Wednesday, August 6, 2014

خواطر العيد 1

 بسم الله الرحمن الرحيم

          كل عام والجميع بخير وسلامة فقد حل يوم العيد الكريم بعد مرور شهر رمضان ومعظم الدول العربية والإسلامية تعاني من الثورات والتمرد على الأوضاع والحكام، والدماء تنزف وتسيل وجثث وأجساد الموتى القتلى المرميين على الطرقات بلا عدد ولا حساب بدون إحترام للموت والدفن، وبالأخص عندما يراجع الانسان ويشاهد الفظائع المخزية والتمثيل بالبشر  في العراق وسوريا في الإعلام والشبكة العنكبوتية والقنوات العديدة...

             قتل الضحايا الكثيرين بدم بارد بدون اي نوع من انواع الرحمة ولا الشفقة من قتلة مجرمين متخذين من الإصلاح والتجديد للدين الإسلامي عناوين كبيرة والدفاع عن الأصنام الحكام الفجرة المتثبتين بكراسي الحكم، وهم في نظر الكثيرين مارقين لا يمتون للدين الإسلامي بأي نوع من انواع التواصل .... والعهد أنهم مؤمنون أتباع، دين التوحيد.

            الدين الإسلامي دين سلام ومحبة وتسامح يأمر بالعدل والمساواة، دين ترغيب وليس ترهيب وإعطاء المظلوم حقه كاملا من القوى حسب الشرع والقوانين والأعراف، ولا يجوز القصاص العنيف الشديد وقتل الروح البريئة التي هي ملك الله عز وجل بأي صورة من الصور عشوائيا من غير ذنب كبير أتاه الضحية.

            لكن في عصرنا الحاضر الفتن الخبيثة الشريرة التي تدعو للشر، إستحلت وإستفحلت في الوطن العربي والإسلامي وهبت عواصف الشر على معظم الدول وبدأت في الحصاد المدمر السريع لكل من تم الشك فيه أنه متهم من غير اي تحقيق ولا إعطاء الفرصة حتى يثبت الضحية انه مظلوم، وانه كان في الوقت الغير مناسب والمكان الخطأ في لحظات الأسر والقبض عليه من مجرمين مارقين يقتلون البشر وكأنهم حشرات ضارة بدون اي واعز من الضمير...

              أليست بمأساة نمر بها نحن المظلومين فقد ضاع الغث وسط السمين والحابل وسط النابل في خضم الفوضى وضاعت المعايير وأصبح الحر الثائر الشريف من أجل الكرامة والخلاص من الظلم والظالم هو الأخير بآخر الصفوف لانه شريف كريم، لا يرضى بالفساد في الأرض وأن يلوث يداه بمال وجاه حرام وبالأخص الدم وقتل الضحايا بدون وجه حق...

           ان عيد الفطر غداً هذه السنة ليس عيدا له البهجة والسرور لدى الجميع من الكبار والصغار كما كانت الأعياد من قبل أيام الصغر حيث كنا نعيش ونحلم متى تأتى وتحل بلهفة وشوق حتى نلبس الجديد من الثياب ونشاهد الكثير من  المشاهد السارة أثناء الزيارات العديدة... ونشترى الألعاب بالنقود التي يتم إعطاؤها لنا من العائلة والأقارب والأصحاب، بل هذا العيد للأسف لنا نحن الليبيين الجميع الشرفاء ذوي الولاء للوطن، في كدر وحزن، هم وغم نظير الغلاء ونقص المواد الغذائية والسيولة بالمصارف وغياب تيار الكهرباء ساعات طويلة يوميا وخلاء المستشفيات من الأطباء والدواء للعلاج للجرحى المرضى الذين يردون بالعشرات والمئات ولا من مهتم.

            المتضررين بلا حدود بدون عدد في الفقد للأحبة الشهداء لقاء القتل والإغتيال نظير التصفيات لحسابات تافهة، ونهب وسرقة الممتلكات الخاصة، أو لحقهم الأذى على العرض والشرف من الذي حصل نتيجة الإنفلات الأمني والخطف للمواطنين لقاء الفدية والسلب للمال بدون وجه حق، والدمار والخراب المستمر الذي يحدث ويحصل كل يوم جديد يحل من القنابل والصواريخ التي تسقط عشوائيا على الرؤوس ولا مكان للهرب والنجاة حيث البوابات العشوائية في كل مكان تحاصر المدن والطرقات، تحاسب الهاربين بالتعدي الضرب المبرح او القتل .

            لا تهون علينا، الضحايا البريئة ودماء أهالينا أن تضيع هباءا منثورا ونحن أحياء نرزق، نسمع ونشاهد الصراعات الخبيثة بين المواطنين الأطراف المتعطشين للدم نظير الدس والفتن بدون وجه حق من أساطين الشر على اي إنسان كريم له الحب والولاء لله تعالى والوطن.

            حاولت ان أنسى الموضوع ولا آهتم في البدايات وأقفل الملف مؤقتا، وان الجميع إخوة وسوف يصلون إلى حل ومصالحة وطنية بسرعة، ولم أستطيع مهما عملت...  فقد زاد الزبى عن الحد، ولم أستطع التوقف وعدم المبالاة وكأنني لست مواطنا منتميا من هذا الوطن.

            إلى متى ؟؟ دماء النخوة ساخنة جرت بالعروق بالغضب على الذي يحدث من مآسى وكوارث رأي العين يوميا، ضروري من الدفاع والتضحية بالنفس والنفيس والتأيد لجانب الحق وبما أملاه الضمير، حيث الإقتتال الدموي والحرب الأهلية التي إشتعلت والتي كل يوم يزداد لهيبها وسعيرها ولا تريد أن تتوقف، نظير أسباب وعوامل كثيرة متشابكة، ميراث سنين عديدة من نظام المقبور الذي زال إلى الأبد.

            الأحقاد والحسد والظلم الذي حدث أيام الطاغية طوال اربعة عقود ونيف، الآن ندفع ونقدم في الثمن الغالي لها نظير التراكمات السابقة هذا الخراب والدمار على جميع المستويات والنفاق من الكثيرين في السابق لقاء المراكز والمال الحرام ، الذين ركبوا الموجة الجديدة عندما شعروا ان سفينة النظام الجماهيري على وشك الغرق، والآن معظمهم بالمقدمة زعماء ثوار يقومون بنفس الأدوار الزائفة بصور وصيغ وأقنعة مستعارة تظهر للبسطاء الغير عارفين أنهم شرفاء وطنيون...

             والواقع المؤلم قبيحة ماكرة، لديهم الخبرات والتجربة للوصول والبقاء...  يصعب فكها وحلها بسرعة حتى تتوقف الاطراف وترضخ للسلم والسلام والسبب الرئيسي الجهل وعدم الرؤية السليمة للأبعاد المستقبلية ومايحدث من مآسي والطمع الكبير بلا حدود.

           مهما حاولت الاستيعاب لما يحدث في الوطن من شر وشرور فاتت الحدود والمعايير، لم أستطع الفهم !  متسائلا مع النفس هل هذه الامور الشائنة التي تحدث ليبية التخطيط ؟؟ هل هؤلاء القتلة المجرمين المارقين ضد جميع القوانين والأعراف بني وطننا ليبيين؟؟ أم أطرافا أخرى دخيلة علينا مأجورين مجرمين عاثوا الفساد في الحرث والنسل حتى وصلنا إلى هذه الحالة المتردية المؤسفة التي لا يوجد فيها إحترام بأي صورة من الصور... الإقتتال فيها وعدم الإهتمام بقدسية شهر رمضان الكريم وكأنه غير وارد ولا موجود في الوجود ناسين ومتناسين انه احد الاركان الخمسة في دين التوحيد الاسلام... 

            وتساؤلاتي للنفس هل نستمر في البكاء والعويل ونرضى بالمصير المظلم...   نشاهد الصراع الشرير ونعيش أذلاء ننتظر  قدوم المهدي المنتظر حتى يأتي ويحل الفرج يوما ما بإذن الله تعالى، أم نتوحد ونطلق بوق النفير بقوة وعزم شديد وندافع بالحق والضمير بإخلاص وطهارة وإيمان كبير طالبين النصر من الله تعالى بأن نفوز وننجح في الدفاع عن وطننا ووجودنا قبل ان تدوسنا الأقدام الشريرة ونتلاشى في خضم الفوضى ونصبح أذلاء مقهورين كما عشنا أيام المقبور، الأحياء منا، اذا أطال الله تعالى أعمارهم يرضوا بالواقع المرير للعيش المهين بلا طعم ...

              لقد وهن العظم لدي وحل الشيب بالرأس وليس لدي أي نوع من أنواع الطموح لتبوء اي مراكز عامة مهما كانت حيث أنا  الآن متقدم في السن ولدي بعض الأمراض التي تنهش في الجسد المتهالك ببطء كل يوم، وكل  رغبتي وحلمي ان أعيش بقية أيامي في وطني ليبيا متقاعدا هانئ البال في أمن وأمان كما كانت في الخمسينات والستينات العهد الزاهر للملك إدريس الزاهد الذي لم نعرف قدره حتى فقدناه...

            لا أدعو للشر والقتل وسفك الدماء، ولا الإنتقام والتشفي في الظالمين القتلة المجرمين الذين معظمهم متورطين بدون معرفة ولا فهم، مخدرين بتعاليم هدامة شريرة بإسم تجديد الدين الإسلامي...  الصلاح والإصلاح من دعاة الشر، القتل والإغتيال المفرط لكل شريف وطني يتحدى الشر ويرفض الأوامر، نظير تناول حبوب هلوسة من شياطين الإنس والجان، والعيش في الجنة الزائفة التي كلها بغاء وعهر كما كان يحدث من مئات السنيين الماضية أيام الخوارج الرافضين للحق المبين في عهد (حسن الصباح ) في قلعته بأعالي الجبال بالشرق حيث حقبة التاريخ الأسود التي  مضت تعيد نفسها من جديد.

            وكل دعائي ودعوتي الجادة بقوة تنظيم الشرفاء الأحرار ذوي الكرامة والوطنية أنفسهم في وحدة وتلاحم يدا واحدة، للدفاع عن الدين، ويعرفون ويفهمون أسرار اللعبة الخبيثة الدولية التي تدار من القوى الخفية والمحلية التي تريد الفتن وتفكيك وطننا إلى مقاطعات ودويلات  قزمية كما حدث في العديد من الدول في عصرنا الحاضر آخرها السودان، حتى يستطيعون الدفاع بقوة صد الجرائم التي ترتكب كل يوم باسم الدين، الذي تم تشويهه من قبل هؤلاء المارقين الضالين الخوارج، والدين براء منهم دنيا وآخرة...

           وكل عام والأحرار الوطنيين والقراء بخير، ونرجو من الله تعالى أن يهدي الضالين المارقين إلى التوبة والتوقف عن الشر وسفك الدماء والإضرار بإخوتهم الآخرين ...  والله الموفق...                                                                                 
                             رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment