Sunday, July 3, 2016

يوميات خاصة 8

 بسم الله الرحمن الرحيم

                الرب الخالق عز وجل أوحى إلى الرسول سيدنا  محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم  يعظنا ويأمرنا بالهداية والتحلي بالإيمان والصبر وتطبيق التعاليم الإلاهية حتى نفوز وننجح بالعفو والمغفرة - دنيا وآخرة - قائلا جل جلاله: بسم الله الرحمن الرحيم ( كما تكونوا يولى عليكم ) ونحن لم نكن فى المستوى الرفيع كما يجب ومطلوب منا كمسلمين لدينا قلوب طاهرة وشفافية بالنفوس والعيش فى الواقع في الأمن والامان والسلام مع جميع الشعوب ضمن العصر والمجتمع ، كما كان أجدادنا وآباؤنا الأوائل وقت ظهور دين الاسلام ...  والذي اليوم في عصرنا الحاضر حدنا عن الطريق المستقيم وراء ملذات الحياة وخطوات إبليس اللعين ، ندعي أننا مسلمون مرتدين عباءته وكأننا ممثلين في مسرحية الحياة وأقنعة مزيفة متخذة دين التوحيد عناوين ،، تغطي الوجوه القبيحة حتي لا تظهر الحقائق الأليمة عن التدجيل والتمثيل على أنفسنا و على الغير ... والواقع المرير القلوب هواء لدى الكثيرين مما لم نوفق وننجح في خطواتنا بعد مرور العديد من السنوات بعد النصر ونحن نموج ونهوج بلا إستقرار وزاد الإنفلات الأمني ضراوة وحلت الفوضى والهرج والمرج، والجميع يموج بدون توقف إلى شرائح وفئات، لا يعرفون متى تنتهي الأحداث والآلام  ، ناسين ومتناسين أن الإيمان الصادق والرجوع للكتاب القرآن الكريم العظيم والسنة هو الأمل ومفتاح الفرج حتى ننهض..

                    لم نطبق تعاليمه الصحيحة كما هو مطلوب ويجب بقوة الإيمان والطهارة والخشوع لله تعالي حتي ننجح ونفوز دنيا وآخرة ... نجري وراء ملذات الحياة متبعين لأهواء النفس ووسوسة الشيطان الرجيم ناسين الآخرة ويوم الحساب مما حل علينا الغضب الإلاهي من رب العالمين وأصبنا بلعنة ملكنا السابق الإدريس الطيب والزاهد في الحكم والعرش وحكمنا الصعاليك الشاذين والمخبولين وغير الوطنيين الذين ليست لهم جذورا بالوطن أصيلين كما حدث معنا فى وطننا الغالي أمنا الحبيبة ليبيا طوال اربعة عقود ونيف من حكم الجماهير الغوغاء...  مما ضاعت المعايير وأصبح الحر النزيه الشريف الوطني ذو الولاء والحب للوطن ذليلا  يسير بمؤخرة المسيرة الغوغائية رغما عنه إذا أراد العيش بالوطن من غير أن تطاله أنياب ومخالب النظام الشرس بالإتهام والحساب والعقاب في حالات العصيان  والرفض لتعاليم الغوغاء في الكتاب الأخضر،  شاء أم أبى...

                     أثناء فترة الثورة الدامية التي بدأت من مدينة الصمود بنغازي الثائرة حدث العجب .... إلتحمت جميع القوى من أطياف وشرائح الوطن فجأة تحت راية واحدة، عفويا بوطنية وولاء،، من الجماهير الغاضبة المتعطشة للحرية والخلاص من الطاغية ونظامه اللعين ،  تهتف هادرة وتقول ليبيا موحدة بدون أي تجزئة كانت ،، والعاصمة طرابلس مثل السابق يرفرف شامخا في سمائها علم الاستقلال الأول المنتخب جماعيا من لجنة الستين أجدادنا وآباؤنا الأفاضل وقت الإستقلال ... وليس الخرقة،الخضراء شعار الجماهيرية الغوغاء المفروضة علي الجميع بالقوة، والخلاص من الطاغية والقضاء عليه في أسرع وقت مهما كلّف الامر من تضحيات في زيادة تعداد الضحايا الشهداء القتلي والجرحى والمعاقين والمفقودين والخراب والدمار في بنية ونسيج الوطن... والحمد لله تعالى بعد ثمانية أشهر من التمرد والثورة والتضحيات تم القبض عليه وهلاكه وموته وتم الخلاص ونحتاج الى الإصلاح للوطن الذي يأخذ سنينا عديدة ومبالغ رهيبة للصرف على البناء والتعمير عسى ان نرجع كما كنا من قبل ايام العهد الملكي في راحة وسعادة وعلى رأسها وأولوياتها وأهمها صفاء النفوس لدى المتناحرين الآن بعد النصر ونضع الأساس للحكم بالديمقراطية السليمة في بناء الدولة الجديدة حتى ننهض...

                    كل ثورة دموية تنجح تتأتى عليها مصائب ومشاكل كثيرة بعد النصر وإن لم يتم الحسم بقوة ودراية للمهاترات منذ أول يوم من البدايات من أصحاب القرار الجديدين حتي السوس بالفرحة لا ينخر فى النسيج الوطنى ولا تنحرف المسيرة عن المسار المطلوب ، وتظهر عصابات على السطح في صور وأردية عديدة مستغلة الشعور الوطني لدي الجماهير للوصول الي أعلي المراكز تتناحر مع بعضها تحت مسميات كثيرة وتصفيات جسدية للبعض الوطنيين بعد الخلاص والنصر والنجاح ، كل طرف من القياديين الذي وصل إلي المقدمة يعتقد  نفسه أنه الأصلح ناسيا متناسيا أنه غير منتخب من الأغلبية للمركز والمنصب يريد ويرغب أن يكون الاول والزعيم بأي صورة من الصور ولو على أشلاء جميع الرفاق المجاهدين الأوائل ... حيث مغريات السلطة وحب الكرسي والسيطرة تجري في العروق والشرايين لدى معظم الجميع الذين يمارسون السياسة محترفين المهنة عن قناعة وجهل بالأصول والمبادئ الأساسية للحكم السليم...    

                       أحد الحكماء قال قولا بليغا مهما وحكمة في قيام ونجاح الثورات التي مضت والتي جرت بالسابق وتجري الي الآن في الحاضر بنفس المعطيات والصور في كثير من الدول وتتكرر الأحداث ولا تتوقف ... حيث المعروف عنها والمتعارف عليها أن الثورات الدموية عندما تنجح تأكل أبنائها نتيجة الصراع والتناحر على المناصب بدون تغيير، جميعها على نفس الطريق في المؤامرات والدس والفتن مع إختلاف الوقت، حيث أي ثورة دموية للتغيير، يفكر فيها الحكماء الوطنيين العقلاء الذين همهم مصلحة الوطن وتقدمه ورفعة شأنه في المقدمة مع الدول الأخري ،، وينفذها الأحرار المغامرين ذوي الدم الحار الساخن الرافضين العبودية للأصنام والعمالة لقوى الظلام الخفية والنفاق ضد المبادئ السامية والأخلاق الحميدة ،  ويستولي علي خيراتها وثمارها الجبناء أدعياء الثوار القابعين أيام الكفاح والنضال في الخلف ووراء الستار ينتظرون متربصين مثل القطط السمان للقفز على السلطة متى تتاح الفرصة الثمينة بدون تضحيات وجهد ....  يستغلون وقت الفوضى والهرج والمرج ويصبحون نظير الإدعاء والنفاق والخبث في الصفوف والمراكز الأولى ،  هم القادة والرؤساء، حيث المناضل الحر  لا يرضى بالنفاق والعمالة للغير في سبيل  تولي المناصب ، التي مهما طال الوقت في الحكم والبقاء فيها لا تستمر و لها نهاية وزوال .....

                   لم أتوانى يوما عن العمل الوطني بضمير لمصلحة الجميع ولم أمد اليد للأخرين في أي موضوع لا يشرف النفس وقمت بالكثير من أجل الوطن والترحال والسفر والصرف المادي من عرق الجبين وحق الأولاد والعائلة حسب الجهد والإستطاعة بدون توقع لأية مكافئة أو أجر غير التوفيق والعفو من الله سبحانه تعالى ... قمت ببعض الأخطاء التي من الممكن تسببت فيها ببعض الضرر للأخرين بدون قصد نتيجة عدم الفهم والعمل والسرعة في الإنجاز للأمور ،، طالبا من الله تعالى العفو والمغفرة ...  مع أن لدي المقدرة والإسم النضالي المشرف منذ سنوات الكفاح أثناء المعارضة والتمرد على  الطاغية سنين عديدة أكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمن في كَر وفر ، معرضا النفس والعائلة والمعارف للإنتقام والقصاص من النظام اللعين لو تم إكتشاف الأمر أنني لست مواليا وضد النظام مناضلا وخصما في السر ضمن المبادئ حتي يوما تقوم الثورة و يتم النصر علي الطاغية وننتهي من نظام الجماهير الغوغاء ،،، لو كتبت لي الحياة ومد الله جل وجل في العمر سنين أخرى...

                  تراجعت عن العمل السياسي بعدها بسنوات عندما تم النصر عن قناعة بتقدم السن والامراض وضياع المفاهيم وغياب الضمير لدى الكثيرين من الرفاق الذين كانوا  بالسابق يتشدقون بالوطنية والعفاف وصدمنا عندما تولوا المراكز العالية تغيرت النفوس وأصبح همهم الأول مصالحهم الشخصية ،، تسمين الحسابات الخاصة بالخارج بأموال الحرام ،، وليس الإهتمام بهموم المواطن والوطن كما كنا نتوقع منهم ، العمل الصادق بضميرنظير التضحيات الجمة والدم الذي أريق علي تراب الوطن من اجل الخلاص والانعتاق... وتقاعدت ، ليس جبنا ولا خوفا ، وبإمكاني الوصول إلى أعلى المراكز لو أردت وأحببت ورغبت في المنافسة ولكن للأسباب العديدة كما ذكرتها ووصلت إلى قناعة أنها مسرحية خرجت عن الأصول ، توقفت وتقاعدت بالرغبة حيث لا اريد أن أكون ممثلا مع الآخرين و لا أريد الوصم والدمغ بالشر والشرور وأنا في خريف العمر لو إستمريت في التمثيل متسابقا أجري في السباق مع الآخرين ، حيث العمل السياسي للوصول يحتاج إلى أردية وأقنعة عديدة كثيرة تغطي الوجوه القبيحة في الحكم والسلطة الآن ، و التي من  الضروري للحاكم  إرتدائها والعمل بها بدون رأفة ، مخادعا ومنافقا حتى يستمر في  الحكم والسلطة حسب مقولة الفيلسوف الداهية ( ميكافيللي ) في كتابه "الأمير" منذ قرون مضت ...  الغاية للوصول والبقاء في الحكم تبرر الوسيلة ، وعلى رأسها وتاجها النفاق والشدة في التطبيق بدون رحمة ولا شفقة لكل متهم يرفض الإنصياع للمهاترات ويسير ضمن المسيرة الخاطئة وراء الحاكم الذي نظير أهواء النفس وحب المركز والمنصب والحفاظ عليه بأي وسيلة كانت مهما كان تعداد الضحايا ، كما فعل  طاغيتنا الكثير من المهاترات الخاطئة التي لا يرضى عليها الرب تعالى ولا أمر بعملها وتطبيقها بأي صورة كانت....

                 والمواطن الوطني الشريف قدم ودفع الثمن الغالي والعديد من التضحيات والأرواح بلا توقف ، والطاغية معتقدا أنه على الطريق الصحيح يسير بالوطن نظير الجنون والغرور ونفاق الحواريين الطحالب والأزلام الكاذب بالتمجيد والإطراء مما صدق أكاذيبه من كثرة الترديد وصرف الدخل الرهيب للدولة من تصدير النفط والغاز في الارهاب والفساد والافساد للنفوس بدون عمل وجهد وعرق حتى يعرف قيمة المال الذي يوما إذا إستمر بهذا النزيف سوف ينضب وينتهي من قوة  الصرف العشوائي بدون تخطيط ، بدلا من صرفه على الوطن حتي ينهض ويتقدم ، حيث السلطة بقدر ما لها من محاسن وشهرة  و ثراء وغنى ، إن لم يحكم الحاكم ويحقق العدل والمساواة ، والأمن والأمان للجميع من أبناء الشعب والآخرين من الشعوب ،، لها مساوئ قاتلة دنيا وآخرة ...  والله الموفق ... 
 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment