Wednesday, August 20, 2014

خواطر الحصار 7

بسم الله الرحمن الرحيم


              الحصار أول الخطوات في مسلسل ومسرحية العقاب الدولي على الدول المارقة  من مجلس الامن بناءا على الأوامر والهيمنة من بعض القوى الخفية حتى تضغط على البعض لمصالح معينة تخصها ضمن سياساتها الخاصة للحفاظ ومساندة حلفائها من الضغوط والضرر المستقبلي والذي يسبب مآسي كبيرة وضغوط عديدة مع الوقت نظير فراغ الاسواق من البضائع وغلاء الأسعار بحيث المواطن العادي مع طول المدى يصاب بالإحباط واليأس ويزداد فقرا وإحتياجا لأن الدخل الشهري لا يكفي لسد متطلبات الحياة التي تزيد كل يوم يمر وبالأخص لأرباب الأسر الكبيرة المسؤولين على إطعام أفواه اولادهم الجائعة.

            وقلاقل وإنشقاقات للحكومات المحلية التي تسعى جاهدة إلى كتم ومنع التمرد والثورات ضدها بالرد بعنف و بالقوة المفرطة وإشاعة الرعب بالعقاب العنيف حتى يخاف المواطنون ويتوقفون عن المساءلة والتساؤل عن تردي الأوضاع والأحوال المؤسفة بدون بدائل وحلول سريعة للإنقاذ بحجج وعناوين ضخمة على رأسها (الحصار) و أنهم مكتوفي الأيدي غير قادرين على التحرك والنهوض والمساعدة...   والتي بصور ومخططات أخرى حديثة بخبث تتماشى مع الزمن وعصر العولمة تدسها القوى الخفية، من قبل أساطين وأباطرة وأساتذة الشر والشرور الذين عملهم الرئيسي طوال الوقت وضع الدراسات والمخططات لخلق الفتن والشائعات والحصار الإقتصادي وغيره من الضغوط على عدة مستويات ومراحل على الشعوب المنكوبة حتى تتوقف عجلة الحياة لديها ولا تستمر في النهوض والتقدم وتصبح بحاجة إلى العون والاعتماد على الغير في العيش وتركع غصبا عنها.

             ونحن الليبيون تعلمنا الدروس من التجربة الصعبة التي خنقت الأنفاس حيث مررنا بمرحلة صعبة من الحصار على وطننا سنوات عديدة بمزاعم ملفقة زورا وبهتانا بسبب قضية سقوط الطائرة (بانام) بعد تفجيرها غدرا على بلدة لوكربي  في استوكلندا شمال بريطانيا القضية التي إشتهرت في التسعينات وأصبحت العنوان الكبير المطروح عالميا ضمن الاعلام (قضية لوكربي) وقدم ودفع الأبرياء من الركاب من مختلف الجنسيات ارواحهم ضحايا والنائمون الابرياء في بلدة لوكربي نتجية السقوط ودهس بيوتهم في ظلام الليل نتيجة الخبث واللعب بالارواح ببساطة للوصول للاغراض الخبيثة المطلوبة.   دفع أبناء الشعب الثمن الكبير من التضحيات لقاء الحظر الجوي على رأسها مشقات التعب في التنقل والسفر بالجو خارج الوطن او القدوم له وبالأخص للمرضى الذين بحاجة إلى العلاج السريع بالخارج.

                الاستيراد المقنن ضمن شروط كثيرة وصعبة و منعه بالنسبة   للعديد من الاشياء والسماح للمواد الغذائية والدواء فقط عبر الحدود البرية والمواني البحرية مما خلقت طبقة مرابين وأغنياء محليين من ذوي النفوذ والمغامرين الذين    إستغلوا الفرص من آلام الشعب وحققوا ثروات كبيرة نظير الواسطات والفساد الذي استشرى في أوساط النفوس من الرشاوي الضخمة وبالأخص لدى رجال الأمن والجمارك بالحدود حسب المقولة الشعبية المتداولة (حاميها حراميها) عن غض النظر والسماح بالتهريب للسلع الغذائية وترك البضائع الفاسدة والمنتهية صلاحياتها بالدخول إلى ليبيا من دول الجوار بدون حجز أو ارجاع   أو حرقها وإعدامها علانية حتى يخاف الآخرون.

             ولكن للأسف بدون تأنيب ضمير لقاء الارباح الكبيرة في فروقات الاسعار مما سببت مآسي وامراض عديدة مستعصية وسرطانات كثيرة، مازلنا ندفع  ثمنها حتى الآن.

            وبالنسبة إلى القذافي،  لم يتأثر كثيراً نظير الحصار المفتعل،  حيث إزداد ثراءا غير عادي من تصدير النفط والغاز متخذا الحصار عناوين كبيرة بالمنع وعدم الصرف للعديد من الأشياء على انها كماليات غير ضرورية للعيش والحياة مثل الغذاء، مما الكثيرون من عامة الشعب صدقوا اللعبة القذرة  وعاشوا مخدرين على حسها سنوات عديدة .

           وانتهى الحصار بعد تمثيلية ومسرحية استمرت سنوات عديدة وركع المقبور القذافي نتيجة الضغوط وتعهد بالدفع، ودفع المليارات من الدولارات لأسر الضحايا غصبا عنه، وبعدها بفترة خوفا من التدخل العسكري الأممي تنازل مرة اخرى وسلم جميع المواد والمعدات والمستندات الخاصة بإنتاج الأسلحة الكيماوية والذرة التي كلفت عشرات المليارات من خزينة المجتمع الليبي نظير الشطحات من الأهبل والتي الشعب الليبي تضرر منها كثيراً بدلا من الصرف على البناء والتعمير، حيث لا ناقة لنا فيها ولا جمل،  ولا نريدها تحت أي ظرف لأن العمل بها دقيق ويحتاج إلى حرص شديد حتى لا نصاب بكوارث كما حدث في (تشيرنوبيل) في روسيا عندما تسربت من المفاعلات النووية الإشعاعات وأضرت بالطبيعة و مئات الآلاف من البشر... ومازال الكثيرون إلى الآن يقدمون ويدفعون الثمن الغالي نتيجة الإهمال والخطأ.

           لقد أخذت أوروبا الدروس وتعلمت من الماضي، أيام العصور الذهبية التي مضت عبر التاريخ والزمن، كيف كان العرب المسلمون سادة في جميع الشئون والمتطلبات حسب ذاك الوقت والزمن، تسلحوا بالعلم والنور حسب تعاليم الدين الحنيف الذي أول آية من القرآن الكريم نزلت وحيا على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بسم الله الرحمن الرحيم ( إقرأ ) تحث على العلم والمعرفة، حيث العلم نور وتطور الانسان المؤمن إلى الأفضل... كان  لديهم العلماء الأفذاذ الذين أضاؤا النور بالعلوم والمعرفة أيام العصور الوسطى التي كانت ترزح تحت نير  الجهل والتأخر، عندما كانوا يدا واحدة منصهرين  في وحدة قوية تحت لواء دين التوحيد و القوة الإلاهية الكامنة في النفوس...

         لقد إستغلوا الدين الاسلامي ودعموا وساندوا الخوارج المارقين بحجج التجديد والإصلاح كعناوين براقة أسوء الاستغلال لانهم يعرفون عن قناعة انه الاساس الذي يحرك النفوس والمشاعر للمؤمنين الموحدين بقوة وبسرعة، يجعلهم في حمية وغضب سريع وحب الرد بعنف على المسيئين له يتمادون في الدفاع والهجوم حتى النهاية والموت كإنتحاريين شهداء في الدفاع عن الدين والعقيدة، ناسين أن الامور مبرمجة ضمن خطط من التدخلات في شئوننا الخاصة وكأننا احجار شطرنج على الرقعة يلعبون بنا، كما يحلوا لهم، حتى لا نرتاح ونتوحد ونبدع...

             القضية الفلسطينية هي سر المصائب والمصاعب التي نحن نعاني منها وفيها طوال الوقت، من عدم الاستقرار والهدوء في أوطاننا نظير التكبر والغرور من جميع الأطراف، الذين لو حكموا العقل ووصلوا إلى حلول وتعاون وثيق بينهم وثقة قوية متبادلة بشرف، بإمكانهم معا حكم العالم بسهولة وهذا الموضوع الأساسي الذي يخاف منه الغرب والشرق بأن لا يعم السلام حتى لا يستفيق المارد ولا يتوحد العرب واليهود، بالإضافة إلى مشاكل عديدة اخرى التي نعاني منها طوال الوقت ولم تتاح لنا الفرص بالنهوض نظير الصراع وحب السيطرة والبقاء في قمة السلطة مهما طال الوقت من طغاة معظمهم كانوا عساكر وصلوا لسدة الحكم والمقدمة عن طريق قوة الدبابة والبندقية بدون وجه حق ولا ديموقراطية وانتخابات حرة وتصويت حتى ترضى عنهم الشعوب وتهدأ عارفين مسبقا ان السلطة لا تدوم للحاكم إلا فترة ثم تنتهي.

            الحكام الطغاة يريدون البقاء في السلطة والحكم إلى العجز والشيخوخة ثم الاستمرارية لأبنائهم في الخلافة وكأنهم ملوك من حقهم التوريث ونسوا وتناسوا ان الحياة قصيرة والأعمار بيد الله تعالى وان الشعوب اليوم تطورت في عصر العولمة... لا يستطيعون الحكم والاستمرارية بعقليات متحجرة كما يحلو لهم بدون تجديد وتطوير ضمن دماء جديدة.

            دائما القلاقل والمؤامرات تطبخ تحت السطح مما أعوان الحاكم بحجج الحفاظ على النظام يقومون بأبشع الجرائم في السر والخفاء، والواقع المرير ليس الاساس الحفاظ على الحاكم فقط كما يدعون ولكن الحفاظ على النظام حتى لايفقدون مراكزهم يوما من الايام حيث أنهم متورطون في حمامات الدم إلى الذقون خوفا من الملاحقة والعقاب الشديد وقت سقوط وإنتهاء النظام كما حدث في ليبيا منتصف التسعينات من القرن الماضي العشرين مجزرة سجن أبو سليم في طرابلس التي ستظل ذكراها السوداء في تاريخ ليبيا إلى الأبد...

                   حيث تم الاعدام والقتل الهمجي العشوائي واطلاق الرصاص على السجناء المحصورين داخل الأسوار والزنزانات كالحيوانات بدون اي فرص للنجاة نظير التمرد والمطالبة بتحسين الغذاء والدواء للعلاج وبطاطين لدرء برد الشتاء، القتل بدم بارد عن سبق اصرار وترصد في تصفية جماعية لحوالي الف وأربعمائة ضحية بريئة في ساعات قليلة بدون اي تأنيب ضمير ولا رحمة ولا شفقة من الجلادين القساة غلاظ القلوب الذين نفذوا الاوامر من الطاغية المجنون وزبانيته الاشرار،  محاولين كتمان الامر بكل وسيلة وعدم ظهورها للعلن عدة سنوات حتى تنتسى مع مرور الوقت ولا تسبب ارقا للحاكم ولهم، ناسين متناسين العقاب الإلاهي الذي سوف يحل بهم ويحاسبون الحساب العسير عن إزهاق الأرواح البريئة سواءا بالدنيا ام بالآخرة ...  والله الموفق...

                                 رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة...

Sunday, August 17, 2014

خواطر صرخة حق 6

بسم الله الرحمن الرحيم

            حتى تبدأ مرحلة أخرى خطيرة بإسم الدعوة للحرية والانعتاق والخلاص من الحكام والرؤساء الذين انتهت صلاحياتهم وحان وقت التغيير بوجوه ورموز اخرى جديدة لعهود أخرى عديدة تستغرق عقودا من عمر الشعوب الغافلة التي تمرح الآن في غيها تفرح وترقص وتهتف مسرورة للمنتصرين الجدد بدون أخذ عبر من الماضي وتحاول البحث والمعرفة في ماضيهم بدقة عسى ان تتوصل وتعرف ماذا وراءهم   في المستقبل، الخير أم الشر حتى لا تخطأ.

             اليوم فرحة مسرورة ترقص وتهتف وغدا للأسف بعد فوات الأوان تكتشف الكثير من الممارسات الخاطئة من الرؤساء الجدد وأنظمتهم التي بدأت  في الانحراف عن الأهداف النبيلة التي نادوا بها في البدايات وقت الانتخابات والترشيح للمنصب، وتبدأ في السب واللعن وإثارة الشكوك والقلاقل للأنظمة الحاكمة من جديد، وتستمر الدورة السياسية في الدوران وتتوقف وقفة بسيطة لإلهاء الشعوب العربية الاسلامية عن الكثير من الدسائس التي تحاك للتنفيذ في اقرب  الأجال أو المستقبل  البعيد بين فترة زمنية وأخرى حتى يتم التغيير والإطاحة لأحد الطغاة، ضمن مسرحيات ومسميات عديدة وعناوين كبيرة في الاعلام الموجه للتضليل.

              بدأت بالاحتلال بالقوة لأفغانستان والعراق وشنق الرئيس صدام يوم العيد بدون احترام لمشاعر المسلمين مهما كان طاغيا يوما كان رئيس دولة له الاحترام والتقدير، قاطعا لرؤوس الشر والشرور من الأعيان مثل الحجاج بن يوسف منذ مئات السنين حيث دولة العراق صعبة الحكم فيها نظير تعدد الشرائح والأقوام والأديان و تحتاج طوال الوقت إلى حاكم شرس ونظام قوي لا رحمة ولا شفقة عادل حتى يرضخون.

             الثورات الدموية ضمن رياح وعواصف الربيع العربي التي بدأت   بهرب الرئيس التونسي، بن علي،  إلى الخارج والنجاة بجلده، ثم  العزل والتقديم للعدل والإذلال للرئيس المصري، حسني مبارك،  بوضعه متهما مهانا داخل القفص في المحكمة، ثم  القتل والانتقام الشنيع للطاغية المقبور الليبي، معمر القذافي،  وهو يترجى آسريه الشباب مستجديا العفو عنه...

       مسلسل لن ينتهي طوال الحياة مثل دورات الألعاب الأولمبية الرياضية التي تتابعها الشعوب المختلفة وتشاهدها شعوب معظم دول العالم بلهفة وشوق كل عدة سنوات تمر، ووقت السلام المؤقت بين الفرقاء المتخاصمين الشاهرين للسلاح بينهم الأشقاء بني الوطن الواحد والمصير نظير مساعي الخير ولجان الصلح من العقلاء الحكماء بين الأطراف... تهدأ الامور ويعم الأمن والأمان فترة وتندمل الجراح شيئا فشيئا مع الوقت وينسون الآلام ويبدأ الاصلاح والبناء للإنسان المواطن والدولة.

 بطرق مختلفة خبيثة أخرى تحاك من مؤامرات كيد ودس الدسائس.  تبدأ في قدح الشرر هدفها إشعال فتيل نيران الفتنة مرة اخرى للضرر حتى تستمر الحرب الضروس من جديد ولا تهدأ وتتكرر نفس المآسي بدون توقف بصور أخرى مختلفة وأسلحة حديثة وفنون في القتال نتيجة التدريب لمثل هذه المصادمات الشرسة، ونفس المعايير السابقة مع الاختلاف في التطبيق من الارهاب والقتل وسفك دماء الظالم مع المظلوم، وقت الفوضى الهرج والمرج ولا تتوقف.

             والحصيلة والخاسر هم الشعوب البريئة المخدوعة في قادتها ذوي الامر والنهي أصحاب القرار، والكاسب هم المخططون، القوى الخفية الأباطرة بدون تيجان ظاهرة للعيان ولا دول ولا شعوب مرئية والقابضين بقوة على زمام اللعبة العالمية، يمتصون ويستولون على الخيرات في السر عن طريق أعوانهم الرموز الحكام صنائعهم اعترافا بالجميل على المساندة لهم حتى وصلوا لكراسي الحكم والحماية من الضرر من أعدائهم المحتملين بطرق خفية، من وراء الستار في الخفاء، والتغطية عليهم في جميع المحافل السياسية الدولية حتى لا يوجه لهم أي لوم مهما كان، ولا تتخذ وتفرض عليهم عقوبات صارمة نظير الأخطاء العديدة والإجرام في حق المواطن والآخرين من البشر، والفتات الزهيد للشعوب صاحبة الامر والحق الشرعي في الإمتلاك.

             ففي عصرنا الحاضر كل شئ يخطر على البال مهما كان، صار قابلا للبيع والشراء بالمال وتبادل المصالح الأمنية والتجارية، حيث كل العهود والمواثيق والتوقيعات بين الأطراف ممكن التغاضي عنها فترة، أو الالتفاف عليها بطرق ذكية ووجود ثغرات تستغل بحجج قانونية يعجز الشيطان الرجيم عن إتقانها وإيتانها.

           فالحق يتوقف ويقع تعطيله  في بعض الاحيان من طرف القوى الكبرى حيث هي التي تسن القوانين حسب رغباتها ومصالحها بأن لا تتوقف وتتعطل مهما كانت الأسباب، ضاربة عرض الحائط بآلام الآخرين، كما حدث بالماضي ومازال يحدث إلى اليوم، أليس بأمر مؤسف ومأساة ان يصل العالم لهذا المستوى يباع ويشترى بالمال والمصالح والنفوذ ؟؟

           لقد ذكرتني هذه الألعاب والمباريات السياسية بقصة هزلية وخرافة شعبية من الماضي لها معاني كبيرة وللأسف الكثيرون منا يعرفونها ولا يأخذون منها دروسا وعبرا حتى ينتبهوا  للمؤامرات الخبيثة من دسائس ومكائد تحاك في السر والعلن، كالأخطبوط كاتما على الأنفاس الحرة.

                 الحكاية  ان  أحد السلاطين الأذكياء الطغاة ليس له وريث ذكر يخلفه في تولي العرش بعد غيابه إلا إبنة أنثى واحدة شابة لا تستطيع حكم السلطنة لوحدها بعد وفاته وغيابه، حيث الشعب صعب المراس كثير الاحتجاج والثورات ولولا القوة والخوف من العقاب الشديد لمن يرفع رأسه ويحاول التمرد، لا يستكين بسهولة و لا يرضخ.

                  مما تفتق ذهنه عن حيلة ومكيدة ماكرة عن طريق استحداث مباراة حتى يعرف من الذكي من الشباب ليزوجه إبنته ويضمن الخلافة لها بعد مماته وغيابه، وأعلن عن اقامة مباراة لشباب السلطنة بدون أي اختيارات ومواصفات معينة عن الأسر والعائلات التي تليق بالمصاهرة ومن يكون العريس، حتى لو كان من عامة الشعب،   والفائز يتم جوازه بإبنته الوريثة المستقبلية ويشاركها في الحكم للسلطنة.

              وفي اليوم الموعود تقدم الكثيرون من الشباب المغامرين الطامعين في الفوز بالغنيمة والمكافئة السخية في المباراة، وكان على من يشارك من اللاعبين ان يوصل كيسا من الخيش وبه مائة فار حي ويتم توصيلها بدون فقد وضياع سليمة حية إلى نهاية المباراة في منطقة نائية والفائز هو من يصل والكيس سليم بدون ثقوب ولا فقد لأي واحد من العدد، مما الكثيرون من المتقدمين اعتبروها سهلة قادرين على الفوز بسهولة بدون تعب.

                 وتم تسليم الجميع الأكياس وبها الفئران حية وبدأت المباراة حامية الوطيس وبدأ البعض من المتبارين يصلون إلى مكان التسليم تباعا، وعند التعداد والتأكد من قبل اللجنة يجدون الأكياس بها ثقوب من القرض والبعض من الفئران غير موجودة مما يتم صرفهم وإبعادهم حيث خاسرين.

               وبعد فترة عدة ايام وصل الاخير إلى اللجنة والكيس سليم بدون ثقوب والفئران حية مذعورة داخله بكامل عددها ونجح في الامتحان بتفوق غير متوقع من الكثيرين، وتم سؤاله من قبل اللجنة عن سر وأسباب نجاحه والآخرون جميعهم قد فشلوا... وكان الرد بسيطا ينم عن الذكاء وحسن التصرف أنه من وقت إستلام الكيس وهو يهزه طوال الطريق ولم يعط الفرصة للفئران ان ترتاح حتى لا تثقب الكيس وتهرب.

              وأوفى السلطان بالوعد وتم اقامة الحفلات في السلطنة للجواز بالعروس الوريثة فمثل هذا الشاب الذكي هو العريس المطلوب لتولى المهام الصعبة ومساندة إبنته على البقاء والحكم لانه يستطيع بقدراته وذكائه المفرط القدرة على خلق عشرات الأشياء من المتاهات لتجعل جميع أبناء الشعب في قلاقل يدورون في حلقات مفرغة بدون مخارج حتى لا يتاح لهم الوقت للتمرد والثورة عليها مما يستمر الحكم للسلطنة إلى ماشاء الله تعالى.

                   وهذا الذي حدث طوال الوقت ويحدث الآن بصور عديدة مختلفة ضمن مخططات الشر والشرور على جميع المستويات في الدول العربية والإسلامية التي لا تتماشى معهم في العمالة وطأطأة الرأس، المتوقع منها التمرد المستقبلي وترجيع الأمجاد السابقة حيث لهم حضارات وعلوم وشأن في السمو والابداع عبر التاريخ والزمن  والنهوض بسرعة حتى لا يبدعون ويصبحون منافسين اقوياءا صعب قهرهم والسيطرة عليهم بسهولة كما يحدث الآن في دول عديدة ضمن قائمة طويلة وعلى رأسها دولة ايران الاسلامية.

             يريدون ويرغبون حرمانهم من حقهم في الامتلاك للسلاح النووي للردع والدفاع عن أنفسهم من بعض الجيران وقت الخطر نظير الضغوط الشديدة وإستغلال المنظمة الدولية للأمم المتحدة كستار وغطاء والجميع يعلم ويعرف الاخطاء بحجج كثيرة للهيمنة تبدو للوهلة الأولى انها منطقية لفرض الحصار الإقتصادي والتدخل في شئون الآخرين بدون وجه حق بحجج السلام والأمن الدولي، ناسين متناسين من هم... ومن أعطاهم الحق حتى يصبحون شرطة العالم؟؟

             وكان بالإمكان البحث عن اصل المشاكل وبؤرة الفساد بدون إنحياز لطرف دون الآخر والتعاون الدولي بنوايا صادقة بدون خداع وحيل، معا للوصول إلى حلول تشرف الجميع حيث الشعوب لا يستهزأ عليها في اي ظرف ووقت...  لها حرمة وكرامة ونخوة عليهم الاحترام والتقدير لها بالسلام والمعاملة الطيبة وعدم الفرض والإكراه حتى لا تعاند تكابر وترفض الهيمنة مضطرة من أجل البقاء كما يحدث الآن على الساحة الدولية في السر والعلن.


             ألم يكفى الخراب والدمار لعديد من الدول العربية والإسلامية وخلق ومساندة الفئات المارقة الخوارج لإلهاء الحكام في التكالب وشراء الاسلحة والعمالة تحت مسميات عديدة بحجج التصدي للإرهاب الوحش الذي فلت زمامه وعاث الفساد في عصرنا الحاضر نتيجة التعدي والاحتلال العسكري على الارض الدمار والخراب والفساد للحرث والنسل بمزاعم وكذب لا أساس لها من الصحة للتغطية، وما سببت من آلام عديدة للشعوب تظل مآسيها وجراحها عشرات السنيين حتى تندمل لقاء المساندة لإخوان الشر حتى يستمرون في ألغي والتحكم في مصائر الشعوب البريئة بدون حق.


            ناسين متناسين ان دورة الحياة مستمرة لا تتوقف بمشيئة الله تعالى حسب المقولة الخالدة (يوم لك ويوما عليك) حيث يوما من الايام مهما طال الوقت والزمن سوف ترجع وتدور عليهم في أوطانهم غصبا عنهم بعوامل الطبيعة والزمن حيث سنن الحياة مستمرة ولا تتغير، فالرب حي موجود في الوجود ولا يترك الاشرار السياسيين الخبثاء صناع القرار ولا الحكام الطغاة يعيثون الفساد بدون الحساب والعقاب مهما طال الوقت.

            اللهم إنني بلغت خواطر النفس النابعة بالحق من الضمير حسب العلم والمعرفة... فأنا شخصيا لست ضد اي أحد مهما كان أفرادا أم فئات ودول ... وإنما صرخات حق أطلقتها كإنذارات ممكن تسمعها بعض الآذان من اصحاب القرار المسيئة في حقوقهم المشروعة وتراجع نفسها وتتوقف عن فعل الشر والشرور للشعوب البريئة المظلومة، حيث ادعوا للسلام والامن والأمان للجميع...  والله الموفق...

                           رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة...

Saturday, August 16, 2014

خواطر صرخة حق 5

 بسم الله الرحمن الرحيم

           لقد ضاعت الشعوب العربية الإسلامية في المتاهات الشريرة التي تؤدي إلى الهلاك والتأخر للخلف مع مرور الوقت والزمن، الغافلة عن الرؤية الصحيحة السياسية نظير عدم ممارسة الديمقراطية السليمة الحقة أساسها العدل والمساواة التي تنادي بها جميع الأديان السماوية ولم تجد آذانا صاغية وتطبق، نتيجة الجهل وعدم الرغبة في التطور إلى مواكبة  الجديد وغياب الرأي الحر والوصول لحل المشاكل العديدة بلغة حضارية حسب العصر الآن.

            الحوار مع أبناء شعوبها المتطرفين بدلا من استعمال العنف والقوة في الرد عليهم بغباء، بل إستعمال العقل بحكمة وهدوء والنقاش والأخذ والعطاء حتى يصلوا إلى حلول تشرف يرضى بها الجميع ويضعونها قيد التطبيق كخطة عمل سوي تخدم الجميع للمصلحة العامة بدلا من إهدار المال والوقت في التحديات التي الكاسب والفائز فيها خاسرا فالجميع إخوة.     

          وبالأخص نحن الآن في عصر العولمة الذي يعتبر التأخر السياسي في الفهم والجهل وعدم الحكم السليم بالديموقراطية والتطبيق بعدالة خطأ قاتل ومدمر يؤدي إلى الهلاك، نظير الغرور والجبروت من طغاة وجنون البعض من المارقين العنفواني في التمرد والتحكم بمسميات خطيرة تضر وتؤذي الجميع كما يحدث الآن من ظهور عدة فئات مارقة متشددة متخذة من الدين الإسلامي ستارا للقصاص، برهانها الإبادة والقتل العشوائي وتوجيه الاتهامات لخصومها الرافضين وجودها الغير مؤمنين بأهدافها بدون عدل ولا محاكمات والتنفيذ في السر والعلن.

        شوهت الدين الإسلامي في أذهان الجميع وقلبت الموازين، وجعلت منه مرضا خطيرا  يؤثر على الجميع ضرورة مقاومته وعلاجه بسرعة وبتره قبل ان يستفحل الخطر، ناسية متناسية ان الحافظ والحامي الله تعالى حي موجود في الوجود.  

         يوما ما سوف ينتقم منهم نظير الكفر والإلحاد والبعد عن الطريق السوي كما حدث لأقوام عديدة بالماضي البعيد مثل (عاد وثمود، فرعون ولوط)  وغيرهم الكثيرين، كما تم ذكرهم في القرآن الكريم حتى نتعلم ونأخذ عبرا ونبعد عن الشر والشرور والاغراءات الكثيرة في خضم الحياة، ولا نسقط في الهاوية السحيقة التي يدفع فينا لها شياطين الإنس والجان.

             للأسف الشديد معظم هذه الدول في الواقع وعلى ساحة التطبيق تركت الحوار الحضاري على الجانب بدون اي اهتمام ومراعاة نظير عدم الفهم والجهل والتعصب الأعمى الجهوي والقبلي وبالأخص في وطننا ليبيا التي كانت بالسابق طاهرة في كل شئ يضرب بها المثل في قمة الأمن والأمان على الحياة للإنسان المواطن بكرامة وسلامة بدون اي نوع من أنواع الخوف مهما كان. والدليل فى الخمسينات والستينات مثل بسيط من ضمن العديدة، لا قفل لأبواب البيوت السكنية إلا من النادر ولا للمحلات التجارية أوقات الصلوات فى الاسواق التي فيها المئات والآلاف من البشر يمرون ويتسوقون بدون خفارة ولا حماية، حيث وقتها النفوس طاهرة لم تتلوث بعد بمباهج الحياة العصرية و تحتاج.

            وليس مثل الآن تسرق وتستباح أرزاق المواطنين في واضحة  النهار والضوء،  في العلن ،  من اللصوص وقطاع الطرق بقوة السلاح وأصحابها موجودين بها آمنين في غياب القانون وهيمنة الدولة وفرض الأمن والأمان غير قادرين على التصدي والدفاع عنها حتى لا تنال العقاب الشديد من التعدي والضرب والإهانات، أو القتل ببرود أعصاب من المجرمين، نظير الشجع والطمع.

            رحم الله تعالى ايام العهد الملكي الزاهر بقيادة الملك ادريس الورع رحمه الله تعالى الزاهد في الحكم، والذي حاول التخلي والتقاعد عن العرش عدة مرات برغبته عن طواعية لكبر سنه في الستينات من القرن الماضي ولكن المنافقين المستفيدين من الحاشية ألبوا الجماهير والحشود التي حضرت من كل أنحاء ليبيا بالوقوف أمام قصره المتواضع بمدينة طبرق تهتف وتطالب فيه بعدم التنحي وتبكي نفاقا حتى تأثر ووافق على الاستمرار في المنصب وهو مرغم ضد إرادته...

          العهد الذي لم يستمر إلا فترة بسيطة سبعة عشرة عاما فقط نظير التلاعب ودس المكائد من القوى الخفية للإستئثار بالثروات الخيالية من دخل النفط والغاز، والفتن حتى ضاع الوطن وأصبح اليوم شعبنا يعاني في المتاعب الصعبة وسط الصراع الشديد بين الأخوة المواطنين لقاء تعاليم فاسدة أتت وتسربت من الشرق بقوة تدغدغ العواطف والمشاعر لدى المتعطشين الغير فاهمين للأبعاد الخطيرة، تدعو إلى التجديد وإحياء الدين تريد الترجيع والحكم بأيام السلف السابقة منذ الف وأربعمائة عام مضت بدون تطور مع العصر والزمن ونحن الآن نعيش في القرن الواحد والعشرون، عصر العولمة...

            لقد نست وتناست هذه الفئات المتشددة ذات العقول الجاهلة، ان عقارب الساعة لا ترجع للوراء وإلا جميع الموازين والقياسات والمعايير الإنسانية تتغير إلى الأسوء ويضيع العالم والبشر في المتاهات...  هؤلاء يعتقدون انهم على الحق، وأن الجميع على خطأ نظير تعاليم شيوخ الشر والارهاب الجدد وكأنهم مخدرين من تعاطي الممنوعات، أو أصابهم مس من شياطين الجان يحلمون في أحلام شريرة ضد جميع النواميس بعيدة وصعبة المنال في الوصول لها لن تتحقق على الواقع يوما مهما عملوا من أعمال ضارة بالبشر من إشاعة الرعب.

            والنتيجة المؤسفة اننا نقدم  الضحايا العديدة كل يوم على مذبح الخلاص والنجاة من القتل وإهدار الدم نظير الاغتيالات والخطف وطلب الفدية بالغصب لأرقام عشوائية مطلوب دفعها في الحال بدون إعطاء فرص ولا مهل لعائلات الضحايا من الوقت للتدبير وجمع المبالغ لفدية الأحبة والإفراج عنهم، ويستهدفون أي  مواطن  يشكون أنه صاحب نعمة و قادر على الدفع. 

               كما استشرت الإختلاسات والنهب من خزينة المجتمع بلا حسيب ولا رقيب وكانه حق شرعي مكتسب... أليس بأمر مؤسف ومأساة ان تحل لعنة الادريس على الوطن ولا نستطيع ان نخرج من متاهات الشياطين الكثيرين الممثلين الدجالين الذين بعد النصر في الثورة زاد العدد على المسرح السياسي الوطني في المؤتمر الوطني العام والحكومات المتعددة، ولم نعرف الحابل من النابل والغث من السمين حتى نفهم من هم الخوارج الحقيقيون...

            الجميع يتشدق بالدين والولاء للوطن والاستعداد للتضحية من أجله بالروح والدم والواقع المرير التطبيق الفعلي عكس ذلك على طول الخط حيث لا ضمير يؤنب، الله تعالى يهديهم او ينتقم. هؤلاء المارقين من الجماعات العديدة تمادت في الشر والإقتتال بين بعضها البعض بقوة وعنف في صراعات على من  يفوز وينجح ويصبح فريقها وحزبها صاحب الكلمة الأمر والنهي بعد الفوز ونجاح الثورة 17 فبراير التي فتحت المجال لمستنقع الدم الفساد والنهب بدون حساب نظير الأحقاد المتراكمة طوال سنين الجدب بالنفوس والظلم والقهر من الأوضاع الشائنة السابقة التي كانوا يعيشونها في ضغوط وظروف قاسية بدون حرية الفكر والتعبير ـ أيام عهد الشيطان الرجيم المقبور الذي قتل شر قتله وهو يحاول الهرب وإنقاذ نفسه في صحراء مدينة سرت مدينته المفضلة التي فرضها على البقاء والازدهار بالتشييد والبناء والصرف بدون حدود وإنتهى من الوجود تلاحقه ملايين اللعنات الشنيعة من الجميع الذين تضرروا ايام عهده ـ وكأنه لم يكن حيا حكم الوطن يوما اربعة عقود ونيف وهو يمثل ويدجل بمهاترات وتفاهات ولم يخلف ذكرى عطرة ترحم عليه وصدقة جارية تنفعه ، حتى تخفف عنه العذاب بالقبر .

                  خلف ميراثا ثقيلا فوضويا وفسادا في النفوس نحتاج إلى سنين وأجيال وعقل وحكمة حتى نتخلص من آثارها البشعة الشريرة، وترجع النفوس الثائرة إلى الهدوء والطريق السوي، بدلا من الفوضى العارمة، مما تم الإستغلال بمهارة للوضع الشائن المضطرب من قبل القوى الخفية العالمية ودقت إسفين التمرد والثورات بين أبنائها المواطنين ضمن مخططات ودراسات توصل إلى مسارات معينة هدامة تخدم مصالحهم، وتضر الآخرين من الشعوب مع الوقت والزمن وتصبح تابعة تستغل خيراتها في السر والعلن وهم لهم القليل من الفتات.

            والثوار الحقيقيون تخلوا عن المسيرة بعد النصر عندما شاهدوا الانحراف مستمرا عن الاهداف النبيلة، وأدعياؤهم يريدون الوصول والنصر وبالأخص في العديد من الدول التي تعاني في الحرب الأهلية والشغب الآن أو على قائمة الانتظار تنتظر دورها من قطاع طرق متخذين من الدين الإسلامي عناوين براقة يعتقدون أنهم على الحق والأوائل البادئين بالتمرد والثورة على حكامهم للتجديد والإصلاح للمجتمعات العربية الاسلامية، بدون فهم ولا علم، وهم للأسف الشديد مسيرون جنود وبيادق في لعبة الشطرنج العالمية لتنفيذ العمل القذر.

                 الاغتيالات والقتل بدون شفقة ولا رحمة وبالأخص الذبح للأسرى وهم مكتوفي الأيدي غير قادرين على الفكاك وتخليص أنفسهم والقتلة متكالبين عليهم بعنف مغطين وجوههم بالأقنعة (جبناء) خوفا من التعرف عليهم يوما من الايام نظير الأجرام والدم وقطع الرؤوس والتمثيل بها كما يحدث في العراق وسوريا عن سبق اصرار وترصد بإسم الدين وهم يكبرون بالإسم الأعظم (الله أكبر) وقت النحر والذبح عن جهالة، والدين الإسلامي براء منهم دنيا وآخرة كما شاهدنا الكثير ونشاهد كل يوم على الشبكة العنكبوتية من صور واقعية ليست مركبة ولا مدبلجة عن حمامات الدم وقت التنفيذ ببرود اعصاب ولا تأنيب ضمير من الجلادين المجرمين تقشعر منها الجلود والأبدان وتتقزز الأنفس الكريمة عن هذه المآسي وتتساءل هل نحن في عصر الوحشية الهمجية نعيش؟؟ حتى ينحر ويذبح الانسان كالشياه والروح نعمة وهدية من الله تعالى !!! ليس من حقهم القصاص الشنيع بدون وجه حق وبهذه الطرق العنيفة الوحشية !!! عليهم اللعنة إلى يوم الدين دنيا وآخرة...

             القوى الخفية شجعت رياح وعواصف الربيع العربي المختلفة بالمساندة والدعم الدولي القوي للثوار وكأنها فوجئت بالأحداث المريرة حتى لا تتهم أنها وراء الاحداث بطريقة او اخرى ضمن عناوين عديدة براقة تدور جميعها لمن يبحث عن الحقيقة أنها خيرة ولكنها في السر الغطاء للتعمية عن لعبة كبيرة تحاك لنا بمهارة... والله الموفق...

                               رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة...

Wednesday, August 13, 2014

خواطر صرخة حق 4

بسم الله الرحمن الرحيم


              جميع الامور في الوقت الحاضر ممايحدث في وطننا ليبيا الآن من حرب أهلية ومناوشات دموية وقتال عنيف بين الاخ وأخيه المواطن نظير التدخلات من الخارج وتعاليم شريرة حادت عن الطريق السوي وحجج وبراهين ظاهرها حلو وجميل وباطنها سموم قاتلة مثل وضع السم الزعاف وسط العسل الشهي، متخذة من تجديد الدين والإصلاح والصلاح الهدف للوصول وتطبيق الشريعة بأي ثمن، التي لو كان التطبيق حسب الأصول وبما أمر الله تعالى من عدل ومساواة بين الجميع لا يكرهها أي أحد، الا الكافر والضال المرتد...

              والآخرون ذوي الجهوية العمياء الذين يعرفون من أين يؤكل الكتف السمين عن نباهة وذكاء وقادرون على الاصلاح والبناء والتشييد في فترة وجيزة ومنافسة الجميع في التجارة والأعمال لو أتيحت لهم الفرص المناسبة و راحة البال فهم قادرون على الابداع ...  هؤلاء رجال التجارة والمال والأعمال من قديم الزمن المشهورين في ليبيا بأنهم يعرفون كيف يحافظون ويستثمرون المال، يريدون التحكم والسلطة والزعامة للوطن مهما كلف من ثمن ضحايا وتضحيات وتحديات....

              لديهم عقدة العنصرية وعدم التسامح بسرعة وسهولة، لا ينسون الإساءات مهما طال الوقت مما جعلت جماهير أبناء الشعب من ذوي الشرائح الاخرى تخاف التلاحم معهم، وبالأخص عندما ظهرت لهم عدة مواقف خطيرة بعد الثورة في المعاملة القاسية للجيران نظير التعدي  والطرد، مهجرون إلى الآن، وأبناء مدينتهم نفسها عندما البعض غادروا بعائلاتهم أيام المحنة في طلب الامن والامان اثناء الثورة، وعندما رجعوا بعد النصر لم يعترف بهم بسهولة كما كانوا من قبل...

               مثل هذه الاحداث وغيرها الكثير من التعديات خلقت نوعا من الخوف المستقبلي، فهم  لا يريدون ان يساندوا وحشا كاسرا يكبر مع الوقت ويزداد غلوا وعتوا، يستأثر بكل النعم التي من المفروض أن تكون  للجميع من أبناء الوطن بالعدل والمساواة وليست لفئة دون أخرى،لا يستطيعون الاشتراك  معه ولا الحصول منه على حقوقهم المشروعة بسهولة، حيث خصم قوي في حالة العناد...

               وبعض أدعياء الزعامة من فلول النظام السابق الهاربين بالخارج ذوي الاموال الرهيبة المنهوبة من خزينة المجتمع، يحلمون باسترجاع الامجاد السابقة، بعقليات متأخرة، يريدون إعادة  عهد المقبور الفوضوي الجماهيري بأي ثمن...   يدسون الفتن في اوساط الشعب،  عبرالطحالب والازلام المنافقين من العوام بالداخل، ويمولون ويساندون البعض حتى يستمر الإقتتال ولا يتوقف....  ناسين متناسين ان هذه الاموال الطائلة هي  نتيجة النهب والسلب، سرقات بدون وجه حق من المال العام للشعب!!

             يوما ما مهما طال الزمن سوف يحاسبون عليها بجميع الطرق القانونية و يتم استرجاعها إلى خزينة الشعب الليبي عندما تنتهي المناوشات وتتوقف الحرب الاهلية، وتصبح ليبيا دولة قوية لها هيبة وتسودها  قوة القانون...

                 لقد نسوا وتناسوا ان الأزلام والطحالب عبارة عن منافقين، طبقة مصالح مع الزعيم النافذ، يتلونون مثل الحرباء مع من يدفع بسخاء، لا يهشون ولا ينشون ولا يستطيعون التغير و غير قادرين إلا على  خلق البلابل وكثرة ترديد الشائعات في الخفاء، غير قادرين على الظهور خوفا من التمزيق والقتل من أبناء الشعب الاحرار لقاء أعمالهم الإجرامية السابقة فى عهد المقبور...  والدليل واضح لو كانوا رجالا أفذاذا أقوياء كما يقولون ويزعمون، وأنهم   ذوو مبدأ وعزم وتصميم، لدافعوا بكل القوة وبضمير عن النظام السابق حتى الموت لأنهم المستفيدين منه طوال الوقت، بأن لا ينتهي ويزول كما حدث ...

          وفئات أخرى وطنية ذوي عزم يحاربون الآخرين الشاذين عن المسيرة حسب أرائهم ومعتقداتهم بعنف وقوة بدواعي حب الوطن والولاء له، لم يرتاحوا يوما من غير تشكيك في قدراتهم بإطلاق الكثير من الشائعات والتهم الباطلة او المزيفة عليهم معظمها لا تمت إلى الحق حتى الكثيرون من الجماهير يتراجعون عن المضي في المساندة والتأييد...   والبقية من أبناء الشعب حائرون يعيشون وسط المؤامرات والفتن والصراع القاتل المشين وسقوط القنابل من الرجم بالراجمات او أثناء الغارات الجوية فوق رؤوسهم والقتل والإغتيال والدم والخطف وطلب الفدية او الانتقام والقتل...

                 الخراب والدمار والهجرات اليومية للأماكن النائية في غياب الأمن والأمان لعائلاتهم والقادرين ماديا للخارج نظير الصراعات المختلفة بين الأطراف المتصارعة كل طرف يصارع من اجل البقاء يريد إثبات الوجود والنصر على الخصوم ...

               عناوين كبيرة مطروحة في الشارع الليبي وشعارات عديدة ظهرت على السطح السياسي بسرعة في السنوات الاخيرة البعض منها إختفى بتاتا نظير غياب التمويل وعدم القدرة على الاستمرار، والبعض مجمد حتى تتاح الفرص ويهدأ الحال والوقت يكون مناسبا للظهور من جديد...  والتي يستغرب الانسان المواطن العادي ويتساءل أين كانت من قبل هذه الأطروحات للتجديد؟؟

            هل بقصد مبيت هذا الظهور وبهذا التوقيت الصعب بالذات...  حتى يغطون على الفضائع والاحداث المؤلمة التي ترتكب كل يوم بأسماء عديدة على رأسها إستغلال العقيدة والدين السامي الهادي للخير والتلاحم بين الأخوة المواطنين حتى يصبحون جماعة واحدة متحدين يدا واحدة في سبيل الله تعالى والوطن...    والدين براء من ذلك و لا يرضى ولا يحث على التعنت والإجرام والفساد في الارض من الحرث والنسل،  براء من المارقين دنيا وآخرة !!

           لا أريد كثرة الحديث ولا الشرح المستفيض عن محاسن الدين الإسلامي الهادي للنفوس الحائرة إلى طرق الايمان والأمن والأمان والسلم والسلام للمواطن في نفسه وعرضه ويحافظ على نقاء المجتمع من التلوث والفساد من شياطين الإنس والجان، حيث دين ترغيب وليس دين ترهيب وقتل وإغتيالات كما يحدث الآن على الساحة والواقع يوميا، حيث كل شئ وأمر حدث بالسابق عبر التاريخ والزمن أو يحدث الآن ويتكرر، له أسباب سواءا خطيرة تضطر الآخرين للمواجهة والدفاع والتصدي يهون فيها الموت والتضحية بالروح والدم،  أم حجج واهية مختلقة زاد التطبيل لها وتكبيرها في الإعلام المبرمج وسط الرأي العام العالمي حتى كبرت مع التمثيل والتدجيل ليتم استغلالها في التعدي على الآخرين بدون وجه حق لتحقيق مصالح وسياسات معينة لبعض الدول، حتى تستمر في الاستغلال للنعم والثروات الرهيبة للشعوب المتأخرة الى ماشاء الله تعالى...

              والحرب الاهلية في ليبيا الآن لها تبعات خطيرة ضارة ومسارات معينة شريرة على الجوار في المنطقة حتى لا تهدأ وتستقر وتبدع ومع الوقت وطول الزمن يوما سوف تتوحد الشعوب العربية يدا واحدة وتصبح لها القوة تحتاج إلى أولي الأمر الطاهرين ذوي العزم والولاء وقوانين عادلة بما أمر الله تعالى تضرب بيد من حديد كل من حاول الشذ وقام بإجرام... 

          وإن لم يعرف الأشقاء المتحاربون في ليبيا أبعادها السيئة القادمة ويتوقفون بسرعة تحت اي ظرف مهما كان قاسيا ومؤلما نتيجة العواطف والمشاعر والتحديات وأخذ الثأر بالمصالحة الوطنية حتى يرجع الصفاء للقلوب وتنتهي الأزمات المفتعلة الضارة للجميع المواطيين والوطن.

            لأن المناوشات اليومية وغياب السلام والامن والامان والخوف والرعب والهجرة وترك الوطن، تفيد البعض من المستغلين سواءا افرادا أو فئات جهوية على المنفعة الكبيرة لصالحهم بدون حدود، الحصول عن طريق النهب والسلب الفظيع لأموال المجتمع من عائدات النفط والغاز واستغلال وسرقة الاستثمارات الخارجية والأموال النقدية والذهب المخبأ في ليبيا بالكميات الكبيرة من النظام السابق حتى يصبحون أغنياء حرب ذوي مال وجاه، يستطيعون تغيير موازين الصراع بالدفع والرشاوى لضعاف النفوس، وتضر بالكثيرين من الدول الذين يريدون الحفاظ على مصالحهم وإستثماراتهم ومكاسبهم بأن لا تتوقف بأي حجج من صراعات محلية دموية من بعض الشرائح مثل مايحدث الآن... دعوة صريحة للتدخل العسكري والهيمنة الدولية بحجج واهية حتى نفلس وتضيع ثرواتنا ونتعلم الدرس...

            هذا الصراع الذي بدأ كما كتبت وذكرت من قبل في العديد من المرات في كتاباتي نتيجة التراكمات السابقة من نظام المقبور مما بعد هلاكه، فتح غطاء القمقم المغلق الضيق على الأنفاس للكثيرين من المجرمين القتلة نظير الأحقاد وحب الانتقام الكامن بالنفوس وخرج المارد العملاق الارهاب بأقنعة عديدة وعاث الفساد على جميع المستويات فى ليبيا بقوة غير متوقعة لم يقرأ لها  حساب ....

 والذي في البدايات من عقود سابقة ساهم الغرب في خلقه وإحيائه أيام غزو الروس لأفغانستان بطرق عديدة حتى يستغلونه في تحقيق مآرب خاصة من اعمال شريرة كتغطية في الاعلام لشعوبهم الجاهلة سياسيا عن مايدور من احداث بشعة في العالم لضمان الاستمرارية في تبوء مراكز الحكم وإستغلال الشعوب بدعوى الدفاع عن العالم الحر من الارهاب البشع ...

           والواقع المرير أن المسؤولين الكبار عن القلاقل العالمية لكثير من الشعوب وراء الأحداث المؤسفة التي حدثت للجميع طوال الوقت وتحدث بصفة مستمرة مع الايام، والتي الآن بين الحين والآخر بعض المسؤولين الغربيين ذوي الضمائر الحية عندما يفيقون من صولجان السلطة الرهيب وبريقها ويتقاعدون وينظرون إلى الامور السابقة بمناظير اخرى مختلفة عن التي جرت وحدثت وهم وراؤها بطريقة أو أخرى يكتبون  يومياتهم ومذكراتهم الخاصة كتبا  للنشر عن التورط والاحداث المشينة التي ساهموا فيها وعن الاحداث والقلاقل للعالم الثالث...  تحتاج إلى من يبحث مابين السطور بجد وهمة للمعرفة والعلم ويراجع وينشر الحقائق، عسى ان يتعلم البعض من اصحاب القرار حتى لا يقعوا في الأخطاء القاتلة نظير الحمية والعواطف...

              هؤلاء السادة الكبار يلعبون بمصائر الشعوب و يحركون  الدمى الجاهلة من أصحاب القرار في الدول المنكوبة التي شاء الزمن أن تكون في دائرة الصراع ضمن مخططات شريرة مرتكزة على عواطف الشعوب العربية والإسلامية التي الدين فيها هو الاساس للحياة وخلقت زعامات ورموزا معظمها زائفة متخذة من الدين عناوين للتغطية وخلق الفتنة بين الأخوة الأشقاء نظير التوجيه والتمويل بلا حدود...

             والمؤسف ان هؤلاء الرموز الجديدة الشيوخ الجدد دعاة الاصلاح والتجديد بدون علم غزير في الفقه، لا يفهمون منه الا القشور، لا يريدون التطور مع العصر والتجديد للأفضل، بل الحكم والعيش أيام السلف بالماضي من قرون عديدة مضت...

              مما من وجهة نظري لن تتقدم الشعوب المسحوقة وتنافس الغرب والشرق في الابداع وبالتالي تصبح دائما بحاجة إلى المستعمرين من جديد الذين طردوا بالسابق بالتمرد والثورات المستمرة والتضحيات وبذل الدماء رخيصة في سبيل الانعتاق والحرية والاستقلال والضغوط القوية...

              و خرجوا من الباب كتغطية وضحك على الذقون الساذجة ودخلوا من النافذة بأطروحات وأساليب جديدة بإسم الصداقة والمساندة والشعوب تهتف تصفق وترقص أنها حرة والواقع المرير مازالت ترفل في الاستعمار الإقتصادي المحكم أطواقه بشدة يخنق في الأنفاس، بدون جنود ولا قوات أجنبية على تراب الارض...  أليست بمهزلة وأمر مؤسف ومأساة ؟؟ والله الموفق...                       
                                      رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقة القادمة...

Sunday, August 10, 2014

خواطر الواقع المرير والأمل 3

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحرب الأهلية في ليبيا التي إستعرت نارها بسرعة كالنار في الهشيم ولم تهدأ وتنطفئ بعد ويتم السلام والامن والأمان والمساواة والعدل بين الجميع، نتيجة أحقاد وتراكمات سابقة على مدى عقود طويلة سابقة من نظام جماهيري فاسد بقيادة مخبول نظير قوة المال والدخل الرهيب من النفط والغاز فرض أطروحات شريرة بدون دراسات حتى يعرف ويبرز في الاعلام والرأي العام أنه منظر ومتنبأ بعصر جديد أساسه حكم العامة الجماهير أثناء المسيرات والخطابات الحماسية النارية مما جعلتهم يهتفون ويرقصون فرحا مسرورين نفاقا بدون فهم ولا معرفة...

               وعند التطبيق على الواقع والطبيعة لم تنجح وتستمر، جميعها فشلت ودفع الثمن الغالي الابرياء المظلومين نظير الرفض البات لها، والتي أثبتت الايام انها تفاهات ومهاترات  ضد جميع الأعراف والمعايير...

             والذي زاد  الطين بلة وجعل  المصاعب والمصائب تتفاقم هو الجهل السياسي الكبير لدى الكثيرين من العامة أبناء الشعب الذين صدقوا الأطروحات الكاذبة نتيجة البساطة وعدم الفهم للمكائد التي تدار في الخفاء ونقص الخبرات والتجربة الديموقراطية والطمع في النهب والعيش السهل بدون كد ولا عرق...

            وبالأخص الجراح المؤلمة التي سببها المهاجرين الدخلاء من دول الجوار ذوي الجنسيات المتعددة، الذين يلعبون على الحبال المنافقين بدون حضارة ولا سمو ولا الإعتراف بالجميل للوطن الذي آواهم رباهم وحضنهم  وقت الضيق، الذين في وقت قصير نظير التملق والنفاق وبيع النفوس للشيطان رخيصة، أصبحوا بالمقدمة ومن أصحاب القرار أمثال العديدين الذين بعضهم من رؤوس الفساد الآن بالسجون قابعين ينتظرون... والبعض هاربين بالخارج والقلائل قتلوا شر قتلة في الدفاع عن الظالم او أثناء الهرب والنجاة آخر ايام الثورة والصراع....

          نظير الطاعة العمياء وتنفيذ المهمات الإجرامية من قتل وتصفيات جسدية بالداخل والخارج والتعذيب للسجناء الوطنيين بالسجون حتى الموت لكل مخالف ومعترض للمقبور، بدون تساؤلات ولا رفض للأوامر العشوائية حتى يتحصلوا على المزيد من الحظوة النعم والمراكز والمال، ليست لهم جذور أصيلة نابعة من الوطن ولا حياء وشرف لا ضمائر تردعهم، لا أصول عائلات تمنعهم حسب التسمية الليبية التي الشرفاء الأصليون الأصيليين يحترمونها ويقدسونها (البيتية) ويعتبرون فاعليها شواذا تافهين من حثالات المجتمع....

               الآن في وقتنا الحاضر أثناء الثورة والصراع الدموي، ظهرت على السطح الوطني البعض من الرؤوس والوجوه الأخرى بأقنعة مزيفة، تدعي الزعامات بإسم الثورية والحب والولاء للوطن أنهم معارضين... والسؤال البسيط لدى الأحرار الوطنيين الذين بالخلف يراقبون مجريات الامور الشاذة والمتاهات التي تدور، أين كان هؤلاء المنافقين وقت النظام الإرهابي السابق الصعب؟؟ لم نسمع عنهم ولو كلمة واحدة عن النضال والتحدي للظالم... وماذا قدموا للقضية الوطنية الليبية من فوائد ومحاسن والتضحية أثناء الصراع الذي دام اربعة عقود ونيف من السنين؟؟؟

              حيث معظمهم منافقين ركبوا الموجة وقت الفوضى أثناء الهرج والمرج والنصر نظير الدس والفتن والتمويل من الخارج للبقاء في أعلى المراكز حتى يستمروا في الحكم والتحكم في مفاصل الدولة لتحقيق المصالح الشخصية والإثراء السريع والعمالة للغير لمن يدفع بسخاء، مما زادوا لهيب التمرد والارهاب الذي يجري الآن من حوادث وأحداث رهيبة دموية كل يوم جديد يأتي و يمر...

          الأخ يقاتل اخاه المواطن بشراسة وكأنه العدو الوحيد الذي يجب قتله والخلاص منه، ناسيا متناسيا انه يهدم في نفسه ووطنه بدون ان يدري بيديه عن قناعة!  ضمن برامج وضعت مخططاتها من أساطين وأساتذة الشر من قوى خفية خارجية ومحلية تنفذ  الامر وكأنه من بنات أفكارها ومخططاتها لتضمن وجودها وبقاؤها على السطح يشار لها بالبنان من كثرة التهويل والإشاعات في الأوساط حتى أصبحت عمالقة الشأن في نظر العوام، وهي أقزام...

          أ صبحت لها رهبة خاصة لدى الكثيرين الجاهلين من العامة مما تحصلت على اكبر قدر من الاموال بالملايين والمليارات لقاء سلب ونهب الغنائم بالسر والعلن التي أصبحت خيرات ليبيا المتعددة وبالأخص عوائد تصدير النفط والغاز اليومية والإستثمارات بالخارج والأموال المجنبة بالمليارات والمجمدة من قبل النظام السابق التي لا يعلم بوجودها الا القلائل من النافذين المسؤولين عليها مثل قطيع الغنم التائهة سائبة بدون حارس وراعي يحافظ عليها من الفقد و الضياع....

              مما وقت غرق السفينة والشعور بزوال النظام الجماهيري عن قريب، استغلوا الفرص الذهبية وقت الفوضى والفرحة بالنصر لدى الجماهير الغافلة وقاموا بالنهب والتحويل للخارج لحساباتهم الخاصة مبالغ رهيبة من مال المجتمع، والمؤسف ان هؤلاء اللصوص مازال البعض منهم لم يحاسب بعد ولم توجه لهم أي اتهامات... يعملون حتى الآن كقياديين في المناصب المهمة بالدولة للتغطية على السرقات....

             بحاجة ماسة إلى القبض عليهم و المحاسبة والفضح على العلن وإحضار الهاربين عن طريق القضاء الدولي وترجيع الأموال للخزينة العامة حتى لا تستعمل لتأييد الطحالب والأزلام الذين بين الحين والآخر يعيثون في الفساد و يؤججون في الصراع حتى يستمر القتال الدموي كما يحدث الآن في دس السموم...

              فالمال الحرام العام الذي سرق بدون حساب، والخاص الذي تم أخذه بالغصب نظير الخطف والنهب بدون رضاء أصحابه الأصليين، أموال ليبية تخص جميع أبناء الشعب، لا خلاص ولا نهاية لتبعاتها وآثارها الجسيمة المستقبلية على السارقين لأنها حرام زاقوم ضد تعاليم وشرع الله تعالى، يغلي في البطون كغلي الحميم كما حدثنا الله تعالى في القرآن العظيم، لا تثمر ولا تنتج الحلال مهما طال الوقت، والمال الحرام مصيره الزوال والضياع مهما كثر...

             ممكن بالحوار الجماعي مع أهل العقد والربط، المسؤولين الوطنيين والشيوخ الذين لهم التقدير والاحترام في اوساط الشعب،  الغير متورطين مع النظام السابق ولا اللاحق في السنين الاخيرة بعد الثورة، أمثال رموز وزعامات وقيادات الدم الذين غطسوا في الحرام والفضائح إلى الذقون، بدونهم وغض النظر عنهم  الوصول إلى حلول تشرف الجميع ضمن المصالحة الوطنية الشاملة بدون تدخلات من أطراف أخرى أجنبية مهما كانت في شؤوننا الليبية...

              وتتجنب سفينتا ليبيا الصخور الحادة وتدخل سليمة بدون أعطاب إلى الميناء بسلامة حتى ينجى الجميع معا ولا نغرق في المتاهات والمهاترات من قيل وقال وإشاعات معظمها كاذبة مما يزداد الغيظ والغضب لدى النفوس الضعيفة التي تحتاج إلى من يشعل النيران حتى يزداد اللهيب وتستمر الحرب والمناوشات دائرة بدون توقف إلى ماشاء الله تعالى...

             بإستعمال العقل والحكمة والدعوة الجادة إلى الخير والحوار بالمنطق والحجة الدامغة مع جميع الأطراف والتفاهم ضمن المصالحة الوطنية والتلاحم بضمير والولاء لله تعالى والوطن، نستطيع الوصول إلى حلول تشرف ويرضى بها الجميع وننهض ونتقدم، حيث لدينا جميع الإمكانيات للإبداع من مال بلا حدود وعقول نيرة وكفاءات وطنية صادقة طاهرة ، لو أتيحت لها الفرص في الظهور على السطح ولها القرار والمساندة والدعم من الجماهير، سوف يتغير الحال بإذن الله تعالى إلى الأحسن بسرعة...

             أهم الامور للتهدئة ونزع فتيل القنابل الموقوته من الاستمرارية في الخراب والدمار، التوقف الفوري عن المهاترات والتراهات وترديد وتضخيم الإشاعات والسب واللعن لأي جهة مهما كانت نظير التنافس الأعمى والحقد والحسد والسخريات والفتنة في الأقوال التي تشكك في الكثيرين من الرجال بدون وعي لما يقال من دسائس وخبث تضر الجميع على المدى القريب والبعيد والتي نطالعها كل يوم في الاعلام على القنوات الفضائية أو ضمن الشبكة العنكبوتية على الكثيرين بدون إحترام...

   وأحب التنبيه للجميع أننا إخوة أشقاء أبناء وطن واحد، أية مصيبة ومرض سرطاني خبيث يحل في أوساطنا سوف تنتشر العدوى ويصاب الجميع بالمرض ويصعب العلاج، فنحن جسم واحد لا فكاك ولا تقسيم ولا فصل، ليبيا أمنا ونحن أبناؤها ومهما حدثت من مآسي أو أخطاء من بعض الافراد لا تحتسب على الجميع كما يشاع الآن في الأوساط، حيث الأخطاء العديدة الضارة وقت الفوضى والإنفلات الأمني واردة وتحدث من البعض الحمقى المجانين المرضى نفوس وضمير  بدون وعي من جميع الشرائح....

           ضروري ان نفهم أن عزنا وقوتنا هو الولاء لله تعالى والوطن والتلاحم والوحدة مع بعض تحت أية ظروف وان كان بعضها قاسية مؤلمة نظير احداث وأخطاء سابقة من البعض، حيث التفاهم بضمير هو الاساس المتين للفوز والنجاح، ونحن الليبيين عائلة واحدة متحدة، نجاح أي فرد منها نجاح الجميع حيث الخير عندما يعم ويزيد يعم على الجميع...

  المهم والأساس التلاحم والوحدة والعمل بجد معا ضمن دراسات ومخططات هو طريق النجاح الأكيد، وبالأخص نحن شعب قليل العدد جميعنا أخوة بني وطن واحد تربطنا عوامل عديدة متشابكة لا تنفصم ولا تتلاشى مهما عمل الحاقدون الإرهابيون على فصلنا...

             تجمعنا أواصر الجيرة والدين وعلاقات الدم والمصير ضمن التلاحم الأسري العائلي من المصاهرات المتشابكة بيننا والتي حسب المقولة الشعبية الليبية البيتية  "كيخي وبنيخي" التي لا يعرفها ويفهمها الا كبار السن المخضرمين والبعض من الأجيال الجديدة الشابة الصغيرة للأسف...  انني أكرر واشدد بكل قوة على التفاهم والتلاحم والمصالحة الوطنية بجميع الوسائل وطرد أفكار وعقائد الشر الهدامة من التغلغل في نسيج مجتمعنا الطاهر الآتية من الخارج كسموم مغطاة بالعسل الشهي التي تستشري فينا بإسم تجديد الدين وهي هدامة مضرة أطلقت الفتن لتنجح وتجعل أحدنا يصارع الآخر وخلقت وربت وحش الارهاب الاسود الذي تمادى وأصبح كاسرا يخنق أنفاسنا ويصعب كبح جماحه وتقيده بسرعة إذا تركناه يرتع بدون دفاع وتصدى بسرعة حتى ننجى ونعيش أحياءا كراما ونستطيع اليوم، قبل الغد القضاء عليه بالوحدة والإرادة والعزم، والخلاص من اي مجند مأجور مرتزق غير ليبي أصيل أجنبي بالطرد والبتر من ليبيا بسرعة حتى لا تستمر الفوضى ولا يدوم الضررالذي يزداد يوما بعد يوم...

         والمجرم الذي يداه تلوثت بدماء الابرياء المظلومين ومن وراءه من قيادات دعاة الشر، الذين أصدروا الأمر بالقتل والتنفيذ على الأبرياء المتهمين بدون محاكمات عادلة، إذا ثبت عليهم الامر انهم وراء سلسلة الجرائم والإغتيالات بالعدل والقانون يتم فيهم القصاص والتنفيذ بما أمر الله تعالى في العلن وأمام الجمع حتى يصبحون عبرة لمن يعتبر حتى يخاف الجميع عن إتيان الشر...

              وكليبيين أصليين، جذورنا من الوطن نابعة متلاحمين يدا واحدة بدون تدخلات من اي دخيل أجنبي من الخارج مهما كان، نستطيع بالحوارات الوصول إلى تفاهم ترجع فوائدها بالخير العميم على الجميع ضمن الأمن والأمان والسلام، ونترك الآخرين من الشعوب في حالهم ولا نتدخل في شؤونهم الخاصة حيث لا حق لنا بالهيمنة... ونحاسب بقوة شبابنا المغررين الطائشين المتطوعين المغتربين بدعاوى وطنية جهادية من أجل الدين والنصرة ونهتم بوطننا ليبيا فقط حتى ننهض ونبدع بدل النزيف وضياع الرجال الشباب والمال، والاتهام الدولي بحجج اننا نصدر من وطننا ليبيا الارهاب، لو ضمنا العدل والأمن والأمان للجميع ضمن القوانين العادلة، خيراتنا العميمة القومية لو وجهت بالحق وبضمير وبما يرضي الله تعالى ضمن دراسات ومخططات سليمة وعمل جاد وإستثمارات في وطننا ليبيا الكبيرة في المساحة والموقع الجيد والمليئة بأطلال الحضارات السابقة التي الكثير منها لم يكتشف بعد ونحافظ عليها،  ونشهرها في الاعلام وبحسن الخدمات وراحة السواح سوف نصبح قبلة العالم في السياحة ونصبح من ضمن الأوائل مع الوقت... والله الموفق...                

                
                                         رجب المبروك زعطوط

Saturday, August 9, 2014

خواطر الألم 2

بسم الله الرحمن الرحيم

            سبحان الله العظيم، يعجز اللسان عن الكلام والقلم عن الكتابة عندما المواطن الليبي يعرف ويسمع ويشاهد  القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية وهو يتابع في لهفة ورغبة حزينة ونفس أصابها الألم والفزع المفجع وبالأخص في الغربة، وضع الوطن الحزين الذي كل يوم يزداد الهم والغم فيه نتيجة الدمار والخراب، الصراع الأعمى الدموي بين الاخوة الأشقاء المواطنين على مواضيع أخذ بالثأر وتصفيات خاصة دنيوية أساسها حب السلطة والإستيلاء على الاموال بدون وجه حق بدون عمل ولا عرق جبين ولا جهد مهما كان...

            نتيجة تراكمات وأحقاد أربعة عقود ونيف من نظام المقبور القذافي السابق الجماهيري الذي مضى إلى غير رجعة بإذن الله تعالى إلى الأبد، وخلف ميراثا ثقيلا جميعه آلام وحزن نتيجة أطروحات جنون وتعاليم فاسدة في الكتاب الأخضر ضيعت الوطن ليبيا الحبيبة في متاهات عديدة إلى الآن، ونحتاج إلى سنين كثيرة مستقبلا حتى نتخلص من آثارها وتبعاتها الشريرة حتى ننهض ونتقدم.

              حيث صعب جث الفساد الذي أصاب النفوس على جميع المستويات والقضاء عليه بسرعة في وقت قصير بدون وضع مخططات ودراسات سليمة، والإستعانة بالخبرات ذوي الايمان والعزم الشديد للوصول للأهداف الجيدة، وأهمها اختيار   أولاة الأمور أصحاب القرار ان يكونوا رجالا صادقين طاهرين يعرفون طريق الله تعالى الهادي الذي يأمر بالعدل والإحسان والضرب بيد من حديد على المنكر بدون هوادة  ضمن قوانين عادلة صارمة.

             يعاملون الجميع ضمن العدل والمساواة لا فرق بين مواطن وآخر إلا بالحق والقانون وكل مواطن أجرم في حق المجتمع جرما كبيرا وثبت عليه بالدليل القاطع الجرم وقت التنفيذ أو شهادة شهود صادقين معترف بأماناتهم غير كاذبين، لا تضيع وقت في التعطيل والتأجيل والإرجاء في التنفيذ لقاء قوانين وضعية صادرة من عقول البشر مهما كانت لديها العلم والحكمة الخطأ وارد، "وياما في السجن من مظاليم ابرياء"  وقضاء الوقت الطويل في السجون مسجونين، يحتاجون فيه إلى حراسات وطعام ومصاريف عديدة بلا حساب لأنهم بشر ومن حقهم كسجناء رعايتهم بضمير ضمن الأصول.

              ونحن لدينا الدستور الإلاهي الكامل والشامل لجميع الامور الدنيوية، القرآن الكريم، الوحي الصادر من السماء من الله عز وجل، تنفيذ القصاص بالعدل ضمن أوامر الرب الخالق حتى يصبح المجرم عبرة لمن اعتبر ويتوقف الكثيرون عن إتيان وعمل الشر خوفا من القصاص العادل.

          لأن الخوف هو أحد الطرق لضمان الهدوء وعدم التعدي من كثيرين ذوي النفوس الشريرة التي لا ترتاح حتى تؤذي الآخرين، وفي نفس الوقت يضمن المواطن البرئ الأمن والأمان الذي هو الاساس للعيش والرقي والتقدم.

             لو تطلع الباحث الدقيق عن الامور المتشابكة والصراع الذي بدأ ولن ينتهي بسهولة كما يتوقع البعض في الوطن ليبيا، يحتاج إلى سنين عديدة حتى تتوقف المصائب وتنتهي المصاعب لأن الأساس الأصلي هو الفتنة القاتلة بين الشرائح المختلفة ولب الموضوع والصراع القاتل هو الحصول والتحكم في المال، دخل الوطن الرهيب من العائدات الضخمة للنفط والغاز.

               من وجهة نظري ليست الادعاءات بالوطنية والثورية من الذين كل من هب ودب ركب الموجة وأصبح من ضمن الثوار، ولا الولاء لله تعالى والوطن كما يتشدق الكثيرون وينفذون في الجرائم وقتل وإغتيال المواطنين بدون وجه حق ولا ضمير للوصول لأغراض معينة بناءا على أوامر من سادتهم الكبار، الذين يعبدون  الصنم الجديد والعياذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

                  المال الذي هو عصب الحياة والمحور الأساسي في التحكم والسلطة على الجميع، حيث ما يحدث الآن على الواقع من مجازر قتلى ودم وضحايا يوميا بلا عدد، نتيجة السعى الحثيث بجميع الطرق من دسائس وحيل للوصول لكرسي الحكم والقمة والنهب من قبل البعض، ناسين متناسين قدرات الخالق الله تعالى، الذي يمهل ولا يهمل مهما طال الوقت سوف تتم المحاسبة والعقاب عن أي عمل شرير يوما من الايام سواء بالدنيا ام بالاخرة...

                    قوى خفية عالمية تحيك  الدسائس والمؤامرات الخبيثة وكأنهم يلعبون في مباريات لعب شطرنج، البيادق والجنود هم الشعوب والبشر، لديهم خبرات سنوات عديدة في الفتن والشر، واللأسف الشديد بعض القوى الجهوية المحلية مهما أوتيت من فكر وعلم ووطنية تنفذ  المخططات ضمن المسارات المطلوبة كعملاء، سواءا عملاء متعاونين بقصد معروف ومبيت، أو بدون أي نوع من العمالة وبدون قصد ولا علم تنفذ  مخططاتهم الشريرة حسب مايترائ لها لتضمن وجودها وتفرض بقاءها وسير مصالحها الخاصة قبل العامة من خلال خضم الفوضى العارمة التي يمر بها الوطن الآن . 

               لقد ظلم الكثيرون نظير الصراع الدموي، وقدم ودفع الثمن الغالي الأبرياء البسطاء ضحايا اللعبة الذين ضاعوا هباءا منثورا نتيجة السلب والنهب المنظم بطرق يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها، تطبيقا لمقولة هيرودت الفيلسوف اليوناني عندما زار أيام الإغريق عاصمة منطقة الجبل الأخضر (شيريني شحات) منذ آلاف السنين وقال الكلمة المشهورة تاريخيا (من ليبيا يأتي الجديد).

              والسادة الكبار في الخفاء، السياسيين المهرة وأدعياء السياسة المنافقين للحصول على أكبر نصيب من الغنائم المنهوبة من خزينة المجتمع بدون وجه حق، يستغلون بساطة وبراءة الضحايا في الزج والتضحية بهم ببساطة في أتون النيران وكأنهم ليسوا بشرا مواطنين من حقهم الحياة والعيش كراما في وطنهم في غياب الضمير.

              بل زيادة الحطب على النار المتأججة حتى تزداد لهيبا وتنتشر الفتنة أضعافا مضاعفة وتزداد التحديات والصد والهجوم، وتقطيع أوصال المجتمع حتى يصبح الجميع في هرج ومرج من الخوف والرعب على حياتهم ولا يصبح لهم الوقت الكافي حتى يفكرون ويعرفون أسرار اللعبة الخبيثة التي تدار من قبل هؤلاء المارقين زعماء الشر والشرور.

                أليس هذا الامر المؤسف أن يحدث هذا الهرج والمرج ويستفحل الشر وتقام حمامات دم بلا عدد ونحن شعب قليل العدد نحيى ونعيش الآن في عصر العولمة والتقدم في مجالات عديدة، بنكبة ولعنة.

                 أليس هذا الامر بعدم رضاء من الله عز وجل، حتى سلط علينا شياطين الشر من الإنس والجان لنذوق وبال الأمر لأننا شعب عنيد سريع الغضب، شعب عواطف بدون تروي ولا تفكير في الأمر قبل البدء في الدفاع أم الهجوم دماء التحدي تجري في العروق، عسى أن نتعلم الدرس الرهيب من الدمار والخراب لمدن الوطن وسقوط الآلاف من الضحايا قتلى وجرحى معاقين ومرضى نفسانيين بلا حدود، ونعرف أسرار اللعبة الخبيثة، ونرجع لطريق الحق والصواب بقناعة وعن ضمير عسى ان ننال الرحمة والمغفرة ويزول الهم والغم... والله الموفق .

                 رجب المبروك زعطوط

Wednesday, August 6, 2014

خواطر العيد 1

 بسم الله الرحمن الرحيم

          كل عام والجميع بخير وسلامة فقد حل يوم العيد الكريم بعد مرور شهر رمضان ومعظم الدول العربية والإسلامية تعاني من الثورات والتمرد على الأوضاع والحكام، والدماء تنزف وتسيل وجثث وأجساد الموتى القتلى المرميين على الطرقات بلا عدد ولا حساب بدون إحترام للموت والدفن، وبالأخص عندما يراجع الانسان ويشاهد الفظائع المخزية والتمثيل بالبشر  في العراق وسوريا في الإعلام والشبكة العنكبوتية والقنوات العديدة...

             قتل الضحايا الكثيرين بدم بارد بدون اي نوع من انواع الرحمة ولا الشفقة من قتلة مجرمين متخذين من الإصلاح والتجديد للدين الإسلامي عناوين كبيرة والدفاع عن الأصنام الحكام الفجرة المتثبتين بكراسي الحكم، وهم في نظر الكثيرين مارقين لا يمتون للدين الإسلامي بأي نوع من انواع التواصل .... والعهد أنهم مؤمنون أتباع، دين التوحيد.

            الدين الإسلامي دين سلام ومحبة وتسامح يأمر بالعدل والمساواة، دين ترغيب وليس ترهيب وإعطاء المظلوم حقه كاملا من القوى حسب الشرع والقوانين والأعراف، ولا يجوز القصاص العنيف الشديد وقتل الروح البريئة التي هي ملك الله عز وجل بأي صورة من الصور عشوائيا من غير ذنب كبير أتاه الضحية.

            لكن في عصرنا الحاضر الفتن الخبيثة الشريرة التي تدعو للشر، إستحلت وإستفحلت في الوطن العربي والإسلامي وهبت عواصف الشر على معظم الدول وبدأت في الحصاد المدمر السريع لكل من تم الشك فيه أنه متهم من غير اي تحقيق ولا إعطاء الفرصة حتى يثبت الضحية انه مظلوم، وانه كان في الوقت الغير مناسب والمكان الخطأ في لحظات الأسر والقبض عليه من مجرمين مارقين يقتلون البشر وكأنهم حشرات ضارة بدون اي واعز من الضمير...

              أليست بمأساة نمر بها نحن المظلومين فقد ضاع الغث وسط السمين والحابل وسط النابل في خضم الفوضى وضاعت المعايير وأصبح الحر الثائر الشريف من أجل الكرامة والخلاص من الظلم والظالم هو الأخير بآخر الصفوف لانه شريف كريم، لا يرضى بالفساد في الأرض وأن يلوث يداه بمال وجاه حرام وبالأخص الدم وقتل الضحايا بدون وجه حق...

           ان عيد الفطر غداً هذه السنة ليس عيدا له البهجة والسرور لدى الجميع من الكبار والصغار كما كانت الأعياد من قبل أيام الصغر حيث كنا نعيش ونحلم متى تأتى وتحل بلهفة وشوق حتى نلبس الجديد من الثياب ونشاهد الكثير من  المشاهد السارة أثناء الزيارات العديدة... ونشترى الألعاب بالنقود التي يتم إعطاؤها لنا من العائلة والأقارب والأصحاب، بل هذا العيد للأسف لنا نحن الليبيين الجميع الشرفاء ذوي الولاء للوطن، في كدر وحزن، هم وغم نظير الغلاء ونقص المواد الغذائية والسيولة بالمصارف وغياب تيار الكهرباء ساعات طويلة يوميا وخلاء المستشفيات من الأطباء والدواء للعلاج للجرحى المرضى الذين يردون بالعشرات والمئات ولا من مهتم.

            المتضررين بلا حدود بدون عدد في الفقد للأحبة الشهداء لقاء القتل والإغتيال نظير التصفيات لحسابات تافهة، ونهب وسرقة الممتلكات الخاصة، أو لحقهم الأذى على العرض والشرف من الذي حصل نتيجة الإنفلات الأمني والخطف للمواطنين لقاء الفدية والسلب للمال بدون وجه حق، والدمار والخراب المستمر الذي يحدث ويحصل كل يوم جديد يحل من القنابل والصواريخ التي تسقط عشوائيا على الرؤوس ولا مكان للهرب والنجاة حيث البوابات العشوائية في كل مكان تحاصر المدن والطرقات، تحاسب الهاربين بالتعدي الضرب المبرح او القتل .

            لا تهون علينا، الضحايا البريئة ودماء أهالينا أن تضيع هباءا منثورا ونحن أحياء نرزق، نسمع ونشاهد الصراعات الخبيثة بين المواطنين الأطراف المتعطشين للدم نظير الدس والفتن بدون وجه حق من أساطين الشر على اي إنسان كريم له الحب والولاء لله تعالى والوطن.

            حاولت ان أنسى الموضوع ولا آهتم في البدايات وأقفل الملف مؤقتا، وان الجميع إخوة وسوف يصلون إلى حل ومصالحة وطنية بسرعة، ولم أستطيع مهما عملت...  فقد زاد الزبى عن الحد، ولم أستطع التوقف وعدم المبالاة وكأنني لست مواطنا منتميا من هذا الوطن.

            إلى متى ؟؟ دماء النخوة ساخنة جرت بالعروق بالغضب على الذي يحدث من مآسى وكوارث رأي العين يوميا، ضروري من الدفاع والتضحية بالنفس والنفيس والتأيد لجانب الحق وبما أملاه الضمير، حيث الإقتتال الدموي والحرب الأهلية التي إشتعلت والتي كل يوم يزداد لهيبها وسعيرها ولا تريد أن تتوقف، نظير أسباب وعوامل كثيرة متشابكة، ميراث سنين عديدة من نظام المقبور الذي زال إلى الأبد.

            الأحقاد والحسد والظلم الذي حدث أيام الطاغية طوال اربعة عقود ونيف، الآن ندفع ونقدم في الثمن الغالي لها نظير التراكمات السابقة هذا الخراب والدمار على جميع المستويات والنفاق من الكثيرين في السابق لقاء المراكز والمال الحرام ، الذين ركبوا الموجة الجديدة عندما شعروا ان سفينة النظام الجماهيري على وشك الغرق، والآن معظمهم بالمقدمة زعماء ثوار يقومون بنفس الأدوار الزائفة بصور وصيغ وأقنعة مستعارة تظهر للبسطاء الغير عارفين أنهم شرفاء وطنيون...

             والواقع المؤلم قبيحة ماكرة، لديهم الخبرات والتجربة للوصول والبقاء...  يصعب فكها وحلها بسرعة حتى تتوقف الاطراف وترضخ للسلم والسلام والسبب الرئيسي الجهل وعدم الرؤية السليمة للأبعاد المستقبلية ومايحدث من مآسي والطمع الكبير بلا حدود.

           مهما حاولت الاستيعاب لما يحدث في الوطن من شر وشرور فاتت الحدود والمعايير، لم أستطع الفهم !  متسائلا مع النفس هل هذه الامور الشائنة التي تحدث ليبية التخطيط ؟؟ هل هؤلاء القتلة المجرمين المارقين ضد جميع القوانين والأعراف بني وطننا ليبيين؟؟ أم أطرافا أخرى دخيلة علينا مأجورين مجرمين عاثوا الفساد في الحرث والنسل حتى وصلنا إلى هذه الحالة المتردية المؤسفة التي لا يوجد فيها إحترام بأي صورة من الصور... الإقتتال فيها وعدم الإهتمام بقدسية شهر رمضان الكريم وكأنه غير وارد ولا موجود في الوجود ناسين ومتناسين انه احد الاركان الخمسة في دين التوحيد الاسلام... 

            وتساؤلاتي للنفس هل نستمر في البكاء والعويل ونرضى بالمصير المظلم...   نشاهد الصراع الشرير ونعيش أذلاء ننتظر  قدوم المهدي المنتظر حتى يأتي ويحل الفرج يوما ما بإذن الله تعالى، أم نتوحد ونطلق بوق النفير بقوة وعزم شديد وندافع بالحق والضمير بإخلاص وطهارة وإيمان كبير طالبين النصر من الله تعالى بأن نفوز وننجح في الدفاع عن وطننا ووجودنا قبل ان تدوسنا الأقدام الشريرة ونتلاشى في خضم الفوضى ونصبح أذلاء مقهورين كما عشنا أيام المقبور، الأحياء منا، اذا أطال الله تعالى أعمارهم يرضوا بالواقع المرير للعيش المهين بلا طعم ...

              لقد وهن العظم لدي وحل الشيب بالرأس وليس لدي أي نوع من أنواع الطموح لتبوء اي مراكز عامة مهما كانت حيث أنا  الآن متقدم في السن ولدي بعض الأمراض التي تنهش في الجسد المتهالك ببطء كل يوم، وكل  رغبتي وحلمي ان أعيش بقية أيامي في وطني ليبيا متقاعدا هانئ البال في أمن وأمان كما كانت في الخمسينات والستينات العهد الزاهر للملك إدريس الزاهد الذي لم نعرف قدره حتى فقدناه...

            لا أدعو للشر والقتل وسفك الدماء، ولا الإنتقام والتشفي في الظالمين القتلة المجرمين الذين معظمهم متورطين بدون معرفة ولا فهم، مخدرين بتعاليم هدامة شريرة بإسم تجديد الدين الإسلامي...  الصلاح والإصلاح من دعاة الشر، القتل والإغتيال المفرط لكل شريف وطني يتحدى الشر ويرفض الأوامر، نظير تناول حبوب هلوسة من شياطين الإنس والجان، والعيش في الجنة الزائفة التي كلها بغاء وعهر كما كان يحدث من مئات السنيين الماضية أيام الخوارج الرافضين للحق المبين في عهد (حسن الصباح ) في قلعته بأعالي الجبال بالشرق حيث حقبة التاريخ الأسود التي  مضت تعيد نفسها من جديد.

            وكل دعائي ودعوتي الجادة بقوة تنظيم الشرفاء الأحرار ذوي الكرامة والوطنية أنفسهم في وحدة وتلاحم يدا واحدة، للدفاع عن الدين، ويعرفون ويفهمون أسرار اللعبة الخبيثة الدولية التي تدار من القوى الخفية والمحلية التي تريد الفتن وتفكيك وطننا إلى مقاطعات ودويلات  قزمية كما حدث في العديد من الدول في عصرنا الحاضر آخرها السودان، حتى يستطيعون الدفاع بقوة صد الجرائم التي ترتكب كل يوم باسم الدين، الذي تم تشويهه من قبل هؤلاء المارقين الضالين الخوارج، والدين براء منهم دنيا وآخرة...

           وكل عام والأحرار الوطنيين والقراء بخير، ونرجو من الله تعالى أن يهدي الضالين المارقين إلى التوبة والتوقف عن الشر وسفك الدماء والإضرار بإخوتهم الآخرين ...  والله الموفق...                                                                                 
                             رجب المبروك زعطوط