Friday, June 28, 2013

شاهد على العصر 110

بسم الله الرحمن الرحيم



 الأحد 2011/6/5م  
    أوصلنا عديلي الكابتن فيصل الفيتوري بسيارته  إلى مطار الدوحة للسفر إلى مدينة دبي، وودعنا على أمل اللقاء بإذن الله تعالى في ليبيا بعد نجاح الثورة القريب والنصر على الطاغية، وصعدنا الطائرة بعد فترة انتظار قليلة وكانت رحلة مريحة  وطيران في الأجواء سلس ولم نشعر بأي شئ من الاهتزاز حتى تمت المناداة من المضيفة الجوية  بأن نربط الأحزمة استعدادا للهبوط  إلى مطار دبي الدولي .

هبطت الطائرة بسلام واكملنا الإجراءات للختم بالدخول واستلام الحقائب وخرجنا من المطار واستقلنا عربة أجرة حتى وصلنا الفندق وكان لدينا الحجز ( شيراتون 4 سيزون)  عن طريق النت ،الحاسوب،  واستلمنا الغرف للراحة والنوم، وأول ما دخلت الغرفة، إستلقيت على السرير وبدأت في الاتصالات الهاتفية  إلى أماكن كثيرة بالوطن والعالم لمعرفة الاخبار ومستجدات الامور مع الكثيرين من الرفاق وعن آخر التطورات والاحداث حتى يصبح لدى الإلمام  بما يجري من امور على ساحات القتال. وحاولت الاتصال بالرفيق رمضان بن عامر ولكن هواتفه مقفلة مما اتصلت بالسيد محمد السوسي أسأل عنه  لمعرفة الاخبار وهل هو موجود بالإمارات ام سافر في رحلة سريعة

وعرفت ان رمضان مشغول جداً حيث زوجته, الدكتورة النفسانية،  سوف تسافر إلى تونس كمرافقة لوفد  من السيدات الليبيات المصابات  بالحالات النفسية من آثار الحرب ودوي القذائف والاغتصاب وهتك الأعراض من قبل كتائب القذافي المجرمة الذين استغلوا الضعف والهوان لدى المدنيين البسطاء الغير قادرين على الهرب لاماكن اخرى آمنة وقتها 

وانتابني الشعور بالغضب العارم على هؤلاء الجنود الليبيين والمرتزقة الاشرار ضمن كتائب الطاغية  الفاسدين والمفسدين طالبا من الله عز وجل ان ينصر الثوار الاحرار ونقبض عليهم حتى  يقدموا إلى ساحات العدل والقضاء للحكم عليهم بما يرضى شرع الله تعالى ويدفعون الأثمان الكبيرة بالعقاب الرادع حتى يصبحون عبرة لغيرهم عن أي عمل شائن بالمستقبل .

لقاء العبث والتعذيب والقتل للمواطنين الأبرياء الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل ولكن سوء الحظ كانوا  في الوقت والمكان الغير مناسب عندما اجتاحت كتائب ومرتزقة القذافي المدن والمناطق حبا في القتل والتدمير وإشاعة الرعب لدى السكان  المساكين المسالمين

ليس حبا في الانتقام  ولا تشفيا ولكن العقاب الرادع الشنيع ضمن القانون   هو الحل الامثل او الحلول حتى يعرف الجميع كم نحن قساة القلوب لا رحمة ولا شفقة لأي مجرم  ضروري من الجزاء العادل الرادع حتى يندم على ما فعل من أعمال بربرية ضد السكان الأبرياء، كما أمر مولانا الله عز وجل في كتابه الكريم القرآن العظيم، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، رحماء القلوب مع الشرفاء الخيرين  الذين يسلمون انفسهم طواعية لانهم لا يؤمنون بحرب وقتل إخوتهم الثوار او المدنيين بناءا على الأوامر الصارمة من قياداتهم المجرمة وعلى رأسها العقيد المجنون القذافي .

في نظري الحلم والرأفة مع العنف والقسوة من صفات القائد الناجح  حيث كل وضع وله حالة خاصة تختلف عن الاخرى وعلى الذي يصدر الأوامر ان يخاف الله تعالى في كل خطوة حتى يفوز وينجح ولا تأخذه العواطف  والشفقة مع ذوي الشر والشرور ويتسامح في الحق المبين، حيث العقاب القوي الصارم في بعض الاحيان   احد  الحلول الرادعة التي تمنع مستقبلا من التجني على اي احد من الأبرياء عندما تشاع الاخبار لدى جميع الأوساط وبالأخص لدى المجرمين  عن اعمالهم البربرية ساعة السطوة والنشوة،   خوفا من الوقوع فى الأسر مستقبلا، ويصبح البعض شهودا عليهم  سوف يعاقبون بدون رحمة ولا شفقة  ضمن العدل والقانون على أفعالهم الشنيعة  وينالون أشد العقاب .

انها فلسفة غريبة لا يفهمها اي احد بسيط تتحكم فيه العواطف مرهف الحس والشعور تحتاج إلى جرأة وعزم وتصميم،   تحتاج إلى صمود وتحدي وعدم الخوف في الحق من أي انسان مهما كان

في نظري الاساس  الامتثال إلى أحكام الله تعالى في التطبيق العادل وعدم التجني والرحمة والشفقة مع الحزم بقوة مع المجرمين الخارجين عن القانون والأعراف بالقتل اذا الجرائم كبيرة حسب الشرع… أو النفي خارج الارض مددا طويلة  حتى يذوقون وبال الامر في البعد عن الاهل والوطن بدلا من السجن والسهر عليهم سنوات طويلة واطعامهم وصرف الاموال على حراساتهم من خزينة المجتمع 

فالسجن الطويل لسنين عديدة في نظري له مآسى كبيرة بدل ان تصلح السجين وتجعل منه مواطنا كريما تخلق فيه الشر وحب الانتقام من البشر المواطنين لانهم يتمتعون بحرياتهم وعمل ما يشاؤون وهو مهمش منسي يتحسر وراء القضبان  نظير الحجز الطويل لقاء التعدي والجرم الشائن في حق الغير الأبرياء الذين شاء سوء الحظ وقتلوا وماتوا لقاء اخطاء  أو بدون قصد  

القلائل من السجناء هم الصالحون لمتابعة الحياة بصور طاهرة اخرى حيث اعرف البعض منهم  الذين قضوا اكثر من عقد من الزمان وراء القضبان عندما خرجوا من السجن كانوا يحفظون كتاب الله تعالى القرآن الكريم والبعض عدة لغات، فهنيئا لكل انسان فاز ونجح وعرف الطريق الصحيح للصلاح والهدى 

يوم  الاثنين 2011/6/6م  
حضر رمضان بن عامر حوالي الساعة الرابعة ظهرا وجلسة عمل طويلة بالغرفة استمرت عدة  ساعات ووصلنا إلى اتفاقات مبدئية معينة بخصوص الحزب الجديد الذي قمنا بإنشائه معا حيث نحن المؤسسين الأوائل في الحزب الجديد ( حزب ليبيا الجديدة )  الذي كان امتدادا لحزب الامة الذي أنشئ عام  1987 م والذي تم تجميده بسرعة نظير ظروف أمنية وقتها وهو مازال رضيعا يحبو حيث قررت الرجوع إلى ليبيا بعد خطاب القذافي أصبح الصبح وتمثيلية العفو العام عن جميع المعارضين بالمعارضة في حالة التوقف والاستسلام وترك السياسة والحرب ضد النظام ورئيسه القذافي.

وكنت احد اللذين قرروا  المخاطرة بالحياة والرجوع للوطن في اقرب فرصة تتاح لأنني كنت مؤمن ان المعارضة الحقيقية من داخل الوطن بالقرب من العدو وتحت ناظريه بدون ان يدري ويعرف مهما راقب أعوانه وعيونه،  مهما بلغ من ذكاء وترقب … نحن اذكى منه قادرون على خداعه…  مع الوقت مهما كان عملاقا قويا بيده السلاح والسلطة والثروة،  سوف ينخره السوس ببساطة ويسقط ، نستطيع هدمه في صمت بدون جلبة لانه من المستحيل ان يفكر اننا أعداؤه ونحن تحت ناظريه وفي قبضته يستطيع في اي لحظة سحقنا ببساطة .

 لأن الطغاة الجبابرة  مثل المجنون القذافي والكثيرين بالعالم أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق المبين في كثير من الاحيان لا يضعون في الحسبان بعض الامور البسيطة التي ممكن مع الوقت تصبح سلاحا فتاكا يقضي عليهم، لانهم  ينسون الأحاسيس والشعور لدى المحكوم انه انسان بشر مثلهم له الحق بالحياة والعيش بكرامة رافعا الراس محترما في وطنه بدون فرض ولا هيمنة !!

بل يدوسون عليه يعتقدون في انفسهم انهم الأفاضل مميزين ونسوا وتناسوا اننا جميعا بشر لا فرق بين انسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح والحكم بالعدل والمساواة التي هي الأساس السليم  في الحكم .

بقية السهرة مع السيد م. س. في مقهى هافانا في سوق دبي ولم نتمكن من الحديث الخاص معه بخصوص الحزب حيث كان معه بعض الأصدقاء الليبين من رجال الاعمال وتناول الحديث الطويل عن آخر التطورات فى ساحات القتال وكل واحد يدلى برأيه عن النهاية وهلاك الطاغية 

ونهاية السهرة تم الاتفاق على نواصل الجلسة غدا على مائدة الغداء لوحدنا بدون حضور الآخرين حيث دعانا على وجبة سمك في احد المطاعم التي تشتهر بها مدينة دبى

رجعنا للفندق واعتذر رمضان عن الحضور وواصلت بقية السهرة مع إبني مصطفى في تحاليل الاحداث وما سمعنا من النقاش في الأوساط المحلية الليبية والآخرين مما يتطلب منا الانتباه واستغلال كل خبر لصالح القضية حتى نفوز وننتصر، لأن معركتنا معركة مصير وأية أخطاء او فشل  سوف ندفع  الثمن الغالى ونصبح مطاردين مرة اخرى فى العالم

يوم الثلاثاء 2011/6/7م  
حضر رمضان إلى الفندق حوالي الساعة 11 صباحا وتناولنا الحديث تكملة لاجتماع البارحة وبعدها في غرفة الاجتماعات بالفندق لحضور لقاء صحافة مع صحيفة 7 days استغرق حوالي الساعة وسوف يتم النشر غداً بإذن الله تعالى ومجمل المواضيع عن الحزب الجديد وأحداث ثورة 17 فبراير اليومية التي تدور رحاها بعنف وشراسة كل فريق يريد ويرغب الفوز والنصر على الفريق الآخر .

حضر السيد م. س. وذهبنا معه في سيارته إلى المطعم وأثناء الغداء فاتحته في موضوع الحزب وعن المبادئ والأهداف وكان مسرورا وممنونا انني فاتحته في الموضوع وموافقا على جميع النقاط وتطرق الحديث إلى الجالية اليهودية من الأصل الليبي ورئيسها السيد ديفيد جربي الذي أدلى بحديث في قناة BBC  وعن اتصالاته مع المجلس الانتقالي المؤقت في بنغازي ووعدته بالبحث في الموضوع بعد الاستشارات مع بقية الاعضاء حتى نصل إلى قرار جماعي  حيث هم ليبيون من القدم  وعليهم المساندة حتى ننتصر

ذهب رمضان إلى لقاء في مدينة أبوظبى مع الإخوة الليبيين للتحضير وطلب مني الحضور ولكنني إعتذرت حيث كنت مرهقا جدا ، وبعده حضر السيد اكرم عبدالعالم الغرياني وتناقشنا على دعم الثوار  في ليبيا بكميات من الملابس العسكرية والعتاد عن طريق احد المواني .

تم حزم الحقائب والذهاب للمطار حتى نصعد الطائرة الساعة 2:30 صباحا للذهاب إلى إسطانبول وبعدها إلى العاصمة واشنطن امريكا، واثناء فترات الانتظار بالمطارات تمت عدة اتصالات هاتفية مع البعض متابعا لكثير من المواضيع لحظة بلحظة حتى استطيع المتابعة بدقة وأعرف مسارات المعارك الوحشية اولا بأول

رجب المبروك زعطوط

البقية في المدونات القادمة ….


No comments:

Post a Comment