Sunday, February 12, 2017

خواطر عامة 28

بسم الله الرحمن الرحيم

 الرسالة
2

إلى أخي وصديقي العزيز عبدالعالم...

              تحياتي وشكرًا على الاهتمام والمتابعة لقضايانا العربية والليبية المؤلمة والتي تحز بالنفس و مراسلتك لي... الموضوع الشيق الذي كتبه أحد الكتاب  عن العرب والحال المؤسف الذي وصلنا له من السقوط في الهاوية والحضيض في مخاضة ومستنقع الحياة ...  وغير قادرين على الخروج والنجاة... ناسيا الأسباب العديدة للإضمحلال والسقوط والسوس الذي نخر في الأمة العربية منذ أيام تمرد الأمويين طمعا في السلطة والحكم على آخر الخلفاء الراشدين سيدنا علي بن طالب كرم الله وجهه... وتغيرت الفتنة إلى مسميات أخرى دخيلة على دين الإسلام الحقيقي ، سنة وشيعة ، حتى وصلنا لهذا الحال المؤسف من التناحر ، كل طرف يريد إثبات الوجود مهما كلف الأمر من تضحيات وهم إخوة في العقيدة و الدين والمصير والتي لا مجال لذكر الإختلافات العديدة من كثرتها...

                   لقد قرأته بإمعان وأعجبني العنوان والإنشاء في الكتابة وتنسيق الكلمات النارية والعبارات الحماسية والمرارة التي تحز بنفس الكاتب عن مصائب العرب التي بلا عدد ولا نهاية ... وللأسف الشديد لست معه في الطرح المؤلم كعربي وأنا أنتمي لهذه الأمة العربية كمواطن ولا أستطيع أن أقنع النفس بما قال وكتب بسهولة بدون وضع وتقديم الحلول للنهوض لأنه يحطم  نفوسنا كعرب وأجيال شابة أي بادرة أمل يوما في الاصلاح والنهوض...

                    و السؤال الذي يطرح نفسه ، إذا كان كل كاتب عربي على هذا المستوى من  المرارة والإحباط النفسي والفشل والإيحاء في العقل وبالأخص النشر للقرّاء بالتوجيه الغير سليم عن المآسي المعروفة و الظاهرة للعيان ، لن نستطيع النهوض والنجاح يوما من الايام ... و خاصة أن  الكاتب لم  يقدم  البدائل للنهوض من المخاض و يشر المعرفة و يحث على الحداثة والتطوير... بدلا من البقاء تائها يدور في خضم الحياة  و التي تحتاج إلى حكمة وصلابة وتحديات وضم الجهود مع النيرين الوطنيين ذوي الدم الحار والعقل السليم، العقلاء،   للخروج من المتاهات بالعمل الهادف والعيش على الأمل بالإصلاح ووضع المخطط السليم والعمل به بضمير حتى يوما يتحقق الهدف...

                        وللأسف أي إنسان يتبنى أي موضوع مختلق لا أساس له من الصحة ويردده العديد من المرات مع الوقت يصدق نفسه أن الموضوع على حق وصواب ويدافع عنه حتى لا يتهم بأنه غير صحيح ... وأنا شخصيا أتفق معه في بعض الأمور المؤلمة والآلام والآثام التي حدثت وتحدث كل يوم ناسيا تاريخنا المجيد و أعمال أجدادنا الأوائل السباقين الذين أضاؤوا بالعلم النور في مجاهل القرون الوسطى بأوروبا....

                     والآن عشرات الآلاف من شبابنا ورجالنا العرب والمسلمين من الجنسين في جميع أنحاء العالم بعضهم مميزين يعملون في أبحاث ومراكز حساسة متطورة و قدموا للبشرية الإختراعات العديدة مثل (ألآي فون) الحديث  في الأسواق من شركة آبل (التفاحة)  المشهورة لمؤسسها وصاحب براءات الاختراع السيد ستيف جوبز من أب سوري حضر إلى امريكا للدراسة وأم أمريكية والكثير من الأمور المهمة والتي معظم علماؤنا طمست أسماؤهم من ضمن المشاهير والبعض سرقت براءات اختراعاتهم وحورت إلى مواضيع أخرى... والتي نعتمد على الكثير منها اليوم في حياتنا اليومية ، والبعض النوابغ تمت تصفيتهم جسديا  في حوادث مفتعلة غير معروفة ولا مفهومة من القوى الخفية حتى لا يستمروا في الإبداع لصالح الأمة العربية ويشكلوا خطرا بالمستقبل ...

                وآهم شئ لم يذكره الكاتب، ناسيا ومتناسيا وجود الله تعالى الذي ذكرنا بالخير وأثنى بالشكر على أمة الإسلام التي العرب والمسلمين كانوا الرواد الأوائل في نشر العلم والهداية والإيمان، أنه لا ينسانا، يوما سوف ينصفنا ويتغير الحال للأفضل حيث أي شئ بهذا الكون مهما كان ذا مرارة وحزن وأسى لا يستمر ، له وقت ونهاية، يصل للقمة ثم يهبط ويتلاشى مثل المقولة التاريخية (حضارات سادت ثم بادت)، وما بعد الضيق إلا الفرج حسب دورة الحياة التي تدور ويتغير الحال للأفضل...

                        الموضوع للأسف من البداية للنهاية شرح الكثير عن مرارة الواقع المؤلم والجميع يعرف المأساة ولم يأت بالجديد و جميع المتابعين للنكسة الأليمة والسقوط للحضيض غير راضين بالحال المؤسف الذي نعانيه وسوف يستمر العرب في نفس المنهاج والترديد يبكون على ملك ضاع مثل الأندلس وفلسطين ومرتفعات الجولان بسوريا ومدينتي سبته ومليلة بالغرب الأقصى، وقضية كشمير بين الباكستان والهند المعلقة وكالثكالى في البكاء على فقد فقيد عزيز ومهما عملن من ذرف الدموع الحارة الحزينة أو دموع التماسيح لا يستطيعون إرجاعه للحياة...

                  ومن وجهة نظري أن البلاغة والكتابة من غير فعل جاد ، وذكر حلول وأهداف نيرة كعناوين رئيسية للعمل من أجلها تصبح عبارة عن كلمات ومواضيع إنشاء بدون مفعول ومع الوقت تنتسى وتصبح في إدراج النسيان حيث فاقد الشئ لا يستطيع العطاء...   وأقول لأستاذنا الكريم أن عهد البلاغة وتنسيق الكلمات والعبارات المرة والحماسية التي تثير الأشجان ولى إلى غير رجعة وأصبح موضة قديمة...  وتناولنا منها الكثير من أولاة أمورنا والغير ذوي الأفق الضيق على الإنفتاح والذي أوصلنا لهذا الحال المؤسف من الضياع وبالأخص الآن ونحن نعيش في عصر العولمة ، عصر التقدم فى الإتصالات والمواصلات، وسوف نظل  ندور في المتاهات بلا أبواب للخروج والنجاة إذا إستمرينا بهذا الحال والتفكير الضيق الحزين ... نحتاج إلى رواد زعماء أقوياء الشخصيات قادرين على تحمل الصعاب والتحديات ووضع حلول وأفكار جيدة و تصورات عن الحداثة والتطور حسب الزمن الذي نعيشه حتى ننهض...

                   وشكرا آخي العزيز على ردكم علينا و عفوا على نبرة جوابي التي من الممكن أن تكون لاذعة و لكنها تعبر عما  يدور في النفس من مرارة وحزن ونحن على هذه الحال المزري الذي مهما عملنا بهذا الشكل والصور لن ننهض ولن نتقدم.... وآليت على النفس الصراحة وقول الحق بلا نفاق راجيا من أستاذنا العزيز والغير من المنظرين ذوي الرؤيا المستقبلية للأمة العربية أن يخرجوا من عقليات الماضي وسوق عكاظ في مكة المكرمة أيام الجاهلية والمباريات في البلاغة الكلام والشعر وأن يضعوا الحلول الجيدة للمستقبل بالعلم بدل الإحباط فقد ولى إلى غير رجعة عهد الكلام،  عسى الأفكار الحديثة يوما تظهر ويحدث التغيير بمفاهيم  متطورة ونغير المسارات السابقة إلى الحداثة حسب العصر... حيث العالم و دورة الحياة مستمرة مثل عقارب الساعة دائماً إلى الأمام لا ترجع للخلف وهذه التضحيات والشهداء الذين ضحوا بالأرواح وبالدماء عبر التاريخ من أجل الأمة العربية قرابين على مذبح الحرية والخلاص ونشر الدين والهداية والإيمان للبشر لا تضيع هباءا ويوما آتيا عن قريب سوف يمن الله العظيم علينا بالنصر وننهض إسوة بالآخرين...  حسب الآية الكريمة بالقرآن العظيم (لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

 والله الموفق

رجب المبروك زعطوط

Sunday, February 5, 2017

خواطر عامة 27

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الرسالة

 ( 1 )

 إلي أخي وصديقي العزيز الطيب...

                       السلام عليكم ...

                       ترددت كثيرا قبل أن اكتب لكم وأسطر هذه الكلمات المؤلمة التي تعبر عن مايجيش بالنفس من الهم والغم ، وليس لي غير القلم والورق لأبث عبرهما الشجون مسطرا عليه بقوة احزاني ومعاناتي من كثرة المحن ..... و قلمي صامت من غير ان يرد علي بمواساة أو عتاب على الشدة في الحديث حتى ارتاح من الضيق ، وبالأخص وأنا بالغربة ... مما جعلني أزداد غيظا وغضبا على الوضع المؤسف الذي نحن فيه الآن... إن وطننا ،ليبيا العزيزة، ضاع  وسط الأقدام من كل طامع هب ودب... كل دولة أجنبية أو شريحة محلية تريد بدون وجه حق نصيبها من الكعكة الشهية وكأننا في حفلة عيد ميلاد أو عرس!

                    مشكلتنا ويؤسفني القول ويحز بالنفس الإعتراف وقول الحقيقة أننا شعب ناكر للجميل ... خليط غير متجانس من عدة عروق ، عبر التاريخ كانت ليبيا منطقة ترحال وتواصل وعبور من الشرق للغرب و إلى الجنوب صحراء قاحلة ليست بها المياه الكافية لإقامة مجمعات سكنية كبيرة غير الحضارة الجرمانتية بالجنوب و بالشرق الحضارة الإغريقية بمدينة شحات   منذ آلاف السنين وبعض الوقت في مدينتي  لبدة  و صبراتة ، أيام الرومان،  كما حدثنا التاريخ والشواهد مازالت باقية أطلال الآثار التي تقول وتعبر أنه يوما كانت حضارة قائمة ، حضارة سادت ثم بادت...

                  شعبنا يسير ضمن أهواء حماسية قومية عامة ويحلم بأمجاد الجدود الأوائل السابقة التي ليست لنا القوة اللازمة لتحقيقها في الوقت الحاضر ، في عصر العولمة و  سرعة الاتصالات والمواصلات، لأننا  لا نملك أساسات قوية نستند عليها ولا أهداف واضحة ضمن دراسات ومخططات للوصول لها وتحقيقها... نعيش في هرج ومرج بدون دراية عامة مستقبلية ومراجعة للأحداث التي جرت وحدثت ونتعلم من أخطاء الماضي العديدة والتي أوصلتنا لهذا الحال الحزين المؤسف....  و نحن ندعي المعرفة والعلم ونعيش في الأحلام الكاذبة والأمجاد السابقة بأننا قادرين على التحدي للكبار، ونحن مازلنا صغارا عظمنا طريا على الصدام والصراع ..... 

                ندعي القوة ونحن أسود ونمور طاعنين في السن بدون مخالب و لا أنياب قوية، ضعفاء و عبارة على صور وأشكال لتخويف و إرهاب الضعفاء المساكين و لا نستطيع عمل أي شيئ ..... نظير التشتت وغياب  الأمن والامان وعدم وضع المخطط والدراسات والتركيز على الهدف المطلوب الذي يراد الوصول له وتحقيقه ، في وقتنا الحاضر و في المستقبل ...  وبالأخص عندما أتيحت لنا فرصة التمرد والثورة على الطاغية ونظامه الجماهيري الأخضر ونجحنا بعزيمة قوية وإرادة شعبية صلدة للخلاص وضحى الشعب القليل العدد الصامد بآلاف الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب ودمار المدن والبنية التحتية ووفقنا الله تعالى وساعدنا الحظ على النصر وإعتقدنا أنه لا يجارينا أحد... وتمادينا في الضلال والتناحر على السلطة في حرب أهلية عقائدية دينية والنهب للمال العام، حتى قاربت الخزينة العامة على الإفلاس، بعد أن كانت بها أموال مجنبة أرصدتها بالتريليونات من العملات الصعبة والذهب !!!!

            التاريخ يعيد الآن نفسه ... إستقلالنا بالماضي كان لعبة شطرنج في يد الآمم والقوى الخفية وأجدادنا وأباؤنا ساروا مع التيارات السياسية بدون علم ومعرفة كبيرة معتقدين أنهم الأوائل في النصر وطرد المستعمرين الإيطاليين الغزاة من الإحتلال والإنجليز من هيمنة الانتداب نتيجة الجهد والعمل والتضحيات بالشهداء، بدون عدد ولا حساب نتيجة الايمان والحماس بالقضية الوطنية ووحدة ليبيا مملكة موحدة ذات ثلاثة ولايات... مدفوعين وقتها بالجهل السياسي ناسين ومتناسين الأبعاد الكبيرة للهيمنة ولا يعرفون أسرار المباراة الأممية التي تحاك وتنسج من الكبار ضمن لعبة الشطرنج الدولية للهيمنة علينا سواء على علم أم في السر والخفاء ...

                 ندعي ونعمل مثل النعامة الخائفة المذعورة وقت المطاردة والصيد عندما تتعب من الجري والركض تطمر رأسها في الارض والرمال خوفا من الصيادين ناسية أن حجمها الكبير يمكن رؤيته  من بعيد واضحا وضوح الشمس في منتصف النهار الساطع وسهل صيدها ونحن كشعوب عربية مثلها في نفس الحال في وقتنا الحاضر نعاني من المآسي والضربات القوية على رؤوسنا من كل من هب ودب لدمارنا وتشتيتنا من القوى الخفية تحت مسميات عديدة معظمها مختلقة وزائفة حتى تصبح الأمة العربية دويلات قزمية سهل إلتهامها بسهولة .... وكل طرف من أدعياء أولاة الأمر في أوطاننا يعتبر نفسه الأحسن والأفضل معتمدين على العمالة والنهب للمال العام بدون وجه حق ، في غياب تام  للتخطيط الجيد و الرؤيا  والطرق الواضحة عن مصير الوطن العربي بالمستقبل... وماذا سوف يكون الحال للأجيال القادمة غير المعاناة والمحن....

                    لو راجعنا بدقة فترة و أيام إستقلالنا لوجدنا أن الإتحاد السوفياتي كان الأساس في حصولنا على الإستقلال حيث كحلفاء وشركاء مع الغرب في الحرب العالمية الثانية والنصر ودحر جيوش المحور وتقسيم العالم إلى شرق وغرب طالبوا بقواعد حربية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في ليبيا نصيبهم من كعكة النصر كما أشيع وقتها في الأوساط ، والغرب خاف من الموضوع ان يتحقق حماية لغرب أوروبا وعدم الامتداد في أفريقيا الخطر الشيوعي أن يعم المنطقة ويتحقق والروس يصبح لديهم موضع قدم على شواطئ المتوسط مع بدايات الحرب الباردة الدامية بينهم وكل طرف يريد فرض الوجود في الصراع الخفي بقوة على الآخر ...

                    تم تحويل الموضوع من باب المماطلة إلى الأمم المتحدة للبت في الأمر ونظير ضغوط في السر والخفاء حتى لا يستمر الإنتداب البريطاني على الشرق ولا المطالبة الإيطالية بالهيمنة على طرابلس الغرب ولا الهيمنة الفرنسية على الجنوب منطقة فزان ،  تحصلت ليبيا على الاستقلال بفارق صوت واحد فقط يوم التصويت من السيد أميل سان لاو مندوب دولة هاييتي بدون رغبة حكومته وضد التعليمات المعطاة له كما أشيع وقتها، والنتيجة  كانت طرده من المنصب وأصبح هائما في شوارع نيويورك فقيرا معدما يستجدي!  ولم تساعده ليبيا أيام الجماهيرية الخضراء بأي موارد مالية لحفظ ماء الوجه رغم أن عقيدها المعقد كان يصرف  المبالغ الكبيرة بدون حساب على أمور معظمها في الفساد والإفساد والتشجيع للإرهاب العالمي بإستمرار مما دوخ العالم، من كثرة العمليات والأطروحات الفريدة الغريبة التي لا تخطر على بال العقلاء ولا عتاة وأساتذة الشر الباحثين والمخططين مهما وضعوا من إستراتيجيات ومخططات للصد، فقد كان حالما مجنونا سابقا لعصره،  لم يجد شعبا صلدا يفهمه .... مما سبب بنظريته الدمار والخراب !!!

             مرت ليبيا قبل إكتشاف النفط والغاز في بدايات الاستقلال بظروف مادية صعبة، وللتغطية وعدم وجود الاموال الكافية للميزانية العامة للصرف على خطط التنمية وبقاء الحكومات العديدة أحياءا تم تأجير القواعد العسكرية للحلفاء في طرابلس بالغرب وطبرق بالشرق ، وخرج المحتل الإيطالي والبريطاني من الباب علنا ودخل من النافذة سرا عن طريق المعاهدات الصورية كصداقة وتعاون والتي شعبنا صفق لها بالأكف فترة طويلة وهتف الهتفات القوية من الحناجر سعيدا عائشا في الأحلام بأنه تحصل على الاستقلال !

                 والآن التاريخ يعيد  نفسه وبعد مضي 66 عاما على الإستقلال ، دولة روسيا الإتحادية تحاول الدخول من الباب رسميا بدون مواراة ولا ضغوط بحجج التعاون والحماية من الإرهاب وعوامل عديدة أخرى حيث يخططون للامور ضمن إستراتيجيات ومخططات طويلة المدى للوصول للأهداف والتي الآن حسب الرؤيا العامة أصبحوا القطب الوحيد المنافس للغرب في العالم ووطننا تم تقسيمه صوريا إلى مقاطعات بين الغرب والشرق والجنوب نتيجة عدم وحدتنا وإتحادنا ووضعنا المؤسف لأصحاب القرار منا الذين مثل الصغار من الأدعياء نعيش في تناحر ومعاناة ومحن والوطن يغرق في مستنقع ومخاضة الرمال المتحركة ويغوص للأسفل كل يوم، والعملاء من أولاة الامر في حوارات بدون نهاية وتحديد الطريق للوصول للهدف فى الإجتماعات البيزنطية والهرج والمرج والولائم وقبض الرواتب والمزايا الكبيرة .... والشعب يستجدي ، فهو بحاجة للكثير من أمور الحياة اليومية حتى يعيش بكرامة بدون الوصول إلى قرارات مهمة مصيرية ، يتخذون من الله تعالى والامور الدينية العناوين الكبيرة للتغطية وذر الرماد في العيون بدون الجهد الصادق ولا العمل الجاد على الإنقاذ مايمكن إنقاذه حتى لا نضيع بالمرة ، ويتم التقسيم لوطننا إلى دويلات قزمية مثل ماحدث للسودان الشقيق منذ فترة بسيطة من الزمن!!!!

             نحن للإسف لم نعرف ماضينا وكم كنا بالسابق نرفل في سعادة وأمن و أمان حتى نتحدى الكبار بالجهل والحماس المفتعل ويتم صفعنا بقوة ونداس بالأقدام وتطأ أقدام جيوش الخصوم أرض الوطن ولا نستطيع الرد والدفاع عن النفس حسب الأصول...  قادرين على الكلام والتعبير والجعجعة في المؤتمرات والإجتماعات والكتابة في الفيس بوك وكثير من الغث والدس بدون مراقبة ولا مراعاة للضمير والحق والرجال الحقيقين غابوا عن الساحة مثل المثل البدوي الشعبي القديم في الشرق أيام الغزو الإيطالي الذي يقول ( يذهب الرجال إلى ميدان المعركة للجهاد ويبقى الجذع الشاب الضعيف الغير قادرا على الجهاد في النجع وفي وقت قصير يصبح هو الرجل الآمر الناهي يفعل ما يشاء) ونحن الآن نعيش في نفس القصة التي تعيد نفسها... غاب الرجال الوطنيين الأحرار العقلاء عن الساحة وتحكم فينا أشباه الرجال وحفرنا قبورنا بأيدينا وأصبحنا موتى بدون دفن ولا شواهد نظير الكبر والغرور ....

             كل شئ بإرادة الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم) وممكن هذه الامور الحاضرة المؤلمة التي نظنها الآن سيئة تكون عواقبها خيرا من خلال المحن والصراع الدموي وتصل إلى نهاية يوما عن قريب بإذن الله تعالى ، وتهدأ قلوب المتناحرين للمصلحة العامة ونتعلم كيف نسموا ونتحضر وإعادة النظر في كثير من الامور السابقة والتي نحن نعتقد أنها سليمة وعلى صواب وهي بها أخطاءا كثيرة لا تتماشى مع عصرنا الآن حتى يتم الخلاص والإنعتاق من الظلام والجهل وننهض ...

                من وجهة نظري لنهضة ليبيا وضمان وحدتها، الأولويات المهمة هي  المصالحة الوطنية ووضع دستور جيد وقانون يطبق على الجميع ضمن العدل حتى يعم الأمن والأمان في ربوع الوطن كما كنّا من قبل ومد الأيادي بالسلام السلام السلام مع الجميع بما في ذلك  الخصوم ... و الإختلاط  مع الشعوب الأخرى كشركاء وكحلفاء ضمن الصداقة والتعاون وحرية التجارة والسفر والعمل للعيش في  سلام ضمن الحقوق والأصول ...

                 آخذين في الإعتبار أن الارض للجميع والدين لله تعالى ونعيش إسوة بالشعوب المتقدمة ونحن لدينا الكثير من المؤهلات والخير العميم من المكتشف والذي مازال في باطن الارض لم يتم الكشف عنه بعد، الذي يغطي أوطاننا وجيراننا والآخرين إلى ماشاء الله تعالى من وقت...  وفي إنتظار ردكم الكريم أخوكم في المعاناة والمحن وكان الله تعالى في عون الجميع
 والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

                                    الجواب

أخي العزيز ...


 شكرا لك، كلمتك موزونة ورائعة ، وهي عبارة عن نقد ذاتي مميز ونظرة ثاقبة إلى الواقع بشكل موضوعي... فرحت الشعوب بالثورات لكن هذه الثورات انعكست على هذه الشعوب بالألم والوجع
 الله يجيب الخير
 تحياتي للعائلة الكريمة
 الله يوفقنا لما فيه الخير والبركات
 مع أطيب التحيات
 الطيب