Thursday, May 30, 2013

شاهد على العصر 102



بسم الله الرحمن الرحيم 



رحلة النضال من أجل تحقيق  المبادئ السامية طويلة لا يستطيع أي أحد من الأشخاص العاديين عديمي  التجربة  ضعاف القلوب ان يستمر فيها حيث طريق محفوفة بالخطر والمعاناة والتعب، تحتاج إلى رجال رواد أوائل  مقامرين مغامرين   مميزين عن غيرهم في كثير من الصفات لديهم الرغبة في الريادة والقيادة قادرين على التضحية بالنفس والنفيس  حتى يستطيعون مواصلة المشوار بدون ملل ولا كلل في سبيل المثل والمبادئ  التي يؤمنون بها حتى تتحقق ويصلون مع الوقت إلى الهدف  المنشود .

الحياة قصيرة  والدنيا فانية مهما طالت والكثيرون لا يضعون في حسبانهم كثيرا من الامور حيث لا خبرة لديهم بل يعتقدون أن المسار سهل قادرين على المضي فيه إلى الأمام يدفعهم الأمل بالفوز والنجاح بدون تخطيط ودراسات وتمويل كبير حتى تتحقق الأحلام وتصبح حقيقة وحقائق  ونسوا وتناسوا الأهم قبل المهم وأن العزيمة والصلابة والإيمان بعدالة القضية هي الأساسات القوية للنجاح حيث  الحياة مهما أقبلت وزينت وفاح عبيرها  لها يوم تتراجع وتتوقف وكأنها لم تكون وبالتالي التوقف النهائي وليس الفشل لأن المشوار توقف بمشيئة الرب الله تعالى وليس نظير اخطاء من البشر .
والمناضل الحقيقى من يضع الخطوط الرئيسية والبصمات الحقيقية لخارطة الطريق والأساس المتين للهدف المطلوب ويبدأ في المشوار ويخطى الخطوات الأولى لطريق الفوز والنجاح حيث مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة،  وفي حالة التوقف لا قدر الله عز وجل لأي أمر كبير جليل يستطيع الذين بعده  الإستمرار على النهج للوصول وتحقيق الحلم والامل 

لقد مررت بتجارب كثيرة من خلال رحلة الحياة لمدى 6 عقود من العمل التجاري والعلاقات مع الكثيرين  من رجال الاعمال في التجارة والبيع والشراء وعقد الصفقات ونصف المدة الاخيرة في  العمل النضالي والسياسة وفي بعض الاحيان  تسرح بي الذاكرة وأعتقد في النفس أنني تعلمت وذو خبرة  وقاب قوسين للوصول للهدف المنشود والنجاح ونظير تقلبات وظروف معينة صعبة في مسارات الحياة  على بعض الاصعدة الدولية والسياسية، أجد النفس في بعض الأمور  مازلت بأول الطريق أتعلم
مررت ببعض الكبوات البسيطة والشديدة  نظير عدم الدراية والممارسة   كما يقول المثل الشعبي أن لكل فارس كبوة وسقطة مهما وصل من فن وإبداع، وحمدت الله تعالى كثيرا فقد تعلمت منها وزادتني حنكة وصلابة على المضي بقوة شاقا الطريق الصعب بكل تحد وصمود . 
  
الحمد لله رب العالمين على جميع عطاياه الجزيلة فقد عشت وشاهدت الكثير، إمبراطوريات تلاشت وذابت وكأنها لم تكون ولم تظهر وتعيش يوما واحدا من الأيام على ظهر الارض نظير البدايات الأولى لأنها قامت على الدم والظلم وإستعباد المواطن وتسييره إلى اتجاهات معينة منها على سبيل المثال الامبراطورية السوفيتية الشيوعية والكثير من الدول الشرقية التي كانت تدور في فلكها وسياساتها… الامبراطورية الفارسية وسقوط شاه ايران، الامبراطورية الحبشية وسقوط  الامبراطور هيلا سيلاسي، غياب الشمس عن الامبراطورية البريطانية التي توارت في جزيرتها بعيدا عن أضواء السياسة وإستعمارها للشعوب العديدة في أماكن كثيرة بالعالم .
من خلال المتابعة والقراءات العديدة للكتب ومتابعة الاخبار في القنوات المرئية والصحف تعلمت الكثير بنفسي من غير مواصلة الدراسة وبالأخص الجامعية حيث كان لا وقت لدي للدراسة بل العمل لإسعاد عائلتي  والعاملين معي .

يوم 2011/5/6م 
لقاء مهم مع  السيد بن صالح  في العاصمة واشنطن صاحب ومدير احد الشركات الأمنية بخصوص طلبية الشراء التي تحصلت على القائمة من بنغازي من القيادة، والشركة تتعامل في البيع والتوريد والتوصيل إلى المناطق الساخنة والثورات لجميع المعدات الضرورية المطلوبة للثوار من الألف إلى الياء، والحديث كان طويلا ومهما جداً بالنسبة لنا حيث لا جدال في الاسعار حيث كان البعض منها غاليا جدا ولكن نظير الحاجة الماسة الأرقام لا تهم 

الشركة مستعدة لتوفير معظم الطلبات في أقرب وقت ولكن ينقصنا التمويل والمال مما طلبت مهلة من الوقت للإتصال بمجموعاتنا وهل نستطيع توفير التمويل حتى نستمر في العملية، أم نتوقف ؟؟؟

لقاء مهم مع الرفيق ( ي م ) المقيم فى العاصمة واشنطن امريكا بخصوص موضوع دولة تشاد حيث له علاقات كبيرة مع السفير التشادي السيد محمود بشير  الذي كان يود أن يفتح معنا كحزب ليبي جديد على الساحة الليبية  باب الحوار وربط الاتصال معنا كثوار للتباحث في مواضيع الحدود القائمة  معهم وكيف حمايتها من الإعتداء سواءا عليهم كحكومة من بعض الجماعات المقاتلة المسلحة التشادية المارقين الذين كان يمولهم القذافي طوال الوقت لزعزعة النظام في العاصمة ( نجامينا ) وعدم التمويل والمساندة مستقبلا حتى تستقر المنطقة ونعيش في أمن وسلام  كجيران .

ومقابلها تقوم دولة  تشاد بحماية ظهر الثورة من الجنوب بحيث لا تتقدم أية قوات إفريقية من المرتزقة المأجورين للنيل من الثورة بزعامة الساعدي القذافي والبعض من رجال الحكم المبعدين أمثال عبدالله السنوسي المطاردين في الدول الأفريقية، حسب الأقاويل والشائعات الذين كانوا يحشدون قوات المرتزقة في النيجر وغيرها  للإنقضاض على ليبيا .

وتمت الجلسة الطويلة ودراسة جميع الأبعاد على اللقاء الأول مع السفير التشادي يوم الثلاثاء القادم في السفارة التشادية،، وعند المغرب تم الرجوع إلى مدينة فرجينيا بيتش برا بالسيارة وخلال الرحلة تمت اتصالات هاتفية عديدة لمعرفة ماذا يدور على الساحات القتالية في الوطن من خلال القنوات الثقات في الوطن وعبر العالم .

يوم 2011/5/7م 
طوال اليوم في راحة وهدوء حيث طوال الوقت مستمر في الاتصالات الهاتفية أو الاستقبال لها من عديد من الاماكن، وأعلمت العائلة أنني سوف ارجع إلى ليبيا وكانت منزعجة من الذهاب لوحدي مما ارتاحت عندما قلت لها ان هذه المرة سوف يكون معي إبني الاكبر مصطفى كرفيق وحارس شخصي 

وكان على رأس المواضيع الملقاة على عاتقي برغبتي بدون أي تكليف رسمي من أي جهة معتمدة في ليبيا بل التكليف من داخل الروح والنفس شخصيا هو الوازع والهاجس الوطني وحب الوطن بدون حدود لا أحتاج إلى أي إنسان او مسؤول مهما كان حتى يقوم بتوجيهي إلى الدفاع عن الذات والوطن  والحصول على المعدات والسلاح بأي ثمن ومن أي جهة حتى تستمر الثورة إلى الامام ولا تتوقف

والبند الثاني المهم فى اللقاءات العديدة مع كثير من المسؤولين الأجانب شرح القضية العادلة ومدى إستعدادهم للدعم والمساندة،  العمل على تقريب وجهات النظر مع دول الجوار وبالأخص الجزائر ودولة تشاد والإعتراف بالمجلس الوطني المؤقت في بنغازي 

كنت أعمل طوال الوقت في شحذ الهمم والدعم المادي للثورة بكل الوسائل المتاحة  لدي حتى آخر درهم، لأنني أعرف عن قناعة ويقين ضرورة الصرف والدعم والضخ بجميع الوسائل حتى تنجح الثورة ولا تتوقف تحت اي بند ومهاترات دولية ووقف إطلاق النار للحوار وفرض هدنة .

واهمها من خلال العلاقات القوية مع الكثيرين من الأجانب المهمين في دول عديدة حتى يضغطون على أصحاب القرار في دولهم لتبني القضية الليبية السامية وعدالتها والاعتراف بالمجلس الانتقالي المؤقت في اسرع وقت حيث كل دولة تعترف بالمجلس تكون رصيدا مهما لنا ونصرا كبيرا للقضية .

يوم 2011/5/9م 
التأكيد على الميعاد مع السفير التشادي بالغد، الذهاب إلى المكتب لتجهيز اللقاءات في القنوات  المرئية السابقة ووضعها مع بعض في أسطوانة واحدة للتوزيع على المعارف والاصدقاء، وقامت زوجة أميل بالنسخ الذي استغرق منها جهدا طوال الوقت،
اتصال مهم من السيد موليجان ونيل من طرف الرئاسة للقاء الساعة 11 صباحا لإيضاح بعض النقاط الضرورية من المطلوبات، وتم اللقاء والحديث الجيد والذي تمخض عنه الكثير من الدعم الضمني المعلن والغير معلن والذي الكثيرون من سواد الشعب والآخرين من العرب والاجانب المتابعين للثورة واحداثها لا يعرفون الأبعاد الحقيقية وحجم المساعدات والدعم السياسي القوى وبالأخص عن الزيارات المتكررة لكثير من المسؤولين الأمريكيين في صفات عديدة كمسؤولين وصحافيين عاديين ورجال مخابرات تابعين لأجهزة ولجان عديدة  لمتابعة الاخبار واللقاء مع الكثيرين من الثوار ومدعى الزعامات أشباه الرجال الذين وجدوا سوقا رائجة للقفز على المقدمة والصفوف الأولى، وإستطلاع الرأي العام حتى يكونون فكرة عامة ودقيقة عن ما يجري من أمور في ليبيا الثورة 

يوم  الثلاثاء 2011/5/10م
الذهاب إلى مكتب مصطفى للتحضير للسفر برا إلى العاصمة واشنطن، والساعة 11:15 بالضحى خرجنا من مدينة فرجينيا بيتش في سيارة مؤجرة لتركها بالمطار، والغداء في احد المطاعم بمنطقة ( فريدركس برق ) وواصلنا الرحلة إلى العاصمة والمقابلة مع صديقنا السيد ( ي م ) الذي أصر على إستضافتنا والإقامة معه في شقته مما فعلنا !!! 

جلسة طويلة مع المضيف في نقاش عام عن الرؤية المستقبلية للثورة وكيف يتم الحديث مع السفير التشادي الذي سوف اتعرف عليه لأول مرة فقد كان التعارف بالسابق عن طريق المكالمات الهاتفية بخصوص المساندة والدعم وشرح وجهات النظر لامتصاص الإحتقان والعداء الذين يمنونه لليبيين  لقاء الحرب السابقة على شريط أوزو والذي بعده بسنوات طويلة تنازل عنه القذافي بسهولة عن طريق محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا

الساعة الرابعة وأربعون دقيقة كنا في طريقنا إلى مقر السفارة التشادية المغلقة عندما وصلنا اليها وتأخر السيد السفير نظير زحمة المرور حتى وصل، وتم التعارف في الحديقة الأمامية حتى وصل احد الموظفين وفتح ابواب السفارة لندخل
جلسنا بالمكتب الرئيسي في احد الأدوار العالية وكان الحوار جيدا بخصوص العلاقات المستقبلية مع الدولة المسلمة الجارة، والاعتذار عن مساوئ القذافي وتعديه السافر وعن الدم الذي أريق فى الصحراء هباءا منثورا سواءا من الجنود الليبيين الأبرياء الذين شاء سوء الحظ ان يكونون هناك ينفذون الأوامر، أو الجنود التشاديين الذين يدافعون عن تدنيس تراب اراضيهم من محتل غاشم ..
وأننا كليبيين احرار لا نرضى بأن نتعدى على الجيران والمطلوب الآن هو الاعتراف بالمجلس الانتقالي المؤقت ووقف أي مرور لأية قوات سواءا رسمية أو مرتزقة من عبور الحدود والاعتداء على ليبيا .. واذا كان بالإمكان التزويد للثوار ببعض السلاح حتى يستمرون في المقاومة حتى النصر .

وكان رد السيد السفير إيجابيا وأنه شخصيا معنا قلبا وقالبا وسوف يتصل بحكومته وإنتظار الردود واقترح علينا تكوين وفد من المجلس الانتقالي والذهاب إلى العاصمة نجامينا لمقابلة الرئيس والمسؤولين وتوضيح الصورة الجديدة بدلا من الماضي الصورة القاتمة للشعب التشادي عن فظائع والأجرام البربري الذي حل بالضعفاء من الشعب التشادي اثناء سنوات الحرب السوداء واحتلال العاصمة نجامينا .

وسوف يرتب جميع اللقاءات وينتظر وصول وفدنا، ووعدوا خيرا بأننا سوف نتحصل على جميع طلباتنا العادلة، وأهم شئ في حالة وصول الوفد الليبي إلى نجامينا ان يقدمون دعوة زيارة ودية  إلى بنغازي ليبيا للرئيس التشادي مما سوف يوافق عليها  ويأتي للزيارة مما سوف تكون سابقة لجميع الرؤساء ودعما وتأييدا وإعترافا بالمجلس الحاكم الجديد في دولة ليبيا الجديدة .

كذلك أبدى اهتماما كثيرا بالحزب ليبيا الجديدة لمرحلة ما بعد القذافي وتم الإتفاق على التواصل معه لمصلحة وخير البلدين الجارين المسلمين وأننا سوف مع الود والتواصل البناء  والحوار الجاد الصادق سوف تذوب جميع العوائق السابقة العالقة بين الدولتين ونصل إلى تفاهم عام ونترك الصفحات السابقة السوداء ونفتح صفحات أخرى بيضاء .
إنتهت المقابلة وكنت مسرورا اننا فتحنا الباب على مصراعيه مع دولة تشاد ووضعت خارطة الطريق للعلاقات المستقبلية، وأهم شئ انهم تفهموا الثورة الليبية الحقيقية الصادقة وسوف يقفلون الحدود الجنوبية من تسلل المرتزقة مما كان نصرا كبيرا للثورة، ويساعدوننا قدر الإمكان، حيث لديهم ثأر كبير مع القذافي المجرم

                     رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة

Monday, May 27, 2013

شاهد على العصر 101



بسم الله الرحمن الرحيم 



يوم الاثنين الموافق 2011/5/2م
   نمت حوالي 3 ساعات فقط بعد السهرة الطويلة مع السيد مختار بخصوص البحث عن التمويل حتى نستطيع شراء زورق او سفينة صغيرة  سريعة لتوصيل الدعم من سلاح وذخائر من مدينة درنة المجاهدة التي قامت بالدور الكبير في التزويد لجميع الجبهات الشرقية من الكميات التي كانت مكدسة في  المخازن جنوبها في منطقة "الأردام"  والتي قد تركتها كتائب القذافي، عندما هربت، بدون حراسات  حينما شعرت بالخطر يهددها واستولى عليها الثوار في الأسابيع الاولى من الثورة، ونهب وسرق الكثيرون من المحليين والجيران الشرقيين الصواريخ  الحرارية التي لا يفهمونها ولا يعرفون قيمتها وبيعت بأرخص الأثمان وعبر الكثير منها بالتهريب عن طريق عصابات  الحدود إلى الشرق والغرب والجنوب، لقاء الربح المادي.

كانت هذه الاسلحة ترسل برا على الطريق الساحلي إلى الغرب، بالشاحنات الثقيلة لتوفير الوقت وشحنها عن طريق ميناء بنغازي إلى مدينة مصراته التي كانت تعاني من النقص الشديد حتى تستطيع ان تقاوم كتائب وقوات  السفاح الطاغية  بقوة وشراسة ولا تستسلم حتى لا تفشل الثورة المجيدة.

الساعة الخامسة صباحا نهضت من الفراش بصعوبة  وأنا أرتعد حيث كنت محتاجا لمزيد من الراحة  حيث  النوم لمدة 3 ساعات لا تكفي الجسم المنهك المتعب من السفر المتواصل طوال الوقت من مكان إلى أخر عبر دول العالم لصالح القضية السامية… ولكن في تلك الفترة الحرجة والحرب دائرة والشهداء يسقطون ضحايا قتلى والجرحى والمعاقين كل يوم، كنا كأحرار وطنيين  نحس بالواجب الوطني  وبوطأة المسؤوليات الضخمة على عواتقنا، لا نهدأ…  بل  نعمل على مدار الساعة كل حسب قدراته وجهده المتاح … حيث الحالة صعبة حالة حرب ونزال شرس مع مجرم طاغية ليست لديه ذرة كرامة او شرف او رحمة بأبناء الشعب البسطاء المظلومين غير القتل والموت لمن يتحداه ويعارض افكاره المريضة المجنونة وتراهات كتابه الاخضر الهزيل ونسى أنه مخلوق بشر مثل الآخرين وليس مميزا كما يتصور،  وكأنه سبحان الله تعالى الرب الخالق بيده الموت والحياة .

نهضت من الفراش على عجل ولم  أفيق وأسترجع الأنفاس الا بعد حمام بارد وعلى عجل غادرنا  الفندق ورأسا الى المطار بدون فطور حتى لا تفوتنا الرحلة بالطائرة إلى مدينة أثينا باليونان عن طريق وعبر الدوحة عاصمة قطر .

صعدنا الطائرة  من مدينة دبي بالإمارات ورحلة صعبة حيث كانت  طيلة الوقت في الجو  مضطربة واهتزازات شديدة مما جعلت الجميع خائفين من أن يحدث مكروه  لا قدر الله تعالى للطائرة نظير الطقس المتقلب والرياح الشديدة والعواصف… ولم نرتاح حتى حطت الطائرة على ارض مطار الدوحة  وفترة عبور بسيطة حتى ينزل بعض الركاب ويركب آخرون  وبعدها واصلت الطائرة الإماراتية  رحلتها إلى أثينا اليونان

تساءلت النفس وسبحت في عالم آخر فسيح ليس له حدود عن تساؤلات كثيرة وأنا وإبني ( علي ) ركاب في الطائرة وسط السحب نحاول ونبحث بقوة عن المناصرة والتأييد من الجميع،  وشحن جميع الطاقات والاتصال بجميع المعارف والاصدقاء الأجانب  لمد يد  العون والدعم للثورة المجيدة  في تلك الايام الحرجة، شارحين القضية السامية عن غلو النظام وشراسته في التدمير والقتل للفوز والنجاح  وإخماد الثورة المجيدة بأي ثمن وسعر مهما كلفت من خراب للوطن  وتدمير وقتل وإزهاق أرواح البشر. وعن تصميم الثوار الشباب على القتال لآخر رمق ونقطة دم طالبين من الله عز وجل النصر القريب حتى نرتاح من الشيطان الرجيم الذي أثقل كاهل الوطن بالتفاهات والتراهات التطبيل والتزوير والتزمير وصرف الدخل الخيالي خلال العقود العجاف على الفساد والإفساد والإرهاب والقتل وهدر دماء الضحايا في دول كثيرة بالعالم ونحن كشعب ليبي لا ناقة لنا ولا جمل، ليست لنا إية مصالح غير إشاعة الرعب ودمغ وطننا ليبيا الحبيبية بالإرهاب…

كانت الرغبة جامحة من أعماق القلوب للوطنيين الثوار على جميع المستويات  على إنهاء حكم الطاغية مهما كلف الأمر من تضحيات ومآسي لأبناء الشعب والوطن،  حتى  ترجع بسمة السرور والفرحة إلى الشفاه و تجري  دماء  الحياة في الشرايين والعروق التي جفت من المعاناة والضيق والإرهاب الأسود خلال المحن وحكم اللعين 4 عقود ونيف.
   
 الحياة مستمرة إلى ما شاء الله عز وجل  وما نحن البشر إلا مخلوقات وأدوات لتكملة المنظومة الإلاهية في الاستمرار إلى وقت معين لا يعرفه أي أحد من البشر متى يأتي ويحل حتى يأخذ حذره ويستعد له.  

من وجهة نظري جميع التنبؤات والتساؤلات والمعرفة الماضية منذ البدايات للإنسان والحاضرة الآن والمستقبلية بهذه الدنيا والحياة، ستظل عبارة عن بحوث للمعرفة وخطوات على الطرق العديدة للوصول للمعرفة النهائية،  التي مهما عملنا لن نستطيع الوصول  لها إلا التي وهبها الله عز وجل للبعض من الرجال الأنبياء المميزين الذين وهبهم بعض درجات المعرفة  الدنيوية نظير عبادتهم الحق بطهارة وصلاحهم في أزمانهم التي لا نعرف نحن البشر  إلا القليل عنها والتي حدثنا الله تعالى عنها في القرآن الكريم، مما أثابهم ووهبهم الحكمة والمعرفة لكثير من الغيبيات اكثر منا   لأننا بشر نصيب ونخطأ لنا حدود نتوقف فيها لا نستطيع إجتيازها .

للأسف التاريخ السابق الذي مضى إلى غير رجعة،  في نظري عبارة عن كتاب مفتوح  للقراءة والمعرفة وأخذ العبر العديدة من أخطاء الغير من الحكام والاباطرة  الملوك والرؤساء الطغاة الذين ساموا شعوبهم بالحديد والنار بدل العدل والمساواة التي هي أساس الملك .

أستغرب في هؤلاء البشر الحكام … هل لا يقرؤون ولا يفهمون؟؟ أم في غيهم وطغيانهم ساروا على الطرق الخطأ ؟؟ أم غير مهتمون بمصائب البشر ؟؟ أم زين لهم الشيطان الرجيم طريق الغي والفساد على أنها الصلاح وهي قمة الخطأ حتى يقدمون ويدفعون الثمن الغالي يوما من الأيام؟؟؟ أم  أعماهم الله تعالى عن رؤية الحق والصواب لحكمة وحكم يعلمها حتى يصيرون عبرا  للآخرين، أم ؟؟ وأم ؟؟؟ 

كثير من هذه التساؤلات التي تمر بالذهن والفكر كيف جميع هؤلاء معظمهم وقع في نفس الخطأ، تمردت شعوبهم وثارت  بعنف وقوة، قتلوا من طرف رعاياهم  غدرا أو شنقوا على أعود المشانق من قبل المحتل الخارجي يوم العيد بدون الشعور بالإثم ووصمة العار التي ستضل للأبد في جبينهم، لأنهم لم يراعوا شعور المسلمين يوم العيد الذي هو يوم السلام والفرحة وليس القتل والشنق كما حدث للرئيس صدام حسين في العراق…  أم فروا من اوطانهم طالبين النجاة يعانون ألم الهزيمة والفشل وضياع الملك والسلطان كما حدث للرئيس بن علي في تونس… أم في قاعات المحاكم يحاكمون في العلن من قضاة كانوا يوما مرؤوسين تابعين لهم يأتمرون بأوامرهم وينفذون  رغباتهم  بسرور وفرح وفي كثير من الاحيان ضد القانون .

أقول للنفس سبحانك رب العالمين أنت الوهاب للملك والصولجان والسلطان  لمن تشاء من عبادك… وأنت المذل لمن ترغب أن تذل من هؤلاء الذين كانوا يوما ما  لا شئ نكرات  بالمجتمعات لا يهتم بهم أحد … مهمشين  أصبحوا مع الوقت ومرور الزمن أسيادا في القمم بأوطانهم وأصحاب السلطة والأمر… السلطة والملك جعلت منهم جبابرة طغاة  ولكن لم يأخذوا العبر مما حدث لأمثالهم نظير التكبر والغرور والجهل

هذه التساؤلات المتضاربة والأفكار الجياشة  كانت تمر في الخاطر وانا جالس ساهم  في رحلتي في  الطائرة في الجو إلى أثينا اليونان والتى إستمرت عدة ساعات، ولم أنتبه من الخواطر الجياشة بالفكر والنفس  حتى سمعت النداء من المضيفة تطلب ربط الأحزمة حتى تهبط الطائرة على ارض المطار، مما أفقت من الأحلام والتساؤلات الكثيرة وربطت الحزام .

هبطت الطائرة بسلام على أرضية المطار وكان الصديق والأخ السيد ميخائيل بسوماس الذي أعرفه أكثر من نصف قرن مضى ينتظر في المطار مع زوج إبنته، صهره السيد نيكولا، وبعد الإجراءات وإستلام الحقائب والخروج إلى الصالة  تم اللقاء بالعناق والترحيب والسلام . ورأسا إلى بيته حيث رفض رفضا قاطعا أن نقيم في فندق وبيته موجود وذلك يدل على الكرم والوفاء للعشرة الطويلة والأخوة والصداقة التي ربطت بيننا طوال المسيرة، مسيرة الأعمال من بيع وشراء… بالبيت  حيث العشاء الشهي اللذيذ جاهزا وسهرة بسيطة في تناول الفاكهة وشرب طاسات الشاي  حتى الساعة 11 ليلا وهم يمطروننا بالأسئلة الواحد وراء الآخر عن مايحدث في ليبيا… وما هي التوقعات؟؟  كنت أرد بصعوبة ولم أستطيع مقاومة النعاس فقد كنت مرهق وشبه نائم  وإستأذنت من الجماعة  للذهاب إلى غرفة النوم لأرتاح ووعدتهم باللقاء بالصباح على مائدة الافطار لتكملة  الأحاديث وماذا نريد ونرغب  من اليونان 

يوم الثلاثاء 2011/5/3م  
الذهاب إلى المكتب والبقاء فيه طول اليوم خلال ساعات العمل من غير الخروج إلى خارجه وقت الغداء مثل العادة حتى لا يضيع الوقت،  بل تناولنا سندوتشات من التن والأجبان وشربنا فناجين القهوة  وطاسات الشاي طوال الوقت وكان التركيز على عشرات  الاتصالات الهاتفية إلى الوطن ليبيا عن طريق الهاتف الثريا عبر الأقمار الصناعية في متابعة ما يجري على الساحات العديدة القتالية في الجبهات في الوطن

وعن كيفية الدعم والمساندة إبتداءا من الاعلام الذي هو أحد الاسلحة الحديثة الخطيرة لكسب الحروب والثورات أهمها  فضح النظام والتهويل عن الفضائع والإفراط في القتل  الغير مبرر لشحذ الهمم وإعطاء الصور الواضحة للغير من الأصدقاء الأجانب مما رجحت كفة الثورة نظير الاعلام العالمي وضغطت الشعوب على أصحاب القرار في دولها بأن تساند عدالة القضية الليبية  والثورة القائمة مما كان لها الأثر الكبير في تحديد مصير الطاغية وإنهاء نظامه الإرهابي  مع الوقت.

حيث إستمرار المعارك الشرسة بدون توقف والمقاومة العنيفة والهجوم المتكرر من الثوار الاحرار بدون تدريب مسبق على الخطط والعمليات العسكرية وبدون سلاح كاف للمواجهة مما أذهلت وادهشت العالم وكانت الورقات الرابحة في تغيير قناعات الكثيرين من الحكومات مما تخلت عن مساندة ودعم دولة القذافي وبدأت تنظر بعيون المصالح والمكاسب لدولها، بدلا من مساندة الخاسر حتى يصبح لها موطئ قدم في دولة ليبيا الجديدة حيث نظام وحكم  القذافي يترنح ويصارع من أجل البقاء …

يوم الأربعاء 2011/5/4م 
جولة مع السيد نيكولاس  صهر مضيفنا السيد ميخائييل في ميناء بيريوس البحري لمشاهدة بعض السفن الصغيرة والزوارق السريعة المعروضة للبيع حتى نعرف الأسعار ونقرر، وقد شاهدنا زورق للركاب ( دولفين ) عندما يبحر بسرعة وقوة  يبقى طائرا على وجه المياه يحتاج إلى بعض التحوير  حتى يستطيع ان يقوم بالمهام المطلوبة التى نريد ان يقوم بها 

شاهدنا عدة سفن وزوارق والكثير منها يحتاج الى الوقت للمراجعة والإصلاح ولم يكن لدينا الوقت الكافي حيث الثورة في أوج قوتها والقذافي مشتت وقواته تتخبط في أكثر من مكان وموقع قتالي وبالتالي بدأ يفقد  زمام الأمور ولا يعرف أي أحد ان يقرر ماذا سوف يحدث ففي نظري  عملية وقت ممكن الثورة تنتصر خلال أسابيع أم شهور أو سنوات حيث الحرب سجال بشراسة بين الأطراف المتعددة، أو تتدخل أطراف أجنبية في المسار للوطن وبالأخص من دول روسيا والصين  وبعض الدول الافريقية حسب مايشاع في الأوساط وتفرض هدنة بالقوة بحجة الحفاظ على ارواح الأبرياء وبالتالي تنتهي الثورة وتفشل ونصبح ضحايا مطاردين مرة أخرى في دول العالم الفسيح

شطبت فكرة شراء الزورق الطائر وأنا أحترق داخل النفس  مع انه المناسب للرحلات من ميناء درنة البحري أو ميناء بنغازي  محملا  بالذخائر  يستطيع الوصول إلى مصراته  خلال يوم واحد فقط في حالة الطقس جيد، وكانت المشكلة الرئيسية التي واجهتني  أهمها الطاقم حيث من الصعب الحصول على الطاقم بسهولة في ظروف الحرب الدائرة فلا أحد من الاجانب يريد المغامرة في قضية ليس طرفا فيها معرضا حياته للخطر مهما كان الإغراء والحافز المادي، وتجهيز طاقم ليبي يحتاج لبعض الوقت حتى يستطيع العمل

يوم الخميس 2011/5/5م   
بالصباح الباكر ودعنا المضيف على أمل اللقاء القريب في دولة ليبيا المحررة، وقاد بنا السيد نيكولاس السيارة حتى المطار للسفر، وبعد فترة انتظار بسيطة  صعدنا الطائرة إلى مدينة إستانبول بتركيا ومنها الصعود على متن طائرة الخطوط الجوية التركية إلى مدينة واشنطن دي سي عاصمة أمريكا لمتابعة الامور العديدة .

قضينا ساعات عديدة في الرحلة الجوية حتى وصلنا إلى مطار العاصمة والإجراءات سهلة حيث الجميع في المطار من اللذين مررنا عليهم من المسؤولين كانوا  متعاطفين مع الثوار الليبيين في القضية العادلة ضد لؤم وخسة نظام القذافي الذي يقتل  البشر الأبرياء بدون أية عواطف ورحمة وبالأخص للعائلات والأطفال اثناء القصف المدفعي العشوائي على المدن والقرى في سبيل القضاء على الثوار والثورة مما شعرت بالزهو والفخر بأنني أنتمي لهذا الشعب الأصيل البطل الذي هب وقاوم الظلم بدون هوادة

 كان إبني الكبير مصطفى في الإنتظار بالمطار  مع مرافقه السيد أميل ورأسا إلى الفندق للراحة  والنوم حيث كنا مرهقين من الرحلة الطويلة، إستعدادا للعمل اليوم الثاني حيث لدي الكثير من اللقاءات والأعمال المهمة 

سافر إبني ( علي ) بالفجر إلى مدينة دالاس تكساس حيث انتهت مهمته في الرحلة معي  ليتابع عمله، وأتى دور  إبني مصطفى للمرافقة في الرحلة القادمة حيث رتبت البرنامج ان يكون معي احد أولادي في كل خطوة أخطوها، كمرافق وحرس شخصي في نفس الوقت فالحالة حالة ثورة وحرب ولا يأمن الإنسان المناضل على نفسه في السفر والتنقل لوحده خوفا من الغدر،  لأن الكثيرين من الطحالب عملاء القذافي ومناصريه مايزالون يعملون في الخفاء والصمت تحت السطح

                          رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة ….

  

Thursday, May 23, 2013

شاهد على العصر 100



بسم الله الرحمن الرحيم


         النية سليمة والقلب طاهر بعوامل الخير والسعي الحثيث والعمل الفدائي الجهادي والتضحية مهما كلف من مجهودات وإرهاق معاناة  ودم  يهون امام الفداء والخلاص للوطن من طاغية مستبد مثل القذافي المجنون  معتمدا على الارهاب والدم في سبيل البقاء على كرسي الحكم بالقوة، حيث كثيرون ضحايا شهداء قدموا أرواحهم فداءا من أجل أهداف سامية مميزة نفخر نحن الأحرار الوطنيين الليبيين المناضلين   بدون أي  أجندات خفية مسيرين من قبل  الغير أننا واصلنا المشوار النضالي عن وطنية بالله تعالى والوطن  وبإذن الله عز وجل سوف ننتصر ونحقق الحلم 

أن الموتى الشهداء رحمهم الله عز وجل بواسع المغفرة والرحمة والباقين الاحياء   ناضلنا من اجلها في السر والجهر عقودا طويلة ونحن مطاردين في اماكن كثيرة من العالم  من فرق الموت للجان الثورية الغبية التي اعتمادها الكلي على الإنتقام والقتل وصرف المال الذي لا ينضب من الدخل الخيالي للنفط الذي المفروض يصرف لأوجه الخير على الوطن والمواطن حتى ينهض من العثرة ويتقدم للأمام بعقول مفتوحة تتماشى حسب القرن الواحد والعشرون  مع ديننا الإسلامي الحنيف وقرآننا الكريم الذي صالح لكل زمان ومكان الصادر وحيا من السماء وليس الحكم بالقوانين الأرضية الانجليزية والفرنسية الصادرة من عقول البشر التى تصيب وتخطأ .

نريد الحفاظ على العقيدة الربانية الهوية وشريعة الدين الإسلامي الذي أساسه السلام ويؤمن بالعقيدة المحمدية عن ظهر قلب  والمحافظة على الأخلاق الحميدة وعاداتنا وتقاليدنا المحلية والأعراف السليمة بدون غش وشوائب التي ورثناها  من الأجداد والآباء.

رغبتنا وهدفنا الاساسي وعلى رأس القائمة  الخلاص من الطاغية مهما كلف الامر من أثمان غالية، فقد زاد الظلم عن الحد وأصبح أبناء الشعب الليبي يدورون في حلقات فارغة نظير حكم مجنون أهبل طاغية

عندما آن الأوان والوقت المناسب بتأييد الله عز وجل ثار الشعب دفعة واحدة في جميع المدن والقرى الليبية  وكسر جدار حاجز  الرعب والخوف وتحدى بصدور عارية كتائب الشر القذافية  في أوائل أيام الثورة بدون سلاح، سلاحه الايمان المفرط، مصممين على عدم التوقف حتى الخلاص من الطاغية.

فوجئ الطاغية وأعوانه المنافقين الفجرة بتصميم الثوار صغار السن  على المضى في القتال بشراسة وعنف بدون توقف  حتى النصر سلاحهم الايمان العزم التصميم على القضاء على رأس الحية اللعين  وإزالة النظام الفاسد من على اكتاف الوطن الذى دام 4 عقود ونيف جميعها تمثيل وتجديل ظلم وارهاب لا مساواة ولا عدل لابناء الشعب البسطاء .

وقت الثورة والصدام تشتت قواته في أكثر من مكان وموقع للقضاء على الثورة والتمرد بعنف والاعدام المفرط للأبرياء بدون وجه حق لكل جندي رفض الاوامر بان يقاتل اخوته الليبيين مما ضاعت الهيبة للدولة وإنقلب السحر على الساحر وأصبح مطارد،  خرج من قلعته الحصينة باب العزيزية وهو جريح يئن من  ألم الهزائم لجيشه وعصاباته المنهارة  إلى اماكن أخرى والاختباء مما سهل على الصيادين الثوار  إتباعه  ومحاولة القضاء عليه

يوم الثلاثاء 2011/4/26م 
السفر من درنة بالبر في سيارة أجرة خاصة عبر الحدود الشرقية إلى القاهرة مصر وكنت مريضا أرتجف من الحمى طوال الوقت عاجزا عن الكلام والحديث طالبا من المولى عز وجل ان يمد في العمر حتى يتحقق الحلم وأشاهد وأفرح بزوال النظام وسقوط الطاغية وانا حيا أرزق ووصلت الى القاهرة حوالى الساعة الواحدة ليلا وانا غير قادر على المشي وقطع المسافة القليلة بصعوبة  عندما نزلت من السيارة أمام فندق سفير بالدقي الذي يعز علي ولي فيه ذكريات عميقة بالنفس، مشيت عبر رواق الاستقبال في الفندق بخطى متثاقلة متعثرة حيث الحجز للغرف من الضعف والحمى الشديدة والمرض .

وأول شئ فعلته عندما دخلت الحجرة خلعت الثياب المتسخة بالعرق من الحمى واخذت حمام بارد حتى تزول الحمى والتعب والإرهاق  وتناولت الدواء واستغرقت فى النوم عدة ساعات  حتى الصباح مما إرتحت بعض الشئ من معاناة الحمى وتعب الطريق البرى  من درنة ليبيا حتى القاهرة حوالى 1100 كم   واتصلت بالهاتف بأخ العمر والصديق من الدهر وليس من الظهر  السيد فرحات الشرشاري حيث كان موجودا بالقاهرة والذي ربطتني به صلات أخوة ومحبة ونضال في الثمانينات عندما كنا شباب في مقتبل العمر، حيث كنا أعضاءا  في مجلس الادارة للرابطة الليبية بزعامة المناضل مصطفى البركي وبعدها رشحته  لمجلس إدارة تنظيم الجيش الانقاذ الوطني برئاسة السيد جاب الله مطر .

لقاء مع السيد فرحات وأحاديث عامة عن الوضع والثورة في الوطن وعن الطرق السليمة للمساندة والدعم لإخوتنا الثوار والثورة المجيدة حتى تنجح وتنتصر على الطاغية بإذن الله تعالى، ورجعت إلى الفندق حيث شعرت بالتعب من الحمى ورأسا إلى الفراش للراحة حتى المساء ودعاني السيد فرحات للعشاء خارج البيت وحضر أخوه السيد عادل الذي وصل من ليبيا وكان عشاءا لذيذا في أحد المطاعم المشهورة بتقديم وجبات السمك حتى منتصف الليل .

رجعت للفندق وسهرت على الاتصالات والمكالمات الهاتفية العديدة إلى ليبيا وغيرها لمعرفة ماذا يجري من أمور على الساحة بالوطن من مناضلين ثقات حتى كونت أفكارا كثيرة أحتاجها لمعرفة خطط العمل 

يوم الخميس 2011/4/28م  
زيارة السيد فرحات الى الفندق حوالى الضحى بعد الفطور وذهبنا سويا مع بعض لقضاء بعض الاعمال ومشاهدة بعض الشقق التى يملكها وارتبطت معه على شراء 2 شقق في مدينة اكتوبر  لاستعمالها للعائلة والشباب كمحطة عبور من وإلى اوروبا وامريكا بدلا من الإقامة في الفنادق، وحولت له القيمة بحوالة مصرفية بالدولار مما كان سعيدا على المعاملة  الطيبة والثقة الغالية حيث  بيني وبينه معاملات مالية سابقة وسبق أنه كان دائنا لي  بمبلغ كبير من المال  ولم يطالب أو يضغط في اي يوم على حتى أكرمني الله تعالى وسددت له جميع أمواله وأنا شخصيا شاكرا له موقفه النبيل تجاهي ولن أنسى أفعاله فأنا شخصيا وفي مع الجميع وبالأخص الذي ربطتني به إخوة من الدهر وليس من الظهر، أيام  رفقة الوقت الصعب المعاناة والمطاردات المعاملات المالية السابقة . 

الحياة مواقف ودائما أستشهد بحكمة ومثل كان يردد فيها الشهيد جاب الله حامد مطر الذى خطف من القاهرة بمعاونة من رجال حكم مصر لقاء اموال، حيث يقول أحسن مافي الزمان طوله، لان الطريق طويلة وكل إنسان فينا وله عثرات وكبوات ومن خلال مرور الزمن والتجارب تظهر المعادن أو المساوئ  للرفيق على السطح حيث لا يصح الا الصحيح ومهما حاول الانسان التغطية أو الإخفاء الزمن كفيل بالتعرية وعندها الفضح والسقوط  في الهاوية وإنعدام الثقة الغالية وهي الأساس في التضامن  والتواصل الرفقة الصادقة والعمل الجاد.

 الجمعة 2011/4/29م  
الذهاب الى مطار القاهرة الدولى للسفر الى دولة الامارات دبى والساعة العاشرة صباحا كنا قد تمكنا من إتمام الإجراءات العقيمة فى المطار والروتين المهترئ وجاهزين للصعود للطائرة والسفر ،، وكانت رحلة مريحة ووصلنا بعد عدة ساعات ورأسا الى الفندق للراحة حيث لم أنام طوال الليل  نتيجة نية السفر والتفكير والضغوط وكيف نعمل بخطوات مدروسة وبسرعة حتى نضمن الفوز والنجاح للثورة المجيدة ونستطيع بقوة شرح القضية العادلة للعالم حتى نضمن الإمدادات والدعم والمساندة من العالم الحر 

السبت 2011/4/30م  
لقاء مع الاخ والصديق السيد عبدالعالم الغرياني الذي أتى إلى الفندق لدعوتنا على وجبة غداء  وكان برفقته إبنه السيد أكرم، ومن خلال الحديث وطلب الدعم والمساندة للقضية والثوار مما تكرم وأبدى إستعداده للدعم والمساندة  وكان فوزا كبيرا حققته حيث القضية سامية نبيلة وجميع الليبيين الاحرار مستعدين للقيام بالمساندة والدعم عن قناعة وبضمير نابعا من أعماق القلوب ضد الطاغية القذافى المجرم .

طلبت من السيد عبدالعالم التبرع الدعم والمساندة للثورة مما وافق على تقديم ملابس عسكرية عن طريق مطار تونس حتى يسهل التوصيل للمواد والمعدات بسرعة  لأن  جميع المواجهات والمعارك  في الغرب حيث الشرق تحرر من الشهر الاول وطرد كتائب القذافي الغوغائية بقوة السلاح واصبح الحد الفاصل والمعارك والمناوشات في منطقة اجدابيا والبريقة حيث مجمعات النفط قائمة، وقامت حكومة انتقالية على عجل رئاستها مدينة بنغازي وعلى رأس الحكومة صديقي القاضي مصطفى عبد الجليل من مدينة البيضاء  الذي عرفته منذ سنوات عديدة عام 1993م  

بالمساء اللقاء مع الرفيق السيد رمضان بن عامر الذي قدم من مدينة العين، والعشاء والسهرة إلى الساعة الواحدة صباحا في الفندق في أحاديث عامة عن الوضع الميداني على ساحات القتال  والجبهات العديدة وكيف ضياع قوات الكتائب القذافية التى أصبحت مشتتة غير قادرة على السيطرة وفرض وجودها والقضاء على الثورة المجيدة المحمية من الله عز وجل .

مهما عملت وقتلت وشردت كل يوم تتراجع الى الخلف وبوادر النصر تلوح في الافق وعن قريب بإذن الله تعالى سوف تنهزم وتفشل وتنتهى إلى الأبد، فالظلم ظلمات والحق نور وضياء دائماً المنتصر .

  يوم الأحد 2011/5/1م  
لقاءات مستمرة مع الكثيرين من إخوتنا الليبيين والآخرين والظهور في قنوات المجد السعودية، وقناة  CMBC حيث أدليت بكثير من التصريحات عن زيارتي إلى ليبيا وعن ماشاهدت من تصميم الثوار والشعب الاحرار  على القضاء على النظام الفاسد العفن مهما كلف من أرواح شهداء ضحايا وجرحى ومعاقين .

لقاء جيد مع السيد ( م س ) ونهاية الجلسة والحديث المحزن عن ما يحدث في وطننا من جرائم قتل بشعة من قبل كتائب وأعوان القذافي كردود أفعال وإنتقام لكل من يرفض الحرب ضد الاحرار، أو يشتبه فيه أنه من الثوار ونهاية الحديث شجعنا في المسيرة الحزبية واعلن انه يريد ويرغب فى الانضمام معنا فى الحزب الجديد مما كان لحديثه الجيد وانضمامه وتشجيعه الأثر الطيب فى النفس أن ليبيا بها رجال قادرون على السير في المسيرة النضالية .

لقاء مع السيد مختار وسهرة حتى الساعة 1:15 صباحا بالحجرة بالفندق وذلك للبحث عن وسيلة النقل وشراء زورق سريع لتوصيل الإمدادات إلى مصراته عن طريق البحر سواءا من بنغازي ليبيا أو مالطا … حيث أهالي ثوار مصراته يعانون  نقص الإمدادات والأسلحة، إذا المعونات والنجدة تتأخر عندها المصائب تحل وتقع على رؤوس الجميع وتقطع ظهر المقاومة الشريفة ويصبحون  قاب قوسين على الاستسلام لكتائب الطاغية

                          رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة 

Sunday, May 19, 2013

شاهد على العصر 99




بسم الله الرحمن الرحيم 



        كان العقيد الناجي الجدائمي وإبنه المعاون، ودودا يحاول قدر الإمكان والجهد،  وبالإمكانيات البسيطة المتاحة من رئاسة الجيش والمجلس الانتقالي المكون على عجل  خلق لواء من الثوار مستغلا الاندفاع والحمية للدفاع عن الوطن والخلاص من الطاغية بأي ثمن  للالتحاق بصفوفه حتى يستطيع ان يشارك به مع الآخرين في معركة فاصلة ضد كتائب  القذافي  المجهزة والمدججة بالسلاح والعتاد والمعدات لمثل هذا اليوم للصد والتصدي لأي ثورة أو انتفاضة وتمرد ضد القذافي والنظام الفاسد اللعين.

نجح في إستقطاب الكثيرين وتطوع العديدون من الثوار في الصفوف الأولى على حسه وسمعته في الاوساط العسكرية والمدنية نظير أعماله الجيدة السابقة  في الجيش  وعن معاناته من النظام السابق عندما زج به في مؤامرات هو برئ منها ولكن القصد الإزاحة عن المناصب القيادية حتى لا يشكل مع الوقت أي خطر، مما الشباب الجيد الذين جمعهم حب الوطن والفداء من أجل الحرية ساندوه بالرغبة عن قناعة .
لكن الأصابع السوداء والقوى الخفية التي تعمل جاهدة وراء الستار للتحكم في مقدرات الوطن وعدم الدراية بما يجري في الخفاء من تطورات على الساحة الفعلية والواقع المرير المؤسف من البعض الذين لهم أجندات أخرى شيطانية  يعملون من أجلها لإحتواء الثورة الليبية وقطف ثمار النصر وإبعاد الوطنيين الحقيقيين عن الاضواء حتى تخلو لهم الساحة ويستطيعون التحكم في مقدرات الامور في ليبيا بعد نجاح الثورة والنصر

وجد نفسه يدور في حلقات مظلمة لم يستطيع إستيعابها أو التحكم فيها لأنه غير متمرس لمثلها فهو رجل ميدان  وجندي محترف للتنفيذ حسب  التعليمات من قيادته المسؤولة، لا يفهم الدسائس والخبث والمؤامرات 

للأسف الرجال الأحرار الوطنيون غير مرغوبين في البقاء في الصدارة لان الكثيرين فئران أنابيب في الخفاء والظلام لا يستطيعون الظهور في العلن حتى لا تعرف نياتهم من قبل الجميع وتتم محاربتهم علانية، للأسف يستغلون أمورا كثيرة وبالأخص  الدين الإسلامي  كغطاء والدين براء منهم وهم لا يعرفون من الدين الحنيف الا القشور، حيث الدين الإسلامي وحي من الله عز وجل دستور إلاهي صالح لكل زمان ومكان 
خرجت من زيارة العقيد الناجي بعد الإتفاق على الاستمرارية في اللقاءات والتعاون المثمر من اجل الثورة حتى نستطيع ان نصل للنصر النهائي عن قريب بإذن الله تعالى وتم الاتفاق على لقاء آخر اليوم الثاني الساعة الخامسة مساءا لطرح جميع الامور الشائكة في التوحد مع فصائل الثوار الكثيرة للعمل تحت شرعية اللواء المسلح، الذي تحت الإنشاء بدلا من كل فصيل وكتيبة منفصلة لحالها مما تتضارب المصالح والتخبط في القرارات وبالتالي يتم التصدع ويجد العدو الفرص للتغلغل من أحد …

أهم اللقاءات المهمة في تاريخ الثورة اللقاء مع اللواء عمر الحريري الذي كان حينها  الممثل العسكري للمجلس الانتقالي المؤقت وكانت المقابلة الساعة 6 مساءا في مقر القيادة وحيث تربطني به صداقة وأخوة منذ سنوات وبالأخص في أيام عزلته وتقاعده المبكر حيث كان سجينا في بيته في مدينة طبرق  تحت المراقبة الفعلية من قبل النظام،  مما خاف الجميع من الإتصال به وزيارته وكنت أحد القلائل الذين يزورونه في بيته بواعز المحبة والاحترام والتقدير  عندما أتواجد في مدينة طبرق ضاربا عرض الحائط بكل ما يقال عن مراقبة النظام له وأنني سوف أتأثر بطريقة او أخرى من الاتصال به وأصبح مستهدفا .


من خلال الحديث والرغبة الجامحة في الحصول على السلاح  عرفت منه أن المجلس الانتقالي طلب العون والإغاثة من السلطات المصرية لبعض قطع السلاح البسيطة حوالي الف بندقية رشاش مع الذخيرة ولكن السلطات المصرية تلكأت ولم تساند ساعة العسرة والضيق بأي مساندة حقيقية،  مما خلقت فجوة كبيرة في العلاقات الاخوية التي سوف تصبح لها آثار سلبية وجروح عميقة في العلاقات المستقبلية بين الدولتين الجارتين عندما يتولى بعض الاحرار الثوار العارفين  بالامر مقاليد الامور يوما من الايام 

نظير الثقة العمياء إستلمت كشفا بطلبات المعدات من أجهزة الإتصالات المرغوبة للجبهات القتالية على أن أسعى في الحصول عليها من امريكا نظير العلاقات مع بعض الخواص في الدولة الذين لهم التأثير والكلمة في مثل هذه الامور عن طريق الشراء من الشركات الخاصة والتزويد للمعدات 

رجعت إلى البيت وكان أحد المرافقين ( ك ع )  يريد حشر أنفه في معرفة ماذا دار من حديث خاص فى اللقاء مما رفضت رفضا قاطعا فهذا موضوع خاص وليس للنشر على الملأ فنحن في حالة حرب وثورة  ولا أريد أن تتسرب المعلومات !!!

بدون أن يعلم حيث كنا نقيم مع بعض في بيت خالة رفيق، أعطيت صورة الكشف لإبني ( علي )  الذي ذهب مع المناضل رفيق إلى أحد مراكز الخدمات  للإتصال السريع حيث كان إبني محمود المقيم وقتها في بنغازي ضمنهم في الإرسال بسرعة الايميل بالقائمة المطلوبة إلى إبني مصطفى المقيم وقتها في امريكا للقيام بالإجراءات والاتصالات والحصول عليها في أسرع وقت حيث الوقت له تأثير كبير فالضحايا  يسقطون بالعشرات كل يوم

يوم الجمعة 2011/4/22م 
صلاة الجمعة بأحد المساجد في بنغازي وكانت الخطبة رائعة عن الجهاد في سبيل الله تعالى والقضاء على الظلم والظالم بما أمر المولى الخالق والتكبير العالي القوي من الحناجر المؤمنة  طالبين التأييد والنصر على الطاغية في أسرع وقت تشجيعا وشحنا للهمم  مما جعلت الانسان يشعر بالفخر والزهو أن الشعب أصيل جوهرة مثل الماسة عليها غبار أربعة عقود ونيف نظير الجهل والتجهيل من مجنون وعصابة أفاقين منافقين 

بالثورة المجيدة بدأ التطهير والتنظيف وعن قريب بإذن الله تعالى سوف تشع وتلمع في سنين قليلة في دولة ليبيا الجديدة، وتساءلت النفس كيف هذا الشعب اتحد بسرعة في بوتقة واحدة،  نسى جميع الخلافات والجهويات وأصبح جسما ويدا واحدة مع بعض وتحدى وصمد ضد الطاغية … أليس بعناية وتأييد  ونصر ربانى كبير أراده الله عز وجل فى وطن به المليون حافظ وقارئ لكتاب الله تعالى القرآن الكريم .

الغداء في المطعم التركي قرب ميدان الشجرة وقد حضره المناضل سالم التركاوي وأحد مرافقيه كحرس والسيد رفيق إستيته وإبني ( علي )  وتم ترتيب اللقاء مع المناضل سالم دربي قائد الكتيبة والمسؤول عنها لإنضمام كتيبة شهداء أبوسليم للعمل الجهادي تحت إمرة اللواء الجديد حتى تكسب الشرعية وتصبح ضمن لواء الثوار جيش ليبيا الحر .
وتم اللقاء بحضور الجميع بعد الغداء في المقر الجديد للواء الثوار بحضور العقيد الناجي الجدائمي والمناضل سالم دربي للاتفاق على العمل الجماعي تحت قيادة واحدة وكنت سعيدا جداً  حيث وفقني الله تعالى في تقريب وجهات النظر بين الأطراف العديدة لمصلحة الوطن الذي هو الاساس وتقريب مدة ووقت  النصر بالعمل الجماعي  الموحد بدلا من ضياع الوقت في مهاترات بين الأطراف المتعددة بدون جدوى .

يوم السبت 2011/4/23م 
الرجوع إلى درنة بالبر في الصباح  مع رفيق ومررنا في طريق العودة على آلِ الحاسي في العقورية ( توكرة ) للزيارة، والغداء الجيد ( ذريحة ) في مدينة البيضاء عند السيد حسن مغتاظ الذي أكرم الوفادة والاستقبال واحاديث شيقة وبعدها انتقلت إلى مدينة شحات ولقاء آخر مع السادة الإخوة عادل وصلاح الميار ونقاش على دفع مبلغ من ثمن الارض حتى يتم البيع والشراء رسميا ونهاية الاصيل كنت متواجدا في مدينة درنة حيث تم تسليم المقطورة إلى كتيبة الثوار أبوسليم مع عدة اطارات إضافية جديدة للسيارة الفورد التي تم تسليمها لهم  حيث لها مقاييس مميزة وغير موجودة بالأسواق.
العشاء بالمزرعة وقد حضر العديدون مابين مادح وقادح والبعض منافقون مدعين يحاولون التقرب والظهور في الصورة انهم مناضلين ثوار والواقع جبناء متخاذلين عبأ على الثورة  لم يقدموا أي شئ غير التملق والكلام والزهو الذي لا يفيد ولا يغني من جوع ويسمن حتى يمكن الاعتماد عليهم في الدفع بعجلة الثورة حتى الوصول للنصر بسرعة .
الذى اراح النفس بعض الشئ في الجو المشحون  أن الجميع مستبشرين بقرب النصر حيث قوات كتائب القذافى تتخبط وتقتل المواطنين  عشوائيا عند أي إشتباه مما عجلت في نهايتها وخلاص الوطن، لان كل انسان حر مواطن برئ  مظلوم يقتل من الزبانية والكتائب نظير الخوف والتهور تزداد النقمة من الثوار أبناء الشعب الأحرار عليهم  ويصرون بقوة على الانتقام منهم وقطع رأس الحية القذافي حتى تجف العروق بأسرع وقت 

يوم الأحد 2011/4/24م 
تناولنا وجبة الغداء في بيت الحاج الفرجاني إمداوي برفقة إبني ( علي ) والمناضل رفيق إستيته وتداولنا الحديث المهم  عن مدى تورط الكثيرين  ممن يدعون أنهم من أعيان درنة الموالين للنظام وإحياء الفتن والعصبيات القبلية الجهوية وعن الحديث في الشارع عن بعض التجمعات الذين يريدون الذهاب الى الشرق  الاسكندرية والقاهرة بمصر والى تونس بالغرب لدعم الظالم القذافى بأى وسيلة من الوسائل حتى ترفع من روحه المعنوية .

وقد تحصلت على قوائم  من رئاسة الأركان في بنغازي  ببعض الاسماء المحلية لفضحهم أمام الرأي العام وعن مدى أعمالهم الخاطئة وأحلامهم وكنت حزينا جداً لأنني كنت  اعرف  الكثير من هذه الاسماء معرفة شخصية وساءني تدخلهم في أمور خبيثة شيطانية ضد إرادة الشعب وملكني الشك الرهيب أنه بداخلنا طابور خامس يعمل بعنف لإجهاض الثورة المجيدة وتمنيت الحصول على الأدلة الصادقة أنهم متورطون في العمق، وليس الكلام وترديد الشائعات المغرضة الكاذبة لتحطيمهم وإزالتهم من الساحة الوطنية النضالية نظير الاشتباه وخلق الفتن وإحياء العصبيات الجاهلة من اطراف عديدة لمآرب شخصية او نظير خلافات شخصية 

كانت وجهة نظري أن كل مواطن برئ حتى تثبت الإدانة بالحق والضمير وبدون أي نوع من أنواع  الضغوط أو المحاباة والتحيز لمنطقة  او قبيلة وعشيرة دون أخرى بالتطهير الصادق، وعندها  يتم القبض عليهم ومحاكماتهم يوما بالحق نظير العمالة وتحدي احرار الوطن الثوار بالسعي الحثيث والتأييد للمجرم القذافي

السهرة بالليل بالمزرعة حيث السكن في استراحة بسيطة وكانت امام المزرعة بوابة للثوار تراجع القادم والخارج بعيون يقظة وكان الرصاص يلعلع معظم الوقت ولا يوجد بالمزرعة اي قطع سلاح حتى نستطيع به الدفاع عن النفس فى حالة هجوم اي مجانين أتباع للنظام .

يوم الاثنين 2011/4/25م  
تم شراء قطع كثيرة من بنادق الكلاشينكوف الرشاشة  وسلحت  بعض الرفاق لضمان الحراسات في المزرعة،  فقد كنت مستهدفا من الكثيرين  من الطحالب الذين يؤيدون بقاء النظام الجاهل الظالم لا يعرفونني شخصيا  بل عن طريق السماع

حضور المناضل  سالم دربي،قائد كتيبة شهداء ابو سليم القتالية الانتحارية، في المغرب للمزرعة حيث أقيم، فجأة بدون ترتيب نظير ظروف أمنية  وتم تسليمه بعض الاشياء الضرورية التي يحتاجونها في نزال الكتائب الند للند 

                              رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة