Sunday, November 20, 2016

خواطر عامة 16

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان

 (4)

                      عندما يتطلع المواطن إلى خريطة الامة العربية وكم معظم دولها تعاني من احداث مريرة شريرة في السر والعلن من شعوبها ومن تدخلات الآخرين إخوة وأجانب يحتار ويكاد لا يصدق المآسي التي حدثت وتحدث كل يوم يمر من القتل والإرهاب وقطع الرقاب والنهب للمال العام بدون عمل الإصلاحات والإهتمام بصحة وتعليم المجتمع حتى يسمو ويتحضر بالعلم....  و خطف الكبار و الصغار لطلب الفديات الضخمة لتمويل مشاريع الشر .... الحسد والحقد على الأمة الاسلامية والمحاولات العديدة للتشكيك في دينها الحنيف وعشرات المواضيع الشريرة التي يخجل الإنسان من عدها وذكرها من الخوارج المرتدين الدواعش! ناسين هؤلاء المرتدين الأضرار الشنيعة التي يقومون بها ضد الإنسانية، ومتناسين أنه لهم يوما بالدنيا أم بالآخرة سوف يحاسبون الحساب العسير ويدفعون الثمن الغالي ، لأن عين الله تعالى ساهرة طوال الوقت في كل لحظة لا تنام ....

                       والسؤال المهم من ضمن التساؤلات العديدة التي يصعب فهمها وإستيعابها بسهولة سرعة الإنتشار الرهيبة في أوساط الشباب التائهين الحيارى في الانضمام كأعضاء في التنظيم الدموي الذي عناوينه كبيرة براقة للإصلاح والحكم بالشريعة والقضاء على البدع وشطب الكثير من شئون الحياة المتعارف عليها منذ مئات السنين، وبالداخل والباطن الإساءة وتشويه الدين الإسلامي الذي كل يوم يتقدم خطوات سريعة ناشرا الهداية للأرواح الضالة بالحوار والمنطق ضمن العلم والأدلة والبراهين الإلاهية القوية للجميع من شعوب البشر بالعالم بتحقيق المساواة والعدالة والحكم بالحق بدل الرعب والخوف من إنتشار الوباء القاتل و هو  التزمت والتطرف الشديد بدون أساسات راسخة... الذي يدعوا إلى الهلاك في الباطن والسر، وفي العلن مآسيه العديدة تحتاج إلى بحث طويل وتحقيق متأني لماذا هذا الوضع الدموي مستمرا بدون توقف ؟؟ أليس فيهم ولديهم عقلاء ذوي حكمة يعرفون التمييز بين الصواب والخطأ ؟

                      نحتاج بسرعة إلى ضم الجهود مع جميع أبناء العالم الحر ضمن صيغ التقدير والاحترام بيننا بدون أي نوع من الشروط والهيمنة بنفوس طاهرة والتعاون والتصدي معا لهذا الوحش الطليق القاتل حتى ينتهي ويتم الخلاص منه... مهما كلّف الأمر ...  حيث الوباء القاتل الإرهاب و القتل وسفك الدماء عم على الجميع وخلق الأزمات المفتعلة من بني الوطن والغير من  الأجانب الذين تم دسهم في أوساطنا،  ناشرين الخوف والرعب ضمن التخطيط والدراسات المنظمة بالعمد حتى لا يستيقظ المارد العربي الإسلامي الجبار من النوم و يقوم بتجديد الأمجاد الماضية التي ضاعت مع مرور الوقت والدس بخبث في الأوساط الغافلة على التمرد والثورات ضد دولنا العديدة من ممالك وجمهوريات حتى نعيش في وسط الهرج والمرج ولا نتقدم ....

                      يكاد الباحث عن الحقيقة المرة لا يصدق، لماذا التخلف في أوطاننا ونحن الآن نعيش في عصر العولمة عصر العلوم والتقدم ، عصر سرعة الإتصالات والمواصلات ووصلت إلى نتيجة مؤلمة أنه الجهل والغرور والطمع وكثرة المآسي والمحن المتوالية على الرؤوس، التي جعلتنا نتقهقر للوراء خطوات عديدة وسنين....  نحتاج بقوة إلى مراجعة النفوس بضمير بدون الغرور والعمل الجاد بصدق من غير النفاق والحفاظ على ثروات المجتمع وصرفها بموازين عادلة لصالح الجميع بدلا من الضياع والهدر في غير أوجه الله تعالى والعدل في الحكم وإعطاء الفرص للمتهم عن الدفاع عن النفس عسى أن يكون بريئا والإتهام كيديا وظلما وبهتان قبل تنفيذ العقوبات والقصاص حسب شرائع السماء وقوانين الارض حتى يبارك الله تعالى فينا ويطرح البركة في جميع خطواتنا و ننهض.....

            الوطني ذو الولاء لله تعالى وأرضه وكيانه من أعماق الروح والضمير الذي تدفعه الغيرة الوطنية الصادقة وليس النفاق والرياء كما يحدث الآن على الواقع لقاء مصالح خاصة شخصية وجهوية، عليه أمورا للبحث فيها وواجبات عديدة بمراجعة النفس بضمير عن الأخطاء والعوائق التي تعترض  طريقه والبحث عن الأسباب الجوهرية والمشاكل التي تسببت فيها والأزمات و التي يمر بها الجميع محاولا المعرفة والفهم لأسرار التخلف والعجز و يتسائل لماذا ؟؟ حتى يصل مع الوقت والمتابعة إلى موقع الألم والفساد والإفساد ويعمل بكل قوة وجهد على الإستئصال للجهل بإذن الله تعالى، ولا يتحقق القضاء على الجهل بدون العلم الحديث والفهم والمعرفة للتقنية حسب وقتنا الحاضر والعمل الجاد والإصرار على النجاح ضمن الممارسات الديمقراطية في الحكم والحياة حتى نرتاح من الأزمات وننهض ...

                     نحن كشعوب عربية تركنا الأساس ودستور السماء ولم نطبقه حسب العصر الحاضر بمفاهيم متطورة حتى نسموا ونتحضر ونخرج من حلقات ومتاهات الجهل التي وصلت بنا لهذا الحال المؤسف ....   نتناحر بدون أصول ولا قوانين و لا معايير ....  والحلول موجودة ولكن مؤجلة إلى متى لا نعرف ...  وعلى الرفوف غطاها غبار السنين ، نتشدق بها ولا نطبقها وهذه من قمة المصائب حيث الجميع يهوج ويموج في الوقت الحاضر ، بدون العمل وتطبيق قانون الشورى الأمر الإلاهي الذي هو أحد أعمدة وأساسات ديننا الحنيف، التي تم  تأويلها وتفسيرها الحقيقي في وقتنا وزمننا الآن تحت مسمى ( الديمقراطية ) لتطبيقها للحكم السليم ضمن دستور جيد أساسه وتعاليمه نابعة من القرآن الكريم ، صادرا ومصاغا من نخبة الوطن العقلاء الحكماء مثل لجنة الستين السابقة أيام الإستقلال في القرن الماضي العشرين وقانون قوي نابعا منه للحكم بالمساواة يحافظ على حقوق الجميع ويطبق الحق والعدل على أي مواطن أو مقيم يحاول ان يشذ عن المسار السليم ....

                    الأزمات تمر على جميع الدول ومهما طالت في بعض الأحيان بالصبر والحوار والرأي وإحترام الرأي الآخر بدون تشنج وغضب وعداء والسعي بقوة للسلام بدل الخصومات والحروب للفرض والهيمنة، هي الحلول السليمة للفوز والتقدم مهما كانت العوائق شائكة بالطريق تحتاج إلى ملوك ورؤساء وحكام حكماء رواد أوائل لديهم الشجاعة الأدبية في تغيير بعض المناهج والأمور السابقة العتيقة التي تآكلت مع مرور الزمن وتحتاج إلى التجديد حسب العصر والإهتمام بالعقول والعلماء النابغين والتكريم ضمن السلام والأمن والأمان وتشجيع الجميع بتوفير الإحتياجات الضرورية حتى يستتب الحال وتهدأ الأحوال العامة ويرتاح الجميع بدون ثورات تأكل الأخضر واليابس كما حدث في ثورات الربيع العربى التي أصبحت ثورات خريف وشتاء قاسي خلفت الحروب الأهلية والقتل والدم والمآسي .... ومازالت أضرارها ومآسيها مستمرة تحتاج إلى وقت طويل حتى تتوقف...

                   العديد من المشاكل والأزمات المفتعلة ، لها وقت ونهاية بالعمل الدؤوب والصبر وتحكيم العقل حتى تنتهي وتزول حيث مابعد الضيق إلا الفرج... ولو عدد الباحث عن الأحداث التي حدثت للأمة العربية خلال قرن من الزمن، يتعب وهو يعاني من عدها و إحصاءها ...  والسبب الرئيسي هو الجهل والطمع في الوصول لقمة السلطة والنهب للمال العام والغرور الكاذب لدى أصحاب القرار بأنهم قادرين على تحدي الدول القوية الأخرى بالخطابات الحماسية الرنانة والواقع نحن غير قادرين على التحدي غير تهيج الشعور للغافلين العامة نحتاج إلى وقت طويل  حتى نصل بالعلم الحضارة والسمو إلي المقدمة ونفرض الوجود بالحق والسلام...

                    علينا أن نتعلم من الأخطاء القاتلة السابقة والحاضرة في الصراعات الخبيثة بدون جدوى حتى لا تتكرر وتتوقف الأحزان ونواكب الزمن مع الآخرين فى المقدمة ، حيث لدينا جميع المعطيات والأدوات الروحية والمعنوية والمادية للفوز والنجاح دنيا وآخرة ... أهمها جميع الأديان السماوية هبطت في المنطقة العربية والأنبياء والرسل الدعاة للهداية وإتباع الحق والصواب في جميع الأمور، نابعين منها وجذورهم تمت لها من شعوب المنطقة والتي من المفروض أن تجعلنا القدوة الحسنة والرواد الأوائل عبر الزمن ومرور التاريخ منذ آلاف السنين في بناء النفوس روحيا وعمليا ونصبح في القمة لدى جميع البشر، لو حققنا المساواة والعدل...

                    أعطانا الله عز وجل ووهبنا و من علينا  بالموقع الجيد ذو المساحات الكبيرة لعيش الملايين لأننا أمة وسط والثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن ثمينة والتي الكثير منها إلى الآن لم تكتشف بعد حتى يأتي يوما أوانها ووقتها حسب تقدم الزمن من جميع الانواع التي يعجز الإنسان عن العد والإحصاء مهما حاول "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" تحتاج إلى الإستثمار ومشاركة جميع الأمم من الإخوة والأصدقاء الحلفاء وحتى الخصوم بالعقل والمنطق والعدل ضمن القوانين حتى يعيش  الجميع في وئام وسلام وأمن وأمان بدون وضع العراقيل في الطريق...

                       نحتاج إلى العقول النيرة الرائدة أن تصبح في المقدمة وتقود المرحلة الدقيقة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية الإسلامية حيث هي عالقة في عنق الزجاجة غير قادرة على المرور بسلام  ... كل واحد ضمن التخصص والمعرفة والتي معظم العقول المفكرة و الطاقات الخلاقة  هاجرت من أوطانها وإستقرت في أوطان الآخرين وأبدعت في مواضيع عديدة من إختراعات وإبتكارات عالمية خدمت البشرية في أمور كثيرة...  نحتاجها بقوة حتى ننهض ونستطيع أن نواكب العصر ونتقدم بالديمقراطية في الحكم بشفافية بدون تعصب وتزمت ومنع تدخلات الغير في أمورنا وشئوننا وأوضاعنا العامة والخاصة ... لأننا بجهلنا وغبائنا أتحنا لهم الفرص للتغلغل في أوساطنا مما وجدوا أرضا خصبة للتحكم فينا وإستعمارنا بطرق عديدة في السر والعلن والهيمنة علينا برضانا ضمن عناوين براقة لا تسمن ولا تغني من الجوع بحجج الصداقة والتعاون وهي في الأساس تريد وترغب أن نكون دائماً ضمن حلقات سياساتها وهيمنتها إلى ماشاء الله تعالى....

                        القوى الخفية العالمية نست و تناست أننا شعوب إرادتها قوية تعودت على المحن وتعلمت من خلال الأحداث عبر التاريخ على الصبر الطويل ومهما حدثت لها من المصائب ولمت بها المصاعب والأحداث المؤلمة والمحن العديدة من الأزمات والعراقيل المفتعلة التي توضع في طريق التقدم والسير حتى تتوقف ، الأساس للهداية والأداة للفوز والنجاح دنيا وآخرة نابعة من أراضينا...  ومهما خرجنا وحدنا عن مسار الطريق السليم وتكالبت علينا الدول بالكثير من الأساليب والمغريات الدنيوية والأمور الخاطئة في التأويل والتفسير والتي لا تتناسب مع خط سيرنا روحيا ولا تطبيق عمليا، مازلنا أمة وسط أحياءا نرزق إلى ماشاء الله تعالى من وقت ويوما تدور عجلة الزمن تتقدم للأمام ولا تتراجع مهما كان الأمر مثل عقارب الساعة لصالحنا وننهض...

                   الصراع القوي والتناحر الآن في وقتنا الحاضر بين الأطراف العديدة على البقاء في الحكم والهيمنة بدون وجه حق عبارة عن إرهاصات وبلاء حل على أكتاف جميع الأمم بالسابق والحاضر... وبعض الأمم تقدمت بالعلم والديمقراطية وإحترام الانسان كإنسان له الحق بالعيش الكريم بدون ارهاب و لا ضغوط ونحن كأمة عربية إسلامية مع الوقت بإذن الله تعالى سوف يحل ويأتي دورنا في الريادة ونصبح في المقدمة كما كان أجدادنا الرواد الأوائل في نشر النور الروحاني بالهداية ، وعبادة الله عز وجل الخالق الواحد الأحد، ونُشر العلم النافع في جميع الأمور الحياتية...  والله الموفق ...

                                                                                 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment