بسم الله الرحمن الرحيم
الدواء
كان الله تعالى في عون المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر رفيق رحلة العمر الذي لا يتم الشفاء منه مهما حاول المريض المحافظة بجميع الطرق على التخلص منه لا يستطيع ... والسبب هو غلاء أسعار الدواء في غابة النسر رعاة البقر من الوحوش القاتلة ذات الأنياب الشرسة ذوي الإحتكارات القوية لحياة الحيوانات الناطقة في الغابات من شركات إنتاج وتصنيع الدواء المحتكر على القلائل من البعض ، حيث الأسعار غالية جدا في كثير من الأحيان لا تصدق، و تكاليف العلاج المستمرة تذبح المرضى بلا رحمة ولا شفقة بالعديد من الفواتير التي تأتي كل يوم بالبريد بدون أن تنتهي أو تتوقف ... جميعها تطالب بالدفع لمبالغ بسيطة او كبيرة ولكن مع الوقت و تجميع الأرقام يذهل المريض متوسط الحال عن الجمع و يعجز عن دفعها بسهولة من حسابه الخاص مهما فعل ... وبالأخص لعديم الدخل من غير بطاقة تأمين صحية وضمان الدولة بالدفع ، مما إضطررت شخصيا بصعوبة شراء الدواء على حسابي الخاص من الخارج بنفس المواصفات والجودة والسعر رخيص جداً، حيث مثلا زجاجة دواء الأنسولين لمرضى السكر التي أحتاج كل أسبوع إلى واحدة، إضطررت لشرائها بمبلغ ثلاثمائة وخمسون دولارا مع التخفيض ... وفي غابة المختار توزع لمواطنيها بالمجان ، ولدى جيراننا بالجنوب ذوي القبعات العريضة للحماية من وهج وحرارة الشمس (الأنكا) الأسعار رخيصة تساوي العشر فقط من الثمن ، مما الفرق رهيبا في شراء الدواء مقارنة بالأسعار الأخرى، لا تصدق!
كان الله تعالى في عون الخزانة العامة التي تدفع المليارات من الدولارات سنويا في العلاج لمواطنيها بدون توقف ، حيث من وجهة نظري الخاصة عبارة عن سرقات ضخمة لجيوب البعض وإستنزاف الدم الحار النقي بإسم العلاج وتحت غطاء القانون ، ولا يستطيع أي مريض كان من عامة الشعب ان يمتنع عن الدفع أو المساومة لبعض التخفيض حيث راضيا بما يحدث له من غلاء وزيادات الأرقام طالما بالمجان لا يدفع من جيبه الخاص ويحس بالألم في الشراء بالأسعار العالية الغالية ، حيث الدفع عن طريق بطاقات التأمين الصحي المجاني من الغابة ، والمريض العليل عبارة عن رقم في الحاسوب وكل شئ مسجل بوضوح ... وإن لا يحسن التصرف ويتبع التعليمات بصدق ويقدم طلب ، حتى يتحصل على المعونات المجانية في العلاج والدواء يفوته القطار وبالأخص الذي ليس لديه أي دخل كان ، يصبح مرميا على قارعة الطريق مثل التائه بدون عمل ولا مأوى ، وحيدا مهموما مغموما لا أحدا مهتما به، وكان الله تعالى في عون المريض الفقير الذي بدون تأمين صحي مجاني حتى يستطيع العلاج ومقاومة الأمراض إلى نهاية العمر يوم الأجل ... لا وجود للرحمة ولا الشفقة من شركات الدواء العملاقة يعيش المواطن المريض أو ينتهي و يموت ، المهم والأهم كم المبالغ الضخمة كأرباح يحققونها من البيع والإستهلاك اليومي الضخم ، وتدخل جيوب البعض نظير الإحتكار ....
مرضت مرتين مرضا صعبا من القلب منذ عدة سنوات وتمت إجراء عمليات جراحية كللت بالنجاح نظير رضاة الله تعالى والوالدين ، والمرة الثالثة العام الماضي سقطت مريضا أثناء الصيام في مدينة طنجة بالمملكة المغربية عندما كنت في زيارة لها مع العائلة وعائلة صديق أخ آخر لتمضية صيام شهر رمضان بها حيث القصد أداء فريضة الصيام في دولة عربية حتى نستمتع بليالي الشهر الكريمة من صلاة وذكر ... ومرضت فجأة من إلتهاب رئوي حادا (الأمونيا) الشديدة بالصدر نظير تقلبات الطقس من حار ساخن في ولاية رعاة البقر إلى بارد منعش وبالأخص بالليل في المضيق في وقت قصير جداً نظير الترحال والسفر التي ضاع فيها وتلاشى الهواء عن التنفس بسهولة وأصبحت مريضا غير قادرا على المقاومة بحاجة ماسة لبعض الهواء النقي للإستنشاق من زفير وشهيق حتى أرتاح من الألم الفظيع في الصدر والصداع بالرأس ، وأنجاني الله عز وجل في الثلاث مرات من الموت في آخر لحظة ، حيث العمر والأجل مازال به بعض الوقت لم يحين بعد بقدرة الخالق الباقي الأحد ....
العناية كانت جيدة جداً بالمستشفيات سواء في الشرق في غابة ولاية العشاق، أم في الوسط بالجنوب في غابة ولاية رعاة البقر، حيث جربت الأمر شخصيا في المكانين وعرفت جودة العلاج والعناية الفائقة ، مقارنة بجميع الغابات التي زرتها كمريض مثل عيادات (أبوالهول والأهرامات ) حيث يكون المريض مرميا بدون عناية ولا إهتمام مهما كان الألم فظيعا لديه يعصر فيه ، إن لم يدفع قيمة مالية مسبقة تحت الحساب كضمان حتى يباشروا العلاج له ، مع الرشاوي (البقشيش ) ، ولا يستطيع المريض الرفض حيث هكذا جرت العادة المتبعة في التعامل لديهم أو يصبح بلا آهتمام في آخر الطابور ينتظر الدور ، للعناية أو للموت....
سمعت الكثير من الحكايات والقصص والنوادر عن مايحدث في العيادات والمصحات والمستشفيات وبالأخص في غابات العالم الثالث التي بعضها تدعي الكمال والعناية والجودة في الخدمات ومتابعة الدواء الجيد للمريض في وقته المحدد حسب أوامر الأطباء، والواقع المرير الأليم مازالت مثل الطفل الرضيع تحبو على أربع اليدين والرجلين مقارنة بالغرب ، لم تصل بعد إلى الحدود المطلوبة للقمة في العلاج والعناية الفائقة ، وللأسف الكبير بعضها تتباهى بالكمال والجودة من الجيران في الغرب والشرق وهي مازالت في الحضيض تعيش ، أليس الامر بحزين ومؤسف ضياع المرضى بالموت بسهولة نتيجة الإهمال والأخطاء ، ( مع إيماني الكامل أنه وقت حلول الأجل لا يستطيع أي كان من الأطباء ان يغير الحال ) الكثيرون توفوا إلى رحمة الله تعالى هباءا من الألم وعدم الإهتمام ولا الطب الجيد ولا الدواء، والمسؤولين في المستشفيات والمصحات الخاصة ، لاهون في النقاش البيزنطي غير مهتمين بالعناية والإنقاذ ، يناقشون كيفية دفع المريض للمال....
في غابة النسر رعاة البقر في معظم الأماكن لديهم مستشفيات ومصحات ودور رعاية وتأهيل فيها أرقى أنواع العناية والعلاج للحيوانات الناطقة ، وحتى التي بدون عقل غير قادرة على النطق والكلام غير الألم والأنين لها رحمة وشفقة خاصة غير عادية عليها ، الكثيرون من الأهالي يعتبرونها من أفراد العائلة ويهتمون بها أشد الإهتمام من رعاية وعلاج ودواء ... والمريض الناطق يدخل محمولا على نقالة أو جالسا على كرسيا متحركا غير قادرا على النهوض والسير على رجليه براحة بدون عكاز ومساندة كما حدث معي في المرة الثالثة من المرض الصعب متذ عدة شهور ، لم أستطيع الوقوف والسير وأصبحت رجلي جامدة تتدلى ميته بدون أية حركة كالمشلول لا تتحرك ولم أستطيع الوقوف مهما حاولت مما إضطر إبني الكبير إلى حملي بيديه مثل الطفل الصغير من إلعيادة إلى السيارة حتى باب غرفة الطوارئ بالمستشفى وأحضر لي كرسيا متحركا على عجلات جلست عليه للدخول... وبعد الفحص السريع في غرفة الطوارئ طلب مني البقاء حسب أوامر الدكتور الجراح جزاه الله تعالى كل الخير ، والعلاج المركز الجيد والإقامة عدة أيام في العناية الفائقة رجعت لي الصحة والعافية وخرجت من المستشفى راجعا للبيت معافيا لفترة نقاهة طويلة ، وكأنه يوما لم يزورني المرض والألم الشديد ... أليست هذه الغابة الفريدة ، غابة النسر رعاة البقر ، جنة ونعمة، غير متوفرة للكثيرين من المحتاجين من غابة المختار وطننا الأول لمن يريد العيش الكريم فيها في راحة وسعادة بدون هموم من الخوف والرعب و الإرهاب والإغتيال في أي لحظة من قناص يتسلى بالقتل او الخطف لقاء الفدية ، وسقوط القنابل العشوائية على الرؤوس من الجو لإشاعة الرعب من حاقدين خوارج مرتدين أدعياء إصلاح الدين وهم بعيدين عنه بعدالسماء عن الأرض ، لا يريدون راحة الأهالي المسالمين ...
وجود العناية القوية الفائقة فى غابة النسر رعاة البقر لأي مريضا كان ، طالما مواطنا أم مقيما ضمن القانون سواءا غنيا أم فقير الحال والعلاج الجيد متوفرا للجميع بقوة القانون ، ضمن إتباع و كتابة جميع البيانات المطلوبة بصدق وبضمير وحق حيث المراجعة قوية ودقيقة خوفا من التزوير للحصول على تخفيضات كبيرة ، أو بالمجان على حساب غابة المجتمع للولاية ، وبالأخص لنا نحن كبار السن الغرباء ذوي الجنسيات المختلفة المتقاعدين بدون أي دخل كان ... والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment