Friday, November 25, 2016

خواطر عامة 17

بسم الله الرحمن الرحيم

 الأحزان
 ( 5 )


             سبحانك رب العالمين،  يؤلمني حال الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، في الوقت الحاضر، من السقوط الغير طبيعي في حفر الوحل وحلقات المتاهات التي بدون أبواب للخروج والنجاة والصراع الشرس بين الخير والشر في نفوس المواطنين...  الشعوب العديدة متعطشة للنهوض من الأزمات وإرجاع الأمجاد ونحن لدينا جميع الإمكانيات الروحية والمادية على مقاومة صعاب الحياة والعيش في القمة في سرور سعداء، ونستطيع بالعمل الجاد وراحة الضمير الإبداع والإنتاج لو توفر لدينا السلام والأمن والأمان وبالأخص في مسقط الرأس ، ليبيا الحبيبة ، التي كانت جنة من الجنان بالماضي القريب ، بدون خبث ولا قتال و لا جرائم شنيعة ولا سرقات و لا نهب للمال العام مثل حال اليوم ...  كانت بها الوداعة والطيبة إلى حد السذاجة ، و كان الأمن والأمان  متوفران  والقلوب عامرة بالرحمة  والعطف على الفقير المحتاج والغريب لا يجوع فيها مهما بلغ به الحال من البؤس والإحتياج  ، حيث كان هناك الإحترام والتقدير للإنسان كبشر  وكرامته لا تهان مثل مايحدث في بعض الدول العربية  الأخرى الغنية الذين أصابهم الصلف والغرور بقوة نظير وفرة المال بدون جهد ولا عرق، ولم يجربوا المذلة والإحتياج...

                      يؤسفني التجريح فليس من طبعي ولا سلوكي الخبث والدس ولكن آليت على النفس قول ونشر الحقيقة المرة عن المعاملات السيئة للوافدين الذين جار بهم الزمن محتاجين للعمل بأي وسيلة حتى يسدوا أفواه عائلاتهم و أولادهم الجياع بلقمة الحلال ويعملون بالجهد والعرق في أصعب الأحوال الجوية ، في الطقس الحار الذي لا يطاق وبالأخص العمل في الهواء الطلق تحت الشمس  في التشييد والعمران والبناء بدون تبريد للهواء الساخن الذي و كأنه  أحد أبواب جهنم قد فتح على مصراعيه!  وهذا هو الواقع المرير المؤلم ولا أستطيع المجاملة والنفاق خوفا أم طمعا في جاه أو مال وأنا عالما وعارفا سوء الحال والمعاناة كما سمعت وشاهدت بأم العين المعاملة السيئة لليد العاملة من الدول الفقيرة الذين جار عليهم الزمن و هم محتاجون....

                            الحياة مستمرة إلى ماشاء الله تعالى من وقت ولا يدوم الحال مدة طويلة على نفس المنوال، وهذه الأمور التي تحدث والقسوة العارمة بالقلوب على الضعفاء عبارة عن  دروس وإمتحانات من الله تعالى للفرز بين الصالح والطالح، عسى يوما الأشرار يتراجعون عن فعل الشر ويتوقفون عن الإهانات وبذاءة اللسان ويحكمون الضمير ويحافظون على النعم الجزيلة التي حباهم بها الخالق الجواد الوهاب من خلال معاملات الآخرين الضعاف حتى لا يصابون بلعنة إلاهية وتزول يوما من الأيام ...   إذا لم تصان ويحافظ عليها بالحمد والشكر للرب عز وجل كما تم الذكر بالقرآن الوعد الإلاهي (وإن شكرتم لأزيدنكم ) والعمل الجاد الطيب والمعاملة الحسنة للجميع من المخلوقات عن قناعة ورضاء من أعماق النفوس بصدق بدون غرور و لا تكبر حتى يزداد رضاؤه على الحمد والشكر والعمل الطيب والخير يعم إلى ماشاء من وقت في علم الغيب لوح القدر...
                         وليس مثل ماحدث ويحدث الآن في وطني ليبيا الحال المؤسف الشديد والعيش في الهرج والمرج والأعناق تحت سيف الإرهاب المسلط من الخوارج المرتدين و الدم والقتل في وضح النهار لسيء الحظ بدون عدل ولا قانون، حيث نحن شعب عنيف  شرس عندما ينطلق من القيود لا يتوقف ولا يخاف إلا من قوة القانون والعقاب الصارم في العلن بسرعة ولا يعرف العمل بأنصاف الحلول ويدعوا للسلام، دائماً يظهر على السطح الجديد من الأمور الغريبة ضمن مقاييس الحياة المتجددة الغير معقول فهمها وإستيعابها بسهولة ، ويقوم نظير العواطف الجياشة بدون المراجعة والتأني ويصدر الأحكام بقسوة وتزمت وتعنت وعنف سواءا في الخير أم الشر والذي لا يصدق في الكثير من الأحيان والحالات لدى البعض المتابعين الباحثين كثرة التجاوزات الضارة حسب المقولة التاريخية الخالدة التي قالها الفيلسوف اليوناني ( هيرودوت ) منذ ثلاثة آلاف عام مضت عبر التاريخ عندما زار مدينة قوريني بالشرق ( شحات ) واعجب بها وقتها من التقدم والإزدهار وذكر قائلا بإعجاب ودهشة "من ليبيا يأتي الجديد" حيث وطن غني بالموقع الجيد والطقس المتوسطي المعتدل في الفصول الأربعة وثري ثراءا فاحشا من كثرة العطايا والهبات الإلاهية من جميع الخيرات التي تفوق الحد في الإحصاء والعد لو إستغلت الإستغلال الجيد لأصبحنا بالقمة مميزين مع الآخرين العمالقة....

                        الآن بسبب سوء الإدارة والتدبير والجهل المسيطر على النفوس والتناحر على السلطة للوصول والبقاء بالقوة على القمة للبعض بدون إنتخابات حرة، المواطنين  يعانون من مصائب ومصاعب حياتية عديدة والأحزان توالت وكثرت على جميع المستويات من عشرات الأشياء المؤلمة والمريرة والتي لا أريد الكتابة عنها وترديدها من كثرتها ومعروفة للجميع وبالاخص لأبناء الشعب والوافدين للعمل ، الذين يعيشون في مسرح الأحداث ويشاهدون يوميا ويلات ومآسي و يعانون  من المشاكل والمحن والنقص في الكثير من المواد الأساسية الحياتية للعيش بسبب الغلاء وندرتها في الأسواق وبالأخص الدواء وغياب تيار الكهرباء بالساعات وعدم توفر السيولة والصرف للعملات الورقية مهما كان لدى المواطن من حسابات وأرصدة تغطي الطلب والسحب في جميع المصارف بالدولة لغياب ونقص السيولة... يشاهدون وغرقى في المحن والمعاناة اليومية رأي العين وصابرين على توالي  المآسي، غير قادرين على التمرد والثورة من جديد على الأوضاع السيئة حيث لا دم حارا مثل السابق يجري في العروق والشرايين! جف من كثرة المصائب والمآسي والمحن مما أصبحوا موتى بلا قبور وشواهد وهم أحياءا يرزقون يعيشون في صبر عظيم ويقنعون أنفسهم  آملين أن يحل الفرج يوما قريبا من الله تعالى...

                        وبالخارج الألم مستمرا والجروح تنزف دماء الأسى لدى المواطنين الوطنين الغرباء في أوطان الآخرين الذين جار بهم الزمان وإضطروا للعيش في المنفى بإختياراتهم نظير الحفاظ على الحياة وأسرهم وأولادهم من الضياع في وطن غاب عنه الضمير والأخلاق الحميدة يعاني وصابرا على المحن والمعاناة...   يتابعون الاحداث يوميا وما يحدث من متاهات ومهاترات فيه بوسائل التقنية العديدة ، يعيشون بالأجساد في الغربة بلا طعم ولا لذة ولا فرحة   والأرواح سئمت و تدعوا وتطلب النجاة للجميع والعودة للوطن في أسرع مدة كانت!!!   والعقول هائمة حيارى بالوطن ، حيث معظم الجميع بالداخل يعانون شظف العيش بدون راحة ويعيشون في حالات الرعب والخوف من القتل  والإغتيالات والخطف مما كثرت الأمراض من الحالات النفسية والتوتر وتناول الطعام الفاسد بدون شعور ولا معرفة و لا فهم حيث إنتهت صلاحياته للإستعمال البشري ويباع في الأسواق من غير رقابة قوية... يضاف إلى ذلك شرب المياه الملوثة بالإشعاعات التي خلفتها كثرة القنابل التي ألقيت من غارات الحلفاء والكثير منها محظورة دوليا...  ولكن في وطننا ليبيا لا يوجد من يهتم بصحة المجتمع ...الإهتمام الكبير من المسؤولين والقطط السمان منصب على تمرير المصالح الشخصية والجهوية والحصول على العملات من كل شئ يتم توريده أو تصديره من الخارج وقبض المرتبات والمكافئات العالية بدون جهد ولا تحققت مصلحة لخدمة الشعب، وكل يوم يطالبون بالمزيد...

                      معظم المواطنين  بالغربة بالكاد قادرين على العمل  وتحصيل الرزق الشريف لسد أفواه عائلاتهم وأطفالهم الجياع للعيش بكرامة حيث القليل من المدخرات المال الذي أتوا به من ليبيا إنتهى ونفذ مع الوقت والغربة لا ترحم... يعيشون على المساعدات الإنسانية من الضمان الإجتماعي العام من الدول المضيفة الأوروبية وأمريكا وكندا، ومن بيع املاكهم ومقتنياتهم بالوطن بأبخس الأثمان نظير الإحتياج...  وزاد الطين بلة نقص الدولار في المصارف و الإنحدار الحاد لقيمة الدينار في السوق السوداء مما أصبح الكثيرون في معاناة بين نارين في فم الكماشة الرهيب أحلى الحلول مر علقم ، حيث كل خطوة ولها ثمن ودفع بدون دخل يغطي كثرة المصاريف والإستنزاف مضطرين إلى إراقة ماء الوجه ومد الأيادي لكل من هب ودب رغما عنهم بلا إرادة وقبول وليس لديهم ما يكفي  وزيادة عن الحاجة حتى يستطيعون مد العون والمساعدة لإخوتهم بالوطن براحة، مما يستغرب ذوي الإحتياج بالداخل من الأهل والأقارب والأصدقاء ولا يصدقون الفعل والصد وعدم الإستجابة والدفع حيث في نظرهم الجميع في الخارج يعيشون في بحبوحة وراحة ذوي غنى وأثرياء، والواقع المرير للأسف يختلف لأنهم لا يعرفون الحقيقة ...

                           أليست بمأساة ان يصل هذا الحال المؤسف المؤلم بالشعب الليبي ويعيش محروما في وطنه من الأوضاع السيئة والتي الإنسان من ذوي الجنسيات الأخرى الغير مطلع على الأحداث الشنيعة المريرة ولا عارف عن يقين ماذا يدور من أحداث مؤلمة ويعتقد أن ليبيا وطن الفرص كما كانت بالسابق في فترات الراحة والإستقرار الذهبي ، يصعب عليه فهم الواقع المؤلم الذي يحدث فيها من مصائب ومصاعب...  ولا يصدق الإحتياج ولا المآسي لأنه للأسف الشديد يحكم بالظاهر على حس الماضي كما كانت من قبل ناسين الحقائق المريرة والشنيعة وما يحدث يوميا بالداخل من فضائع مشينة ...

                      إنها مأساة وأحزان بلا نهاية، والخلاص من هذه الحالات السيئة والمحن بالوحدة والاتحاد معا بضمير، والتركيز على محاربة الشر في جميع صوره وأشكاله بقوة حيث لا ختان بدون جرح و دم يسيل! نحتاج الحكم بيد من حديد وهدر المزيد من دم شياطين الإنس أدعياء الثورية والزعامات الذين لا يريدون الصلاح والإصلاح ومحاكماتهم بالحق والعدل والصواب بدون أي شفقة ولا رحمة حتى يخاف الكثيرون عن إتيان الشر ويستتب الأمن والأمان وتتوقف الكثير من الأحزان بإرادة الله تعالى ضمن الدستور والقانون العادل الذي يحفظ حقوق الجميع من رئيس ومرؤوس و نفوز وننجح في المسيرة ، ونصبح القدوة للبعض أننا صبرنا وقاومنا وإنتصرنا على الشر بالإرادة وقوة الإيمان ... والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment