بسم الله الرحمن الرحيم
الأحزان
( 6 )
سبحانك رب العالمين الأحزان في الوطن العربي مستمرة مثل النار المستعرة إشتعالا تحرق هشيم القش والتبن اليابس نظير الأخطاء العديدة و رغبة الشعوب الغافلة في التغيير نظير إنعدام الحريات والعدل ... لا يعرفون من التمرد والثورات غير خراب البيوت.... ويؤسفني القول من أعماق النفس الحزينة لأننا جربنا الويل وحكم العسكر، أنها لن تتوقف بسرعة طالما الحكم بيد حاكم واحد كما يشاء بدون شورى ( ديمقراطية ) تحتاج هذه النيران إلى وقت طويل ، إلى ماشاء الله تعالى من وقت ، عسى أن تهدأ وتتوقف عن الإشتعال... لأنها تهمد في مكان وتتوقف لفترة وجيزة وتشتعل بقوة في أماكن أخرى مما جعلت الأمة العربية الاسلامية تعاني من الويلات والأزمات والمحن طوال الوقت بدون سلام و لا إستقرار حتى تتحضر وتسمو عن السفاسف وتحترم وتقدر ملوكها ورؤسائها وتهتم بحالها وشؤونها وتبدع في العمل والإنتاج حتى ترتاح وتسعد شعوبها بالسلام والأمن والأمان ضمن الدستور والقانون العادل الذي يطبق على الجميع الحاكم والمحكوم .
ومن الأسباب الرئيسية في السقوط والكبوة الطويلة التي أخذت منا قرونا عديدة حتى نفيق من السبات والنوم الذي فرضناه على أنفسنا بأنفسنا لأننا حدنا وتركنا الطريق السوي عن الحق بالجهل والإتكالية على الغير واللوم الغير مبرر ولا صادق على الآخرين في بعض الأمور المعقدة التي قام بها أولاة أمورنا السابقين أصحاب القرار بقصد وعلم أم بجهالة بدون قصد... يخدعون أنفسهم بترديد المبررات الكثيرة التي من وجهة نظرهم يعتقدون أنها صحيحة لتغطية الأخطاء والآثام مما رسخت في الأذهان ، من كثرة الترديد وأصبح الباطل حقيقة وصواب ونتجت عنه العواقب الضارة ... والبعض من الشعوب العربية لازالت تدفع و تقدم ثمنها الغالي من رمي الغسيل القذر و الأخطاء القاتلة على الغير من الخصوم بدون مصداقية وتمريرها حتى لا يضيع ماء الوجه وتهتز الصورة في مصداقياتهم أمام الشعوب المتعطشة للتقدم للقمة للإستهلاك المحلي والظهور بالبطولات الزائفة التي بدون أساس....
للأسف أصحاب القرار وذوي الفكر والفهم والمعرفة من الأتباع مناصريهم في الحكم مهما كانت مناصبهم عالية ومطلعين على الكثير من الأمور الخاطئة القاتلة ليست لديهم الشجاعة الأدبية و لا قوة الشخصية لمواجهة الحاكم بأنه مخطئ عسى أن يستقيم ويعتدل ويعدل ولا يتمادى في ظلمه لرعاياه الأبرياء ، والإعتراف بالجهل والعجز لأبناء الشعب عن تمييز الكثير منها بمنطلق العصر الآن في وقتنا الحاضر حتى نستطيع مواكبة الشعوب المتقدمة حيث كل شئ تغير عن ما كنا نعرفه وتعودنا عليه بالماضي منذ الصغر...
الآن تغيرت صور وأشكال الحياة بسرعة عن الماضي حيث نعيش في عصر العولمة سرعة الإتصالات والمواصلات والكثير من الأشياء والمعلومات العامة التي تحدث يوميا معروفة يسمعها الداني والقاصي بسرعة سواءا عن طريق الإتصالات الهاتفية أو من وسائل الإعلام المبرمجة للنشر ، إلا من البعض المهمة المصيرية تبقى في قمة السرية وبالأخص التي تتعلق بأمن الدولة و محظور نشرها ضمن الإعلام إذا تمت معرفتها من البعض الغير مخولين بالإطلاع، إلا بعد مرور المدة القانونية ثلاثون عام أو أكثر حتى تتقادم مع الزمن ومعظم أبطالها ذوي الأدوار الشريرة والخسيسة يكونون موتى في القبور أشلاء...
والباقي الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع الجهات المسؤولة تغض النظر عنها لخدمة سياسات وأغراض معينة وتحقيق مصالحها بتوجيه نظر الجماهير إلى الزوايا والأهداف الأخرى المطلوب دسها حتى تظهر للعلن، مما تصبح سبقا صحفيا إعلاميا يتنافس عليه الصحفيون يظهر يوما ما بطريقة أو بأخرى في وسائل الإعلام العديدة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث ننام على مشاهدة القنوات العديدة المرئية ونقرأ الأخبار ومايحدث في الفيس بوك و التويتر والصحف وغيرها من الوسائل الحديثة العديدة و نستيقظ وننهض من النوم ونفس العملية تتكرر يوميا وتستمر تلقائيا بدقة كالحاسوب ... مما تبلد الفكر والذهن عن أشياءا كثيرة عن عدم الإطلاع عليها ومعرفتها وفهمها بسرعة وأصبح الإعتماد قويا على الآلات ووسائل التقنية الحديثة للعيش الآن ...
الدلائل كثيرة لذكرها وكم من مئات الأخطاء القاتلة ارتكبت من بعض أصحاب القرار ليست بسوء نية وعن قصد مبيت مسبقا ولكن الجهل والغرور والإندفاع في إتخاذ القرار بسرعة بدون مشاورات متأنية مع أهل الرأي والشورى الوطنين للنظر في المحاسن والأخطاء والدراسة من جميع الخلفيات بتأني قبل البت في الأمور المصيرية التي تهم الجميع ... والجهل العام عن معرفة مجريات الأمور في الخفاء ومايحاك من دسائس من الخصوم المحليين والقوى الخفية الخارجية للأمة هو المصيبة الكبرى في سقوط الذين زينوا الأمور في قوالب حسنة جيدة ضمن مخططات شريرة عديدة لها أبعاد ضارة كثيرة مما أصبحت أفخاخ وشراك قاتلة ووقع فيها أولاة أمورنا بسهولة مثل العميان بدون دليل يقود إلى الطرق السليمة ، مما ضعنا وراءهم ودفعنا الثمن الغالي الذي يصعب تعويضه بسرعة مهما كانت الإمكانيات متوفرة...
سقوط آلاف الشهداء و المعاناة للآلاف من الجرحى والمعاقين وضياع الوقت الثمين والأموال الرهيبة لسنوات كثيرة من أعمارنا حتى عرفنا الأخطاء وحاولنا الإصلاح ولكن للأسف الفأس ضرب الرأس ويحتاج إلى وقت طويل في العلاج ومحاولة الإصلاح بطرق علمية بجميع الوسائل تتماشى مع عصرنا الحاضر عسى أن يتم الشفاء والنماء ، وننهض من جديد ونتقدم...
إنني أحد المواطنين من هذه الأمة العظيمة العربية الإسلامية التي حباها الله تعالى وذكرها بأنها أمة وسط جمعت الأمور الروحية الدينية في هداية الجميع من الإنس والجان والملائكة، معظم الأنبياء والرسل أتو ا منها ويمتون لها، رسولها ونبيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، آخرهم وخاتمهم ، ووهبنا وأعطانا الثروات الخيالية من جميع الأشياء الدنيوية من الموقع الحسن والطقس المعتدل ضمن أربعة فصول السنة في كثير من الاوطان العربية وغيرها من الحسنات والثروات والمعادن الطبيعية التي إكتشفت وأصبحت في متناول اليد وأخريات لم تخطر على البال وتكتشف في عصرنا الحاضر مازالت غائبة بمقاييس علمنا الآن حتى يأتي يوما أوانها ودورها حسب مرور الزمن، حيث لكل موضوع أوان ووقت حتى يكتشف و يتحقق ...
المفروض أن نكون في القمة والمقدمة لو كانت القلوب طاهرة والنفوس بريئة من غير تسلط رجس الشيطان الرجيم على النفوس من الحقد والحسد والطمع وإلإتكالية على الغير ، والتناحر على السلطة وكل طرف يدعي أنه الأصلح نظير الجهل ... مما أصبحنا بالمؤخرة وسبقتنا الكثير من الأمم والشعوب الأخرى ، و بقينا نتباكى على أمجاد الماضي التي حققها الأجداد ايام العصر الذهبي لظهور دين الإسلام منذ حوالي أربعة عشرة قرنا مضت من الزمن عبر التاريخ ... وأصبحنا ندور في المتاهات الكثيرة التي ليست لها أبواب للخروج والنجاة من غير تحصيل العلم و تحكيم العقل والقضاء على الجهل والعمل الصالح الصادق بضمير للسلام والأمن والأمان مع الجميع ضمن الدراسات المستفيضة للصالح العام عسى أن ننال المغفرة والرحمة ونوفق من الله تعالى وننهض من السبات العميق ...
لا أريد كتابة الكثير من الأدلة والبراهين على مآسينا في ليبيا الجريحة من الإتكالية والغرور والتناحر وذكر الأسماء بصراحة حتى لا أجرح شعور الكثيرين من أولاة الامر وأصحاب القرار الأحياء على الأخطاء القاتلة وعن البعض من التصرفات القذرة عن جهالة وبيع الوطن بأبخس الأسعار للغير والتي ندفع ثمنها كل يوم من سعادتنا وهنائنا وجعلتنا غرقى في مستنقعات الرمال المتحركة إلى الذقون نظير إنعدام الرؤيا الواضحة و سوء فهم الأبعاد وما يترتب عليها من مشاكل وأحقاد التي الشعب البرئ الآن عند ذكرهم لن يرحمهم والتاريخ غدا سوف يذكرهم باللعنات والمساوئ حيث لم يقدموا أي عمل جاد بالضمير للصالح العام ... همهم الجشع وتحقيق المصالح الخاصة والجهوية وتسمين الحسابات بالخارج من أموال المجتمع ... والموتى في ذمة الله تعالى الذي يحاسب عن كل ذرة خير بالجزاء الحسن ويعاقب عن الشر بالعدل ولا نستطيع عمل أي شئ لهم غير طلب الرحمة، وأن نتعلم من الدروس حتى نفيق من النوم ولا نخطأ مرات أخرى ...
الإتكالية أحد أمراض العصر الحاضر التي يصعب الشفاء منها طالما النفوس غير طاهرة، تحتاج إلى عمل الكثير والرجوع إلى تعاليم السماء القرآن الكريم العظيم للحكم و ليست دساتير البشر المخلوقين مهما كان لديهم الذكاء والمعرفة لهم حدود يتوقفوا عندها ولا يستطيعوا الإستمرار، التعاليم الإلاهية صالحة لكل زمان ومكان... تحتاج إلى التأويل والتفسير والشرح الوافي حسب متطلبات العصر الآن بدون تعصب ولا تزمت وجهل مثل ما يحدث الآن من الخوارج المرتدين وتحصيل العلم النافع وإقامة العدل والحكم بالديمقراطية و ووضع الرجل المناسب في الموقع الصحيح المناسب عن طريق الإقتراع الحر صناديق الإنتخابات حتى مع مرور الوقت وظهور الأجيال الجديدة المثقفة من النشأ تصبح لنا قيمة معنوية وكوادر جديدة يعتمد عليها في تسيير أمور الدولة بالحق والصدق بدون جهل وإتكالية، كما يحدث الآن للأسف الكبير على السطح والواقع المرير بالوطن ليبيا هو حكم عصابات وقطاع طرق بالأساليب الحديثة عن تهور وغرور وفرض وإكراه الأمور خاصتهم من القتل والخطف ونهب للمال العام الحرام بجميع الوسائل الغير مشروعة ولا قانونية... ناسين ومتناسين يوما آتيا عن قريب أم بعيد العقاب الشديد من رب العالمين بالدنيا و الآخرة تصديقا لقوله تعالى في سورة البقرة "لهم في الدنيا خزي وفي الاخرة عذاب عظيم"... والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment