Monday, December 26, 2016

خواطر 22

بسم الله الرحمن الرحيم

 دورة الحياة
 ( 2 )

               سبحانك رب العالمين،  عجلة الحياة تدور بدون توقف ...  الوليد الجديد الذي خلق من نطفة في بطن أمه ودبت به روح الحياة وظهر للعالم وشاهد  النور في الدنيا ووهبه الخالق الله تعالى طول العمر...  ومع مرور الوقت يتقدم في العمر ويمر بمراحل الطفولة و المراهقة والشباب والكهولة و الشيخوخة  ثم العجز...   وآخر المطاف الممات والوفاة حيث لاشئ يستمر في الوجود من جميع المخلوقات غير الله تعالى الحي الموجود على مدى الدهور خالق كل شيئ....

                 و دارس تاريخ الأمة العربية  يستغرب كيف كانت بالسابق من الأوائل لها حضارة وسمو ومركز في القمة وجار عليها الزمان حسب دورة وسنن الحياة وإضمحلت وتراجعت وأصبحت بالمؤخرة مع غيرها من دول العالم الثالث منذ عصور الإنحلال والتفسخ بعد الخلفاء الراشدين والصراع على الحكم والسلطة... وطمع الإستعماريين الذي بدأ بالحروب الصليبية من الدول الغربية في الغزو والإحتلال للأوطان العربية ونشر الكثير من الأمور والعادات الغريبة الأجنبية في الأوساط ، التي لا تتماشى مع تعاليم ديننا وتقاليدنا الإسلامية... والبعض من المنافقين ضاع في المتاهات وأصبح بين البينين لا هو عربي مسلم قح مثل إخوته الآخرين ولا يهوديا ولا نصرانيا كاملا فى العقيدة من أهل الكتاب، ملحدا لا يعبد الرب تعالى متجاهلا وجوده ، ضالا روحيا مثل عابدي الأصنام والبقر عن قناعة وإيمان بدون مراجعة النفس ونحن نعيش في عصر العولمة والتقدم وأصبح الضال الملحد لا من هؤلاء ولا من هؤلاء،  تائه الروح والعقيدة كافرا وضاع دنيا وآخرة...

                          عصر الثورات في الأمة العربية، بدأت من بلاد الشام (سوريا)، ثم حدثت اللعنة  التي بدأت من بني أمية بتمردهم على آخر الخلفاء الراشدين سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و شرخت الخلافة الإسلامية نتيجة الطمع في الحكم والسلطة.... ومازلنا نقدم المآسي والضحايا منذ تلك الأيام إلى الآن من التمرد والثورات المبرمجة وكأنها مسرحيات لشغل الرأي العام ولفت الأنظار مثل ثورة ومسرحية  الرئيس حسني الزعيم، الذي لم يستمر طويلا في الحكم وكان من أحد الرواد في الثورات العربية الحديثة مع غيره من الكثيرين من الزعماء والقيادات الجنود المجهولين الذين طوتهم الارض في بطنها والتاريخ في سجلاته وضاعت الشعوب في خضم الثورات العديدة نتيجة الحماس والإندفاع....

                 الإستعمار الأوروبي خرج من الباب نتيجة ثورات الشعوب العربية الرافضة لوجوده على أراضيها ودخل متسللا من النافذة بمخططات جديدة إقتصادية للهيمنة وخنق الأنفاس .... وأصبحنا بدون إرادة أتباعا إلى الآن بعلمنا ونحن ندعي الإستقلال وآخرها ثورات الربيع العربي في عدة دول عربية و التي خلفت المآسي والدمار ونعاني الويلات والمحن في بعضها إلى الآن ، في غياب الوطنيين الأحرار الذين أصبحوا في المؤخرة و الظلال ولم تتاح لهم الفرص في الحكم السليم...    وصلوا لأعلى المناصب فجأة نتيجة الحظ ولم يستطيعوا التمسك بالسلطة والقيام بالمرحلة المطلوبة على وجه سليم لأنهم ضعفاء الشخصيات غير دمويين ليست لهم الخبرة والتجربة في الحكم وقيادة الشعوب بحكمة والمواجهة وبالأخص مع ثوار  مسلحين ذوي فكر متشدد ....

                 وإستغل الامر ذوي الطمع أشباه الرجال بحجج كثيرة وقفزوا على سفينة الحكم في الغفلة وأصبحوا الربابنة وقادوها بالخبث وقوة السلاح (المليشيات) بدون الديمقراطية ولا دستور و لا قوانين عادلة تحفظ حق الجميع...   ومهما طال الوقت لن يكون هناك إستمرار ولن تصل إلى ميناء الأمان طالما هؤلاء يمسكون بدفة القيادة !!! 

                   ذكرني هذا بأحد الأمثال الصينية الذي قاله أحد الحكماء وردده ناصحا الرفاق الوطنيين وقتها بأن يأخذوا الحذر ويكونوا فاهمين اللعبة السياسية وكيف تدار بمهارة وقذارة، قائلا مرددا (يخطط للثورات الحكماء وتقوم وتفوز وتنجح بفضل تضحيات الرجال الأحرار الشرفاء ذوي العزم والجرأة والفداء الشهداء ويستولي عليها الجبناء المنافقين أشباه الرجال الذين في آخر الطوابير قابعين في الظلال يتربصون مثل الوحوش للإنقضاض على الفرائس في الغفلة) ...  وهذا المثل حدث لنا ومازال يحدث في الأمة العربية ودول العالم الثالث في غياب الحكم بالديمقراطية والدساتير وسلطة القانون ، إلى الآن!

                   البعض من الزعماء والملوك والحكام لديهم الضمير الحي وحب الوطن ولكن تاهوا عن الطريق  السوي نتيجة القهر والظلم للشعوب وعدم الحكم بالعدل ووجود الأعوان السيئين في التنفيذ الذين إستغلوا السلطات والصلاحيات الممنوحة لهم لخدمة أغراضهم الخاصة بالقمع لمن يرفع رأسه طالبا العدل و المساواة،  قصد إرضاء الحاكم وإشعاره أنهم عيون ساهرة على بقاء نظامه ، مما رجعت الدائرة على رؤوس الجميع الحاكم والمحكوم بالمحن والثورات....

                      وللأسف الشعوب العربية دائما مندفعة بدون روية وتحكيم العقل، تصدر أحكامها دائماً في عجلة وتتمرد على أولاة أمرها نتيجة القشور بدون التعمق في الواقع ، وعمل الصحيح الطاهر حتى تنهض وتتقدم...  لأن الملك والرئيس والحاكم كثيرا من الامور لا يعرفها ولا يعلم بها حتى يبت الأمر فيها ويعدل ، مغيبة عنه من أعوان السوء كما ذكرت مما يتحمل مسئولياتها وتبعاتها لأنه في المقدمة في أول الصف والعنوان....

                    سوريا من احد الدول العربية التي تتكون من خليط من الأجناس والعبادات ذات الوطنية السباقة في الوحدة في العصر الحديث (الجمهورية العربية المتحدة) التي لم تدم فترة طويلة نتيجة الأهواء وتدخل الأيادي السوداء وتم الإنفصال بقيادة أول رئيس وزراء السيد مأمون الكزبري رحمه الله تعالى ...

                 والان رجعت دورة الحياة، دورتها عليها بالمحن والمعاناة من خلال تمرد وثورة على حكم الرئيس بشار الآسد ، التي أكلت وإلتهمت اليابس والأخضر منذ حوالي ستة سنوات ولم يتوقف الصراع إلى الآن بين طوائف السنة والشيعة العديدة التي ظهرت للوجود ويغذيها الشرق والغرب نظير اللعنة الإلاهية و المصالح المتضاربة منذ البدايات و التي تحتاج إلى تهدئة النفوس والمصالحة الوطنية لأطراف النزاع والجلوس على مائدة المفاوضات للحوار للوصول إلى السلم والأمن والأمان بدلا من لغة السلاح والقتل والدمار وضياع الوطن...

                  والحلول في عصرنا الحاضر ليس النجاح والفوز في الحرب ولا الإرهاب هو الفيصل النهائي سواءا نصرا أم هزيمة وإنما قهر النفس اللوامة الأمارة بالسوء والتضحيات للوصول إلى تفاهم بقلوب طاهرة والتعاون معا ضمن قوانين تضمن السلام والأمن والأمان لجميع الأطراف كما يحدث الآن في أمريكا وطن اللبن والعسل والفرص ، شعبها خليط من جميع الأجناس والعقائد والمذاهب والديانات التي ذابت و انصهرت مع بعضها بمرور الزمن وأنتجت دولة كبرى لها الريادة والقيادة بالعالم نتيجة الدستور الجيد من الآباء الرواد الأوائل الذين حكموا العقل للمصلحة العامة بدون غرور ، ومد اليد اليمين بالسلام لمن أراد السلام وفي حالة العجز ، الضرب بقوة باليد الأخرى من حديد ، مما حافظت على التوازنات الدولية وأصبحت سيدة العالم ، تأمر وتنهى كما ترغب وتريد !!!

                الإرهاب العالمي عصر جديد آخر تم خلقه من قوى الظلام الخفية لتنفيذ أغراض خاصة والوصول إلى أهداف معينة و آفة كبرى خلقت من الخصوم والأعداء للأمم لجعل الأمة العربية الإسلامية تعيش وتعاني المرارة والمحن ولا تنتبه للإصلاح طالما النفوس خبيثة غير طاهرة لم تفتح قلوبها بعد للسلام مع الخصوم والأعداء ، والأمة العربية لن تستطيع النهوض والتقدم طالما أحد قضاياها القومية المهمة مازالت عالقة ولم تسوى بحلول ترضي جميع الأطراف المتخاصمة وعلى رأسها قضية فلسطين بين العرب واليهود التي لا تزال قائمة حية وفي صراع دموي لا ينتهي بسهولة ، و يحتاج إلى عقول و تضحيات و تنازلات و وقت طويل ...  وهم أبناء عم من جد واحد سيدنا إبراهيم خليل الله تعالى، ورسولهم سيدنا موسى كليم الله عليه السلام ...  يحتاج  الطرفان إلى وقف الحرب والدسائس والإرهاب نهائيا حتى ترتاح وتهدأ النفوس...   و الحوار الهادف لمصلحة الجميع والسلام والعيش في دولة واحدة بدون أسوار فمن حق الجميع العرب واليهود العيش في امن وأمان بدون خوف ورعب من الإرهاب المجهول القادم  الخوارج المرتدين ....  والله الموفق...

رجب المبروك زعطوط

Saturday, December 24, 2016

خواطر عامة 21

 بسم الله الرحمن الرحيم

 دورة الحياة
 ( 1 )


                 الحمد لله تعالى أن جعل دورة الحياة مستمرة إلى أن يشاء من وقت وكل شئ يرجع إلى أصله من البداية كما خلق ، مهما طال الوقت ، حيث الصراع بين الخير والشر منذ بداية الأزل و إلى إنتهاء الأجل ونحن بشر مخلوقات مسيرة بالقدرة الإلاهية نعيش ونحي فترة زمنية ضمن منظومة الحياة ونموت ويأتي بعدنا آخرون وآخرون الخ .... لعبادة الخالق تعالى وإعمار الارض  إلى يوم القيامة والحساب والجزاء على أعمالنا الخيرة أم الشريرة أثناء الحياة الدنيوية حيث الدنيا فانية ولن يبقى في الوجود إلا الخالق الله تعالى الواحد الأحد حيا لا يموت.

                       عندما يراجع الباحث بعمق ودقة حال الأمة العربية اليوم وكيف تعيش في الدرك الأسفل متأخرة من ضمن دول العالم الثالث وهي تصارع من أجل البقاء، يتأسف على الحال والوضع المشين الذي وصلت له وهي التي ذكرها المولى تعالى أنها أمة وسط ومن أحسن الأمم التي خلقت ورسولها ونبيها سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام آخر وخاتم الأنبياء والرسل على الأرض، يستغرب ويتعجب على الحال الحزين المؤسف والمأساة ويحزن من أعماق القلب والضمير أن تصل إلى هذا الحال المزري والسقوط للحضيض و هي التي كانت من الأوائل والرائدة في العديد من العلوم التي فتحت آفاق النور للكثيرين من الأمم ... ناسين أن دورة الحياة لا تدوم على حال واحد طوال الوقت ، تدور إلى مالا نهاية حتى يأذن الرب تعالى يوما بحلول يوم القيامة ، فسبحان الله عز وجل مغير الأحوال من حال لآخر كما يشاء ويرغب ...

                 إنها مأساة كبيرة تعيشها الأجيال الحاضرة والقادمة إذا إستمر الحال  على هذا الوضع والمنوال في البؤس والشقاء تعاني من  القهر و المحن المفتعلة الواحدة وراء الأخرى ، رغم أنه لديها جميع المؤهلات الروحية والإمكانيات المادية للنجاح والتقدم بالدنيا والآخرة من جميع الموارد والأشياء الغير متوفرة ومتاحة للبعض الآخرين من الشعوب  ... وبعضنا من المنشقين الخوارج المرتدين من وجهة نظرنا يعيشون  في الضلال بعقليات متأخرة عفى عليها الوقت ولا تصلح لهذا الزمن الذي زاد فيه التطاحن والتناحر والصراعات الدموية بين الشرائح والفئات على السلطة ونهب المال العام والعمالة للغير من حكومات الدول العربية والأجنبية مما تأخرنا عن المسيرة ولم نواكب بقية الأمم المتقدمة في الحضارة والسمو والديمقراطية (الشورى) التي هي أحد أعمدة وركائز ديننا الإسلامي الحنيف ونكون دائماً السباقين والرواد في المقدمة والقمة للآخرين، كما كان أجدادنا الأوائل الذين نشروا العلم والنور في مجاهل عديدة في العالم وبالأخص في أوروبا عندما كانت ترزح في الظلام أثناء القرون الوسطى نتيجة طغيان  الكنيسة وإستبداد الأثرياء النبلاء الإقطاعيين على عوام الشعب بدون رحمة ولا شفقة وكإنهم عبيد لخدمتهم ، في صراع دموي شرس بين القديم والتحديث ونجحت وتقدمت إلى القمة بسرعة عندما فصلت سلطات الدين الكنيسة القديمة، التي لم تتطور ، عن الحكم في الدولة ....

                  كل فترة زمنية تدور عجلة الحياة ضمن مصطلحات وأمور خفية خيرة وشريرة ومحن عديدة حدثت وتحدث إلى هذا اليوم، ولا أستطيع تجميعها أو عدم نسيان إحداها وهي مهمة لأخذ العبر من كثرة العدد... إبتداءا من الصراع الديني ونشر دين الإسلام وقت ظهوره والحروب الصليبية والإستعمار والغزو لمعظم الوطن العربي في العصر الحديث من طرف بعض الدول الأوروبية وتم إستنزاف الخيرات بقوة السلاح والإحتكارات ودس الفتن والفساد والإفساد بين الاخوة في الدين والمصير، الجيران ، مما عاشوا طوال الوقت في خصام وعراك وتناحر ، جهل وتنافس وصراع دموي على الحكم والمناصب ... وإرتاح المحتلون فترة زمن من  القلاقل والمشاكل من الشعوب المحتلة و إستمر الإحتلال  سنين أخرى عديدة نتيجة الجهل ، وضعنا دنيا وآخرة ....

                          إننا كشعوب عربية جاهلة و مغرورة ، لم نعرف ان مصلحتنا الأساسية وعزنا وسعادتنا الرجوع للطريق السوي بما أمر الله تعالى والإتحاد والوحدة بالمنطق والحوار على مائدة المفاوضات ضمن العقل والحكمة والعمل مع بعض ضمن الأصول بدون هيمنة البعض على البعض ونتجاوز عن الخلافات ونعرف من عدونا الحقيقي للجهاد ضده بجميع الوسائل والإمكانيات ... الجهل والطمع التزمت والتعصب الفارغ بأمور دينية تحتاج إلى تأويل وتفاسير حسب الوضع والعصر الذي نعيشه بدلا من إتخاذه عناوين وغطاء للفرض والإكراه وسفك الدماء كما يحدث الآن من الجهلة في التفاسير والفتاوى الخاطئة ناسين الأمر الإلاهي الذي يقول في القران المجيد بسم الله الرحمن الرحيم (لا إكراه في الدين) صدق الله العظيم ...

                     متناسين أن الأساس في النهوض والتقدم   هو السلام والعدل، الأمن والأمان والحوار بالمنطق الهادف وتحصيل العلم النافع إسوة بالآخرين في هذا العالم المضطرب الذي يهوج ويموج وأن ديننا الحنيف يأمر بالعدل والإحسان والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف والتسامح مع الجميع مهما إختلفت العقائد والمذاهب الدينية حيث الدين لله تعالى والأرض للجميع....

                       كان لدي أخ وصديق رحمه الله تعالى أيام المعارضة والكفاح في أواخر الثمانينات من القرن العشرين الماضي لديه حكم عديدة وأقوال مأثورة و دائماً كان يردد ويقول في الجلسات عفويا ينصح ويذكر "أحسن مافي الزمن طوله والكفيل بإلتئام الجراح مهما كانت غائرة مؤلمة وتنزف بالدماء"، والبشر خطاؤون ينسون الأحداث الصعبة الأليمة وتصبح في زوايا النسيان مع مرور الوقت بدون ذكر وإحياء حتى تتجدد ذكراها وترسخ في الأذهان ، يغطيها الغبار حسب سنن  وقوانين الحياة والقلائل ذوي المعرفة والفهم الذين يأخذون منها الدروس والعبر التي مرت وحدثت موعظة ولا تتكرر الأخطاء مثيلاتها مع المستقبل ...

                    للأسف كنا لاهين عن المعرفة ولا نأخذها بجدية وأصبحنا في آخر الطابور نسير و نحن مسيرون ، نعاني من المتاهات والتراهات ، الكبير والصغير والعالم والفاهم والجاهل منا، بلعبة الشطرنج الدولية للهيمنة والإستغلال، من قوى خفية أجنبية ومحلية... حيث جميعنا بشر خطائون ولا أي واحدا من أولاة الأمر ،أصحاب القرار لدينا كأمة عربية ، لديه الشجاعة الأدبية وقوة العزم والجرأة لكي يعترف بالواقع المرير الذي حدث ويحدث من الأخطاء في النظام والحكم ويغير للأحسن والأصلح للمواضيع السيئة الخاطئة حتى ينهض الشعب ويتقدم بالصراحة والتفاهم بين الحاكم والمحكوم ...  يدعون الذكاء والمعرفة، أساتذه فطاحل بدون شهادات ولا خبرات ولا تجارب الحياة والزمن وهذا هو سبب البلاء الكبير الذي نعاني منه طوال الوقت، الجهل و الغرور والحماس في إتخاذ القرارات المصيرية بدون دراسات عميقة و لا تأني و لا مشاورة  مع اصحاب الرأي الصادقين الوطنيين، مما تأخرنا عن الركب ومسيرة التقدم ....

                الأمة العربية طوال الزمن الماضي مرت بعهود زاهرة سعيدة في مجالات عديدة بقوة الإيمان والعقيدة المحمدية ونشرت العلوم للبشر وحاربت الجهل في جميع صوره وأشكاله إبتداءا من أول سورة من قرآننا العظيم نزلت، بالأمر الإلاهي الذي يحث على العلم والدراسة (بسم الله الرحمن الرحيم: "إقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم") حتى نتحضر ونسموا ونتقدم بالعلم والنور الإلاهي، ونضمن الحياة الهانئة السعيدة وراحة النفس والبال من الشكوك و وسوسة شياطين الإنس والجان بالدنيا، والفوز في الآخرة .....

                    عهود جهل ودمار على جميع المستويات نتيجة عجلة الزمان التي تدور ولا تتوقف إلى ان يشاء الله تعالى من وقت وكثرة التحديات والصراعات ودس الفتن في الأوساط من الخصوم وقوى الظلام التي دائماً تخطط للأمة الشر حتى لا تنهض لأنهم يعرفون عن يقين أنها ماردا جبارا لديها جميع المعطيات والمؤهلات لو إستيقظت من النوم والتخدير المبرمج لإبقائها متأخرة ... نستطيع عمل الكثير كما كان الأجداد الأوائل بدايات الدعوة للإسلام ذوي النوايا الصافية والقلوب الطاهرة و الذين هم لم يصابوا بعد بالخبث والطمع وإغراءات الحياة العديدة والسقوط في الرذائل نتيجة الدس في الأوساط الدسائس الضارة الهدامة في قوالب حلوى لذيذة شهية المذاق مثل العسل الحلو يشتهي كل إنسان تناوله بدون بحث ولا سؤال و لا تدقيق عن مصدره ونوعيته، والسم الزعاف القاتل بسرعة ممزوج به عن قصد وسابق الإصرار من الخصوم والأعداء مما أصابتنا الأمراض العديدة المعدية نتيجة تطور الحياة والفساد والإفساد وأصبحنا نعاني من المشاكل والمحن المفتعلة لدمارنا وخراب أوطاننا ، ندور في فراغات وحلقات لا تؤدى إلى أبواب النجاة والإنقاذ....

                     والحل الأساسي لهذه الآفات المؤلمة الكثيرة وفساد النفوس بالجهل والطمع نتيجة مرور الزمن، بتر الأمراض والشر حتى تنتهي وتتلاشى مع الوقت وننهض من دياجير الظلام بالرجوع إلى الهداية والطريق السوي، الحق والعلم والسلام والعدل و حب الآخرين بصدق كما نحب أنفسنا، و نتعاون في تبادل المصالح والأعمال مما مع  إستمرار الوقت تزال الأحقاد من النفوس ويحدث التآلف والصداقات والإحترام لأننا جميعنا بشرا إخوة من نسل أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقة القادمة...

Saturday, December 17, 2016

خواطر عامة 20

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 9 )

                      سبحانك رب العالمين من كان يعلم ويصدق ويخطر على البال أنه يوما سوف تحدث هذه الامور المشينة المؤلمة والحرب الأهلية والتناحر والقتال بشراسة بين الإخوة على سلطات ومراكز تافهة، مهما طال وقتها ،لا تدوم و نهايتها الزوال والفناء ... التي لا يرضى عليها الله تعالى ولا شرائعه السماوية  و لا قوانين الأرض في وطننا الحبيب ليبيا، التي كان يضرب بشعبها المثل في الطهارة والأخلاق الحميدة والأمن والأمان والشرف في المعاملات بالكلمة والمصافحة باليد كالعقد المكتوب لدى محرر العقود والمحامي والتسامح ، لا جرائم و لا قتل عشوائي ولا مد اليد وسرقة المال العام مهما كان المواطن محتاجا للعيش والصرف...

                     قطعا ليس كما يحدث الآن في وقتنا الحاضر القتل للإنسان بسهولة والأرواح اصبحت رخيصة نظير التناحر والصراع الدموي والنهب لحقوق الناس والمال العام...  ولا من يتابع القضايا العديدة التي تحدث يوميا على مدار الساعة في وطن مات فيه الضمير وغاب عنه العدل ...  يسير بدون دستور ولا قوانين صارمة عادلة في القبض على الأشرار المجرمين ذوي الأيدي الملطخة بالدم والسرقات و تقديمهم  إلى المحاكم للعدل تحقيقا للحق... وبالأخص من أدعياء الوطنية والثورية المتطرفين الذين إستغلوا الفرص لإشباع البطون بالحرام بجميع الوسائل بالنهب وسفك الدماء و وصلوا للقمة بدون ركائز وإنتخابات حرة مستغلين أوقات الفوضى والهرج والمرج وأصبحوا زعماءا وقياديين بقوة سلاح المليشيات والمال الذي تم نهبه من المال العام للمجتمع ...

                  إنني آسف وحزين تكاد الدموع تتساقط على وجنتي رغما عني بدون الرغبة في البكاء والعويل من كثرة المآسي العديدة المتلاحقة الواحدة وراء الأخرى على الرؤوس .... والمواطن الشريف البريء ضاع وسط الخضم والصراع وأصبح مثل القشة تطفح في بحر الحياة المتلاطم الأمواج، تتراقص مع التيارات و المد والجزر على غير هدى وطريق مرسوم حتى تصل إلى مرفأ الأمان وتستقر... تتقاذفها إلى أي وجهة غير معروفة ترميها على الصخور أو شواطئ الرمال ، يسير على غير هدى بدون توقف عاجزا جفت دماء النخوة من الشرايين والعروق نظير العوز والإحتياج حتى ينهض من الكبوة والأزمات المفتعلة وغير قادرا على الهجرة والغربة حتى يبتعد عن الضرر والدم والمعاناة اليومية لضيق ذات اليد مما الكثير من الأشياء والمواد الضرورية الحياتية للعيش الكريم وسلامة النفس غض النظر عنها رغما  عنه مؤقتا وإستكان للأمر مطأطأ الرأس للصعاليك قهرا بدون الرغبة حتى تمر الأزمات الصعبة على الخير والسلام ويستطيع تعويضها يوما ما إذا كتبت له الحياة وعاش ...

                   إنني مهما سطرت على الورق لا أستطيع الإلمام ولا العد من كثرة الأحزان المتلاحقة على أكتاف الوطن الحبيب من القرارات المصيرية والتصرفات الهوجاء من المستغلين للسلطة بالقوة ولا يريدون إتاحة الفرص والتنحي للغير بشرف...  باعوا الوطن بأبخس الأثمان للحكومات من إخوتنا العرب والأجانب نظير نهب الكنز الكبير الخيالي إرث النظام الجماهيري السابق الذي كانت أرصدة أرقامه بالتريليونات من الدينار والدولار مجنبة في العديد من الحسابات والذهب موجودا مخزونا في عدة أماكن للحفظ...

                          ضاع الكنز و شاع الفساد والإفساد وغاب الضمير وذاب معظمه في شهور وسنوات بعد تمرد ونجاح ثورة 17 فبراير التي كانت جميع الآمال والتطلعات معلقة عليها للتغيير والإصلاح للأفضل وإسعاد الشعب وأثبتت الايام الآن بعد مرور خمسة أعوام عليها من الصراع الدموي من بعض الأطراف على الوصول إلى قمة السلطة، أنها حادت عن الطريق السوي نظير أخطاء أولاة الأمر قليلي التجربة والخبرة في الحكم، في غياب حراس أمناء وطنيين حافظوا على الثروة من الهدر والضياع كما كان ديوان المحاسبة والرقابة يعمل بالسابق بكل دقة أيام العهد الملكي الباسم الزاهر الذي مضى إلى غير رجعة بدون أحزان وبيوت عزاء ومؤاساة....

                       كان الصرف وقتها يتم بعناية وحرص وكل دينار يصرف من البند الصحيح للصرف والمراجعات بدقة في المصروفات العامة وكانت الدولة وقتها فقيرة تعيش على الكفاف ومن فتات العطايا والتبرعات الزهيدة من الأمم المتحدة والدول الغنية المانحة كمساعدات إنسانية والدخل البسيط من تأجير القواعد العسكرية الجوية في مدن طرابلس العاصمة  (هويليس) وطبرق بالشرق (العدم) للحلفاء والقليل من عائدات التصدير لبعض الحبوب والمواشي الحية إلى اليونان وجزيرة مالطة والحلفاء والتبغ إلى بريطانيا وإيطاليا لصناعة الورق والسجائر...

                  وليس مثل حال اليوم الدخل الرهيب  من تصدير النفط والغاز والمشتقات النفطية والمعادن المهمة التي الكثير منها مازالت في باطن الأرض لم تكتشف وتعرف بعد من الليبيين أصحاب الوطن وعرفها المستكشفون الأجانب أثناء البحث وتركوها في السر والخفاء ، وجعل  اللعاب يسيل لدى الطامعين القوى الخفية التي عرفت الأسرار والخفايا والأنظار إتجهت للهيمنة على ثرواتنا القومية المنسية في الظلال بأي ثمن كان بدس الفتن والدسائس مستغلة الجهل والحماس الشعبي للوحدة العربية وقامت مسرحية الإنقلاب الأسود ثورة الفاتح حتى تستنزف الطاقات والمال في أوجه الحرام وتأييد الارهاب العالمي والفساد والإفساد للذمم ، ولا تتقدم ليبيا إلى الأمام...
         
                     نحن للأسف الشديد مشغولون بالصراع المشين، جهلة، لا نعرف ماذا لدينا من ثروات رهيبة تجعل المواطن يرفل في قمة الخير سعيدا لو إستغلت الإستغلال الجيد في بناء الإنسان بالتعليم الجيد والثقافة وينهض الفكر ويخرج من دوائر التخلف ويصل لمرحلة الحضارة والسمو ويبدع في التطلعات وتحقيق الأماني، وإعمار الوطن بالتشييد والبناء الحديث ضمن الدراسات والأصول... ونواكب العصر مع الأمم المتقدمة وليس البقاء ضمن دول العالم الثالث نعيش في الفوضى ونتحدى الكبار ، ونحن صغارا وضعفاءا بدون قوة ولا جهد على الصراع ....

                          الثروة الخيالية خلقت طبقة القطط السمان النهمة للمزيد والمزيد من الإلتهام لمال الحرام والزاقوم ، نهبت وسرقت وتناولت الكثير ولم تشبع بعد من المال العام للشعب، لا يهمهم عدد الضحايا القتلى ولا الجرحى والمعاقين أو الفارين المهاجرين الذين آثروا الهجرة والغربة للحفاظ على كرامتهم وعائلاتهم من الهوان القتل والخطف وطلب الفديات الكبيرة لإطلاق السراح .....

                    الأمة العربية الإسلامية في الوقت الحاضر تئن من الإرهاب في أشكاله وصوره العديدة في أوطان مات فيها الضمير وغاب عنها الحكم السليم بالديمقراطية والمسؤول يصل للقمة بدون إنتخابات حرة من عامة الشعب للفوز بالمنصب .... والحكم بالتطرف والتزمت والجهل والإكراه رغما عنا ، ناسين أننا في عصر العولمة ثورة الإتصالات والمواصلات لا شئ يخفى كما كان من قبل بالتعتيم، ودعوة ودولة المتطرفين الخوارج الدواعش أساسها الأول صناعة قوى الظلام الغربية خلقتها وظهرت على الوجود ودعمتها وأيدت السوس لينخر ويشوه دين الإسلام ، والتاريخ يوما سوف يثبت الأمر وأن الحركة لدمار الأمم بخلق المشاكل وإشعال الحروب حتى لا ترتاح ولا تستقر لخدمة مصالح البعض من الأطراف الخفية العالمية في الهيمنة على الشعوب الضعيفة الغنية بالموارد والثروات مثل وطننا ليبيا...

                 لقد نسى الجهلة صناع القرارات الشريرة  أنه لا شئ مستمرا ويدوم إلى مالا نهاية وفناء حيث عجلة الحياة تدور بدون توقف وكل ظالم له يوما مهما طال سواءا بالحياة الدنيا ام بالآخرة له حساب عسير حيث عين الله تعالى الساهرة لاتغفوا ولا تنام لحظة طوال الوقت على مر الدهور منذ الأزل وإلى إنتهاء الأجل وحلول يوم القيامة...   لا تخفى عليها أية ذرة خير أم شر مهما كانت ضيئلة، و لا تغفل على ما قدمت أيادي المجرمين من الآثام وبالأخص في حق الآخرين الأبرياء تصديقا لقوله تعالى " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار " صدق الله العظيم 

                     الثروات الكبيرة والكثيرة التي حبانا ووهبها لنا الله تعالى رزق ونعم وعطايا جزيلة كبيرة لم نعرف كيف نحافظ عليها ونستغل عائداتها للخير والسلام، كما قال الكلمة المأثورة الملك إدريس الراحل رحمه الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة وقت الضغط على زر محرك أنابيب التعبئة لتحميل أول ناقلة للنفط للتصدير للخارج في أوائل الستينات من القرن العشرين الماضي ( اللهم إجعله لنا نعمة وليس نقمة ) وحسدنا عليه الكثيرون إبتداءا من الجيران والآخرين ولم نحافظ عليه كما يجب نظير الجهل وقصر النظر والتناحر على السلطة مما أصبح نقمة ولعنة إلاهية،  ودفع وقدم الثمن الغالي الأبرياء المسالمين من عامة الشعب نظير الجهل والتطرف الذي أدى بالدمار والخراب لنا ، والهجرة القهرية لحوالي ثلث أبناء الشعب إلى الخارج وترك بيوتهم رغما عنهم محاولين النجاة من القصف العشوائي والقتل في الطرقات من قناصين لإشاعة الرعب، والغلاء الفاحش وإنقطاع تيار الكهرباء يوميا بالساعات العديدة ونقص الخبز في الأسواق والسيولة بالمصارف والوقود في المحطات في دولة تصدر حوالي مليون برميل يوميا وتعداد مواطنيها لا يتجاوز الستة ملايين ، نظير سوء الإدارة والخوف ...

                  نحتاج بقوة إلى رواد أوائل ذوي إيمان وعزم ووطنية يقومون بتحكيم العقل وجلوس جميع الأطراف المتناحرة على مائدة الحوار والمفاوضات بدون تدخلات الغير من الأطراف سواءا دولية أم محلية ويصلوا إلى حل جذري لتحقيق السلام  حتى يعم الأمن والأمان ونأخذ عبرا ودروسا من الأحداث ونفسر نبؤة الولي الصالح سيدي عبدالسلام الأسمر من مدينة إزليتن منذ عشرات السنين الماضية بالتفسير الصحيح الذي قال في أحد جلسات الأذكار والتواشيح الدينية في الحلقة بالزاوية مع الرفاق المريدين والتابعين للطريقة الأسمرية الروحية وهم يمدحون الحمد لله تعالى والرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، ويدق على الدف (البندير) ويردد هائما في عوالم حب الله تعالى طالبا الرأفة والعفو من البلاء والسخط القادم للشعب نتيجة عدم الحمد والبطر بالنعم ومن كثرة الترديد قال ( ياطرابلس يا حفرة الدم جاءك الخلاء يازوارة ومن جنزور تظهر الإشارة الخ الخ ... ) حيث سابقا أيام عهده كانت ليبيا تابعة للحكم العثماني التركي الأول والثاني ومرحلة قرن ونيف من الحكم القرمانلي تعرف بإسم إيالة طرابلس، إلى حين الغزو الإيطالي في أكتوبر 1911م... 

                   إن دورة وعجلة الحياة تدور بدون توقف وسيأتي الوقت بإذن الله تعالى مهما طال وغاب وتستقر الأحوال ويعم الأمن والأمان والسلام بجهود الرجال الوطنيين الصادقين وتصبح الأحداث المريرة والمحن السابقة قصصا وحكايات للأجيال القادمة عسى أن يأخذوا منها العبر ولا تحدث مرات ثانية لأن الخالق الله تعالى رب العالمين كريم رؤوف بالعباد... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, December 4, 2016

خواطر عامة 19

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 (7)



                                حاولت قدر الإمكان أن أغير عنوان المدونة من "الأحزان" إلى عبارة أخرى  وقت الكتابة ولم أجد كلمة  تعبر  عن المآسي العديدة التي تعيش أمتنا العربية الإسلامية في خضمها و تصارع من أجل الحياة والبقاء... ولم تطاوعني النفس على تغييره مع أن لغة الضاد مليئة بعشرات الكلمات والعناوين التي تعبر عن الكثير من المضامين حيث في الوقت الحاضر نعيش إلى الذقون في الأحزان وللأسف الشديد بدون بيوت عزاء ومؤاساة من الإخوة المعارف والأصدقاء والآخرين على المصائب والكوارث التي حلت على الأكتاف ويخف الألم والحزن ونتذكر الأخطاء القاتلة من أولاة أمورنا التي حدثت نظير الإندفاع والغرور في إتخاذ القرارات المصيرية بدون شورى حقيقية مع ممثلي الشعب الوطنيين حتى يتلاحم الجميع ،الحاكم والمحكوم ، ويصبحون يدا واحدة متحملين جميع المسؤوليات مع بعض في السراء والضراء ... ولا يجد الخصوم من عامة الشعب ادعياء الزعامات الزائفة وحب القفز على الكراسي للحكم أبوابا للشكوى والتحديات وإثارة الجماهير على الأخطاء التي حدثت متخذين منها الحجج ويتوقف السوس عن النخر في جسم الدولة كما حدث مع الكثيرين من الدول الضحايا التي لم تتعلم من الدروس والتجارب مما سقطت في خضم الثورات فى غياب صوت الضمير والعدل ...

             كل مملكة أو جمهورية عاصرت النار وهي تشتعل في الآخرين من إخوتهم في الجوار والمصير لم يهتموا بالمساعدة والإنقاذ كما يجب بسرعة، تشفيا وحقدا بالنفوس المريضة من جراء أحقاد سابقة حدثت وتراهات مرت ولم تنسى مع مرور الوقت...  فقد زاد السب والشتم عن الحد وقت حدوثها في بعض الأوقات الماضية بين بعض أصحاب القرار أولاة الأمر الإخوة الجيران على أمور ومهاترات سابقة لا تغني ولا تسمن من جوع ...   هؤلاء الحكام مؤمنون عن قناعة نظير قصر النظر والجهل والتحدي أنهم طالما بعيدين عن لهيبها فلن تمسهم بالضرر أو بالسوء  و أن أوطانهم في سلام، ناسين ومتناسين أنها يوم ما  قريبا أم بعيدا دورة الحياة مستمرة بلا توقف سوف تمر عليهم وتحرق الأخضر واليابس معا بدون تفرقة ولا تمييز بين الصالح من الطالح ...

                  لن يجدوا من يهب و يلبي النداء والمساندة والمناصرة بجميع الوسائل في حدود الإمكانيات المتاحة ويقدم التضحيات من أجل الغوث والإنقاذ بل للأسف الكبير العكس صحيح بدل إطفاء الحريق بسرعة حتى لا تنتشر الدائرة في مناطق أخرى تأكل اليابس والأخضر ويصبح من الصعب إطفائها  بسرعة ...  أن تقوم بالإصلاح بين المتخاصمين بالجلوس معا على مائدة الحوار بالحق والصواب حتى تهدأ النفوس الضالة وترجع إلى الصواب وتحكم العقل والضمير وتتوقف النيران وتخمد ولا تزيد بأي وسيلة كانت ويعم السلام والأمن والأمان .... ولكن للأسف تجد البعض متشفيا نظير الأحقاد والحسد يساندون على إستمرار النيران  في الخفاء والسر والعلن بوضع وسكب الوقود عليها حتى لا تتوقف ولا تخمد وتزيد إشتعالا وتستعر!!!

                               إننا الآن كأمة عربية إسلامية في عصرنا الحاضر بدايات القرن الواحد والعشرين نعاني من الويلات الرهيبة والمشاكل العديدة من المجازر البشعة و القتل الجماعي والإغتيالات والخطف حتى اصبح المواطن خائفا في الدول التي تمر بها حاليا العواصف ... يعيش في الرعب والخوف ، وكأنه مخطط رهيب لدمارنا وهلاكنا حتى نخسر الدنيا والآخرة ...  والتساؤلات للنفس هل هذه الأحداث الجسيمة إلاهية حتى يصح الصحيح ونتخلص من الشوائب والدم الفاسد من العملاء المنافقين من خلال الصراع الشديد المؤلم وننهض ونتقدم خطوات للأمام، أم مخططات من البشر الخصوم ، القوى الخفية والمحلية ، حتى نصبح دائماً ضمن دائرة الشر و رجس شياطين الإنس والنفس تدور في المتاهات بدون أبواب النجاة و الخروج، لتمرير المصالح الشخصية والجهوية ولا يهمهم هؤلاء الجهلة القطط السمان ذوي التزمت والتعصب الزائف بإسم الدين المستقبل وماذا سوف يحصل ويحدث للأجيال القادمة من مصائب وصعاب عديدة بدون وضع الأساسات والركائز القوية الدستور والقانون للحكم بالعدل حسب شرائع السماء وقوانين الأرض ... همهم الوصول والبقاء فى قمة السلطة بالقوة وإشاعة الارهاب الخوف والرعب في الأوساط وقطع الأعناق والقتل في قمة البربرية الوحشية وقت الشك في أي مواطن أنه متهما مهما كان بريئا وغير مواليا للمسيرة والبيعة لأميرهم بدون العدل والحق ، همهم العمالة للغير قوى الظلام وتسمين الحسابات بالخارج من مال الشعب العام ، بلا أي واعز للضمير...

                   والحل ، حيث لكل شئ صعب حلول مهما تعقدت الامور وزادت المصائب والمصاعب عن الحدود، هو تحكيم صوت العقل والضمير بأمانة والتخلص من الجهل الذي هو الآفة الرهيبة للدمار حيث بالعلم والمعرفة والسعي الحثيث بكل القوة والجهد ومد الأيادي بالسلام مع الجميع وفتح القلوب بضمير بدون خبث ومصالح خفية لطرف على الآخر وتبادل التجارة الحرة والتنقل بين الأوطان والإقامة ضمن شروط سهلة حسب المقولة التاريخية التي ذكرها الزعيم سعد زغلول في مصر آيام التمرد على المغتصب الإنجليزي الذين حاولوا بقدر الإمكان تفريق الصفوف بين المسلمين والأقباط بإشعال الفتن الطائفية في أوساط الشعب (الدين لله و الوطن للجميع) مهما كانت الخصومات والإعتقادات الدينية والمذاهب فجميعنا نؤمن بوجود الله تعالى وبشر من نسل أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ...

                       إن السلام له ثمن غالي لا يستطيع كل إنسان من الجهلة العوام الفهم الكبير للأبعاد العديدة له بصور واضحة للفوز والنجاح ... يتعاملون بالعواطف والعنجهيات والغرور في جميع الأمور المهمة المصيرية مما كانت النتائج وخيمة على رؤوس الجميع وسببت البلاء والمعاناة والجميع يعيشون في الخوف والرعب المفتعل الذي أكل الأخضر واليابس بدون فرز ولا تمييز وأضر بالجميع حيث أي دولة مهما وصلت للقمة عبر التاريخ لها وقت وأجل محتوم ونهاية حيث لا شئ يدوم ويبقى حيا في الوجود غير الله الواحد الأحد الخالق جل جلاله....

                      والدليل والبرهان أين الآن جميع الحضارات السابقة التي أصبحت مع مرور الوقت أطلالا شواهد عبر الزمن وعناوين في بطون كتب التاريخ تبرهن وتذكر للجهلة الغافلين (حضارات سادت ثم بادت) ... ناسين ومتناسين أن الحياة و عمر الإنسان قصير لتخليد المفاهيم السليمة وذكرى طيبة تبقى دائماً متجددة بدون توقف للشعوب الى ماشاء الله تعالى من وقت حتى تتذكر الأجيال القادمة أن الفوز والنجاح والتقدم للقمة والحضارة والسمو بتحصيل العلم والفهم والسلام بقلوب صافية مع الجميع ...

                       لدينا زعماءا وحكاما رحمهم الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة، خلدوا أنفسهم بالعمل الخير وتحقيق السلام للعيش كرام حيث الوقت كفيل بالنصر يوما بالتسامح وليس بالإنتقام بدل التحديات الفاشلة ودمار الشعوب نظير التشاحن والصراع الأعمى الذي بدون نتائج ظاهرة غير زيادة الدمار و الخراب وتضيع الوقت على الأحياء من الأطراف المتخاصمة وكل طرف يسعى بجميع القوى البقاء والنصر ... لقد تمت مجابهتهم من شعبهم والشعوب العربية الجاهلة بالصد والإستهزاء أمثال الرئيس التونسي ، الحبيب بورقيبة ،  الذي تم رمي الطماطم عليه إستهجانا وإستهزاءا عندما ذكر في أحد الخطب المهمة ناصحا العرب بإنتهاج الواقعية السياسية و أخذ التوازنات الدولية بعين الإعتبار و قبول تقسيم أرض فلسطين و بعدها المطالبة بالحقوق بدون توقف حيث لا يضيع حق ووراءه مطالب واحد وليس شعبا من الملايين المغيبين عن مائدة الحوار والتفاوض ...   الذي جار عليهم الزمان بالهرب وأصبحوا لاجئين حتى يتوقف النزوح والمزيد من الإحتلال للأرض، نظير التعنت والجهل ... ومع الوقت والسلام والأمن والأمان يصبحوا دولة واحدة بالحوار الهادف والصالح للجميع بدل الفتن والحروب...

                    وكذلك يذكر التاريخ الرئيس محمد أنور السادات الذي تحدى جميع الخصوم و فرض السلام بالحكمة والدهاء وأرجع أرضه شبه جزيرة سيناء إلى مصر بدون طلقة رصاص واحدة نظير الدهاء والذكاء والجلوس على طاولة المفاوضات مع الخصوم حتى حقق السلام ، والذي للأسف لم نعرف قدره وحنكته ودهائه حتى فقدناه بالإغتيال من جهلة متطرفين متزمتين يدعون الإسلام وهم بعيدين عنه كل البعد حيث دين الإسلام يدعوا للخير والإحسان وتنفيذ أوامر أصحاب القرار أولياء الأمر على الطاعة طالما على طرق الحق والصواب سائرين ... ولكن نظير الجهل وقصر النظر والتزمت والتعصب الأعمى والمؤمرات والدس أصبحت الامة العربية في فراغ بعدهم لم يأت البديل من الزعماء الجيدين ذوي العزم والشجاعة والضمير القوي بالوطنية الذي يحل مكانهم ويصبح في القمة له الحكمة وقوة الشخصية للخروج من الأزمات المفتعلة من جهلة وقيادة الأمة العربية بالسلام والحوار الصادق وتبادل المصالح حتى تصل إلى بر الأمان وتواكب الدول المتقدمة...
                       إنني مهما كتبت وسطرت لا أستطيع التعبير القوي عن الأحزان السابقة الكثيرة الأليمة التي تضررنا منها ولا اللاحقة القادمة بالمستقبل التي سوف تأتي ويستمر الخراب والدمار أردنا بالرغبة أم لا نريد طالما نحن ندور في متاهات الجهل والتزمت والتعصب الأجوف ... نموت ببطء بدون حقن الترياق القوي حتى يتم الشفاء والدليل حال الوطن العربي الآن في بعض الدول ، الحروب الأهلية والقتل والدم والخطف والإغتيالات ورمي البراميل الناسفة من الجو على الأماكن الآهلة بالسكان الأبرياء ولا من مهتم ....  والأمر والحل الشافي هو تحكيم العقل والسلام ، السلام ، السلام حتى تتغير وتتحول ، مع الإرادة القوية وتوفيق الله تعالى ، بيوت الأحزان إلى بيوت أفراح مع الوقت حيث الزمن كفيل بعلاج الجراح والشفاء ...  والله الموفق ....

رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 27, 2016

خواطر عامة 18

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 6 )


                   سبحانك رب العالمين الأحزان في الوطن العربي مستمرة مثل النار المستعرة إشتعالا تحرق هشيم القش والتبن اليابس نظير الأخطاء العديدة و رغبة الشعوب الغافلة  في التغيير نظير إنعدام الحريات والعدل ...  لا يعرفون من التمرد والثورات غير خراب البيوت....   ويؤسفني القول من أعماق النفس الحزينة لأننا جربنا الويل وحكم العسكر، أنها لن تتوقف بسرعة طالما الحكم بيد حاكم واحد كما يشاء بدون شورى ( ديمقراطية ) تحتاج هذه النيران إلى وقت طويل ، إلى ماشاء الله تعالى من وقت ،  عسى أن تهدأ وتتوقف عن الإشتعال...  لأنها تهمد في مكان وتتوقف لفترة وجيزة وتشتعل بقوة في أماكن أخرى مما جعلت الأمة العربية الاسلامية تعاني من الويلات والأزمات والمحن طوال الوقت بدون سلام و لا إستقرار حتى تتحضر وتسمو عن السفاسف وتحترم وتقدر ملوكها ورؤسائها وتهتم بحالها وشؤونها وتبدع في العمل والإنتاج حتى ترتاح وتسعد شعوبها بالسلام والأمن والأمان ضمن الدستور والقانون العادل الذي   يطبق على الجميع الحاكم والمحكوم .

                       ومن الأسباب الرئيسية في السقوط والكبوة الطويلة التي أخذت منا قرونا عديدة حتى نفيق من السبات والنوم الذي فرضناه على أنفسنا بأنفسنا لأننا حدنا وتركنا الطريق السوي عن الحق بالجهل والإتكالية على الغير واللوم الغير مبرر ولا صادق على الآخرين في بعض الأمور المعقدة التي قام بها أولاة أمورنا السابقين أصحاب القرار بقصد وعلم أم بجهالة بدون قصد...  يخدعون  أنفسهم بترديد المبررات الكثيرة التي من وجهة نظرهم يعتقدون أنها صحيحة لتغطية الأخطاء والآثام مما رسخت في الأذهان ، من كثرة الترديد وأصبح الباطل حقيقة وصواب ونتجت عنه العواقب الضارة ... والبعض من الشعوب العربية  لازالت  تدفع و تقدم  ثمنها الغالي من رمي الغسيل القذر و الأخطاء القاتلة على الغير من الخصوم بدون مصداقية وتمريرها حتى لا يضيع ماء الوجه وتهتز الصورة في مصداقياتهم أمام الشعوب المتعطشة للتقدم للقمة للإستهلاك المحلي والظهور بالبطولات الزائفة التي بدون أساس....

                    للأسف أصحاب القرار وذوي الفكر والفهم والمعرفة من الأتباع مناصريهم في الحكم مهما كانت مناصبهم عالية ومطلعين على الكثير من الأمور الخاطئة القاتلة ليست لديهم الشجاعة الأدبية و لا قوة الشخصية لمواجهة الحاكم بأنه مخطئ عسى أن يستقيم ويعتدل ويعدل ولا يتمادى  في ظلمه لرعاياه الأبرياء ،  والإعتراف بالجهل والعجز لأبناء الشعب عن تمييز الكثير منها بمنطلق العصر الآن في وقتنا الحاضر حتى نستطيع مواكبة الشعوب المتقدمة حيث كل شئ تغير عن ما كنا نعرفه وتعودنا عليه بالماضي منذ الصغر...

                     الآن تغيرت صور وأشكال الحياة بسرعة عن الماضي حيث نعيش في عصر العولمة سرعة الإتصالات والمواصلات والكثير من الأشياء والمعلومات العامة التي تحدث يوميا معروفة يسمعها الداني والقاصي بسرعة سواءا عن طريق الإتصالات الهاتفية أو من وسائل الإعلام المبرمجة للنشر ، إلا من البعض المهمة المصيرية تبقى في قمة السرية  وبالأخص التي تتعلق بأمن الدولة  و محظور نشرها ضمن الإعلام إذا تمت معرفتها من البعض الغير مخولين بالإطلاع، إلا بعد مرور المدة القانونية ثلاثون عام أو أكثر حتى تتقادم مع الزمن ومعظم أبطالها ذوي الأدوار الشريرة والخسيسة يكونون موتى في القبور أشلاء...

                    والباقي الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع الجهات المسؤولة تغض النظر عنها لخدمة سياسات وأغراض معينة وتحقيق مصالحها بتوجيه نظر الجماهير إلى الزوايا والأهداف الأخرى المطلوب دسها حتى تظهر للعلن،  مما تصبح سبقا صحفيا إعلاميا يتنافس عليه الصحفيون  يظهر  يوما ما بطريقة أو بأخرى في وسائل الإعلام العديدة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث ننام على مشاهدة القنوات العديدة المرئية ونقرأ الأخبار ومايحدث في الفيس بوك و التويتر والصحف وغيرها من الوسائل الحديثة العديدة و نستيقظ وننهض من النوم ونفس العملية تتكرر يوميا وتستمر تلقائيا بدقة كالحاسوب ... مما تبلد الفكر والذهن عن أشياءا كثيرة عن عدم الإطلاع عليها ومعرفتها وفهمها بسرعة وأصبح الإعتماد قويا على الآلات ووسائل التقنية الحديثة للعيش الآن ...

                   الدلائل كثيرة لذكرها وكم من مئات الأخطاء القاتلة ارتكبت من بعض أصحاب القرار ليست بسوء نية وعن قصد مبيت مسبقا ولكن الجهل والغرور والإندفاع في إتخاذ القرار بسرعة بدون مشاورات متأنية مع أهل الرأي والشورى الوطنين للنظر في المحاسن والأخطاء والدراسة من جميع الخلفيات بتأني قبل البت في الأمور المصيرية التي تهم الجميع ... والجهل العام عن معرفة مجريات الأمور في الخفاء ومايحاك من دسائس من الخصوم المحليين والقوى الخفية الخارجية للأمة هو المصيبة الكبرى في  سقوط الذين زينوا الأمور في قوالب حسنة جيدة ضمن مخططات شريرة عديدة  لها أبعاد ضارة كثيرة مما أصبحت أفخاخ وشراك قاتلة ووقع فيها أولاة أمورنا بسهولة مثل العميان بدون دليل يقود إلى الطرق السليمة ، مما ضعنا وراءهم ودفعنا الثمن الغالي الذي يصعب تعويضه بسرعة مهما كانت الإمكانيات متوفرة...

                     سقوط آلاف الشهداء  و المعاناة للآلاف من الجرحى والمعاقين وضياع الوقت الثمين والأموال الرهيبة لسنوات كثيرة من أعمارنا حتى عرفنا الأخطاء وحاولنا الإصلاح ولكن للأسف الفأس ضرب الرأس ويحتاج إلى وقت طويل في العلاج ومحاولة الإصلاح بطرق علمية بجميع الوسائل تتماشى مع عصرنا الحاضر عسى أن يتم الشفاء والنماء ، وننهض من جديد ونتقدم...

                  إنني أحد المواطنين من هذه الأمة العظيمة العربية الإسلامية التي حباها الله تعالى وذكرها بأنها أمة وسط جمعت الأمور الروحية الدينية في هداية الجميع من الإنس والجان والملائكة، معظم الأنبياء والرسل أتو ا منها ويمتون لها، رسولها ونبيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، آخرهم وخاتمهم ، ووهبنا وأعطانا الثروات الخيالية من جميع الأشياء الدنيوية من الموقع الحسن والطقس المعتدل ضمن أربعة فصول السنة في كثير من الاوطان العربية وغيرها من الحسنات والثروات والمعادن الطبيعية التي إكتشفت وأصبحت في متناول اليد وأخريات لم تخطر على البال وتكتشف في عصرنا الحاضر مازالت غائبة بمقاييس علمنا الآن حتى يأتي يوما أوانها ودورها حسب مرور الزمن، حيث لكل موضوع أوان ووقت حتى يكتشف و يتحقق ...

                          المفروض أن نكون في القمة والمقدمة لو كانت القلوب طاهرة والنفوس بريئة من غير تسلط رجس الشيطان الرجيم على النفوس من الحقد والحسد والطمع وإلإتكالية على الغير ، والتناحر على السلطة وكل طرف يدعي أنه الأصلح نظير الجهل ...  مما أصبحنا بالمؤخرة وسبقتنا الكثير من الأمم والشعوب الأخرى ، و بقينا نتباكى على أمجاد الماضي التي حققها الأجداد ايام العصر الذهبي لظهور دين الإسلام منذ حوالي أربعة عشرة قرنا مضت من الزمن عبر التاريخ ...  وأصبحنا ندور في المتاهات الكثيرة التي ليست لها أبواب للخروج والنجاة من غير تحصيل العلم و تحكيم العقل والقضاء على الجهل والعمل الصالح الصادق بضمير للسلام والأمن والأمان مع الجميع ضمن الدراسات المستفيضة للصالح العام عسى أن ننال المغفرة والرحمة ونوفق من الله تعالى وننهض من السبات العميق ...

                          لا أريد كتابة الكثير من الأدلة والبراهين على مآسينا في ليبيا الجريحة من الإتكالية والغرور والتناحر وذكر الأسماء بصراحة حتى لا أجرح شعور الكثيرين من أولاة الامر وأصحاب القرار الأحياء على الأخطاء القاتلة وعن البعض من التصرفات القذرة عن جهالة وبيع الوطن بأبخس الأسعار للغير والتي ندفع  ثمنها كل يوم من سعادتنا وهنائنا وجعلتنا غرقى في مستنقعات الرمال المتحركة إلى الذقون نظير إنعدام  الرؤيا الواضحة و سوء فهم الأبعاد وما يترتب عليها من مشاكل وأحقاد التي الشعب البرئ الآن عند ذكرهم لن يرحمهم والتاريخ غدا سوف يذكرهم باللعنات والمساوئ  حيث لم يقدموا أي عمل جاد بالضمير للصالح العام ... همهم الجشع وتحقيق المصالح الخاصة والجهوية وتسمين الحسابات بالخارج من أموال المجتمع ... والموتى في ذمة الله تعالى الذي يحاسب عن كل ذرة خير بالجزاء الحسن ويعاقب عن الشر بالعدل ولا نستطيع عمل أي شئ لهم غير طلب الرحمة، وأن نتعلم من الدروس حتى نفيق من النوم ولا نخطأ مرات أخرى ...

                    الإتكالية أحد أمراض العصر الحاضر التي يصعب الشفاء منها طالما النفوس غير طاهرة،  تحتاج إلى عمل الكثير والرجوع إلى تعاليم السماء القرآن الكريم العظيم للحكم و ليست دساتير البشر المخلوقين مهما كان لديهم الذكاء والمعرفة لهم حدود يتوقفوا عندها ولا يستطيعوا الإستمرار، التعاليم الإلاهية صالحة لكل زمان ومكان... تحتاج إلى التأويل والتفسير والشرح الوافي حسب متطلبات العصر الآن بدون تعصب ولا تزمت وجهل مثل ما يحدث الآن من الخوارج المرتدين وتحصيل العلم النافع وإقامة العدل والحكم بالديمقراطية و ووضع الرجل المناسب في الموقع الصحيح المناسب عن طريق الإقتراع الحر صناديق الإنتخابات حتى مع مرور الوقت وظهور الأجيال الجديدة المثقفة من النشأ تصبح لنا قيمة معنوية وكوادر جديدة يعتمد عليها في تسيير أمور الدولة بالحق والصدق بدون جهل وإتكالية، كما يحدث الآن للأسف الكبير على السطح والواقع المرير بالوطن ليبيا هو حكم عصابات وقطاع طرق بالأساليب الحديثة عن تهور وغرور وفرض وإكراه الأمور خاصتهم من القتل والخطف ونهب للمال العام الحرام بجميع الوسائل الغير مشروعة ولا قانونية... ناسين ومتناسين يوما آتيا عن قريب أم بعيد العقاب الشديد من رب العالمين بالدنيا و الآخرة تصديقا لقوله تعالى في سورة البقرة "لهم في الدنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم"... والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

Friday, November 25, 2016

خواطر عامة 17

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 5 )


             سبحانك رب العالمين،  يؤلمني حال الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، في الوقت الحاضر، من السقوط الغير طبيعي في حفر الوحل وحلقات المتاهات التي بدون أبواب للخروج والنجاة والصراع الشرس بين الخير والشر في نفوس المواطنين...  الشعوب العديدة متعطشة للنهوض من الأزمات وإرجاع الأمجاد ونحن لدينا جميع الإمكانيات الروحية والمادية على مقاومة صعاب الحياة والعيش في القمة في سرور سعداء، ونستطيع بالعمل الجاد وراحة الضمير الإبداع والإنتاج لو توفر لدينا السلام والأمن والأمان وبالأخص في مسقط الرأس ، ليبيا الحبيبة ، التي كانت جنة من الجنان بالماضي القريب ، بدون خبث ولا قتال و لا جرائم شنيعة ولا سرقات و لا نهب للمال العام مثل حال اليوم ...  كانت بها الوداعة والطيبة إلى حد السذاجة ، و كان الأمن والأمان  متوفران  والقلوب عامرة بالرحمة  والعطف على الفقير المحتاج والغريب لا يجوع فيها مهما بلغ به الحال من البؤس والإحتياج  ، حيث كان هناك الإحترام والتقدير للإنسان كبشر  وكرامته لا تهان مثل مايحدث في بعض الدول العربية  الأخرى الغنية الذين أصابهم الصلف والغرور بقوة نظير وفرة المال بدون جهد ولا عرق، ولم يجربوا المذلة والإحتياج...

                      يؤسفني التجريح فليس من طبعي ولا سلوكي الخبث والدس ولكن آليت على النفس قول ونشر الحقيقة المرة عن المعاملات السيئة للوافدين الذين جار بهم الزمن محتاجين للعمل بأي وسيلة حتى يسدوا أفواه عائلاتهم و أولادهم الجياع بلقمة الحلال ويعملون بالجهد والعرق في أصعب الأحوال الجوية ، في الطقس الحار الذي لا يطاق وبالأخص العمل في الهواء الطلق تحت الشمس  في التشييد والعمران والبناء بدون تبريد للهواء الساخن الذي و كأنه  أحد أبواب جهنم قد فتح على مصراعيه!  وهذا هو الواقع المرير المؤلم ولا أستطيع المجاملة والنفاق خوفا أم طمعا في جاه أو مال وأنا عالما وعارفا سوء الحال والمعاناة كما سمعت وشاهدت بأم العين المعاملة السيئة لليد العاملة من الدول الفقيرة الذين جار عليهم الزمن و هم محتاجون....

                            الحياة مستمرة إلى ماشاء الله تعالى من وقت ولا يدوم الحال مدة طويلة على نفس المنوال، وهذه الأمور التي تحدث والقسوة العارمة بالقلوب على الضعفاء عبارة عن  دروس وإمتحانات من الله تعالى للفرز بين الصالح والطالح، عسى يوما الأشرار يتراجعون عن فعل الشر ويتوقفون عن الإهانات وبذاءة اللسان ويحكمون الضمير ويحافظون على النعم الجزيلة التي حباهم بها الخالق الجواد الوهاب من خلال معاملات الآخرين الضعاف حتى لا يصابون بلعنة إلاهية وتزول يوما من الأيام ...   إذا لم تصان ويحافظ عليها بالحمد والشكر للرب عز وجل كما تم الذكر بالقرآن الوعد الإلاهي (وإن شكرتم لأزيدنكم ) والعمل الجاد الطيب والمعاملة الحسنة للجميع من المخلوقات عن قناعة ورضاء من أعماق النفوس بصدق بدون غرور و لا تكبر حتى يزداد رضاؤه على الحمد والشكر والعمل الطيب والخير يعم إلى ماشاء من وقت في علم الغيب لوح القدر...
                         وليس مثل ماحدث ويحدث الآن في وطني ليبيا الحال المؤسف الشديد والعيش في الهرج والمرج والأعناق تحت سيف الإرهاب المسلط من الخوارج المرتدين و الدم والقتل في وضح النهار لسيء الحظ بدون عدل ولا قانون، حيث نحن شعب عنيف  شرس عندما ينطلق من القيود لا يتوقف ولا يخاف إلا من قوة القانون والعقاب الصارم في العلن بسرعة ولا يعرف العمل بأنصاف الحلول ويدعوا للسلام، دائماً يظهر على السطح الجديد من الأمور الغريبة ضمن مقاييس الحياة المتجددة الغير معقول فهمها وإستيعابها بسهولة ، ويقوم نظير العواطف الجياشة بدون المراجعة والتأني ويصدر الأحكام بقسوة وتزمت وتعنت وعنف سواءا في الخير أم الشر والذي لا يصدق في الكثير من الأحيان والحالات لدى البعض المتابعين الباحثين كثرة التجاوزات الضارة حسب المقولة التاريخية الخالدة التي قالها الفيلسوف اليوناني ( هيرودوت ) منذ ثلاثة آلاف عام مضت عبر التاريخ عندما زار مدينة قوريني بالشرق ( شحات ) واعجب بها وقتها من التقدم والإزدهار وذكر قائلا بإعجاب ودهشة "من ليبيا يأتي الجديد" حيث وطن غني بالموقع الجيد والطقس المتوسطي المعتدل في الفصول الأربعة وثري ثراءا فاحشا من كثرة العطايا والهبات الإلاهية من جميع الخيرات التي تفوق الحد في الإحصاء والعد لو إستغلت الإستغلال الجيد لأصبحنا بالقمة مميزين مع الآخرين العمالقة....

                        الآن بسبب سوء الإدارة والتدبير والجهل المسيطر على النفوس والتناحر على السلطة للوصول والبقاء بالقوة على القمة للبعض بدون إنتخابات حرة، المواطنين  يعانون من مصائب ومصاعب حياتية عديدة والأحزان توالت وكثرت على جميع المستويات من عشرات الأشياء المؤلمة والمريرة والتي لا أريد الكتابة عنها وترديدها من كثرتها ومعروفة للجميع وبالاخص لأبناء الشعب والوافدين للعمل ، الذين يعيشون في مسرح الأحداث ويشاهدون يوميا ويلات ومآسي و يعانون  من المشاكل والمحن والنقص في الكثير من المواد الأساسية الحياتية للعيش بسبب الغلاء وندرتها في الأسواق وبالأخص الدواء وغياب تيار الكهرباء بالساعات وعدم توفر السيولة والصرف للعملات الورقية مهما كان لدى المواطن من حسابات وأرصدة تغطي الطلب والسحب في جميع المصارف بالدولة لغياب ونقص السيولة... يشاهدون وغرقى في المحن والمعاناة اليومية رأي العين وصابرين على توالي  المآسي، غير قادرين على التمرد والثورة من جديد على الأوضاع السيئة حيث لا دم حارا مثل السابق يجري في العروق والشرايين! جف من كثرة المصائب والمآسي والمحن مما أصبحوا موتى بلا قبور وشواهد وهم أحياءا يرزقون يعيشون في صبر عظيم ويقنعون أنفسهم  آملين أن يحل الفرج يوما قريبا من الله تعالى...

                        وبالخارج الألم مستمرا والجروح تنزف دماء الأسى لدى المواطنين الوطنين الغرباء في أوطان الآخرين الذين جار بهم الزمان وإضطروا للعيش في المنفى بإختياراتهم نظير الحفاظ على الحياة وأسرهم وأولادهم من الضياع في وطن غاب عنه الضمير والأخلاق الحميدة يعاني وصابرا على المحن والمعاناة...   يتابعون الاحداث يوميا وما يحدث من متاهات ومهاترات فيه بوسائل التقنية العديدة ، يعيشون بالأجساد في الغربة بلا طعم ولا لذة ولا فرحة   والأرواح سئمت و تدعوا وتطلب النجاة للجميع والعودة للوطن في أسرع مدة كانت!!!   والعقول هائمة حيارى بالوطن ، حيث معظم الجميع بالداخل يعانون شظف العيش بدون راحة ويعيشون في حالات الرعب والخوف من القتل  والإغتيالات والخطف مما كثرت الأمراض من الحالات النفسية والتوتر وتناول الطعام الفاسد بدون شعور ولا معرفة و لا فهم حيث إنتهت صلاحياته للإستعمال البشري ويباع في الأسواق من غير رقابة قوية... يضاف إلى ذلك شرب المياه الملوثة بالإشعاعات التي خلفتها كثرة القنابل التي ألقيت من غارات الحلفاء والكثير منها محظورة دوليا...  ولكن في وطننا ليبيا لا يوجد من يهتم بصحة المجتمع ...الإهتمام الكبير من المسؤولين والقطط السمان منصب على تمرير المصالح الشخصية والجهوية والحصول على العملات من كل شئ يتم توريده أو تصديره من الخارج وقبض المرتبات والمكافئات العالية بدون جهد ولا تحققت مصلحة لخدمة الشعب، وكل يوم يطالبون بالمزيد...

                      معظم المواطنين  بالغربة بالكاد قادرين على العمل  وتحصيل الرزق الشريف لسد أفواه عائلاتهم وأطفالهم الجياع للعيش بكرامة حيث القليل من المدخرات المال الذي أتوا به من ليبيا إنتهى ونفذ مع الوقت والغربة لا ترحم... يعيشون على المساعدات الإنسانية من الضمان الإجتماعي العام من الدول المضيفة الأوروبية وأمريكا وكندا، ومن بيع املاكهم ومقتنياتهم بالوطن بأبخس الأثمان نظير الإحتياج...  وزاد الطين بلة نقص الدولار في المصارف و الإنحدار الحاد لقيمة الدينار في السوق السوداء مما أصبح الكثيرون في معاناة بين نارين في فم الكماشة الرهيب أحلى الحلول مر علقم ، حيث كل خطوة ولها ثمن ودفع بدون دخل يغطي كثرة المصاريف والإستنزاف مضطرين إلى إراقة ماء الوجه ومد الأيادي لكل من هب ودب رغما عنهم بلا إرادة وقبول وليس لديهم ما يكفي  وزيادة عن الحاجة حتى يستطيعون مد العون والمساعدة لإخوتهم بالوطن براحة، مما يستغرب ذوي الإحتياج بالداخل من الأهل والأقارب والأصدقاء ولا يصدقون الفعل والصد وعدم الإستجابة والدفع حيث في نظرهم الجميع في الخارج يعيشون في بحبوحة وراحة ذوي غنى وأثرياء، والواقع المرير للأسف يختلف لأنهم لا يعرفون الحقيقة ...

                           أليست بمأساة ان يصل هذا الحال المؤسف المؤلم بالشعب الليبي ويعيش محروما في وطنه من الأوضاع السيئة والتي الإنسان من ذوي الجنسيات الأخرى الغير مطلع على الأحداث الشنيعة المريرة ولا عارف عن يقين ماذا يدور من أحداث مؤلمة ويعتقد أن ليبيا وطن الفرص كما كانت بالسابق في فترات الراحة والإستقرار الذهبي ، يصعب عليه فهم الواقع المؤلم الذي يحدث فيها من مصائب ومصاعب...  ولا يصدق الإحتياج ولا المآسي لأنه للأسف الشديد يحكم بالظاهر على حس الماضي كما كانت من قبل ناسين الحقائق المريرة والشنيعة وما يحدث يوميا بالداخل من فضائع مشينة ...

                      إنها مأساة وأحزان بلا نهاية، والخلاص من هذه الحالات السيئة والمحن بالوحدة والاتحاد معا بضمير، والتركيز على محاربة الشر في جميع صوره وأشكاله بقوة حيث لا ختان بدون جرح و دم يسيل! نحتاج الحكم بيد من حديد وهدر المزيد من دم شياطين الإنس أدعياء الثورية والزعامات الذين لا يريدون الصلاح والإصلاح ومحاكماتهم بالحق والعدل والصواب بدون أي شفقة ولا رحمة حتى يخاف الكثيرون عن إتيان الشر ويستتب الأمن والأمان وتتوقف الكثير من الأحزان بإرادة الله تعالى ضمن الدستور والقانون العادل الذي يحفظ حقوق الجميع من رئيس ومرؤوس و نفوز وننجح في المسيرة ، ونصبح القدوة للبعض أننا صبرنا وقاومنا وإنتصرنا على الشر بالإرادة وقوة الإيمان ... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 20, 2016

خواطر عامة 16

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان

 (4)

                      عندما يتطلع المواطن إلى خريطة الامة العربية وكم معظم دولها تعاني من احداث مريرة شريرة في السر والعلن من شعوبها ومن تدخلات الآخرين إخوة وأجانب يحتار ويكاد لا يصدق المآسي التي حدثت وتحدث كل يوم يمر من القتل والإرهاب وقطع الرقاب والنهب للمال العام بدون عمل الإصلاحات والإهتمام بصحة وتعليم المجتمع حتى يسمو ويتحضر بالعلم....  و خطف الكبار و الصغار لطلب الفديات الضخمة لتمويل مشاريع الشر .... الحسد والحقد على الأمة الاسلامية والمحاولات العديدة للتشكيك في دينها الحنيف وعشرات المواضيع الشريرة التي يخجل الإنسان من عدها وذكرها من الخوارج المرتدين الدواعش! ناسين هؤلاء المرتدين الأضرار الشنيعة التي يقومون بها ضد الإنسانية، ومتناسين أنه لهم يوما بالدنيا أم بالآخرة سوف يحاسبون الحساب العسير ويدفعون الثمن الغالي ، لأن عين الله تعالى ساهرة طوال الوقت في كل لحظة لا تنام ....

                       والسؤال المهم من ضمن التساؤلات العديدة التي يصعب فهمها وإستيعابها بسهولة سرعة الإنتشار الرهيبة في أوساط الشباب التائهين الحيارى في الانضمام كأعضاء في التنظيم الدموي الذي عناوينه كبيرة براقة للإصلاح والحكم بالشريعة والقضاء على البدع وشطب الكثير من شئون الحياة المتعارف عليها منذ مئات السنين، وبالداخل والباطن الإساءة وتشويه الدين الإسلامي الذي كل يوم يتقدم خطوات سريعة ناشرا الهداية للأرواح الضالة بالحوار والمنطق ضمن العلم والأدلة والبراهين الإلاهية القوية للجميع من شعوب البشر بالعالم بتحقيق المساواة والعدالة والحكم بالحق بدل الرعب والخوف من إنتشار الوباء القاتل و هو  التزمت والتطرف الشديد بدون أساسات راسخة... الذي يدعوا إلى الهلاك في الباطن والسر، وفي العلن مآسيه العديدة تحتاج إلى بحث طويل وتحقيق متأني لماذا هذا الوضع الدموي مستمرا بدون توقف ؟؟ أليس فيهم ولديهم عقلاء ذوي حكمة يعرفون التمييز بين الصواب والخطأ ؟

                      نحتاج بسرعة إلى ضم الجهود مع جميع أبناء العالم الحر ضمن صيغ التقدير والاحترام بيننا بدون أي نوع من الشروط والهيمنة بنفوس طاهرة والتعاون والتصدي معا لهذا الوحش الطليق القاتل حتى ينتهي ويتم الخلاص منه... مهما كلّف الأمر ...  حيث الوباء القاتل الإرهاب و القتل وسفك الدماء عم على الجميع وخلق الأزمات المفتعلة من بني الوطن والغير من  الأجانب الذين تم دسهم في أوساطنا،  ناشرين الخوف والرعب ضمن التخطيط والدراسات المنظمة بالعمد حتى لا يستيقظ المارد العربي الإسلامي الجبار من النوم و يقوم بتجديد الأمجاد الماضية التي ضاعت مع مرور الوقت والدس بخبث في الأوساط الغافلة على التمرد والثورات ضد دولنا العديدة من ممالك وجمهوريات حتى نعيش في وسط الهرج والمرج ولا نتقدم ....

                      يكاد الباحث عن الحقيقة المرة لا يصدق، لماذا التخلف في أوطاننا ونحن الآن نعيش في عصر العولمة عصر العلوم والتقدم ، عصر سرعة الإتصالات والمواصلات ووصلت إلى نتيجة مؤلمة أنه الجهل والغرور والطمع وكثرة المآسي والمحن المتوالية على الرؤوس، التي جعلتنا نتقهقر للوراء خطوات عديدة وسنين....  نحتاج بقوة إلى مراجعة النفوس بضمير بدون الغرور والعمل الجاد بصدق من غير النفاق والحفاظ على ثروات المجتمع وصرفها بموازين عادلة لصالح الجميع بدلا من الضياع والهدر في غير أوجه الله تعالى والعدل في الحكم وإعطاء الفرص للمتهم عن الدفاع عن النفس عسى أن يكون بريئا والإتهام كيديا وظلما وبهتان قبل تنفيذ العقوبات والقصاص حسب شرائع السماء وقوانين الارض حتى يبارك الله تعالى فينا ويطرح البركة في جميع خطواتنا و ننهض.....

            الوطني ذو الولاء لله تعالى وأرضه وكيانه من أعماق الروح والضمير الذي تدفعه الغيرة الوطنية الصادقة وليس النفاق والرياء كما يحدث الآن على الواقع لقاء مصالح خاصة شخصية وجهوية، عليه أمورا للبحث فيها وواجبات عديدة بمراجعة النفس بضمير عن الأخطاء والعوائق التي تعترض  طريقه والبحث عن الأسباب الجوهرية والمشاكل التي تسببت فيها والأزمات و التي يمر بها الجميع محاولا المعرفة والفهم لأسرار التخلف والعجز و يتسائل لماذا ؟؟ حتى يصل مع الوقت والمتابعة إلى موقع الألم والفساد والإفساد ويعمل بكل قوة وجهد على الإستئصال للجهل بإذن الله تعالى، ولا يتحقق القضاء على الجهل بدون العلم الحديث والفهم والمعرفة للتقنية حسب وقتنا الحاضر والعمل الجاد والإصرار على النجاح ضمن الممارسات الديمقراطية في الحكم والحياة حتى نرتاح من الأزمات وننهض ...

                     نحن كشعوب عربية تركنا الأساس ودستور السماء ولم نطبقه حسب العصر الحاضر بمفاهيم متطورة حتى نسموا ونتحضر ونخرج من حلقات ومتاهات الجهل التي وصلت بنا لهذا الحال المؤسف ....   نتناحر بدون أصول ولا قوانين و لا معايير ....  والحلول موجودة ولكن مؤجلة إلى متى لا نعرف ...  وعلى الرفوف غطاها غبار السنين ، نتشدق بها ولا نطبقها وهذه من قمة المصائب حيث الجميع يهوج ويموج في الوقت الحاضر ، بدون العمل وتطبيق قانون الشورى الأمر الإلاهي الذي هو أحد أعمدة وأساسات ديننا الحنيف، التي تم  تأويلها وتفسيرها الحقيقي في وقتنا وزمننا الآن تحت مسمى ( الديمقراطية ) لتطبيقها للحكم السليم ضمن دستور جيد أساسه وتعاليمه نابعة من القرآن الكريم ، صادرا ومصاغا من نخبة الوطن العقلاء الحكماء مثل لجنة الستين السابقة أيام الإستقلال في القرن الماضي العشرين وقانون قوي نابعا منه للحكم بالمساواة يحافظ على حقوق الجميع ويطبق الحق والعدل على أي مواطن أو مقيم يحاول ان يشذ عن المسار السليم ....

                    الأزمات تمر على جميع الدول ومهما طالت في بعض الأحيان بالصبر والحوار والرأي وإحترام الرأي الآخر بدون تشنج وغضب وعداء والسعي بقوة للسلام بدل الخصومات والحروب للفرض والهيمنة، هي الحلول السليمة للفوز والتقدم مهما كانت العوائق شائكة بالطريق تحتاج إلى ملوك ورؤساء وحكام حكماء رواد أوائل لديهم الشجاعة الأدبية في تغيير بعض المناهج والأمور السابقة العتيقة التي تآكلت مع مرور الزمن وتحتاج إلى التجديد حسب العصر والإهتمام بالعقول والعلماء النابغين والتكريم ضمن السلام والأمن والأمان وتشجيع الجميع بتوفير الإحتياجات الضرورية حتى يستتب الحال وتهدأ الأحوال العامة ويرتاح الجميع بدون ثورات تأكل الأخضر واليابس كما حدث في ثورات الربيع العربى التي أصبحت ثورات خريف وشتاء قاسي خلفت الحروب الأهلية والقتل والدم والمآسي .... ومازالت أضرارها ومآسيها مستمرة تحتاج إلى وقت طويل حتى تتوقف...

                   العديد من المشاكل والأزمات المفتعلة ، لها وقت ونهاية بالعمل الدؤوب والصبر وتحكيم العقل حتى تنتهي وتزول حيث مابعد الضيق إلا الفرج... ولو عدد الباحث عن الأحداث التي حدثت للأمة العربية خلال قرن من الزمن، يتعب وهو يعاني من عدها و إحصاءها ...  والسبب الرئيسي هو الجهل والطمع في الوصول لقمة السلطة والنهب للمال العام والغرور الكاذب لدى أصحاب القرار بأنهم قادرين على تحدي الدول القوية الأخرى بالخطابات الحماسية الرنانة والواقع نحن غير قادرين على التحدي غير تهيج الشعور للغافلين العامة نحتاج إلى وقت طويل  حتى نصل بالعلم الحضارة والسمو إلي المقدمة ونفرض الوجود بالحق والسلام...

                    علينا أن نتعلم من الأخطاء القاتلة السابقة والحاضرة في الصراعات الخبيثة بدون جدوى حتى لا تتكرر وتتوقف الأحزان ونواكب الزمن مع الآخرين فى المقدمة ، حيث لدينا جميع المعطيات والأدوات الروحية والمعنوية والمادية للفوز والنجاح دنيا وآخرة ... أهمها جميع الأديان السماوية هبطت في المنطقة العربية والأنبياء والرسل الدعاة للهداية وإتباع الحق والصواب في جميع الأمور، نابعين منها وجذورهم تمت لها من شعوب المنطقة والتي من المفروض أن تجعلنا القدوة الحسنة والرواد الأوائل عبر الزمن ومرور التاريخ منذ آلاف السنين في بناء النفوس روحيا وعمليا ونصبح في القمة لدى جميع البشر، لو حققنا المساواة والعدل...

                    أعطانا الله عز وجل ووهبنا و من علينا  بالموقع الجيد ذو المساحات الكبيرة لعيش الملايين لأننا أمة وسط والثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن ثمينة والتي الكثير منها إلى الآن لم تكتشف بعد حتى يأتي يوما أوانها ووقتها حسب تقدم الزمن من جميع الانواع التي يعجز الإنسان عن العد والإحصاء مهما حاول "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" تحتاج إلى الإستثمار ومشاركة جميع الأمم من الإخوة والأصدقاء الحلفاء وحتى الخصوم بالعقل والمنطق والعدل ضمن القوانين حتى يعيش  الجميع في وئام وسلام وأمن وأمان بدون وضع العراقيل في الطريق...

                       نحتاج إلى العقول النيرة الرائدة أن تصبح في المقدمة وتقود المرحلة الدقيقة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية الإسلامية حيث هي عالقة في عنق الزجاجة غير قادرة على المرور بسلام  ... كل واحد ضمن التخصص والمعرفة والتي معظم العقول المفكرة و الطاقات الخلاقة  هاجرت من أوطانها وإستقرت في أوطان الآخرين وأبدعت في مواضيع عديدة من إختراعات وإبتكارات عالمية خدمت البشرية في أمور كثيرة...  نحتاجها بقوة حتى ننهض ونستطيع أن نواكب العصر ونتقدم بالديمقراطية في الحكم بشفافية بدون تعصب وتزمت ومنع تدخلات الغير في أمورنا وشئوننا وأوضاعنا العامة والخاصة ... لأننا بجهلنا وغبائنا أتحنا لهم الفرص للتغلغل في أوساطنا مما وجدوا أرضا خصبة للتحكم فينا وإستعمارنا بطرق عديدة في السر والعلن والهيمنة علينا برضانا ضمن عناوين براقة لا تسمن ولا تغني من الجوع بحجج الصداقة والتعاون وهي في الأساس تريد وترغب أن نكون دائماً ضمن حلقات سياساتها وهيمنتها إلى ماشاء الله تعالى....

                        القوى الخفية العالمية نست و تناست أننا شعوب إرادتها قوية تعودت على المحن وتعلمت من خلال الأحداث عبر التاريخ على الصبر الطويل ومهما حدثت لها من المصائب ولمت بها المصاعب والأحداث المؤلمة والمحن العديدة من الأزمات والعراقيل المفتعلة التي توضع في طريق التقدم والسير حتى تتوقف ، الأساس للهداية والأداة للفوز والنجاح دنيا وآخرة نابعة من أراضينا...  ومهما خرجنا وحدنا عن مسار الطريق السليم وتكالبت علينا الدول بالكثير من الأساليب والمغريات الدنيوية والأمور الخاطئة في التأويل والتفسير والتي لا تتناسب مع خط سيرنا روحيا ولا تطبيق عمليا، مازلنا أمة وسط أحياءا نرزق إلى ماشاء الله تعالى من وقت ويوما تدور عجلة الزمن تتقدم للأمام ولا تتراجع مهما كان الأمر مثل عقارب الساعة لصالحنا وننهض...

                   الصراع القوي والتناحر الآن في وقتنا الحاضر بين الأطراف العديدة على البقاء في الحكم والهيمنة بدون وجه حق عبارة عن إرهاصات وبلاء حل على أكتاف جميع الأمم بالسابق والحاضر... وبعض الأمم تقدمت بالعلم والديمقراطية وإحترام الانسان كإنسان له الحق بالعيش الكريم بدون ارهاب و لا ضغوط ونحن كأمة عربية إسلامية مع الوقت بإذن الله تعالى سوف يحل ويأتي دورنا في الريادة ونصبح في المقدمة كما كان أجدادنا الرواد الأوائل في نشر النور الروحاني بالهداية ، وعبادة الله عز وجل الخالق الواحد الأحد، ونُشر العلم النافع في جميع الأمور الحياتية...  والله الموفق ...

                                                                                 رجب المبروك زعطوط

Sunday, November 13, 2016

خواطر عامة 15

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 (3)


                    من كثرة الأحزان والمآسي التي حدثت في ليبيا ولا تزال تحدث و من شدة ما تمر به الآن من الكثير من الفضائع والأحداث المشينة التي لا تصدق...  ومهما عدد الإنسان لا يصل إلى نهاياتها فقد تعود الشعب عليها وآصبحت كيانا وجزءا من الحياة اليومية المستمرة .... مما الوطني الذي يعيش بالغربة عندما يرجع لأرض الوطن  لزيارة الأهل  والأقارب والأصدقاء، وحتى القادمين للعمل  أو لاي مهمة كانت  من الأجانب ، يحتارون ويستغربون في الوضع الحالي المأساوي للشعب... الشعب الليبي  صابر و مكافح بدون هدف ولا مخطط واضح يمضي ويسير عليه للخلاص والخروج من حلقات المآسي والأحزان التي كثرت وزادت عن الحد في وطن قليل العدد وكأنه عائلة واحدة ، الجميع يعرفون بعضهم البعض ، حيث الأمر معجزة لا تصدق نظير الحال العام الصعب الموجود على الطبيعة والواقع...

                                   في الظروف السهلة السابقة العادية أيام الجماهيرية حكم الجماهير الغوغائي كان كل شئ حزين وأمر محزن يمر عاديا سهلا ليست به أحداث قوية ولا حوادث شريرة وجرائم شنيعة بشعة ظاهرة على السطح  مثل اليوم إلا القليل، فجميع الأمور المشينة تحدث في أقصى السرية مثل ماحدث في مجزرة سجن أبو سليم و التي جريمة من جرائم التاريخ التي سوف تذكر إلى ماشاء الله تعالى في الإبادة للبشر العزل عن قصد وسبق الإصرار وقتل حوالي 1400  سجين بالرصاص في بضع ساعات وهم محجوزين ضمن الأسوار غير قادرين على الدفاع عن النفس، في ساعة جنون من الذي أصدر الأمر بالمذبحة وتم الخداع وكتم الأمر وإخفائه عن الشعب الغافل عنها لعدة سنوات ، الا من بعض الأمور التي يتم تسريبها عن قصد مبيت على السطح لنشر الرعب في الأوساط وتخويف الشعب ، لكي يطأطأ الرأس ولا يطالب بأي جديد كان حيث جميع الأمور في يد الطاغية الذي كان يصدر التعليمات الجنونية بيد من حديد و ينفذها بعض الأعوان الثقات...

                          بعد فوز ونجاح ثورة 17 فبراير كثرت وزادت عن الحد المصائب والمتاعب وسفك الدماء وزهق الأرواح البريئة والخطف نظير طلب الفديات الكبيرة والخلافات السياسية والأخذ بالثأر والتناحر والصراع المميت على السلطة والوصول للقمة في الحكم من الزعماء الجدد أدعياء الوطنية والثورية ... الغير معروفين بالسابق وليست لهم أي رصيد وطني  أو نضالي معروف  للكثيرين من أبناء الشعب حتى يكونوا من المشاهير شعبيا و زعماء مسموعي الكلمة ويصبح لهم الحق في تبوئ المراكز السياسية العالية، ضمن الإنتخابات العامة و  الحصول على أغلبية الأصوات الحرة من أبناء الشعب ضمن صناديق الإقتراع مثل مايحدث في الكثير من الدول الحرة بالعالم ذات الحكم بالديمقراطية...

                      إنني لا اريد كتابة وتسطير العشرات والمئات من الأحداث العديدة المؤسفة التي حدثت وتحدث كل يوم على الطبيعة في وقتنا الحاضر في السر والعلن ... فهي أمور معروفة يسمعها الداني والقاصي بالوطن والخارج في لحظات ودقائق ضمن الإتصالات الهاتفية والإعلام الذي طغى وإنتشر في الصورة العامة وأصبح جزءا من الحياة اليومية ونشر الآخبار الغثة والسمينة في جميع الوسائل الإعلامية من قنوات مرئية والفيس البوك والتويتر وغيرها... مما أصبح كل شئ شبه واضحا ومعروفا بدون سرية من الكثيرين من أبناء الشعب والأجانب المتابعين للأحداث الليبية وعلى معرفة بما يحدث من فساد وإفساد وتراهات ومهاترات ، دمار وخراب وأحزان عديدة لأهالي الضحايا...

                      والمؤسف له أن ليبيا الحبيبة الآن إستبيحت من بعض الدول الأجنبية الغربية أدعياء الصداقة والتعاون وفرضت هيمنتها ، وداستها أقدام جنودها بحجج عديدة على رأسها وأولوياتها المساندة في القضاء على الإرهاب ومحاربة الخوارج المرتدين الدواعش بعلم بعض المسؤولين في السلطة...   والكثير من الامور تدور في الخفاء بسرية بدون العلم  و وراء الستار على الشعب مما مع الوقت سندفع الثمن الغالي لسنين عديدة بالمستقبل نتيجة الأخطاء من البعض عديمي الضمير والتجربة وتزداد الأمور صعوبة وتكثر الأزمات المفتعلة والتناحر لا يتوقف و سوف  يأخذ وقتا طويلا حتى يهدأ وترجع المياه الطبيعية إلى مجاريها السليمة....

                    شعبنا الآن يمر بمصائب عديدة عالقا في عنق الزجاجة غير قادر على الخروج من الأزمات السياسية  المفتعلة لإستنزاف بقية الأرصدة المالية الهائلة التي كانت بالسابق مجنبة في المصارف الخارجية وموضوعة تحت تصرف بعض الأسماء من المحاسيب والأعوان الثقات وليست بإسم الدولة كما يجب خوفا من الحجز الدولي بسبب أي قضية دولية كانت  مثل ماحدث الأمر في قضية سقوط الطائرة الأمريكية ( بنام ) المنكوبة على مدينة  لوكربي (في إسكتلندا ) و مقتل جميع الركاب الأبرياء ضحايا الصراعات والإرهاب المتعمد عن سبق الإصرار لخدمة أغراض معينة من قوى الشر والظلام ....    والنتيجة كانت الحصار الإقتصادي الذي فرض بالقوة على ليبيا عدة سنوات نظير الإتهام بالإرهاب والشك أن نظامها الشرير كان وراء الجريمة الإرهابية الفضيعة  ...

                   الأموال بالملايين يوميا من دخل تصدير النفط والغاز تذوب و تتلاشى  بسرعة ضمن الصرف العشوائي والحصول على العمولات الكبيرة للبعض بدون حساب نظير الجهل وحب النفس للإ ثراء السريع والنهب بطرق شيطانية يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها بدون العمل الجاد والمجهود وعرق الجبين حسب المعروف من أجل الحصول على المال و تحقيق  الغنى والثراء....

                    مشكلتنا الحالية الصعبة التي نعاني منها و وطننا يدور في حلقاتها المغلقة بدون أبواب خروج ونجاة ، هي  الجهل والفوضى والهدر ولا رعاة وحراس أمناء ذوي ضمير وولاء لله تعالى والوطن للحفاظ على المال العام ...  وزاد الهم والغم كثرة القطط السمان لدينا وفي أوساطنا تأكل في السر والعلن فى صمت ولا تترك أي شئ غير الفتات وراءها للشعب البائس المحروم من خيراته ...  ومهما أكلت ونهبت الملايين والمليارات من الدينار والعملات الأخرى، بطونها واسعة لم تشبع بعد ولن تشبع حيث الحرام والزاقوم إستشرى في الشرايين والعروق وسرى في مجرى الدم...  ولا تستطيع العيش من غيره حيث الحرام له نكهة ولذة خاصة الكثيرون لا يستطيعون مقاومته...  

                    سر البلاء والتأخر والفوضى العارمة عدم وجود الضمير والولاء ضمن دستور عام نزيه متفق عليه بالتشاور ديمقراطيا من عقلاء وحكماء الشعب يحفظ حقوق الجميع الرئيس والمرؤوس ضمن العدل وقانونا قويا نابعا منه يضرب بيد من حديد كل من يعبث بمقدرات الوطن والإستيلاء عليها بدون أي وجه حق،  ويفرض الإستقرار والأمن والأمان حيث نحن شعب تعودنا على الإتكالية والفوضى نتيجة حكم القهر من النظام السابق على مدى اربعة عقود ونيف بدون دستور غير تعاليم الكتاب الأخضر الهزيل الذي ضيع جميع المعايير والموازين الشريفة المتعارف عليها ووضع الجميع في المتاهات والمهاترات... نحن  بحاجة إلى وقت طويل لإعادة الحسابات وتعليم الأجيال الجديدة من النشئ على الأمور الصالحة النزيهة و نبذ الفساد ....

                في  وقتنا الحاضر بعد الفوز ونجاح ثورة 17 فبراير نحن كشعب غير مؤهلين للحكم بالديمقراطية حيث جديدة علينا في مسارات الحياة السياسية وليست لنا كوادر سابقة ثابتة نستند عليها ونطورها...  فالنظام السابق غير جميع المقدرات والمفاهيم إلى غوغائية وجهل، والدليل بعد الثورة والخلاص من الطاغية فتح الباب على مصراعيه لقيام الأحزاب السياسية بدون ضوابط وخلال فترة بسيطة من الزمن ، في شهور قليلة ، تم إنشاء  أكثر من مائة حزب سياسي وبدل السمو والحضارة والقيادة السليمة للشعب المتعطش للنهوض والتقدم ولديه جميع المقدرات التي تؤهله للنجاح، وللأسف الزعماء والمسؤولين الجدد نتيجة عدم الخبرة والتجربة السياسية ، زاد بينهم الصراع والتطاحن والتناحر على السلطة والحكم بدون ركائز سليمة  ولا ديمقراطية حقة صالحة للنهوض والتقدم غير التشدق بها بدون الفعل الصادق السليم لتمرير الامور والمصالح الخاصة، علي الغافلين مما وصلنا لهذا الحال المؤسف المزري الذي كل يوم يمر نتأخر بدل ان نتقدم...

                    تدخلت أصابع قوى أجنبية خفية كثيرة للهيمنة على الوطن تحت مسميات براقة زائفة عديدة ، وجعلته يعيش ضمن حلقات الجهل والوهم بأنه الأفضل حتى لا يبدع ... وتسرب بعض الصعاليك أدعياء الوطنية والثورية العوام وأصبحوا أصحاب القرار بدون فهم ولا تجربة في الحكم، وأتى الكثيرون من المرتزقة من الخارج بالمئات والآلاف للإقامة حيث الأرض خصبة لنشر الأفكار الهدامة التي تستهوي الشباب بحجج الجهاد الزائف الكاذب لإصلاح الدين وإلغاء البدع وإقامة الشريعة كمنهاج للحكم، بالقوة ، مما إستشرى البلاء والدمار في الوطن والأزمات العديدة حلت على الرؤوس بدون عدد، وأصبحنا نعاني من المتاعب والمصائب يوميا من جميع الجهات...

                       والحل بسيط نحتاج في وقتنا الحاضر إلى دستور نزيه ورجل لا يخاف من المواجهة ولا لومة لائم في السير على الطريق الصحيح مهما كانت العقبات ،  حاكما قوي الشخصية ينشر العدل والقانون ذو معرفة بالأبعاد الكثيرة والأطماع من القوى الخفية والمحلية التي تحاك وتدور وراء الستار في سرية مثل الوالي ( الحججاج بن يوسف ) الذي قال الكلمة والمقولة المأثورة محذرا طبقة المشككين فاعلي المتاعب وخلق الشر، للخلاص منهم دفعة واحدة الظالم مع المظلوم من أول يوم للحكم كوالي في العراق قائلا في الخطبة بالمسجد متوعدا ومحذرا ( ياأهل العراق يا أهل الشقاق و النفاق ، إني أرى رؤوسا  أينعت وحان قطافها وإنني بإذن الله لقاطفها) وصدق في كلمته وقطع رقاب الكثيرين من الصف الأول حيث النخبة موجودة حسب العادة وقتها في المقدمة حتى يسمعوا الخطيب ( حيث لا توجد وقتها مكبرات الصوت ) مما خاف وإستكان الجميع رعبا من القتل العشوائي وعم السلام والأمن والأمان أيام ولايته ...

                            ونحن للأسف في وقتنا الحاضر في وطننا ليبيا نحتاج لمثله مع أنني ضد الحكم بالعنف والشدة، أؤمن بالديمقراطية  وتداول السلطة كل عدة سنوات التي لها أفضال كثيرة وتمنع الإستبداد وعبادة الآشخاص... ولكن للأسف لم يأتي وقتها بعد في وطن جاهل سياسيا بمصلحته حيث تعود على الفوضى والقهر من حكم النظام السابق الجماهيري ، حتى يأتي اليوم بإذن الله تعالى مع الوقت ومرور الزمن ويعم العدل والقانون في الوطن و يستتب الأمن والأمان للجميع وتنتهي وتزول الأحزان إلى غير رجعة بإذن الله تعالى، بممارسة الديمقراطية في الحكم بعقول واعية ويد من حديد لكل من يشذ عن مسار الطريق السليم ...   والله الموفق ... 

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...