Saturday, January 7, 2017

خواطر عامة 24

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإعلام
( 2 )


                 الشيوعية والحرب الباردة بين القطبين الشرق والغرب التي  إستمرت عقودا عديدة في تربص وإستعداد للرد النووي بعد أن كانوا أصدقاءا و شركاء وخاضوا الحرب العالمية الثانية معا كحلفاء ضد ألمانيا الهتلرية  والنصر على النازية وتقسيم المانيا الى غربية وشرقية ... وإستمرت الجفوة إلى نهاية التسعينات في القرن العشرين الماضي، في خصام بالعلن والسر ، يكيدون لبعضهم البعض المؤامرات والدسائس وزرع الجواسيس لمعرفة الأسرار الخاصة بالتسليح والخطط والضرب تحت الحزام في السر بينهم وترقب وتوقع أيا من الطرفين طوال الوقت بحذر شديد وخوف من أي غارة مفاجئة بالسلاح النووي قد تحدث لهم في غفلة وجاهزين للرد بقوة بنفس السلاح الذي فيه الدمار والخراب للجميع ...

                وتوقف الصراع الشرس في هدنة طويلة نظير التفاهم والسمو بعد أن كان كل طرف يشحذ جميع طاقاته وقواه ليكون جاهزا ولا تحدث له أية خدعة حربية خطيرة قاتلة مثل الضربة الجوية المفاجئة من سلاح الطيران الياباني على ميناء (بيرل هاربر) في جزيرة هاواي في أواخر الأربعينات من القرن العشرين الماضي ودمر معظم قطع أسطول المحيط الهادي بدون سابق إنذار في غفلة وخلف الكثير من الدمار والضحايا الأبرياء... وقامت أمريكا برد الصفعة بقوة بالدفاع عن نفسها حيث الكارثة وصلت للعظم في أراضيها إحدى ولاياتها الخمسين في حرب ضروس بإستعمال السلاح النووي لأول مرة في التاريخ ... وكانت الهزيمة النكراء وضياع إمبراطورية الشمس ذات الحضارة وعلو الشأن والخسارة الفادحة وأصبحت مستعمرة بعد أن كانت إمبراطورية ضخمة قوية يخاف من سطوتها وجبروتها جميع الجيران في الشرق الأقصى... وبمرور عقود من السلام و التفاهم والحوار أصبح الأعداء الألداء اليابان وأمريكا أصدقاءا وحلفاء ...

                 نكسة حرب شهر يونيو عام 1967 م نتيجة الغرور والكبر بالنفس والإعلام الزائف الموجه لإستغفال الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج من الرئيس عبد الناصر بالقضاء على إسرائيل ورميها في البحر إلى الأبد ... والنتيجة المؤسفة فوز ونصر اسرائيل في الحرب الخاطفة ضد ثلاثة جيوش دول عربية مصر وسوريا والأردن ووصول القوات الإسرائيلة إلى ضفة القناة الشرقية لمصر وإحتلال شبه جزيرة سيناء (رجعت إلى مصر بعقد إتفاقية سلام أيام الرئيس أنور السادات رحمه الله تعالى) وهضبة الجولان في سوريا (التي  لا تزال محتلة إلى يومنا هذا)  وبيت المقدس التي هي أولى  القبلتين للمسلمين و ثالث الحرمين الشريفين والأساس لفلسطين ، تم الإستيلاء عليها  وطرد الهيمنة والوصاية الاردنية  في ساعات وأيام قليلة من النزال والحرب والتي إسرائيل تسعى جاهدة إلى الوقت الحاضر لتحصيل موافقة المجتمع الدولي بأن تصبح عاصمة إسرائيل بدلا من مدينة تل أبيب ، العاصمة الحالية ....

                والهزيمة والنكسة عام 1967 م أصبحت عارا في سجل التاريخ العربي ،  لن تمتحى من الأذهان عندما تأتي سيرتها وتذكر في أي حديث كان ، مهما طال الزمن... والسبب الرئيسي في الهزيمة هو الجهل السياسي والغرور والإستهزاء لدى الحكام العرب والإعلام الزائف الذي كان يطبل ليل نهار بدون سند قوي يحميه و لا إستعدادات كبيرة للحرب وقت الحاجة غير نشر التفاهات الحماسية من إذاعة صوت العرب بصوت المذيع أحمد سعيد المجلجل المؤثر في النفوس ، والجهل لدى الشعوب المتعطشة للنصر وإنهاء قضية فلسطين للأبد، يقودها الراعي الرئيس عبد الناصر زعيم العرب المغرر به من الأعوان مثل قطيع الغنم تسير إلى المسلخ للذبح وهي لا تعرف  المصير....

               والشيوعية دولة الإتحاد السوفياتي القطب الثاني في العالم وخصم الغرب الأول في الهيمنة على بعض الشعوب ، تلاشت وتغيرت تغييرا كبيرا للأحسن لأن النظرية كانت  قاسية ومجحفة ولم تكن قائمة على قواعد وأساسات سليمة وجددت شبابها وحيويتها وأصبحت روسيا الإتحادية والحكم بالديمقراطية والعلم والمنطق وإطلاق حريات الشعوب بدل الضغط والقهر، مما زادت سموا وفهما وحضارة وتقدمت خطوات كبيرة وكثيرة في التنافس السلمي الهادف للأمام، ومستقبلا مع مرور الوقت سيكون لها عظيم الشأن كما كانت بالسابق وأكثر في مساندة الشعوب البريئة المظلومة الرافضة لسياسات وهيمنة الغرب...

                روسيا الآن متهمة من طرف الغرب و جهات في  امريكا ، بأن لها دورا كبيرا في التدخل في الإنتخابات الرئاسية وتزويرها   لكي يفوز المرشح دونالد ترامب بكرسي الرئاسة والوصول للبيت الأبيض نظير التدخل والتسرب ودس المعلومات الخاطئة بدقة وفن فى حواسيب الإنتخابات وتغيير النتائج لطرف على الآخر مما أصبحت بادرة خطيرة التدخل في العمق بهذا الشكل ... وتوقعت الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس باراك أوباما، أنهم مخترقين وأن الروس إستطاعوا الكشف عن العديد من الأسرار ذات الأهمية القصوى التي تخص الأمن القومي...  مما كانت صفعة شديدة قوية للإدارة وهي في آخر أيام حكم رئيسها السيد باراك أوباما على الإهمال والفشل ، وعليه تم الإحتجاج بقوة كتعبير عن الغيظ والغضب وطرد مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الروس وفرض الكثير من العقوبات الإقتصادية، ومازال الأمر تحت البحث والمتابعة الدقيقة لمعرفة الأمر بوضوح عن مجريات الأمور في الخفاء والسر...

                الأمر ليس بسهل أو بدون جذور وأساسات - لا دخان مهما كان بسيطا يخرج من غير جذوة نار هامدة تحت الرماد تشتعل - حتى تقوم الإدارة الامريكية بالفعل القاسي والرد بسرعة والطرد المفاجئ الغير متوقع، وليس لها شبه دليل ، وكان الرد الروسي حكيما وعقلانيا على الصفعة الدبلوماسية الأمريكية القوية ، بأنه لا دليل موثق ومؤيد عليهم بالفعل المشين  يحتاج إلى الصدام والمواجهة والصراع الشديد أو الحرب بين القطبين، التي ممكن أن تكون البداية وإشعال الفتيل للحرب العالمية الثالثة بالسلاح النووي، والرد الهادئ بدون إنفعال وغيظ على اللطمة غير جميع المعايير والتوقعات، بأنهم سوف ينتظرون قدوم الرئيس الجديد للبيت الابيض صديقهم الذي طلب منهم العون و المساندة أيام الانتخابات، قبل الرد!!!

             والواقع المرير أن الطرفين يعملون بكل القوى في الصمت والخفاء و وراء الستار منذ أيام الحرب الباردة التي مضت وأكثر طوال وقت الهدنة ومباحثات السلام للفوز والنجاح... فما تفسير سقوط ودمار ابراج التجارة في نيويورك والتعدي على مقر البنتاغون القيادة العسكرية لأمريكا في العاصمة واشنطن دي سي   فجأة من طائرات مدنية للركاب يقودها طيارون إرهابيون إنتحاريون عرب كما يقال في الإعلام  ليست من فراغ وإنما من ضمن الخداع الذي طبل له الإعلام الغربي بالعديد من الحجج المزورة بقوة لمن يبحث الأمر بروية ويعرف الأهداف الخبيثة السياسية السرية و يقرأ ما بين السطور، وهو بديهيا أمر مدبر ومفتعل من القوى الخفية الغربية لغرز وتثبيت الجريمة الكبرى الشنيعة على العرب المسلمين والإبتزاز لتمرير الكثير من أمور الشر، والضحايا الأبرياء المظاليم في الأبراج كانوا بالمئات من عدة جنسيات في وقت قصير نظير تحقيق أغراض خاصة للبعض من القوى الخفية ذوي المصالح لإشعال الحروب ولتهييج الشعب على الضغط والطلب من الإدارة الحاكمة على الرد والإنتقام على الفعل الإرهابي الخطير في أسرع الوقت بدون الإنتظار...

                   و النتيجة والمحصلة النهائية حققت بعض الأهداف التي من أجلها تم الخداع والإستفزاز وشحن الشعور القومي للحرب، وحدث الغزو لأفغانستان والعراق و سقط عشرات الآف من القتلى والجرحى والمعاقين من الدولتين المسلمتين  و تسبب ذلك في خراب ودمار الأوطان وهجرة الملايين بحثا عن المأوى والأمان.....

               التخطيط لقيام ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها القادمة الموضوعة على اللائحة للتحقيق في المستقبل القريب ومعارك الحدود بين السعودية واليمن في السر والعلن والتي مازالت النار مشتعلة إلى الآن في بعض الدول العربية التي ذكرتها،  تأكل  أبنائها نظير الجهل السياسي بالأبعاد الكبيرة المستقبلية بدون حساب وخروج منظمات إرهابية مثل القاعدة في دولة أفغانستان بالسابق والتي صنعها الغرب لمآرب شريرة ضد الإحتلال الروسي لأفغانستان وبعد إنتهاء الدور الذي من أجله قامت وحدث التمرد ضدهم حاول الغرب القضاء عليها بكل القوة إلى الآن ولم يستطيع بعد، مازالت جذورها حية تقاوم على البقاء مهما كلف الصراع من تضحيات وخراب ودمار ... 

                   ظهور تنظيم الخوارج المرتدين الدواعش الدموي بالحاضر على الساحة في دولة العراق وبلاد الشام بحجج قيام دولة الإسلام الجديدة بالحكم بالشرع والدين كما كان السلف التي تستهوي جميع المتطرفين والمتزمتين ذوي العقيدة المتشددة في العالم العربي الإسلامي للإنضمام والدعم والتضحية بالأرواح وخلق الوحش العالمي الأرهاب في صور عديدة من التنفيذ لعمليات شريرة كثيرة أساسها الترهيب وخلق الرعب والخوف...    وخافت الشعوب من العرب المسلمين في كل مكان وتعطلت مصالح الكثيرين بسبب الدعايات المغرضة ضد إنتشار دين الإسلام الذي بدأ ينتشر في الإعتناق بالوحدانية بسرعة لدى الكثيرين في الأوساط الغربية... 

              عرفوا عن يقين أنه دين سلم وسلام وأمن وأمان للجميع ونتيجة هذه الأحداث المؤلمة الكثيرون تساءلوا عن دين الإسلام بعمق ومراجعة روحية ووجدوه الأفضل للهداية والإيمان والوقت الحاضر العالم تغير بحسب التقدم والتطوير للأحسن والخروج من حلقات الجهل الأعمى الأسود... والكثيرون من الشعوب مروا بالتجارب المريرة والمحن والمعاناة والعسف من حكم المتزمتين المتشددين، وغير محبوبين من الشعوب الحرة ولا نهوض ولا تقدم من غير الحكم بالديمقراطية وتنفيذ القانون العادل بقوة على الجميع، وإحياء الشر ووحش الإرهاب ليس من فراغ ... قام وإستعر وإستمر في قطع الرؤوس وحرق الأسرى في الأقفاص وراءه دعم القوى الخفية الغربية وحلفاؤهم من بعض قيادات دول عربية في السر بالخطط والإمكانيات المادية القوية والتزويد بالسلاح الفتاك وتسهيل الأمور وغض نظر العيون الأمنية عن الملاحقات في عبور المواد والمقاتلين عبر الحدود من بعض الدول في الجوار حماية لإسرائيل ونكاية في إيران وإستنزافها على المدى الطويل على تدخلاتها في الحرب الأهلية في سوريا ودعمها لنظام الرئيس بشار الأسد، والنتيجة المؤسفة الضرر للكثيرين الغافلين عن اللعبة الدولية وكيف تدار من عقول ونفوس شريرة بدون رحمة ولا شفقة للضحايا المساكين من جميع الأطراف، ونهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح....

                الإعلام الموجه أحد الأسلحة الفتاكة له وجهين ، الخير والشر متلازمان،  والذي سلب العقول في وقتنا الحاضر ولا نستطيع البعد عنه بسهولة وإلا نصبح جهلة متأخرين،  فاتنا ركب الحضارة والسمو والتقدم مثل الإنسان البدائي الذي كان يعيش بالكهوف كالحيوانات بلا عقل و لا ضمير و لا إحساس، همه البحث عن الطعام والقوي يأكل الضعيف ويهيمن عليه بأي وسيلة بحكم الطبيعة (البقاء للأقوى) ... 

              المواضيع التي ذكرتها عبارة عن رؤوس أقلام لعناوين حدثت، قليلا من كثير ومازالت العديدة لم تذكر، رغبت في  نشرها حتى يتعلم الغافلين الموتى بالحياة بدون قبور ولا شواهد من أخطاء البعض الإحتكاريين ولا تتجدد بالظلم والقهر للإنسان الضعيف، من أخيه الانسان ، ويعرف الباحث الدقيق للأحداث بضمير بدون الإنحياز لطرف على آخر نظير أهواء النفس الضرر الرهيب من الإعلام الخادع المؤلم الذي ترتبت عليه الكثير من المآسي والأحزان للشعوب المتضررة....

              لقد نسى البشر المخططون الأشرار عديمي الرحمة والشفقة أن اللعب بمصائر ودم البشر الآبرياء لا يستمر طويلا    ، له يوما نهاية وفناء... وسحر الشر مهما طال الوقت سيرجع على الساحر مثل مايحدث الآن من معاناة ومحن من الطبيعة الأم من تغيرات الطقس والأعاصير والعواصف و اندلاع الحرائق المدمرة في الغابات والمدن وكثرة التعدي والإجرام  من  طرف الشاذين المجرمين على المواطنين الأبرياء بدون عدل ولا تمييز ... حيث صراخ الثكالى على فقد الأحباء وبكاء الصغار على فقد الآباء والهجرات الجماعية بدون طعام كافي لسد أفواه الجياع ومأوى للنازحين من برد وصقيع الشتاء والأمراض الكثيرة بدون علاج كما يجب، لن تذهب هباءا بدون حساب أو عقاب... الرب العادل حيا موجودا سيأخذ حق الأبرياء المظلومين في أقرب وقت سواءا بالدنيا أم بالآخرة .... 

              لقد نسى  الأشرار أن الحياة مستمرة إلى أن يشاء الله تعالى الخالق من وقت، والخير والشر في صراع منذ الأزل إلى نهاية الأجل لن يتوقف حيث سنة الحياة وشياطين النفس من الإنس والجان في صراع شرس بينهم بدون توقف من أيام  خلق سيدنا آدم أب البشر عليه السلام ...  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment