Saturday, June 29, 2013

شاهد على العصر 112


بسم الله الرحمن الرحيم 

يوم الأحد 2011/6/12م  

               إجازة بالبيت في راحة وإستجمام حيث محتاج إلى راحة طويلة من معاناة الرحلات الطويلة من مكان إلى آخر ودولة إلى اخرى متابعا القضية والبحث عن المصادر للدعم والمساندة بأي وسيلة متاحة شريفة من اي احد يستطيع مد العون والمساندة بدون منن ولا جميل وبالأخص من الليبيين بالغربة ذوي الاموال والجاه والاتصالات السياسية.

الكثيرون من الاحرار  لم يتوانون عن النجدة، ليس بالمال فقط ولكن كل حسب الجهد من التواصل والاتصالات والتوصيل للمواد والمعدات وحضور المنتديات والمحافل الدولية والشرح العادل للقضية في الاعلام للأجانب.

مما جعلت القذافي وأعوانه يرتبكون من الكم الهائل من الفضائح  التي وقعت على رؤوسهم بسرعة نظير الظلم والارهاب والقتل لابناء الشعب البسطاء، مايزالون في غيهم وجبروتهم سائرون بدل التأني وإستعمال الحكمة والحوار الهادف مع الاحرار وترك السلطة للانتخابات الحرة من الشعب   بل لقاء التشبث بالكرسي والسلطة والحكم وكأن ليبيا الوطن ملك لهم يعملون في الأخطاء المتكررة فى المواجهات الشرسة والافراط في القتل الغير مبرر ونشر الرعب وهتك الاعراض لتركيع الشعب غصبا عنه، الخطأ وراء الآخر مما جعلت الشعوب الاخرى تكرههم وتجبر حكوماتهم على سحب البساط وحجب الثقة في الدعم لنظام مجرم مثل نظام القذافي الاهوج.

وصل إبني على وخطيبته بليندا المكسيكية الاصل إلى البيت للزيارة والتحميد بالسلامة وقضوا بعض الوقت  مع الجميع في متابعة الاخبار المتوالية في جميع القنوات الإعلامية يشاهدون ويتابعون تطورات الثورة خطوة بخطوة، ينتظرون يريدون سماع الاخبار الجيدة يفرحون ويهللون عندما يسمعون تقدم الثوار في ساحات المعارك مما جعلت الجميع يعيشون في ترقب ونشوة للنصر القادم المبين عن قريب بإذن الله تعالى ونهاية الطاغية .

يوم الاثنين 2011/6/13م  
طوال اليوم العمل بالمكتب بالبيت في ترتيب مسودة الرسالة والمبادئ والأهداف للحزب الجديد حزب ليبيا الجديدة والاتصالات العديدة الهاتفية لمتابعة الاحداث وربط الكثير من المعلومات الهامة عن طريق العلاقات الكبيرة الجيدة من مصادر عديدة مهمة  وتوصيلها إلى اصحاب القرار في ليبيا حتى يسترشدون ببعضها في الحرب والمعارك الدائرة بشراسة  وهزيمة كتائب القذافي ضمن قنوات آمنة كثيرة .

اتصال هاتفي من السيد رمضان بن عامر  من مدينة دبي  الامارات وكل شئ على ما يرام والأحوال بخير،  الجميع من أبناء الشعب الليبى الاحرار بالوطن والغربة الذين يريدون الخلاص من الطاغية ينتظرون اللحظة الحاسمة والفرحة الكبيرة  ممسكون بالأنفاس ينتظرون سماع الاخبار المفرحة ساعة القضاء على القذافى وإجتثاث النظام الفاسد العفن من على خريطة الوطن .

يوم الثلاثاء 2011/6/14م 
اتصال هاتفي  مفاجئ من السيد رمضان من دبي حيث أوصلني بصديق قديم كان من ضمن الرفاق تعارفنا  ايام الهجرة في الثمانينات  في مدينة هيوستون تكساس السيد محمد الجندي الذي  لم اشاهده منذ سنيين طويلة، حوالي 30 سنة، ولم أسمع عنه أية اخبار، وفوجئت بحديثه الشيق وأعلمني انه مقيم في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا ولديه سوق سوبر ماركت لبيع المواد الغذائية للجالية العربية هناك، واتفقنا على التواصل وتجديد الصداقة والأخوة بإذن الله تعالى في وطننا  ليبيا بعد النصر .
تم إرسال مسودة منشور حزب ليبيا الجديدة الى جميع الاعضاء للمتابعة والمراجعة وكشف أية اخطاء او قصور وإضافة لاي مواد قبل الطبع النهائي لها وبالاخص الى الرفيق المؤسس  السيد رمضان بن عامر الذي صمم الشعار للحزب   والسيد ياسين المغربي الذي كان له الدور الكبير في الكثير من كتابة وصياغة  الرسالة والمبادئ والاهداف وتنسيق الجمل  والمحاور في التسلسل بسلاسة حتى  وصلنا إلى شئ يشرف!!!

اعتراض بسيط من السيد ياسين على تصميم الشعار وانه يهدف إلى الماضى ونحن نريد ان نرى ليبيا بوجه جديد ولا عبادة أشياءا او أشخاصا مميزين مهما كانوا جيدين  واحترمت رأيه فأي عضو له الحق بالاقتراحات الهادفة والرأي للأغلبية في التصويت والمتابعة، حيث نحن حزب ليبيا  الجديدة  نتعامل بشفافية ووضوح بيننا،  نريد ترسيخ الديمقراطية في اتخاذ القرار وليس الرأي من واحد متسلط مثل القذافي اللعين 

يوم الأربعاء 2011/6/15م  
في إجازة وراحة بالمزرعة حيث كنت محتاجا لفترة طويلة ونقاهة لأسابيع حتى أسترجع الأنفاس من كثرة الرحلات والسفر، ولم اتمتع بقسط من الراحة،  فالفكر يعمل طوال الوقت ضمن التخطيط والاتصالات العديدة الهاتفية بالعشرات يوميا ضمن مواضيع عديدة شائكة متشابكة مع بعض معظمها لصالح القضية النبيلة التي أعطيتها كل الوقت والجهد وصرف الاموال خاصتي رزق الأولاد والعائلة بدون كلل ولا ملل لصالح القضية .

فمن اول يوم من الزحف والتأميم في نهاية السبعينات وأنا اعمل في المعارضة في السر والعلن  حيث عزمت وحسمت الامر منذ ذاك الوقت ان اكون سباقا  بألتضحية بالروح والنفس بالجسد بكل شئ  أملكه مقابل الوصول للهدف والقضاء على النظام الفاسد العفن حيث بالنسبة لي الحلم  بدأ يتحقق رويدا رويدا وبشائر النصر بدأت تلوح في الافق، وسوف أتحصل على الجائزة الكبرى نهاية الطاغية  عن قريب  لترتاح النفس وتهدأ  أنني ضحيت بإثنين وثلاثين سنة من العمر في المعارضة وتشردت وتغربت وحكم علي بالإعدام وأصبحت مهددا بالقتل ونجيت بقدرة الرحمن الخالق ورضاة الوالدين من سبع محاولات إغتيال وموت   لقاء الخلاص والفرحة ولم  أبخل على القضية او أقصر في حق الوطن .

يوم الخميس 2011/6/16م  
تم اتصال هاتفي من احد المراسلين الأجانب الألمان من صحيفة دير شبيغل الالمانية يبحث عني يريد ويرغب في عمل لقاء صحفي إعلامي عن امور كثيرة طواها النسيان  حدثت بالماضي وانا المتهم الاول فيها مما وافقت على اللقاء فلست بخائف من المواجهة والنشر .

اتصال هاتفي مع السيد ياسين في واشنطن دي سي وعرفت منه انه سوف يكون خارجها لعدة ايام  ويصل مساء الأحد القادم مما وضعت في البرنامج غيابه … واتصالات عديدة من إبني مصطفى بخصوص  الجوكر وانه ذاهب إلى القاهرة  مصر للقاء البعض القادم من الشرق آسيا حيث لا يستطيع القدوم إلى امريكا في الوقت الحاضر للتباحث معنا بخصوص التدريب .

يوم الجمعة 2011/6/17م
الذهاب مع الحاجة وحفيدي آدم إلى الجامع في ضاحية بلينو لتأدية صلاة الجمعة حيث كان جميع المصلين العرب والأجانب المسلمين يدعون ويتضرعون إلى الله تعالى بالنصر المبين لثورات الربيع العربي ضد الرؤساء الطغاة المتكبرين .

يوم السبت 2011/6/18م  
وصلتني الحاجة إلى مطار love Field  في وسط مدينة دالاس للسفر إلى العاصمة واشنطن وحوالي الساعتين في الانتظار قبل الصعود للطائرة والرحلة ترانسيت عبر مدينة Little Rock  حتى وصلت وكان إبني على فى الانتظار فقد سبقني في الوصول إلى هناك حيث سافر على رحلة اخرى، وكان في الإنتظار مع اخوه  مصطفى الذي حضر بالسيارة من فرجينيا بيتش، في سيارته الضخمة الفورد  وأقمنا في فندق حياة ريجينسي ولم تكن الغرف متوفرة حيث الطلب كبير مما اضطر إبني على على النوم على الارض بجانب السرير للحراسة والتأكد أنني بأمان  عدة ليال 

يوم الأحد 2011/6/19م 
تم اللقاء الاول  الساعة 10:30 صباحا مع مندوب الشركة الأمنية عن طريق الجوكر وكان من أصل استرالي واستمر اللقاء إلى الساعة 6 مساءا حيث تعرضنا للحديث في مواضيع عديدة عن العمل الجماعي معا من الوصول إلى ليبيا وتجهيز المقر والتدريب للشباب وخلق النواة الاولى لبناء جيش وطني على ان يقومون بالاختيار والتدريب السريع للشباب على بعض الاسلحة المتطورة والبحث عن القذافي وتحديد المكان عن طريق القمر الصناعى والإرشاد اين يقيموالاعداد للخطة  والتسليح بالسلاح المطلوب والمعدات والرصد والتخطيط للهجوم والخطف أوالقبض عليه عن طريق ارشاداتهم ورصدهم .

أما العمل الفعلي والمواجهة في المعارك بأيادي ليبية، مقابل مبالغ مالية كبيرة يتفق عليها في نظري بسيطة مهما ندفع لانه اولا ليبيا غنية بالموارد، وثانيا نختصر الوقت الطويل، وثالثا نحافظ على الوطن بجميع الصور حيث سوف نوفر الأهدار في الأرواح  الذين يسقطون كل يوم ضحايا نظير العناد من الطرفين كل طرف يريد الفوز والنجاح

كان هذا اللقاء الاول مع المندوب الاسترالي الذي يمثل شركة أمنية كبيرة متعددة الجنسيات رئاستها في سبرنق فيلد بولاية كولورادو امريكا، لجس النبض وهل نحن قادرين على تحمل المسؤولية الجهادية ونستطيع التحرك والجهاد والفداء ونضمن الموافقات على الدخول إلى ليبيا بصفة شرعية والتدخل  من المجلس الانتقالي المؤقت بالعمل والدفع…
وقد قمت بجميع الردود على الأسئلة قدر المستطاع  بحق وصدق، فقد كنا غرقي نبحث عن اي وسيلة مهما كانت ولو قشة للوصول لبر الأمان وننهي نظام القذافي   لأنني عشت في امريكا واعرف العقلية وكيف طريقة الحديث  بيسر وسهولة  حيث لا مبالغات ولا كثرة الحديث الغير مجدي مثل طريقتنا العربية حيث الحكي كثير والحديث  والنقاشات طويلة مملة تدور ضمن دوائر  قبل الوصول إلى لب الموضوع حتى لا يتولد لهم الشعور بالرفض فهم غير مستعدين للعمل الصعب والمخاطرة بالحياة والفشل… فهؤلاء الرجال مهنتهم القتال الشرس والدم يحبون النصر والقبض المجزي والحصول على المكافآت المادية الجزيلة مقابل أعمالهم !!!! 

إستشفيت من خلال الاجتماع الطويل اننى موضوع تحت المجهر والامتحان العسير بدون ان أدري  في اي كلمة أقولها او نبرة صوت او تصرف وحركات باليد تصدر عفويا فأنا أتعامل مع أساتذة محترفين فى هذا المجال مدربين تدريبا جيدا على أعلى المستويات  يعرفون كيف يحللون النفس ويقررون  الامر .

وأن التقرير الأول  الذي سوف يعده المحاور الاسترالي  المبدئي في لقاء الجلسة الاولى هو المفتاح لفتح الأبواب على مصراعيها حتى نكسب الجولة والقضية  مهم جداً بالنسبة لنا هل سوف يوافقون على المضي للأمام خطوة او خطوات او يتراجعون ببساطة عن الامر وتقفل الملفات الى غير رجعة 

إنها مسؤولية ثقيلة جداً وضعتها على  أكتافي  برغبتي من عشقي وحبي للوطن، لم أستشر أي أحد… ولم  تدفعني الرغبة للوصول إلى أي  منصب او ثراء وجاه فأنا راضي بما قسمه الله تعالى لي في الحياة  !!!

ولكن بطبيعتي أنا انسان مغامر ومجازف مؤمن تمام الايمان ان لم نحن الليبيون نتحرك بجميع الوسائل ونضحى بالعزيز والغالي بالروح والدم  ونستعمل العقل ونطلب النصر من الله عز وجل   لن ننجح ونفوز… حيث حسب مثلنا الشعبي لا يحك جلدك الا ظفرك .

 بالنسبة لي في سبيل ليبيا وطني والوصول للهدف والنصر على الطاغية يهون كل شئ، وبدأت الأرقام المطلوبة لتنفيذ المهام  ترتفع من قبل إدارتهم ضمن قائمة طويلة من تذاكر السفر والإقامة والاعاشة والتدريب والمعدات والسلاح المميز المطلوب لتنفيذ المهمات الخاصة وتوصيله عبر قنوات كثيرة إلى ليبيا بدون ان يحس اي احد متطفل، بحيث خلال 3 اشهر جاهزون لتنفيذ المهمة والخلاص من الطاغية، وقبلت بالرقم حيث لا يشكل اي شئ فى سبيل  الخلاص من الطاغية وحرية الوطن والمواطن  وليس لدي الخيار… ولو كان الرقم جاهزا نقدا لدي في حسابي وتحت توقيعى لغامرت ودفعت

بالمساء جاء ياسين  الساعة 8:30 إلى الفندق والعشاء سندوتشات في الغرفة التي تحولت الى ورشة عمل من كثرة الاوراق والاتصالات الهاتفية والايميلات  وسهرة في أحاديث ونقاشات عامة وجميعها تصب في القضية الليبية وكيفية العمل في الخفاء بدون الظهور في العلن في الوقت الحاضر بمظهر كبير حيث اختلط الحابل مع النابل في اوساط الشعب ونسبة كبيرة  من المنافقين مايزالون ازلام  وطحالب للنظام مندسون في الاوساط من الصعب المعرفة والفرز السريع لهم حتى يتقى ويأمن شرورهم .
المطلوب مضاعفة الجهود والحرص الشديد في كل خطوة وعدم الاندفاع في اي مغامرة  مع اي انسان غير معروف معرفة جيدة حتى لا يتم الغدر بسهولة ونقع ضحايا عدم الحرص والاهتمام،  والمساندة لجميع الثوار فى ليبيا الذين يجاهدون ويضحون بارواحههم ودمائهم بدون تمييز وليس الدعم والمساندة  لجهة دون أخرى، نظير التعصب والجهوية فالجميع إخوة وليبيا للجميع !!

أخبرني إبني مصطفى عن الميعاد غداً مع  السيد جون كوتز الصحفي في الاعلام الالماني لصحيفة دير شبيغل  المشهورة في المانيا والعالم والواسعة الانتشار في اوروبا، وطلب حضوره ووافق حتى يصبح من ضمن مجموعتنا وفريقنا  في هذا الامر، حيث الامر خاص عن احداث بالماضي حدثت في منتصف الثمانينات بالمعارضة الليبية  المتهم الأول فيها شخصيا أنا لا تمت للقضية والثورة القائمة الان، ووافق على الحضور. 
            رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

شاهد على العصر 111


بسم الله الرحمن الرحيم 

يوم الأربعاء 2011/6/8م 


سافرنا بالليل عند الساعة 2:30 صباحا جوا عدة ساعات إلى إسطنبول تركيا ووصلنا بسلامة وانتظار طويل ممل  في صالة رجال الاعمال  لمدة حوالي 4 ساعات بدون نوم أوراحة، ثم الصعود على متن  طائرة الخطوط التركية  ورحلة طويلة استمرت حوالى 11 ساعة  ونحن معلقون في الأجواء مشدودي الأعصاب حتى حطت بنا الطائرة في مطار العاصمة الامريكية واشنطن دي سي وكنا مرهقين صحيا من عدم الراحة والنوم  ندفع الثمن الغالي من صحتنا ونحن لا نشعر نظير حب التحدى لإنهاء نظام القذافي وإزالته من على كاهل الوطن، مضحين بكل  وقتنا ومالنا  وحشد جميع ما عندنا من طاقات  وتواصل وعلاقات مع الآخرين الليبيين والأجانب  في سبيل القضية الوطنية النبيلة والثورة الدائرة رحاها بعنف وشراسة بين الأطراف المتحاربة كل فريق يريد الفوز والنجاح والنصر،  صراع مميت بين الخير والشر .

إجراءات الدخول كانت بسيطة جداً بدون اي تعطيل بالمرة  حيث معظم الضباط والمسؤولين الأمريكان  من الجوازات والجمارك كانوا متعاطفين معنا كليبيين اصلا الذين نحمل جنسياتهم سنين طويلة نظير الهجرة  والغربة القسرية  والخوف من الاعتقال والسجن من نظام الطاغية في ليبيا الام  الذي حرمنا من أهالينا ووطننا سنيين طويلة  وتم الختم على الجوازات بسهولة بدون اي تعطيل . 

 قام إبني مصطفى بجميع الإجراءات وحمل الحقائب فقد كان رفيقا جيدا في الرحلة حيث قام بعدة امور مهمة من الحراسة الأمنية لي شخصيا  ومتابعة جميع الامور للرحلة من حجوزات للطائرات  والفنادق مما كان لها الأثر الكبير والاطمئنان النفسي والشعور انني بامان بين أياد أمينة تمت لي من لحمي ودمي .

وكان السيد ياسين يريد القدوم إلى المطار بسيارته لتوصيلنا إلى بيته  ولكن رفضت ان اتعبه وتم الاتفاق معه عندما نصل المطار سوف نأتي إلى شقته في عربة اجرة بدلا من قدومه وتضييع الوقت وسط الزحام الكبير في المرور حتى الوصول للمطار وبالاخص وقت انتهاء الدوام، ونبقى ضيوفا عنده عدة ايام  فقد كان عازبا وقتها غير متزوج 

وصلنا إلى العنوان  وكان ينتظر قدومنا على أحر من الجمر بالابتسام متشوقا لمعرفة الاخبار وبعد بعض الوقت في الحديث لم استطيع المقاومة والسهر و دخلت الغرفة للراحة والنوم إلى الغد  وطلبت من الشباب عدم الإزعاج ورفع الصوت  والنوم حتى نستعد ليوم الغد فلدينا اعمال كثيرة تتطلب الذهن الصافي والتركيز حتى نتوصل إلى نتائج جيدة مع الاخرين تخدم قضيتنا السامية  النبيلة 

النقاش طويل مع السيد ياسين في امور عديدة فهو متعلم قدير عمل في كثير من الوظائف الادارية الأمنية  والتي معظمها سياسية بحته وله خبرات عديدة على الطريقة الامريكية نحتاج إلى مثل خبراته يوما في وطننا دولة ليبيا الجديدة، في نظري يحتاج إلى بعض الصقل وممارسة العمل داخل الوطن حتى يكتسب خبرات ويبدع،   وقد أفادنا كثيرا في صياغة الكثير من الرؤيا والمبادئ والأهداف بخصوص الحزب الوليد حزب ليبيا الجديدة الذي كان سباقا وأول حزب يظهر على الساحة الوطنية الليبية والقذافي مازال حيا يرزق ضاربين عرض الحائط  بمقولته التعيسة "كل من تحزب خان"!

السيد ياسين  له جزيل الشكر على جميع خدماته الغير منظورة في الخفاء والصمت، فليبيا لم تعقر بعد مازالت تلد الرجال ذوي الدم الساخن والاخلاق الحميدة الذين يتبعون طريق الله تعالى  الوطنيين الذين لم يتلوثوا  بعد بحب  النفس والحياة ويضيعون

السيد ياسين رتب لي لقاءا خاصا مع احد المسؤولين الجزائريين بالأمن في السفارة في العاصمة الامريكية بخصوص قضيتنا النبيلة والحرب الدائرة  وكيف نتوصل معهم إلى حلول لدعمنا ومساندة الثورة  الليبية في السر وليس بالعلن، حيث يستطيع توصيل الامر بسرعة بدلا من القنوات الرسمية التي تحتاج إلى وقت طويل حتى توصل المعلومة بسرعة إلى اصحاب القرار،  حيث أن احد أقاربه مسؤولا رفيعا بالحكومة الجزائرية في الجزائر ومن رجال ورفاق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حسب العلم .
قابلت الرجل في احد صالات الفندق الذي تم اختياره بدقة بعيدا عن الأضواء والمراقبة من الغرباء العاديين حتى لا نشاهد بالصدفة من احد المتطفلين ويربط الاحداث مع بعض…   وكان لقاءا جيدا حماسيا حيث الرجل أمن على كل كلمة قلتها اثناء الحديث وأننا كشعب ليبي والشعب الجزائري شعب واحد لا نتجزأ مهما حاول الحكام نظير سياساتهم العقيمة ومصالحهم الشخصية للحماية وبقائهم في الحكم ضاربين آمال الشعوب عرض الحائط في التقارب والوحدة الشاملة مع بعض حيث ليبيا جزء لا يتجزأ  من المغرب العربي الكبير وبوابته إلى الشرق .

عين زعطوط
أثناء الحديث الطويل قلت له عن الماضي أثناء حرب التحرير في اواخر الخمسينات وبداية الستينات عن الدعم الكبير والمساندة  من الشعب الليبي بلا حدود ولا استياء ولا إستثناء لإخوتهم الشعب الجزائري وذكرته بالكثير من المواقف البطولية التي لا جميل لنا فيها حيث أخ ليبي يساند اخاه الجزائري بجميع الجهد  المتاح والمساندة، في الوقت الصعب حيث نحن كدولة ليبية  مملكة  حديثي الاستقلال نرزح تحت هيمنة وسطوة الغرب وقتها
منطقة عين زعطوط بالجزائر 

ذكرته بأن جزءا كبيرا من عائلتي مقيمين بالجزائر ولنا بلدة تسمى عين زعطوط بإسم العائلة وانه لدينا شهداء في حرب الجزائر من اجل التحرير… وأتذكر عندما تم إبلاغ ابن عمي وصهري الحاج محمد عبدالجليل زعطوط عندما كان نائبا في مجلس النواب عن مدينة درنة  ليبيا في الستينات عام 1960 /1965 م باستشهاد بطلين من العائلة في المعارك  الشرسة من اجل تحرير ارض الجزائر التي هي ارضنا ولن نفرط في  شبر واحد للمستعمر مهما فعل


المناضل فتح الله الاشقر (الثاني من اليسار) (رحمه الله) مع احد قادة الثورة الجزائرية
ذكرته بالكثير من المواقف حيث أنا شخصيا شاهد عيان ايام الصغر والشباب  بدون منن واهمها توصيل المساعدات والسلاح والمعدات على شاحنات الامير عبدالله عابد السنوسي رحمه الله تعالى بواسع الرحمة التي تبرع طوال وقت الثورة  بالنقل من حدود  مصر عبر المنطقة الشرقية  إلى اجدابيا وبعدها الصحراء الجنوبية والتسلل تحت انظار المستعمر داخل الحدود الجزائرية بعزيمة الرجال الأدلاء الليبيين الذين يخاطرون بحياتهم من اجل النصر للجزائر …  وعلى رأسهم البطل الليبي الدرناوي المرحوم فتح الله الأشقر صديقي الذي يكبرني بعقدين من السنيين رحمه الله تعالى بواسع المغفرة الذي توفي من مرض عضال سنة 1972 م وتم دفنه في المقبرة الغربية في مدينة درنة بجانب الوالد رحمه الله تعالى في فترة واحدة 

وها نحن الآن بحاجة إلى رد الجميل ومساندة الحكومة والشعب الجزائري في محنتنا وثورتنا ضد الطاغية القذافي …  واللأسف الحكومة الجزائرية ضدنا تساند الظلم والظالم، تساند  طاغية ضد الشعب، وتنسى الاساس وأن الطاغية مهما طال الوقت سوف يرحل بطريقة او اخرى،  اما الشعب الليبي سوف يبقى إلى ماشاء الله تعالى 
كان اللقاء جيدا وسمع الرجل كل كلمة قلتها بوضوح ومعاتبة بصدق نابعة من القلب وقال انه متعاطفا معنا في الثورة المجيدة، ولكن كمسؤول  حكومي القرار ليس بيده … وسوف يعمل ما بوسعه لشرح الامر وتوصيل الرسالة  بأمانة لاصحاب القرار  في دولة الجزائر

شعرت بكلماته الصادقة النابعة من القلب والضمير وان الشعب الجزائري ما بيده حيلة متعاطفا معنا إلى آخر  قطرة دم، ولكن الحكومة  الجزائرية لها سياساتها الخاصة التي تعمل بها مما تفهمت الامر،  وعرفت أن  الشعب الجزائري  معنا قلبا وقالبا ولن يتركنا نواجه كتائب القذافي لوحدنا  وان نعترف بصراحة ونعتمد على انفسنا في ثورتنا المجيدة  ولا نعتمد على الحكومة الجزائرية فهي في صف العدو القذافي إلى آخر لحظة وتأسفت أن الامر واضح وضوح الشمس ولكن لا يحس بالظلم والقهر والنار إلا الذي مارا بها او ماشيا عليها حافي الأقدام

يوم الخميس 2011/6/9م  
سافر إبني مصطفى إلى مدينة فرجينيا بيتش حيث تقيم عائلته بعد الغياب في الرحلة المكوكية من مكان إلى آخر طيلة المدة السابقة وتعطل في المطار عدة ساعات نظير تأخير الرحلات الجوية وقضيت اليوم بطوله مع الرفيق ياسين وأحاديث طويلة عن جميع الاحداث الدائمة والعلاقات مع دولة تشاد ودولة الجزائر وعن الكيفية السليمة للتواصل المستقبلي معهم بحيث الجميع يرتاح بحسن الجوار وعدم التدخل في اعمال الاخرين وشؤونهم الداخلية  بأي صورة من الصور والعمل الجماعي للحد من الارهاب والانقلابات حتى ترتاح المنطقة وينشط العمل

ذهبت للتسوق مع السيد ياسين حيث اشتريت هاتف نقال رخيص له رقم خاص لا يعرفه اي أحدا منعا من المضايقات  لاستعماله داخل امريكا في الاتصالات لبعض الاشخاص المميزين حتى لا تختلط علي الامور وأصبح لا أميز السمين من الغث 
اتصال من إبني محمود من بنغازي ليبيا يخبرنا بأمر مفجع حيث تم ضرب السيارة  الفورد بصاروخ في المؤخرة في ساحة المعركة في منطقة البريقة وإستشهد فيها إثنان من المغاوير الثوار من كتيبة شهداء أبوسليم والذي احدهم أخ لزوجة حفيد أختي، وتمكن الثالث وهو جريح من الرجوع  بها إلى إجدابيا إلى احد معسكرات الكتيبة حيث تم إسعافه وعلاجه ودفن الشهداء  مما حزنت على فقد الشهداء فقد كانوا شبابا في عمر الزهور، رحمهم الله تعالى بواسع المغفرة !!!

يوم الجمعة 2011/6/10م  
لا أحب السفر والتنقل ايام الجمعه … ولكن لظروف صعبة قاسية أوصلني السيد ياسين الى مطار بلتيمور وودعته على أمل اللقاء القريب وفترة انتظار بسيطة لوحدي حتى تم الاعلان على الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى مدينة دالاس ولاية تكساس عبر الهبوط في مدينة  ليتل روك قبل الوصول إلى دالاس، وكانت رحلة طويلة والأعصاب مشدودة  من الإرهاق والتعب حتى وصلت وكانت الحاجة بالانتظار داخل المطار ومعها حفيدي الصغير آدم ذو الخمس سنوات الذي كان يجري في أروقة المطار .

كان والده إبني المبروك في الانتظار بموقف السيارات وكانت فرحة بالوصول ورحلة ممتعه حتى الوصول إلى البيت في الضاحية الشمالية لمدينة دالاس، وجاءت إبنتي الكبيرة هدى وزوجها المبروك  والبنات أميرة وأميمة وحفيدي يوسف وقضوا الليل معنا بالبيت احتفالا بالوصول وكنت مرهقا من السفر والمعاناة والتعب طوال الرحلة ولم أكمل السهرة واعتذرت ودخلت غرفتي للنوم والراحة تاركا الجميع يسهرون في فرحة وإنسجام بوصولي سالما للبيت 

يوم السبت 2011/6/11م 
إجتمعت العائلة على الغداء وأحاديث عامة وكان صهري، يوسف كار،   فى رحلة عمل إلى ولاية أوكلاهوما ووصل متأخرا بعد الغداء… اتصالات عديدة بالهاتف والايميلات عن طريق الحاسوب متابعا الاخبار عن ما يجري من امور في ساحات القتال وربك يسترها … حيث الشائعات تملأ الدنيا ضجيجا مما اختلطت الامور مع بعض ولكن لدي قناعة بالنصر الآتي القريب حيث لدي الشعور أن المولى الله عز وجل لن يترك الظالم والظلم ينتصر

أما الكر والفر في ساحات القتال فليس بهزائم ولكن عبارة عن استراتيجيات معينة لكسب الحرب، أما  فرسان الكلام  المنافقين  لأغراض خاصة  وبث الشائعات والرعب وخلق الفتن بين الأوساط الشعبية،  في نظري امور عادية حيث لا يصح إلا الصحيح والثورة الليبية المجيدة نهايتها النصر والنجاح مهما حاول القذافي الصمود حيث كل يوم يخسر مواقع سواءا في ساحات المعارك أو على الساحة الدولية  نظير التصدي الشرس من الثوار و الإعلام الكبير وفضحه لأمور كثيرة عن متاهات النظام الفاسد التي كانت تدور في الخفاء من غير علم معظم أبناء الشعب 

                  رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة

Friday, June 28, 2013

شاهد على العصر 110

بسم الله الرحمن الرحيم



 الأحد 2011/6/5م  
    أوصلنا عديلي الكابتن فيصل الفيتوري بسيارته  إلى مطار الدوحة للسفر إلى مدينة دبي، وودعنا على أمل اللقاء بإذن الله تعالى في ليبيا بعد نجاح الثورة القريب والنصر على الطاغية، وصعدنا الطائرة بعد فترة انتظار قليلة وكانت رحلة مريحة  وطيران في الأجواء سلس ولم نشعر بأي شئ من الاهتزاز حتى تمت المناداة من المضيفة الجوية  بأن نربط الأحزمة استعدادا للهبوط  إلى مطار دبي الدولي .

هبطت الطائرة بسلام واكملنا الإجراءات للختم بالدخول واستلام الحقائب وخرجنا من المطار واستقلنا عربة أجرة حتى وصلنا الفندق وكان لدينا الحجز ( شيراتون 4 سيزون)  عن طريق النت ،الحاسوب،  واستلمنا الغرف للراحة والنوم، وأول ما دخلت الغرفة، إستلقيت على السرير وبدأت في الاتصالات الهاتفية  إلى أماكن كثيرة بالوطن والعالم لمعرفة الاخبار ومستجدات الامور مع الكثيرين من الرفاق وعن آخر التطورات والاحداث حتى يصبح لدى الإلمام  بما يجري من امور على ساحات القتال. وحاولت الاتصال بالرفيق رمضان بن عامر ولكن هواتفه مقفلة مما اتصلت بالسيد محمد السوسي أسأل عنه  لمعرفة الاخبار وهل هو موجود بالإمارات ام سافر في رحلة سريعة

وعرفت ان رمضان مشغول جداً حيث زوجته, الدكتورة النفسانية،  سوف تسافر إلى تونس كمرافقة لوفد  من السيدات الليبيات المصابات  بالحالات النفسية من آثار الحرب ودوي القذائف والاغتصاب وهتك الأعراض من قبل كتائب القذافي المجرمة الذين استغلوا الضعف والهوان لدى المدنيين البسطاء الغير قادرين على الهرب لاماكن اخرى آمنة وقتها 

وانتابني الشعور بالغضب العارم على هؤلاء الجنود الليبيين والمرتزقة الاشرار ضمن كتائب الطاغية  الفاسدين والمفسدين طالبا من الله عز وجل ان ينصر الثوار الاحرار ونقبض عليهم حتى  يقدموا إلى ساحات العدل والقضاء للحكم عليهم بما يرضى شرع الله تعالى ويدفعون الأثمان الكبيرة بالعقاب الرادع حتى يصبحون عبرة لغيرهم عن أي عمل شائن بالمستقبل .

لقاء العبث والتعذيب والقتل للمواطنين الأبرياء الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل ولكن سوء الحظ كانوا  في الوقت والمكان الغير مناسب عندما اجتاحت كتائب ومرتزقة القذافي المدن والمناطق حبا في القتل والتدمير وإشاعة الرعب لدى السكان  المساكين المسالمين

ليس حبا في الانتقام  ولا تشفيا ولكن العقاب الرادع الشنيع ضمن القانون   هو الحل الامثل او الحلول حتى يعرف الجميع كم نحن قساة القلوب لا رحمة ولا شفقة لأي مجرم  ضروري من الجزاء العادل الرادع حتى يندم على ما فعل من أعمال بربرية ضد السكان الأبرياء، كما أمر مولانا الله عز وجل في كتابه الكريم القرآن العظيم، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، رحماء القلوب مع الشرفاء الخيرين  الذين يسلمون انفسهم طواعية لانهم لا يؤمنون بحرب وقتل إخوتهم الثوار او المدنيين بناءا على الأوامر الصارمة من قياداتهم المجرمة وعلى رأسها العقيد المجنون القذافي .

في نظري الحلم والرأفة مع العنف والقسوة من صفات القائد الناجح  حيث كل وضع وله حالة خاصة تختلف عن الاخرى وعلى الذي يصدر الأوامر ان يخاف الله تعالى في كل خطوة حتى يفوز وينجح ولا تأخذه العواطف  والشفقة مع ذوي الشر والشرور ويتسامح في الحق المبين، حيث العقاب القوي الصارم في بعض الاحيان   احد  الحلول الرادعة التي تمنع مستقبلا من التجني على اي احد من الأبرياء عندما تشاع الاخبار لدى جميع الأوساط وبالأخص لدى المجرمين  عن اعمالهم البربرية ساعة السطوة والنشوة،   خوفا من الوقوع فى الأسر مستقبلا، ويصبح البعض شهودا عليهم  سوف يعاقبون بدون رحمة ولا شفقة  ضمن العدل والقانون على أفعالهم الشنيعة  وينالون أشد العقاب .

انها فلسفة غريبة لا يفهمها اي احد بسيط تتحكم فيه العواطف مرهف الحس والشعور تحتاج إلى جرأة وعزم وتصميم،   تحتاج إلى صمود وتحدي وعدم الخوف في الحق من أي انسان مهما كان

في نظري الاساس  الامتثال إلى أحكام الله تعالى في التطبيق العادل وعدم التجني والرحمة والشفقة مع الحزم بقوة مع المجرمين الخارجين عن القانون والأعراف بالقتل اذا الجرائم كبيرة حسب الشرع… أو النفي خارج الارض مددا طويلة  حتى يذوقون وبال الامر في البعد عن الاهل والوطن بدلا من السجن والسهر عليهم سنوات طويلة واطعامهم وصرف الاموال على حراساتهم من خزينة المجتمع 

فالسجن الطويل لسنين عديدة في نظري له مآسى كبيرة بدل ان تصلح السجين وتجعل منه مواطنا كريما تخلق فيه الشر وحب الانتقام من البشر المواطنين لانهم يتمتعون بحرياتهم وعمل ما يشاؤون وهو مهمش منسي يتحسر وراء القضبان  نظير الحجز الطويل لقاء التعدي والجرم الشائن في حق الغير الأبرياء الذين شاء سوء الحظ وقتلوا وماتوا لقاء اخطاء  أو بدون قصد  

القلائل من السجناء هم الصالحون لمتابعة الحياة بصور طاهرة اخرى حيث اعرف البعض منهم  الذين قضوا اكثر من عقد من الزمان وراء القضبان عندما خرجوا من السجن كانوا يحفظون كتاب الله تعالى القرآن الكريم والبعض عدة لغات، فهنيئا لكل انسان فاز ونجح وعرف الطريق الصحيح للصلاح والهدى 

يوم  الاثنين 2011/6/6م  
حضر رمضان بن عامر حوالي الساعة الرابعة ظهرا وجلسة عمل طويلة بالغرفة استمرت عدة  ساعات ووصلنا إلى اتفاقات مبدئية معينة بخصوص الحزب الجديد الذي قمنا بإنشائه معا حيث نحن المؤسسين الأوائل في الحزب الجديد ( حزب ليبيا الجديدة )  الذي كان امتدادا لحزب الامة الذي أنشئ عام  1987 م والذي تم تجميده بسرعة نظير ظروف أمنية وقتها وهو مازال رضيعا يحبو حيث قررت الرجوع إلى ليبيا بعد خطاب القذافي أصبح الصبح وتمثيلية العفو العام عن جميع المعارضين بالمعارضة في حالة التوقف والاستسلام وترك السياسة والحرب ضد النظام ورئيسه القذافي.

وكنت احد اللذين قرروا  المخاطرة بالحياة والرجوع للوطن في اقرب فرصة تتاح لأنني كنت مؤمن ان المعارضة الحقيقية من داخل الوطن بالقرب من العدو وتحت ناظريه بدون ان يدري ويعرف مهما راقب أعوانه وعيونه،  مهما بلغ من ذكاء وترقب … نحن اذكى منه قادرون على خداعه…  مع الوقت مهما كان عملاقا قويا بيده السلاح والسلطة والثروة،  سوف ينخره السوس ببساطة ويسقط ، نستطيع هدمه في صمت بدون جلبة لانه من المستحيل ان يفكر اننا أعداؤه ونحن تحت ناظريه وفي قبضته يستطيع في اي لحظة سحقنا ببساطة .

 لأن الطغاة الجبابرة  مثل المجنون القذافي والكثيرين بالعالم أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق المبين في كثير من الاحيان لا يضعون في الحسبان بعض الامور البسيطة التي ممكن مع الوقت تصبح سلاحا فتاكا يقضي عليهم، لانهم  ينسون الأحاسيس والشعور لدى المحكوم انه انسان بشر مثلهم له الحق بالحياة والعيش بكرامة رافعا الراس محترما في وطنه بدون فرض ولا هيمنة !!

بل يدوسون عليه يعتقدون في انفسهم انهم الأفاضل مميزين ونسوا وتناسوا اننا جميعا بشر لا فرق بين انسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح والحكم بالعدل والمساواة التي هي الأساس السليم  في الحكم .

بقية السهرة مع السيد م. س. في مقهى هافانا في سوق دبي ولم نتمكن من الحديث الخاص معه بخصوص الحزب حيث كان معه بعض الأصدقاء الليبين من رجال الاعمال وتناول الحديث الطويل عن آخر التطورات فى ساحات القتال وكل واحد يدلى برأيه عن النهاية وهلاك الطاغية 

ونهاية السهرة تم الاتفاق على نواصل الجلسة غدا على مائدة الغداء لوحدنا بدون حضور الآخرين حيث دعانا على وجبة سمك في احد المطاعم التي تشتهر بها مدينة دبى

رجعنا للفندق واعتذر رمضان عن الحضور وواصلت بقية السهرة مع إبني مصطفى في تحاليل الاحداث وما سمعنا من النقاش في الأوساط المحلية الليبية والآخرين مما يتطلب منا الانتباه واستغلال كل خبر لصالح القضية حتى نفوز وننتصر، لأن معركتنا معركة مصير وأية أخطاء او فشل  سوف ندفع  الثمن الغالى ونصبح مطاردين مرة اخرى فى العالم

يوم الثلاثاء 2011/6/7م  
حضر رمضان إلى الفندق حوالي الساعة 11 صباحا وتناولنا الحديث تكملة لاجتماع البارحة وبعدها في غرفة الاجتماعات بالفندق لحضور لقاء صحافة مع صحيفة 7 days استغرق حوالي الساعة وسوف يتم النشر غداً بإذن الله تعالى ومجمل المواضيع عن الحزب الجديد وأحداث ثورة 17 فبراير اليومية التي تدور رحاها بعنف وشراسة كل فريق يريد ويرغب الفوز والنصر على الفريق الآخر .

حضر السيد م. س. وذهبنا معه في سيارته إلى المطعم وأثناء الغداء فاتحته في موضوع الحزب وعن المبادئ والأهداف وكان مسرورا وممنونا انني فاتحته في الموضوع وموافقا على جميع النقاط وتطرق الحديث إلى الجالية اليهودية من الأصل الليبي ورئيسها السيد ديفيد جربي الذي أدلى بحديث في قناة BBC  وعن اتصالاته مع المجلس الانتقالي المؤقت في بنغازي ووعدته بالبحث في الموضوع بعد الاستشارات مع بقية الاعضاء حتى نصل إلى قرار جماعي  حيث هم ليبيون من القدم  وعليهم المساندة حتى ننتصر

ذهب رمضان إلى لقاء في مدينة أبوظبى مع الإخوة الليبيين للتحضير وطلب مني الحضور ولكنني إعتذرت حيث كنت مرهقا جدا ، وبعده حضر السيد اكرم عبدالعالم الغرياني وتناقشنا على دعم الثوار  في ليبيا بكميات من الملابس العسكرية والعتاد عن طريق احد المواني .

تم حزم الحقائب والذهاب للمطار حتى نصعد الطائرة الساعة 2:30 صباحا للذهاب إلى إسطانبول وبعدها إلى العاصمة واشنطن امريكا، واثناء فترات الانتظار بالمطارات تمت عدة اتصالات هاتفية مع البعض متابعا لكثير من المواضيع لحظة بلحظة حتى استطيع المتابعة بدقة وأعرف مسارات المعارك الوحشية اولا بأول

رجب المبروك زعطوط

البقية في المدونات القادمة ….


Tuesday, June 25, 2013

شاهد على العصر 109



بسم الله الرحمن الرحيم 

                 اتصال هاتفي من مكتب رئيس الوزراء يعلمنا  بأن الموعد تأجل إلى الساعة الثالثة ظهرا وطلبت منهم ان تأتي سيارة لتقلنا من الفندق فأنا غير مستعد ان اركب عربة أجرة وأبحث عن عنوان  المكان حتى أصل فأنا لا اعرف العنوان اولا، ولست بطالب منحة ومساعدة  او مصلحة خاصة شخصية حتى أتطفل وأسعى لهم، مما دعى الشخص الذي  خاطبني على الخط إلى الموافقة على طلبي. 

حوالي الساعة الثانية والنصف أتت سيارة لتقلنا من الفندق إلى الموعد الذي تحدد وخلال نصف الساعة كنا بالمكان وطلب منا الانتظار بعض الوقت ثم طلب مني الدخول  وتركت إبني مصطفى في الصالون في الانتظار ودخلت بمفردي  على السيد محمود جبريل وكان جالسا على مكتبه في الانتظار ووقف عندما دخلت عليه مرحباً  وتمت المصافحة باليد والسلام  وكان بالنسبة لي اول مرة اتعرف فيها  على الرجل حيث لم  نتقابل من قبل في اي مكان بالوطن ام بالخارج حيث لم تتاح الفرص لذلك !!! 
حديث شيق عن الأوضاع العالمية بخصوص قضية ليبيا وعن جيرانها وكأنه يحاضر فى جامعة وشعرت لأول وهلة ومن خلال الحديث ان الرجل متعلم قدير نابغة، ولكن لم تعجبني معاملته ونفسيا لم ارتاح له ولا أعلم السبب؟؟  فطريقة الحديث كانت وكأنني طالب  مصلحة، ووصلت إلى قناعة أن الرجل لا يعرف كيف يتعامل مع البشر في سلاسة وبود نظير المركز وهذا في نظري نقص كبير

تحدثنا عن العلاقات مع الجيران الجزائر وتشاد وعن المنظمة الفلسطينية التي تتلاعب على الحبال في سبيل مصالحها مستغلة وضعنا كثوار مجاهدين طلاب الحرية والانعتاق من الطاغية أسوء الاستغلال في العلن مع الشعب والثورة، وفي الخفاء  تعمل جاهدة لبقاء القذافي وأولاده في السلطة، وعن ماذا يدور في الخفاء من صفقات ومعاملات وخيانات وواسطات سفيرها في ليبيا الذي يعمل طوال الجهد في بقاء الطاغية ضمن تحالفات سرية ولقاءات مع الاشقاء والغرباء  الذين ليبيا ضحت بالكثير الكثير من اجل قضاياهم، وان الباطن ليس كالظاهر والمعلن وأبناء الشعب البسطاء يصدقون الامور ولا يعرفون الغث من السمين

شعرت بشعور قوي داخل الروح والنفس  بأن الرجل غير واضح  بدون تواصل مع الجالية الليبية المقيمين في قطر والامارات لعزلته عنهم وعدم تقربه بالحسنى والاهتمام بمشاكلهم حتى ينال الاحترام والحب والتقدير وعللت الامر انه جديد في المركز الرفيع و مع الوقت سوف يتعلم

حيث سمعت الكثير من الملاحظات عنه من بعض افراد الجالية الليبية في الدوحة تلاقينا مصادفة ونحن نتناول طعام الافطار بالصباح في المطعم، حيث رئيس وزرائنا يعيش لوحده في برج عاجي، يريد ان يسيطر على الامور وان يأخذ  جميع الأنوار والأضواء ومقاليد الامور  لنفسه .
  
المهم عرفت انني  كمن يحرث في البحر لا سبيل للتعاون معا، فانا أتعامل مع انسان يعرف كيف يخطط ويحسب خطواته  بدقة، وقلت له عن جميع الاتصالات بخصوص الموضوع في التعامل مع دولة تشاد حيث من الآن مسؤولياته وعليه ان يستمر في القنوات الرسمية  ويتمم  الاتصالات اذا يرغب في الامر  فهو رئيس الحكومة الرسمي، لمصلحة ليبيا !!!! 

زيادة في التوثيق لأعرف نفسية الرجل ومدى التجاوب مع المواطنيين، طلبت إبني مصطفى ليأتي ويسلم عليه للمستقبل حيث اقوم بإعداده  ليحل محلي يوما من الايام وعليه التعود ومعرفة الناس المسؤولين لأنني بعد بعض الوقت أريد التقاعد والراحة وأترك له الأمر للمتابعة وتكميل المشوار، وقلت للسيد محمود جبريل  هل بالإمكان ان نأخذ صورة تجمعنا معا  للذكرى لأيام ثورتنا المجيدة يوما من الايام نحتاجها، وبكل بساطة رفض الامر !!!

وكانت صدمة لي ان يرفض هذا الطلب البسيط  امام إبني، حاولت تحليل الامر في النفس وقلبت جميع الابعاد من الدواعي الامنية والعلاقات العامة لأعرف لماذا رفض ولم أصل إلى اي  حل يجعلني ارتاح واجد له العذر

الرفض للتصوير للذكرى معا،  انزعجت وكتمت الامر ولم  أعلق وقلت له شكرا، وودعنا حتى الباب وخرجنا من المكتب وداخل النفس حزين على الرفض، ولكن هيهات فقد اكتشفت الكثير الكثير من خلال مقابلة دامت حوالي الساعة وتأسفت على الثورة وإلى اين وصلت… حيث المجلس اسمه فيه إنتقالى مؤقت  غير مخول بأن يشرع وينشأ حكومة والقذافي لم ينتهى بعد… والنصر لم يحل بعد

المفروض من وجهة نظري التى أؤمن بها عن قناعة، المجلس نفسه الذي أختير على عجل من قبل البعض وليس الجميع وغير منتخب  ان يصبح حكومة  مصغرة للسير والتسيير  وقت الثورة والحرب سجال والشهداء يسقطون كل يوم ضحايا والجرحى والمعاقين والدم يسيل بدون حساب  وليس التشريع، وخلق حكومة مصغرة واختيار الرجال من  النظام السابق للمناصب العالية… وكأن ليبيا ليس بها الرجال الشرفاء عقرت عن الإنجاب، أليست بمأساة؟ 

أنا متأكد ان كثيرين سوف يحللون الامر انه مسألة شخصية وبودي الشرح والقول انني لا أكن اي عداء شخصي مهما كان لاي إنسان، بل سطرت الحادثة حتى يأخذ عبرة اذا أراد ان يستمر في القيادة في الوطن وأن نقدي ليس شخصيا له لو كان إنسانا عاديا مثل بقية أبناء الشعب  فمن يهتم أو يسأل عنه… وإنما النقد للوظيفة والمنصب الذي يشغله كرئيس وزراء يعيش في دوائر مغلقة …
  
 مشكلتي انني صريح زيادة عن اللزوم عندما أتأكد أننى على الحق ولا يهمنى اللوم من اى أحد من البشر ؟؟ وخوفى من الله تعالى فقط، ولولا انني متأكد من نفسي لن اسطر هذه السطور كما حدثت في الواقع وليس تجنى وإنما شرحت مابالنفس من عوامل وشعور بالحق وبضمير، ولست بحاجة إلى الذين سوف يعملون المستحيل للإيقاع بي في الخفاء يبحثون عن أي خطأ وانا بشر لست معصوما ولدي البعض من الأخطاء،  لأنني أعمل بدون توقف وكل من يعمل ضروري ان يخطأ، ولكن وجهة نظر  آليت قول الحق والصدق ولو السيف على الرقبة من أجل ليبيا الوطن  التي هي أمي وأنا إبنها 

 ورأي الشخصي وارجو ان أكون مخطئا، لن تتقدم ليبيا للإمام طالما الاختيارات غلط من صناع القرار حيث امورا كثيرة تحدث في الخفاء تخدم مصالح القوى الخفية الدولية العالمية، يوما سوف تظهر للعيان فليس كل شئ يبقى سرا للأبد الا القليل القليل من الأسرار التي تموت في مهدها

كان الله عز وجل فى عون ليبيا الحرة وعونه حيث حكمي عليه بالظاهر الملموس من خلال الواقع  وليس الباطن لأنني بشر حيث وضع نفسه في المقدمة والقمة وأصبحت له بصمات لن تزول على مر الدهور في المسيرة  لدولة ليبيا الجديدة فقد دخل التاريخ الوطني الليبي  من ابوابه الواسعة .

 ونصيحتي أن يقاوم وان يتحمل الصفعات القوية والنقد اللاذع الذي سوف يأتيه ويحل على رأسه من كل مكان من أبناء الشعب إذا كان صادقا في توجهاته ومع الوقت سوف ينتصر، فالحق نور عال ولا يعلى عليه !!! وكما قلت سابقا ليبيا طاهرة ترابها حامي يلعن كل من يتلاعب،  أي قيادي ان لم يكن صادقا شريفا مآله السقوط وسوف يلعن من الجميع الآن والأجيال القادمة .

رجعت إلى الفندق وقضيت بقية اليوم وأنا مهموم من المقابلة وما حدث فيها من اختلاف وجهات النظر والصدمة  التي بالنسبة لي غير متوقعة لم أحسب حسابها مع انني مررت بآلاف المشاكل وتعرضت خلال مسيرة الحياة بالمصاعب واجتزتها ولكن ان  يبدأ المجلس في قرارات خاطئة من أول يوم مصيبة من المصائب، واصبح لدي سؤال وتساؤلات بالنفس بأن نتمهل في الاختيار لشغر المناصب العالية والا يوما بعد إنتهاء الثورة والنصر سوف نجد رجال النظام السابق من الصف الثاني المتوارين في الخفاء ووراء الستار  هم الحاكمين برغباتنا وإختيارات مرشحينا والغائبين القذافي وأولاده عن السلطة والساحة

بالفندق اتصالات عديدة بالهاتف وكان الفكر مشوش وأبلغت الآخرين الوسيط السيد ياسين والسفير عن ما حدث من امور في اللقاء وأن مهمتي انتهت… فلست بمخول رسميا ولا أريد فرض النفس والتعب والجهد والصرف  يضيع هباءا، والجائزة والكعكة يتناولها الغير جميعها من غير ان أتحصل على اي امتنان او  كلمة شكر واحدة … أليست بمأساة ؟؟؟ 

                   رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة 

Thursday, June 13, 2013

شاهد على العصر 108



بسم الله الرحمن الرحيم 

يوم السبت 2011/6/4م  


             بعد الافطار في قاعة الطعام والانتظار لموعد المقابلة  حتى يحل،  والجلوس في صالة الفندق مع بعض الاخوان الليبيين الذين تقابلت معهم وكنت اعرف البعض منهم شخصيا  حيث الاسم متداول من نفس المدينة درنة  والجميع يعرفون البعض بعض لأنها مدينة صغيرة العدد حوالى المائتين ألف القاطنين بها ساكنيين وحوالى ثلاثمائة ألف موزعين في أنحاء ليبيا ومدن كثيرة بالعالم الفسيح سواءا لطلب العلم أو العيش الكريم الشريف.

الرجال الدراونة كانوا متعلمين أساتذة  يحملون شهادات عالية في  جميع التخصصات مما سوف نحتاجهم لخدمة ليبيا المستقبل، ليبيا الجديدة ضمن معايير عالية وليس تراهات الكتاب الاخضر وتعاليم الجاهل احمد ابراهيم وسيده القذافي اللعين الذين لغوا تدريس اللغات الاجنبية من قاموس المدارس والمعاهد والجامعات الليبية في وقت ما، دمروا اجيال كثيرة من الجنسين  جعلوهم بالمؤخرة غير قادرين على مواكبة الركب نظير الجهل باللغات التي في نظري من أساسيات الحياة حتى ينجحون
 قضيت بعض الوقت في حديث ونقاشات  وحوار  عام عن الوضع في ليبيا، وماذا نريد ونرغب ان تكون الدولة الجديدة  بعد النصر والانتهاء من نظام الفساد العفن وخرجت بقناعة وبالأخص عندما احتد النقاش مع احد الحاضرين من الغرب ( م ع)  حيث كان أجوف لا يعرف كيف يناقش ويتحدث ويحاور حتى يقنع الآخرين بوجهات نظره  وركز على ان الثورة المجيدة ثورة شباب عدة مرات ومصر على ذلك بغباء ملحوظ يحاول ان يسمع الآخرين انه على الحق والصواب !! ونسى او تناسى البقية من أبناء الشعب.
 وتصدرت له وقلت له تصحيحا ان الثورة ثورة الجميع وليست مقصورة على أحد… جميع أبناء الشعب الاحرار من الجنسين رجالا ونساءا ساهموا بطريقة او أخرى في قيام الثورة والمساندة لها بكل الطرق حتى استمرت متأججة  ولم تتوقف حتى الآن


الفضل لله الواحد الأحد على قيامها وإستمرارها وإنشاء الله تعالى النصر آتيا عن قريب، والشكر للآباء الشيوخ الذين تحدون القذافي ونظامه المجنون الفاسد منذ اليوم الأول للانقلاب الاسود سنة 1969م  هم الذين زرعوا بذور الثورة منذ ذاك الوقت،  تم سقيها طوال السنيين العجاف بالمقاومة في صمت وفي العلن  بالعرق والدماء بالآهات والمعاناة والضغط والتعذيب الشنيع  للمسجونين للحصول على اعترافات مزورة وهم أبرياء، والألم  والصراخ والعويل من الأمهات الثكالى والأرامل والأطفال على  فقد الأحبة والأعزاء، آلام وزفرات الملاك والمقاولين الشرفاء عندما تم التأميم والزحف على الشركات والأملاك وعرق الجبين الحلال .


كل انسان شريف حر في ليبيا الوطن بطولها وعرضها تأثر بطريقة أو  أخرى، إما في سلب حرياته أو سرقة شركاته وماله، او هتك العرض بطرق دنيئة  مدبرة، يهدد بها  حتى يضمن الولاء من البعض الذين يخاف منهم، أو إراقة ماء الوجه من الاحتياج الجميع تأثر من شطحات المريض المجنون القذافي 


 ثم أتى دور الشباب وبدأ موسم الحصاد للزرع وقامت الثورة المجيدة  نظير عوامل عديدة تجانست مع بعض وإتحدت في بوتقة واحدة مثل القنبلة الذرية ذات النسف القوي حيث تم الإنفجار دفعة واحدة فى جميع المدن  والقرى فجأة، مما سقط الشيطان الرجيم من هول المباغتة والمفاجئة وحاول كتم الأنفاس وخنق التمرد بأي وسيلة وصورة من الصور، وتحايل طالبا الهدنة حتى يستجمع الأنفاس، ولكن فشل ولم يفلح 
في نظري الفضل للجميع وليس أحدا دون آخر مما أفحمته بالحجة وطأطأ رأسه وسكت وعلمت بعدها انه كان يوما من الأزلام الطحالب  مؤيدا للنظام ومتقلدا وظائف حساسة لا يصلها الا من كان مرضيا عليه، او من طرف اللجان الثورية، أو من القبائل المحظوظة المؤيدة للنظام من اول يوم، والآن بين ليلة وضحاها ركب الموجة وأصبح يتشدق بالثورة وهو منافق وصولي يريد ان يلحق الركب الفائز .
ونسى وتناسى انه مهما عمل وحاول ان يغطى الامور السابقة الشائنة  يوما سوف تظهر الحقائق ويصبح بقارعة الطريق حيث ليبيا أرضها تراب حامي مقدسة طاهرة لها بركات عديدة من الله عز وجل نظير العبادة الصادقة من القلب والضمير  والدعاء  من رجالها الصالحين، وكل من أراد بها سوءا بقصد مبين مثل ما فعل اللعين الذي حاول هدم الدين وجميع المعايير الآن يواجه ثورة شرسة ضروس لن تتوقف حتى تنهيه وتنهى نظامه الفاسد من على كاهل الوطن والمواطنين الصابرين 
ليبيا طاهرة، ليبيا نور وأمن وأمان لكل تائه خائف  يريد ويرغب السلام  بها مليون حافظ وقارئ لكتاب الله تعالى المصحف  القرآن الكريم، الرزق متوفر فيها لإخوتنا العرب وجيراننا الأفارقة  وبقية دول العالم بدون تخصيصالذي يريد الزيارة  يجد حسن المعاملة والكرم بدون ضغوط ولا تحايل وغش فى الأسعار كما يحدث عند الآخرين الذين يحاولون الاستغلال   
 لكل من يعمل بالعرق يتحصل على قرش الحلال الذي يثمرلمن أراد العيش الرغيد الهانئ، ونار حامية لكل من أساء لها من الحكام والمسؤولين السابقين واللاحقين، نسوا وتناسوا أن  الدائرة تدور ولا يبقى ويدوم الا وجه الله الخالق الأحد  ويوما بعد العز والصولجان سوف ينتهون يدفعون الثمن الغالى ويدخلون  مزبلة التاريخ  !!! 

 رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة