف والماضي الذي مضى بخيره وشره بدون طرح أمور جيده جديدة عصرية تهم المؤمنين ، حسب الوقت الحاضر تستوعبه العقول وبالأخص في المساجد بالغربة في أمريكا أيام الجمع والأعياد والذي بعض المصلين فطاحل في العلوم والمعرفة العلمية الحديثة أساتذة للعديد من المواضيع المهمة ، وأساطين في البحث العلمي ، حتى يعمر الإيمان في النفوس ويزداد قوة ويستمرون في المجئ والحضور لتأدية الصلاة .
               
                                      ليس كل شيخ وإمام بخطيب مفوه قادرا على الخطابة ، وبالأخص الذين ليست لهم طلاقة اللسان في التحدث باللغة الإنجليزية ، مما تضيع معاني كثيرة من عدم شرحها كما يجب ، حيث المفروض الإختيار الجيد من لجان الرعاية للمساجد للخطيب حيث هو القدوة الحسنة للإمامة لجميع الحاضرين والأنظار مركزة عليه بهدوء وصمت طوال الوقت للخطبة والصلاة ، ويسمعون  الشرح والمواعظ  ، وبالأخص أيام عطلات نهاية الأسبوع ،  الجمع والأعياد الدينية ... حيث تكون المساجد مليئة بالحضور و من المهم إختيار المواضيع الجيدة الهادفة والكلمات المعبرة بسلاسة وفهم المعاني القيمة بسهولة ضمن تسجيل وكتابتها على قصاصة ورقة ، كرؤوس أقلام وإلقاؤها بسلاسة وهدوء ويلتزم بالنصوص والوقت الثمين  ، ولا يسترسل في الخطبة كما يشاء حسب رغبته مرددا الكثير حتى لا يمل الكثيرون وبالأخص كبار السن من الجلوس الطويل على الارض ، حيث للأسف الكثير من الأشياء والأمور تحدث من البعض المتعصبين الخطباء الذين غير قادرين على توصيل الرسالة المحمدية بسلاسة  ، ويتم فهمها من السامعين، والتي في نظر بعض المصلين الفاهمين أن هؤلاء جهلة بأبسط الأمور ناسين ومتناسين ان الدين الإسلامي دين هداية وقناعة بالإيمان والعقيدة و الطريق السوي  للخير و المحبة و السلام وليس تعنتا وإكراه وجبرا ...  ( لا إكراه في الدين) حيث بالمحبة والسلام والتشويق في الشرح الهادف بالآيات المؤثرة في النفوس وشرحها الشرح الدقيق ضمن العصر الحاضر ، يجعل الكثيرين لديهم الرغبة في إعتناقه ، وبالأخص لكثير من الأمريكان الذين تنقص نفوسهم الأمور الدينية السليمة الروحية بالنور الإلاهي ...  يعيشون ويحيون في فراغ روحي كبير ، والمتشوقين لمعرفة الكثير عن الدين الإسلامي ،  القرآن والسنة، لدراسة الهداية العظيمة للنفس والإعتناق للدين بقناعة لعدم وجود الشرح والطرح الكامل الهادف حسب الوقت الحاضر وبمنطلق علمي سهل الفهم .

                        تناولت هذا الموضوع لشرح أمور تحدث كل يوم جمعة في معظم المساجد بأمريكا وبالأخص في مدينة دالاس فورت وارث في ولاية تكساس والتي تعداد المدينة وماحولها حوالي ستة ملايين مواطن ، تعادل تعداد السكان في وطننا الأول المختار ، منهم حوالي مائة ألف مسلم من عديد الجنسيات وبالأخص من دول آسيا وبها العديد من المساجد ودور العبادة حوالي ثمانية وثلاثون لإقامة الشعائر الدينية ، وفي إزدياد المساجد سنويا في العدد والدعوة للدين الحنيف  ، والكثيرون من الحضور يظلون صامتين لا يريدون الحديث والإعتراض على بعض المواضيع التي تحتاج الى إعادة النظر في الطرح الأسبوعي من إصلاح ورعاية مما يستمر الخطأ ويزداد الأمر نظير الحياء كما لاحظت الكثير من الأخطاء من وجهة نظري الشخصية ، أولها إختيار المواقع الضيقة الغير مناسبة للبناء والتشييد من غير حسابات المستقبل حيث عدد المهتدين والمعتنقين للإسلام في إزدياد مع الوقت ويحتاجون إلى مرافق مهمة وملحة ، أهمها موقف الانتظار للسيارات والتي بالمئات أثناء الحضور والصلاة ، ويجد المصلي في كثير من الأحيان صعوبة كبيرة في وضع السيارة اذا تأخر عن الحضور في الوقت المناسب قبل الآخرين في ساحة وموقف المسجد الذي يمتلئ بسرعة من كثرة القادمين لتأدية شعائر الله تعالى ويضطر إلى تركها في موقف بعيد والمشي على الأقدام سواءا في فصل الصيف الحرارة شديدة عالية أو بالشتاء البرد قارص والمطر يهطل في معظم الأحيان حتى يصل ، ولا يستطيع الوقوف وتركها وركنها في أي مكان آخر غير مصرح فيه بالوقوف الطويل أو يدفع مخالفة جمة كبيرة حتى ينتبه ويتعلم الدرس للمرات القادمة حيث لا فوضى كما في أوطاننا دول العالم الثالث ولا الوقف والترك في الأماكن القريبة مصرح منعا للمضايقة والحريات الشخصية سواءا أمام البيوت او المحلات التجارية ، والحل وقت الشراء للأرض قبل البناء والتشييد أن تكون المساحة كبيرة واسعة للمستقبل والبناء على مراحل حسب الحاجة والميزانية المادية للصرف على البناء ، والتخطيط المسبق للتوسيع عندما تتطلب الحاجة ، ولا يمنع الراغبين في تأدية الصلاة من السير عدة أميال إضافية للوصول للمسجد بدل الزحام المفتعل فالجميع لديهم سيارات .

                    الإمام والخطيب المفروض أن يتحلى بالمواصفات المطلوبة الأساسية من علم غزير في الفقه الإسلامي واللغة الإنجليزية حتى يستطيع الخطابة والحديث بطلاقة لسان للمصلين الذين معظمهم لا يعرفون لغة الضاد بدون ركاكة وتلعثم حيث الكثيرون من الأجناس الأخرى يودون المعرفة الكثيرة لأمور عديدة شتى عن دين الاسلام والهداية ولهم تساؤلات عديدة تحتاج إلى ردود عصرية شافية واضحة وسهلة بدون عقد ، مما تطمئن القلوب الحائرة ويتم الإعتناق للجدد بسهولة ، ويزداد المهتدين السابقين صلابة روحية وعمق الإيمان ، والتشجيع أثناء خطب أيام الجمعة على المواضيع المهمة عن المعاملات الجيدة في جميع الصور ، والتركيز والتنبيه دوريا أسبوعيا على إحترام القانون والشعائر الدينية الأخرى للآخرين بدون إي تطرف وتزمت فالمسلمين المغتربين في أوطان الآخرين الغير مسلمة ،   سفراء الإسلام والدعوة المحمدية في الدولة المضيفة الراعية للجميع ... والتنبيه الدوري والنصح بحسن المعاملات المالية في الأخذ والعطاء والوفاء بالعهد والصدق في الوعد ، والجيرة الحسنة مع العائلات الأخرى حتى تزداد الثقة وروابط الصداقة والمحبة بينهم ويصبحون قدوة حسنة وتبدأ التساؤلات عن الدين للمعرفة عندما يشاهدون الانضباط والاحترام والأخلاق الجيدة لديهم ، مما يعتنق الكثيرين الدين الهادي للنفوس وطمأنتها من الفراغ الروحي الكبير بالإسلام .

                 عدم الإحراج للمصلين والإلحاح على التبرع بالمال، أيام الجمع بعد إنتهاء الصلاة فالكثيرون دخلهم محدود وبإلكاد قادرين على العيش الكريم  ، ورأي الخاص وضع صناديق للتبرع في المداخل وممرات الخروج كالسابق بدون طلب وإلحاح لمن يريد ويرغب من الميسورين وضع المال كصدقة أو تبرع في ستر الله تعالى و  عدم الترديد في هذا الموضوع بأي صورة من الصور ، ولا الطلب المؤسف والخاطئ في غفلة وعن جهالة من البعض حيث معظم المعاملات المالية في أمريكا ، ليست نقدية كما يحدث في أوطاننا ، الدفع عن طريق بطاقات الإئتمان المصرفية ، والحضور معظمهم لا يوجد في جيوبهم الكفاية من النقد والسيولة الكافية الا لدى  البعض البسيط حسب الطريقة المتبعة ، وهؤلاء الشيوخ ومساعديهم من الدعاة عن جهالة يقولون ويرددون الترغيب بالتبرع والدفع ولو عن طريق البطاقات الإئتمانية المصرفية ، ناسين ان معاملة البطاقات تعتمد إعتمادا كبير على دفع رسوم عالية من فوائد شهرية في الإقراض وهذا الأمر الخاطئ ضد تعاليم الإسلام الحنيف حيث الدعوة الصريحة إلى الحرام والربا بدون قصد وعلم ، فالحاضرون يأتون لتأدية الصلاة  و العبادة  وليسوا قادمين للأسف إلى مزاد علني ! كما حدث في العديد من المرات ويحدث إلى الآن ...  ولا من يلاحظ من المسؤولين من لجان المساجد ويندى جبينهم على الأخطاء والإحراج ، ويمنعون الطلب والإستجداء للتبرع بالحرام ، والبعض من المصلين الفاهمين يصابون بالإحباط والإحراج من الطلب والتي تدل على الجهل والتأخر  ، في وطن التقدم الذي يتطور يوميا بالجديد  من الامور ، ويتراجعون عن القدوم للمساجد وتأدية الصلاة ...

                        لاحظت هذا الأمر المزعج في العديد من أيام الجمعة في عدة مساجد التي قمت بتأدية الصلاة بها وهي على نفس النمط و لا تقدم!  ولا مواضيع مهمة تشرح وتنبه ، إلا من بعض الحالات النادرة والمصادفة الذي تحدث الإمام  وخطب خطبة رائعة حسب متطلبات العصر، شارحة للكثير من الأحداث المطلوب طرحها لأخذ العبر والمواعظ عن الدين الإسلامي والرسالة المحمدية الجامعة لجميع المواضيع دنيا وآخرة ، والرد على التساؤلات بالحلول الشافية والأدلة الدامغة التي تبهر المتسائل مهما علمه وذكاؤه وحب الإستطلاع والمعرفة ويعجز عن النقاش وتتولاه القناعة على الأجوبة القيمة والهادفة ...

                   الهداية وإعتناق دين الاسلام الصحيح يسري في النفوس بخطوات سريعة في امريكا في الوقت الحاضر متحديا جميع العراقيل والدعايات المغرضة  ضده والوصف له بالتطرف والارهاب للمسلمين ، من مغالين متطرفين جهلة ، كما يحدث الآن من البعض الذين يتسابقون في المناظرات العديدة العامة على الهواء مباشرة في القنوات العديدة الإعلامية للترشيح لمنصب الرئاسة والوصول للبيت الأبيض على الطرح المشين ضد الاسلام والمسلمين ووصفهم بالإرهابيين نظير الأعمال الخاطئة المشينة التي لا تدل على الرجولة إهراق الدم في الخفاء والغفلة الأبرياء ، مثل الأعمال الوحشية التي إستهدفت المدنيين والتي لا تدل على الرجولة ، التي حدثت في عاصمة النور وبرج الحديد منذ عدة أسابيع ، والتي حدثت منذ أيام من عدة تفجيرات في عاصمة دول السوق الأوروبية المشتركة وقتلت العديد من الضحايا الأبرياء بدون وجه حق وعدل ، والتي أستغل هؤلاء الجهلة بأمور الحياة السياسية والتعامل برزانة ووقار ، الأحداث المؤلمة المؤسفة في حث الجماهير الغافلة المتعطشة للحمية الوطنية القومية و شحنهم للحصول على أصواتهم من خلال دق إسفين الكراهية ضد العرب المسلمين حتى يزداد العداء ويكثر الشك والريبة في أي عربي مسلم مهما كان، من أي تصرف عفويا خاطئ بجهالة.

                  الرئيس باراك أوباما تعرض لهذا الموضوع بإيضاح يشرف قيم وضمير أمريكا في أحد الخطب قائلا للجهلة المتطرفين في العموم بدون ذكر الأسماء بما يدل على أنهم على خطأ كبير في التعنت والوصف الخاطئ للجميع ، شارحا أن الكثيرين من العرب المسلمين أفذاذا نوابغ في كثير من المواضيع الهامة  والمسؤوليات، ذوي المواطنة لديهم الجنسية الأمريكية يعملون بولاء وإخلاص في الوطن الجديد للصالح العام، مخاطبا مستغربا من الجميع المشككين في العرب المسلمين على الإتهام بالأعمال الشائنة من ارهاب وقتل ودماء على أكتاف الجميع  بدون أي إستثناءات بسبب قلة منهم من الخارجين على القانون ، الخوارج المتطرفين ، والمسلمون يعادلون في التعداد خمس العالم مواطن نسمة ، متسائلا هل الجميع مجرمين ... الإرهابيون القتلة ليسوا عربا مسلمين فقط بل من جميع الجنسيات والملل ويوجدون في كل مجتمع بالعالم ، يقومون بالشر والإيذاء.

                 أليس الأمر بجهل وغباء من هؤلاء المرشحين أدعياء العلم والمعرفة  التحدث بقصور وجهالة ، لأنه ليس لهم الإطلاع الكامل والمعرفة الجيدة بالأديان والشعوب  ، لا يعرفون عظمة الاسلام الحقيقى الأصيل وليس لديهم المعرفة الشاملة بكثير من الأمور تؤهلهم للمنصب الخطير غير القشور من الجوهر المتين ، ناسين ومتناسين أن وظيفة الرئيس الأساسية العدل ، مثل الأب مع جميع إبنائه  ، لا يتحيز لأحد دون الآخر ، حتى لا تعم الفوضى ويستشري الفساد في الأوساط وتبدأ أول الخطوات في دق مسامير النهاية والضياع في نعش الفناء والتفسخ والإنحلال في المجتمع كما حدث لجميع الحضارات السابقة ( سادت ثم بادت ).

                      يحز بالنفس  مشاهدة وسماع عن الكثير من أمراء وأثرياء دول العرب يقومون بالسخاء والبذخ وصرف مئات الألوف من المال في السهرات والليالي الحمراء فى غير طاعة الله تعالى على مخازي وأفعال مشينة ضد الدين وتعاليم الله تعالى ، في القمار، والبغاء وملذات وشهوات الجسد واللواط وشرب الخمر وتعاطي المخدرات ، وإيذاء الخدم عن قصد مبين ، ولا يتبرعون بالقليل بملاليم كتبرعات وصدقات وينالوا الرحمة والمغفرة من الخالق الله عز وجل ، لنشر دين الإسلام في الغربة الذي فرض عين علينا كمسلمين مغتربين نشر الدين والدعوة بالسلام والترغيب بالهداية وإتباع طريق الله تعالى والعبادة له وحده !! بدلا من التهديد والوعيد والترهيب من بعض الشيوخ المتزمتين المتطرفين.

                       يحز في النفس الوضع الحالي المؤسف والمبكي في نفس الوقت الكائن في معظم دول الهلال والنجوم من التناحر على السلطة والإثراء الحرام والسرقات والنهب للأموال في أوطاننا مما سببت الأمور المشينة الدمار على جميع المستويات ولحق الخراب والفساد والإفساد النفوس وأصبح كل من هب ودب من  الجهلة في جميع أنحاء العالم ، يسبوننا و ينعتوننا  كعرب مسلمين بالكثير من الصفات الخاطئة الشريرة  و يدمغوننا بالإرهاب ، نظير خروج البعض من الخوارج المرتدين عن طريق الحق والصواب ، ونحن أمة وسط ومن أشرف السلالات  ، كما تم الذكر في القرآن الكريم ... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

Saturday, March 19, 2016

قصصنا الرمزية 37

بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام


                أي حلم وطني يتحقق طالما تم وضعه هدف ورمز للوصول مهما عصفت الرياح ضده حيث بالعمل الجاد ضمن مخطط ودراسات ، والسعي بذكاء والتحلي بالصبر و إستعمال جميع الطرق الشريفة وغيرها التي تضمن نجاح الموضوع والأمر بتهييج الجماهير على الوتر الحساس  بالشعور الوطني الذي هو أخطر سلاحا من أي سلاح آخر ، يجعل الكثيرين تؤجج نار العصبية قلوبهم و يتنادون ويتمادون ويصمدون في تحقيق الهدف وإثبات الوجود مهما كلف الأمر من تضحيات جسيمة.... ومهما كانت الفروقات المختلفة العديدة بين الشرائح الكثيرة من اليهود القادمين إلى أرض فلسطين للإستيطان من جميع القوميات الشتات بالأرض منذ آلاف السنين التي الرواد الأوائل أحبار وزعماء اليهود قاموا ببذل المستحيل بالصبر و العزم والحسم و تقريب وجهات النظر ووضعها في قالب واحد لتحقيق الحلم والصمود ضد الخصوم العرب ...

               الوحدة الوطنية المترابطة يدا واحدة ، قوة لا يستهان بها وبالأخص لهم الذين جربوا الغربة والأسر والهوان منذ آلاف السنيين ، من أيام فرعون وبابل ولذعتهم سياط الإستهزاء والسخرية والمهانة من معظم شعوب العالم ، وهم بشرا مثل سائر الآخرين لديهم كتاب مقدس من وحي الله تعالى (التوراة) ونبيهم سيدنا موسى عليه السلام الذي نحن كعرب ومسلمين نعتز به كنبي ورسولا من رسل وأنبياء الله تعالى ، وذكر المولى عز وجل بني إسرائيل عشرات المرات في القرآن الكريم حتى نتعلم ونأخذ العبر مما حدث لهم من مآسي قاسية ومنهم من أمور ومخازي سيئة، نكران الجميل لله تعالى على النعم والعطايا وخلاصهم من فرعون النيل والأهرامات ، وقتلهم الأنبياءوأحداث جسيمة بالماضي البعيد، ونأخذ دروسا وعبرا من مسيرتهم في التحدي والتصميم والوصول للهدف.

                   تعلم بنى إسرائيل اليهود الدروس القيمة من خلال المعاناة والهوان وأصبحت لهم خبرات عديدة وتجارب حياة نتيجة الضغوط الشديدة القاسية التي مورست عليهم خلال المحن عبر الزمن والتاريخ وتم تركيزهم على العلم والإبداع والإختراعات العديدة التي خدمت البشرية من أوسع الأبواب ، وعلى التجارة وجني المال حسب قول الله تعالى في المصحف القرآن العظيم، (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لان المال إذا إستغل الإستغلال الجيد في الصرف هو القوة المحركة الجبارة والوقود لكل شئ بهذه الحياة الدنيا للفوز والنجاح وشراء النفوس المريضة لكثير من المسؤولين والإستفادة من نفوذ الأقوياء لحمايتهم في صراعهم المميت من أجل البقاء والوجود... كما حدث في منتصف القرن العشرين الذي تحقق فيه الحلم بعد مسيرة قرون من الإعداد والتحضير إلى أن حل اليوم الموعود وتم ظهور دولة إسرائيل على السطح والوجود بقرار أممي ظالم مفتعل ومخططا له من قوى كبيرة عام 1948 م، وأصبحت دولة العلم الأبيض ذو النجمة السداسية الزرقاء ، نجمة وشعار سيدنا داوود عليه السلام شوكة حادة في قلب الأمة العربية التي كانت تعاني من الإستعمار الأوروبي وقتها نتيجة الجهل وعدم الفهم لما يجري من أحداث في الخفاء، وعدم الوحدة الصادقة يدا واحدة مع بعض ضمن دراسات جيدة ومخططات للبقاء في المقدمة كما كان الأجداد من قبل في القمم...

               قادة دولة إسرائيل الرواد الأوائل ، حلمهم بالسابق  خلق وإنشاء دولة خاصة بهم، وتم تحقيقها مع مرور الزمن نظير العلم والمعرفة الجيدة وشراء النفوس المريضة بحجج عدة للمساندة والتأييد لقضيتهم مما تعاطفت معهم شعوبا عديدة ، بدءا من وعد بلفور المشؤوم وزير خارجية بريطانيا الذي أحيى الأمل في النصر والوجود لديهم وبدأ التركيز والعمل الحثيث في الإنشاء... وزاد الأمر بلاءا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وخلق الكيان الجديد على كيان فلسطين الموجود بالسابق تلبية المخططات من بعض الدول الغربية والشرقية بطرق ما مجهولة ومفاهيم غير معروفة في طي التعتيم والكتمان ساندتهم بكل القوة حتى تحقق الهدف وتم الإستيلاء على أرض فلسطين وأصبحت لهم دولة مستقلة معترفا بها من كثير الدول وعلم يرفرف عاليا في السماء مثل أعلام الآخرين.

                  والأمنية الكبيرة والحلم والمخطط الرهيب حسب تعاليم بروتوكولات حكماء آلِ صهيون، أن ينتشر حكمهم حتى دولة الرافدين العراق وغربا إلى دولة مصر النيل وتحققت الخطوة الأولى عن طريق إستغلال الدول الكبرى للتأييد والمساندة والإنتصار في ثلاثة حروب على الخصوم العرب ، والحرب الرابعة كانت بقيادة الرئيس أنور السادات الذي شعبه وشعوب الهلال والنجوم الأخرى كانت جاحدة للجميل جاهلة لم يعرفوا قدره وحكمته وأفضاله التي لا تعد ، إلا بعد إغتياله وموته ، الذى قهرهم بالدهاء في الحرب بالسلاح الحاد ، السلام الذي مهما طال الوقت ضرورة نهاية الخصام حيث لا شئ له خلود .... الذي تحت أي ظرف كان لا تريد ولا ترغب فيه بحجج عديدة حتى لا يتفسخ شعبها في الصراع على السلطة وقومياتها تتجزأ إلى فئات متناحرة وتضيع طلباتها وحججها في الإستجداء للمعونات والحماية من أجل البقاء والكثيرون من الشعوب والدول يتوقفوا عن المساندة والدعم...

                 تحققت الأحلام نظير الصبر والصمود والجهد ، الأول انشاء وقيام الدولة العبرية على السطح والوجود في أرض فلسطين وبعد عدة عقود من الهجوم والدفاع والصراع السياسي بدأ الحلم الكبير يتحقق في صور وبنود أخرى ملتوية ، وتم إنتشار النفوذ إلى دولة الرافدين ودولة النيل والأهرامات عن طريق الحلفاء الرئيسين دولة النسر رعاة البقر الذين غزوا العراق بقوة الجيوش والسلاح.... ودولة مصر بالشراء عن طريق المساعدات والهبات المادية بالمليارات، مما ركعت الدولتان تحت النفوذ الغربي الصهيوني ومعظم حكام وشعوب العرب موافقين !!!!!

                   قادة دول الهلال والنجوم من ملوك ورؤساء وشيوخ لديهم الكثير من الفرص التي تحتاج إلى إستعمال العقل والحكمة والسلام كما قام بذلك الرئيس أنور السادات في التحدي والزيارة لفلسطين حتى يطفئ نار الحرب ويرتاح الجميع من الهواجس والهموم والإعداد الدائم للسلاح المستورد والشراء بكميات كبيرة من الدول المستفيدة والتي هي رأس البلاء والمصائب منذ بداية الإستيطان ، لإستعماله وقت الحاجة والذي جميع المقدرات والإمكانيات للطرفين تركزت على التكديس والصرف للمليارات من الأموال سنويا على إعداد الجيوش بحجج الدفاع ، بدلا من إنفاقها في أوجه الخير وسعادة شعوبهم التي مازال بعضها في الوطن العربي يعاني من الفقر المدقع والحاجة للعيش الكريم ، والبعض من مواطنيها العائلات كما في دولة النيل ، أبو الهول والأهرامات تسكن في المقابر مع الموتى وهم أحياءا يرزقون لعدم وجود السكن الملائم للعيش براحة ، مضطرين من البؤس والحاجة ، والملايين مهجرين في دول عديدة بالجوار و في العالم طالبين الأمن والأمان والنجاة من الحروب الأهلية القائمة والخطف والإغتيالات وسقوط القنابل العشوائية على الرؤوس لإشاعة الرعب لدى المواطنين المسالمين التي تدور رحاها بدون توقف ، كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا ومعظم الدول الأخرى المجاورة نظير الأخطاء القاتلة وزرع آفة الشر من الخوارج المرتدين الورم السرطاني الكبير الذين عاثوا الفساد والإفساد في الأرض والحرث والنسل ....

               أليست هذه الأمور المشينة لطمة و لطخة سوداء في تاريخنا الحالي ونحن نحى ونعيش في القرن الواحد والعشرون ، عصر العولمة، بعار ومأساة !!!! والسؤال الكبير الذي الكثيرون الباحثون يريدون ويحاولون المعرفة الحقيقية التي ضاعت وسط الأمور الجسيمة، من وراء الخوارج المرتدين أتباع الدولة الإسلامية العراق والشام الوليدة المزعومة ؟؟؟ التي جعلت العالم الحر يعيش في حالة ذعر وترقب من أي عمل إرهابي فدائي وحشي وقتل جماعي بدم بارد بدون أسباب وجيهة غير حب الإنتقام والتشفي كما حدث في عاصمة النور لبرج الحديد منذ عدة شهور أضر بالآمنين وأشاع الرعب والخوف لدى الكثيرين وخلق الفتن بين الأديان والصدام بين الحضارات والشك في أي أمر مريب من أي عربي سواءا مقيما أو زائرا عابر سبيل حتى لا ترتاح شعوبها وتطمئن دائماً في ترقب ويقظة.... ومهما كان زعماء الشر الخوارج المرتدين أذكياءا جبابرة من غير المساندة ومد يد العون والتخطيط من قوى خفية دولية لا يستطيعون الحياة والصمود في مواجهات قوية سافرة مع الجميع علانية وفي السر والخفاء من الخليج إلى المحيط الأطلسي ....

               القوى الخفية التي خلقت الوحش العملاق ورعته وتبنته بالحماية لتحقيق أهداف مهمة كبيرة على رأسها هدم العرب ودمغ الإسلام بالإرهاب حتى يخاف الجميع ولا يتقدمون ولا ينجحون وهم طوال الوقت في حالة ترقب ودفاع عن النفس لدرء الأخطار لا يعرفون عدوهم الحقيقي ومن وراءه غير الذي يشاع على الواقع و في الإعلام  ، ناسين العرب المسالمين الجهلاء كيف تدار الأمور واللعبة الدولية بمهارة حتى وصل الأمر إلى هذا المستوى الشنيع الذي لا يرضى عليه الرب الله تعالى ولا جميع النواميس والقوانين قطع رقاب الضحايا أو الحرق في أقفاص الحديد بقمة الوحشية الذين شاء سوء الحظ ووقعوا أسرى في أياديهم نظير الإنتقام والجهل بحجج إصلاح الدين الإسلامي والرجوع إلى الماضي البعيد وتحقيق الشرع في الحكم كغطاء ، والدين الإسلامي وحي من السماء وليس من صنع وتأليف البشر ، مقدس أسمى وأرقى من أي رأي شاذ متعصب وبالأخص من مثل هؤلاء الجهلة الذين جعلوا الهوة تتسع كل يوم ، بدل التقارب والعمل معا لتحقيق السلام والتعاون بين جميع البشر مهما كانت الإختلافات الدينية بينهم... جميعنا مخلوقات الله عز وجل نرجع في الأساس إلى أبينا سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام  ، ناسين ومتناسين أن أي أمر مهما كان صعبا وشائكا بالهدوء والحوار والأخذ والعطاء من عقلاء من الطرفين يمكن الوصول إلى حلول وسلام طالما تتوفر النوايا بين المتخاصمين....

                إنها فتنة المسيخ الدجال في آخر الزمان والذي نحن نعيش في بدايات عصره لأننا بعدنا عن طريق الحق والصواب وضاع حكامنا وأولاة أمورنا في الملذات والمتاهات والمهاترات بدون الحكم بما أمر الله تعالى أن نسوس ونحكم بالعدل والحق حتى نخرج من دائرة الفتن ونفوز وننجح دنيا وآخرة التي هي الأساس السليم ورأس الموضوع لخلقنا في هذه الدنيا للعبادة الصادقة والتوحيد بالوحدانية والإبتعاد عن أي طرق شريرة من شياطين الإنس والجان ، وللأسف الشديد نظير العواطف وعدم الرؤية السليمة نضع اللوم على الآخرين ونصفهم بأسوء الصفات وبلبلة الرأي العام للشعوب بالخطأ ، والذي مع مرور الوقت تم الضرر لنا من أنفسنا بأنفسنا نظير الخداع والتوجيه ، ولم نتساءل في أي وقت حوارا ومراجعة مع  الضمير بصدق وحق، ونعترف أننا في كثير من الأمور اللوم علينا نحن المخطئين ، علينا محاسبة أنفسنا قبل الآخرين ، نحتاج إلى الإستطلاع والمتابعة القوية للفهم والمعرفة لكثير من الأمور الخافية برؤية صادقة بدون أي تعصب ديني أو جهوي مهما كان ...  ونعرف مع المتابعة والتدقيق أغوار أنفسنا وأخطائنا بعمق والأسباب الرئيسية لدمارنا ووضعنا المشين الحاضر الذي لا يشرف الإنسن الموحد بالله تعالى....

             مهما تحدثت لا أستطيع الشرح بما يجول في النفس من خواطر والإستفاضة بل كتابة وتسطير رؤوس أقلام لمواضيع حساسة وخطيرة نتيجة التراكمات والدس والخبث والمؤامرات ... مما خلقت وزادت العداوات والخصام وقتل ودماء طوال سنين عديدة سقط الضحايا الأبرياء من الطرفين من أجل البقاء والوجود كمن يلعب بالنار والديناميت حيث إخوتنا الموحدون الكثيرون بالعالم يعيشون في الجهل ، نفوسهم مريضة يحبون المال والسلطة والمدح والنجاح نظير الغرور، ناسين ومتناسين الشعوب الأخرى عن قصد مبين كأنهم غير أحياءا يرزقون موجودين ليسوا بشرا مثلهم من حقهم الحياة والعيش أحرارا ضمن عاداتهم وطقوسهم وأمورهم الخاصة مثل ما نحن نؤدي  شعائرنا الروحية الإسلامية ... ولا نريد من أي طرف مهما كان المساس بها والتعرض و قذفها وبالأخص التشويه لأركان الإسلام الخمسة الأساسية ... التوحيد بالواحد الأحد وصلاة وزكاة وصيام وحج بيت الله تعالى... ناسين أننا جميعنا إخوة في البشرية ، نحتاج إلى جلاء النفوس والعقول من دياجير الظلام والجهل ولا يتحقق هذا الطلب إلا من خلال قوة العقيدة والإيمان و العلم  ، التسامح والسلام النابع من القلوب بدون أي خبث وحيل ...

                  يقولون في الأمثال الشعبية ( إنوي الخير وإعمله وأرميه في البحر وأنساه ، تجده أمامك يوما ما، للنجاة والإنقاذ  ) إبحث عن الأسباب الرئيسية للمشاكل والتناحر والعداء ومن وراءها حتى نستطيع الصمود والعلاج للمرض الخبيث ونحن للأسف لا نبحث ولا نستقصى ولا نتساءل حتى  مع أنفسنا لماذا نحن  في هذا الوضع المزري ؟ نعيش مجزئين  في دويلات قزمية  ، بدلا من وضع مخطط عام جماعي قيد العمل الفعلي كما يعمل اليهود مهما أخذ من الوقت والجهد،    ونبدأ الوحدة الإقتصادية كأول خطوة في سلم النجاح ... حيث ضاع ماضينا المشرف وأصبح مع كل يوم جديد تشرق الشمس فيه ، يتراجع للخلف ويصبح في زوايا النسيان ، والحاضر الآن نعيشه في الصراع من أجل الحياة والبقاء ، نعاني من  الهم والغم والدم ونحن لدينا جميع المؤهلات للنهوض بسرعة إلى أعلى المستويات ، والمستقبل الآتي سواءا قريبا أم البعيد لا يبشر بالخير طالما نحن كعرب موحدين ندور في متاهات الشر والإرهاب ... مستقبلنا ظلام دامس في ظلام حيث لا رؤيا واضحة ولا هدفا مميزا ولا وضع تخطيطات ودراسات جيدة ، غير الجري في حلقات ومتاهات الوهم والخيال والصراع على السلطة التي مهما طال الوقت لا تستمر ولا تدوم .

                والحلول بسيطة للنجاح تحتاج إلى عزيمة وقوة شخصية لتحمل اللوم والصعاب والمواجهة بالحق وتحكيم العقل من أولاة أمورنا وزعمائنا من جميع دول الهلال والنجوم وضم الصف بالحوار والتعاون الفعلي الحقيقي بأي صورة كانت ...  بدون تشنج وكثرة الإجتماعات واللقاءات التي لا تؤدي إلى الخير والتعاون بل لمزيد من العراك والخصام بين الإخوة الجيران في اللغة والدين والمصير لأن النوايا غير سليمة ، والشك متمكن من النفوس ونتعامل بالعواطف الجياشة ولا نحكم العقل في إدارة الأمور بالحق والصدق والعدل ، ونتنازل عن الكبرياء الفارغة ونعط كل إنسان حقه في أي أمر مهم بما يرضي الله تعالى !!!!!

               بدأت الشرح في  البداية بقيام دولة النجمة السداسية الزرقاء من العدم نظير العوامل العديدة التي ذكرتها ، ونحن لدينا جميع المعطيات والمؤهلات ومازلنا في خصام بالنفوس ولقاءات أولاة أمورنا عبارة عن مجاملات وولائم وخطابات رنانة للإستهلاك المحلي  ، تنتهي وتموت وقت مغادرة الوفود قاعات الإجتماعات... وإذا أردنا الفوز والنجاح ضرورة الإيمان وتسوية الحقوق للجميع ومد الأيادي بالسلام مع الجميع وبالأخص مع إسرائيل رأسا وجها لوجه بدون وسطاء والتعاون السليم الجاد مع بعض حتى نرتاح من كثير من الهموم ، وتتوقف تخطيطاتهم الشريرة عن التخطيط والدعم القوي للشواذ في أوطاننا كما يحدث الآن على أرض الواقع والخلق لكثير من الأمور الشائنة ، التي جعلت الورم الخبيث السرطاني ينتشر بسرعة ، ويعيش العالم وبالأخص نحن العرب طوال الوقت في ويلات وشقاء  ، في سبيل البقاء ... فهم يلعبون بجميع الأوراق في لعبة السياسة الدولية التي تضمن لهم النجاح والبقاء.

            ونتوقف نحن العرب عن الإنتاج والتقدم نظير التوجيه المتعمد بقصد الدفاع وضمن المخطط من القوى الخفية على إعداد الجيوش وتكديس السلاح ووقت الحاجة والطلب وقت النفير ودق طبول الحرب تضيع في ساعات وأيام مجهود سنيين في الإعداد ، ونبدأ من جديد في الإعداد والمهاترات ويضيع الوقت الثمين والضحايا الكثيرين والكاسب والمنتصر من الطرفين مهما وصل وإنتصر ونجح خاسرا على طول الخط ... حيث لا العرب قادرين على الفوز الكامل والقضاء على دولة إسرائيل بالكامل كما يتشدق الجهلاء من قادتنا وزعمائنا ، لأننا في الوقت الحاضر مهلهلين إلى دويلات قزمية تنقصنا الوحدة والتخطيط الجيد ( رحم الله تعالى الرئيس أنور السادات) الذي عرف كيف يؤكل الكتف السمين بالحوار والسلام ،  ويسترجع أرضه سيناء بدون إطلاق طلقة رصاصة واحدة ، من غير الكلام والتهديد الفاشل الذي يؤدي إلى مزيد من الأحقاد والعداء ...

           في نفس الوقت،  إسرائيل تعمل في صمت بالخفاء بدون جعجعة في الإعلام للرأي العام ، جاهزين ومستعدين في أي وقت للهجوم والدفاع غير قادرين على الصد وإفناء العرب نهائيا وكسر شوكتهم مهما عملوا من الخطط الشريرة وإستعمال وإستغلال الدين والحلفاء الغربيين في الصراع ، لإبعاد الأنظار عن الأسباب الحقيقية الجوهرية للعداء والخصام طالما ملف قضية فلسطين مفتوحا ، للإبتزاز والإرهاب لم يقفل بعد... بدون الوصول  إلى حلول تشرف الطرفين المتناحرين ، بالسلام والعمل معا حتى يعيش الجميع من عرب ويهود في أمن وأمان معا ، كما كانوا في العهود الماضية عبر الزمن والتاريخ ... مواطنيين أصليين بالولادة في الوطن العربي قبل قيام دولتهم بدون خصام ولا عداء ولا تستمر الأحداث المحزنة والتعديات الفردية نتيجة التعصب وضغوط الحياة الصعبة من الطرفين بين الحين والآخر في سفك دماء الأ برياء و التي تؤجج النيران لكي تستعر لمزيد من الكراهية والخصام ... والله الموفق !!!

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, March 13, 2016

قصصنا الرمزية 36

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحضيض


 يقولون أن وراء كل رجل عظيم إمرأة ساندته حتى وصل للمجد والقمة في مسيرة العمر لعقود عديدة من الحب والحنان والمساندة، مثل السيدة نانسي ريغان زوجة الرئيس الراحل رونالد ريغان لغابة النسر رعاة البقر التي وافاها الأجل منذ عدة أيام مضت وتم دفنها يوم الجمعة 2016/3/11م ... قضى الزوجان أياما سعيدة وكفاحا مريرا مع بعض خلال مسيرة حياة حافلة طويلة بالمفاجئات من ممثلين في صناعة وعمل الأفلام في هوليوود مأجورين حتى وصلوا للقمة بالإنتخاب الحر بالأصوات من الشعب وأصبحوا سيد وسيدة البيت الأبيض لثماني سنوات بالطول والعرض بدون أي منازع بالقانون، ولا تمرد ولا ثورة في دولة تعتبر الأولى في العالم كما يحدث في أوطاننا من مصائب و ضحايا ودم من حكم القهر...

                 وقولا آخر مأثورا يقول لا دخان من غير جذوة نار خامدة تحت الرماد مازالت تشتعل ومع الوقت تلتهب وتأكل الأخضر واليابس، ونحن في أوطاننا ذات الهلال والنجوم اليوم في وقتنا الحاضر، ليست جذوة نار واحدة بل العشرات لازالت موجودة في سكون تنتظر الوقت المعلوم للإطاحة بكثيرين جاهزة للإشتعال والتمرد والثورات كما حدث في ثورات الربيع العربي، الذي كنا نتوقع له الأفضل، و وصل الحال للأسوء بدلا من الإصلاح كما يدعي أدعياء الثوار الجاهلين....

                       نعاني اليوم من  الكثير من الويلات غير قادرين على النهوض والتقدم ، ندعي العلم والكمال و أن لدينا جميع المؤهلات وأسس النجاح والوصول للقمم إسوة بالآخرين بالعلوم للمقدمة ، كما كان الأجداد الأوائل السابقين الذين أضاؤوا بنور العلم ظلام أوروبا في القرون الوسطى أيام الجهل والضلال ...   وللأسف معظم الأوطان العربية الآن رجعت الدائرة عليها بالسوء ، حيث  تعيش في الظلام الدامس ممزقة إلى دويلات قزمية، شعوبها تعاني في الصمت والعلن من  تكميم الأفواه ومنع الحريات في العديد من مطالب الحياة للعيش بكرامة ...   والفقر المدقع لكثيرين من الرعية في دول غنية ذات ثراء فاحش محصور على العائلة والبعض من المحاسيب القلائل المنافقين الموالين كما حدث معنا في وطن المختار ....

                   بدون حرية الرأي و التعبير والإستفادة من ثروات الوطن التي هي للجميع وليست حكرا على فئات معينة بقوة السلاح والقهر، ناسين متناسين أن العمل الجماعي بأهم قانون في الحياة العملية العصرية الآن الشورى (الديمقراطية) مع أهل العقد والربط العقلاء الوطنيين الذين يهمهم مصلحة الوطن أن ينهض للأحسن ، وليس مع العوام المنافقين للحاكم كما حدث معنا للأسف ، الغير أصيلين ولا أصليين ، ليست لديهم جذورا قوية نابعة من تراب ارض الوطن من كل من هب ودب من صعاليك الزمن ، همهم الرئيسي الأول النفاق والحصول على المراكز و الجاه والاموال ورضاء الحاكم مهما كانت له من أخطاء وعيوب....

                      ليس عيبا أن يخطأ البشر فجميعنا خطائين وبالأخص خطأ الحاكم في بعض الأمور المهمة لها عواقب تترتب عليها الكثير من المآسي للمحكومين ، فكل خطأ بدون قصد مجاز وله إصلاح ولكن ان يستمر الخطأ بدون توقف ومراجعة وإصلاح مصيبة كبيرة ومأساة وسبب مهم من أسباب الدمار على جميع المستويات، وجميع حكامنا وأولاة الأمر منا لهم أخطاءا عديدة تحتاج إلى إصلاح بعضها بسرعة قبل أن يستفحل الداء والمرض ويصعب العلاج له بسرعة ....  حيث نظير النفاق والتعتيم والمصالح الوقتية للبعض من الإستمرار بدون توقف أصبحت مع الوقت منسية مدسوسة في الخفاء فى الحفظ والصون في زوايا النسيان طواها الزمن حتى لا تظهر للملأ وتسبب المشاكل والقلق للحاكم والبعض من المستفيدين، والمطلوب البحث عن السبب الرئيسي والخطأ بعقلانية بدون التهور والتطرف والتمرد ومحاولة الوصول إلى حلول للإصلاح بالحوار الهادئ بدون تشنج ولا ثورات دموية وقتال وضحايا من الطرفين حيث الخسارة تعم الجميع المنتصر والمقهور مع الوقت، ناسين أن العدل أساس الملك ويحفظ حقوق الجميع الحاكم والمحكوم....

                     نحن الآن نمربوقت عصيب من الهرج والمرج وكل يوم نغوص أكثر في مخاض  المستنقع ذو الرمال المتحركة غير قادرين على الخروج وإنقاذ أنفسنا من الهلاك لأسباب عديدة معروفة للكثيرين... حيث كل فرد من أولاة الأمر منا يعتقد نفسه أنه الأذكى والقادر الوحيد على القيادة ، ناسيا متناسيا أن روح القيادة ومحبة الجماهير ، الحكم بالعدل والعمل الصالح الطيب لرفاهية وسعادة الجميع ، هبة ونعم من الله تعالى وليست لدى كل مخلوق إنسان من أولاة الآمر وبالأخص الورثة للحكم مهما كانوا متعلمين مثل البعض لا يستطيعون الحكم السليم بدون دستور أو قانون ... والتساؤلات للنفس كيف نتقدم وننجح وننهض والبعض من هؤلاء أولاة أمرنا وقياديينا الحاكمين؟ أليست بمحنة ومأساة ؟

                     إنها لعنة كبيرة مشؤومة حلت على أكتافنا نظير الجهل وعدم الحوار والأخذ والعطاء وتبادل الرأي السليم وإحترام الرأي الآخر في حالة عدم الإقتناع ... ولن نستطيع أن نخرج من الأزمات العديدة المفتعلة من بعض الأطراف بسهولة كما يعتقد البعض من الجاهلين أن القوة والقتل وإستباحة الدم والدمار هي الأساس والحكم والعدل حتى يستكين الشعب للأمرالواقع ناسين أنه لا شعب يستطيع العطاء والإبداع وهو يعيش في الرعب والخوف وسفك الدماء والخطف والإبتزاز للثراء الحرام وغياب الأمن والأمان ونقص الخبز وإنقطاع تيار الكهرباء بالساعات يوميا مثل ما يحدث في  غابة المختار التي بسببها تعطلت جميع المصالح عن الأداء وخلقت الفوضى نظير إفلاس عقول أولات الأمر عن التطبيق الصحيح ، ولا من يتساءل ويردع المتسببين...

                 إنها لعبة شرسة وحشية دولية مستمرة متخذة غطاءا للوصول إلى الأغراض والأهداف المعينة، صراع الأديان والحضارات التي لن تتوقف طالما هناك  حياة على الأرض والصراع بين الخير والشر منذ الأزل بين الأطراف العديدة بدون التوقف نظير الجهل وعدم تحكيم العقل ، حيث الآن في هذا العصر عصر العولمة عصر سهولة الإتصالات والمواصلات جعلت البعيد قريبا ، و دول العالم البعيدة التي كانت في أقاصي الأرض ، أصبحت الآن متجاورة بالعلم الحديث في عصر العولمة...   والمسافات البعيدة التى كانت بالسابق تحتاج إلى وقت طويل  للوصول من السير سواءا مشيا على الأقدام ، أو على ظهور الحيوانات المضنية بالتعب والإرهاق أو في المراكب بالبحر المحفوف بالخطر والصعاب والمهالك من العواصف الهوجاء ، أصبحت قريبة في عدة ساعات الوصول إلى أي مكان لها، عبر الأجواء كأنهم يعيشون في مدينة واحدة كبيرة نظير مفاهيم عديدة ظهرت للوجود محل القديمة وحلت الجديدة مكانها والبعض من السابقة تلاشت وأصبحت في زوايا النسيان ، لم تستطيع المقاومة والبقاء لأنها هشة ضعيفة في زمننا ووقتنا الحاضر ، لا تتلائم مع مسيرة الحياة اليومية للأفضل، لم تتطور ولم تتجدد ولم تستطيع الصمود و ليس لديها الأساس القوي للبقاء ...  ومع الوقت والضغوط والتقدم الهائل كل يوم جديد يشرق على الارض ذابت بسرعة وكأنها لم تكون يوما من الأيام قائمة ...

                 إنها لعنة كبيرة حلت على اكتاف الأمة العربية من الخوارج المرتدين ذوي التعصب الشديد، نتيجة عوامل عديدة أهمها الجهل بالعقول ومقاومة التيار والعلم الحديث والمدافع والدبابات والطائرات المغيرة من الجو ، ببنادق الكلاشنكوف والإنتحاريين بالأحزمة الناسفة لخلق الرعب والبلبلة العقيمة في  أوساط الشعوب المسالمة متحدين الآخرين ،  حيث القوى غير متكافئة مهما كانت العزيمة متوفرة وبالأخص عزيمة الضلال قطع أعناق الأبرياء المسالمين بوحشية نظير الحقد والحسد بدون عدل ولا أي وجه من وجوه الحق تحت أي بند أو قانون ، قتل وإزهاق روح الانسان مها كان مخطئا متهما ، بدون عدل وقضاء وقانون يحفظ حقوق الجميع من القتل العشوائي ، التي هي نعم وهبات مالكها الوحيد الله عز وجل  الذي يأمر ويقرر بالعفو أو القصاص والموت....

                     شعوبنا  للأسف تهوج وتموج من غير تحكيم العقل والتريث ودراسة الأمور بصبر وتأني ...  تتعامل دائما بالعواطف الجياشة بدون أي حسابات للعواقب وما يترتب عليها من مآسي ومصائب ، عندما يتدخل أدعياء الثوار في الحكم في ثورات الربيع العربي وبالأخص في وطن المختار وهم لا يعرفون الحكم ومايتطلب من شروط وكيف تسير الأمور بالعقل والهدوء، ضمن الأمن والأمان للجميع ... و أخر نادرة حدثت في وطن الهلال والنجوم تدل على التدني والسقوط إلى الحضيض ، الإجتماع الأخير وإعلان ان أحد شرائح المقاومة الوطينة هي إرهابية لأنها تساعد وتساند  نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا على البقاء في الحكم ، الغير راضين عنه لأنه لم ينضم للمسيرة...

                    أليست بمأساة أن يصدر مثل هذا الموقف المشين من دول تتشدق بالتقدم والعدل والسلام والإستقلالية وهي مازالت عملاءا مستعبدين من غابة النسر رعاة البقر وحلفائهم الكثيرين ؟؟؟ وبالأخص بعضهم من أولاة أمورنا غير راضين ولا مرتاحين لمبادرات الرئيس أوباما في السلام وعدم شن الحرب على دولة ايران الإسلامية حتى تصبح مهمشة  مثل العراق وأفغانستان وغيرها من الإمم التي تحتاج إلى وقت طويل حتى تنهض، ناسين ومتناسين قول الرحمن تعالى في الآية الكريمة في القرآن المجيد في سورة النمل عن الملكة بلقيس "إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وكذلك يفعلون" صدق الله العظيم...

                     ناسين ومتناسين أن مناصرة الآخرين على الأخ في الدين والمصير مهما كان وضعه مشاكسا في نظرهم وتحدى طرقهم الخبيثة بالاستسلام والعمالة لقاء الحفاظ على كراسي الحكم التي أدت بالجميع إلى الحضيض ، مصيبة لا تغتفر و خطئا كبيرا وعارا يظل عالقا على مدى أجيال ، ويوما تدور الدائرة على أصحاب القرار الخاطئ ويقدموا الثمن الغالي حيث لا خلود ولا بقاء لأي حكم لدولة ظالمة لا تراعي الحق والأصول  ، مهما طال الوقت والزمن ، يومها قادم إلى نهاية وفناء كما حدث للكثيرين عبر التاريخ والزمن، بإذن الله تعالى إلى زوال حيث دورة الحياة تدور بدون توقف مثل عقارب الساعة دائماً للأمام لا ترجع....

                والحل السليم التركيز على العلم والسمو والحضارة ، التي لا تتحقق بدون السلام والأمن والأمان والعدل بين الجميع بدون أي تفرقة بين أحد وآخر مهما كان وضعه سواءا أميرا ذو شأن ، أو مواطنا عاديا من عامة الشعب حتى تنزع الأحقاد من النفوس وتحقن الدماء ... والتعليم الجيد الهادف ومحو الأمية والجهل بأي وسيلة كانت ، ومحاربة الارهاب والتطرف بكل القوة ومخالطة الشعوب المتقدمة في السعي إلى الخير وتبادل المصالح وإحترام الأديان السماوية حتى نوفق ونسلم دنيا وآخرة...

                نحتاج إلى دماء جديدة شابة تعرف طريق الله تعالى الحق ضمن الشورى (الديموقراطية) بالعدل تطرح مالديها من أفكار للحكم الصحيح من خلال مناظرات ضمن جميع وسائل الإعلام حتى تصل إلى السلطة بالإنتخاب الحر بالرضى عبر صناديق الإقتراع  والسير بأمن وإمان عبر دروب الزمن والعصر الحاضر لبر الأمان  حتى ننجح ... والله الموفق.... 

رجب المبروك زعطوط

Saturday, March 12, 2016

قصصنا الرمزية 35

بسم الله الرحمن الرحيم

 الرحلة ( 2 )

 مررنا عبر الحدود على جسر وادي (ريو قراندي) في إتجاه المكسيك بدون اي تعب ولا تعطيل يذكر ، وبعد الحدود مباشرة ، دخلنا  الشارع المهم الطويل التجاري و الممتد و تفتح على الجانبين مئات المحلات التجارية والمطاعم والحلاقين وجميع الخدمات والعيادات الطبية المختصة بجراحة الأسنان والصيدليات لبيع الدواء بأرخص الأسعار ، بحيث  يستطيع القادم شراء أي دواء من غير أي وصفة  أو طلب من الطبيب المعالج كما يحدث في غابة النسر رعاة البقر ...  حيث لا يمكن الحصول على الدواء للكثير من الأصناف من الصيدليات من غير وصفة (روشته) وأمر الطبيب المعالج مما تجعل الأمر صعبا والدفع رسوما للعيادة للمراجعة حتى يتحصل المريض على طلب الشراء...

                        أوقفنا السيارة بالحظ أمام السوق الكبير كعلامة مميزة في منتصف الشارع حتى لا نتوه في البحث عنها وسط الآلاف والزحام وتعهد أحد الخفراء المخولين بالمنطقة برعاية  ومسح و تنظيف السيارة  ......  ومشينا خطوات عديدة ودخلنا إلى أحد العيادات بالصدفة للسؤال وكان الحظ حليفنا حيث كانت أشهر عيادة في المنطقة معروفة يؤمها الكثيرون المحتاجون للجراحات الصعبة والزرع الحديث ، وكانت حالتي صعبة تركيب الأسنان على الزرع السابق وتم طلب البروفسور الأخصائي بالهاتف حتى لا نتعطل مما وصل بعد قليل من الوقت ونحن ننتظر ....  وبدون تعطيل كما يحدث في جميع عيادات العالم ، تم الفحص الأول السريع قائلا لنا أنه غدا مشغولا في مؤتمر بالمنطقة واللقاء معنا للمزيد من الكشف والمراجعة يوم الإثنين وعلينا القدوم بالغد السبت للعيادة لأخذ صورا بالأشعة للفك حتى تكون جاهزة واضحة لمراجعتها ويعرف كيف يبدأ المشوار والشرح لنا عن الموضوع والحالة المطلوبة للعلاج وكم تحتاج من وقت ومال كأجرة عمل.....

                  دخلنا إلى احد المطاعم وتناولنا وجبة الغداء والعشاء نهاية الأصيل وغادرنا المكسيك والرجوع الى الضفة الثانية عبر الحدود على الجسر الطويل إلى غابة النسر رعاة البقر ، ودفعنا رسوما بسيطة زهيدة دولارا ونصف للجانب المكسيكي والعبور بسرعة من الجانبين لم يأخذ من الوقت أكثر من عشرة دقائق مما إستغربنا من الأمر وقلنا شتان مابين هنا وبين أوطاننا العربية دول العالم الثالث التي مازالت تعيش في الظلام وقمة التأخر والتعطيل الكبير في الفحص والتفتيش لجميع المسافرين والسيارات قبل الختم على جوازات السفر والأمر بمتابعة الرحلة سواءا في الذهاب أم الإياب عبر الحدود  ....

                 الهم الأول كان البحث عن فندق مريح للإقامة ووصلنا إلى فندق كبير مريح ودخل إبني للإستسفار عن امكانية الحجز  وكان محجوزا على الآخر لا غرف شاغرة حيث كان بالمنطقة اجتماعا كبيرا ومؤتمرا للعديد من الوفود القادمة مما تركناه وواصلنا المسير إلى فندق ( الهوليدي إن ) القريب ، وكنا محظوظين حيث وجدنا به غرفة كبيرة جناح رقم 120 بالدور الأرضي مما تم حجزه حتى لا يضيع من أيدينا ونظل نبحث عن فندق طوال الوقت بالمنطقة التى كانت تعج بالآلاف القادمين ....  وتم توقيف السيارة في الموقف الخاص للفندق مقابل أحد الأبواب الخلفية والتي يمر الضيف عبر بابين إلى ممر الغرف العديدة وكانت غرفتنا قريبة مما وضعنا حقائبنا وحاجياتنا بقربنا حتى ننام مرتاحين ...  وبعد راحة بعض الوقت ذهب إبني وإحضر عدة سندوتشات وعلب مياه غازية من المطعم القريب مما تناولناها بمتعة وسرور، وشاهدنا اللقاءات العديدة في الإذاعة المرئية والصدام بين المرشحين بالكلام والعبارات وكأننا ضمن حلبة صراع بين الأطراف كل طرف يريد الإثبات أنه الأصلح بالترشيح والفوز والوصول للبيت الأبيض !!! والذي من وجهة نظري أن البعض أثبتوا من طريقة الطرح والمعلومات العامة أنهم مهزوزين لا يصلحون لشغل وظيفة الرئيس التي تحتاج إلى شخصية قوية لإتخاذ القرارات الصعبة في حالة الأزمات المفاجئة و المتاعب و التي تحتاج إلى عزيمة وقرار....

                   اليوم الثاني السبت عبرنا الحدود مرة أخرى حسب الميعاد وتم الطلب بالهاتف مع عيادة ثانية متخصصة في التصوير بالأشعة وذهب معنا احد الممرضين كمرافق ودليل حتى وصلنا لها بعد عدة دقائق من السير على الأقدام في شارع السوق وتم التصوير بالأشعة بسرعة ودفعنا القيمة الزهيدة ورجعنا إلى العيادة الأولى حيث تم عمل مجسم للأسنان الناقصة والفك بعجينة خاصة ، وطلب منا الحضور يوم الإثنين صباحا الساعة الحادية عشرة مما وافقنا حيث يوم الأحد عطلة نهاية الاسبوع للجميع والعيادة مقفلة...  ورجعنا بالأصيل إلى الجانب الآخر وعبرنا الجسر كالعادة ، وكان أمامنا طابورا طويلا من السيارات مغادرين السوق راجعين إلى غابة النسر رعاة البقر، حيث كان يوم عطلة نهاية الأسبوع  ، والزحام شديدا والعبور على الجسر أخذ وقتا طويلا حوالي الساعة والسيارة تلو الأخرى في طوابير على الجانبين حتى وصل دورنا وقدمنا جوازات السفر وعدة أسئلة بسيطة وتم الإفراج بالمغادرة والتي أخذت معاملات الحدود من الطرفين حوالي عشرة دقائق مما كنا فرحين سعداء من المعاملة الطيبة ، ورجعنا إلى نفس الفندق وكنا محظوظين مرة اخرى حيث غرفتنا السابقة مازالت خالية مما تم تأجيرها لمدة يومين ، ليلة السبت والأحد على أمل السفر يوم الأثنين بعد الكشف النهائي ...

                   تناولنا العشاء الجيد في مطعم ( لونق هورن ) وسهرة لذيذة على الإذاعة المرئية ومشاهدة الكثير من المشاحنات مرات أخرى بين مرشحي الرئاسة عن حزب الفيل وحزب الحمار والجميع يسعون لإثبات الوجود مما كانت فرصة لمعرفة الكثير من الشؤون الخافية نظير فضح البعض للبعض في بعض الأمور الخافية وكأنهم صغارا بالسن يتخاصمون على تفاهات، وللأسف مرشحي الفيل يضعون اللوم الكبير في مواضيع عديدة على الرئيس ( باراك اوباما ) الذي قامت إدارته بأرقى وأحسن الاعمال ، التقارب والسلام مع دولة إيران الخصم الصعب ، ودولة كوبا الخصم الثاني من عقود عديدة من الستينات في القرن الماضي العشرين ، ونزع فتيل الحرب وإطلاق آلاف المساجين ذوي العقوبات البسيطة وإعطائهم الفرص لبدء حياة جديدة ، ناسين متناسين ماذا قدمت إدارة حزب الحمار الجيدة من أعمال خيرة ، وكنس ونظافة مخلفات حزب الفيل القذرة من الأوساخ والمهاترات والمتاهات والتي أدت بها إلى شبه الإفلاس للدولة لو إستمر الفيل في الحكم والرئاسة ، حتى حافظت على مركزها في القمة دوليا وأصبحت غابة النسر رعاة البقر تلمع من جديد....

                يوم الأحد بعد الإفطار قررنا الذهاب إلى شبه جزيرة (بادري أيلاند) جزيرة الراهب والتي تبعد حوالي الساعة قيادة بدلا من تضييع اليوم المشمس الجميل في البقاء بالفندق، ووصلنا إلى هناك وكم إستغربت عن مدى التطور والعمارة والبناء الجميل فقد كنت أعرفها بالسابق معرفة جيدة وزرتها العديد من المرات للسباحة في شاطئها الرملي الطويل عندما كنت بجوارها مقيما في مدينة ( كوربس كريستي ) في الثمانينات ، وبعد مرور حوالي خمسة وثلاثين عاما أتيحت لي الفرصة لزيارتها مرة أخرى وترجيع الذكريات السابقة، ولم أصدق ماذا رأيت من تطور ،  كم كانت البنايات والفنادق الضخمة والمطاعم وكل شئ تغير وتطور للأفضل على الطرق العصرية الحديثة في البناء والتقدم ....

               تركنا السيارة في موقف فندق الهيلتون الواسع للسيارات وخلعت الحذاء ولبست سباطا سهلا في السير لشاطئ البحر وخطوة خطوة وأنا أتوكأ على العكاز حتى وصلنا إلى الشاطئ القريب وسرت قليلا وجلست على الرمل الأصفر النظيف من أي شوائب فى الهواء الطلق المنعش أحرس في الحاجيات والزوجة والإبن مشوا إلى حافة مياه البحر يتسلون ويغسلون الوجه والأقدام بالماء الصافي ويلتقطوا  صورا عديدة بالهاتف النقال وانا أشاهدهم من بعيد....

                وبعد حوالي الساعة غادرنا الشاطئ وقمنا بجولة قصيرة في المنطقة ، وشاهدنا الكثير من السائحين وبالأخص العديد من عائلات (الأميش) المورمون التي عاداتهم قريبة من عاداتنا العربية الإحتشام في اللباس وتغطية شعر الرأس للمرأة، ودخلنا إلى احد المطاعم على شاطئ البحر حيث كان يوم أحد عطلة ومشغولا بالعشرات من الزبائن المقيمين والسائحين وتحصلنا على طاولة في ركن مريح، وطلبنا الطعام الجيد من فواكه البحر الذي كانت لذيذة تحتاج إلى من يتمتع ويتلذذ بالأكل للطعام الشهي ، وبعد إن انتهينا من وجبة الطعام الجيدة رجعنا إلى الفندق ونحن متعبين من المشي وتناول  الطعام اللذيذ ...   وصلنا ونحن بحاجة لقسط من الراحة ومتابعة مشاهدة خصام وتحديات المرشحين لبعضهم للوصول إلى البيت الأبيض في الإذاعة المرئية ، وإبننا ذهب لزيارة صهره المريض ، لتمضية بعض الوقت معه قبل السفر والرجوع ....

                  مررنا يوم الإثنين صباحا على أحد المحلات (وول مارت ) لشراء بعض الأغراض البسيطة ، ثم إلى محطة الوقود لتعبئة خزان السيارة التي كانت أسعار النفط هبطت نظير السلام وأصبحت رخيصة عن السابق حتى لا ننسى ونتوقف في أي مكان بالصدفة ، ونفس القصة في الدخول وعبرنا الحدود على الجسر إلى الضفة الأخرى بدون أية عوائق ولا زحام ولا تعطيل حيث كان اليوم بداية الأسبوع عمل وليس بعطلة مثل أول الأمس يوم السبت السابق ...  ووصلنا للعيادة في الوقت المناسب ولم نتعطل في الانتظار إلا بعض الوقت حيث الإخصائي مشغولا مع مريضا آخر ، وعندما إنتهى منه حضر للتحية والسلام وكانت لمسة رائعة منه حيث يشعر الزائر المريض بالأهمية والحنان والدفءً في المعاملة وبالأخص مع الشعوب اللاتينية وبالأخص الأسبان والمكسيك و البرتغال حيث كانت تربطنا علاقات الدم بالسابق، وليس مثل دول عديدة حيث يعامل الإخصائيون المرضى بجفاف ، وطلب مني الدخول والجلوس على كرسي الكشف وقام بعمل مجسم أخر للفك من الأسفل والأعلى وجربه العديد من المرات مع القياس للوجه طالبا مني المضغ كل مرة ويراجع ويقطع منه بعض الشوائب حتى وصل للغرض المطلوب ... و طلب منا الحضور بالغد للقياس الأخير قائلا أننا سوف نكون الأوائل ، ورجعنا مرة أخرى عبر الحدود إلى الضفة الثانية للمرة الثالثة بدون اي تعطيل  وكأننا ندخل ونخرج من ضاحية إلى أخرى في نفس المنطقة والمدينة وليس حدودا وعبورا بين دولتين امريكا وطن النسر ورعاة البقر، والمكسيك ذوي القبعات العريضة (سمبراريرو ) وطن الأنكا القديم...

                       يوم الثلاثاء كانت الزيارة الأخيرة الرابعة للمكسيك وحضرنا في الميعاد للعيادة، ولم نتعطل كثيرا في الجلوس والإنتظار وحضر الإخصائي ببشاشة كالعادة ودخلت الغرفة وجلست على الكرسي المخصص للكشف وبدأ العمل العديد على المجسمات للمقاييس، وقال الآن لدي جميع البيانات وسوف أبعث لكم عن طريق النت خلال ثلاثة الأسابيع القادمة عدة حلول ، تختار إحداها ونستمر في العلاج، حيث للأسف أخطاءا كبيرة وقعت لك من الإخصائي الأفغاني في ألمانيا كادت تودي بك إلى الموت، الخطأ الكبير في يوم واحد زرع العديد اربعة عشرة من المسامير في اللثة التي غير مرغوب فيها وليس لها اي لزوم بجانب بعضها البعض بل زيادة تعب وألم ...  ولو لم تكن قويا معافيا وربك تعالى يحبك وأطال لك العمر لكنت ميتا من وقتها من كثرة الألم والنخر في عظام الفك ...  مما شكرته كثيرا على النصائح الغالية ، وتم الإتفاق على الإنتظار عدة أسابيع حتى تصلنا الحلول ونقرر الخطوة التالية ، وودعناه على أمل اللقاء القريب بإذن الله تعالى ، وجلست في السيارة أنتظر حوالي الساعة غير قادرا على المشي في السوق المزدحم وأشاهد من خلال الزجاج  البشر الرائحين والغادين والباعة الذين يبيعون في الكثير من الأدوات، والزوجة والآبن ذهبوا للتسوق وشراء الكثير من الأشياء والتي بعضها الأوعية الفخارية من كبيرة وصغيرة لزراعة نباتات الزينة بالداخل او الخارج التي نحتاجها لتزيين البيت وذكرى عن رحلة المكسيك ، حتى وصلوا ومعهم حمالين لنقل الأشياء الثقيلة وتم رصفها بالخلف في صندوق السيارة بطريقة سليمة حتى لا تصطدم مع بعضها البعض وتتكسر من بعض مطبات الطريق في السرعة العالية ...  وخرجنا من المكسيك والعبور للحدود ببساطة من غير اي تعطيل ولا تفتيش كان مثل السابق...

                الحمد لله تعالى كانت رحلة برية جميلة مريحة  حتى مدينة سان أنتونيو ، وقمنا بجولة وسط المدينة وقت الأصيل بالسيارة ولم نجد فندقا على ضفة النهر الذي من أهم معالم المدينة مع آثار قلعة (الألمو) حتى نشاهد الحياة وحركة  السواح والزحام ، مما تعبنا في البحث من شارع لآخر، وقررنا تناول وجبة العشاء والنوم في أقرب فندق بالجوار على الطريق السريع، وبعد مراجعات عديدة على الهاتف النقال وقت العشاء بالمطعم ( أوليف قاردن ) تحصلنا على غرفة واسعة كبيرة في فندق الماريوت القريب بعد عدة اميال بسعر معقول ، وغادرنا المطعم إلى الفندق للراحة ونحن متخمين من الطعام الشهي اللذيذ وبعد وتعب المسافة حيث قطعنا منتصف الطريق حوالي الثلاثمائة ميل ومازال علينا قطع النصف الأخير اليوم التالي والوصول للبيت حيث نقيم ...

                  يوم الأربعاء 2016/3/2م صباحا بعد وجبة الفطور الجيدة ، بدأت المسيرة وقيادة بقية المسافة على الطريق السريع العام المزدحم بآلاف السيارات المسرعة ذهابا وإيابا والعبور عبر مدينة أوستن عاصمة ولاية تكساس والكثير من البلدات والقرى حتى وصلنا إلى البيت في مدينة دالاس حوالي الأصيل حيث إبنتنا أميرة الزائرة لنا مقيمة في البيت مع اخوها المبروك والحفيد آدم ذو العشر سنوات فترتها تنتظر في الوصول ، وقام إبننا بتفريغ السيارة من الحقائب والحاجيات وذهب الى بيته للراحة بعد الرحلة الطويلة التي إستغرقت أسبوعا من الزمن في التنقل من مكان لآخر وعبرنا الحدود في الذهاب اربع مرات والإياب أربع مرات في عدة ايام قليلة بدون أي نوع من التعب أو المضايقات كما يحدث للأسف في بعض أوطاننا العربية يهان ويتعب ويرهق المسافر وهو ينتظر بالساعات الإذن والسماح بالمرور عبر الحدود ، ونحن جيران وإخوة في الدين والمصير ...

                وبعد فترة قصيرة من وصولنا حضر إبننا المبروك وحفيدي آدم المقيمين معنا بالبيت من حصة الرياضة وكانوا فرحين بوصولنا سالمين فقد كانت لنا وحشة ، البيت كبيرا عليهم من غيرنا نحن الوالدين الجدود ثم حضر الإبن الكبير للزيارة وللتحميد بالوصول ، وعدة إتصالات هاتفية مع الأبناء والذين كانوا يقيمون  في مناطق مختلفة في مدينة ( دالاس فورث وارث) التي  تعدادها حوالي الستة ملايين نسمة بين مواطن ومقيم تعادل عدد السكان في وطننا الأول غابة المختار في التعداد ، وتلته إبنتنا الصغرى وإبنها الصغير حفيد ي ذو الأربع سنوات للزيارة السريعة لوصولنا سالمين للبيت وكانت فرحة لا توصف لدى الجميع من الشباب، فقد كانت رحلة جيدة في الذهاب والإياب والإقامة الجيدة في الفنادق ومشاهدة العديد من الأماكن والأهم كنا محظوظين في معرفة الإخصائي الجيد للأسنان التي كانت سبب الرحلة والهدف  للكشف وللعلاج ، لا تعوض وآن شاء الله تعالى يهبنا الصحة والعافية وطول العمر ونقوم بالعديد منها إلى حدود المكسيك مرات أخرى حتى ينتهي العلاج الذي يحتاج إلى وقت طويل ومتابعة عدة جلسات .. والله الموفق ...
                                                                              رجب المبروك زعطوط

Sunday, March 6, 2016

قصصنا الرمزية 34

بسم الله الرحمن الرحيم

 الرحلة ( 1)


             سبحانك رب العالمين عندما أرجع بالذاكرة للوراء سنين عديدة وكم تعبت في علاج الأسنان خلال مسيرة الحياة وأنا كل مرة أزور عيادة أحد الأطباء للخلع او للتركيب في العالم .... وتصادف أثناء التمرد والثورة في غابة المختار ضد الطاغية ، كنت في رحلة عمل إلى برلين العاصمة في ألمانيا، وأثناء الحديث مع أحد الأصدقاء الألمان  عن العلاج الجيد للأسنان الذي كنت أعاني في بعض الآلام منها وعدم القدرة على المضغ الجيد والإستمتاع بالطعام في كثير من الأحيان  ، مما شكر لي أحد أصدقائه الأفغان ، و قال  أنه دكتور أستاذ في جراحة الأسنان من المشاهير الذي يؤم عيادته كبار المسؤولين ، وزاد الإطمنان أنني مع إبني الرفيق والحارس في الرحلة الطويلة لكثير من الدول ...  وكنا نتناول  وجبة عشاء مع مسؤول في سفارة الدولة الجديدة الذي أخبرنا أن عيادة الطبيب الأفغاني احدى المعتمدين لديهم في علاج  المرضى بالأسنان القادمين من الوطن مما قررت زيارته ، وتم عمل ميعاد معه للكشف على حالتي وزرت عيادته حسب الميعاد وتم الكشف الطويل وإقترح على تركيب الأسنان على الطرق الحديثة (الزرع) مما وافقت حتى أنتهى من قصة الأسنان مرة واحدة للابد....

                و تفاديا للتعطيل  ، خصص لي يوم السبت عطلة نهاية الاسبوع الساعة العاشرة صباحا ، مما  حضرت وأنا لست ادري بما سوف يحدث لي من تعب ...  وتحملت الألم ووخز الإبر العديدة في لثة الفم والجراحة المتواصلة عدة ساعات والزرع لكثير من الدعامات بالفم أكثر من أربعة عشرة في عدة ساعات وهو يثقب ويحفر في عظم الفك وانا غير قادر على الشكوى أو الرفض لأنه ليس لدي  العلم بالأخطاء القاتلة بل مستسلما حتى لا يضيع الجهد والتعب ، وأمني   النفس بأن هذه الآلام آخر المطاف بإذن الله تعالى وارتاح بقية العمر من الشكوى من الأسنان ، التي آلامها ومشاكلها للمريض بلا حدود !!!

                    انتهى الزرع بعد ساعات عديدة وقبل الخروج سألت على الفاتورة للدفع وقال لي عندما ينتهي العلاج والمعاملة عن طريق صديقنا المرافق  ... وخرجت من عنده حوالي الساعة الرابعة مساءا وأنا أترنح غير قادرا على الوقوف بالكاد أسير على قدمي من شدة الألم فقد بدأ المخدر ينتهى مفعوله والألم الشديد والعذاب بدأ، وتحملت الأمر وأنا صابرا على مشيئة القدر ، ورجعت إلى بيت مضيفي محاولا الراحة والنوم عسى أن يمر الصداع والألم وأرتاح ...  وتناولت العديد من الأدوية  حسب تعليمات الطبيب والتي في نظري لم تفيد بسرعة ، وقاومت الأمر والحال الصعب  أثناء السفر وبدأت اشعر بالراحة الوقتية بعد مرور أسبوع من العذاب المستمر ...

                طوال الوقت كنت محروما من الأكل الشهي اللذيذ وتناول الطعام بسهولة وراحة والمضغ لا أستطيع تحريك الفك بسهولة بل معتمدا طوال الوقت في العيش على شرب السوائل كغذاء، والمفروض كان الرجوع إلى الطبيب بعد مدة شهرين من الزمن لتكملة تركيب الأسنان وشعرت باطنيا لأسباب لم أعرف كنهها نفسيا أنني لا اريد الاستمرار معه في العلاج والتركيب ولم تتاح الفرص للزيارة إلى المانيا مرة اخرى نظير مشاغل الحياة ...  وجاءت الفاتورة للدفع وصدمت من المبلغ الكبير الذي من المستحيل دفعه حيث يعتقد أنني ثري كما يتراءى له مما رفضت وبعد جهد جهيد تم الخصم ودفعت مبلغ عشرة الاف دولار مقابل الزرع وقفل الملف ...

                 في تونس العاصمة زلقت في أحد الايام بالصباح في بهو صالة الفندق في آخر درجة من السلم ووقعت على أرضية الرخام وتكسرت احد الأسنان الأمامية مما أصبح الامر مزعجا وأنا لدى العديد من المواعيد الرسمية المهمة ، واضطررت للذهاب إلى احد العيادات بسرعة وتم تركيب البديل لها صناعيا زائفة مؤقته وكنت أحافظ طوال الوقت اثناء تناول الطعام من الضغط القوي والجذب حتى لا تسقط ....

                عندما رجعت إلى مدينة درنة وذهبت إلى زيارة صديقي الطبيب فتحي المشهور في مدينتنا الذي كان أستاذا قديرا في معالجة الأسنان ، وبعد المراجعة وتعديل أسنان المقدمة قدر الإمكان ، طلب مني تتمة العمل مع أحد رفاقه الأساتذة في أحد العيادات في بنغازي حيث لديهم الآلات الحديثة ، وسمعت النصيحة وذهبت إلى هناك وتم العلاج على فترات وانا في الزيارات العديدة للمدينة حتى تم الفتح على اللثة و تطهير الخراج المؤلم مما ارتحت من الألم ، وإنتهى العلاج  و تركيب المقدمة مؤقتا حتى يتحصل على الخريطة ومسامير الدعم حيث الالمانية غير مألوفة ولا توجد الا بالطلب ، وتم الاتصال بالنت بالصديق وبعد عدة مراسلات تحصلنا على الخريطة ونوعية المسامير المطلوبة للتركيب ولم تتاح الفرص للحصول عليها حتى أذهب إلى المانيا والعلاج والتركيب هناك....

              اثناء الزيارة إلى غابة النسر رعاة البقر زرت احد العيادات المشهورة في تركيب الأسنان فى ولاية العشاق بالشرق على المحيط وتم عمل العديد من التنظيم  والتجهيز وتركيب بعض الأسنان المؤقته التي لا طائل منها بعد مرور بعض الوقت سقطت بسهولة بل ضياع المال والوقت في الذهاب والإياب والألم الشديد في كل زيارة لطبيب ...  وقررت ان لا أذهب إلى أي طبيب للعلاج على الأسنان حيث الأسعار غالية جداً وتكلف الكثير من الاموال وليس لدى التأمين الصحي عليها وغير قادرا على الدفع الكبير للعلاج حيث الوضع في وطننا لم يستقر بعد ويتم الإفراج عن أموالي التي تم الزحف و تأميمها من النظام السابق بدون اي وجه حق ... ومرت الأيام وأنا محروما من كثير من وجبات الطعام الشهي التي تحتاج إلى مضغ فقد كان لدى الثلث من الأسنان فقط مؤقتا ، أنظر وأشاهد في أطباق الطعام اللذيذ أمامي في كثير من الأحيان عندما أكون مدعوا ضيفا لدى البعض وأنا متحسرا غير قادرا على مد اليد والتناول حيث لا أسنان بالفك بالمؤخرة للمضغ، الأسنان بالمقدمة صناعية حتى تحافظ على جمال الشكل غير قادر على الطحن والمضغ بها...

             كان أحد أبنائي  في زيارة للمكسيك حيث عائلة زوجته تسكن في منطقة حدودية قربها، وشكر لي العلاج  حيث الآلاف من الأمريكان كبار السن المتقاعدين يعالجون هناك والذين يعانون مثل حالتي ليست لديهم البطاقات الصحية والتأمين للأسنان والأسعار بالمكسيك تعادل الربع  وعلى أعلى المستويات مثل غابة النسر رعاة البقر ، مما بعد ضغوط عديدة من إبني والزوجة  قررنا الذهاب إلى هناك لمعرفة الأمر والكشف والمعالجة ...

               خرجنا من مدينة دالاس فى رحلة برية بالسيارة للسياحة والعلاج حوالي الساعة الثانية ظهرا من يوم الخميس 2016/2/25م  وكان إبني  يقود وانا جالسا بجانبه وعلى الكرسي بالخلف الزوجة ، وكانت الرحلة البرية جميلة ونحن نشاهد في آلاف السيارات وعربات النقل الثقيلة محملة بمختلف البضائع سواءا أمامنا أو التى آتية على الجانب الثاني من الطريق السريع ، وكم أعجبت بجمال وتخطيط الطرق و كثرة العلامات للإرشاد التي تجعل الإنسان مهما كان جاهلا لا يتوه مثل مايحدث في أوطاننا العربية التي لا توجد بها أي علامات مميزة ولا خرائط ولا جهاز ( جي بي أس) الذي يرشد السائق خطوة بخطوة للطريق الصحيح بدون توقف ولا تعب ولا سؤال لأي كان ... وفي منتصف الطريق عبرنا مدينة ( أوستن ) عاصمة ولاية تكساس، ثم  مدينة (سان أنتونيو) المشهورة في التاريخ لغابة النسر وبالأخص لولاية رعاة البقر حيث بها موقع القلعة (الألمو) التي تم فيها الصمود والدفاع الأخير لتحرير الولاية حتى الموت إلى آخر رجل ضد جيش المكسيك الجرار بالألوف بقيادة ( سانتانا ) الذي لا يرحم ... وطلبت من إبني التوقف في أول فندق والعشاء والنوم للراحة وبالغد بإذن الله تعالى نكمل المشوار حيث لا اريد له التعب حتى نصل المكان المطلوب فلسنا مقيدين بوقت معين بل زيارة و سياحة للمنطقة وعلاج ... وتوقفنا في فندق الهيلتون حيث تم حجز الغرف ، والعشاء سندوتشات بالغرفة ومشاهدة الإذاعة المرئية عن آخر الأحداث العالمية والأخبار المحلية وما يحدث من صراع بين المرشحين للرئاسة عام 2016 م...

                       بصباح يوم الجمعة بعد وجبة الفطور الجيد من كل مالذ وطاب في مطعم الفندق واصلنا الطريق حوالي الساعة التاسعة صباحا وكان الطقس بدأ يعتدل والحرارة في إزدياد كلما توغلنا إلى الجنوب في الوادي أحسن بكثير من طقس مدينة دالاس البارد حيث الفرق أعلى حوالي العشرين درجة في مسافة قليلة بالبر ... ووصلنا إلى المدينة المنشودة (مكلين) حيث قام إبني بزيارة  والد زوجته المريض بسرعة ، ثم أكملنا المسيرة إلى ضاحية (وسلاقو) ومنها عبرنا الحدود إلى المكسيك بسرعة بدون أي تعب ولا جهد ولا حتى النزول من السيارة ولا تفتيش ولا ضياع الوقت في التعطيل المفتعل، بل دفع رسوم محددة بسيطة قيمتها ثلاثة دولارات للجانب الأمريكي وعبرنا الجسر الذي نصفه في امريكا والنصف الثاني في دولة المكسيك، على وادي ( ريو قراندي ) وكان رجال أمن الحدود الأمريكي والمكسيكي في قمة الأدب  والإحترام يشيرون بالأيدي لسائقي السيارات للمرور إلى الداخل بدون التوقف مما ذكرني الموضوع مايحدث في حدودنا الغربية مع تونس من تعطيل بالساعات حتى يتم المرور وضياع الوقت الكثير على الحدود الشرقية مع مصر الجارة الذين مازالوا يتعاملون بالطرق العقيمة لدول العالم الثالث، وسعيد الحظ من يمر بعد ساعات من التفتيش على السيارة ومستنداتها والتأمين والختم على الجوازات ودفع الكثير من الرشاوي والأتاوات لتسهيل المرور بسرعة مع عدم وجود اماكن الراحة ولا دورات المياه النظيفة ولا المطاعم للوجبات السريعة، بل المعاملة السيئة للكثيرين وكأنهم مجرمين وليسوا بشرا مسافرين من حقهم المعاملة الجيدة والإحترام والتقدير سواءا داخلين أم خارجين ، وقلت للنفس معزيا سبحانك رب العالمين نحتاج إلى وقت كثير وتعليم حتى نصل إلى السمو والحضارة و نبلغ  هذا المستوى الرفيع في المرور السهل عبر الحدود بين الدول مثل هؤلاء ...

             بعد الحدود مباشرة كانت بلدة (نويفو بروقرسو) المكسيكية حيث السوق عامرا بآلاف السائحين من كبار السن الأمريكان والموسيقى تصدح بأنغام جميلة (فلامنكو) وكأننا في حفلة عرس جماعية في كل مكان والبعض من العواجيز الأمريكان يرقصون بالشارع الرئيسي للمحلات وبأيديهم زجاجات البيرة يشربون منتشين من الفرحة والسرور والحرية  وعدم المنع حيث بالبلدة لديهم مثل  شعبي يقول (أهلا وسهلا بالضيف إضحك وألعب كما تشاء ولكن لا تعمل فوضى والا العقاب الشديد) ... وأوقفنا السيارة في احد الجوانب يحرسها أحد الخفراء الكثيرين بالمنطقة مقابل أجر بسيط حيث الأمن  مستتب ولا اي نوع من التعديات مهما كانت والجميع محترمين وبالأخص يعانون من الفقر الشديد ... وشاهدت الكثيرين من المحتاجين المقعدين الذين يمدون ايديهم للحصول على بعض المال وعشرات الصبيان الذين يقومون بطلاء الأحذية في كل مكان ولا أي إزعاج ولا إلحاح من أي أحد كان كما يحدث للأسف في أحد الدول العربية بالجوار لغابة المختار التي تجعل السائح يتأفف من الإحراج والسؤال والإلحاح على الدفع لبعض المال كهبات وكأنه حق مكتسب ضرورة الدفع !!!  أليس هذا الأمر بمخجل ومخزي مهما كان الفقر شديدا مدقع، لدى الانسان عزة وكرامة لا يريق ماء الوجه لكل من هب ودب في السؤال والإلحاح؟   والله الموفق  .... 

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع ... 

Saturday, March 5, 2016

قصصنا الرمزية 33

بسم الله الرحمن الرحيم

 الدواء

http://rmz-kawater.blogspot.com
 كان الله تعالى في عون المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر رفيق رحلة العمر الذي لا يتم الشفاء منه مهما حاول المريض المحافظة بجميع الطرق على التخلص منه لا يستطيع ... والسبب هو غلاء أسعار الدواء في غابة النسر رعاة البقر من الوحوش القاتلة ذات الأنياب الشرسة ذوي الإحتكارات القوية لحياة الحيوانات الناطقة في الغابات من شركات إنتاج وتصنيع الدواء المحتكر على القلائل من البعض ، حيث الأسعار غالية جدا في كثير من الأحيان لا تصدق، و تكاليف العلاج المستمرة تذبح المرضى بلا رحمة ولا شفقة بالعديد من الفواتير التي تأتي كل يوم بالبريد بدون أن تنتهي أو تتوقف ... جميعها تطالب بالدفع لمبالغ بسيطة او كبيرة ولكن مع الوقت و تجميع الأرقام يذهل المريض متوسط الحال عن الجمع و يعجز عن دفعها بسهولة من حسابه الخاص مهما فعل ... وبالأخص لعديم الدخل من غير بطاقة تأمين صحية وضمان الدولة بالدفع ، مما إضطررت شخصيا بصعوبة شراء الدواء على حسابي الخاص من الخارج بنفس المواصفات والجودة والسعر رخيص جداً، حيث مثلا زجاجة دواء الأنسولين لمرضى السكر التي أحتاج كل أسبوع إلى واحدة، إضطررت لشرائها بمبلغ ثلاثمائة وخمسون دولارا مع التخفيض ... وفي غابة المختار توزع لمواطنيها بالمجان ، ولدى جيراننا بالجنوب ذوي القبعات العريضة للحماية من وهج  وحرارة الشمس (الأنكا) الأسعار رخيصة تساوي العشر فقط  من الثمن ، مما الفرق رهيبا في شراء الدواء مقارنة بالأسعار الأخرى، لا تصدق!

                    كان الله تعالى في عون الخزانة العامة التي تدفع المليارات من الدولارات سنويا في العلاج لمواطنيها بدون توقف ، حيث من وجهة نظري الخاصة عبارة عن سرقات ضخمة لجيوب البعض وإستنزاف الدم الحار النقي بإسم العلاج وتحت غطاء القانون ، ولا يستطيع أي مريض كان من عامة الشعب ان يمتنع عن الدفع أو المساومة لبعض التخفيض حيث راضيا بما يحدث  له من غلاء وزيادات الأرقام طالما بالمجان لا يدفع من جيبه الخاص ويحس بالألم في الشراء بالأسعار العالية الغالية ، حيث الدفع عن طريق بطاقات التأمين الصحي المجاني من الغابة ، والمريض العليل عبارة عن رقم في الحاسوب وكل شئ مسجل بوضوح ...   وإن لا يحسن التصرف ويتبع التعليمات بصدق ويقدم طلب ، حتى يتحصل على المعونات المجانية في العلاج والدواء يفوته القطار وبالأخص الذي ليس لديه أي دخل كان ، يصبح مرميا على قارعة الطريق مثل التائه بدون عمل ولا مأوى ، وحيدا مهموما مغموما لا أحدا مهتما به، وكان الله تعالى في عون المريض الفقير الذي بدون تأمين صحي مجاني  حتى يستطيع العلاج ومقاومة الأمراض إلى نهاية العمر يوم الأجل ... لا وجود للرحمة ولا الشفقة من شركات الدواء العملاقة  يعيش المواطن المريض أو ينتهي و يموت ، المهم والأهم كم المبالغ الضخمة كأرباح يحققونها من البيع والإستهلاك اليومي الضخم ، وتدخل  جيوب البعض نظير الإحتكار ....

               مرضت مرتين مرضا صعبا من القلب منذ عدة سنوات وتمت إجراء عمليات جراحية كللت بالنجاح نظير رضاة الله تعالى والوالدين ، والمرة الثالثة العام الماضي سقطت مريضا أثناء الصيام في مدينة طنجة بالمملكة المغربية عندما كنت في زيارة لها مع العائلة وعائلة صديق أخ آخر لتمضية صيام شهر رمضان بها حيث القصد أداء فريضة الصيام في دولة عربية حتى نستمتع بليالي الشهر الكريمة من صلاة وذكر ... ومرضت فجأة من إلتهاب رئوي حادا (الأمونيا) الشديدة بالصدر نظير تقلبات الطقس من حار ساخن في ولاية رعاة البقر إلى بارد منعش وبالأخص بالليل في المضيق في وقت قصير جداً نظير الترحال والسفر التي ضاع فيها وتلاشى الهواء عن التنفس بسهولة وأصبحت مريضا غير قادرا على المقاومة بحاجة ماسة لبعض الهواء النقي للإستنشاق من زفير وشهيق حتى أرتاح من الألم الفظيع في الصدر والصداع بالرأس ، وأنجاني الله عز وجل في الثلاث مرات من الموت في آخر لحظة ، حيث العمر والأجل مازال به بعض الوقت لم يحين بعد بقدرة الخالق الباقي الأحد ....

                العناية كانت جيدة جداً بالمستشفيات سواء في الشرق في غابة ولاية العشاق، أم في الوسط بالجنوب في غابة ولاية رعاة البقر، حيث جربت الأمر شخصيا في المكانين وعرفت جودة العلاج والعناية الفائقة ، مقارنة بجميع الغابات التي زرتها كمريض مثل عيادات  (أبوالهول والأهرامات ) حيث يكون المريض مرميا بدون عناية ولا إهتمام مهما كان الألم فظيعا لديه يعصر فيه ، إن لم يدفع قيمة مالية مسبقة تحت الحساب كضمان حتى يباشروا العلاج له ، مع الرشاوي  (البقشيش ) ، ولا يستطيع المريض الرفض حيث هكذا جرت العادة المتبعة في التعامل لديهم أو يصبح بلا آهتمام في آخر الطابور ينتظر الدور ، للعناية أو للموت....

             سمعت الكثير من الحكايات والقصص والنوادر عن مايحدث في العيادات والمصحات والمستشفيات وبالأخص في غابات العالم الثالث التي بعضها تدعي الكمال والعناية والجودة في الخدمات ومتابعة الدواء الجيد للمريض في وقته المحدد حسب أوامر الأطباء، والواقع المرير الأليم مازالت مثل الطفل الرضيع تحبو على أربع اليدين والرجلين مقارنة بالغرب ، لم تصل بعد إلى الحدود المطلوبة للقمة في العلاج والعناية الفائقة ، وللأسف الكبير بعضها تتباهى بالكمال والجودة من الجيران في الغرب والشرق وهي مازالت في الحضيض تعيش ، أليس الامر بحزين ومؤسف ضياع المرضى بالموت بسهولة  نتيجة الإهمال والأخطاء ، ( مع إيماني الكامل أنه وقت حلول الأجل لا يستطيع أي كان من الأطباء ان يغير الحال ) الكثيرون توفوا إلى رحمة الله تعالى هباءا من الألم وعدم  الإهتمام ولا الطب الجيد ولا الدواء، والمسؤولين في المستشفيات والمصحات الخاصة ، لاهون في النقاش البيزنطي غير مهتمين بالعناية والإنقاذ ، يناقشون كيفية دفع المريض للمال....

                في غابة النسر رعاة البقر في معظم الأماكن لديهم مستشفيات ومصحات ودور رعاية وتأهيل فيها أرقى أنواع العناية والعلاج للحيوانات الناطقة ، وحتى التي بدون عقل غير قادرة على النطق والكلام غير الألم والأنين لها رحمة وشفقة خاصة غير عادية عليها ، الكثيرون من الأهالي يعتبرونها من أفراد العائلة ويهتمون بها أشد الإهتمام من رعاية وعلاج ودواء ... والمريض الناطق يدخل محمولا على نقالة أو جالسا على كرسيا متحركا غير قادرا على النهوض والسير على رجليه براحة بدون عكاز ومساندة كما حدث معي في المرة الثالثة من المرض الصعب متذ عدة شهور ، لم أستطيع الوقوف والسير وأصبحت رجلي جامدة تتدلى ميته بدون أية حركة كالمشلول لا تتحرك ولم أستطيع الوقوف مهما حاولت مما إضطر إبني الكبير إلى حملي بيديه مثل الطفل الصغير من إلعيادة إلى السيارة حتى باب غرفة الطوارئ بالمستشفى وأحضر لي كرسيا متحركا على عجلات جلست عليه للدخول... وبعد الفحص السريع في غرفة الطوارئ طلب مني البقاء حسب أوامر الدكتور الجراح جزاه الله تعالى كل الخير ، والعلاج المركز الجيد والإقامة عدة أيام في العناية الفائقة رجعت لي الصحة والعافية وخرجت من المستشفى راجعا للبيت معافيا لفترة نقاهة طويلة ، وكأنه يوما لم يزورني المرض والألم الشديد ... أليست هذه الغابة الفريدة ، غابة النسر رعاة  البقر ، جنة ونعمة، غير متوفرة للكثيرين من المحتاجين من غابة المختار وطننا الأول  لمن يريد العيش الكريم فيها في راحة وسعادة بدون هموم من الخوف والرعب و الإرهاب والإغتيال في أي لحظة من قناص يتسلى بالقتل او الخطف لقاء الفدية ، وسقوط القنابل العشوائية على الرؤوس من الجو لإشاعة الرعب من حاقدين خوارج مرتدين أدعياء إصلاح الدين وهم بعيدين عنه بعدالسماء عن الأرض ، لا يريدون راحة الأهالي  المسالمين ...

               وجود العناية القوية الفائقة فى غابة النسر رعاة البقر لأي مريضا كان ، طالما مواطنا أم مقيما ضمن القانون سواءا غنيا أم فقير الحال والعلاج الجيد متوفرا للجميع بقوة القانون ، ضمن إتباع و كتابة جميع البيانات المطلوبة بصدق وبضمير وحق حيث المراجعة قوية ودقيقة خوفا من التزوير  للحصول على تخفيضات كبيرة ، أو بالمجان على حساب غابة المجتمع للولاية ، وبالأخص لنا نحن كبار السن الغرباء ذوي الجنسيات المختلفة المتقاعدين بدون أي دخل كان ... والله الموفق...
                                                                                رجب المبروك زعطوط

Wednesday, March 2, 2016

قصصنا الرمزية 32

بسم الله الرحمن الرحيم

 المرض والعلاج

 صدق من قال القول المأثور (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى) ... لقد اصبت بعدة أمراض توالت مع بعض في فترة زمنية قصيرة ، حلت ونهشت الجسم بضراوة  و كأنني عدو لها... زرت العديد من العيادات في العالم الفسيح في كثير من الدول ، و اجريت عمليتين جراحيتين على القلب في غابة النسر رعاة البقر ، أولهما، وضع الدعامات في القلب، والثانية بعد عدة سنوات كانت على القلب المفتوح  حيث تم تركيب جهاز داخل الجسم يحافظ على اعتدال النبض و مساعدا وقت التوقف لا سمح الله تعالى بإعطاء شرارة قوية كهربائية  له بسرعة حتى يعمل كالعادة و ينبض من جديد ...  

                    أيام الصغر والشباب كنت لا أبالي بهذا المثل ولا أعطيه كثرة الاهتمام ، حيث كنت سليم  معافى و نشيطا معظم الوقت ...  قمت بأشياء كثيرة لا تخطر على البال من الموبقات والتفريط في الصحة والعافية بدون وعي ، نظير الغرور بالصحة والجهل ، معتقدا أن العافية سوف تدوم إلى ماشاء الله تعالى إلى آخر الحياة ونهاية الأجل يوم الرحيل الأخير ...  وأثبتت الأيام وطول العمر أنني كنت على خطأ كبير.
             لم أعط نفسي حقها في تلك الأوقات الجميلة الحلوة سنوات الصغر والشباب التي مرت وإنتهت إلى غير رجعة  مهما حاولت وعملت الآن بكل الجهد محاولا التعويض ...  كنت بالسابق لا أولي العناية الصحيحة والإهتمام بالنفس كما يجب وعلى رأس الأخطاء كان السهر الطويل إلى الفجر وظهور الضياء معظم الأيام بدون النوم الكافي والراحة للجسد...  معظم الليالي مستيقظا سواءا في السمر مع الأصدقاء أو القراءة والأرق حيث تعودت على هذا النمط من الحياة ...  الإفراط في السهر والتدخين بشغف سنوات عديدة حوالي العقدين من الزمن ... فقد كنت أدخن السيجارة وراء الأخرى بشغف حتى وفقني وهداني الله تعالى يوما وتوقفت فجأة حيث كنت امرض و اصاب  بالغثيان والصداع القوي عندما أشم رائحة التبغ وأصبحت طريح الفراش حوالي الأسبوعين حتى إرتحت، وبدأ الدم يطهر تدريجيا من التلوث  والمصائب السابقة بالتدخين المستمر....

                 عدم النوم كما يجب في أول ساعات الليل كما قال وأمر الله سبحانه وتعالى (وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا) التي المفروض فيها الراحة والسكون حتى تؤدي بعض الغدد المهمة بالجسم وظائفها كما هو المطلوب من يوم الخلق الأول للانسان وخروجه للحياة كمولود صغير والتقيد بها... حتى يعيش معافا مرتاحا طوال أيام العمر إلى الكهولة  و التقدم إلى السنوات الأخيرة ،  إلى يوم النهاية و الموت  و الإنتقال إلى جوار الخالق الله تعالى مرتاحا من غير تعب وآلام شديدة بالجسم تجعله مهترئا، يستغيث في بعض الأحيان  طالبا الرحمة و الشفاء ، أو الراحة بالموت حتى يجتاز الآلام الرهيبة وتتوقف كما يحدث للبعض نتيجة الإهمال والنسيان ، و البعض الأخر نتيجة  الأمراض السرطانية الخبيثة  التي تؤدي إلى القبر مهما تم من علاج ...

                   للأسف الطيش والشباب والنشاط جعلنا ننسى أنفسنا ولا نهتم حتى سقطنا في الحفر ونهشتنا الأمراض العديدة كما قلت بدون ان نشعر بها أو ندري حتى ضرب الفأس الرأس وأصبحت شخصيا أدور وأزور وأمشي من عيادة ومستشفى إلى أخريات عسى أن أشفى وارتاح من الأمراض التي أصبحت رفاق العمر والرحلة رغما عني ... و من حظي السعيد أنني  مواطن  مقيم في الوطن الثاني ، في آخر العمر في وطن الفرص ، العسل واللبن ، وطن النسر ورعاة البقر الذي التمريض فيه ممتاز ، ومهارة الأطباء والعناية الفائقة بالمريض في أحسن وأبدع الصور عن وطننا الأول غابة المختار ، حيث المحظوظ طويل العمر هناك من يدخل المستشفى مريضا على نقالة ، ويخرج صحيحا معافى موفور الصحة من القلائل ، والكثيرون رأسا موتى للمقبرة و الدفن... والسبب الرئيسي في النهاية والموت السريع في غابتنا وطن المختار ، ليست نقصا في وجود الأطباء المهرة الجيدين في التشخيص والقيام بالعمليات الجراحية على أعلى المستويات حيث لدينا البعض من المشاهير على مستوى العالم  ... ولكن لا وجود للإحترام والتقدير لهم كما في أماكن كثيرة يعاملون في بعض الأحيان معاملات سيئة لا تليق بالمقام ولا بالتعب والجهد الذي يبذلونه  و السهر لمرضاهم ... وبالأخص فترة الحرب الأهلية والتناحر بين الأطراف العديدة ... ولا وجود للآلات الحديثة المطلوبة حيث الخزانة العامة تدفع بسخاء ولكن العمولات الجائرة والفروقات الكبيرة للجيوب وتسمين الحسابات للأشقياء ، تجار الدم ، تجعلهم يشترون المهترئة البالية بأسعار رمزية و يقع إستلامها نظير الفساد والإفساد على أنها جديدة وحديثة وبأغلى الأسعار في القيمة ، لتوفير المال الكثير كعمولات وفروقات لحساباتهم الخاصة ... ناسين ومتناسين أنه يوما سوف يحاسبون ويعاقبون سواءا بالدنيا أم بالآخرة نظير عدم الرؤية الواضحة والسير في طريق الشيطان الرجيم والتعامل الخاطئ و الطمع في تحقيق الأرباح الحرام والزاقوم ...

                  لا وجود للتمريض الجيد ولا للخدمات النظيفة للمريض حتى يتعافى بسرعة ، ولا وجود للدواء المطلوب للإستعمال حيث يسرق الجيد غالي الثمن ويباع في السوق السوداء إلى دول الجوار بأضعاف الثمن عدة مرات مما أصبحت تجارة رابحة على حساب المرضى العجزة الفقراء العاجزين عن الدفع ... ولا من يحاسب ويعاقب حيث عصابات شريرة بغابة المختار، كل عصابة لها الإحتكار لصنف معين من المواد في الدولة من الألف للياء...  ولا وجود للمصحات والمستشفيات الحديثة، مما يضطر المرضى إلى السفر خارج الوطن إلى دول الجوار ويعانون المصائب في السفر والترحال والتعطيل الكبير للحصول على تأشيرات الدخول وبالأخص لدول الشمال اوروبا ، والبعض يتوفون إلى رحمة الله تعالى من أمراض تافهة ممكن علاجها بسهولة لو توفرت العناية من أول يوم ، وتم القضاء عليها ، ولكن إنتشرت وصعب علاجها مما المريض يتوفى قبل الوصول للعلاج ، أو بعد انتهاء العمليات الجراحية نظير الأخطاء العديدة حيث أصبح مرضانا حقول تجربة لمن يريد أن يتعلم الطب بسهولة في  رؤوس الضحايا ، ولا من يحاسب ولا من يعاقب ...

                     لا أريد الاسترسال والفضح للكثير من الخفايا المؤلمة التي وراء الستار في الخفاء تدار من عقول شريرة للبقاء على رأس السلطة في الساحة وبالأخص في الوقت الحالي حيث  وطننا يمر بمرض خطير صعب القضاء عليه بسهولة ... نمر بأزمة ضمير صعبة وسرقات مال وقتل أرواح ضحايا ببساطة ، كل طرف من الأقوياء المتسلطين يدعي أنه الأصلح بقوة السلاح لمن يتأبى عن الطاعة والرفض للأوامر الخاطئة... حيث روح الانسان للأسف الكبير اصبحت لا تساوي غير ثمن طلقة واحدة بعدة قروش زهيدة وسط الثراء والغنى الفاحش بدون جهد وتعب ، عطايا ونعم من الله تعالى بالدخل الكبير من تصدير الذهب الأسود ، النفط ومشتقاته الكثيرة،   لكثير من الدول ، مما زاد الفساد والإفساد عن الحد في الحرث والنسل ولا أمن ولا أمان، ولا إستقرار ... الجميع ينتظر الفرص للنهش والإلتهام وبالأخص من دول الجوار وبالأخص من غابة أبو الهول والأهرامات التي تريد بسط النفوذ بأي طريقة كانت، او الإحتلال من غابة السباقيتى والبيتزا ، الذين يحلمون بترجيع المجد السابق عندما كانوا مستعمرين غزاة منذ قرن من الزمان ، في أي لحظة نظير التسيب وعدم الحفاظ على الثروات العديدة حتى يأمن المواطن على نفسه وعائلته من أي ضرر .

                 كان الله تعالى في عون الجميع ، حيث نعاني في وطننا من أمراض عديدة ليست صحية وبالجسم فقط ، ولكن من كثرتها وتنوعها من الإشعاعات الخطيرة من ضرب القنابل  أثناء الغارات الجوية الكثيفة من طيران التحالف والتي بعض الأنواع  منها محرم دوليا ... ورمي النفايات الذرية من بعض الدول في مياهنا الإقليمية بدون من يتابع ويهتم وإستيراد المواد الغذائية الملوثة ،  جعلت الأجسام تتهاوى وتسقط بسرعة فريسة للأمراض الكثيرة الصعبة نظير العدوى والتلوث مما يدور حولها من تقصير وإهمال ، مما أصبح معظم الجميع في  غابة المختار مرضى بأمراض صحية وغيرها نفسية نتيجة الضغوط والعيش في الهم والغم ، وبالأخص في عدم وجود الأمن والأمان ، ينتظرون في رحمة الله تعالى و الشفاء للأبدان والعقول !!!!

                 بإمكاننا العلاج والخروج من الأزمات مهما كانت كثيرة وصعبة ، قادرين بإذن الله تعالى على تجاوزها والفوز والنجاح ، بالإتحاد والوحدة بضمير ، ووضع الدراسات الجيدة والمخطط المطلوب تحقيقه كرمز... الهدف الكبير أمام أعيننا ونبدأ حسب المثل العربي (من جد وجد) والأجنبي ( مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة) حتى الوصول للنهاية مهما كانت من عراقيل في المسيرة الطويلة ... ونحن كموحدين ومهتدين بنعمة الإسلام ولدينا الكفاءات والمال بإمكاننا  تحقيق الشفاء والسعادة والأمن والأمان بسهولة وفي أسرع وقت ...  لو النفوس طاهرة مثل السابق وحكمنا العقل والحكم السليم، و ابعدنا عنا كل دخيل  شرير سواءا أفرادا أو فئات أو أفكارا هدامة تحت غطاء الدين ، حيث لا يمتون لغابة المختار مهما كانت الأقاويل والدس بأي صورة وشكل !!!  سوف نصل بسرعة مهما طال الوقت والسير ونحقق الهدف والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط