Sunday, July 31, 2016

احداث الوطن خلال القرن العشرين


 بسم الله الرحمن الرحيم

 لعنة الملك ادريس

 ( 3 )


                    مر بسرعة علينا قرنا ونيف من الزمن على وطننا ليبيا الغالية  وقرأنا وسمعنا عن الأحداث المؤسفة لإبادة شعب قليل العدد في كتب التاريخ الذي مر ومازال مستمرا إلى ماشاء الله تعالى... وشعبنا صابرا من القهر من المستعمر الغازي المحتل صبر سيدنا أيوب عليه السلام ... لم يستطيع أي حاكم كان قهره مهما حدث من الكثير من الضيق والمعاناة والقهر الكر والفر والهزائم والنصر والحروب والدم، خلال القرن العشرين الماضي إبتداءا من نهاية العهد العثماني التركي الثاني والغزو الإيطالى اكتوبر عام 1911 م، والفاشيستي الذي حاول بكل الجهد إبادة الشعب الليبي العربي المسلم حتى النخاع بالوحدانية لله تعالى، بجميع الوسائل الوحشية وتنصيره حتى تصبح الشاطئ الرابع مقاطعة إيطالية رجوعا للحلم القديم أنها كانت يوما محتلة وجزءا من الإمبراطورية الرومانية، ناسين وجود الله الخالق عز وجل أنه لا يرضى ولا يوافق على طمس نور الإسلام وشعلة الإيمان الخالدة من أرضنا تحت أية ظرف كان.

                     والدليل على الإبادة وقت الاستقلال عام 1951م كان تعداد الشعب الليبي حسب الإحصاء من الأمم المتحدة 750 ألف نسمة والذي من وقت الإحتلال أكتوبر 1911م والغزو والبقاء خلال مدة 34 عاما من الحكم المطلق الإستعماري حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ضاع إستشهادا وشنقا وقتلا وتهجير في المعتقلات والنفي في الجزر الايطالية للأبرياء حوالي المليون مواطن نسمة معظمهم توفوا في المعتقلات في منطقة البريقة والعقيلة بالمنطقة الوسطى الصحراوية في أسوء الظروف الحياتية من التجويع المتعمد عن قصد و سبق إصرار ... وقلة المواد التموينية لإعاشتهم وعدم التمريض للمرضى ولا بطاطين للتدفئة لإتقاء البرد القارص الصحراوي في فصول الشتاء الباردة ولا وجود للدواء للعلاج تاركيهم بدون عناية ولا أي إهتمام مهما كانت الحاجة والطلب الشديد... يواجهون الموت والنهاية في صمت  يعانون من الألم ولا من يرحم ويشفق الا الخالق الله تعالى، ومعظم البقية القتلى المجاهدين في جميع ربوع الوطن من الغرب والجنوب من الأبطال الجنود المجهولين الذين تم إستشهادهم في الحرب والنضال في المعارك العديدة ضد الغزاة سلاحهم الفتاك الايمان والدفاع عنه بالروح والدم لآخر طلقة رصاص ونفس وأصبحوا في زوايا النسيان ولم يذكرهم التاريخ للأسف.

               كانت التعليمات لدى الجنود و المرتزقة الاحباش الغزاة ، القتل الجماعي للأسرى الليبيين بوحشية في أية معركة يفوزون فيها للنكاية والإنتقام ، مما جعلت من المجاهدين ( المحافظية ) الإستماته بالروح في المعارك والمواجهة ضد القوات الغازية المدججة بالسلاح والمعدات وكثرة التموين والثبات لآخر لحظة وعدم الإستسلام، إيمانهم القوي بالفوز والإنتصار أو الموت والشهادة في ساحات المعارك لأنهم يعرفون عن يقين وقناعة أنه لا رحمة ولا شفقة تنالهم من العدو في حالة الخسارة والإستسلام ويصبحون أسرى لهم سوف يموتون بالقتل الجماعي في جميع الأحوال بالرصاص بدون سؤال ولا رحمة ولا الإحترام للأسرى حسب القوانين الدولية المتعارف عليها، وهم موثقين بالقيود غير قادرين على الحركة ولا الدفاع عن أنفسهم، بغرض الإبادة.

                      هذه دولة إيطاليا الغازية الفاشيستية التي حاولت إفنائونا وإبادتنا بجميع الطرق والوسائل، وقامت بإستجلاب عشرات الآلاف من العائلات الايطالية الفقراء للعمل والزراعة في وطنهم الجديد المحتل حسب أحلامهم ومخططاتهم وتم تسليمهم أجود الأراضي المنتجة بالشمال على الساحل من الحدود إلى الحدود وطرد أصحابها الوطنيين إلى الجنوب داخل الصحراء حتى ينتهون مع الوقت من الفقر والأمراض ومرور الزمن وتتغير هويتنا ونصبح قلة وسط الأكثرية مثل ماحدث للكثير من الشعوب التي مازالت إلى الآن لها قضايا صعب حلولها مهما عملوا من تضحيات وقتال ودم ،  تعاني من  الكثير من المحن غير قادرة على الحفاظ على أراضي أوطانها التي ضاعت بالإحتلال أو التقسيم مثل ماحدث في كثير من القضايا المهمة الصعبة بين العرب واليهود وعلى رأسها قضية فلسطين التي أصبحت نصف أراضيها بالمؤامرات الدولية من القوى الخفية تسمى إسرائيل ، ومنطقة الجولان مع السوريين بالإحتلال بالقوة منذ النكبة العربية عام يونيو 1967م  وكشمير بين الهند وباكستان ومدن سبته ومليلة بالمغرب الأقصى إغتصابا من المحتل أسبانيا وجبل طارق مع بريطانيا التي تطالب به أسبانيا أنه من أملاكها وهم حلفاء مع البعض، وغيرهم الكثير من مشاكل الحدود العالقة كما بين دولة اليمن والسعودية التي الي الآن لم يصلوا إلي حلول بعد ترضي الطرفين بالعيش جيرانا آمنين وهم إخوة في الدين والمصير.

                         هذه القضايا والضحايا والخراب والدمار نتيجة تآمر الدول الإستعمارية بحجج تافهة وأصبحت بمرور الأزمان والأجيال الجديدة مواليدها من المحتلين للأسف بدون حلول جذرية صعب ترجيعها لأهلها الأصليين المشتتين بالعالم بأي صورة من الصور كانت في وقتنا الحاضر، إلا عن طريق التفاهم والسلام والمصالحات بين الأطراف المتخاصمة المتناحرة والعيش معا في وئام حسب المقولة ( أن الأرض للجميع والدين لله تعالى )، التي قالها الزعيم سعد زغلول وقت النضال والصراع ضد الغزاة الإنجليز في إحتلالهم لمصر العربية ،  يحث المسلمين والمسيحيين على التعايش والجوار والإحترام والتقدير بين بعضهم البعض حيث الوطن الارض للجميع والدين لله تعالى وليست الحاكمية لفئة معينة دون الأخرى حتى يتوقف ويهدأ التعصب الديني والجهل بينهم ولا يستمر الصراع الزائف المفتعل والكاسب والمنتصر فيه خسرانا مهما عمل وكان...

                            مرت علينا ويلات الحرب العالمية الثانية بمآسيها وأهوالها وضررها الكبير في ليبيا وطننا وكم من عشرات الآلاف قتلى ودمار وخراب في الوطن من خلال الصراع الكر والفر خلال سنوات الحرب بين دول المحور بزعامة المانيا النازية والحلفاء بزعامة بريطانيا، كل طرف يسعى جاهدا للفوز والإنتصار حتى تم النصر أخيرا للحلفاء، وبعد إنتهاء الحرب زاد الهم والغم على مواطنينا من كثرة الضحايا الموتى أو الجرحى المرضى الذين ضاعت منهم بعض الأطراف من الأيادي والأقدام وأصبحوا مشوهين بدون عناية صحية ولا علاج من حوادث الألغام و المتفجرات المزروعة في الأرض بمئات الألوف وبالأخص في المنطقة الشرقية في منطقة المخيلي والعزيات إلى الحدود الشرقية مع مصر والتي طمستها الرياح وعوامل الطقس ومرور الزمن غير معالمها  وضاعت في التصحر وزحف الرمال، ونحن كشعب ليبي ليس لنا مصلحة ولا قضية فيها حتى نعاني ويلاتها ومآسيها وأضرارها، كما يقولون في المثل الشعبي ( لا ناقة لنا ولا جمل) في هذه المصائب والدمار الذي حل بالوطن .

                       الإنتداب البريطاني حوالي سبعة سنوات والذي حاول بجميع الوسائل البقاء على كاهل وطننا بحجج كثيرة، الذي يضحك في الوجه ويطعن في الظهر ولولا عون الله تعالى والحظ الكبير والفوز في التصويت في الأمم المتحدة من السيد (أميل سان لاو) من دولة هايتي الذي حكم ضميره ورفع يده متحديا قرار حكومته بالإمتناع عن التصويت لصالح إستقلال ليبيا ضد الغرب مما فزنا وإنتصرنا في قضيتنا العادلة بفارق صوت واحد فقط، صوته الصريح محطما حلقات التآمر والخداع بالتعديل، وعمت الأفراح في كل مكان بالوطن وتم تسمية شوارع بإسمه في كل مدينة فى عهد الإستقلال إعترافا بالجميل.

                       طرد الرجل من منصبه وأصبح طريدا معدما فقيرا هائما عاطلا في الشوارع في آخر عمره غير قادرا على الرجوع لوطنه خوفا من المحاسبة والعقاب ،، لأنه لم ينفذ الامر الصادر له بعدم التصويت مما كانت ضربة وصفعة قوية لبريطانيا على تدخلاتها وأطماعها وأصبح بدون مرتب ولا دخل،  بحاجة إلى مساعدة مادية، وأيام العهد الجماهيري قدم شخصيا إلى المكتب القنصلى الليبي في نيويورك طالبا المساعدة والعون المادي من الدولة الليبية ولكن لظروف خاطئة وغير معروفة حتى الآن لم تتم مساعدته بأي شئ من الجماهيرية ناسية فضله الكبير، إلا البعض من الموظفين بالمكتب ذوي الضمير والولاء للوطن غير ناسين الجميل من الموقف العظيم الذي قام به الرجل ، تم التعاطف معه وقدموا له معونات شخصية من مرتباتهم سرية في الخفاء بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع حتى لا يطالهم الحساب والمساءلة على الفعل ، من الطاغية واللجان الثورية بالعقاب...

                              الإستقلال وأصبحنا دولة لها كيان وعلم من ثلاثة الوان يدل على أن الدولة ثلاثة ولايات متحدة مع بعض وفي وسطه الهلال والنجمة تعبيرا أن الدولة دينها الاسلام الحنيف أختير من لجنة مكونة من ستين رجلا المختارين العقلاء والحكماء، كرمز وعنوان بإسم المملكة الليبية المتحدة و دستور وقانون عام فيدرالي من ثلاث ولايات طرابلس في الغرب وفزان في الجنوب وبرقة بالشرق.

                       ولم نرتاح بعد إكتشاف النفط والغاز من الشركات النفطية الأجنبية التي لها عقود للإكتشاف والبحث والتنقيب نظير التصادم مع قوانين الولايات الثلاث في الرسوم وحرية العمل حيث كل ولاية لها قانونها الخاص التي حدت من الكثير من المهاترات والمتاهات من الشركات وتم الاتفاق مع القطط السمان العملاء بالرأي والضغط على الملك بالموافقة بتعديل الدستور وإلغاء الولايات الثلاث وتصبح المملكة الليبية المتحدة مركزية من عدة محافظات عاصمتها طرابلس الغرب ضمن حكومة واحدة للتسهيل في الحكم والتنفيذ وليست متعددة مثل السابق فيدرالية مما حدث الأمر نظير التآمر والعمالة وتسيير المصالح للبعض والشركات الأجنبية أصبحت تجول وتصول في التنقيب والتصدير كما تشاء من غير أية عواقب ، ولا محاسبة ولا تعب ومعاناة .

                   قيام الثورة وضياع أربعة عقود ونيف من أعمارنا في المسيرات والتدجيل والتمثيل والفساد والإفساد والصرف المجزي على الارهاب الدولي بحجج المناصرة والتأييد لتحرير الشعوب المغلوبة على أمرها من الإستعباد ، مما بلعت الجماهير الغافلة الجاهلة الطعم السام القاتل الزعاف الممزوج بالعسل الذي تم عمله بمهارة فائقة، تغطية على العمالة للعقيد الغير معروف أصله ولا فصله من كثرة الإشاعات، مزروعا ومؤيدا من القوى الخفية لخدمة قضاياهم المصيرية وعلى رأسها التفرقة بين العرب فى كثير من الشئون حتى تم الشك والخصام والتناحر وتباعدنا وهم أخوتنا أشقاؤنا في الدين والمصير وجيران ...

                               ولو تم الاتحاد والوحدة ضمن دستور قوي يحافظ على جميع القوى من ملوك وحكام ورؤساء مع بعض يدا واحدة كل في وطنه ضمن مخطط كبير مدروس بدقة وبضمير وولاء لله تعالى وأزيلت الحدود الوهمية وأصبح الوطن العربي الكبير من العديد من الولايات يضم ويحترم جميع الأديان والملل بدون تفرقة ولا ظلم، لكثيرا من الأشياء تغيرت للأفضل والأحسن وأصبح لنا الشأن الكبير في أوساط الشعوب والأمم الأخرى حيث لدينا جميع المؤهلات والمال والموقع الاستراتيجي بالعالم ، وقادرين بعون الله تعالى على المنافسة الشريفة وإقامة العدل بين جميع الأديان والشرائح كما يحدث في أمريكا الآن بالوحدة والاتحاد ضمن الدستور الجيد بدون أي تغيير لأحد البنود من أي دعي مما أصبحت في القمة إلى ماشاء الله عز وجل من وقت يشاء... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...

Thursday, July 21, 2016

أحداث الوطن خلال القرن العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

 لعنة الملك إدريس
 (2)


                           منذ وقت طويل، تنبأ الولي الصالح، سيدي عبدالسلام الأسمر، رحمه الله تعالى، من منطقة إزليتن بالغرب بنبوءة و حلم في قصيدة ألقاها بالرموز، لم يعرف شرحها وحقيقتها إلى الآن مع حدوث الكثير من الأهوال والدماء والمحن التي تحدثت عنها، وحذرنا بوقوعها على الواقع والطبيعة أنها سوف تحدث في المستقبل حتى نأخذ عبرا ولا نضيع دنيا وآخرة ... ولم نتعظ ونتعلم الدرس، فلسنا نعيش في عهد النبي ، سيدنا يوسف عليه السلام، مفسر الأحلام كما تم ذكره في القرآن الكريم... ومرت النبوءة مرور الكرام بلا تفسير ودراسة وفحص ونحاول قدر الإمكان البعد عن أشياءا كثيرة  بالهداية والإيمان حتى لا يحل علينا الغضب الإلاهي، ونقع في المحظور بأنفسنا، ناسين ومتناسين أنه قدرنا لا نستطيع تغييره مهما فعلنا وأردنا حيث مسجل في اللوح المحفوظ منذ الأزل....

                       بعض الأحيان كانت القصيدة والنبوءة تذكر عفويا في بعض الجلسات أثناء السهرات والسمر .... الحديث عنها بدون إهتمام كبير لمعانيها، ولا شرح ولا أخذ عبر حتى لا نتمادى في الآثام والشر ونتناحر و نقتل بعضنا البعض على تفاهات وحب النفس في الوصول الي مراكز وجاه وثراء مفتعل بالسرقات والنهب، الذي لا يدوم مهما طال الوقت، ولا يستمر لأنه حرام زاقوم ليس رزقا حلالا تم جنيه بالجهد والعرق بل لعنة ندفع في ثمنها الغالي إلى الآن من حروب وتناحر علي السلطة وسفك دماء وظلم وإرهاب وضحايا بالآلاف وخراب ودمار الوطن عندما قالها وذكرها في أحد الأوقات بالرموز وهو هائما في حب ورحاب الله تعالى، في الذكر وهو يضرب ويدق على الطبل (البندير) بحماس في الزاوية قائلا ومرددا لمريديه وأتباعه في ساعة صفاء وإتصال روحاني المقولة الخطيرة   (ياطرابلس يا حفرة الدم ...، الخ )، حيث وقتها كان يعيش حسب تسمية الوطن ، الذي أصبح يطلق عليه ( ولايتي طرابلس الغرب) بدلا من ليبيا أيام العهد العثماني مثل ما يحدث في كل عهد وحاكم حسب مايترائ له، ورجع الإسم السابق ليبيا منذ الإحتلال الإيطالي كما كانت تدعى منذ قديم الزمن... و طرابلس الغرب تعني المدينة وحدودها فقط حتى لا يتم الخطأ والخلط في المعرفة مع طرابلس الشرق في الشام والتي مع الوقت والتقسيم أصبحت من ضمن دولة لبنان .

                     تاريخنا القديم والحديث ملئ بالأحداث والمحن معظم الوقت والأزمان بالدماء والضحايا الشهداء المناضلين الوطنيين ، بالخراب والدمار، وبعض الوقت بالسعادة والإزدهار وتم حكمه من الطغاة من ولاة وحكام بدون عدل، وتولى العرش في العصر الحديث ملكا واحدا كان الاول والأخير طيبا مؤمنا تقيا قلبه عامرا بالإيمان والعدل زاهدا في العرش والحكم  سليل العائلة السنوسية العريقة، بقيادته الحكيمة بالصبر والعمل والنضال الجاد والدهاء ، حقق الاستقلال عام 1951م.  كان عهده باسم و زاهر ، مضى وتلاشي مثل الحلم لمن عاش أيامه وتذوق حلاوته ومازال حيا يرزق إلى الآن.  حيث كنت محظوظا لأنني  عشت فيه شابا مدركا و للأسف شاهدت نهايته و عشت أثناء عهد الجماهيرية وحكم الجماهير الغوغائي، وأعرف الفرق الرهيب بين العهدين الملكي الخير الآمن السعيد ضمن الدستور والقانون، والذي كنّا كل يوم نتقدم فيه للأمام خطوات وننهض، والجماهيري الفاسد اللعين، ضمن الحكم بتعاليم الكتاب الأخضر الهزيل ، الصادر والمؤلف من عقل الطاغية المجنون لخراب الوطن ودمار النفوس، وبث الفرقة في أوساط الشعوب وبالأخص العربية.

                       كانت أياما ترفل فيها المملكة الليبية المتحدة في السعادة و فيها براءة و طهارة وكل مواطن صغير الشأن  أم كبيره يعرف حدوده و واجباته ولا يتجاوزها، خطواته محسوبة حسب العدل والقانون والدستور إلى ان حل البلاء بإكتشاف النفط والغاز بكميات كبيرة وتغيرت الدولة من ثلاثة ولايات إلى مركزية من عدة محافظات وبدلا من النعمة وسعادة المواطن أصبح نقمة وبلاءا، وزاد الطين، بلل المزايدات من خطب الرئيس جمال عبد الناصر الوطنية الجوفاء بالساعات عبر الراديو وإذاعة صوت العرب التي التهييج فيها بالشعور الوطني والذي لا يمل ولا يتعب بدون كلل وهو يتحدث ويشرح وكأنه أستاذا قديرا لطلبة صغار التجربة والفهم السياسي من  الخليج إلى المحيط .

                       ومن ضمنها الإتهام المغلف للعهد الملكي بالضرر لمصر كتغطية على الخسارة في أيام النكسة والانتصار المزعوم بالزور والبهتان في حرب وإحتلال قناة السويس عام 1956م من قبل ثلاثة دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ردا و صفعة قوية للنظام المصري على تأميم قناة السويس ، ناسيا ومتناسيا ان الفضل لله تعالى و صمود و صبر الشعب المصري على المحن والمساندة والتأييد من جميع الشعوب العربية نظير الحب والولاء لمصر...  والإنذار المشهور بالإنسحاب والتهديد بالجلاء فورا ضمن مدة محددة والخروج للقوات الغازية الغربية وترك مصر من رئيس الإتحاد السوفيتي السيد خوروتشوف، أو يعتبر الإعتداء عليهم كروسيا... وعقلانية الإدارة الأمريكية وقتها التي لا تريد ولا ترغب في توسعة، النزاع وممكن الدخول في حرب ذرية من أخطاء حلفائها ضد مصالحها، و نصحت حلفائها بالإمتثال للإنذار، وخرجت القوات الغازية تجر في أذيال الخيبة، مما إستغلها النظام المصري أحسن الإستغلال في قلب الهزيمة الي نصر، نظير الإعلام القوي للرأي العام وصدقتها الشعوب العربية نظير الجهل ، مدعيا الزعيم، عبد الناصر بدون صدق تزويرا وبهتان في الإذاعات عدة مرات بأن طائرات الإنجليز الأعداء  قامت بالإعتداء على بورسعيد والقناة في مصر، إنطلقت من قاعدة العدم في مدينة طبرق الجوية العسكرية شرق المملكة  الليبية القريبة من الحدود مع مصر ، والمؤجرة لبريطانيا، والحقيقة قامت من قبرص وإسرائيل.

                  و على ضوء الإتهامات ونتيجتها قامت المسيرات في المدن المهمة طرابلس وبنغازي ودرنة وقتها ضد الأحلاف وتأجير القواعد الجوية العسكرية في طرابلس للأمريكان وطبرق للإنجليز،ناسين متناسين أن الدولة وقت التوقيع على عقود التأجير لمدة 20 عام، كانت مرغمة فقيرة معدمة بدون دخل في منتصف الخمسينات من القرن الماضي وقت الحصول على الإستقلال... وتعاني من العجز المستمر والمستديم لتغطية الميزانيات العامة السنوية لها،  حتى تستمر في الحكم ولا تعلن الإفلاس ... تعيش على الدخل البسيط من التأجير والهبات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة وبعض العائدات من التصدير لبعض المواد إلى الخارج من الحبوب الزراعية والتبغ والحلفاء إلى مصانع صناعة السجائر في لندن ،  والمواشي كلحوم إلى اليونان للإستهلاك ، وجزيرة مالطة للتعليب لقوات بريطانيا الجرارة في ذاك الوقت قبل إكتشاف وتصدير النفط في أوائل الستينات من القرن الماضي... فسبحانك رب العالمين على الكرم والعطاء الذي غير الموازين والمعايير خلال وقت قليل في الوطن ليبيا من فقر مدقع إلى غنى فاحش...

                      مسيرة الشعب الحاشدة من العوام والطلبة  عام  964 1 م التي جعلت الملك يتأثر ويغضب من جحود الشعب في شارع جمال عبد الناصر في بنغازي، وزاد الطين بلل المظاهرات والمسيرات الضخمة الشعبية ردا على الخسارة الرهيبة للعرب على الهزيمة من دولة واحدة إسرائيل والذي الزعيم عبدالناصر كان يتوعد مختالا مغرورا أنه سوف يرميها في أحد البحرين الأبيض المتوسط أو الأحمر وإنتهت بالخسارة الفادحة ونكسة العرب يونية عام 1967 م ....

                         تنعت وتسب صراحة بالإسم الملك إدريس وتهتف بعنف وقوة في هياج مفتعل من بعض القوى الخفية (حكم إبليس الشيطان الرجيم للوطن، ولا حكم الملك إدريس)، مما تضايق وتأثر وحزن وهو يسمع النعت المشين من شرفة قصر المنار ، مشاهدا الجماهير الغاضبة وهي تهتف هادرة بالنعت الشيطاني له، ورد قائلا من القلب بدعوة صالحة ، إنشاء الله عز وجل تتحقق مطالبهم في التغيير ويحكمهم إبليس اللعين، مما كانت لعنة سوداء حلت علينا منذ ذاك اليوم، حيث أستجيبت الدعوة الصادقة من ملك تقي شريف الأصل والمحتد مظلوما في النعت والوصف بدل التقدير والإحترام والإمتنان له، يحصل على النعت والسب الأليم ناسين ومتناسين أنه قدم الكثير من التضحيات طوال عمره أكثر من سبعة عقود وهو يكافح ويناضل من أجل الشعب حتى تم الإستقلال للوطن وأصبح له شأن وكيان وعلما يرفرف في السماء عاليا معترفا به من جميع الأمم .

                           حدثت مظاهرات كبيرة حماسية لتضييع الوطن وجعله في متاهات نظير جهل الشعب السياسي والغفلة و راؤوها أصابع المخابرات المصرية على وجود اليهود الليبيين وحدثت تعديات بسيطة على البعض من الأفراد المسالمين وكأنهم هم الذين قاموا بالغزو على مصر والسبب في النكسة الشنيعة نظير العواطف والجهل وتقدم زعماؤهم إلى الدولة بطلب الهجرة خوفا على حياتهم من غضب الجماهير الهادرة من نكسة يونية بناءا على مخطط كبير من القوى الخفية الصهيونية لدعم إسرائيل ونشر الكراهية والدسائس والفتنة مع العرب والتي نعاني من ويلاتها ومآسيها إلى الآن .... وبلعت قيادات اليهود الليبيين المسالمين الطعم بسهولة للهجرة الجماعية عن الوطن، مما إستغلتها فرصة الحكومة الليبية وقتها وقدمت لهم جميع التسهيلات ببيع أملاكهم وتحويل أموالهم إلا من القلائل الذين رفضوا البيع وقتها في عجلة برخص الأسعار وباعوها بعد فترة للمعارف والشركاء لما طال عليهم وقت الرجوع ...

                        والسماح لهم بالهجرة بدون مماطلة ورفض حتى ترتاح من الغضب الشعبي والمظاهرات والمسيرات ومن الحماية المستمرة لهم من المزايدات والصراع الخفي الذي يغلي في أوساط الشعب الجهلة من خطب الإعلام المصري المستمرة من صوت العرب بصوت المذيع أحمد سعيد ذو الصوت الجهوري الزائف الذي هيج الجميع بالتزوير والبهتان بدون حق ولا منطق، وكانت من أحد أكبر الأخطاء أثناء عهد المملكة التي حدثت أن تتخلى دولة عن مواطنيها مهما كانت الأسباب ولو بناءا على طلب زعمائهم، بكل سهولة و بساطة نظير الإختلاف في الدين وهم ليبيين أصيلين من مواليد ليبيا منذ مئات السنيين ، ولهم الحق بالبقاء والعيش فيها إسوة بالآخرين ، ودعمت مخطط الصهاينة بدون أن لا تدري ولا تشعر بأبعاد اللعبة السياسية الدائرة في دعم دولة إسرائيل بالمزيد من المهاجرين من ذوي الأموال والعقول، ودمار وتعطيل قضية فلسطين ...

                        وقرر الملك الإقامة الدائمة في مدينة طبرق المشهورة في الحرب العالمية الثانية بصمود قوات الحلفاء تاركا مدينة بنغازي حيث الطقس جيد وجاف وقريب  في المسافة من واحة الجغبوب جنوب طبرق على خط الحدود و القريبة في المسافة من واحة سيوة حيث كانت أول الزوايا بدأت من مدينة البيضاء ثم واحة الجغبوب والكفرة ،... الخ... المعالم والمنارات الدينية التي تم نشر الدعوة السنوسية منهما في الوطن العربي ومجاهل أفريقيا عندما تركت زاوية البيضاء مؤقتا حتي تبتعد عن الأخطار من ولاة الأتراك وظلمهم فى الحكم ،، والغزو الإيطالي للسواحل، وجده عميد العائلة السنوسية مدفونا هناك يضم ترابها جسده الطاهر الشريف، وقدم لمجلس الشيوخ والنواب الإستقالة والتنحي زاهدا في الملك والعرش بسبب تقدم العمر و عوامل السن...

                    ولكن الحاشية المستفيدة من خيرات وعمولات النفط بقيادة آل الشلحي وأتباعهم العملاء المنافقين القطط السمان، بطرق خفيه ألبت الشعب حتى لا تفقد جميع المميزات بغياب الملك إدريس عن الساحة والعرش  حيث سندهم والراعي الوحيد لهم في البقاء بإقامة المظاهرات والمسيرات  امام القصر مقر إقامته في طبرق ، تهتف له بحماس للعدول عن الاستقالة مما إستجاب للأمر عندما شاهد الجماهير الهادرة تطالبه بالبقاء والإستمرار في الملك والحكم و لا يتنازل نظير المصلحة الوطنية و وحدة الصف من التشرذم والمتاهات.

                     و تقديرا للظروف بعدم هز الوطن وجره إلى نزاع وحرب أهلية للطامعين في السلطة في الصراع القوي والحرب الخفية الدائرة منذ سنوات عديدة بين عائلة الشلحي وأتباعهم ضد عائلة الشريف أبناء عمه السنوسيين علي إغتيال أبيهم السيد إبراهيم ناظر الخاصة الملكية والمقرب للملك، قتلا في وضح النهار في بنغازي في منتصف الخمسينات من أحد شباب السنوسية من عائلة الشريف الشاب السيد محى الدين الذي كان قريبا بالدم للملك ادريس وعمته الملكة فاطمة ، ولم يهرب ويتوارى بل ظل واقفا وسلم نفسه طواعية للبوليس وإعترف بالجريمة النكراء.

                           مما إستغلها الخصوم أسوء الإستغلال وتم تشريد العائلة السنوسية والشريف من جميع المميزات الملكية والوظائف العامة والحبس والسجن الإنفرادي لهم في بيوتهم المقيمين فيها وتجميع البعض من الأسر في الواحات والمناطق البعيدة والمنع من السفر والتنقل من مدينة إلى أخرى إلا بإذن خاص من القصر... مما ضاع سنده وعائلته في خضم الأحداث المؤلمة وأصبح لقمة سائغة لآل الشلحي عملاء بريطانيا في تسيير الأمور بالمملكة ...

                        ولم يتهاون الملك ويضعف ويرضخ أمام مطالبة بعض الملوك والرؤساء والزعماء بالعفو على المتهم أو  تغيير الحكم إلي المؤبد طول العمر والحياة، وتم شنق القاتل في سجن بنغازي بناءا على صدور الأمر القضائي العادل من محكمة بنغازي بالإعدام للمتهم حسب القانون وصدق الملك إدريس على الحكم ووافق لتحقيق العدل مهما كانت التضحيات، المؤلمة وقرابة الدم ، ووضع الجثمان تشفيا في المكان الذي قتل فيه الشلحي عدة ساعات حتى يشاهدها الشعب ويتداول الحديث عنها في الأوساط العالمية أن الأمر والشنق تم تنفيذه، وليس بخداع و كذب وتغطية ، وسلمت لعائلته للدفن...

 والله الموفق

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, July 17, 2016

أحداث الوطن خلال القرن العشرين

 بسم الله الرحمن الرحيم

 لعنة الملك إدريس (1)


                عندما اراجع النفس عما  يخطر على البال  عن وضعنا البائس في ليبيا  الذي نمر به الآن في وقتنا الحاضر بعد مرور حوالي خمسة سنوات على التمرد والثورة يوم 2011/2/17م ، وهلاك الطاغية والخلاص والنصر الكبير يوم 2011/10/20م الغير محسوب ولا متوقع، سقوط وهزيمة ثورة الفاتح الهشة بهذه السرعة من حكم الظلم والقهر للشعب على مدى أربعة عقود ونيف من السنين، من التطبيل و التدجيل والتمثيل و الإرهاب خلال تمرد عام نتيجة الضغوط المستمرة حتى بلغ السيل  الزبى...  وقامت ثورة دموية إستمرت أهوالها ومآسيها  ثمانية أشهر من النضال والكفاح و تقديم الأرواح والدم والجرحى والمعاقين ودمار وخراب المدن على مذبح حرية الوطن ، كل طرف يريد تحقيق النصر مهما كانت التضحيات من الشهداء من جانب الحق المبين ( رحمهم الله تعالى )، والقتلى الأشرار الجهلة المرتزقة المؤيدين للحكم الجماهيري الفاشل نظير الإسترزاق والجاه وخراب ودمار الوطن من زعيمهم وقائدهم المجنون في سبيل البقاء في الحكم والسلطة حتى النهاية، بدون تراجع ولا تقاعد إلا بالموت...

                   الطاغية كان جبارا يتلون مثل الحرباء التي تغير لون جلدها حسب الحاجة والوضع ، للإستمرار والبقاء في الحكم ...  كما كان  يتمتع بذكاء شيطاني و يتلذذ بالإيذاء والإستهزاء والحقد والحسد وبالأخص لأبناء الشعب الأبرياء حتى  إزداد خبرة وتجربة من خلال السنين التي قضاها في المنصب والحكم المطلق كما يشاء ويرغب حسب أهوائه وتصوراته المريضة ، التي مرت من أعمارنا ونحن نشاهد التمثيل ونسمع طوال الوقت في التطبيل والتدجيل بالمسيرات المستمرة طوال الوقت التي تهتف تمجيدا له أنه القائد الأوحد والصقر والمعلم وآخرها ملك ملوك أفريقيا وعشرات الكنايات والأسماء التي تهلل بإسمه مما أصابه الغرور ، وأصبح متحكما في جميع أمور الوطن وبالأخص الأمنية،  بيد من حديد ، وكل همسة عابرة حتى لو كانت من فراغ بدون أساس سليم لها على أمور تافهة، تصل إلى علمه ويسمع بها من الوشاة المنافقين و لا تمر مرور الكرام و ينساها بدون إستغلالها و توجه الإتهام للبعض ظلما وتصفية حسابات مستمرة للخصوم الاحرار الوطنيين... وحتى الأعوان الذين إكتشفوا حقيقته السادية وجنونه لم ينجوا من شروره لجميع من يشك فيهم ضمن الحساب العسير والعقاب العلني وبالأخص الشنق بدون رحمة ولا شفقة في شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والغفران وهو يدعي بالإسلام وعرضها في القنوات المرئية أثناء التنفيذ والقصاص حتى يشاهدها الجميع بالمغرب وقت الإفطار، لتأديب الآخرين...  مما إستكانوا وطأطأت الرؤوس من الرعب والخوف من نفس المصير الأسود الذي سوف يحل بهم نظير الشك والإتهام في حالة الرفض والمعارضة، لأطروحات الشر والإرهاب...

               والتي جعلت من دولتنا الكبيرة في المساحة والغنى والثراء قليلة العدد السكاني تظهر بمظهر خادع للجماهير الغافلة الجاهلة في العالم بأنها قادرة على عمل الكثير... راعية للإرهاب، تدعم بالمال والأسلحة والعتاد  منظمات عديدة بالعالم معظمها شريرة إرهابية بحجج المناصرة والتأييد للشعوب المقهورة حتى تنال حريتها من الهيمنة والإستعباد الغربي كما يعتقد محاولا الإيذاء وإشهار نفسه للغافلين بأنه ناصر المستضعفين و محرر الأبرياء المستعبدين... وفي نفس الوقت ذر للرماد في العيون حتى لا يلاحظ بأنه عميل للقوى الخفية ينفذ الخطط المرسومة له بمهارة للخراب وتقسيم العرب إلى فئات متناحرة ومنع الوحدة العربية من التحقيق بأساليب شيطانية...  ويصرف  المال حق المجتمع ببذخ في غير طاعة الله تعالي بدون حساب والشعب الليبي فقيرا محتاجا يعاني من الكثير، بحاجة للإصلاح و العلاج و التعليم و البناء و التشييد من الألف إلى الياء....

                   أليست بمصيبة كبيرة من مصائب هذا الزمن حلت على الرؤوس ومأساة أن تحدث هذه الأمور الشائنة المخزية ونحن شعب قليل العدد لا نستطيع مهما كنا ذوي دخل كبير و ثراءا و مال و موقع إستراتيجي جيد و مهم مجابهة الكبار في الساحة واللعبة الدولية التي لا نحقق فيها غير الهزائم والخسائر الجمة والإستهزاء عليه في الصرف الكبير الضائع نظير الجبروت والغرور بالعظمة، وهو ذرة بجميع المقاييس أمامهم لا يساوي شيئا، مسيرا منهم بدون أن يدري لتحقيق مخططات الشر بإسم الوطنية والقومية العربية كمن ينفخ في رماد لا تشتعل فيه لهب النار مهما حاول وعمل حيث الأساس موجود للوحدة العربية، ولكن لا أمل في التحقيق في عصرنا الحاضر من زعماء وقيادي الشعوب العربية نظير التشبث و البقاء في المناصب ، حيث الولاء والضمير تقاعد  ومات !!!!

                   أصاب بالدهشة أكاد لا أصدق الحال المزري و أننا ندور في متاهات بلا حدود ولا عدد... ندعي العلم والفهم والمعرفة والهداية والتمسك بالدين والسنة والإحترام والحياء والأخلاق الحسنة والوفاء بطهارة من القلب والصدق بضمير في العهد والوعد، وللأسف أثبتت الأيام منذ حلول إبليس الخناس في الحكم أن معظمها كانت غير صادقة رياءا بدون أساسات صلبة تغيرت مع مرور الزمن من الضغوط الشديدة والخوف والطمع إلى الأسوء نظير حكم القهر والإرهاب في أسوء الصور، بعدما كان يضرب بنا المثل بعد الإستقلال في كثير من الأشياء الحسنة والقيم التي نتحلى بها لكثير من الشعوب والأمم....

                  أعطانا الله تعالى  ووهبنا الكثير من الخيرات والنعم إبتداءا من الموقع الإ ستراتيجي الهام للوطن و ساحلا طويلا ممتدا في الحوض الجنوبي للبحر الأبيض حوالي ألفان كم ... ومناخ متوسطي معتدل طوال فصول السنة وثروات رهيبة إكتشفت من الذهب الأسود النفط والغاز ومازال الكثير منها لم تكتشف بعد مدفونة في باطن الأرض من معادن وذهب ويورانيوم و غيرها الغير معروفة لنا الآن في عصرنا الحاضر، والتي مع المستقبل بإذن الله تعالى سوف تكتشف وتظهر ونزداد غنى وثراء ...

                    و فوق الأرض توجد آثار عديدة مهملة تصارع الزمن، أطلال حضارات سادت ثم بادت تحتاج للإهتمام والصيانة من عوامل تعرية الطقس وهي باقية شامخة منذ آلاف السنين و التي مرت وتصبح موردا ودخلا كبيرا من السياحة إسوة بدول الجوار مصر وتونس وبالشمال اليونان وإيطاليا، والتي لو وجهت للمصلحة العامة التوجيه الصحيح ، وقدمت التسهيلات بالدخول والأمن والأمان ، سوف يؤمها السواح من كل مكان بالعالم، لمعرفة الماضي السحيق في المنطقة عما مر بها من حضارات وأقوام وأهوال وسعادة وفرح، ولم نعرف كيف نستغلها الإستغلال الحسن الجيد...  و التعامل مع  الشعوب الأخرى ضمن الإحترام و السلام والمنطق و الإهتمام و العلم،  حتى ننهض من الكبوة وننطلق....

                  جلست وحيدا في أحد الايام العسيرة الصعبة، التعيسة والمليئة بالمحن والدسائس والدم...  ورجع بي التفكير  للوراء عدة قرون من الزمن أيام العهد العثماني التركي (الأول والقرمانلي والثاني) في حوار بالمنطق مع النفس بدون مزايدات ولا فخر بالأمجاد الماضية نظير الغرور والجهل التي حققها الأجداد الأوائل غيرنا، ولم نحافظ عليها عبر مرور الأزمان ، حتى تصبح إرثا لمن أتى بعدهم ويأتي بعدنا، متسائلا كم كان أجدادنا وآباؤنا وقتها يعيشون في البساطة والظلام والتأخر من غير شعور وإحساس بالأمر أنهم متخلفين على الركب والحضارة نظير الجهل وعدم وجود الإتصالات السريعة ولا المواصلات السريعة نظير بعد المسافات، مثل الآن عصر العولمة، يعيشون في أمجاد الماضي التي مضت وولت بدون طموح مستقبلي أو عمل جاد بضمير و ولاء للوطن لتحقيق الأهداف المطلوبة للنماء والتقدم لأجيالنا القادمة... 

              وطننا ليبيا الكبير في المساحة كان وقتها يسمى طرابلس الغرب ، أيالة تابعة للدولة العثمانية عدة قرون في ذاك الزمن بدون استقلال وعلم معترفا به لدى الأمم، إلا من البعض ... و وقتها  كنا نتمتع ببعض الحريات في الإدارة والحكم المحلي أيام وسنين ولاة العهد القرمانلي والتركي الثاني رمزيا بفرمان ومرسوم سلطاني كإعتراف ضمني ، يصدر من الأستانة التي  تعطي الوالي الجديد الذي وصل إلى المنصب والسلطة والحكم المحلي العمل حسب ما يشاء ضمن الهيمنة العثمانية وإطارها ودوائرها بدون متابعة ولا مسائلة أو أي تدخل كان يحد من التصرفات الشائنة والقسوة والظلم على الرعية من أبناء الشعب...   مقابل دفع بعض الأموال كجزية من أتاوات وضرائب لخزينة الدولة العثمانية كل عام وكأن وطننا سلعة تباع وتشترى، وبقرة حلوب ضمن المفاهيم الخاطئة المجحفة ، بدون الإهتمام ببناء الإنسان صحيا حيث العقل السليم في الجسم السليم من أية أمراض كانت، و بالتعليم و العلم ...

               والشعوب الإسلامية المقهورة تحت الحكم العثماني لا تستطيع في أي وقت وحال وقتها الإمتناع عن الدفع أو الرفض أو الإعتراض على المواضيع مهما كانت نظير الإحترام والتقدير الديني والتقديس لدولة الخلافة الإسلامية كرمز وعدم المساس بقدسيتها كما كان معترفا بها وقتها في ذاك الزمن... حتى قامت بها ثورة مصطفي كمال وأصبحت تدين بالعلمانية وفصل الدين عن الحكم متحدية شعوبها المسلمة، و كانت قبلها ضاعئة و متخلفة، والآن تحاول بالعمل الجاد والعلم والتطوير إستعادة مجدها الأول السابق كما كانت إمبراطورية...

                     تم الإحتلال الغاشم من إيطاليا أكتوبر عام  1911 م وأصبحت ليبيا مستعمرة لها، تتنقل من سيد لآخر حسب الوقت والشأن غير قادرة على المعارضة ولا على الرفض، غير النضال من بعض الأحرار الوطنيين المجاهدين في ربوع الوطن... طول الوقت على مدي 34 عاما من الكر والفر، إلى أن تم الخلاص من إحتلال إيطاليا عندما خسرت وتمت هزيمة قوات المحور في الحرب العالمية الثانية 1945م  والتي كانت إيطاليا الفاشية شريكة وحليفة رئيسية مع ألمانيا الهتلرية النازية، وإضطرت للجلاء، رغما عنها بدون ارادتها... ولو استمرت في البقاء والإحتلال إلي الآن لتم الفناء ولضاعت هوية ليبيا الإسلامية من الإبادة والتهجير الجماعي والسجن في المعتقلات بالصحراء في أسوء الظروف الحياتية والشنق والقتل لأتفه الآسباب للمواطنين العزل ومحاولة طمس الدين والمعتقدات ببدائل غربية وإشاعة الفساد والإفساد نظير الإغراءات بتحسين الأوضاع وتقلد الوظائف العامة مهما كانت صغيرة وتافهة للعيش والإسترزاق ممنوعة على المحليين... إلا سقوط البعض من النفوس المريضة بالردة وترك الدين الإسلامي الحنيف وإعتناق الدين المسيحي الكاثوليكي، والذي لا يتماشى معنا مهما فعلوا وقدموا من تسهيلات وعفو  لنا كعرب مسلمين موحدين نرفضها بكل القوة، مما الكثيرون من أرباب العائلات من كثرة الضغوط هاجروا بجميع أفراد أسرهم إلى دول الجوار للعيش طالبين النجاة من التنصير، والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

البقية في  الحلقة القادمة ...

Sunday, July 10, 2016

يوميات خاصة 10

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأمل


                          الإنسان في جميع الأزمان، منذ اليوم الأول للخلق والحياة إلى يوم النهاية والموت، في أي زمن وعصر ومكان كان ، يعيش على أمل الحصول على أشياء معينة له الرغبة بامتلاكها والحصول عليها أو يريد أن يحققها نظير حبه لها من عشرات ومئات الأشياء التي تدور بالنفس والفكر طوال الوقت أثناء العيش والحياة والخيال يسرح بها  عائشا على الأمل ... ناسيا ومتناسيا أن الأمنيات لا تتحقق (حيث لا معجزات تحدث في هذا العصر)   بدون السعي والعمل من أجلها بجد وجهد وعرق حتى يصل إلى الهدف.. طبقا للقول المأثور (لولا الأمل لخاب العمل). والأمل له جوانب كثيرة وصور عديدة وأساسات للتحقيق أهمها العمل الجاد المتواصل بلا كلل مهما حدث  من صعوبات وحفر ومطبات في الطريق الطويل ، والصبر والتأني وعدم التسرع والإتقان حتى يتحقق ويفوز وينجح ويصل إلى الهدف ، نهاية المطاف...

                   نحن الآن في ليبيا، وطننا الغالي، نمر بحالات صعبة كثيرة ومحن قاسية، دم ومعاناة وضيق وبؤس جعلت الشعب يهوج ويموج في دوائر فارغة ليست لها أبواب سهلة للخروج والنجاة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكرامة والعزة ، وبتر الإرهاب في جميع صوره وأشكاله من تراب وساحات الوطن بأي تضحيات وثمن مهما كانت التضحيات، حتى تتوقف الجراح عن النزيف والألم يهدأ وينتهي بالعلاج الجاد ويتم الشفاء بإذن الله تعالى...ولم يصل عقلائه وحكمائه إلى حلول للمصائب العديدة والتي تزداد وتكثر كل يوم هما وشقاءا وبؤسا للمواطن والوطن ، هزت كرامتنا وقيمنا ومصداقيتنا وجعلتنا أضحوكة أمام الجميع من الأمم بالعالم ... لا أريد تعدادها وإحصاؤها حيث معروفة للجميع ولا داعي إلى  الترديد بذكرها مما يضيع جوهرها ومعانيها في خضم الأحداث المتواصلة والتي لم تتوقف إلى الآن....

                لو رجعت بنا الذاكرة سنينا للوراء، وذكرتنا بالأحداث المؤسفة والمخزية لأبناء الشعب وقتها وترددت في الأوساط أيام الاستقلال والعهد الملكي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين الماضي، لأجدادنا وآبائنا، لا يصدقونها ولا يقبلها العقل وقتها أن تحدث هذه المآسي يوما في وطننا بهذا الشكل والصورة ، و لتم نعت قائلها بأنه مخبول  ومجنون  و يهذي بالشر والمساوئ والضرر...  حيث الفكر والعقل مهما كان ذكيا وملما وعالما و عارفا يعجز عن تصور الأحداث الأليمة التي سوف تقع، لأننا وقتها كنا شعبا طيبا طاهرا من الخبث والدسائس والطمع في جميع صوره وأشكاله القبيحة ، نختلف كل الإختلاف عن واقع اليوم  الذي نعيشه في عصر العولمة ... نحتاج إلى وقفة وتأمل و دراسة  للأوضاع السيئة بتأني وصبر لمعرفة حسناتها وسيئاتها ونتساءل ماذا عملنا من شرور حتى نعاقب عقابا عسيرا باللعنة الشريرة التي أوصلتنا لهذا الوضع المزري والحال ....

                         مهما حاولت المعرفة والفهم لم أصل بعد إلى حل وحلول شافية، مع أنني ملم بالكثير من الأحداث التي وقعت ، فقد كنت شابا في العشرينات من العمر أيام العهد الملكي الزاهرة وشاهدت بأم العين بعد ثورة الفاتح عام 1969م التطبيل والتدجيل والمسيرات الغوغائية، الفروق الرهيبة منذ حلول الشيطان الرجيم على كاهل الوطن والمواطن نتيجة المساندة والدعم من قوى الشر الخفية  في الظلام لتحقيق غاياتها ومصالحها بأن تستمر في الهيمنة نظير إكتشاف النفط والغاز والثراء الرهيب القادم لوطن لا يعرف شعبه ولا قادته أصحاب القرار كيف يعملون بجد و ضمير من أجله حتى ينهض ... بل ساعدوا وناصروا وأيدوا الشر في نسيج الوطن الطاهر عن طريق عملائهم  المحليين بالفساد والإفساد للذمم والنفوس بالمال السخي والمراكز والجاه والعمولات الباهظة في التحصيل على أي أمر مستورد نظير الدخل الكبير، ولا من يتساءل ويحاسب ويعاقب المجرمين ، حسب مخططاتهم التي وضعت وأصبحت الشعوب المقهورة قطع شطرنج يلعب بها ببساطة في الساحة الدولية ببراعة ومهارة وأولياء أمورنا ينفذونها بعلم أو بدون علم نظير الجهل وعدم التجربة السياسية في الحكم والديمقراطية .....

                 وشاهدت الكثير من المهازل والمخازي من التطبيل والتدجيل وعبادة الصنم القذافي والتمجيد له من الحواريين والأزلام المنافقين والجهلة من أبناء الشعب الذين يهتفون ويصفقون وللأسف يقودهم بعض أنصاف المتعلمين من اللجان الثورية خريجي المدرج الأخضر نظير النفاق والإسترزاق والوصول للمناصب والجاه الزائف.... مما أصابه الغرور وأصبح جاهلا طاغية يأمر وينهي ويغير في كثير من أمور الحياة السابقة السليمة ، المتعارف عليها منذ قديم الزمن من الموازين والمعايير أثناء حكمه وعهده الجماهيري الغوغائي مستندا على تعاليم الكتاب الأخضر وكأنه الدستور للحكم ، التافه في مصطلحاته ومعانيه، الصادر من عقله المريض ، والذي تم فرضه في التطبيق ضد إرادة الجميع من أبناء الشعب وكأنه الخليفة المهدي المنتظر ، لا إعتراض على تصرفاته من أي أحد مهما كان وضعه في الوطن الجريح...

                           وأعطاني الله تعالى طول العمر وعشت معظم أيامه بالوطن وبالغربة مهاجرا سنين .. ونلت العفو العام في خطاب يوم أصبح الصبح المشهور عام 1988 م، مع الآخرين للرجوع والإقامة بالوطن حتي يضمن عدم معارضتنا وشرنا... ورجعت مضحيا بالنفس عام 1990 م مغامرا بالحياة والنجاة بعد غربة إثني عشرة عاما ونيف حتي تأكدت من شره حيث يحتاج مرغما إلي المصالحات الوطنية مع المعارضين  حتي يرتاح ، ناسيا ومتناسيا أنه جردنا من كل شئ كنا نملكه بالزحف والتأميم من أوغاد عوام تافهين بدون أصالة ولا نسب في سبتمبر من عام 1978م ... وأنه مهما عمل وفعل وحاول لا يستطيع تجريدنا و أخذ أو معرفة ماذا يدور بنفوسنا من أفكار وأحاسيس وشعور بالكراهية العمياء له ولنظامه المستبد الفاسد مهما أراد وخطط من مخططات الشر ....

                      وقضيت سنينا عديدة مقيما بالوطن منها سبعة سنوات جواز سفري الوطني محجوزا لدى الأمن الداخلي ممنوعا من السفر للخارج وغير قادر على الخروج من السجن الكبير وطننا ليبيا، وزيارة عائلتي بالخارج... و تم التحقيق معي عشرات المرات وإعتقلت عدة مرات وقضيت أياما صعبة وضغوطا شديدة لا يتصورها العقل وأنا أسيرا ضمن أربعة جدران عارية أعجز عن شرحها في الحجز... مما أصبت بعدة أمراض مزمنة مهما عالجت لم يتم الشفاء بعد أعاني منها حتى الآن ...وعشت من رجوعي إلى قيام الثورة تحت سيف الاٍرهاب عقدين من الزمن، متوقعا في أية لحظة الإتهام والقبض علي مرة أخرى من جديد ، والتحقيق الصعب  على أمور مضت، إسمي تردد فيها وأنا بريئا منها مظلوما بل إختلاق، والعذاب بالسجن مثل ما حدث للكثيرين غيري من المناضلين الأحرار أثناء التحقيق الصعب معهم من الأوباش الجلادين والضرب بالسياط، يريدون المعرفة لأي شئ حدث أو سوف يحدث ، بأي ثمن حتى يكونوا سباقين في توصيل المعلومات للطاغية ويتحصلون على مزايا وهبات على حساب آلام ودم الضحايا ...  وأنجاني الله تعالى ورضاء الوالدين من شرورهم وشر إبليس اللعين عدو البشر الصالحين ....

                 وحضرت وقت التمرد والثورة والتي كانت حلما من قبل لمدة أربعة عقود ونيف مضت من الحكم والقهر مما صعب تصديقها وتحقيقها نظير تغلغل اللجان العديدة والعملاء المنافقين الطابور الخامس الخلفي المدسوس في كل مكان في نسيج الوطن... مما يسهل له إكتشاف أي تمرد بسرعة وحصره في مكان واحد والقضاء عليه بيد من حديد بدون رحمة ولا شفقة على المتهمين حتى يصبحوا عبرة وعنوانا كبيرا لغيرهم الرافضين و المعارضين، مما يخافون من أن يحدث لهم نفس المصير و يستسلمون ... وعندما آن الأوان تحققت الثورة التي لا تخطر على البال ويعمل لها الحسابات الدقيقة والموانع والمصدات، أنها تقوم في جميع أنحاء الوطن مرة واحدة فجأة تنادى وتطالب بالخلاص ...  مما عجز عن الحركة والإلتفاف والقضاء عليها جميعها في وقت واحد مهما كانت لديه من قوات وجيش وأعوان ومرتزقة ومستشارين لتخطيط الشر وكبت الأحرار وصدهم ... معتقدا أنها سهلة مثل السابق، يستطيع قمعها مثل الثورات السابقة القزمية أو المفتعلة للبعض من الأحرار والتصفية في أوساط الجيش لتصفيات البعض من الضباط الشرفاء الرؤوس الوطنية، قبل أن تينع وتظهر على السطح ، ويصعب حصادها حسب رأيه الخاطئ...

                    تحققت الثورة بعزيمة الرجال نتيجة الأمل بالخلاص والحرية والتغيير إلى الأحسن، ومهما قاوم بعنف وشراسة لمدة ثمانية أشهر، خسر المعارك جميعها بالإرادة الشعبية وقوة العزيمة وتضحيات الشهداء والدم الذي أريق حتى تم دحره والقبض عليه وهلاكه والتخلص منه إلى الأبد!وللأسف الأمل والأماني بالتقدم والنهوض بعد النصر والفرحة لم تتحقق والأسباب عديدة ومعروفة للجميع أهمها البعد عن طريق الحق والصواب وتحكيم العقل في الحكم والطمع والنهب للمال العام في صور عديدة لدى معظم الجميع أدعياء الثورة أنهم ثوارا حقيقيين وهم مزيفين يعتقدون أنه لهم الحق في نهب   خيرات الوطن الكثيرة بدون وجه حق، ناسين أنفسهم و واقعهم  وحدودهم و أنهم غير مؤهلين للحكم... حيث لا تجارب لديهم ولا علم ولا مختارين و لا منتخبين من أغلبية الشعب بالأصوات وصناديق الإقتراع ، بل بقوة السلاح والخبث والدس والمؤامرات، فرضوا وجودهم في الساحة الفارغة سياسيا بدون أساسات لدستور وقانون يمنع التعدي والقفز على السلطة، من كل من هب ودب من صعاليك الزمن وحثالات المجتمع... 

                     وهذا هو سر البلاء الكبير نظير أمور عديدة شريرة من مهاترات ومؤامرات ودسائس البعض على الآخرين والتصفيات الجسدية للكثيرين من الرفاق نظير تصادم الأهواء والطمع وحب السلطة حيث المركز أصبح فارغا بدون زعيم منتخب من غالبية الشعب، يحكم بيد من حديد من أول يوم بعد النصر والفرحة الكبيرة بالخلاص ، حيث الشعب كان جاهزا لقياده بسهولة لأي شئ كان للمصلحة العامة الوطنية ، وأصحاب القرار ليست لهم التجربة للحكم السليم وقيادة السفينة إلى ميناء بر الأمان وسط العواصف المزمجرة ... مما حادت المسيرة عن الطريق السوي وتعثرت وأصبح الحر الوطني الشريف في مؤخرتها، يسير مع البقية في الهرج والمرج والفوضى العارمة ونحن جميعنا إخوة لنا وطن واحد  مستسلما للأمر الواقع على أمل الاصلاح، عسى يوما ان يصل وتتحقق الأمنيات... والتي مهما طال الوقت ومضى، لا معجزات قد تحدث من غير عمل جاد وكفاح ونضال، وسوف تتكرر المسرحيات الحية بصور عديدة أخرى وإخراج آخر وممثلين جدد من أشباه الرجال ويتم تغييرهم  يوما مرة ومرات بلا عدد وحسابات طالما نحن مسيرين ، قرارنا ليس بأيدينا، بل في يد الخصوم، حيث الحياة دورة تدور ولا تتوقف إلى ماشاء الله تعالى ...

                     ومهما حدثت من أمور شريرة وأخطاء قاتلة بالماضي والآن، وطننا ليبيا صابرة بخير تنتظر الفرج والذي مهما طال الوقت سوف يأتي ويحل، وستظل في خير إلى ماشاء الله تعالى ، فلطالما مر عليها من طغاة، هم وغم وغزاة ودم، ومظالم وملوك ورؤساء عبر التاريخ والزمن ومازالت قائمة  شامخة إلى ماشاء الله تعالى شابة فتية لم تعقم بعد، تنجب الأحرار من الجنسين للكفاح والنضال من أجل تحقيق الحق والعدل للجميع...

                     وهذه الأمور والأحداث المؤسفة والشريرة التي وقعت وحصلت والتي تحصل كل يوم يمر الآن في وقتنا الحاضر، مصيرها التوقف يوما ما ويحل السلام والأمن والأمان فما بعد الضيق إلا الفرج ... وسوف يأتي اليوم الجديد بالنهوض والتقدم، مهما طال أو قصر الوقت بإذن الله تعالى حيث دورة الحياة مستمرة تدور منذ الأزل لا تتوقف، والأمل موجود في رحمة الله الخالق عز وجل بالعون والنصر، وجميع هذه الأحداث المؤلمة والمؤسفة الحزينة الآن مع مرور الوقت والسنين سوف تصبح قصصا وحكايات منسية بادت وإنتهت بحكم التقدم والتطور... مرمية في براميل قمامة التاريخ للأبد لا تذكر إلا بالسب واللعن...

                      فسبحان الله تعالى الحي الْقَيُّوم الذي لا يموت ولا ينتهي من الوجود الوارث والباقي للأبد يمهل ولا يهمل عباده، الابرار المؤمنين الطاهرين بالمن عليهم بالعفو والمغفرة و المكافئات والجوائز الكثيرة ودخول الجنة الفيحاء، والأشرار لا ينساهم من الحساب العسير والعقاب دنيا وآخرة،  في جهنم ، إلى أن يشاء ... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, July 3, 2016

يوميات خاصة 9

 بسم الله الرحمن الرحيم

 النفير

                 يؤسفني الحديث عن الوطن الذي كان بالسابق طاهرا نظيفا من الخبث والدسائس والشر، من القتل والدم والخطف ، من أشياءا كثيرة شائنة ومخزية في العقود الماضية كنا نسمع بحدوثها لدى الآخرين ولا نصدق أنها يوما سوف تحدث لنا في الوطن ، ونجرب المآسي والرعب والضيق والمعاناة والدم بدون حساب للبقاء أحياءا نرزق ... كان وطننا بعد الإستقلال عام 1951م من القرن العشرين الماضي يضرب بمواطنيه للآخرين من شعوب الجوار المثل الأعلى في الأخلاق الحميدة  والحياء وإحترام الصغير للكبير، والمحافظة على الشرف والصدق في الوعد والعهد والرضاء بما أعطى الله تعالى ورزق من أرزاق حلال بلا عدد بدون أحقاد وحسد... وكل مواطن يعرف واجباته وحقوقه ولا يتجاوز حدوده ويعتدي على الآخرين مهما كان فقيرا جائعا في البطن أو معدما بالجيب بالكاد يعيش بصعوبة .

                       والآن للأسف الشديد والحزن لدى النفس يؤلمني ويضيق به صدري ويعصرني أنه وصل إلى هذ الحال المتردي الصعب والسقوط في أحضان الرذيلة والفوضى العارمة و الهرج والمرج وكل طرف يدعى الزعامة من المتناحرين يسعى بقوة جاهدا للوصول للمراكز والسلطة مؤيدا ضمن الحماية من مليشيات بقوة السلاح للدعم تدعي الوطنية همها المال وقبض الأجور والمرتبات العالية والمصلحة الشخصية ،  والجهوية في المرتبة الأولي هي الأساس وليس إهتمامها مركزا على هموم المواطن الصعبة التي تزداد كل يوم  شقاءا وبؤسا ، ولا على الوطن الجريح الذي بحاجة ماسة لوقف الدم والإصلاح -  بل تقوم هذه العصابات بعمل الكثير من المخالفات والتعديات الضارة بالمجتمع ولا من يهتم ويحاسب...  و عمالتهم  واضحة وضوح أشعة الشمس الساطعة بالنهار لزعمائهم وقيادييهم لأحد الأطراف الدولية الأجنبية الطامعة في الهيمنة على الوطن حتى يصل للكرسي والمنصب ويستمر في الحكم ...

                     ينعق نعيق البوم منافقا ومخادعا أبناء الشعب أنه الأصلح للقيادة وتبوئ المركز بجدارة وأنه على طريق الصواب سائرا للوصول بالوطن للأهداف المطلوبة وتحقيق الآمال ناسيا متناسيا أنه عميلا غافلا بدون علم عبارة عن قطعة حجر شطرنج يلعب به في اللعبة الدولية ضمن مخطط الدمار والهيمنة والتبعية ، تم وضعه بإحكام من قوى خفية عالمية تلعب بمصائر الشعوب وهم أدوات التنفيذ المحلي بجهل عارم بقناعة وطيبة قلب لدى البعض الغافلين، الغير عارفين بالمصير الأسود الذي يلوح في الأفق ... حيث من وجهة نظري مايحدث الآن في  الوطن مواضيع خطيرة لها عواقب وخيمة قادمة في المستقبل القريب والبعيد للدمار والتجزئة بين الإخوة الأشقاء مستغلين النعرات الجهوية بين المناطق والقبائل والشرائح ، والنقص والعجز في العديد من الأمور المهمة الحياتية المدبرة بالقصد والعمد ، ولا أي جهة كانت أو مسؤول وصاحب قرار كان، مهتما بالمتابعة الجدية في وقف ومنع المرتزقة الخوارج المرتدين من التسلل والقدوم والبقاء في الوطن بدون شرعية ولا موافقات رسمية ، يعيثون الفساد والإفساد للشباب بالإنخراط في صفوف الشر والإرهاب للخوارج المرتدين نظير غسيل الأدمغة وإثارة النعرات الدينية والقتل والذبح وإلقاء ووضع العبوات الناسفة لتفجير الأماكن العامة للبشر الأبرياء بدم بارد لإثارة الرعب والخوف في أوساط الجماهير المسالمة الغافلين ... والخطف وطلب الفديات الضخمة لتمويل أعمال الشر ، نظير الإنفلات الأمني ، وعدم المصالحة الوطنية والإتحاد مع بعض يدا واحدة تحت أي تضحيات كانت والقضاء على الشر حتى لا يستفحل ويصعب بتره بسرعة حيث وباءا خطيرا شيطانيا كل يوم يزداد إنتشارا ولا يتوقف بسهولة إن لم يجد من يصده بقوة وعنف ، ويعالج الأمر بسرعة ، والعمل الجاد بضمير للمصلحة العامة للجميع وليس جهويا، حتي تمر الأزمات المفتعلة وتنتهي بالجهد والعرق والكفاح ، وإستعمال العقل والحكمة في تسيير الامور ، حتى يعم الأمن والأمان والسلام.

                 بدلا من تركيز النظر وإبعاده على أمور كثيرة تحدث يوميا مما يتعب ويجهد الوطني صاحب القرار في المتابعة والوقف مهما عمل من جهد للإصلاح حيث هموم الوطن والمواطن العديدة كثيرة منها إنتشار الجرائم والأمراض المعدية التي تتزايد كل يوم عن الحد، وعدم المتابعة والقبض على الجناة والحساب العسير ضمن القضاء العادل لكل من هب ودب من المجرمين من رجال الأمن للدولة الممزقة إلى حكومتان واحدة بالشرق والأخرى بالغرب مما تضاربت الأوامر وضاعت المسؤوليات وقل ونقص الإحترام والهيبة للدولة ، ومحاولة رفع الضيق من على أكتاف المواطن البسيط سئ الحظ من النقص في أمور كثيرة حياتية أهمها الأمن والأمان والصحة للمجتمع من الأوبئة الخطيرة من أورام وسرطانات خبيثة نتيجة الضغوط النفسية من الرعب والخوف من ضياع الحياة من سقوط القنابل العشوائية على الرؤوس ومخلفاتها من الإنفجارات السامة والإشعاعات المحظورة دوليا وشظايا بقايا الرصاص التي أطلقت بالملايين  في الحرب أثناء الصدام والثورة وأفراح النصر ووقت التناحر بلا عدد وحساب ولا من يرشد ويمنع...    ووقعت على الأرض وصدأت وذاب سطح أغلفتها مخلفة السموم ، و مع مياه الأمطار بالشتاء تسربت إلى باطن الأرض ، وتم سحب المياه من الآبار إلى الصهاريج للزراعة والشرب و نقلها على الشاحنات الغير نظيفة  لعامة الشعب الذين لا يعرفون قمة الضرر. و النتيجة المؤسفة تكاثر الأمراض و الأورام السرطانية وغيرها من الأمراض المعدية و الخطيرة    ومهما تم من علاج  ، عبارة عن وقت ضائع والمريض يتوفى إلى رحمة الله تعالى بسرعة وينتهي وجوده في المجتمع نتيجة الجهل وعدم الحرص والفهم .

                    ثورات الربيع العربي أصابها الفتور نتيجة الطمع والتناحر على السلطة والمراكز العامة ولم تتقدم إلى الأمام كما يرغب ويتمنى الجميع من الجماهير الوطنية، الإطاحة بالطغاة السابقين ولكن بدل الأمل بالإصلاح سببت المآسي والأحزان بدون عدد ولا حساب للكثيرين ، أهمها التدخل الدولي الأجنبي في شئوننا الخاصة مما أصبح لهم موضع قدم على تراب الوطن عن طريق العملاء المحليين ضعاف النفوس الساعين للمراكز والسلطة حسب المخططات التي وضعت بإحكام وعن قصد مبيت حتى لا ننهض ونتقدم ونصبح دائماً ندور ونجري ضمن الدائرة المفروضة على الشعوب المقهورة بدون أبواب للخروج بحاجة إلى حمايات من مواطنينا قبل الخصوم والأعداء ويستمر الحاكم  الجديد  يجري في حلقة وملعب السباق مثل الحصان يجر العربة الثقيلة المليئة بالمساوئ العديدة والآمال والجماهير تتطلع وتنتظر صابرة في حدوث الإصلاح الذي لن يتم كما يتوقعون حتى لا تخسر اللعبة ويوما ينتهي دوره في الحكم بطرق كثيرة  وتقام مسرحية أخرى يثور فيها أبناء الشعب البسطاء الجهلة ويقدمون التضحيات العديدة من الأرواح والشهداء والجرحى والمعاقين ودمار الوطن تحت شعارات الحرية والإصلاح الزائفة ويأتون بالبديل ، بحصان جديد فتي آخر قوي لفترة من الزمن يجر العربة الثقيلة المحملة بالهموم والأماني وتحدث له نفس القصة التمرد والثورة عليه بصور أخرى جديدة يصعب فهمها و معرفتها من قبل  المواطن البسيط.

                    لا أريد الترديد مثل الببغاء عن الأمور الظاهرية من الكثير من الأمور التي حدثت وتحدث يوميا معروفة للجميع والكتابة عنها وتعدادها حيث من وجهة نظري تضيع الوقت والجوهر حيث معروفة للكثيرين ... الحديث عنها يوميا في الأوساط ينتظرون تحقيق المعجزات التي لن تتحق ونحن بهذا الوضع المزري ... وعزائي وخوفي الكبير من الأمراض العديدة التي حلت على أكتاف الوطن من الحقد والحسد من شعوب الجوار على الثروات الرهيبة التي حبانا بها الله تعالي ونحن شعب قليل العدد ونعيش على مساحة كبيرة من الأرض ذات الموقع الإستراتيجي والدخل الرهيب بدون حمايات للبيئة من التلوث ، حيث وطننا طقسه  متوسطي و معتدل  طوال فصول العام ولدينا جميع المعطيات والمؤهلات والمال  لبناء احسن وأرقى المسشفيات للعلاج بدلا من تضيعها في الصرف العشوائي وملئ جيوب المرابين القطط السمان بأموال الحرام نظير العمولات الضخمة من زيادة قيم الفواتير للعلاج ناسين متناسين انها أموال آلام ودم ، يوما من الأيام تعود الكرة والدورة عليهم بالمرض نظير التخمة والجبروت والغرور بثروات الحرام ويقدمون الثمن الغالي في العلاج والمعاناة... والمواطن البسيط البريء  الذي ليس له واسطة ومساندة لدى المسؤولين يتعب للعلاج في دول الجوار على حسابه الخاص رغما عنه على أمل الشفاء السريع ، بدلا من الإنتظار الوقت الطويل للحصول على الموافقات الصحية حتى يعالج على حساب  المجتمع ، مما يشتد عليه المرض ويصعب العلاج ويأخذ وقتا طويلا... والكثيرون توفوا إلى رحمة الله تعالى وأصبحوا فى القبور مقبورين ومع الوقت منسيين بدون ذكرى ولا وفاء !!!!

                     وتساؤلاتي للنفس على أمور الصحة التي هي الأساس لأبناء الشعب حيث العقل السليم في الجسم السليم ، ولا من مهتم ولا من يحاول حتى عمل البسيط للتغيير ولا من يتساءل من المسؤولين أصحاب القرار البحث عن الأسباب لماذا إنتشرت هذه الأمراض الخبيثة بهذه الكثرة والسرعة ووصلنا إلى هذا الحال المؤسف ؟؟ والرد البسيط الجهل والطمع الضارب أطنابه على النفوس والإهتمام الشخصي لكل مسؤول على ذاته والمحاسيب والحواريين أتباعه وليس العمل والجهد للمصلحة العامة للجميع مما لا ننهض ولا نبدع مع الوقت ، حيث جميعنا في الوطن بهذا الوضع المزري المؤسف مع مرور الوقت سوف نصاب بالعدوى من الإشعاعات والأوبئة والأمراض الخطيرة ونسقط فرائس مرضى بأنفسنا ، لأننا لم نتوقف ونعمل بقدر الجهد والتصميم بقوة على وقف الأوبئة الضارة المعدية من إنتشارها بالوطن ، ومنع إستيراد مواد الطعام الفاسدة الغير صالحة للإستعمال البشري ولا الحيوان ، والمحافظة على البيئة بكل القوة من التلوث ، ومنع النزيف المادي العشوائي المزمن للصرف وتسمين حسابات القطط السمان بمزيد من أموال العلاج والنهب من خزينة المجتمع والتي هي طوال الوقت أفات ضارة مهما أكلت وسرقت ونهبت لا تشبع ، والإهتمام القوي بصحة المجتمع من عبث العابثين والضرب بيد من حديد مهما كلف الأمر والتضحيات وإزالة الرعب والخوف بأي طريقة كانت حتى يستتب الأمن والأمان في المجتمع ، ونعرف كيف نصون ونحافظ على وطننا بالإتحاد والوحدة والقصاص السريع بالعدل على كل مجرم ثبتت إدانته لخراب ودمار الوطن في أي صورة وشكل  ، مهما كان قريبا او من المحاسيب والأعوان حتي يتوقف ويرتدع الآخرون عن إتيان الشر .

                  الخوف الكبير نتيجة وضع هذه العراقيل الكثيرة اليومية في الأوساط بالقصد وعن سابق ترصد وعمد ، من القتل والخطف وطلب الفديات الضخمة وغياب وهرب التيار الكهربائي بالساعات الطويلة كل يوم مما يسبب في نقص المياه وعدم طهي الطعام الساخن وشحة التدفئة من البرد في فصل الشتاء، وارتفاع الأسعار الجنونية للسلع والمواد الغذائية في الأسواق وعدم توفر السيولة في المصارف والنقص في الوقود والوطن ينتج   كميات خيالية من النفط للتصدير يوميا للخارج ...  وعشرات الأشياء الأخرى المهمة لحياة المواطن العيش في سهولة ويسر... ووجود حكومتين واحدة بالشرق والأخرى بالغرب مقدمة خطيرة جدا أن لم يتم التوافق الوطني بسرعة وتغيير المسارات الخاطئة تحت أي ظرف كان والضرب بيد من حديد على العملاء الجهويين الذين يعطلون المواضيع والتوافق المهم ويدعون إلى التفرقة الإنفصال في الخفاء والسر ، حتى تصبح ليبيا مجزأة الى دويلات قزمية شرق وغرب وجنوب، مثل ما حدث للسودان الأخ الشقيق والجار .

                     اللهم إنني أطلقت صوت النفير بقوة مدويا وصرخت بكل القوة صرخة الحق وبلغت حسب الفهم والمعرفة والعلم نظير المحن التي مررت بها طوال حوالي أربعة عقود من الزمن إلي الآن في النضال من أجل الوطن الغالي ليبيا  الحبيبة التي لها عشق خاص بالروح والنفس ، حيث هي أمي التي ولدتني وجذوري فيها منذ مئات السنين ، وأنا إبنها البار الوفي لا أرضى لها تحت أي ظرف ومحن صعبة مهما كان الدمار والرفض البات للتجزئة فليبيا جسم واحد ، عسى أن أجد عقولا واعية ورجالا أحرارا وطنيين يهبون للنجدة ويعملون مع بعض يدا واحدة تحافظ على الوطن الواحد المتماسك مع بعض ، ضمن الدستور والقانون والعدل ، والاهتمام والعمل على صحة المجتمع والمضي للأمام والتقدم ضمن الديمقراطية  الحقة قبل أن يضرب الفأس الرأس ونصبح جميعنا في بكاء وعويل وأحزان على الحال المؤسف مثل ما حدث للكثيرين من الشعوب البائسة بالعالم مهاجرين في أوطان الآخرين بدون الرغبة في ترك الوطن ، ولدينا الدليل واضحا كما حدث لنا أثناء التمرد وثورة 17 فبراير عام 2011 م حوالي ربع تعداد الشعب مقيمين مهاجرين بالغربة في دول الجوار وغيرها للنجاة بالنفس ... والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

يوميات خاصة 8

 بسم الله الرحمن الرحيم

                الرب الخالق عز وجل أوحى إلى الرسول سيدنا  محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم  يعظنا ويأمرنا بالهداية والتحلي بالإيمان والصبر وتطبيق التعاليم الإلاهية حتى نفوز وننجح بالعفو والمغفرة - دنيا وآخرة - قائلا جل جلاله: بسم الله الرحمن الرحيم ( كما تكونوا يولى عليكم ) ونحن لم نكن فى المستوى الرفيع كما يجب ومطلوب منا كمسلمين لدينا قلوب طاهرة وشفافية بالنفوس والعيش فى الواقع في الأمن والامان والسلام مع جميع الشعوب ضمن العصر والمجتمع ، كما كان أجدادنا وآباؤنا الأوائل وقت ظهور دين الاسلام ...  والذي اليوم في عصرنا الحاضر حدنا عن الطريق المستقيم وراء ملذات الحياة وخطوات إبليس اللعين ، ندعي أننا مسلمون مرتدين عباءته وكأننا ممثلين في مسرحية الحياة وأقنعة مزيفة متخذة دين التوحيد عناوين ،، تغطي الوجوه القبيحة حتي لا تظهر الحقائق الأليمة عن التدجيل والتمثيل على أنفسنا و على الغير ... والواقع المرير القلوب هواء لدى الكثيرين مما لم نوفق وننجح في خطواتنا بعد مرور العديد من السنوات بعد النصر ونحن نموج ونهوج بلا إستقرار وزاد الإنفلات الأمني ضراوة وحلت الفوضى والهرج والمرج، والجميع يموج بدون توقف إلى شرائح وفئات، لا يعرفون متى تنتهي الأحداث والآلام  ، ناسين ومتناسين أن الإيمان الصادق والرجوع للكتاب القرآن الكريم العظيم والسنة هو الأمل ومفتاح الفرج حتى ننهض..

                    لم نطبق تعاليمه الصحيحة كما هو مطلوب ويجب بقوة الإيمان والطهارة والخشوع لله تعالي حتي ننجح ونفوز دنيا وآخرة ... نجري وراء ملذات الحياة متبعين لأهواء النفس ووسوسة الشيطان الرجيم ناسين الآخرة ويوم الحساب مما حل علينا الغضب الإلاهي من رب العالمين وأصبنا بلعنة ملكنا السابق الإدريس الطيب والزاهد في الحكم والعرش وحكمنا الصعاليك الشاذين والمخبولين وغير الوطنيين الذين ليست لهم جذورا بالوطن أصيلين كما حدث معنا فى وطننا الغالي أمنا الحبيبة ليبيا طوال اربعة عقود ونيف من حكم الجماهير الغوغاء...  مما ضاعت المعايير وأصبح الحر النزيه الشريف الوطني ذو الولاء والحب للوطن ذليلا  يسير بمؤخرة المسيرة الغوغائية رغما عنه إذا أراد العيش بالوطن من غير أن تطاله أنياب ومخالب النظام الشرس بالإتهام والحساب والعقاب في حالات العصيان  والرفض لتعاليم الغوغاء في الكتاب الأخضر،  شاء أم أبى...

                     أثناء فترة الثورة الدامية التي بدأت من مدينة الصمود بنغازي الثائرة حدث العجب .... إلتحمت جميع القوى من أطياف وشرائح الوطن فجأة تحت راية واحدة، عفويا بوطنية وولاء،، من الجماهير الغاضبة المتعطشة للحرية والخلاص من الطاغية ونظامه اللعين ،  تهتف هادرة وتقول ليبيا موحدة بدون أي تجزئة كانت ،، والعاصمة طرابلس مثل السابق يرفرف شامخا في سمائها علم الاستقلال الأول المنتخب جماعيا من لجنة الستين أجدادنا وآباؤنا الأفاضل وقت الإستقلال ... وليس الخرقة،الخضراء شعار الجماهيرية الغوغاء المفروضة علي الجميع بالقوة، والخلاص من الطاغية والقضاء عليه في أسرع وقت مهما كلّف الامر من تضحيات في زيادة تعداد الضحايا الشهداء القتلي والجرحى والمعاقين والمفقودين والخراب والدمار في بنية ونسيج الوطن... والحمد لله تعالى بعد ثمانية أشهر من التمرد والثورة والتضحيات تم القبض عليه وهلاكه وموته وتم الخلاص ونحتاج الى الإصلاح للوطن الذي يأخذ سنينا عديدة ومبالغ رهيبة للصرف على البناء والتعمير عسى ان نرجع كما كنا من قبل ايام العهد الملكي في راحة وسعادة وعلى رأسها وأولوياتها وأهمها صفاء النفوس لدى المتناحرين الآن بعد النصر ونضع الأساس للحكم بالديمقراطية السليمة في بناء الدولة الجديدة حتى ننهض...

                    كل ثورة دموية تنجح تتأتى عليها مصائب ومشاكل كثيرة بعد النصر وإن لم يتم الحسم بقوة ودراية للمهاترات منذ أول يوم من البدايات من أصحاب القرار الجديدين حتي السوس بالفرحة لا ينخر فى النسيج الوطنى ولا تنحرف المسيرة عن المسار المطلوب ، وتظهر عصابات على السطح في صور وأردية عديدة مستغلة الشعور الوطني لدي الجماهير للوصول الي أعلي المراكز تتناحر مع بعضها تحت مسميات كثيرة وتصفيات جسدية للبعض الوطنيين بعد الخلاص والنصر والنجاح ، كل طرف من القياديين الذي وصل إلي المقدمة يعتقد  نفسه أنه الأصلح ناسيا متناسيا أنه غير منتخب من الأغلبية للمركز والمنصب يريد ويرغب أن يكون الاول والزعيم بأي صورة من الصور ولو على أشلاء جميع الرفاق المجاهدين الأوائل ... حيث مغريات السلطة وحب الكرسي والسيطرة تجري في العروق والشرايين لدى معظم الجميع الذين يمارسون السياسة محترفين المهنة عن قناعة وجهل بالأصول والمبادئ الأساسية للحكم السليم...    

                       أحد الحكماء قال قولا بليغا مهما وحكمة في قيام ونجاح الثورات التي مضت والتي جرت بالسابق وتجري الي الآن في الحاضر بنفس المعطيات والصور في كثير من الدول وتتكرر الأحداث ولا تتوقف ... حيث المعروف عنها والمتعارف عليها أن الثورات الدموية عندما تنجح تأكل أبنائها نتيجة الصراع والتناحر على المناصب بدون تغيير، جميعها على نفس الطريق في المؤامرات والدس والفتن مع إختلاف الوقت، حيث أي ثورة دموية للتغيير، يفكر فيها الحكماء الوطنيين العقلاء الذين همهم مصلحة الوطن وتقدمه ورفعة شأنه في المقدمة مع الدول الأخري ،، وينفذها الأحرار المغامرين ذوي الدم الحار الساخن الرافضين العبودية للأصنام والعمالة لقوى الظلام الخفية والنفاق ضد المبادئ السامية والأخلاق الحميدة ،  ويستولي علي خيراتها وثمارها الجبناء أدعياء الثوار القابعين أيام الكفاح والنضال في الخلف ووراء الستار ينتظرون متربصين مثل القطط السمان للقفز على السلطة متى تتاح الفرصة الثمينة بدون تضحيات وجهد ....  يستغلون وقت الفوضى والهرج والمرج ويصبحون نظير الإدعاء والنفاق والخبث في الصفوف والمراكز الأولى ،  هم القادة والرؤساء، حيث المناضل الحر  لا يرضى بالنفاق والعمالة للغير في سبيل  تولي المناصب ، التي مهما طال الوقت في الحكم والبقاء فيها لا تستمر و لها نهاية وزوال .....

                   لم أتوانى يوما عن العمل الوطني بضمير لمصلحة الجميع ولم أمد اليد للأخرين في أي موضوع لا يشرف النفس وقمت بالكثير من أجل الوطن والترحال والسفر والصرف المادي من عرق الجبين وحق الأولاد والعائلة حسب الجهد والإستطاعة بدون توقع لأية مكافئة أو أجر غير التوفيق والعفو من الله سبحانه تعالى ... قمت ببعض الأخطاء التي من الممكن تسببت فيها ببعض الضرر للأخرين بدون قصد نتيجة عدم الفهم والعمل والسرعة في الإنجاز للأمور ،، طالبا من الله تعالى العفو والمغفرة ...  مع أن لدي المقدرة والإسم النضالي المشرف منذ سنوات الكفاح أثناء المعارضة والتمرد على  الطاغية سنين عديدة أكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمن في كَر وفر ، معرضا النفس والعائلة والمعارف للإنتقام والقصاص من النظام اللعين لو تم إكتشاف الأمر أنني لست مواليا وضد النظام مناضلا وخصما في السر ضمن المبادئ حتي يوما تقوم الثورة و يتم النصر علي الطاغية وننتهي من نظام الجماهير الغوغاء ،،، لو كتبت لي الحياة ومد الله جل وجل في العمر سنين أخرى...

                  تراجعت عن العمل السياسي بعدها بسنوات عندما تم النصر عن قناعة بتقدم السن والامراض وضياع المفاهيم وغياب الضمير لدى الكثيرين من الرفاق الذين كانوا  بالسابق يتشدقون بالوطنية والعفاف وصدمنا عندما تولوا المراكز العالية تغيرت النفوس وأصبح همهم الأول مصالحهم الشخصية ،، تسمين الحسابات الخاصة بالخارج بأموال الحرام ،، وليس الإهتمام بهموم المواطن والوطن كما كنا نتوقع منهم ، العمل الصادق بضميرنظير التضحيات الجمة والدم الذي أريق علي تراب الوطن من اجل الخلاص والانعتاق... وتقاعدت ، ليس جبنا ولا خوفا ، وبإمكاني الوصول إلى أعلى المراكز لو أردت وأحببت ورغبت في المنافسة ولكن للأسباب العديدة كما ذكرتها ووصلت إلى قناعة أنها مسرحية خرجت عن الأصول ، توقفت وتقاعدت بالرغبة حيث لا اريد أن أكون ممثلا مع الآخرين و لا أريد الوصم والدمغ بالشر والشرور وأنا في خريف العمر لو إستمريت في التمثيل متسابقا أجري في السباق مع الآخرين ، حيث العمل السياسي للوصول يحتاج إلى أردية وأقنعة عديدة كثيرة تغطي الوجوه القبيحة في الحكم والسلطة الآن ، و التي من  الضروري للحاكم  إرتدائها والعمل بها بدون رأفة ، مخادعا ومنافقا حتى يستمر في  الحكم والسلطة حسب مقولة الفيلسوف الداهية ( ميكافيللي ) في كتابه "الأمير" منذ قرون مضت ...  الغاية للوصول والبقاء في الحكم تبرر الوسيلة ، وعلى رأسها وتاجها النفاق والشدة في التطبيق بدون رحمة ولا شفقة لكل متهم يرفض الإنصياع للمهاترات ويسير ضمن المسيرة الخاطئة وراء الحاكم الذي نظير أهواء النفس وحب المركز والمنصب والحفاظ عليه بأي وسيلة كانت مهما كان تعداد الضحايا ، كما فعل  طاغيتنا الكثير من المهاترات الخاطئة التي لا يرضى عليها الرب تعالى ولا أمر بعملها وتطبيقها بأي صورة كانت....

                 والمواطن الوطني الشريف قدم ودفع الثمن الغالي والعديد من التضحيات والأرواح بلا توقف ، والطاغية معتقدا أنه على الطريق الصحيح يسير بالوطن نظير الجنون والغرور ونفاق الحواريين الطحالب والأزلام الكاذب بالتمجيد والإطراء مما صدق أكاذيبه من كثرة الترديد وصرف الدخل الرهيب للدولة من تصدير النفط والغاز في الارهاب والفساد والافساد للنفوس بدون عمل وجهد وعرق حتى يعرف قيمة المال الذي يوما إذا إستمر بهذا النزيف سوف ينضب وينتهي من قوة  الصرف العشوائي بدون تخطيط ، بدلا من صرفه على الوطن حتي ينهض ويتقدم ، حيث السلطة بقدر ما لها من محاسن وشهرة  و ثراء وغنى ، إن لم يحكم الحاكم ويحقق العدل والمساواة ، والأمن والأمان للجميع من أبناء الشعب والآخرين من الشعوب ،، لها مساوئ قاتلة دنيا وآخرة ...  والله الموفق ... 
 رجب المبروك زعطوط