Sunday, February 12, 2017

خواطر عامة 28

بسم الله الرحمن الرحيم

 الرسالة
2

إلى أخي وصديقي العزيز عبدالعالم...

              تحياتي وشكرًا على الاهتمام والمتابعة لقضايانا العربية والليبية المؤلمة والتي تحز بالنفس و مراسلتك لي... الموضوع الشيق الذي كتبه أحد الكتاب  عن العرب والحال المؤسف الذي وصلنا له من السقوط في الهاوية والحضيض في مخاضة ومستنقع الحياة ...  وغير قادرين على الخروج والنجاة... ناسيا الأسباب العديدة للإضمحلال والسقوط والسوس الذي نخر في الأمة العربية منذ أيام تمرد الأمويين طمعا في السلطة والحكم على آخر الخلفاء الراشدين سيدنا علي بن طالب كرم الله وجهه... وتغيرت الفتنة إلى مسميات أخرى دخيلة على دين الإسلام الحقيقي ، سنة وشيعة ، حتى وصلنا لهذا الحال المؤسف من التناحر ، كل طرف يريد إثبات الوجود مهما كلف الأمر من تضحيات وهم إخوة في العقيدة و الدين والمصير والتي لا مجال لذكر الإختلافات العديدة من كثرتها...

                   لقد قرأته بإمعان وأعجبني العنوان والإنشاء في الكتابة وتنسيق الكلمات النارية والعبارات الحماسية والمرارة التي تحز بنفس الكاتب عن مصائب العرب التي بلا عدد ولا نهاية ... وللأسف الشديد لست معه في الطرح المؤلم كعربي وأنا أنتمي لهذه الأمة العربية كمواطن ولا أستطيع أن أقنع النفس بما قال وكتب بسهولة بدون وضع وتقديم الحلول للنهوض لأنه يحطم  نفوسنا كعرب وأجيال شابة أي بادرة أمل يوما في الاصلاح والنهوض...

                    و السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا كان كل كاتب عربي على هذا المستوى من  المرارة والإحباط النفسي والفشل والإيحاء في العقل وبالأخص النشر للقرّاء بالتوجيه الغير سليم عن المآسي المعروفة و الظاهرة للعيان ، لن نستطيع النهوض والنجاح يوما من الايام ... و خاصة أن  الكاتب لم  يقدم  البدائل للنهوض من المخاض و يشر المعرفة و يحث على الحداثة والتطوير... بدلا من البقاء تائها يدور في خضم الحياة  و التي تحتاج إلى حكمة وصلابة وتحديات وضم الجهود مع النيرين الوطنيين ذوي الدم الحار والعقل السليم، العقلاء،   للخروج من المتاهات بالعمل الهادف والعيش على الأمل بالإصلاح ووضع المخطط السليم والعمل به بضمير حتى يوما يتحقق الهدف...

                        وللأسف أي إنسان يتبنى أي موضوع مختلق لا أساس له من الصحة ويردده العديد من المرات مع الوقت يصدق نفسه أن الموضوع على حق وصواب ويدافع عنه حتى لا يتهم بأنه غير صحيح ... وأنا شخصيا أتفق معه في بعض الأمور المؤلمة والآلام والآثام التي حدثت وتحدث كل يوم ناسيا تاريخنا المجيد و أعمال أجدادنا الأوائل السباقين الذين أضاؤوا بالعلم النور في مجاهل القرون الوسطى بأوروبا....

                     والآن عشرات الآلاف من شبابنا ورجالنا العرب والمسلمين من الجنسين في جميع أنحاء العالم بعضهم مميزين يعملون في أبحاث ومراكز حساسة متطورة و قدموا للبشرية الإختراعات العديدة مثل (ألآي فون) الحديث  في الأسواق من شركة آبل (التفاحة)  المشهورة لمؤسسها وصاحب براءات الاختراع السيد ستيف جوبز من أب سوري حضر إلى امريكا للدراسة وأم أمريكية والكثير من الأمور المهمة والتي معظم علماؤنا طمست أسماؤهم من ضمن المشاهير والبعض سرقت براءات اختراعاتهم وحورت إلى مواضيع أخرى... والتي نعتمد على الكثير منها اليوم في حياتنا اليومية ، والبعض النوابغ تمت تصفيتهم جسديا  في حوادث مفتعلة غير معروفة ولا مفهومة من القوى الخفية حتى لا يستمروا في الإبداع لصالح الأمة العربية ويشكلوا خطرا بالمستقبل ...

                وآهم شئ لم يذكره الكاتب، ناسيا ومتناسيا وجود الله تعالى الذي ذكرنا بالخير وأثنى بالشكر على أمة الإسلام التي العرب والمسلمين كانوا الرواد الأوائل في نشر العلم والهداية والإيمان، أنه لا ينسانا، يوما سوف ينصفنا ويتغير الحال للأفضل حيث أي شئ بهذا الكون مهما كان ذا مرارة وحزن وأسى لا يستمر ، له وقت ونهاية، يصل للقمة ثم يهبط ويتلاشى مثل المقولة التاريخية (حضارات سادت ثم بادت)، وما بعد الضيق إلا الفرج حسب دورة الحياة التي تدور ويتغير الحال للأفضل...

                        الموضوع للأسف من البداية للنهاية شرح الكثير عن مرارة الواقع المؤلم والجميع يعرف المأساة ولم يأت بالجديد و جميع المتابعين للنكسة الأليمة والسقوط للحضيض غير راضين بالحال المؤسف الذي نعانيه وسوف يستمر العرب في نفس المنهاج والترديد يبكون على ملك ضاع مثل الأندلس وفلسطين ومرتفعات الجولان بسوريا ومدينتي سبته ومليلة بالغرب الأقصى، وقضية كشمير بين الباكستان والهند المعلقة وكالثكالى في البكاء على فقد فقيد عزيز ومهما عملن من ذرف الدموع الحارة الحزينة أو دموع التماسيح لا يستطيعون إرجاعه للحياة...

                  ومن وجهة نظري أن البلاغة والكتابة من غير فعل جاد ، وذكر حلول وأهداف نيرة كعناوين رئيسية للعمل من أجلها تصبح عبارة عن كلمات ومواضيع إنشاء بدون مفعول ومع الوقت تنتسى وتصبح في إدراج النسيان حيث فاقد الشئ لا يستطيع العطاء...   وأقول لأستاذنا الكريم أن عهد البلاغة وتنسيق الكلمات والعبارات المرة والحماسية التي تثير الأشجان ولى إلى غير رجعة وأصبح موضة قديمة...  وتناولنا منها الكثير من أولاة أمورنا والغير ذوي الأفق الضيق على الإنفتاح والذي أوصلنا لهذا الحال المؤسف من الضياع وبالأخص الآن ونحن نعيش في عصر العولمة ، عصر التقدم فى الإتصالات والمواصلات، وسوف نظل  ندور في المتاهات بلا أبواب للخروج والنجاة إذا إستمرينا بهذا الحال والتفكير الضيق الحزين ... نحتاج إلى رواد زعماء أقوياء الشخصيات قادرين على تحمل الصعاب والتحديات ووضع حلول وأفكار جيدة و تصورات عن الحداثة والتطور حسب الزمن الذي نعيشه حتى ننهض...

                   وشكرا آخي العزيز على ردكم علينا و عفوا على نبرة جوابي التي من الممكن أن تكون لاذعة و لكنها تعبر عما  يدور في النفس من مرارة وحزن ونحن على هذه الحال المزري الذي مهما عملنا بهذا الشكل والصور لن ننهض ولن نتقدم.... وآليت على النفس الصراحة وقول الحق بلا نفاق راجيا من أستاذنا العزيز والغير من المنظرين ذوي الرؤيا المستقبلية للأمة العربية أن يخرجوا من عقليات الماضي وسوق عكاظ في مكة المكرمة أيام الجاهلية والمباريات في البلاغة الكلام والشعر وأن يضعوا الحلول الجيدة للمستقبل بالعلم بدل الإحباط فقد ولى إلى غير رجعة عهد الكلام،  عسى الأفكار الحديثة يوما تظهر ويحدث التغيير بمفاهيم  متطورة ونغير المسارات السابقة إلى الحداثة حسب العصر... حيث العالم و دورة الحياة مستمرة مثل عقارب الساعة دائماً إلى الأمام لا ترجع للخلف وهذه التضحيات والشهداء الذين ضحوا بالأرواح وبالدماء عبر التاريخ من أجل الأمة العربية قرابين على مذبح الحرية والخلاص ونشر الدين والهداية والإيمان للبشر لا تضيع هباءا ويوما آتيا عن قريب سوف يمن الله العظيم علينا بالنصر وننهض إسوة بالآخرين...  حسب الآية الكريمة بالقرآن العظيم (لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

 والله الموفق

رجب المبروك زعطوط

Sunday, February 5, 2017

خواطر عامة 27

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الرسالة

 ( 1 )

 إلي أخي وصديقي العزيز الطيب...

                       السلام عليكم ...

                       ترددت كثيرا قبل أن اكتب لكم وأسطر هذه الكلمات المؤلمة التي تعبر عن مايجيش بالنفس من الهم والغم ، وليس لي غير القلم والورق لأبث عبرهما الشجون مسطرا عليه بقوة احزاني ومعاناتي من كثرة المحن ..... و قلمي صامت من غير ان يرد علي بمواساة أو عتاب على الشدة في الحديث حتى ارتاح من الضيق ، وبالأخص وأنا بالغربة ... مما جعلني أزداد غيظا وغضبا على الوضع المؤسف الذي نحن فيه الآن... إن وطننا ،ليبيا العزيزة، ضاع  وسط الأقدام من كل طامع هب ودب... كل دولة أجنبية أو شريحة محلية تريد بدون وجه حق نصيبها من الكعكة الشهية وكأننا في حفلة عيد ميلاد أو عرس!

                    مشكلتنا ويؤسفني القول ويحز بالنفس الإعتراف وقول الحقيقة أننا شعب ناكر للجميل ... خليط غير متجانس من عدة عروق ، عبر التاريخ كانت ليبيا منطقة ترحال وتواصل وعبور من الشرق للغرب و إلى الجنوب صحراء قاحلة ليست بها المياه الكافية لإقامة مجمعات سكنية كبيرة غير الحضارة الجرمانتية بالجنوب و بالشرق الحضارة الإغريقية بمدينة شحات   منذ آلاف السنين وبعض الوقت في مدينتي  لبدة  و صبراتة ، أيام الرومان،  كما حدثنا التاريخ والشواهد مازالت باقية أطلال الآثار التي تقول وتعبر أنه يوما كانت حضارة قائمة ، حضارة سادت ثم بادت...

                  شعبنا يسير ضمن أهواء حماسية قومية عامة ويحلم بأمجاد الجدود الأوائل السابقة التي ليست لنا القوة اللازمة لتحقيقها في الوقت الحاضر ، في عصر العولمة و  سرعة الاتصالات والمواصلات، لأننا  لا نملك أساسات قوية نستند عليها ولا أهداف واضحة ضمن دراسات ومخططات للوصول لها وتحقيقها... نعيش في هرج ومرج بدون دراية عامة مستقبلية ومراجعة للأحداث التي جرت وحدثت ونتعلم من أخطاء الماضي العديدة والتي أوصلتنا لهذا الحال الحزين المؤسف....  و نحن ندعي المعرفة والعلم ونعيش في الأحلام الكاذبة والأمجاد السابقة بأننا قادرين على التحدي للكبار، ونحن مازلنا صغارا عظمنا طريا على الصدام والصراع ..... 

                ندعي القوة ونحن أسود ونمور طاعنين في السن بدون مخالب و لا أنياب قوية، ضعفاء و عبارة على صور وأشكال لتخويف و إرهاب الضعفاء المساكين و لا نستطيع عمل أي شيئ ..... نظير التشتت وغياب  الأمن والامان وعدم وضع المخطط والدراسات والتركيز على الهدف المطلوب الذي يراد الوصول له وتحقيقه ، في وقتنا الحاضر و في المستقبل ...  وبالأخص عندما أتيحت لنا فرصة التمرد والثورة على الطاغية ونظامه الجماهيري الأخضر ونجحنا بعزيمة قوية وإرادة شعبية صلدة للخلاص وضحى الشعب القليل العدد الصامد بآلاف الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب ودمار المدن والبنية التحتية ووفقنا الله تعالى وساعدنا الحظ على النصر وإعتقدنا أنه لا يجارينا أحد... وتمادينا في الضلال والتناحر على السلطة في حرب أهلية عقائدية دينية والنهب للمال العام، حتى قاربت الخزينة العامة على الإفلاس، بعد أن كانت بها أموال مجنبة أرصدتها بالتريليونات من العملات الصعبة والذهب !!!!

            التاريخ يعيد الآن نفسه ... إستقلالنا بالماضي كان لعبة شطرنج في يد الآمم والقوى الخفية وأجدادنا وأباؤنا ساروا مع التيارات السياسية بدون علم ومعرفة كبيرة معتقدين أنهم الأوائل في النصر وطرد المستعمرين الإيطاليين الغزاة من الإحتلال والإنجليز من هيمنة الانتداب نتيجة الجهد والعمل والتضحيات بالشهداء، بدون عدد ولا حساب نتيجة الايمان والحماس بالقضية الوطنية ووحدة ليبيا مملكة موحدة ذات ثلاثة ولايات... مدفوعين وقتها بالجهل السياسي ناسين ومتناسين الأبعاد الكبيرة للهيمنة ولا يعرفون أسرار المباراة الأممية التي تحاك وتنسج من الكبار ضمن لعبة الشطرنج الدولية للهيمنة علينا سواء على علم أم في السر والخفاء ...

                 ندعي ونعمل مثل النعامة الخائفة المذعورة وقت المطاردة والصيد عندما تتعب من الجري والركض تطمر رأسها في الارض والرمال خوفا من الصيادين ناسية أن حجمها الكبير يمكن رؤيته  من بعيد واضحا وضوح الشمس في منتصف النهار الساطع وسهل صيدها ونحن كشعوب عربية مثلها في نفس الحال في وقتنا الحاضر نعاني من المآسي والضربات القوية على رؤوسنا من كل من هب ودب لدمارنا وتشتيتنا من القوى الخفية تحت مسميات عديدة معظمها مختلقة وزائفة حتى تصبح الأمة العربية دويلات قزمية سهل إلتهامها بسهولة .... وكل طرف من أدعياء أولاة الأمر في أوطاننا يعتبر نفسه الأحسن والأفضل معتمدين على العمالة والنهب للمال العام بدون وجه حق ، في غياب تام  للتخطيط الجيد و الرؤيا  والطرق الواضحة عن مصير الوطن العربي بالمستقبل... وماذا سوف يكون الحال للأجيال القادمة غير المعاناة والمحن....

                    لو راجعنا بدقة فترة و أيام إستقلالنا لوجدنا أن الإتحاد السوفياتي كان الأساس في حصولنا على الإستقلال حيث كحلفاء وشركاء مع الغرب في الحرب العالمية الثانية والنصر ودحر جيوش المحور وتقسيم العالم إلى شرق وغرب طالبوا بقواعد حربية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في ليبيا نصيبهم من كعكة النصر كما أشيع وقتها في الأوساط ، والغرب خاف من الموضوع ان يتحقق حماية لغرب أوروبا وعدم الامتداد في أفريقيا الخطر الشيوعي أن يعم المنطقة ويتحقق والروس يصبح لديهم موضع قدم على شواطئ المتوسط مع بدايات الحرب الباردة الدامية بينهم وكل طرف يريد فرض الوجود في الصراع الخفي بقوة على الآخر ...

                    تم تحويل الموضوع من باب المماطلة إلى الأمم المتحدة للبت في الأمر ونظير ضغوط في السر والخفاء حتى لا يستمر الإنتداب البريطاني على الشرق ولا المطالبة الإيطالية بالهيمنة على طرابلس الغرب ولا الهيمنة الفرنسية على الجنوب منطقة فزان ،  تحصلت ليبيا على الاستقلال بفارق صوت واحد فقط يوم التصويت من السيد أميل سان لاو مندوب دولة هاييتي بدون رغبة حكومته وضد التعليمات المعطاة له كما أشيع وقتها، والنتيجة  كانت طرده من المنصب وأصبح هائما في شوارع نيويورك فقيرا معدما يستجدي!  ولم تساعده ليبيا أيام الجماهيرية الخضراء بأي موارد مالية لحفظ ماء الوجه رغم أن عقيدها المعقد كان يصرف  المبالغ الكبيرة بدون حساب على أمور معظمها في الفساد والإفساد والتشجيع للإرهاب العالمي بإستمرار مما دوخ العالم، من كثرة العمليات والأطروحات الفريدة الغريبة التي لا تخطر على بال العقلاء ولا عتاة وأساتذة الشر الباحثين والمخططين مهما وضعوا من إستراتيجيات ومخططات للصد، فقد كان حالما مجنونا سابقا لعصره،  لم يجد شعبا صلدا يفهمه .... مما سبب بنظريته الدمار والخراب !!!

             مرت ليبيا قبل إكتشاف النفط والغاز في بدايات الاستقلال بظروف مادية صعبة، وللتغطية وعدم وجود الاموال الكافية للميزانية العامة للصرف على خطط التنمية وبقاء الحكومات العديدة أحياءا تم تأجير القواعد العسكرية للحلفاء في طرابلس بالغرب وطبرق بالشرق ، وخرج المحتل الإيطالي والبريطاني من الباب علنا ودخل من النافذة سرا عن طريق المعاهدات الصورية كصداقة وتعاون والتي شعبنا صفق لها بالأكف فترة طويلة وهتف الهتفات القوية من الحناجر سعيدا عائشا في الأحلام بأنه تحصل على الاستقلال !

                 والآن التاريخ يعيد  نفسه وبعد مضي 66 عاما على الإستقلال ، دولة روسيا الإتحادية تحاول الدخول من الباب رسميا بدون مواراة ولا ضغوط بحجج التعاون والحماية من الإرهاب وعوامل عديدة أخرى حيث يخططون للامور ضمن إستراتيجيات ومخططات طويلة المدى للوصول للأهداف والتي الآن حسب الرؤيا العامة أصبحوا القطب الوحيد المنافس للغرب في العالم ووطننا تم تقسيمه صوريا إلى مقاطعات بين الغرب والشرق والجنوب نتيجة عدم وحدتنا وإتحادنا ووضعنا المؤسف لأصحاب القرار منا الذين مثل الصغار من الأدعياء نعيش في تناحر ومعاناة ومحن والوطن يغرق في مستنقع ومخاضة الرمال المتحركة ويغوص للأسفل كل يوم، والعملاء من أولاة الامر في حوارات بدون نهاية وتحديد الطريق للوصول للهدف فى الإجتماعات البيزنطية والهرج والمرج والولائم وقبض الرواتب والمزايا الكبيرة .... والشعب يستجدي ، فهو بحاجة للكثير من أمور الحياة اليومية حتى يعيش بكرامة بدون الوصول إلى قرارات مهمة مصيرية ، يتخذون من الله تعالى والامور الدينية العناوين الكبيرة للتغطية وذر الرماد في العيون بدون الجهد الصادق ولا العمل الجاد على الإنقاذ مايمكن إنقاذه حتى لا نضيع بالمرة ، ويتم التقسيم لوطننا إلى دويلات قزمية مثل ماحدث للسودان الشقيق منذ فترة بسيطة من الزمن!!!!

             نحن للإسف لم نعرف ماضينا وكم كنا بالسابق نرفل في سعادة وأمن و أمان حتى نتحدى الكبار بالجهل والحماس المفتعل ويتم صفعنا بقوة ونداس بالأقدام وتطأ أقدام جيوش الخصوم أرض الوطن ولا نستطيع الرد والدفاع عن النفس حسب الأصول...  قادرين على الكلام والتعبير والجعجعة في المؤتمرات والإجتماعات والكتابة في الفيس بوك وكثير من الغث والدس بدون مراقبة ولا مراعاة للضمير والحق والرجال الحقيقين غابوا عن الساحة مثل المثل البدوي الشعبي القديم في الشرق أيام الغزو الإيطالي الذي يقول ( يذهب الرجال إلى ميدان المعركة للجهاد ويبقى الجذع الشاب الضعيف الغير قادرا على الجهاد في النجع وفي وقت قصير يصبح هو الرجل الآمر الناهي يفعل ما يشاء) ونحن الآن نعيش في نفس القصة التي تعيد نفسها... غاب الرجال الوطنيين الأحرار العقلاء عن الساحة وتحكم فينا أشباه الرجال وحفرنا قبورنا بأيدينا وأصبحنا موتى بدون دفن ولا شواهد نظير الكبر والغرور ....

             كل شئ بإرادة الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم) وممكن هذه الامور الحاضرة المؤلمة التي نظنها الآن سيئة تكون عواقبها خيرا من خلال المحن والصراع الدموي وتصل إلى نهاية يوما عن قريب بإذن الله تعالى ، وتهدأ قلوب المتناحرين للمصلحة العامة ونتعلم كيف نسموا ونتحضر وإعادة النظر في كثير من الامور السابقة والتي نحن نعتقد أنها سليمة وعلى صواب وهي بها أخطاءا كثيرة لا تتماشى مع عصرنا الآن حتى يتم الخلاص والإنعتاق من الظلام والجهل وننهض ...

                من وجهة نظري لنهضة ليبيا وضمان وحدتها، الأولويات المهمة هي  المصالحة الوطنية ووضع دستور جيد وقانون يطبق على الجميع ضمن العدل حتى يعم الأمن والأمان في ربوع الوطن كما كنّا من قبل ومد الأيادي بالسلام السلام السلام مع الجميع بما في ذلك  الخصوم ... و الإختلاط  مع الشعوب الأخرى كشركاء وكحلفاء ضمن الصداقة والتعاون وحرية التجارة والسفر والعمل للعيش في  سلام ضمن الحقوق والأصول ...

                 آخذين في الإعتبار أن الارض للجميع والدين لله تعالى ونعيش إسوة بالشعوب المتقدمة ونحن لدينا الكثير من المؤهلات والخير العميم من المكتشف والذي مازال في باطن الارض لم يتم الكشف عنه بعد، الذي يغطي أوطاننا وجيراننا والآخرين إلى ماشاء الله تعالى من وقت...  وفي إنتظار ردكم الكريم أخوكم في المعاناة والمحن وكان الله تعالى في عون الجميع
 والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

                                    الجواب

أخي العزيز ...


 شكرا لك، كلمتك موزونة ورائعة ، وهي عبارة عن نقد ذاتي مميز ونظرة ثاقبة إلى الواقع بشكل موضوعي... فرحت الشعوب بالثورات لكن هذه الثورات انعكست على هذه الشعوب بالألم والوجع
 الله يجيب الخير
 تحياتي للعائلة الكريمة
 الله يوفقنا لما فيه الخير والبركات
 مع أطيب التحيات
 الطيب

Saturday, January 21, 2017

خواطر عامة 26

بسم الله الرحمن الرحيم

 لعبة الشطرنج

               يحكى في الزمن القديم أن الذي قام بصنع لعبة الشطرنج         في    بلاد فارس (دولة إيران حاليا) أحد نوابغ ذاك العصر و  كان  يتمتع  بذكاء حاد غير عادي  وقتها...    و قدمه للشاه (السلطان) كهدية في أحد المناسبات وعلمه كيف يلعب ويحرك أحجارها بفن ودهاء للفوز في المباريات ضد المنافسين ... حتى تعلم وأصبح يلعبها بمهارة وأعجب بها أشد الإعجاب فقد كانت تؤدي عدة أغراض معا منها تسلية في أوقات الفراغ والراحة ، و منها رياضه ذهنية تجعل العقل والفكر يعمل بذكاء وحذر حتى لا يخطأ ولا يخسر طالبا الفوز والنصر وكأن اللاعب قائدا في ميدان حرب وصراع ومنافسة في هجوم ودفاع...

  اللاعب يضع الملك في صدارة الرقعة وبجانبه الوزير للحماية           
 ويستطيع الوزير الحركة في الرقعة بالطول والعرض والجنود أمامه خوفا من الإختراق والدفاع عن الملك من أي ضرر، والأفيال والخيول في الجوانب للضربات الخاطفة وحصار الخصم والحماية بالقلاع للدفاع بالمؤخرة ، وهو جالسا في مكانه يلعب وفي نفس الوقت تسلية حيث العصر وقتها لا توجد به وسائل الإعلام الكثيرة ولا المحطات الفضائية ولا القنوات المرئية بالمئات والفيس بوك والتويتر وغيرها الكثير من الوسائل للإطلاع والترفيه لملء الفراغ لدى الإنسان في اوقات الراحة والعطلات مثل وضع اليوم الحاضر والتي لا تخطر على البال في ذاك الزمن لو شاهدوا البعض منها الحديثة حسب عقليات ذاك الوقت الماضي لا تصدق بسهولة يعتبرونها معجزات خارقة نزلت من السماء....

                           وقال السلطان أطلب الهدية التي ترغبها حتى أحققها لك، ورد المخترع وقال: يا مولاي أريد أن تمنحني ملء صاع من الشعير أم القمح (الصاع وزنه حوالي 3 كغ ) عن كل مربع ويتضاعف في المربع الثاني والثالث إلى آخر رقعة اللعبة، والرقم الأخير هو هديتي منك التي أرغبها إذا تكرمت ووافقت، ورد السلطان عليه بسرعة نظير الجهل بالحسابات والرقعة أمامه بدون النظر لها وتقدير الكميات والإستشارة من خبراء بالحسابات مستهزءا....  ووافق على الطلب الغريب الذي أتيحت للمخترع فرصة العمر للإثراء والغنى وتحقيق أمانيه ويرفض ويطلب هذا الطلب البسيط في نظره مرددا سوف ألبيه لك حالا ووافق على العطاء والهدية... وطلب من القائم على مخازن الحبوب والتموين بأن يعطيه الطلب وهو مستغربا وغير مصدقا الكمية القليلة التي طلبها، لقاء هذه اللعبة العظيمة الفريدة بمقاييس ذاك الوقت ناسيا أنه يتعامل مع ذكي نابغة في علوم الحسابات !!!!

                  وبعد عدة أسابيع من الحساب والعد لكمية الجائزة جاء القائم مهرولا للسلطان وقال يامولاي لا نستطيع تلبية الطلب والأمر بإعطاء الهدية كما أمرت لأن نتيجة الحساب والعدد وصل الرقم إلى الملايين من الصاعات وجميع الكمية الموجودة حاليا لدينا بالمخازن ومحصول إنتاج السلطنة في عدة أعوام قادمة لا تكفي كمية العطاء وتصبح خزائننا فارغة في حالة الجفاف ويجوع الشعب ولا نجد ما نعطيه ونمنحه، وحاولنا ان نرضيه بالقليل المعقول من المنحة والكرم تنفيذا للأمر الصادر منكم ! ولم يرضى ويوافق مهما حاولنا معه من طرق مصرا على تنفيذ الوعد....

                      وإستدعاه السلطان لتغيير الوعد والعهد لأنها فضيحة كبيرة له و تدل على التسرع والجهل .... فكيف له أن  يعد بالهدية والعطاء بدون التأكد من الكمية التي تصل إلى الملايين الملاين من الصاعات،، و حاول  ترضيته وقبول شئ معقول مريح للطرفين حيث كان من غير المعقول التشبث بالوعد السلطاني المتسرع  في لحظات غفلة و الذي من الممكن أن يؤدي   لإفلاس السلطنة في حالة الجفاف لا قدر الله تعالى.....    وأصر المخترع على الحصول على هديته حسب الوعد محرجا السلطان الذي لا يستطيع تغيير الكلمة والأمر بسهولة نظير الوعد والعهد وشك السلطان أنها مكيدة خبيثة للإستغلال ودسائس لإفلاس السلطنة ، وغضب على الإصرار الجنوني والشجع في حضرته أمام المشاهدين بالقاعة الذين يتابعون الأمر بإهتمام كيفية الحل السليم ومن قوة الإحراج ، وكيف يتصرف السلطان الشاه في هذه المشكلة العويصة الصعبة وللبت في الموضوع نهائيا أمر بقطع رقبته وإعدامه بحجة الطمع والإستغلال الزائد على اللزوم...

                       ونفس القصة تتكرر الآن في وقتنا الحاضر بصور وأشكال أخرى لا تخطر على البال بسهولة مهما حاولنا المعرفة والفهم حيث يتحكم  في مصائرنا بعض الكبار ضمن لعبة الشطرنج الدولية السياسية، محاولين  الهيمنة على الوطن العربي بطرق و ألاعيب شتى لخنق الآنفاس والتحكم في الدخل الرهيب من الثروات ، ارزاق الشعوب، ونصبح دائماً بالمؤخرة نستجدي بدل النهوض والتقدم...  ناسين ومتناسين أن الله عز وجل ملك الملوك الخالق جل جلاله حيا موجودا على رقاب الجميع لا يرضى تغيير مسارات القدر التي وضعها للجميع من المخلوقات، نظير أهواء ورغبات البعض من الأذكياء النوابغ المتزمتين ذوي الطمع وحب التملك والإستغلال الفادح للوعود إو الحماية من ذوي الأمر وتوليهم المراكز والمناصب  العالية بالدولة ومحاولة النهب للمال العام في ساعات الغفلة، لهم يوما تظهر فيه الحقائق المرة الساطعة للأمور الخبيثة مهما طال الوقت والخسارة والقضاء والقصاص بسرعة كما حدث لمخترع اللعبة مع شاه فارس ...  والقصة تتكرر وأي أمر بهذه الحياة مهما كان غريبا طريفا فريدا لا يصدق بسهولة ولا يقبله العقل والمنطق له حدودا يتوقف عندها لا يتجاوزها مهما القوى الخفية خدعت الآخرين وحاولت الإستغلال للشعوب بطرق ومخططات ذكية شيطانية بهدوء يلعبون بهم مثل تحريك الأحجار في اللعبة الدولية الشطرنج التى أصبحت مع مرور الزمن في مقدمة الألعاب السياسية في عصرنا الحاضر، ولن تتوقف ... وسوف تستمر إلى نهاية وفناء العالم حيث صراعا منذ الأزل و إلى إنتهاء الأجل بين الخير والشر إلى أن يشاء الله الخالق تعالى وحلول وقيام يوم القيامة....

                     القوى الخفية الدولية تقوم بحياكة  الدسائس لتحقيق مصالح عديدة .... يخططون المخططات الرهيبة للعرب المسلمين حتى يكونوا دائماً تحت السيطرة بطرق شتى بالهيمنة الدفاعية وحجج الصداقة والتعاون وبمساعدة الحاكم ومساندته على البقاء في سدة الحكم الغير صالح للمنصب  العميل وبالأخص الذي  يطلب  العون  والمساندة ضد أحرار شعبه ولو إضطر الأمر للغزو والإحتلال بأقدام الجنود الأجانب ودوس الأراضي الطاهرة لا موانع لديهم مثل بعض الدول والممالك العربية الآن... وعن طريق الغزو الفكري في جميع أنواع الإعلام المرئي والقنوات المرئية والهيمنة الإقتصادية على الشعوب البسيطة الغافلة عن مجريات السياسة القذرة ومعرفة الأبعاد القريبة والبعيدة لجعلهم طوال الوقت يعيشون في دوامة ضمن التوجيه المبرمج ، مخدرين راضين بالقليل للعيش،   يحلمون بالأمانى يهتفون ويصفقون في مظاهرات تأييد للحكام في غفلة بدون العمل والتحقيق، مثل أحجار الشطرنج مسيرين بأيادي وأصابع الشر...

                  دائما تحت وطأة التجارب المرة والضربات العديدة على الرؤوس حتى لا يحدث التغير والتمرد والثورات على عملائهم من ملوك ورؤساء... وكل فترة تتغير المفاهيم والمخططات إلى أخريات شريرة ويصبح الضحايا الحكام تائهين يدورون في حلقات الوهم يحققون مآرب الشر بدون دراية وهم يعتقدون أنهم على طريق الحق والصواب يسيرون  ،ناسين ومتناسين النور الإلاهي والإيمان والهداية و التمسك بعروة حبل الله تعالى الوثقى، طريق الحق والصواب السليم للنجاح دنيا وآخرة حيث الجميع بشرا مخلوقين من طينة واحدة أبناء تسعة شهور ، لا فرق بين أحد والآخر ولا تمييز إلا بقوة الايمان والهداية الإلاهية والعلم والحكم بالعدل الذي هو الاساس في الملك والحكم...

                   في أواخر الأربعينات إلى نهاية الستينات من القرن العشرين الماضي ظهرت للوجود موضة مخططات الإنقلابات العسكرية العربية على الملوك والرؤساء وساسة الدول العربية عساكر بقوة السلاح لديهم الوطنية الصادقة والحماس لترجيع الأمجاد الماضية .... وبالخفاء معظمهم جهلة لم يعرفوا أنهم مخدوعين ومسيرين في اللعبة الدولية وموجهين لخدمة أغراض البعض من القوى الخفية وبدون معرفة بأبعادها الخطيرة القاتلة مع الوقت ، نتيجة الوطنية والحماس والتسرع في إتخاذ القرارات المصيرية بدون شورى الخبراء كل فى مجاله ... كما حدث مع شاه ايران في التسرع في الوعد ومنح المنحة لمخترع اللعبة المتسلط في ساعة غفلة الذي لم يرضى بأنصاف  الحلول حفظا لماء وجه السلطان الشاه، والنتيجة إعدام وقطع الرأس بحد السيف حتى يرتاح من إستغلاله الغير طبيعي والمعقول...

                    الضياع للدول المنكوبة الضحايا الواقعة تحت نير الإستعمار مباشرة أو الهيمنة عليها تدور في أفلاكها وسياساتها تحت بنود كثيرة يصعب عدها وشرحها مما تأخرت شعوبها نظير المغالاة والحماس المزور الكاذب وأثبتت الأيام أن خسائرها فادحة صعب التعويض لها، تتطلب الحكمة و السلام والحكم بالعدل الذي هو الأساس للملك والإستمرارية بالحكم بالديمقراطية ضمن الدستور حتى تحافظ على حقوق الجميع من حاكم ومحكوم ...  ومحاولة الوصول للأهداف المطلوبة الصالحة للجميع وضمان الحريات الشخصية في التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر بدون منع ولا ملاحقات و لا ضغوط من عيون رجال الأمن كما يحدث في دول العالم الثالث إلى الآن من سخريات ومصائب بالعشرات والمئات ....   عندما بدأت صور الإنقلابات العسكرية تبهت وتتفسخ بالظلم والقهر بعد بعض العقود من القهر والأخطاء القاتلة مثل التأميمات لذوي الأملاك ورجال الأعمال الخاصة في مصر وليبيا وغيرها من وسائل الضغوط على العمل الخاص الحر، وأصبح كل عمل مهما كان صغيرا عاما يتبع الدولة في الإدارة وهروب الكثيرين للخارج لإستنشاق هواء الحرية والعمل بعرق الجبين أو الدراسة وتحصيل العلم للبعض القادرين ، حل الدمار والخراب في النفوس ونقص الإنتاج لحد العدم وأصبح الإعتماد على الدولة في كل شئ....

                   وخرج البديل لإستهلاك وضياع الوقت في مسيرات غوغائية ونقاشات بيزنطية مابين مادح وقادح ولفت الإنتباه وذر الرماد في العيون عن المصالح الحقيقية للنهوض والتقدم ، المنظمات الإرهابية والتي بدون عدد قامت في الشرق الأوسط والأقصى ولا راحة ولا نوم ، مكشرة على الأنياب بأطروحات ونظريات معظمها فاشلة وحيرت العالم بالكثير من الشكوك والتأويلات من وراؤهم من الكبار ، القوى الخفية ، الداعمين بالمال والخطط والرعاية في السر مثل ظهور حركة القاعدة في أفغانستان وتركزت الأنظار للعوام من الجميع في العالم الغربي على العرب والمسلمين أنهم قتلة ومجرمون نظير الحماس وحب الرد والإنتقام والقوى الخفية في السر والخفاء تجني محاصيل قوت وأرزاق الشعوب المحتلة والمهيمن عليها وجعلهم  يعيشون في دوامات خراب ودمار على جميع المستويات ، ينتظرون الحلول والآماني بالنجاح ، وظهور المهدي المنتظر للخلاص من الهم والغم المتلاحق على الأكتاف!!!

                   تغيرت دائرة الحياة مع الوقت وكثرة سفك الدم على رأس السحرة الطغاة مع الوقت وعرفت الشعوب معاني المسرحيات أنها خداع وأمورا مدبرة بعناوين حماسية تستهوي العقول وتلهب الشعور لأبناء الشعوب يجب تحديها والتخلص منها في أسرع الوقت قبل أن يستفحل الشر ويزداد الضرر....  وظهر تنظيم القاعدة على الساحة الوطنية في أفغانستان المتشدد دينيا في الحكم بالشرع للسلف و أضر بالكثيرين نتيجةالجهل والتزمت وعدم التأويل والإفتاء الصحيح حتى تنجح وتستمر....

                       وبعده بسنوات ظهرت وحلت مكانه لجلب الإنتباه ولفت الأنظار دعوة الخوارج المتطرفين الدواعش وإنشاء وقيام الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والتي سوف تستمر في الصعود والإرتفاع إلى أن يأتي وقت النهاية وتتلاشى من على الساحة والإهتمام لأن ليس لها قواعد و لا اساسات للمقاومة والإستمرار حيث سنة الحياة لا شئ يدوم ، و كل شئ له نهاية وفناء وتظهر مسرحيات أخرى من نفس العين والبئر الضارة بلا توقف ، بمسميات أخرى... وهكذا الحياة مستمرة بلا توقف !!

                     كان الله تعالى في عون الغافلين الذين أصبحوا أحجارا على رقعة الشطرنج الدولية مسيرين تلعب بهم  الأيادي الخفية بدون هدنة لشم الأنفاس للشعوب الضحايا المأسورين وتستمر لعبة الهرج والمرج ولا تتوقف وتنهض وتبدع كما يحدث الآن في وطننا ليبيا الحبيبة من هرج ومرج والأعمال الإرهابية البربرية من القتل وسفك الدم والخطف وضياع المال العام هدر في غير طاعة الله تعالى والشعب جائعا بإستباب الأمن والأمان و الإفتقاد للكثير من المواد والأشياء الحياتية للعيش الكريم ولا من يقف مواجهة  ويتصدى ويتحدى بضمير الموجة المدمرة و يتصدى للشر ، فقد جفت الدماء الوطنية الحارة من الجريان في العروق والشرايين وضاعت وتلاشت النخوة من نفوس الأحرار الوطنيين نظير الفساد والإفساد الذي إستشري بالنفوس من أشباه الرجال الذين معظمهم عملاء للبقاء في سدة الحكم والسلطة بدون تنحي ولا تقاعد حتى الموت ....

                        والحل السليم للفوز والنجاح وحقن الدماء يكون  عن طريق الحوار على مائدة المفاوضات مع الخصوم مهما كلف الأمر من تضحيات حتى يتم تحقيق السلام و يستتب الأمن والأمان للشعوب و تستطيع أن تنهض وتبدع ....  بدل التحدي والضياع والخراب للجميع ودمار الأوطان من التمرد والثورات، والغزو الأجنبي الذي ضيع جميع المقدرات والتمرد والثورات كما حدث في ثورات الربيع العربي والمحاكمات الصورية بدون عدل كتغطية وذر الرماد في العيون كماحدث للرئيس المصري محمد حسني مبارك العجوز المتصابي   وكأنه مازال شابا ذو حيوية وهو عميلا ومرتشي ودم الأحرار في عنقه و أفلت من العقاب والقصاص نظير عمالته للبعض الأقوياء في السر والخفاء ...

                  وشنق الأبطال في يوم العيد كما حدث للرئيس صدام حسين الذي إلى آخر لحظة بالعمر وحبل المشنقة برقبته  لم يضعف و لم يستجدي آسريه وكأنه ذاهب إلى حفلة عرس لملاقاة الخالق الله تعالى ، بدون مراعاة لشعور الأمة العربية الإسلامية عن النكبة والمأساة الشنيعة...  وهرب الرئيس بن علي من تونس خوفا من غضب الجماهير والقصاص السريع ، و قتل القذافي (ملك الملوك) شر قتلة وهو يستجدي آسريه الشباب في عمر أولاده بالرحمة مدعيا أنه كبيرا في السن في عمر آبائهم، ناسيا الأفعال الشنيعة والإجرام الذي حدث في عهده مع آسريه بالسابق وكأنه سوف يعيش للأبد ...

                    الشعوب المتضررة موتى بلا قبور ولا شواهد للتذكير وحث الأجيال الرافضة للحال المؤسف والوضع المشين ونحن نعيش في عصر العولمة على التحدي بضمير ومحاربة الخوارج المنافقين عن طريق الحق والأصول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،  حيث صور و تقلبات الحياة الآن غيرت النفوس للأسوء وكل يوم تغرق في مستنقعات الوحل والقذارة ولا تستطيع الخروج من المخاض بسهولة ومعظم المسؤولين في قمة الهرم والسلطة في الوطن العربي يسعون للنهب وتسمين الحسابات الشخصية بالخارج وحسابات المحاسيب والأعوان الثقات بمئات وعشرات الملايين من اليورو والدولار في غياب العدل والسلطة، تحت مسميات الخوف من الحجز الدولي نظير الجرائم الكثيرة والعقوبات والإحتياج لها وقت الحاجة الضرورية لفض أي مؤامرات ضد الحكم والتي للأسف ضاعت وتلاشت بعد الثورات في الجيوب هدرا ...   ناسين ومتناسين هؤلاء اللصوص المرتدين أقنعة البراءة لذر الرماد في العيون للغافلين أن كل دينار او دولار ، ليس بالحلال ،   زاقوم وخطر وأن عين الله تعالى الساهرة لا تنام لحظة طوال الدهر ،،،، تراقب وتحاسب الظالمين في حق الأبرياء المظلومين مهما طال الوقت... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Sunday, January 15, 2017

خواطر عامة 25

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحيوية

                          سبحانك رب العالمين أن لكل شئ نهاية، مهما وصل له من شباب وحيوية و قوة و غرور وجبروت...  والدول القوية مع الوقت وطول الزمن مهما كانت يحل فيها السوس ينخر من أهلها ومترفيها نظير الفساد والإفساد وتحتضر ببطء وتنتهي وتخرج من المقدمة وتصبح بالمؤخرة ويحل مكانها غيرها والدورة مستمرة إلى ماشاء الله تعالى ... والبعض من الدول الكبرى الآن في عصرنا الحاضر بالمقدمة جددت شبابها إلى الأحسن بالخروج عن التعاليم والنظم السابقة و تغيير المسارات من العقليات المتحجرة القديمة في الحكم ، الذين بدون تطوير والجبروت والغطرسة إلى التحديث ومواكبة التقدم وهذه أحد سنن الحياة ودورة التاريخ التي لا تتوقف إلى أن يشاء الله تعالى وينتهى كل شئ في الوجود.... 

                       ولدينا أمثلة عديدة في القرن الأخير العشرين الذي مضى بخيره وشروره للأبد ضياع ودمار وإحتلال عدة دول قوية منها الإمبراطورية اليابانية ودولة الرايخ ألمانيا الهتلرية الأقوياء نتيجة هزائم شنيعة وخسائر فادحة نظرا  للقوة المفرطة والغرور والتحديات للغير والإساءة للبشرية  ومحاولات الهيمنة على الشعوب بالقوة...  وكانت النتيجة هي  القتلى والجرحى وذوي العاهات بالملايين من مواطنيهم وخلفت الدمار والخراب للشعوب من جيرانها .... وبالحضارة والسمو لدى شعوبها وبالجهد والعمل الجاد في عقود بسيطة تغلبوا على مشاكلهم ومآسيهم ولملموا الجراح وجددها الشباب والحيوية وتخلصوا من مهازل وأخطاء الماضي القاتلة بحب الهيمنة وإستعمار الآخرين وأصبحوا بفضل  الحداثة من ضمن الأوائل في المقدمة، يقودون العالم للأفضل بالصناعات الحديثة والعلم.....

                              أكبر  دولة ضمن  الإتحاد السوفياتي ، روسيا،  دولة ذات حضارة وسمو من أيام عصور القياصرة ومرت بأسوء السنين وأحلكها من المعاناة والمحن نتيجة تغيير الحكم وإعتناق الشيوعية كمبدأ أساسي نتيجة الثورة الدموية على حكم القياصرة في الدولة ووصل شعبها إلى أسوء الحالات من الفقر المدقع نتيجة منع العمل الحر الخاص وأصبح كل شئ عام تملكه الدولة، وتسلط الأجهزة الأمنية (الشرطة و الكي جي بي ) وغيرها من الأجهزة بعنف ووحشية ضد مواطنيهم ...  وتم الحرمان من الكثير من  السلع والمتطلبات للأمور الحياتية والعيش في رفاهية إسوة بالآخرين من بعض شعوب العالم الحر، لعدة عقود...   وكل من يرفض التعليمات والأوامر من الحزب الحاكم ويأبى رافضا الإنصياع،  مهما كان وضعه وشأنه يجد نفسه متهما أسيرا سجينا في المحتشدات وسط مجاهل و صقيع سيبيريا إلى ماشاء الله تعالى من وقت، سنين عديدة قبل الإفراج وإطلاق السراح ،، إذا كتب له العيش والحياة......

                   جددت روسيا شبابها بعد الصراع  الدموي بين الفئات المؤيدة والرافضة للتحديث (البريسترويكا)  وأصبحت كما كانت من قبل في المقدمة من العمالقة الكبار أكثر فهما وقوة بإتخاذها الطرق الديمقراطية في الحكم ...  وتخلصت من الكثير من الأعباء الثقيلة التي كانت على أكتافها وتمتص  دمائها.... وأصبح اسمها روسيا الإتحادية وأعطت الحرية للشعوب التي كانت تحت الهيمنة و تدور ضمن حلقات النظرية الشيوعية بحسناتها ومآسيها ، وتنازلت عن الكثير من العنف والضغوط على مواطنيها والهيمنة على حلفائها وحققت السلام والعدل والعمل الحر الخاص بدل الموجه العام .... كما تم تشجيع  حرية الرأي والتعبير بدون موانع وكل يوم تحقق خطوات وتتقدم إلى  الأمام ....  وتزداد هيبة وشأنا ومكانا في العالم المضطرب، بتحكيم العقل وتحصيل العلم.


                         أمريكا جددت شبابها بالعدل و الحريات وتنفيذ الدستور بعد أن كانت عنصرية ضد السود لقرون عديدة و تمنعهم من المساواة مع البيض بأي ثمن كان...  و ذاق السود الويل والتضحيات والضرب بالسياط والتعذيب في صور عديدة عندما يغضب الأسياد والقهر للإنسان من مواطنه الإنسان لمئات السنين....  لقد تم اقرار المساواة التامة بين المواطنين منذ قانون  1863 و رغم ذلك تواصلت بعض الممارسات العنصرية ... وفي الستينات من القرن العشرين الماضي تغير الأمر والمفاهيم كلية وحلت المساواة بين الأجناس بلا أية فروق بين مواطنيها سواءا في اللون أو العقيدة الدينية... وزاد الأمر غرابة وحيرة للكثيرين إنتخاب الرئيس باراك أوباما الملون من أب أسود وأم بيضاء، وعاش في كنف زوج أمه المسلم من اندونيسيا فترة من الحياة قبل الترشيح في الإنتخابات والفوز بالرئاسة وبقاؤه في قمة السلطة في البيت الأبيض كرئيس لمدة ثمانية سنوات، إلى نهاية عام 2016م عندما إنتهت المدة القانونية حسب الدستور والقانون  ولا يستطيع الترشيح لفترة ثالثة مهما كان الأمر....

                          نجح في الانتخابات الحرة بالاصوات في صناديق الإقتراع الرئيس الجديد رجل الأعمال دونالد ترمب الذي ليس لديه أي تجارب أو خبرات في عالم و دهاليز السياسة الدولية والمحلية كما قال وذكر هو بصراحة على الشعب في الإعلام أنه لا يفهم الكثير فيها، وله آراءا كثيرة بالتحديث وجعل أمريكا أكثر عظمة وقوة بتغيير الكثير من الامور الخاطئة السابقة في مجالات عديدة من وجهة نظره حسب خطبه العديدة أثناء اللقاءات الإنتخابية العديدة والطلب من الجماهير بترشيحه للمنصب...  والشعب الأمريكي الخليط من جميع الأجناس، المصلحة العامة لأمريكا هي الأساس، 
يريد  التطوير والقوة والتنافس والبقاء في الصدارة والمقدمة....  يحتاج إلى رؤساء ذوي شجاعة في بعض الامور بالموافقة والامر بالتنفيذ...  ونجح في الإنتخابات على حساب منافسته السيدة هيلاري كلينتون وفاز في الانتخابات وأصبح الرئيس الجديد رقم 45 يحل في البيت الأبيض لعام 2017 م و من الممكن أن يفوز بولاية ثانية اذامارس الحكم في المنصب بعقلانية وبقي بطبيعة الحال على قيد الحياة...

                        دول عديدة بالعالم لا أستطيع ذكرها جميعها في القرن العشرين حققت  قفزات كبيرة للأمام وتمكنت من التحديث والتطوير للأحسن وتغيرت وتقدمت ومنها على سبيل المثال فى الدول العربية المغرب الفقيرة بالمال والغنية بالرجال والعقول ودولة الإمارات والكويت بالخليج ذات الثروات الكبيرة وقلة الشعب في أمور كثيرة بعقليات مختلفة للأفضل والأحسن لشعوبها، وسلطنة عمان بالنظام والإدارة الجيدة وجعلتهما في المقدمة في بعض الأمور بعيدة عن المتاهات والتراهات بالعمل والعلم وإتخاذ طريق السلام والأمن والأمان وتطورت وخرجت من التأخر وحلقات العالم الثالث وكل يوم تتقدم للأفضل ...

                    ونحن في ليبيا كالكثير من الدول العربية لم نتعظ ونتعلم الدروس التي حدثت أمامنا وعشناها على الواقع والطبيعة في السنوات الأخيرة وبدايات القرن الواحد والعشرين وأخذنا منها العبر حتى ننهض ونتقدم بدلا من التناحر والفتن والصراع التي أدى بنا إلى موارد الهلاك والتردي للخلف في حروب أهلية بين الاخوة نتيجة الجهل والطمع...  وللأسف ندعي  الفهم والمعرفة ونحن أجهل البشر بمصالحنا مع ان لدينا جميع المؤهلات والإمكانيات لنصبح فى المقدمة مع الأوائل ....  والكثيرين منا وصلوا في العلم للقمم ولم تتاح لهم الفرص للتجديد والتطور لأن العقلية المتحجرة هي السائدة في مجتمعاتنا نظير الجهل من أشباه الرجال للوصول والبقاء في مراكز الحكم والسلطة بدون دساتير ولا قوانين و لا عدل ولا تنحي بالسلم للغير وتقاعد حتى الموت ،، وهي مراكز وهمية لا تبقى ولا تستمر مهما طالت المدد مصيرها الزوال والنهاية وخلفوا الأسوء إرثا لعينا للأجيال القادمة، التي تحتاج إلى وقت طويل حتى تعرف مصلحتها و تتحضر وتسمو للأعلى....

                   إنه يحزنني ويخزيني كمواطن عربى غير قادر على رفع الرأس وإثبات الوجود أن نكون في هذا الحال المؤسف و  المتردي  و السقوط في هاويات الشر لأن النوايا خبيثة والقلوب غير صافية ،  نتشدق بالكثير ونعمل بالقليل كما قالت مستشارة المانيا في إحدى الخطب ... الشعوب في آسيا بمئات الملايين من الشرائح والطوائف المختلفة عقائديا تؤلف حوالي نصف العالم من البشر يعبدون مئات الأرباب والآلهة من جميع الأصناف البشر وحيوانات وجماد ليست لها أي روح للهداية والإيمان ويعيشون معا في سلام وتواصل و أمن و أمان بدون صراع الأديان....

                 العرب أمة واحدة معظمهم مسلمون يؤمنون بالله تعالى الواحد الأحد وان خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم ... يعيشون في فتن وتناحر وكل فئة وشريحة تدعي أنها الأحسن وعلى صواب في  صراعات دموية معظمها إرهاب وسفك دماء للبشر، والعجيب والغريب في الحال المؤسف المحير من وجهة نظرها، القاتل والمقتول يقول ويردد الله أكبر وقت التنفيذ والموت ... والعلم الصحيح هل نحن على خطأ مجانين أم على صواب؟  والعلم اليقين عند الله تعالى فحكمنا مهما كان بالظاهر !!!

                    أليس الأمر بغريب مؤسف حال الأمة والوطن العربي يحتاج إلى بحث طويل ومعرفة الأسباب و الأخطاء  والقضاء عليها في أسرع وقت بدلا من الضحك والإستهزاء من الشعوب الراقية بالعلم والحضارة والسمو علينا أننا جهلة غير قادرين على حكم إنفسنا بأنفسنا بالعدل وتحقيق الأمن والأمان لشعوبنا ونحن لدينا حكم وقوانين التشريع الأساسية للحكم الصحيح والفوز دنيا وآخرة باتباع التعاليم الإلاهية الواردة في القرآن الكريم الذي من  المفروض أن نتخذ منه الكثير من النصوص التي تتماشى مع العالم وزمننا الحاضر وندعي العلم والفهم وهو مغيب على الساحة لا نعمل بتعاليمه حتى نفوز وننجح في المسيرة ونحن نعيش في عصر العولمة، سرعة الإتصالات والمواصلات ولدينا جميع المؤهلات والإمكانيات ...  لو إستغلت الإستغلال الجيد لسعادة شعوبنا سوف تنعم بالأمن والأمان ونحقق السلام مع الجميع مهما كانت التضحيات ومازلنا نحلم بالأمجاد الماضية في العصور السابقة متأخرين عن مواكبة الركب الحاضر إلى الأمام  بإتخاذ الديمقراطية منهاجا وطريقا، أليس الأمر بمأساة وأمر محير ومؤسف؟  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Saturday, January 7, 2017

خواطر عامة 24

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإعلام
( 2 )


                 الشيوعية والحرب الباردة بين القطبين الشرق والغرب التي  إستمرت عقودا عديدة في تربص وإستعداد للرد النووي بعد أن كانوا أصدقاءا و شركاء وخاضوا الحرب العالمية الثانية معا كحلفاء ضد ألمانيا الهتلرية  والنصر على النازية وتقسيم المانيا الى غربية وشرقية ... وإستمرت الجفوة إلى نهاية التسعينات في القرن العشرين الماضي، في خصام بالعلن والسر ، يكيدون لبعضهم البعض المؤامرات والدسائس وزرع الجواسيس لمعرفة الأسرار الخاصة بالتسليح والخطط والضرب تحت الحزام في السر بينهم وترقب وتوقع أيا من الطرفين طوال الوقت بحذر شديد وخوف من أي غارة مفاجئة بالسلاح النووي قد تحدث لهم في غفلة وجاهزين للرد بقوة بنفس السلاح الذي فيه الدمار والخراب للجميع ...

                وتوقف الصراع الشرس في هدنة طويلة نظير التفاهم والسمو بعد أن كان كل طرف يشحذ جميع طاقاته وقواه ليكون جاهزا ولا تحدث له أية خدعة حربية خطيرة قاتلة مثل الضربة الجوية المفاجئة من سلاح الطيران الياباني على ميناء (بيرل هاربر) في جزيرة هاواي في أواخر الأربعينات من القرن العشرين الماضي ودمر معظم قطع أسطول المحيط الهادي بدون سابق إنذار في غفلة وخلف الكثير من الدمار والضحايا الأبرياء... وقامت أمريكا برد الصفعة بقوة بالدفاع عن نفسها حيث الكارثة وصلت للعظم في أراضيها إحدى ولاياتها الخمسين في حرب ضروس بإستعمال السلاح النووي لأول مرة في التاريخ ... وكانت الهزيمة النكراء وضياع إمبراطورية الشمس ذات الحضارة وعلو الشأن والخسارة الفادحة وأصبحت مستعمرة بعد أن كانت إمبراطورية ضخمة قوية يخاف من سطوتها وجبروتها جميع الجيران في الشرق الأقصى... وبمرور عقود من السلام و التفاهم والحوار أصبح الأعداء الألداء اليابان وأمريكا أصدقاءا وحلفاء ...

                 نكسة حرب شهر يونيو عام 1967 م نتيجة الغرور والكبر بالنفس والإعلام الزائف الموجه لإستغفال الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج من الرئيس عبد الناصر بالقضاء على إسرائيل ورميها في البحر إلى الأبد ... والنتيجة المؤسفة فوز ونصر اسرائيل في الحرب الخاطفة ضد ثلاثة جيوش دول عربية مصر وسوريا والأردن ووصول القوات الإسرائيلة إلى ضفة القناة الشرقية لمصر وإحتلال شبه جزيرة سيناء (رجعت إلى مصر بعقد إتفاقية سلام أيام الرئيس أنور السادات رحمه الله تعالى) وهضبة الجولان في سوريا (التي  لا تزال محتلة إلى يومنا هذا)  وبيت المقدس التي هي أولى  القبلتين للمسلمين و ثالث الحرمين الشريفين والأساس لفلسطين ، تم الإستيلاء عليها  وطرد الهيمنة والوصاية الاردنية  في ساعات وأيام قليلة من النزال والحرب والتي إسرائيل تسعى جاهدة إلى الوقت الحاضر لتحصيل موافقة المجتمع الدولي بأن تصبح عاصمة إسرائيل بدلا من مدينة تل أبيب ، العاصمة الحالية ....

                والهزيمة والنكسة عام 1967 م أصبحت عارا في سجل التاريخ العربي ،  لن تمتحى من الأذهان عندما تأتي سيرتها وتذكر في أي حديث كان ، مهما طال الزمن... والسبب الرئيسي في الهزيمة هو الجهل السياسي والغرور والإستهزاء لدى الحكام العرب والإعلام الزائف الذي كان يطبل ليل نهار بدون سند قوي يحميه و لا إستعدادات كبيرة للحرب وقت الحاجة غير نشر التفاهات الحماسية من إذاعة صوت العرب بصوت المذيع أحمد سعيد المجلجل المؤثر في النفوس ، والجهل لدى الشعوب المتعطشة للنصر وإنهاء قضية فلسطين للأبد، يقودها الراعي الرئيس عبد الناصر زعيم العرب المغرر به من الأعوان مثل قطيع الغنم تسير إلى المسلخ للذبح وهي لا تعرف  المصير....

               والشيوعية دولة الإتحاد السوفياتي القطب الثاني في العالم وخصم الغرب الأول في الهيمنة على بعض الشعوب ، تلاشت وتغيرت تغييرا كبيرا للأحسن لأن النظرية كانت  قاسية ومجحفة ولم تكن قائمة على قواعد وأساسات سليمة وجددت شبابها وحيويتها وأصبحت روسيا الإتحادية والحكم بالديمقراطية والعلم والمنطق وإطلاق حريات الشعوب بدل الضغط والقهر، مما زادت سموا وفهما وحضارة وتقدمت خطوات كبيرة وكثيرة في التنافس السلمي الهادف للأمام، ومستقبلا مع مرور الوقت سيكون لها عظيم الشأن كما كانت بالسابق وأكثر في مساندة الشعوب البريئة المظلومة الرافضة لسياسات وهيمنة الغرب...

                روسيا الآن متهمة من طرف الغرب و جهات في  امريكا ، بأن لها دورا كبيرا في التدخل في الإنتخابات الرئاسية وتزويرها   لكي يفوز المرشح دونالد ترامب بكرسي الرئاسة والوصول للبيت الأبيض نظير التدخل والتسرب ودس المعلومات الخاطئة بدقة وفن فى حواسيب الإنتخابات وتغيير النتائج لطرف على الآخر مما أصبحت بادرة خطيرة التدخل في العمق بهذا الشكل ... وتوقعت الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك أوباما، أنهم مخترقين وأن الروس إستطاعوا الكشف عن العديد من الأسرار ذات الأهمية القصوى التي تخص الأمن القومي...  مما كانت صفعة شديدة قوية للإدارة وهي في آخر أيام حكم رئيسها السيد باراك أوباما على الإهمال والفشل ، وعليه تم الإحتجاج بقوة كتعبير عن الغيظ والغضب وطرد مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الروس وفرض الكثير من العقوبات الإقتصادية، ومازال الأمر تحت البحث والمتابعة الدقيقة لمعرفة الأمر بوضوح عن مجريات الأمور في الخفاء والسر...

                الأمر ليس بسهل أو بدون جذور وأساسات - لا دخان مهما كان بسيطا يخرج من غير جذوة نار هامدة تحت الرماد تشتعل - حتى تقوم الإدارة الامريكية بالفعل القاسي والرد بسرعة والطرد المفاجئ الغير متوقع، وليس لها شبه دليل ، وكان الرد الروسي حكيما وعقلانيا على الصفعة الدبلوماسية الأمريكية القوية ، بأنه لا دليل موثق ومؤيد عليهم بالفعل المشين  يحتاج إلى الصدام والمواجهة والصراع الشديد أو الحرب بين القطبين، التي ممكن أن تكون البداية وإشعال الفتيل للحرب العالمية الثالثة بالسلاح النووي، والرد الهادئ بدون إنفعال وغيظ على اللطمة غير جميع المعايير والتوقعات، بأنهم سوف ينتظرون قدوم الرئيس الجديد للبيت الابيض صديقهم الذي طلب منهم العون و المساندة أيام الانتخابات، قبل الرد!!!

             والواقع المرير أن الطرفين يعملون بكل القوى في الصمت والخفاء و وراء الستار منذ أيام الحرب الباردة التي مضت وأكثر طوال وقت الهدنة ومباحثات السلام للفوز والنجاح... فما تفسير سقوط ودمار ابراج التجارة في نيويورك والتعدي على مقر البنتاغون القيادة العسكرية لأمريكا في العاصمة واشنطن دي سي   فجأة من طائرات مدنية للركاب يقودها طيارون إرهابيون إنتحاريون عرب كما يقال في الإعلام  ليست من فراغ وإنما من ضمن الخداع الذي طبل له الإعلام الغربي بالعديد من الحجج المزورة بقوة لمن يبحث الأمر بروية ويعرف الأهداف الخبيثة السياسية السرية و يقرأ ما بين السطور، وهو بديهيا أمر مدبر ومفتعل من القوى الخفية الغربية لغرز وتثبيت الجريمة الكبرى الشنيعة على العرب المسلمين والإبتزاز لتمرير الكثير من أمور الشر، والضحايا الأبرياء المظاليم في الأبراج كانوا بالمئات من عدة جنسيات في وقت قصير نظير تحقيق أغراض خاصة للبعض من القوى الخفية ذوي المصالح لإشعال الحروب ولتهييج الشعب على الضغط والطلب من الإدارة الحاكمة على الرد والإنتقام على الفعل الإرهابي الخطير في أسرع الوقت بدون الإنتظار...

                   و النتيجة والمحصلة النهائية حققت بعض الأهداف التي من أجلها تم الخداع والإستفزاز وشحن الشعور القومي للحرب، وحدث الغزو لأفغانستان والعراق و سقط عشرات الآف من القتلى والجرحى والمعاقين من الدولتين المسلمتين  و تسبب ذلك في خراب ودمار الأوطان وهجرة الملايين بحثا عن المأوى والأمان.....

               التخطيط لقيام ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها القادمة الموضوعة على اللائحة للتحقيق في المستقبل القريب ومعارك الحدود بين السعودية واليمن في السر والعلن والتي مازالت النار مشتعلة إلى الآن في بعض الدول العربية التي ذكرتها،  تأكل  أبنائها نظير الجهل السياسي بالأبعاد الكبيرة المستقبلية بدون حساب وخروج منظمات إرهابية مثل القاعدة في دولة أفغانستان بالسابق والتي صنعها الغرب لمآرب شريرة ضد الإحتلال الروسي لأفغانستان وبعد إنتهاء الدور الذي من أجله قامت وحدث التمرد ضدهم حاول الغرب القضاء عليها بكل القوة إلى الآن ولم يستطيع بعد، مازالت جذورها حية تقاوم على البقاء مهما كلف الصراع من تضحيات وخراب ودمار ... 

                   ظهور تنظيم الخوارج المرتدين الدواعش الدموي بالحاضر على الساحة في دولة العراق وبلاد الشام بحجج قيام دولة الإسلام الجديدة بالحكم بالشرع والدين كما كان السلف التي تستهوي جميع المتطرفين والمتزمتين ذوي العقيدة المتشددة في العالم العربي الإسلامي للإنضمام والدعم والتضحية بالأرواح وخلق الوحش العالمي الأرهاب في صور عديدة من التنفيذ لعمليات شريرة كثيرة أساسها الترهيب وخلق الرعب والخوف...    وخافت الشعوب من العرب المسلمين في كل مكان وتعطلت مصالح الكثيرين بسبب الدعايات المغرضة ضد إنتشار دين الإسلام الذي بدأ ينتشر في الإعتناق بالوحدانية بسرعة لدى الكثيرين في الأوساط الغربية... 

              عرفوا عن يقين أنه دين سلم وسلام وأمن وأمان للجميع ونتيجة هذه الأحداث المؤلمة الكثيرون تساءلوا عن دين الإسلام بعمق ومراجعة روحية ووجدوه الأفضل للهداية والإيمان والوقت الحاضر العالم تغير بحسب التقدم والتطوير للأحسن والخروج من حلقات الجهل الأعمى الأسود... والكثيرون من الشعوب مروا بالتجارب المريرة والمحن والمعاناة والعسف من حكم المتزمتين المتشددين، وغير محبوبين من الشعوب الحرة ولا نهوض ولا تقدم من غير الحكم بالديمقراطية وتنفيذ القانون العادل بقوة على الجميع، وإحياء الشر ووحش الإرهاب ليس من فراغ ... قام وإستعر وإستمر في قطع الرؤوس وحرق الأسرى في الأقفاص وراءه دعم القوى الخفية الغربية وحلفاؤهم من بعض قيادات دول عربية في السر بالخطط والإمكانيات المادية القوية والتزويد بالسلاح الفتاك وتسهيل الأمور وغض نظر العيون الأمنية عن الملاحقات في عبور المواد والمقاتلين عبر الحدود من بعض الدول في الجوار حماية لإسرائيل ونكاية في إيران وإستنزافها على المدى الطويل على تدخلاتها في الحرب الأهلية في سوريا ودعمها لنظام الرئيس بشار الأسد، والنتيجة المؤسفة الضرر للكثيرين الغافلين عن اللعبة الدولية وكيف تدار من عقول ونفوس شريرة بدون رحمة ولا شفقة للضحايا المساكين من جميع الأطراف، ونهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح....

                الإعلام الموجه أحد الأسلحة الفتاكة له وجهين ، الخير والشر متلازمان،  والذي سلب العقول في وقتنا الحاضر ولا نستطيع البعد عنه بسهولة وإلا نصبح جهلة متأخرين،  فاتنا ركب الحضارة والسمو والتقدم مثل الإنسان البدائي الذي كان يعيش بالكهوف كالحيوانات بلا عقل و لا ضمير و لا إحساس، همه البحث عن الطعام والقوي يأكل الضعيف ويهيمن عليه بأي وسيلة بحكم الطبيعة (البقاء للأقوى) ... 

              المواضيع التي ذكرتها عبارة عن رؤوس أقلام لعناوين حدثت، قليلا من كثير ومازالت العديدة لم تذكر، رغبت في  نشرها حتى يتعلم الغافلين الموتى بالحياة بدون قبور ولا شواهد من أخطاء البعض الإحتكاريين ولا تتجدد بالظلم والقهر للإنسان الضعيف، من أخيه الانسان ، ويعرف الباحث الدقيق للأحداث بضمير بدون الإنحياز لطرف على آخر نظير أهواء النفس الضرر الرهيب من الإعلام الخادع المؤلم الذي ترتبت عليه الكثير من المآسي والأحزان للشعوب المتضررة....

              لقد نسى البشر المخططون الأشرار عديمي الرحمة والشفقة أن اللعب بمصائر ودم البشر الآبرياء لا يستمر طويلا    ، له يوما نهاية وفناء... وسحر الشر مهما طال الوقت سيرجع على الساحر مثل مايحدث الآن من معاناة ومحن من الطبيعة الأم من تغيرات الطقس والأعاصير والعواصف و اندلاع الحرائق المدمرة في الغابات والمدن وكثرة التعدي والإجرام  من  طرف الشاذين المجرمين على المواطنين الأبرياء بدون عدل ولا تمييز ... حيث صراخ الثكالى على فقد الأحباء وبكاء الصغار على فقد الآباء والهجرات الجماعية بدون طعام كافي لسد أفواه الجياع ومأوى للنازحين من برد وصقيع الشتاء والأمراض الكثيرة بدون علاج كما يجب، لن تذهب هباءا بدون حساب أو عقاب... الرب العادل حيا موجودا سيأخذ حق الأبرياء المظلومين في أقرب وقت سواءا بالدنيا أم بالآخرة .... 

              لقد نسى  الأشرار أن الحياة مستمرة إلى أن يشاء الله تعالى الخالق من وقت، والخير والشر في صراع منذ الأزل إلى نهاية الأجل لن يتوقف حيث سنة الحياة وشياطين النفس من الإنس والجان في صراع شرس بينهم بدون توقف من أيام  خلق سيدنا آدم أب البشر عليه السلام ...  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Sunday, January 1, 2017

خواطر عامة 23

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الإعلام
 ( 1 )


                    الإعلام من خلال المحطات الفضائية التي تبث الأخبار والنشرات والأفلام وغيرها يوميا بالعشرات والمئات عبر القنوات المرئية، ووجود الحاسوب و مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر،  والهواتف النقالة و الذكية والكتب والصحف والمجلات للقراءة لا يمكن الإستغناء عن بعضها بأية صورة من الصور وأصبحت جزءا من حياتنا اليومية في الوقت الحاضر عصر العولمة والتقدم ... لنكون على إطلاع دائم ونتابع أولا بأول الأحداث في العالم الفسيح...

              الإعلام يوجد فيه الخير والشر و في صراع لا ينتهي، الخير في تقديم الكثير من البرامج الهادفة والعلمية للدارسين و لغير المطلعين،  مما يساهم في تقدم الفكر في مجالات عديدة لمن يحسن المتابعة والإطلاع بتمعن وفهم ويتابع الأحداث بإهتمام و يحسن فرز السمين من الغث...  و الشر، المبرمج والموجه لخدمة أغراض معينة و غسيل مخ المشاهدين و توجيهم بفن ودراية إلى مفاهيم كثيرة خاطئة خدمة لمصالح معينة ضمن لعبة الشطرنج الدولية لصالح القوى الخفية التي تعمل في الظلام ، من وراء الستار في الخفاء، لحكم الشعوب الضعيفة عن طريق التوجيه المعد بإتقان و كثرة الترديد حتى ترسخ بالأذهان أنها صواب وليست شائعات وأكاذيب من خبراء ذوي عقول نوابغ أساطين وأساتذة في الشر في نصب المكائد و الفخاخ للضحايا الغافلين...

                         الكثيرون منا لا يعرفون التمييز بين الصحيح والخداع والتوجيه بإتقان وتهيئة الرأي العام و ضمان الشعوب في تأييد مخططات الشر كذريعة للإستفزاز والغزو، مستغلين الآلة الدعائية الجبارة والإيحاء المتعمد وعدم معرفة السياسة ومتابعتها من الشعوب الغافلة وبالأخص في الغرب، حيث ينصب همهم الرئيسي على التركيز على العمل للعيش في سعادة وهناء أيام الإجازات في عطلات نهاية الأسبوع وأيام الأعياد غير مبالين بالأحداث السياسية مثل دول العالم الثالث...

                      إنها مأساة الإعلام الموجه والمبرمج بالشر والذي من كثرة الترديد للكذب بالزور والبهتان أصيب الفكر لدى الكثيرين بالشلل وعجز عن التمييز و لا يتابع الأحداث كما يجب...  و يسقط الأبرياء الغافلين من المنتصر والمهزوم في حفر المتاهات وحمامات الدم التي تحتاج إلى أجيال عديدة حتى تنسى الفعل والأحداث المؤلمة وتظهر الأسرار للنور والعلن التي أدت بهلاك العديدين وخلفت المآسي والشر وحب الإنتقام والأخذ بالثأر نتيجة الأحداث السيئة...  و انجر عنها حروب شرسة أكلت اليابس والأخضر في سبيل الهيمنة والبقاء في المقدمة والتي مهما طال الزمن يوما دورة الحياة سوف تطولها وتحل على رؤوسها وتدفع الثمن الغالي شعوبها نظير الإعلام المزيف المعد والطلب من الشعوب المتضررة بالرد والانتقام...

                        والأدلة كثيرة على التزييف والخداع أوقات الصراع في السلم والحروب بلا عدد ويصعب على الإنسان الباحث عدها ... وأخطاء البعض من القادة الذين صورهم الإعلام الغربي أنهم أشرارا ومجرمون وقدمت شعوبهم التضحيات الجسيمة بملايين الأرواح من القتلى و الضحايا كما حدث في ألمانيا الهتلرية والثمن الغالي والنتيجة خسارة الحرب العالمية الثانية... كما حدث لهتلر زعيم حزب النازية العنصري الشرس والذي كتب عنه الكثير بالسلب والسب والتشويه المتعمد من الإعلام الغربي خلال حوالي سبعة عقود مرت ومضت من الزمن على نهاية الحرب العالمية الثانية، مما آمن الجميع موجهين أنه شرير ومجرم....

                   والتساؤلات للنفس هل جميع الألمان أشرار ليست لديهم العقول الراجحة وجميعهم على خطأ كبير لا يمتون للإنسانية بأي صلة ، نظير الوحشية وقمة العنصرية،  التجميع بالقوة والتجويع والحرق لمواطنيها من البشر اليهود والغجر أحياءا بمئات الآلاف في الأفران...   بدون أسباب جوهرية ناسين أنهم جنود عسكريون ينفذون الأوامر الصارمة الصادرة عن الزعيم الأوحد بالفعل والعمل الوحشي وتنفيذ الأوامر وغير قادرين على الرفض بأي وسيلة من الخوف والرعب والإكراه و دفع الثمن الغالي نظير عدم تنفيذ الأوامر، وبالأخص في أوقات الحرب حيث  لا مجال للجدال أو الرفض، وإنما التنفيذ فقط !!!

                   عدة حروب بين العرب وإسرائيل للبت في قضية فلسطين المغتصبة نتيجة المؤامرات الدولية الصهيونية لخلق كيان فى قلب الأمة العربية بحجة الرجوع الى ارض الميعاد الإلاهي... والتي من وجهة نظري الخاصة كانت خطئا فادحا حيث تم إغتصاب الأرض بالقوة بدون رضاء أهلها والوصول معهم إلى حلول والحروب المستمرة بين الحين والآخر لن تتوقف وتستعر النار من جديد بين الأطراف... لا تفيد و فيها أخطاء كثيرة و ضحايا من الطرفين نتيجة الغرور والحماس الوطني والجهل باللعبة الدولية التي تدار من قوى خفية عالمية لاستغلال الطرفين في الخصام والتحديات، بدءا من إسرائيل في المواجهة ضد العرب كمخلب قط في التعدي لتنفيذ أمور معينة مجبرة ضمانا لوجودها وبقائها حية وجعل هموم العرب التركيز على شراء السلاح وتعبئة الجيوش لتصبح جاهزة للدفاع أو الهجوم وقت الحاجة...

                    والقوى الخفية سعيدة بنجاح مخططاتها لإمتصاص أموال العرب من دخل النفط والغاز للقضاء على إسرائيل و هو أمر لن يحدث لا في وقت قريب ولا بعيد بسهولة مهما كان الحماس الوطني قويا مطالبا حكامه بالبدء وترجيع الأرض وحكام العرب غير مؤهلين في الوقت الحاضر ، وغير قادرين على التحدي السافر ، عبارة عن كلام وخطابات حماسية تثير وتنفخ الشعور الوطني مثل البالون مرهون هلاكه وضياعه من وخزة دبوس ينفجر مخلفا صوتا عاليا ويضيع وينتهي....  قوتهم وجبروتهم على شعوبهم للبقاء في مراكز الحكم بلا تقاعد حتى الموت ...

                 ومهما إنتصرت إسرائيل في الوقت الحاضر بمساندة العالم الغربي جهرا والبعض من الحكام والمسؤولين العرب سرا، ودس الدسائس والمكائد ، الحرب سجال يوم لهم ويوم للعرب ، غير سعيدة ولا تعيش في هناء وراحة وأمن وأمان دائماً تحيا في القلق والخوف من المجهول  القادم يوما ما! 

                  لقد كان بالإمكان تجنب هذه المحن والمصائب بالحوار الهادف والجلوس على مائدة المفاوضات والوصول إلى سلام دائم كما حدث مع مصر والأردن وعيش الجميع الفلسطينيين من عرب مسلمين ونصارى واليهود في وئام، الجميع يعاملون ضمن القانون بلا تمييز  و لا تعصب في دولة واحدة ككثير من الدول في التطبيق الفعلي ضمن الدستور والقانون العادل على الجميع مثل أمريكا الشمالية ، حيث الارض للجميع والدين لله تعالى، بدل الفصل بالأسوار التي مهما طال الزمن يوما بالتفاهم والسلام سوف تهدم وتزال مثل ما حدث في سور برلين بالمانيا منذ سنين مضت ....

                       مع أنه الآن ونحن اليوم في نهاية العام 2016م وإسرائيل تعاني من  مشاكل قومية لها أبعاد خطيرة عليها في المستقبل في منظمة الأمم المتحدة لأول مرة بصورة رسمية في رفضها لقراراتها الأممية بالمنع من البناء و التشييد في الضفة الغربية وغيرها من المواضيع الساخنة مع أن الأمم المتحدة قوية في قرارتها على الضعفاء ...  وحش كاسر بدون أنياب ولا أسنان ضعيفة أمام القوى الخفية التي تحركها كما تشاء خدمة لمصالحها الشخصية ولا تتوقف مصانع الغرب والشرق عن صنع  وبيع السلاح والهيمنة والنفوذ على الشعوب....

                     لو حدث السلام وزال العداء والكراهية المفتعلة  وهو أمر ممكن حدوثه، حيث في السياسة  لا شئ مستحيل...    ووضع العرب أيديهم مع اليهود في إتحاد بصدق وضمير، أمور كثيرة سوف تتغير في السياسة الدولية عالميا للأحسن ويهيمنون على الغرب والشرق نظير الإتحاد بين الفكر اليهودي والمال العربي وكبر مساحات الاراضي العربية في منتصف العالم المليئة بالثروات التي الكثير منها لم تكتشف بعد...   ليعيش فيها الجميع في وئام وسلام وأمن وأمان... والتي لا الغرب ولا الشرق ولا ذوي المصالح ، القوى الخفية والقطط السمان، يحبذون الإتحاد بأي ثمن كان ... دائماً يضعون الدسائس والفتن بينهم حتى يستمر الصراع ولا يتوقف...

                     مع العلم أننا جميعنا كعرب ويهود أقرباءا بصلة الدم أبناء العم من جد واحد سيدنا إبراهيم ورسولهم سيدنا موسى عليهما السلام ... والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط 

 البقية في الحلقة الثانية..

Monday, December 26, 2016

خواطر 22

بسم الله الرحمن الرحيم

 دورة الحياة
 ( 2 )

               سبحانك رب العالمين،  عجلة الحياة تدور بدون توقف ...  الوليد الجديد الذي خلق من نطفة في بطن أمه ودبت به روح الحياة وظهر للعالم وشاهد  النور في الدنيا ووهبه الخالق الله تعالى طول العمر...  ومع مرور الوقت يتقدم في العمر ويمر بمراحل الطفولة و المراهقة والشباب والكهولة و الشيخوخة  ثم العجز...   وآخر المطاف الممات والوفاة حيث لاشئ يستمر في الوجود من جميع المخلوقات غير الله تعالى الحي الموجود على مدى الدهور خالق كل شيئ....

                 و دارس تاريخ الأمة العربية  يستغرب كيف كانت بالسابق من الأوائل لها حضارة وسمو ومركز في القمة وجار عليها الزمان حسب دورة وسنن الحياة وإضمحلت وتراجعت وأصبحت بالمؤخرة مع غيرها من دول العالم الثالث منذ عصور الإنحلال والتفسخ بعد الخلفاء الراشدين والصراع على الحكم والسلطة... وطمع الإستعماريين الذي بدأ بالحروب الصليبية من الدول الغربية في الغزو والإحتلال للأوطان العربية ونشر الكثير من الأمور والعادات الغريبة الأجنبية في الأوساط ، التي لا تتماشى مع تعاليم ديننا وتقاليدنا الإسلامية... والبعض من المنافقين ضاع في المتاهات وأصبح بين البينين لا هو عربي مسلم قح مثل إخوته الآخرين ولا يهوديا ولا نصرانيا كاملا فى العقيدة من أهل الكتاب، ملحدا لا يعبد الرب تعالى متجاهلا وجوده ، ضالا روحيا مثل عابدي الأصنام والبقر عن قناعة وإيمان بدون مراجعة النفس ونحن نعيش في عصر العولمة والتقدم وأصبح الضال الملحد لا من هؤلاء ولا من هؤلاء،  تائه الروح والعقيدة كافرا وضاع دنيا وآخرة...

                          عصر الثورات في الأمة العربية، بدأت من بلاد الشام (سوريا)، ثم حدثت اللعنة  التي بدأت من بني أمية بتمردهم على آخر الخلفاء الراشدين سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و شرخت الخلافة الإسلامية نتيجة الطمع في الحكم والسلطة.... ومازلنا نقدم المآسي والضحايا منذ تلك الأيام إلى الآن من التمرد والثورات المبرمجة وكأنها مسرحيات لشغل الرأي العام ولفت الأنظار مثل ثورة ومسرحية  الرئيس حسني الزعيم، الذي لم يستمر طويلا في الحكم وكان من أحد الرواد في الثورات العربية الحديثة مع غيره من الكثيرين من الزعماء والقيادات الجنود المجهولين الذين طوتهم الارض في بطنها والتاريخ في سجلاته وضاعت الشعوب في خضم الثورات العديدة نتيجة الحماس والإندفاع....

                 الإستعمار الأوروبي خرج من الباب نتيجة ثورات الشعوب العربية الرافضة لوجوده على أراضيها ودخل متسللا من النافذة بمخططات جديدة إقتصادية للهيمنة وخنق الأنفاس .... وأصبحنا بدون إرادة أتباعا إلى الآن بعلمنا ونحن ندعي الإستقلال وآخرها ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية و التي خلفت المآسي والدمار ونعاني الويلات والمحن في بعضها إلى الآن ، في غياب الوطنيين الأحرار الذين أصبحوا في المؤخرة و الظلال ولم تتاح لهم الفرص في الحكم السليم...    وصلوا لأعلى المناصب فجأة نتيجة الحظ ولم يستطيعوا التمسك بالسلطة والقيام بالمرحلة المطلوبة على وجه سليم لأنهم ضعفاء الشخصيات غير دمويين ليست لهم الخبرة والتجربة في الحكم وقيادة الشعوب بحكمة والمواجهة وبالأخص مع ثوار  مسلحين ذوي فكر متشدد ....

                 وإستغل الامر ذوي الطمع أشباه الرجال بحجج كثيرة وقفزوا على سفينة الحكم في الغفلة وأصبحوا الربابنة وقادوها بالخبث وقوة السلاح (المليشيات) بدون الديمقراطية ولا دستور و لا قوانين عادلة تحفظ حق الجميع...   ومهما طال الوقت لن يكون هناك إستمرار ولن تصل إلى ميناء الأمان طالما هؤلاء يمسكون بدفة القيادة !!! 

                   ذكرني هذا بأحد الأمثال الصينية الذي قاله أحد الحكماء وردده ناصحا الرفاق الوطنيين وقتها بأن يأخذوا الحذر ويكونوا فاهمين اللعبة السياسية وكيف تدار بمهارة وقذارة، قائلا مرددا (يخطط للثورات الحكماء وتقوم وتفوز وتنجح بفضل تضحيات الرجال الأحرار الشرفاء ذوي العزم والجرأة والفداء الشهداء ويستولي عليها الجبناء المنافقين أشباه الرجال الذين في آخر الطوابير قابعين في الظلال يتربصون مثل الوحوش للإنقضاض على الفرائس في الغفلة) ...  وهذا المثل حدث لنا ومازال يحدث في الأمة العربية ودول العالم الثالث في غياب الحكم بالديمقراطية والدساتير وسلطة القانون ، إلى الآن!

                   البعض من الزعماء والملوك والحكام لديهم الضمير الحي وحب الوطن ولكن تاهوا عن الطريق  السوي نتيجة القهر والظلم للشعوب وعدم الحكم بالعدل ووجود الأعوان السيئين في التنفيذ الذين إستغلوا السلطات والصلاحيات الممنوحة لهم لخدمة أغراضهم الخاصة بالقمع لمن يرفع رأسه طالبا العدل و المساواة،  قصد إرضاء الحاكم وإشعاره أنهم عيون ساهرة على بقاء نظامه ، مما رجعت الدائرة على رؤوس الجميع الحاكم والمحكوم بالمحن والثورات....

                      وللأسف الشعوب العربية دائما مندفعة بدون روية وتحكيم العقل، تصدر أحكامها دائماً في عجلة وتتمرد على أولاة أمرها نتيجة القشور بدون التعمق في الواقع ، وعمل الصحيح الطاهر حتى تنهض وتتقدم...  لأن الملك والرئيس والحاكم كثيرا من الامور لا يعرفها ولا يعلم بها حتى يبت الأمر فيها ويعدل ، مغيبة عنه من أعوان السوء كما ذكرت مما يتحمل مسئولياتها وتبعاتها لأنه في المقدمة في أول الصف والعنوان....

                    سوريا من احد الدول العربية التي تتكون من خليط من الأجناس والعبادات ذات الوطنية السباقة في الوحدة في العصر الحديث (الجمهورية العربية المتحدة) التي لم تدم فترة طويلة نتيجة الأهواء وتدخل الأيادي السوداء وتم الإنفصال بقيادة أول رئيس وزراء السيد مأمون الكزبري رحمه الله تعالى ...

                 والان رجعت دورة الحياة، دورتها عليها بالمحن والمعاناة من خلال تمرد وثورة على حكم الرئيس بشار الآسد ، التي أكلت وإلتهمت اليابس والأخضر منذ حوالي ستة سنوات ولم يتوقف الصراع إلى الآن بين طوائف السنة والشيعة العديدة التي ظهرت للوجود ويغذيها الشرق والغرب نظير اللعنة الإلاهية و المصالح المتضاربة منذ البدايات و التي تحتاج إلى تهدئة النفوس والمصالحة الوطنية لأطراف النزاع والجلوس على مائدة المفاوضات للحوار للوصول إلى السلم والأمن والأمان بدلا من لغة السلاح والقتل والدمار وضياع الوطن...

                  والحلول في عصرنا الحاضر ليس النجاح والفوز في الحرب ولا الإرهاب هو الفيصل النهائي سواءا نصرا أم هزيمة وإنما قهر النفس اللوامة الأمارة بالسوء والتضحيات للوصول إلى تفاهم بقلوب طاهرة والتعاون معا ضمن قوانين تضمن السلام والأمن والأمان لجميع الأطراف كما يحدث الآن في أمريكا وطن اللبن والعسل والفرص ، شعبها خليط من جميع الأجناس والعقائد والمذاهب والديانات التي ذابت و انصهرت مع بعضها بمرور الزمن وأنتجت دولة كبرى لها الريادة والقيادة بالعالم نتيجة الدستور الجيد من الآباء الرواد الأوائل الذين حكموا العقل للمصلحة العامة بدون غرور ، ومد اليد اليمين بالسلام لمن أراد السلام وفي حالة العجز ، الضرب بقوة باليد الأخرى من حديد ، مما حافظت على التوازنات الدولية وأصبحت سيدة العالم ، تأمر وتنهى كما ترغب وتريد !!!

                الإرهاب العالمي عصر جديد آخر تم خلقه من قوى الظلام الخفية لتنفيذ أغراض خاصة والوصول إلى أهداف معينة و آفة كبرى خلقت من الخصوم والأعداء للأمم لجعل الأمة العربية الإسلامية تعيش وتعاني المرارة والمحن ولا تنتبه للإصلاح طالما النفوس خبيثة غير طاهرة لم تفتح قلوبها بعد للسلام مع الخصوم والأعداء ، والأمة العربية لن تستطيع النهوض والتقدم طالما أحد قضاياها القومية المهمة مازالت عالقة ولم تسوى بحلول ترضي جميع الأطراف المتخاصمة وعلى رأسها قضية فلسطين بين العرب واليهود التي لا تزال قائمة حية وفي صراع دموي لا ينتهي بسهولة ، و يحتاج إلى عقول و تضحيات و تنازلات و وقت طويل ...  وهم أبناء عم من جد واحد سيدنا إبراهيم خليل الله تعالى، ورسولهم سيدنا موسى كليم الله عليه السلام ...  يحتاج  الطرفان إلى وقف الحرب والدسائس والإرهاب نهائيا حتى ترتاح وتهدأ النفوس...   و الحوار الهادف لمصلحة الجميع والسلام والعيش في دولة واحدة بدون أسوار فمن حق الجميع العرب واليهود العيش في امن وأمان بدون خوف ورعب من الإرهاب المجهول القادم  الخوارج المرتدين ....  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط