Wednesday, March 2, 2016

قصصنا الرمزية 32

بسم الله الرحمن الرحيم

 المرض والعلاج

 صدق من قال القول المأثور (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى) ... لقد اصبت بعدة أمراض توالت مع بعض في فترة زمنية قصيرة ، حلت ونهشت الجسم بضراوة  و كأنني عدو لها... زرت العديد من العيادات في العالم الفسيح في كثير من الدول ، و اجريت عمليتين جراحيتين على القلب في غابة النسر رعاة البقر ، أولهما، وضع الدعامات في القلب، والثانية بعد عدة سنوات كانت على القلب المفتوح  حيث تم تركيب جهاز داخل الجسم يحافظ على اعتدال النبض و مساعدا وقت التوقف لا سمح الله تعالى بإعطاء شرارة قوية كهربائية  له بسرعة حتى يعمل كالعادة و ينبض من جديد ...  

                    أيام الصغر والشباب كنت لا أبالي بهذا المثل ولا أعطيه كثرة الاهتمام ، حيث كنت سليم  معافى و نشيطا معظم الوقت ...  قمت بأشياء كثيرة لا تخطر على البال من الموبقات والتفريط في الصحة والعافية بدون وعي ، نظير الغرور بالصحة والجهل ، معتقدا أن العافية سوف تدوم إلى ماشاء الله تعالى إلى آخر الحياة ونهاية الأجل يوم الرحيل الأخير ...  وأثبتت الأيام وطول العمر أنني كنت على خطأ كبير.
             لم أعط نفسي حقها في تلك الأوقات الجميلة الحلوة سنوات الصغر والشباب التي مرت وإنتهت إلى غير رجعة  مهما حاولت وعملت الآن بكل الجهد محاولا التعويض ...  كنت بالسابق لا أولي العناية الصحيحة والإهتمام بالنفس كما يجب وعلى رأس الأخطاء كان السهر الطويل إلى الفجر وظهور الضياء معظم الأيام بدون النوم الكافي والراحة للجسد...  معظم الليالي مستيقظا سواءا في السمر مع الأصدقاء أو القراءة والأرق حيث تعودت على هذا النمط من الحياة ...  الإفراط في السهر والتدخين بشغف سنوات عديدة حوالي العقدين من الزمن ... فقد كنت أدخن السيجارة وراء الأخرى بشغف حتى وفقني وهداني الله تعالى يوما وتوقفت فجأة حيث كنت امرض و اصاب  بالغثيان والصداع القوي عندما أشم رائحة التبغ وأصبحت طريح الفراش حوالي الأسبوعين حتى إرتحت، وبدأ الدم يطهر تدريجيا من التلوث  والمصائب السابقة بالتدخين المستمر....

                 عدم النوم كما يجب في أول ساعات الليل كما قال وأمر الله سبحانه وتعالى (وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا) التي المفروض فيها الراحة والسكون حتى تؤدي بعض الغدد المهمة بالجسم وظائفها كما هو المطلوب من يوم الخلق الأول للانسان وخروجه للحياة كمولود صغير والتقيد بها... حتى يعيش معافا مرتاحا طوال أيام العمر إلى الكهولة  و التقدم إلى السنوات الأخيرة ،  إلى يوم النهاية و الموت  و الإنتقال إلى جوار الخالق الله تعالى مرتاحا من غير تعب وآلام شديدة بالجسم تجعله مهترئا، يستغيث في بعض الأحيان  طالبا الرحمة و الشفاء ، أو الراحة بالموت حتى يجتاز الآلام الرهيبة وتتوقف كما يحدث للبعض نتيجة الإهمال والنسيان ، و البعض الأخر نتيجة  الأمراض السرطانية الخبيثة  التي تؤدي إلى القبر مهما تم من علاج ...

                   للأسف الطيش والشباب والنشاط جعلنا ننسى أنفسنا ولا نهتم حتى سقطنا في الحفر ونهشتنا الأمراض العديدة كما قلت بدون ان نشعر بها أو ندري حتى ضرب الفأس الرأس وأصبحت شخصيا أدور وأزور وأمشي من عيادة ومستشفى إلى أخريات عسى أن أشفى وارتاح من الأمراض التي أصبحت رفاق العمر والرحلة رغما عني ... و من حظي السعيد أنني  مواطن  مقيم في الوطن الثاني ، في آخر العمر في وطن الفرص ، العسل واللبن ، وطن النسر ورعاة البقر الذي التمريض فيه ممتاز ، ومهارة الأطباء والعناية الفائقة بالمريض في أحسن وأبدع الصور عن وطننا الأول غابة المختار ، حيث المحظوظ طويل العمر هناك من يدخل المستشفى مريضا على نقالة ، ويخرج صحيحا معافى موفور الصحة من القلائل ، والكثيرون رأسا موتى للمقبرة و الدفن... والسبب الرئيسي في النهاية والموت السريع في غابتنا وطن المختار ، ليست نقصا في وجود الأطباء المهرة الجيدين في التشخيص والقيام بالعمليات الجراحية على أعلى المستويات حيث لدينا البعض من المشاهير على مستوى العالم  ... ولكن لا وجود للإحترام والتقدير لهم كما في أماكن كثيرة يعاملون في بعض الأحيان معاملات سيئة لا تليق بالمقام ولا بالتعب والجهد الذي يبذلونه  و السهر لمرضاهم ... وبالأخص فترة الحرب الأهلية والتناحر بين الأطراف العديدة ... ولا وجود للآلات الحديثة المطلوبة حيث الخزانة العامة تدفع بسخاء ولكن العمولات الجائرة والفروقات الكبيرة للجيوب وتسمين الحسابات للأشقياء ، تجار الدم ، تجعلهم يشترون المهترئة البالية بأسعار رمزية و يقع إستلامها نظير الفساد والإفساد على أنها جديدة وحديثة وبأغلى الأسعار في القيمة ، لتوفير المال الكثير كعمولات وفروقات لحساباتهم الخاصة ... ناسين ومتناسين أنه يوما سوف يحاسبون ويعاقبون سواءا بالدنيا أم بالآخرة نظير عدم الرؤية الواضحة والسير في طريق الشيطان الرجيم والتعامل الخاطئ و الطمع في تحقيق الأرباح الحرام والزاقوم ...

                  لا وجود للتمريض الجيد ولا للخدمات النظيفة للمريض حتى يتعافى بسرعة ، ولا وجود للدواء المطلوب للإستعمال حيث يسرق الجيد غالي الثمن ويباع في السوق السوداء إلى دول الجوار بأضعاف الثمن عدة مرات مما أصبحت تجارة رابحة على حساب المرضى العجزة الفقراء العاجزين عن الدفع ... ولا من يحاسب ويعاقب حيث عصابات شريرة بغابة المختار، كل عصابة لها الإحتكار لصنف معين من المواد في الدولة من الألف للياء...  ولا وجود للمصحات والمستشفيات الحديثة، مما يضطر المرضى إلى السفر خارج الوطن إلى دول الجوار ويعانون المصائب في السفر والترحال والتعطيل الكبير للحصول على تأشيرات الدخول وبالأخص لدول الشمال اوروبا ، والبعض يتوفون إلى رحمة الله تعالى من أمراض تافهة ممكن علاجها بسهولة لو توفرت العناية من أول يوم ، وتم القضاء عليها ، ولكن إنتشرت وصعب علاجها مما المريض يتوفى قبل الوصول للعلاج ، أو بعد انتهاء العمليات الجراحية نظير الأخطاء العديدة حيث أصبح مرضانا حقول تجربة لمن يريد أن يتعلم الطب بسهولة في  رؤوس الضحايا ، ولا من يحاسب ولا من يعاقب ...

                     لا أريد الاسترسال والفضح للكثير من الخفايا المؤلمة التي وراء الستار في الخفاء تدار من عقول شريرة للبقاء على رأس السلطة في الساحة وبالأخص في الوقت الحالي حيث  وطننا يمر بمرض خطير صعب القضاء عليه بسهولة ... نمر بأزمة ضمير صعبة وسرقات مال وقتل أرواح ضحايا ببساطة ، كل طرف من الأقوياء المتسلطين يدعي أنه الأصلح بقوة السلاح لمن يتأبى عن الطاعة والرفض للأوامر الخاطئة... حيث روح الانسان للأسف الكبير اصبحت لا تساوي غير ثمن طلقة واحدة بعدة قروش زهيدة وسط الثراء والغنى الفاحش بدون جهد وتعب ، عطايا ونعم من الله تعالى بالدخل الكبير من تصدير الذهب الأسود ، النفط ومشتقاته الكثيرة،   لكثير من الدول ، مما زاد الفساد والإفساد عن الحد في الحرث والنسل ولا أمن ولا أمان، ولا إستقرار ... الجميع ينتظر الفرص للنهش والإلتهام وبالأخص من دول الجوار وبالأخص من غابة أبو الهول والأهرامات التي تريد بسط النفوذ بأي طريقة كانت، او الإحتلال من غابة السباقيتى والبيتزا ، الذين يحلمون بترجيع المجد السابق عندما كانوا مستعمرين غزاة منذ قرن من الزمان ، في أي لحظة نظير التسيب وعدم الحفاظ على الثروات العديدة حتى يأمن المواطن على نفسه وعائلته من أي ضرر .

                 كان الله تعالى في عون الجميع ، حيث نعاني في وطننا من أمراض عديدة ليست صحية وبالجسم فقط ، ولكن من كثرتها وتنوعها من الإشعاعات الخطيرة من ضرب القنابل  أثناء الغارات الجوية الكثيفة من طيران التحالف والتي بعض الأنواع  منها محرم دوليا ... ورمي النفايات الذرية من بعض الدول في مياهنا الإقليمية بدون من يتابع ويهتم وإستيراد المواد الغذائية الملوثة ،  جعلت الأجسام تتهاوى وتسقط بسرعة فريسة للأمراض الكثيرة الصعبة نظير العدوى والتلوث مما يدور حولها من تقصير وإهمال ، مما أصبح معظم الجميع في  غابة المختار مرضى بأمراض صحية وغيرها نفسية نتيجة الضغوط والعيش في الهم والغم ، وبالأخص في عدم وجود الأمن والأمان ، ينتظرون في رحمة الله تعالى و الشفاء للأبدان والعقول !!!!

                 بإمكاننا العلاج والخروج من الأزمات مهما كانت كثيرة وصعبة ، قادرين بإذن الله تعالى على تجاوزها والفوز والنجاح ، بالإتحاد والوحدة بضمير ، ووضع الدراسات الجيدة والمخطط المطلوب تحقيقه كرمز... الهدف الكبير أمام أعيننا ونبدأ حسب المثل العربي (من جد وجد) والأجنبي ( مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة) حتى الوصول للنهاية مهما كانت من عراقيل في المسيرة الطويلة ... ونحن كموحدين ومهتدين بنعمة الإسلام ولدينا الكفاءات والمال بإمكاننا  تحقيق الشفاء والسعادة والأمن والأمان بسهولة وفي أسرع وقت ...  لو النفوس طاهرة مثل السابق وحكمنا العقل والحكم السليم، و ابعدنا عنا كل دخيل  شرير سواءا أفرادا أو فئات أو أفكارا هدامة تحت غطاء الدين ، حيث لا يمتون لغابة المختار مهما كانت الأقاويل والدس بأي صورة وشكل !!!  سوف نصل بسرعة مهما طال الوقت والسير ونحقق الهدف والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment